رسائل الإسلام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


ديني ثقافي تعليمي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
   أهلا وسهلا بكم في منتدى رسائل الإسلام معا من اجل نصرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلمتفسير سورة البقره - صفحة 2 Resalh10

 

 تفسير سورة البقره

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, ... 10, 11, 12  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة البقره - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: تفسير سورة البقره   تفسير سورة البقره - صفحة 2 Emptyالإثنين فبراير 27, 2012 2:50 am

تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

تفسير سورة البقره


1-الم


مقدمة تفسير سورة البقرة بسم الله الرحمن الرحيم-فضائل سورة البقرة- « ذكر ما ورد في فضلها » قال الإمام أحمد « 5/26
» حدثنا عارم حدثنا معتمر عن أبيه عن رجل عن أبيه عن معقل بن يسار أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال البقرة سنام القرآن وذروته نزل مع كل آية منها ثمانون
ملكا واستخرجت « الله لا إله إلا هو الحي القيوم » من تحت
العرش فوصلت بها أو فوصلت بسورة البقرة ويس قلب القرآن لا يقرؤها رجل يريد الله
والدار الآخرة إلا غفر له واقرؤوها على موتاكم انفرد به أحمد وقد رواه أحمد أيضا
« 5/26 » عن عارم عن عبد الله بن المبارك عن سليمان التيمي
عن أبي عثمان وليس بالنهدي عن أبيه عن معقل بن يسار قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم اقرؤها على موتاكم يعني يس فقد بينا بهذا الإسناد معرفة المبهم في
الرواية الأولى وقد أخرج هذا الحديث على هذه الصفة في الرواية الثانية أبو داود
« 3121 » والنسائي « عمل 1074 »
وابن ماجه « 1448 » وقد روى الترمذي « 2878 » من حديث حكيم بن جبير وفيه ضعف عن أبي صالح عن أبي هريرة
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لكل شيء سنام وإن سنام القرآن البقرة وفيها
آية هي سيدة آي القرآن آية الكرسي وفي مسند أحمد « 284/2 »
وصحيح مسلم « 780 » والترمذي « 2877
» والنسائي « قرآن 40 » من حديث سهيل بن أبي صالح عن
أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تجعلوا
بيوتكم قبورا فإن البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة لا يدخله الشيطان وقال الترمذي
حسن صحيح وقال أبو عبيد القاسم بن سلام « فضائل 121 » حدثني
ابن أبي مريم عن ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن سنان بن سعد عن أنس بن مالك قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الشيطان يخرج من البيت إذا سمع سورة البقرة
تقرأ فيه سنان بن سعد ويقال بالعكس وثقه ابن معين واستنكر حديثه أحمد بن حنبل وغيره
وقال أبو عبيد « 121 » حدثنا محمد بن جعفر عن شعبة عن سلمة
بن كهيل عن أبي الأحوص عن عبد الله يعني ابن مسعود رضي الله عنه قال إن الشيطان يفر
من البيت يسمع فيه سورة البقرة ورواه النسائي في اليوم والليلة «
964 » وأخرجه الحاكم في مستدركه « 2/260 » من حديث
شعبة ثم قال الحاكم صحيح الإسناد ولم يخرجاه وقال ابن مردويه حدثنا أحمد بن كامل
حدثنا أبو إسماعيل الترمذي حدثنا أيوب بن سليمان بن بلال حدثني أبو بكر بن أبي أويس
عن سليمان بن بلال عن محمد بن عجلان عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله بن
مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ألفين أحدكم يضع إحدى رجليه على
الأخرى يتغنى ويدع سورة البقرة يقرؤها فإن الشيطان ينفر من البيت تقرأ فيه سورة
البقرة وإن أصفر البيوت الجوف الصفر لمن كتاب الله وهكذا رواه النسائي في اليوم
والليلة « 963 » عن محمد بن نصر عن أيوب بن سليمان به وروى
الدارمي في مسنده عن ابن مسعود قال ما من بيت يقرأ فيه سورة البقرة إلا خرج منه
الشيطان وله ضراط وقال إن لكل شيء سناما وإن سنام القرآن سورة البقرة وإن لكل شيء
لبابا وإن لباب القرآن المفصل وروى أيضا من طريق الشعبي قال قال عبد الله بن مسعود
من قرأ عشر آيات من سورة البقرة في ليلة لم يدخل ذلك البيت شيطانتلك الليلة أربع من
أولها وآية الكرسي وآيتان بعدها وثلاث آيات من آخرها وفى رواية لم يقربه ولا أهله
يومئذ شيطان ولا شيء يكرهه ولا يقرأن على مجنون إلا أفاق وعن سهل بن سعد قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لكل شيء سناما وإن سنام القرآن البقرة وإن من
قرأها فى بيته ليلة لم يدخله الشيطان ثلاث ليال ومن قرأها فى بيته نهارا لم يدخله
شيطان ثلاثة أيام رواه أبو القاسم الطبراني « كبير 5864 »
وأبو حاتم وابن حبان فى صحيحه « 780 » وابن مردويه
من حديث الأزرق بن علي حدثنا حسان بن إبراهيم حدثنا خالد بن سعيد المدني عن أبي
حازم عن سهل به وعند خالد بن حبان بن سعيد المديني وقد روى الترمذي « 2876 » والنسائي « كبرى 8749 » وابن
ماجه « 217 » من حديث عبد الحميد بن جعفر عن سعيد المقبري
عن عطاء مولى أبي أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال بعث رسول الله صلى الله عليه
وسلم بعثا وهم ذوو عدد فاستقرأهم فاستقرأ كل واحد منهم يعني ما معه من القرآن فأتى
على رجل من أحدثهم سنا فقال ما معك يا فلان فقال معي كذا وكذا وسورة البقرة فقال
أمعك سورة البقرة قال نعم قال اذهب فأنت أميرهم فقال رجل من أشرافهم والله ما منعني
أن أتعلم سورة البقرة إلا أني خشيت أن لا أقوم بها فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم تعلموا القرآن واقرؤه فإن مثل القرآن لمن تعلمه فقرأ وقام به كمثل جراب محشو
مسكا يفوح ريحه في كل مكان ومثل من تعلمه فيرقد وهو في جوفه كمثل جراب أوكي على مسك
هذا لفظ رواية الترمذي ثم قال هذا حديث حسن ثم رواه من حديث الليث عن سعيد عن عطاء
مولى أبي أحمد مرسلا فالله أعلم قال البخاري « 5018 » وقال
الليث حدثني يزيد بن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن أسيد بن حضير رضي الله عنه قال
بينما هو يقرأ من الليل سورة البقرة وفرسه مربوطة عنده إذ جالت الفرس فسكت فسكنت
فقرأ فجالت الفرس فسكت فسكنت ثم قرأ فجالت الفرس فانصرف وكان ابنه يحيى قريبا منها
فأشفق أن تصيبه فلما أخذ رفع رأسه إلى السماء حتى ما يراها فلما أصبح حدث النبي صلى
الله عليه وسلم فقال اقرأ يابن حضير قال فأشفقت يا رسول الله أن تطأ يحيى وكان منها
قريبا فرفعت رأسي وانصرفت إليه فرفعت رأسي إلى السماء فإذا مثل الظلة فيها أمثال
المصابيح فخرجت حتى لا أراها قال وتدري ما ذاك قال لا قال تلك الملائكة دنت لصوتك
ولو قرأت لأصبحت ينظر الناس إليها لا تتوارى منهم وهكذا رواه الإمام العالم أبو
عبيد القاسم بن سلام في كتاب فضائل القرآن عن عبد الله بن صالح ويحيى بن بكير عن
الليث به وقد روي من وجه آخر « م 796 » عن أسيد بن حضير كما
تقدم والله أعلم وقد وقع نحو من هذا لثابت بن قيس بن شماس رضي الله عنه وذلك فما
رواه أبو عبيد « 122 » حدثنا عباد بن عباد عن جرير بن حازم
عن جرير بن زيد أن أشياخ أهل المدينة حدثوه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل له
ألم تر ثابت بن قيس بن شماس لم تزل داره البارحة تزهر مصابيح قال فلعله قرأ سورة
البقرة قال فسألت ثابتا فقال قرأت سورة البقرة وهذا إسناد جيد إلا أن فيه إبهاما ثم
هو مرسل والله أعلم-فضائل سورتي البقرة وآل عمران- « ذكر ما ورد في
فضلها مع آل عمران » قال الإمام أحمد « 5/248 »
حدثنا أبو نعيم حدثنا بشير بن مهاجر حدثني عبد الله بن بريدة عن أبيه قال
كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فسمعته يقول تعلموا سورة البقرة فإن أخذها
بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة قال ثم سكت ساعة ثم قال تعلموا سورة البقرة
وآل عمران فإنهما الزهراوان يظلان صاحبهما يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان
أو فرقان من طير صواف وإن القرآن يلقى صاحبه يوم القيامة حين ينشق عنه قبره كالرجل
الشاحب فيقول له هل تعرفني فيقول ما أعرفك فيقول أنا صاحبك القرآن الذي أظمأتك في
الهواجر وأسهرت ليلك وإن كل تاجر من وراء تجارته وإنك اليوم من وراء كل تجارة فيعطى
الملك بيمينه والخلد بشماله ويوضع على رأسه تاج الوقار ويكسى والداه حلتان لا يقوم
لهما أهل الدنيا فيقولان بما كسينا هذا فيقال بأخذ ولدكما القرآن ثم يقال اقرأ
واصعد في درج الجنة وغرفها فهو في صعود ما دام يقرأ هذا كان أو ترتيلا وروى ابن
ماجه « 3781 » من حديث بشير بن المهاجر بعضه وهذا إسناد حسن
على شرط مسلم فإن بشرا هذا أخرج له مسلم ووثقه ابن معين وقال النسائي ليس به بأس
إلا أن الإمام أحمد قال فيه هو منكر الحديث قد اعتبرت أحاديثه فإذا هي تأتي بالعجب
وقال البخاري يخالف في بعض حديثه وقال أبو حاتمالرازي يكتب حديثه ولا يحتج به وقال
ابن عدي روى ما لا يتابع عليه وقال الدارقطني ليس بالقوي « قلت »
ولكن لبعضه شواهد فمن ذلك حديث أبي أمامة الباهلي قال الإمام أحمد « 5/249 » حدثنا عبد الملك بن عمرو حدثنا هشام عن يحيى بن أبي
كثير عن أبي سلام عن أبي أمامة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اقرؤوا
القرآن فإنه شافع لأهله يوم القيامة اقرؤوا الزهراوان البقرة وآل عمران فإنهما
يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان أو كأنهما فرقان طير صواف
يحاجان عن أهلهما يوم القيامة ثم قال اقرؤوا البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا
تستطيعها البطلة وقد رواه مسلم « 804 » في الصلاة من حديث
معاوية بن سلام عن أخيه زيد بن سلام عن جده أبي سلام ممطور الحبشي عن أبي أمامة صدى
بن عجلان الباهلي به الزهراوان المنيرتان والغياية ما أظلك من فوقك والفرق القطعة
من الشيء والصواف المصطفة المتضامة والبطلة السحرة ومعنى لا تستطيعها أي لا يمكنهم
حفظها وقيل لا تستطيع النفوذ في قارئها والله أعلم ومن ذلك حديث النواس بن سمعان
قال الإمام أحمد « 4/183 » حدثنا يزيد بن عبد ربه حدثنا
الوليد بن مسلم عن محمد بن مهاجر عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشي عن جبير بن نفير
قال سمعت النواس بن سمعان الكلابي يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمهم سورة البقرة وآل
عمران وضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعد قال
كأنهما غمامتان أو ظلتان سوداوان بينهما شرق أو كأنهما فرقان من طير صواف يحاجان عن
صاحبهما ورواه مسلم « 805 » عن إسحاق بن منصور عن يزيد بن
عبد ربه به والترمذي « 2883 » من حديث الوليد بن عبد الرحمن
الجرشي به وقال حسن غريب وقال أبو عبيد « ص 126 » حدثنا
حجاج عن حماد بن سلمة عن عبد الملك بن عمير قال قال حماد أحسبه عن أبي منيب عن عمه
أن رجلا قرأ البقرة وآل عمران فلما قضى صلاته قال له كعب أقرأت البقرة وآل عمران
قال نعم قال فوالذي نفسي بيده إن فيهما اسم الله الذي إذا دعى به استجاب قال
فأخبرني به قالك لا والله لا أخبرك به ولو أخبرتك به لأوشكت أن تدعوه بدعوة أهلك
فيها أنا وأنت وحدثنا عبد الله بن صالح عن معاوية بن صالح عن سليم بن عامر أنه سمع
أبا أمامة يقول إن أخا لكم رأى في المنام أن الناس يسلكون في صدع جبل وعر طويل وعلى
رأس الجبل شجرتان خضراوان يهتفان هل فيكم قارئ يقرأ سورة البقرة وهل فيكم قارئ يقرأ
سورة آل عمران قال فإذا قال الرجل نعم دنتا منه بأعذاقهما حتى يتعلق بهما فيخطران
به الجبل وحدثنا عبد الله بن صالح عن معاوية بن صالح عن أبي عمران أنه سمع أم
الدرداء تقول إن رجلا ممن قرأ القرآن أغار على جار له فقتله وإنه أقيد به فقتل فما
زال القرآن ينسل منه سورة سورة حتى بقيت البقرة وآل عمران جمعة ثم إن آل عمران
أنسلت منه وأقامت البقرة جمعة فقيل لها « ما يبدل القول لدي وما
أنا بظلام للعبيد » قال فخرجت كأنها السحابة العظيمة قال أبو عبيد « ص 127 » أراه يعني أنهما كانتا معه في قبره يدفعان عنه ويؤنسانه
فكانتا من آخر ما بقي معه من القرآن وقال أيضا حدثنا أبو مسهر الغساني عن سعيد بن
عبد العزيز التنوخي أن يزيد بن الأسود الجرشي كان يحدث أنه من قرأ البقرة وآل عمران
في يوم برئ من النفاق حتى يمسي ومن قرأهما في ليلة برئ من النفاق حتى يصبح قال فكان
يقرؤهما كل يوم وليلة سوى جزئه وحدثنا يزيد عن وقاء بن إياس عن سعيد بن جبير قال
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه من قرأ البقرة وآل عمران في ليلة كان أو كتب من
القانتين فيه انقطاع ولكن ثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ
بهما في ركعة واحدة-فضائل السور السبع الطوال- « ذكر ما ورد في فضل
السبع الطول » قال أبو عبيد « ص 119 » حدثنا هشام بن
إسماعيل الدمشقي عن محمد بن شعيب عن سعيد بن بشير عن قتادة عن أبي المليح عن واثلة
بن الأسقع عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أعطيت السبع الطول مكان التوراة وأعطيت
المئين مكان الإنجيل وأعطيت المثاني مكان الزبور وفضلت بالمفصل هذا حديث غريب وسعيد
بن أبي بشير فيه لين وقد رواه أبو عبيد « ص 120 » عن عبد
الله بن صالح عن الليث عن سعيد بن أبي هلال قال بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال فذكره واللهأعلم ثم قال حدثنا إسماعيل بن جعفر عن عمرو بن أبي عمرو مولى
المطلب بن عبد الله بن حنطب عن حبيب بن هند الأسلمي عن عروة عن عائشة رضي الله عنها
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أخذ السبع فهو حبر وهذا أيضا غريب وحبيب بن هند
بن أسماء بن هند بن حارثة الأسلمي روى عنه عمرو بن أبي عمرو وعبد الله بن أبي بكرة
وذكره أبو حاتم الرازي ولم يذكر فيه جرحا فالله أعلم وقد رواه الإمام أحمد « 6/72 » عن سليمان بن داود وحسين كلاهما عن إسماعيل بن جعفر به
ورواه « 6/82 » أيضا عن أبي سعيد عن سليمان بن بلال عن عمرو
بن أبي عمرو عن حبيب بن هند عن عروة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
من أخذ السبع الأول من القرآن فهو حبر قال أحمد « 6/73 »
وحدثنا حسين حدثنا ابن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله
عليه وسلم مثله قال عبد الله بن أحمد وهذا أرى فيه عن أبيه عن الأعرج ولكن كذا كان
في الكتاب بلا أبي فلا أدري أغفله أبي أو كذا هو مرسل وروى الترمذي عن أبي هريرة أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بعثا وهم ذوو عدد وقدم عليهم أحدثهم سنا لحفظه
سورة البقرة وقال له اذهب فأنت أميرهم وصححه الترمذي ثم قال أبو عبيد « ص 120 » حدثنا هشيم أخبرنا أبو بشر عن سعيد بن جبير في قوله
تعالى « ولقد آتيناك سبعا من المثاني » قال هي السبع الطول
البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنعام والأعراف ويونس قال وقال مجاهد هي
السبع الطول وهكذا قال مكحول وعطية بن قيس وأبو محمد القاري شداد بن أوس ويحيى بن
الحارث الذماري في تفسير الآية بذلك وفي تعدادها وإن يونس هي السابعة- « فصل » والبقرة جميعها مدنية بلا خلاف وهي من أوائل ما نزل بها
لكن قوله تعالى فيه « واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله »
يقال إنها آخر ما نزل من القرآن ويحتمل أن تكون منها وكذلك آيات الربا من
آخر ما نزل وكان خالد بن معدان يسمي البقرة فسطاط القرآن قال بعض العلماء وهي
مشتملة على ألف خبر وألف أمر وألف نهي وقال العادون آياتها مئتان وثمانون وسبع آيات
وكلماتها ستة آلاف كلمة ومئة وإحدى وعشرون كلمة وحروفها خمسة وعشرون ألفا وخمس مئة
حرف فالله أعلم قال ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس نزلت بالمدينة سورة البقرة وقال
خصيف عن مجاهد عن عبد الله بن الزبير قال نزلت بالمدينة سورة البقرة وقال الواقدي
حدثني الضحاك بن عثمان عن أبي الزناد عن خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه قال نزلت
البقرة بالمدينة وهكذا قال غير واحد من الأئمة والعلماء والمفسرين ولا خلاف فيه
وقال ابن مردويه حدثنا محمد بن معمر حدثنا الحسن بن علي بن الوليد حدثنا خلف بن
هشام وحدثنا عيسى بن ميمون عن موسى بن أنس بن مالك عن أبيه قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم لا تقولوا سورة البقرة ولا سورة آل عمران ولا سورة النساء وكذا
القرآن كله ولكن قولوا السورة التي يذكر فيها البقرة والتي يذكر فيها آل عمران وكذا
القرآن كله هذا حديث غريب لا يصح رفعه وعيسى بن ميمون هذا هو أبو سلمة الخواص وهو
ضعيف الرواية لا يحتج به وقد ثبت في الصحيحين « خ 1748 م 1296 »
عن ابن مسعود أنه رمى الجمرة من بطن الوادي فجعل البيت عن يساره ومنى عن
يمينه ثم قال هذا مقام الذي أنزلت عليه سورة البقرة أخرجاه وروى ابن مردويه من حديث
شعبة عن عقيل بن طلحة عن عتبة بن مرثد قال رأى النبي صلى الله عليه وسلم في أصحابه
تأخرا فقال يا أصحاب سورة البقرة وأظن هذا كان يوم حنين يوم ولوا مدبرين أمر العباس
فناداهم يا أصحاب الشجرة يعني أهل بيعة الرضوان وفي رواية يا أصحاب سورة البقرة
لينشطهم بذلك فجعلوا يقبلون من كل وجه وكذلك يوم اليمامة مع أصحاب مسيلمة جعل
الصحابة يفرون لكثافة جيش بني حنيفة فجعل المهاجرون والأنصار يتنادون يا أصحاب سورة
البقرة حتى فتح الله عليهم رضي الله عن أصحاب رسول الله أجمعين**الحروف المقطعة في
أوائل بعض السور-قد أختلف المفسرون في الحروف المقطعة التي في أوائل السور فمنهم من
قال هي مما استأثر الله بعلمه فردوا علمهاإلى الله ولم يفسروها حكاه القرطبي في
تفسيره عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وابن مسعود رضي الله عنهم أجمعين وقال عامر
الشعبي وسفيان الثوري والربيع بن خيثم وأبو حاتم بن حبان ومنهم من فسرها واختلف
هؤلاء في معناها فقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم إنما هي أسماء السور قال العلامة
أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري في تفسيره وعليه إطباق الأكثر ونقله عن سيبويه
أنه نص عليه ويعتضد لهذا بما ورد في الصحيحين « خ 891 م 880 »
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة الصبح يوم
الجمعة الم السجدة وهل أتى على الإنسان وقال سفيان الثوري عن ابن أبي نجيح عن مجاهد
أنه قال الم وحم والمص وص فواتح افتتح الله بها القرآن وكذا قال غيره عن مجاهد وقال
مجاهد في رواية أبي حذيفة موسى بن مسعود عن شبل عن ابن أبي نجيح عنه أنه قال الم
إسم من أسماء القرآن وهكذا قال قتادة وزيد بن أسلم ولعل هذا يرجع إلى معنى قول عبد
الرحمن بن زيد بن أسلم أنه إسم من أسماء السور فإن كل سورة يطلق عليها إسم القرآن
فإنه يبعد أن يكون المص اسما للقرآن كله لأن المتبادر إلى فهم سامع من يقول قرأت
المص إنما ذلك عبارة عن سورة الأعراف لا لمجموع القرآن والله أعلم وقيل هي اسم من
أسماء الله تعالى فقال الشعبي فواتح السور من أسماء الله تعالى وكذلك قال سالم بن
عبد الله وإسماعيل بن عبد الرحمن السدي الكبير وقال شعبة عن السدي بلغني أن ابن
عباس قال « الم » إسم من أسماء الله الأعظم هكذا رواه ابن
أبي حاتم من حديث شعبة ورواه ابن جرير عن بندار عن ابن مهدي عن شعبة قال سألت السدي
عن حم وطس والم فقال قال ابن عباس هي إسم الله الأعظم وقال ابن جرير وحدثنا محمد بن
المثنى حدثنا أبو النعمان حدثنا شعبة عن إسماعيل السدي عن مرة الهمداني قال قال عبد
الله فذكر نحوه وحكى مثله عن علي وابن عباس وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس هو
قسم أقسم الله به وهو من أسماء الله تعالى وروى ابن أبي حاتم وابن جرير من حديث ابن
علية عن خالد الحذاء عن عكرمة أنه قال الم قسم ورويا أيضا من حديث شريك بن عبد الله
عن عطاء بن السائب عن أبي الضحى عن ابن عباس الم قال أنا الله أعلم وكذا قال سعيد
بن جبير وقال السدي عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس وعن مرة الهمذاني عن ابن
مسعود وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الم قال أما الم فهي حروف استفتحت
من حروف هجاء أسماء الله تعالى وقال أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي
العالية في قوله تعالى الم قال هذه الأحرف الثلاثة من التسعة والعشرين حرفا دارت
فيها الألسن كلها ليس منها حرف إلا وهو مفتاح اسم من أسمائه وليس منها حرف إلا وهو
من آلائه وبلائه وليس منها حرف إلا وهو في مدة أقوام وآجالهم قال عيسى بن مريم عليه
السلام وعجب فقال وأعجب أنهم ينطقون بأسمائه ويعيشون في رزقه فكيف يكفرون به فالألف
مفتاح اسم الله واللام مفتاح اسمه لطيف والميم مفتاح اسمه مجيد فالألف آلاء الله
واللام لطف الله والميم مجد الله والألف سنة واللام ثلاثون سنة والميم أربعون سنة
هذا لفظ ابن أبي حاتم ونحوه رواه ابن جرير ثم شرع يوجه كل واحد من هذه الأقوال
ويوفق بينها وأنه لا منافاة بين كل واحد منها وبين الآخر وأن الجمع ممكن فهي أسماء
للسور ومن أسماء الله تعالى يفتتح بها السور فكل حرف منها دل على اسم من اسمائه
وصفة من صفاته كما افتتح سورا كثيرة بتحميده وتسبيحه وتعظيمه قال ولا مانع من دلالة
الحرف منها على إسم من أسماء الله وعلى صفة من صفاته وعلى مدة وغير ذلك كما ذكره
الربيع بن أنس عن أبي العالية لأن الكلمة الواحدة تطلق على معان كثيرة كلفظة الأمة
فانها تطلق ويراد به الدين كقوله تعالى « إنا وجدنا آباءنا على أمة
» وتطلق ويراد بها الرجل المطيع لله كقوله تعالى « إن
إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين » وتطلق ويراد بها
الجماعة كقوله تعالى « وجد عليه أمة من الناس يسقون » وقوله
تعالى « ولقد بعثنا في كل أمة رسولا » وتطلق ويراد بها
الحين من الدهر كقوله تعالى « وقال الذي نجا منهما وادكر بعد أمة »
أي بعد حين على أصح القولين قال فكذلك هذا حاصل كلامه موجها ولكن هذا ليس
كما ذكره أبو العالية فإن أبا العالية زعم ان الحرف دل على هذا وعلىهذا وعلى هذا
معا ولفظة الأمة وما أشبهها من الألفاظ المشتركة في الإصطلاح إنما دل في القرآن في
كل موطن على معنى واحد دل عليه سياق الكلام فأما حمله على مجموع محامله اذا أمكن
فمسألة مختلف فيها بين علماء الأصول ليس هذا موضع البحث فيها والله أعلم ثم ان لفظة
الأمة تدل على كل من معانيها في سياق الكلام بدلالة الوضع فأما دلالة الحرف الواحد
على إسم يمكن ان يدل على إسم آخر من غير أن يكون أحدهما أولى من الآخر في التقدير
أو الاضمار بوضع ولا بغيره فهذا مما لا يفهم إلا بتوقيف والمسألة مختلف فيها وليس
فيها إجماع حتى يحكم به وما أنشدوه من الشواهد على صحة اطلاق الحرف الواحد على بقية
الكلمة فإن في السياق ما يدل على ما حذف بخلاف هذا كما قال الشاعر-قلنا لها قفي
فقالت قاف لا تحسبي أنا نسينا الإيجاف-تعني وقفت وقال الآخر-ما للظليم عال كيف لا ي
نقد عنه جلده إذا ي-فقال ابن جرير كأنه أراد أن يقول إذا يفعل كذا وكذا فاكتفى
بالياء من يفعل وقال الآخر-بالخير خيرات وإن شرا ف ولا أريد الشر إلا أن ت-يقول وان
شرا فشر ولا أريد الشر إلا أن تشاء فاكتفى بالفاء والتاء من الكلمتين عن بقيتهما
ولكن هذا ظاهر من سياق الكلام والله أعلم قال القرطبي وفي الحديث من أعان على قتل
مسلم بشطر كلمة الحديث قال سفيان هو أن يقول في اقتل أق وقال خصيف عن مجاهد إنه قال
فواتح السور كلها « ق » و « ص » و
« حم » و « طسم » و « الر » وغير ذلك هجاء موضوع وقال بعض أهل العربية هي حروف من
حروف المعجم استغنى بذكر ما ذكر منها في أوائل السور عن ذكر بواقيها التي هي تتمة
الثمانية والعشرين حرفا كما يقول القائل ابني يكتب في ا ب ت ث أي في حروف المعجم
الثمانية والعشرين فيستغنى بذكر بعضها عن مجموعها حكاه ابن جرير قلت مجموع الحروف
المذكورة في أوائل السور بحذف المكرر منها أربعة عشر حرفا وهي ا ل م ص ر ك ه ي ع ط
س ح ق ن يجمعها قولك نص حكيم قاطع له سر وهي نصف الحروف عددا والمذكور منها أشرف من
المتروك وبيان ذلك من صناعة التصريف قال الزمخشري وهذه الحروف الأربعة عشر مشتملة
على أصناف أجناس الحروف يعني من المهموسة والمهجورة ومن الرخوة والشديدة ومن
المطبقة والمفتوحة ومن المستعلية والمنخفضة ومن حروف القلقة وقد سردها مفصلة ثم قال
فسبحان الذي دقت في كل شيء حكمته وهذه الأجناس المعدودة مكثورة بالمذكورة منها وقد
علمت أن معظم الشيء وجله ينزل منزلة كله ومن ههنا لحظ بعضهم في هذا المقام كلاما
فقال لا شكأن هذه الحروف لم ينزلها سبحانه وتعالى عبثا ولا سدى ومن قال من الجهلة
ان في القرآن ماهو تعبد لا معنى له بالكلية فقد أخطأ خطأ كبيرا فتعين أن لها معنى
في نفس الأمر فإن صح لنا فيها عن المعصوم شيء قلنا به وإلا وقفنا حيث وقفنا وقلنا
« آمنا به كل من عند ربنا » ولم يجمع العلماء فيها على شيء
معين وإنما اختلفوا فمن ظهر له بعض الأقوال بدليل فعليه اتباعه وإلا فالوقف حتى
يتبين هذا مقام المقام الآخر في الحكمة التي اقتضت إيراد هذه الحروف في أوائل السور
ما هي مع مقطع النظر عن معانيها في أنفسها فقال بعضهم إنما ذكرت ليعرف بها أوائل
السور حكاه ابن جرير وهذا ضعيف لأن الفصل حاصل بدونها فيما لم تذكر فيه وفيما ذكرت
فيه البسملة تلاوة وكتابة وقال آخرون بل ابتدئ بها لتفتح لإستماعها أسماع المشركين
إذ تواصوا بالإعراض عن القرآن حتى إذا استمعوا له تلا عليهم المؤلف منه حكاه ابن
جرير أيضا وهو ضعيف أيضا لأنه لو كان كذلك لكان ذلك في جميع السور لا يكون في بعضها
بل غالبها ليس كذلك ولو كان كذلك أيضا لا ينبغي الإبتداء بها في أوائل الكلام معهم
سواء كان افتتاح سورة أو غير ذلك ثم إن هذه السورة والتي تليها أعني البقرةوآل
عمران مدنيتان ليستا خطابا للمشركين فانتقض ما ذكروه بهذه الوجوه وقال آخرون بل
إنما ذكرت هذه الحروف في أوائل السور التي ذكرت فيها بيانا لإعجاز القرآن وأن الخلق
عاجزون عن معارضته بمثله هذا مع أنه مركب من هذه الحروف المقطعة التي يتخاطبون بها
وقد حكى هذا المذهب الرازي في تفسيره عن المبرد وجمع من المحققين وحكى القرطبي عن
الفراء وقطرب نحو هذا وقرره الزمخشري في كشافه ونصره أتم نصر وإليه ذهب الشيخ
الإمام العلامة أبو العباس ابن تيمية وشيخنا الحافظ المجتهد أبو الحجاج المزي وحكاه
لي عن ابن تيمية قال الزمخشري ولم ترد كلها مجموعة في أول القرآن وإنما كررت ليكون
أبلغ في التحدي والتبكيت كما كررت قصص كثيرة وكرر التحدي بالصريح في أماكن قال وجاء
منها على حرف واحد كقوله ص ن ق وحرفين مثل « حم » وثلاثة
مثل « الم » وأربعة مثل « المر » و
« المص » وخمسة مثل « كهعيص » و
« حمعسق » لأن أساليب كلامهم على هذا من الكلمات ماهو على
حرف وعلى حرفين وعلى ثلاثة وعلى أربعة وعلى خمسة لا أكثر من ذلك «
قلت » ولهذا كل سورة افتتحت بالحروف فلا بد أن يذكر فيها الإنتصار للقرآن
وبيان إعجازه وعظمته وهذا معلوم بالإستقراء وهو الواقع في تسع وعشرين سورة ولهذا
يقول تعالى « الم ذلك الكتاب لا ريب فيه » « الم الله لاإله إلا هو الحي القيوم نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما
بين يديه » « المص كتاب أنزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه
» « الر كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى
النور باذن ربهم » « الم تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب
العالمين » « حم تنزيل من الرحمن الرحيم » « حم عسق كذلك يوحي إليك وإلى الذين من قبلك الله العزيز الحكيم »
وغير ذلك من الآيات الدالة على صحة ما ذهب إليه هؤلاء لمن أمعن النظر والله
أعلم وأما من زعم أنها دالة على معرفة المدد وأنه يستخرج من ذلك أوقات الحوادث
والفتن والملاحم فقد ادعى ماليس له وطار في غير مطاره وقد ورد في ذلك حديث ضعيف وهو
مع ذلك أدل على بطلان هذا المسلك من التمسك به على صحته وهو ما رواه محمد بن إسحاق
بن يسار صاحب المغازي حدثني الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس عن جابر بن عبد الله بن
رئاب قال مر أبو ياسر بن أخطب في رجال من يهود برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو
يتلو فاتحة سورة البقرة « الم ذلك الكتاب لا ريب فيه » فأتى
أخاه حيي بن أخطب في رجال من اليهود فقال تعلمون والله لقد سمعت محمدا يتلو فيما
أنزل الله تعالى عليه « الم ذلك الكتاب لا ريب فيه » فقال
أنت سمعته قال نعم قال فمشى حيي بن أخطب في أولئك النفر من اليهود إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقالوا يا محمد ألم يذكر أنك تتلو فيما أنزل الله عليك « الم ذلك الكتاب » فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بلى فقالوا
جاءك بهذا جبريل من عند الله فقال نعم قالوا لقد بعث الله قبلك أنبياء ما نعلمه بين
لنبي منهم ما مدة ملكه وما أجل أمته غيرك فقام حيي بن أخطب وأقبل على من كان معه
فقال لهم الألف واحدة واللام ثلاثون والميم أربعون فهذه إحدى وسبعون سنة أفتدخلون
في دين نبي إنما مدة ملكه وأجل أمته إحدى وسبعون سنة ثم أقبل على رسول الله صلى
الله عليه وسلم فقال يا محمد هل مع هذا غيره فقال نعم قال ماذاك قال المص قال هذا
أثقل وأطول الألف واحد واللام ثلاثون والميم أربعون والصاد تسعون فهذه إحدى وثلاثون
ومئة سنة هل مع هذا يامحمد غيره قال نعم قال ماذاك قال الر قال هذا أثقل وأطول
الألف واحدة واللام ثلاثون والراء مئتان فهذه إحدى وثلاثون ومئتا سنة فهل مع هذا
يامحمد غيره قال نعم قال ماذا قال المر قال هذا أثقل وأطول الألف واحدة واللام
ثلاثون والميم أربعون والراء مئتان فهذه إحدى وسبعون ومئتان ثم قال لقد لبس علينا
أمرك يامحمد حتى ما ندري أقليلا أعطيت أم كثيرا ثم قال قوموا عنه ثم قال أبو ياسر
لأخيه حيي بن أخطب ولمن معه من الأحبار ما يدريكم لعله قد جمع هذا لمحمد كله إحدى
وسبعون واحدى وثلاثون ومئة وإحدى وثلاثون ومئتان وإحدى وسبعون ومئتان فذلك سبعمئة
وأربع سنين فقالوا لقد تشابه علينا أمره فيزعمون ان هؤلاء الآيات نزلت فيهم « هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات
» فهذا الحديث مداره على محمد بن السائب الكلبي وهو ممن لا يحتج بما انفرد
به ثمكان مقتضى هذا المسلك إن كان صحيحا أن يحسب ما لكل حرف من الحروف الأربعة عشر
التي ذكرناها وذلك يبلغ منه جملة كثيرة وإن حسبت مع التكرر فأطم وأعظم والله أعلم



تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com

كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة البقره - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة البقره   تفسير سورة البقره - صفحة 2 Emptyالإثنين فبراير 27, 2012 4:37 am

26-إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا
فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن
رَّبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ
بِهَـذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ
بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ



. انظر تفسير الآية 27








تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة البقره - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة البقره   تفسير سورة البقره - صفحة 2 Emptyالإثنين فبراير 27, 2012 4:38 am

27-الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ
مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَـئِكَ هُمُ
الْخَاسِرُونَ



قال السدي في تفسيره عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس وعن مرة عن ابن مسعود
وعن ناس من الصحابة لما ضرب الله هذين المثلين للمنافقين يعني قوله تعالى « مثلهم كمثل الذي استوقد نارا » وقوله « أو كصيب
من السماء » الآيات الثلاث قال المنافقون الله أعلى وأجل من أن يضرب هذه
الأمثال فأنزل الله هذه الآية إلى قوله تعالى « هم الخاسرون »
وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة لما ذكر الله تعالى العنكبوت والذباب قال
المشركون ما بال العنكبوت والذباب يذكران فأنزل الله « إن الله لا
يستحي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها » وقال سعيد عن قتادة أي إن الله لا
يستحي من الحق أن يذكر شيئا مما قل أو كثر وإن الله حين ذكر في كتابه الذباب
والعنكبوت قال أهل الضلالة ما أراد من ذكر هذا فأنزل الله « إن
الله لا يستحي ان يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها » « قلت »
العبارة الأولى عن قتادة فيها إشعار أن هذه الآية مكية وليس كذلك وعبارة
رواية سعيد عن قتادة أقرب والله أعلم وروى ابن جريج عن مجاهد نحو هذا الثاني عن
قتادة وقال ابن أبي حاتم روي عن الحسن وإسماعيل بن أبي خالد نحو قول السدي وقتادة
وقال أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس في هذه الآية قال هذا مثل ضربه الله للدنيا
إذ البعوضة تحيا ما جاعت فإذا سمنت ماتت وكذلك مثل هؤلاء القوم الذين ضرب لهم هذا
المثل في القرآن إذا امتلأوا من الدنيا ريا أخذهم الله عند ذلك ثم تلا « فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء » هكذا رواه
ابن جرير ورواه ابن أبي حاتم من حديث أبي جعفر عن الربيع بن أنس عن أبي العالية
بنحوه فالله أعلم فهذا اختلافهم في سبب النزول وقد اختار ابن جرير ما حكاه السدي
لأنه أمس بالسورة وهو مناسب ومعنى الآية أنه تعالى أخبر أنه لا يستحي أي لا يستنكف
وقيل لا يخشى أن يضرب مثلا ما أي مثل كان بأي شيء كان صغيرا كان أو كبيرا وماههنا
للتقليل وتكون بعوضة منصوبة على البدل كما تقول لأضربن ضربا ما فيصدق بأدنى شيء أو
تكون ما نكرة موصوفة ببعوضة واختار ابن جرير ان ما موصولة وبعوضة معربة بإعرابها
قال وذلك سائغ في كلام العرب أنهم يعربون صلة ما ومن بإعرابهما لأنهما يكونان معرفة
تارة ونكرة اخرى كما قال حسان بن ثابت-وكفى بنا فضلا على من غيرنا حب النبي محمد
إيانا-قال ويجوز ان تكون بعوضة منصوبة بحذف الجار وتقدير الكلام إن الله لا يستحي
أن يضرب مثلا مابين بعوضة إلى مافوقها وهذا الذي اختاره الكسائي والفراء وقرأ
الضحاك وإبراهيمبن عبلة بعوضة بالرفع قال ابن جني وتكون صلة لما وحذف العائد كما في
قوله « تماما على الذي أحسن » أي على الذي هو أحسن وحكى
سيبويه ما أنا بالذي قائل لك شيئا أي بالذي هو قائل لك شيئا وقوله تعالى « فما فوقها » فيه قولان أحدهما فما دونها في الصغر والحقارة كما
إذا وصف لك رجل باللؤم والشح فيقول السامع نعم وهو فوق ذلك يعني فيما وصفت وهذا قول
الكسائي وابي عبيد قاله الرازي واكثر المحققين وفي الحديث لو أن الدنيا تزن عند
الله جناح بعوضة لما سقى كافرا منها شربة ماء والثاني فما فوقها لما هو أكبر منها
لأنه ليس شيء أحقر ولا أصغر من البعوضة وهذا قول قتادة بن دعامة واختيار ابن جرير
فإنه يؤيده ما رواه مسلم عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال ما من مسلم يشاك شوكة فما فوقها إلا كتب له بها درجة ومحيت عنه بها خطيئة فأخبر
أنه لا يستصغر شيئا يضرب به مثلا ولو كان في الحقارة والصغر كالبعوضة كما لا يستنكف
عن خلقها كذلك لا يستنكف من ضرب المثل بها كما ضرب المثل بالذباب والعنكبوت في قوله
« يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله
لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب
والمطلوب » وقال « مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء
كمثل العنكبوت اتخذت بيتا وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون »
وقال تعالى « ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة
طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال
للناس لعلهم يتذكرون ومثل كلمة خبيثة كشجرة اجتثت من فوق الأرض مالهامن قرار يثبت
الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين
ويفعل الله ما يشاء » وقال تعالى « ضرب الله مثلا عبدا
مملوكا لا يقدر على شيء » الآية ثم قال « وضرب الله مثلا
رجلين أحدهما أبكم لا يقدر على شيء وهو كل على مولاه أينما يوجهه لا يأت بخير هل
يستوي هو ومن يأمر بالعدل » الآية كما قال « ضرب لكم مثلا
من أنفسكم هل لكم مما ملكت أيمانكم من شركاء فيما رزقناكم » الآية وقال
« ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون » الآية وقال
« وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون » وفي
القرآن أمثال كثيرة قال بعض السلف اذا سمعت المثل في القرآن فلم أفهمه بكيت على
نفسي لأن الله قال « وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها الا
العالمون » وقال مجاهد في قوله تعالى « إن الله لا يستحي أن
يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها » الأمثال صغيرها وكبيرها يؤمن بها المؤمنون
ويعلمون أنها الحق من ربهم ويهديهم الله بها وقال قتادة « فأما
الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم » أي يعلمون أنه كلام الرحمن وأنه من
عند الله وروي عن مجاهد والحسن والربيع بن أنس نحو ذلك وقال أبو العالية « فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم » يعني هذا المثل
« وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا » كما
قال في سورة المدثر « وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة وما جعلنا
عدتهم إلا فتنة للذين كفروا ليستيقن الذين أوتوا الكتاب ويزداد الذين آمنوا إيمانا
ولا يرتاب الذين أوتوا الكتاب والمؤمنون وليقول الذين في قلوبهم مرض والكافرون ماذا
أراد الله بهذا مثلا كذلك يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء وما يعلم جنود ربك إلا هو
» وكذلك قال ههنا « يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا وما يضل به
الا الفاسقين » قال السدي في تفسيره عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس
وعن مرة عن ابن مسعود وعن ناس من الصحابة يضل به كثيرا يعني به المنافقين ويهدي به
كثيرا يعني به المؤمنين فيزيد هؤلاء ضلالة إلى ضلالتهم لتكذيبهم بما قد علموه حقا
يقينا من المثل الذي ضربه الله بما ضرب لهم وأنه لما ضرب له موافق فذلك إضلال الله
إياهم به ويهدي به يعني المثل كثيرا من أهل الإيمان والتصديق فيزيدهم هدى إلى هداهم
وإيمانا إلى إيمانهم لتصديقهم بما قد علموه حقا يقينا أنه موافق لما ضربه الله له
مثلا وإقرارهم به وذلك هداية من الله لهم به « وما يضل به إلا
الفاسقين » قال هم المنافقون وقال أبو العالية « وما يضل به
إلا الفاسقين » قال هم أهل النفاق وكذا قال الربيع بن أنس وقال ابن جرير عن
مجاهد عن ابن عباس « وما يضل به إلا الفاسقين » قال يقول
يعرفه الكافرون فيكفرون به وقال قتادة « وما يضل به إلا الفاسقين »
فسقوا فأضلهم الله على فسقهم وقال ابن أبي حاتم حدثت عن إسحاق بن سليمان عن
أبي سنان عن عمرو بن مرة عن مصعب بن سعد عن سعد « يضل به كثيرا »
يعني الخوارج وقال شعبة عن عمرو بن مرة عن مصعب بن سعد قال سألت أبي فقلت
قوله تعالى « الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه » إلى
آخر الآية فقال هم الحرورية وهذا الإسناد وإن صح عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه
فهو تفسير على المعنى لا أن الآية أريد منها التنصيص على الخوارج الذين خرجوا على
علي بالنهروان فإن أولئك لم يكونوا حال نزول الآية وإنما هم داخلون بوصفهم فيها مع
من دخل لأنهم سموا خوارج لخروجهم عن طاعة الإمام والقيام بشرائع الإسلام والفاسق في
اللغة هو الخارج عن الطاعة أيضا وتقول العرب فسقت الرطبة اذا خرجت من قشرتها ولهذا
يقال للفأرة فويسقة لخروجها عن جحرها للفساد وثبت في الصحيحين عن عائشة أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال خمس فواسق يقتلن في الحل والحرم الغراب والحدأة
والعقرب والفأرة والكلب العقور فالفاسق يشمل الكافر والعاصي ولكن فسق الكافر أشد
وأفحش والمراد به من الآية الفاسق الكافر والله أعلم بدليل أنه وصفهم بقوله تعالى
« الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن
يوصل ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون » وهذه الصفات صفات الكفار
المباينة لصفات المؤمنين كما قال تعالى في سورة الرعد « أفمن يعلم
أنما أنزل اليك من ربك الحق كمن هو أعمى إنما يتذكر أولوا الألباب الذين يوفون بعهد
الله ولا ينقضون الميثاق والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون
سوء الحساب » الآيات إلى أن قال « والذين ينقضون عهد الله
من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدونفي الأرض أولئك لهم اللعنة
ولهم سوء الدار » وقد اختلف أهل التفسير في معنى العهد الذي وصف هؤلاء
الفاسقين بنقضه فقال بعضهم هو وصية الله إلى خلقه وأمره إياهم بما أمرهم به من
طاعته ونهيه إياهم عما نهاهم عنه من معصيته في كتبه وعلى لسان رسله ونقضهم ذلك هو
تركهم العمل به وقال آخرون بل هي في كفار أهل الكتاب والمنافقين منهم وعهد الله
الذي نقضوه هو ما أخذه الله عليهم في التوراة من العمل بما فيها وأتباع محمد صلى
الله عليه وسلم اذا بعث والتصديق به وبما جاء به من عند ربهم ونقضهم ذلك هو جحودهم
به بعد معرفتهم بحقيقته وإنكارهم ذلك وكتمانهم علم ذلك عن الناس بعد إعطائهم الله
من أنفسهم الميثاق ليبيننه للناس ولا يكتمونه فأخبر تعالى أنهم نبذوه وراء ظهورهم
واشتروا به ثمنا قليلا وهذا اختيار ابن جرير رحمه الله وهو قول مقاتل بن حيان وقال
آخرون بل عنى بهذه الآية جميع أهل الكفر والشرك والنفاق وعهده إلى جميعهم في توحيده
ماوضع لهم من الأدلة الدالة على ربوبيته وعهده إليهم في أمره ونهيه ما احتج به
لرسله من المعجزات التي لا يقدر أحد من الناس غيرهم أن يأتي بمثله الشاهدة لهم على
صدقهم قالوا ونقضهم ذلك تركهم الإقرار بما قد تبينت لهم صحته بالأدلة وتكذيبهم
الرسل والكتب مع علمهم أن ما أتوا به حق وروي عن مقاتل بن حيان أيضا نحو هذا وهو
حسن وإليه مال الزمخشري فإنه قال « فإن قلت » فما المراد
بعهد الله قلت ماركز في عقولهم من الحجة على التوحيد كأنه أمر وصاهم به ووثقه عليهم
وهو معنى قوله تعالى « وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى »
إذ أخذ الميثاق عليهم من الكتب المنزلة عليهم كقوله «
وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم » وقال آخرون العهد الذي ذكره تعالى هو العهد الذي
أخذه عليهم حين أخرجهم من صلب آدم الذي وصف في قوله « وإذ أخذ ربك
من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست ربكم قالوا بلى شهدنا »
الآيتين ونقضهم ذلك تركهم الوفاء به وهكذا روي عن مقاتل بن حيان أيضا حكى
هذه الأقوال ابن جرير في تفسيره وقال أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي
العالية في قوله تعالى « الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه »
إلى قوله « أولئك هم الخاسرون » قال هي ست خصال من
المنافقين اذا كانت فيهم الظهرة على الناس أظهروا هذه الخصال اذا حدثوا كذبوا واذا
وعدوا أخلفوا واذا اؤتمنوا خانوا ونقضوا عهد الله من بعد ميثاقه وقطعوا ما أمر الله
به أن يوصل وأفسدوا في الأرض واذا كانت الظهرة عليهمأظهروا الخصال الثلاث إذا حدثوا
كذبوا وإذا وعدوا أخلفوا وإذا اؤتمنوا خانوا وكذا قال الربيع بن أنس أيضا وقال
السدي في تفسيره بإسناده قوله تعالى « الذين ينقضون عهد الله من
بعد ميثاقه » قال هو ماعهد إليهم في القرآن فأقروا به ثم كفروا فنقضوه وقوله
« ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل » قيل المراد به صلة
الأرحام والقرابات كما فسره قتادة كقوله تعالى « فهل عسيتم إن
توليتم ان تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم » ورجحه ابن جرير وقيل المراد
أعم من ذلك فكل ما أمر الله بوصله وفعله فقطعوه وتركوه وقال مقاتل بن حيان في قوله
تعالى « أولئك هم الخاسرون » قال في الآخرة وهذا كما قال
تعالى « أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار » وقال الضحاك عن
ابن عباس كل شيء نسبه الله إلى غير أهل الإسلام من اسم مثل خاسر فإنما يعني به
الكفر وما نسبه إلى أهل الإسلام فإنما يعني به الذنب وقال ابن جرير في قوله تعالى
« أولئك هم الخاسرون » الخاسرون جمع خاسر وهم الناقصون
أنفسهم حظوظهم بمعصيتهم الله من رحمته كما يخسر الرجل في تجارته بأن يوضع من رأس
ماله في بيعه وكذلك المنافق والكافر خسر بحرمان الله إياه رحمته التي خلقها لعباده
في القيامة أحوج ما كانوا إلى رحمته يقال منه خسر الرجل يخسر خسرا وخسرانا وخسارا
كما قال جرير بن عطية-إن سليطا في الخسار أنه أولاد قوم خلقوا أقنه-



تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة البقره - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة البقره   تفسير سورة البقره - صفحة 2 Emptyالإثنين فبراير 27, 2012 4:39 am

28-كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ
يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ



يقول تعالى محتجا على وجوده وقدرته وأنه الخالق المتصرف في عباده « كيف تكفرون بالله » أي كيف تجحدون وجوده أو تعبدون معه غيره
« وكنتم أمواتا فأحياكم » أي وقد كنتم عدما فأخرجكم إلى
الوجود كما قال تعالى « أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون أم
خلقوا السموات والأرض بل لا يوقنون » وقال تعالى « هل أتى
على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا » والآيات في هذا كثيرة وقال
سفيان الثوري عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه « قالوا ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا »
قال هي التي في البقرة « وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم
يحييكم » وقال ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس « كنتم أمواتا
فأحياكم » أمواتا في أصلاب آبائكم لم تكونوا شيئا حتى خلقكم ثم يميتكم موتة
الحق ثم يحييكم حين يبعثكم قال وهي مثل قوله تعالى « أمتنا اثنتين
وأحييتنا اثنتين » وقال الضحاك عن ابن عباس في قوله تعالى «
ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين » قال كنتم ترابا قبل أن يخلقكم فهذه
ميتة ثم أحياكم فخلقكم فهذه حياة ثم يميتكم فترجعون إلى القبور فهذه ميتة أخرى ثم
يبعثكم يوم القيامة فهذه حياة أخرى فهذه ميتتان وحياتان فهو كقوله « كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم »
وهكذا روي عن السدي بسنده عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس وعن مرة عن
ابن مسعود وعن ناس من الصحابة وعن أبي العالية والحسن ومجاهد وقتادة وأبي صالح
والضحاك وعطاء الخراساني نحو ذلك وقال الثوري عن السدي عن أبي صالح « كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه
ترجعون » قال يحييكم في القبر ثم يميتكم وقال ابن جرير عن يونس عن ابن وهب
عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم خلقهم في ظهر آدم ثم أخذ عليهم الميثاق ثم أماتهم ثم
خلقهم في الأرحام ثم أماتهم ثم أحياهم يوم القيامة وذلك كقوله تعالى « قالوا ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين » وهذا غريب والذي
قبله والصحيح ما تقدم عن ابن مسعود وابن عباس وأولئك الجماعة من التابعين وهو كقوله
تعالى « قل الله يحييكم ثم يميتكم ثم يجمعكم إلى يوم القيامة لا
ريب فيه » كما قال تعالى في الأصنام « أموات غير أحياء وما
يشعرون » الآية وقال « وآية لهم الأرض الميتة أحييناها
وأخرجنا منها حبا فمنه يأكلون »


تفسير ابن
كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة البقره - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة البقره   تفسير سورة البقره - صفحة 2 Emptyالإثنين فبراير 27, 2012 4:40 am

29-هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى
السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ



لما ذكر تعالى دلالة من خلقهم وما يشاهدونه من أنفسهم ذكر دليلا آخر مما
يشاهدونه من خلق السمواتوالأرض فقال « هو الذي خلق لكم ما في الأرض
جميعا ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سموات » أي قصد إلى السماء والإستواء
ههنا مضمن معنى القصد والإقبال لأنه عدي بإلى « فسواهن » أي
فخلق السماء سبعا والسماء ههنا اسم جنس فلهذا قال « فسواهن سبع
سموات وهو بكل شيء عليم » أي وعلمه محيط بجميع ما خلق كما قال « ألا يعلم من خلق » وتفصيل هذه الآية في سورة حم السجدة وهو قوله
تعالى « قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له
أندادا ذلك رب العالمين وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في
أربعة أيام سواء للسائلين ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا
أو كرها قالتا أتينا طائعين فقضاهن سبع سموات في يومين وأوحى في كل سماء أمرها
وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم » ففي هذا دلالة
على انه تعالى ابتدأ بخلق الأرض أولا ثم خلق السموات سبعا وهذا شان البناء ان يبدأ
بعمارة أسافله ثم أعاليه بعد ذلك وقد صرح المفسرون بذلك كما سنذكره بعد هذا إن شاء
الله فاما قوله تعالى « أأنتم أشد خلقا أم السماء بناها رفع سمكها
فسواها وأغطش ليلها وأخرج ضحاها والأرض بعد ذلك دحاها أخرج منها ماءها ومرعاها
والجبال أرساها متاعا لكم ولأنعامكم » فقد قيل إن ثم ههنا إنما هي لعطف
الخبر على الخبر لا لعطف الفعل على الفعل كما قال الشاعر-قل لمن ساد ثم ساد أبوه ثم
قد ساد قبل ذلك جده-وقيل إن الدحي كان بعد خلق السموات والأرض رواه علي بن أبي طلحة
عن ابن عباس وقد قال السدي في تفسيره عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس وعنمرة
عن ابن مسعود وعن ناس من الصحابة « هو الذي خلق لكم ما في الأرض
جميعا ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سموات وهو بكل شيء عليم » قال إن الله
تبارك وتعالى كان عرشه على الماء ولم يخلق شيئا غير ما خلق قبل الماء فلما أراد أن
يخلق الخلق أخرج من الماء دخانا فارتفع فوق الماء فسما عليه فسماه سماء ثم أيبس
الماء فجعله أرضا واحدة ثم فتقها فجعلها سبع أرضين في يومين في الأحد والأثنين فخلق
الأرض على حوت والحوت هو الذي ذكره الله في القرآن « ن والقلم »
والحوت في الماء والماء على ظهر صفاة والصفاة على ظهر ملك وملك على صخرة
وصخرة في الريح وهي الصخرة التي ذكر لقمان ليست في السماء ولا في الارض فتحرك الحوت
فاضطرب فتزلزلت الأرض فأرسى عليها الجبال فقرت فالجبال تفخر على الأرض فذلك قوله
تعالى « وجعلنا في الأرض رواسي أن تميد بهم » وخلق الجبال
فيها وأقوات أهلها وشجرها وما ينبغي لها في يومين في الثلاثاء والأربعاء كذلك حين
يقول « قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له
أندادا ذلك رب العالمين وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها » يقول أنبت
شجرها « وقدر فيها أقواتها » لأهلها « في
أربعة أيام سواء للسائلين » يقول من سأل فهكذا الأمر « ثم
استوى إلى السماء وهي دخان » وذلك الدخان من تنفس الماء حين تنفس فجعلها
سماء واحدة ثم فتقها فجعلها سبع سموات في يومين في الخميس والجمعة وإنما سمي يوم
الجمعة لأنه جمع فيه خلق السموات والأرض « وأوحى في كل سماء أمرها
» قال خلق الله في كل سماء خلقها من الملائكة والخلق الذي فيها من البحار
وجبال البرد ومما لا يعلم ثم زين السماء الدنيا بالكواكب فجعلها زينة وحفظا تحفظ من
الشياطين فلما فرغ من خلق ما أحب أستوى على العرش فذلك حين يقول «
خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش » ويقول « كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي » وقال ابن
جرير حدثني المثنى حدثنا عبد الله بن صالح حدثني أبو معشر عن سعيد بن أبي سعيد عن
عبد الله بن سلام أنه قال إن الله بدأ الخلق يوم الأحد فخلق الأرضين في الأحد
والأثنين وخلق الأقوات والرواسي في الثلاثاء والأربعاء وخلق السموات في الخميس
والجمعة وفرغ في آخر ساعة من يوم الجمعة فخلق فيها آدم على عجل فتلك الساعة التي
تقوم فيها الساعة وقال مجاهد في قوله تعالى « هو الذي خلق لكم ما
في الأرض جميعا » قال خلق الله الأرض قبل السماء فلما خلق الأرض ثار منها
دخان فذلك حين يقول « ثم استوى إلى السماء وهي دخان فسواهن سبع
سموات » قال بعضهن فوق بعض وسبع أرضين يعني بعضها تحت بعض وهذه الآية دالة
على أن الأرض خلقت قبل السماء كما قال في آية السجدة « قل أئنكم
لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين وجعل فيها
رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين ثم استوى
إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين فقضاهن
سبع سموات في يومين وأوحى في كل سماء أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك
تقدير العزيز العليم » فهذه وهذه دالتان على ان الأرض خلقت قبل السماء وهذا
ما لا أعلم فيه نزاعا بين العلماء إلا ما نقله ابن جرير عن قتادة أنه زعم أن السماء
خلقت قبل الأرض وقد توقف في ذلك القرطبي في تفسيره لقوله تعالى «
أأنتم أشد خلقا أم السماء بناها رفع سمكها فسواها وأغطش ليلها وأخرج ضحاها والأرض
بعد ذلك دحاها أخرج منها ماءها ومرعاها والجبال أرساها » قالوا فذكر خلق
السماء قبل الأرض وفي صحيح البخاري أن ابن عباس سئل عن هذا بعينه فأجاب بأن الأرض
خلقت قبل السماء وأن الأرض إنما دحيت بعد خلق السماء وكذلك أجاب غير واحد من علماء
التفسير قديما وحديثا وقد حررنا ذلك في سورة النازعات وحاصل ذلك أن الدحى مفسر
بقوله تعالى « والأرض بعد ذلك دحاها أخرج منها ماءها ومرعاها
والجبال أرساها » ففسر الدحي بإخراج ما كان مودعا فيها بالقوة إلى الفعل لما
أكملت سورة المخلوقات الأرضية ثم السماوية دحى بعد ذلك الأرض فأخرجت ما كان مودعا
فيها من المياه فنبتت النباتات على اختلاف أصنافها وصفاتها وألوانها وأشكالها وكذلك
جرت هذه الأفلاك فدارت بما فيها من الكواكب الثوابت والسيارة والله سبحانه وتعالى
أعلم وقد ذكر ابن أبي حاتم وابن مردويه في تفسير هذه الآية الحديث الذي رواه مسلم
« 2789 » والنسائي في التفسير « 11010 »
أيضا من رواية ابن جريجقال أخبرني إسماعيل بن أمية عن أيوب بن خالد عن عبد
الله بن رافع مولى أم سلمة عن أبي هريرة قال أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي
فقال خلق الله التربة يوم السبت وخلق الجبال فيها يوم الأحد وخلق الشجر فيها يوم
الإثنين وخلق المكروه يوم الثلاثاء وخلق النور يوم الأربعاء وبث فيها الدواب يوم
الخميس وخلق آدم بعد العصر يوم الجمعة من آخر ساعة من ساعات الجمعة فيما بين العصر
إلى الليل وهذا الحديث من غرائب صحيح مسلم وقد تكلم عليه علي بن المديني والبخاري
وغير واحد من الحفاظ وجعلوه من كلام كعب وأن أبا هريرة إنما سمعه من كلام كعب
الأحبار وإنما اشتبه على بعض الرواة فجعلوه مرفوعا وقد حرر ذلك البيهقي



تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة البقره - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة البقره   تفسير سورة البقره - صفحة 2 Emptyالإثنين فبراير 27, 2012 4:41 am

30-وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ
خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء
وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ
تَعْلَمُونَ



يخبر تعالى بامتنانه على بني آدم بتنويهه بذكرهم في الملأ الأعلى قبل إيجادهم
فقال تعالى « وإذ قال ربك للملائكة » أي واذكر يامحمد إذ
قال ربك للملائكة واقصص على قومك ذلك وحكى ابن جرير عن بعض أهل العربية وهو أبو
عبيدة أنه زعم أن إذ ههنا زائدة وأن تقدير الكلام وقال ربك ورده ابن جرير قال
القرطبي وكذا رده جميع المفسرين حتى قال الزجاج هذا اجتراء من أبي عبيدة « إني جاعل في الأرض خليفة » أي قوما يخلف بعضهم بعضا قرنا بعد
قرن وجيلا بعد جيل كما قال تعالى « هو الذي جعلكم خلائف الأرض »
وقال « ويجعلكم خلفاء الأرض » وقال « ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة في الأرض يخلفون » وقال « فخلف من بعدهم خلف » وقرئ في الشاذ « إني جاعل
في الأرض خليفة » حكاها الزمخشري وغيره ونقل القرطبي عن زيد بن علي وليس
المراد ههنا بالخليفة آدم عليه السلام فقط كما يقوله طائفة من المفسرين وعزاه
القرطبي إلى ابن عباس وابن مسعود وجميع أهل التأويل وفي ذلك نظر بل الخلاف في ذلك
كثير حكاه الرازي في تفسيره وغيره والظاهر أنه لم يرد آدم عينا إذ لو كان ذلك لما
حسن قوله الملائكة « أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء »
فإنهم أرادوا أن من هذا الجنس من يفعل ذلك وكأنهم علموا ذلك بعلم خاص أو بما
فهموه من الطبيعة البشرية فإنه أخبرهم أنه يخلق هذا الصنف من صلصال من حمإ مسنون أو
فهموا من الخليفة أنه الذي يفصل بين الناس ما يقع بينهم من الظالم ويردعهم عن
المحارم والمآثم قاله القرطبي أو أنهم قاسوهم على من سبق كما سنذكر أقوال المفسرين
في ذلك وقول الملائكة هذا ليس على وجه الإعتراض على الله ولا على وجه الحسد لبني
آدم كما قد يتوهمه بعض المفسرين وقد وصفهم الله تعالى بأنهم لا يسبقونه بالقولأي لا
يسألونه شيئا لم يأذن لهم فيه وههنا بما أعلمهم بأنه سيخلق في الأرض خلقا قال قتادة
وقد تقدم إليهم أنهم يفسدون فيها فقالوا « أتجعل فيها من يفسد فيها
ويسفك الدماء » الآية وإنما هو سؤال استعلام واستكشاف عن الحكمة في ذلك
يقولون يا ربنا ما الحكمة في خلق هؤلاء مع أن منهم من يفسد في الأرض ويسفك الدماء
فإن كان المراد عبادتك فنحن نسبح بحمدك ونقدس لك أي نصلي لك كما سيأتي أي ولا يصدر
من اشيء من ذلك وهلا وقع الإقتصار علينا قال الله تعالى مجيبا لهم عن هذا السؤال
« إني أعلم ما لا تعلمون » أي إني أعلم من المصلحة الراجحة
في خلق هذا الصنف على المفاسد التي ذكرتموها ما لا تعلمون أنتم فإني سأجعل فيهم
الأنبياء وأرسل فيهم الرسل ويوجد منهم الصديقون والشهداء والصالحون والعباد والزهاد
والأولياء والأبرار والمقربون والعلماء العاملون والخاشعون والمحبون له تبارك
وتعالى المتبعون رسله صلوات الله وسلامه عليهم وقد ثبت في الصحيح أن الملائكة إذا
صعدت إلى الرب تعالى بأعمال عباده يسألهم وهو أعلم كيف تركتم عبادي فيقولون أتيناهم
وهم يصلون وتركناهم وهم يصلون وذلك لأنهم يتعاقبون فينا ويجتمعون في صلاة الصبح
وصلاة العصر فيمكث هؤلاء ويصعد أولئك بالأعمال كما قال عليه الصلاة والسلام يرفع
إليه عمل الليل قبل النهار وعمل النهار قبل الليل فقولهم أتيناهم وهم يصلون
وتركناهم وهم يصلون من تفسير قوله لهم « إني أعلمما لا تعلمون »
وقيل معنى قوله تعالى جوابا لهم « إني أعلم ما لا تعلمون »
إن لي حكمة مفصلة في خلق هؤلاء والحالة ماذكرتم لا تعلمونها وقيل إنه جواب
« ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك » فقال « إني
أعلم ما لا تعلمون » أي من وجود إبليس بينكم وليس هو كما وصفتم أنفسكم به
وقيل بل تضمن قولهم « أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن
نسبح بحمدك ونقدس لك » طلبا منهم أن يسكنوا الأرض بدل بني آدم فقال الله
تعالى لهم « إني أعلم ما لا تعلمون » من أن بقاءكم في
السماء أصلح لكم وأليق بكم ذكرها الرازي مع غيرها من الأجوبة والله أعلم « ذكر أقوال المفسرين ببسط ما ذكرناه » قال ابن جرير حدثني القاسم
بن الحسن قال حدثنا الحسين قال حدثني الحجاج عن جرير بن حازم ومبارك عن الحسن وأبي
بكر عن الحسن وقتادة قالوا قال الله للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قال لهم إني
فاعل هذا ومعناه أنه أخبرهم بذلك وقال السدي استشار الملائكة في خلق آدم رواه ابن
أبي حاتم وقال وروي عن قتادة نحوه وهذه العبارة إن لم ترجع إلى معنى الإخبار ففيها
تساهل وعبارة الحسن وقتادة في رواية ابن جرير أحسن والله أعلم « في
الأرض » قال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا أبو سلمة حدثنا حماد حدثنا عطاء
بن السائب عن عبد الرحمن بن سابط أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال دحيت الأرض
من مكة وأول من طاف بالبيت الملائكة فقال الله إني جاعل في الأرض خليفة يعني مكة
وهذا مرسل وفي سنده ضعف وفيه مدرج وهو أن المراد بالأرض مكة والله أعلم فإن الظاهر
أن المراد بالأرض أعم من ذلك « خليفة » قال السدي في تفسيره
عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس وعن مرة عن ابن مسعود وعن ناس من الصحابة إن
الله تعالى قال للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا ربنا وما يكون ذاك الخليفة
قال يكون له ذرية يفسدون في الأرض ويتحاسدون ويقتل بعضم بعضا قال ابن جرير فكان
تأويل الآية على هذا إني جاعل في الأرض خليفة مني يخلفني في الحكم بالعدل بين خلقي
وإن ذلك الخليفة هو آدم ومن قام مقامه في طاعة الله والحكم بالعدل بين خلقه وأما
الإفساد وسفك الدماء بغير حقها فمن غير خلفائه قال ابن جرير وإنما معنى الخلافة
التي ذكرها الله إنما هي خلافة قرن منهم قرنا قال والخليفة الفعيلة من قولك خلف
فلان فلانا في هذا الأمر إذا قام مقامه فيه بعده كما قال تعالى «
ثم جعلناكم خلائف في الأرض من بعدهم لننظر كيف تعملون » ومن ذلك قيل للسلطان
الأعظم خليفة لأنه خلف الذي كان قبلهفقام بالأمر فكان منه خلقا قال وكان محمد بن
إسحاق يقول في قوله تعالى « إني جاعل في الأرض خليفة » يقول
ساكنا وعامرا يعمرها ويسكنها خلقا ليس منكم قال ابن جرير وحدثنا أبو كريب حدثنا
عثمان بن سعيد حدثنا بشر بن عمارة عن أبي روق عن الضحاك عن ابن عباس قال إن أول من
سكن الأرض الجن فأفسدوا فيها وسفكوا فيها الدماء وقتل بعضهم بعضا قال فبعث الله
إليهم إبليس فقتلهم إبليس ومن معه حتى ألحقهم بجزائر البحور وأطراف الجبال ثم خلق
آدم فأسكنه إياها فلذلك قال « إني جاعل في الأرض خليفة »
وقال سفيان الثوري عن عطاء بن السائب عن ابن سابط « إني
جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء » قال
يعنون به بني آدم وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قال الله للملائكة إني أريد أن
أخلق في الأرض خلقا وأجعل فيها خليفة وليس لله عز وجل خلق إلا الملائكة والأرض ليس
فيها خلق قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها وقد تقدم مارواه السدي عن ابن عباس وابن
مسعود وغيرهما من الصحابة أن الله أعلم الملائكة بما تفعله ذرية آدم فقالت الملائكة
ذلك وتقدم آنفا مارواه الضحاك عن ابن عباس أن الجن أفسدوا في الأرض قبل بني آدم
فقالت الملائكة ذلك فقاسوا هؤلاء بأولئك وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا علي بن
محمد الطنافسي حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن بكير بن الأخنس عن مجاهد عن عبد
الله بن عمرو قال كان الجن بنو الجان في الأرض قبل أن يخلق آدم بألفي سنة فأفسدوا
في الارض وسفكوا الدماء فبعث الله جندا من الملائكة فضربوهم حتى ألحقوا بجزائر
البحور فقال الله للملائكة إني جاعل في الارض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها
ويسفك الدماء قال إني أعلم ما لا تعلمون وقال أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنسعن
أبي العالية في قوله تعالى « إني جاعل في الأرض خليفة » إلى
قوله « أعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون » قال خلق الله
الملائكة يوم الأربعاء وخلق الجن يوم الخميس وخلق آدم يوم الجمعة فكفر قوم من الجن
فكانت الملائكة تهبط إليهم في الأرض فتقاتلهم ببغيهم وكان الفساد في الأرض فمن ثم
قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها كما أفسدت الجن ويسفك الدماء كما سفكوا قال ابن أبي
حاتم وحدثنا الحسن بن محمد بن الصباح حدثنا سعيد بن سليمان حدثنا مبارك بن فضالة
أخبرنا الحسن قال قال الله للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قال لهم إني فاعل
فآمنوا بربهم فعلمهم علما وطوى عنهم علما علمه ولم يعلموه فقالوا بالعلم الذي علمهم
أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء قال إني أعلم ما لا تعلمون قال الحسن إن الجن
كانوا في الأرض يفسدون ويسفكون الدماء ولكن جعل الله في قلوبهم أن ذلك سيكون فقالوا
بالقول الذي علمهم وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله «
أتجعل فيها من يفسد فيها » كان الله أعلمهم أنه إذا كان في الأرض خلق أفسدوا
فيها وسفكوا الدماء فذلك حين قالوا « أتجعل فيها من يفسد فيها »
وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا هشام الرازي حدثنا ابن المبارك عن معروف
يعني ابن خربوذ المكي عمن سمع أبا جعفر محمد بن علي يقول السجل ملك وكان هاروت
وماروت من أعوانه وكان له في كل يوم ثلاث لمحات في أم الكتاب فنظر نظرة لم تكن له
فأبصر فيها خلق آدم وما كان فيه من الأمور فأسر ذلك إلى هاروت وماروت وكانا من
أعوانه فلما قال تعالى « إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها
من يفسد فيها ويسفك الدماء » قالا ذلك استطالة على الملائكة وهذا أثر غريب
وبتقدير صحته إلى أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين الباقر فهو نقله عن أهل الكتاب
وفيه نكارة توجب رده والله أعلم ومقتضاه أن الذين قالوا ذلك إنما كانوا اثنين فقط
وهو خلاف السياق وأغرب منه مارواه ابن أبي حاتم حيث قال حدثنا أبي حدثنا هشام بن
أبي عبد الله حدثنا عبد الله بن يحيى بن أبي كثير قال سمعت أبي يقول إن الملائكة
الذين قالوا « أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح
بحمدك ونقدس لك » كانوا عشرة الآف فخرجت نار من عند الله فأحرقتهم وهذا أيضا
إسرائيلي منكر كالذي قبله والله أعلم قال ابن جريج إنما تكلموا بما أعلمهم الله أنه
كائن من خلق آدم فقالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء وقال ابن جرير وقال
بعضهم إنما قالت الملائكة ما قالت أتجعل فيها من يفسدفيها ويسفك الدماء لأن الله
أذن لهم في السؤال عن ذلك بعد ما أخبرهم أن ذلك كائن من بني آدم فسألته الملائكة
فقالت على التعجب منها وكيف يعصونك يارب وأنت خالقهم فأجابهم ربهم « إني أعلم ما لا تعلمون » يعني أن ذلك كائن منهم وإن لم تعلموه
أنتم ومن بعض ما ترونه لي طائعا قال وقال بعضهم ذلك من الملائكة على وجه الاسترشاد
عما لم يعلموا من ذلك فكأنهم قالوا يارب خبرنا مسألة إستخبار منهم لا على وجه
الإنكار واختاره ابن جرير وقال سعيد عن قتادة قوله تعالى « وإذ قال
ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة » قال إستشار الملائكة في خلق آدم
فقالوا « أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء » وقد علمت
الملائكة أنه لاشيء أكره عند الله من سفك الدماء والفساد في الأرض « ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون » فكان في
علم الله أنه سيكون من ذلك الخليفة أنبياء ورسل وقوم صالحون وساكنو الجنة قال وذكر
لنا عن ابن عباس أنه كان يقول إن الله لما أخذ في خلق آدم عليه السلام قالت
الملائكة ما الله خالق خلقا أكرم عليه منا ولا أعلم منا فابتلوا بخلق آدم وكل خلق
مبتلى كما ابتليت السموات والأرض بالطاعة فقال الله تعالى « ائتيا
طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين » وقوله تعالى « ونحن نسبح
بحمدك ونقدس لك » قال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال التسبيح التسبيح
والتقديس الصلاة وقال السدي عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس وعن مرة عن ابن
مسعود وعن ناس من الصحابة « ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك » قال
يقولون نصلي لك وقال مجاهد « ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك »
قال نعظمك ونكبرك وقال الضحاك التقديس التطهير وقال محمد بن إسحاق ونحن نسبح
بحمدك ونقدس لك قال لا نعصي ولا ناتي شيئا تكرهه وقال ابن جرير التقديس هو التعظيم
والتطهير ومنه قولهم سبوح قدوس يعني بقولهم سبوح تنزيه له وبقولهم قدوس طهارة
وتعظيم له وكذلك قيل للأرض أرض مقدسة يعني بذلك المطهرةفمعنى قول الملائكة إذا
« ونحن نسبح بحمدك » ننزهك ونبرئك مما يضيفه إليك أهل الشرك
بك « ونقدس لك » ننسبك إلى ماهو من صفاتك من الطهارة من
الأدناس وما اضاف إليك أهل الكفر بك وفي صحيح مسلم عن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم سئل أي الكلام أفضل قال ما اصطفى الله لملائكته سبحان الله
وبحمده وروى البيهقي عن عبد الرحمن بن قرط أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة
أسري به سمع تسبيحا في السموات العلا سبحان العلي الأعلى سبحانه وتعالى « قال إني اعلم ما لا تعلمون » قال قتادة فكان في علم الله انه
سيكون في تلك الخليقة أنبياء ورسل وقوم صالحون وساكنو الجنة وسيأتي عن ابن مسعود
وابن عباس وغير واحد من الصحابة والتابعين أقوال في حكمة قوله تعالى قال « إني اعلم ما لا تعلمون » -وجوب الخلافة-وقد استدل القرطبي وغيره
بهذه الآية على وجوب نصب الخليفة ليفصل بين الناس فيما اختلفوا فيه ويقطع تنازعهم
وينتصر لمظلومهم من ظالمهم ويقيم الحدود ويزجر عن تعاطي الفواحش إلى غير ذلك من
الامور المهمة التي لا تمكن إقامتها إلا بالإمام وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب
والإمامة تنال بالنص كما يقوله طائفة من أهل السنة في أبي بكر أو بالإيماء إليه كما
يقول آخرون منهم او باستخلاف الخليفة آخر بعده كما فعل الصديق بعمر بن الخطاب او
بتركه شورى في جماعة صالحين كذلك كما فعله عمر أو باجتماع اهل الحل والعقد على
مبايعته أو بمبايعته واحد منهم له فيجب التزامها عند الجمهور وحكى على ذلك إمام
الحرمين الإجماع والله اعلم أو بقهر واحد الناس على طاعته فتجب لئلا يؤدي ذلك
الشقاق والإختلاف وقد نص عليه الشافعي وهل يجب الإشهاد على عقد الإمامة فيه خلاف
فمنهم من قال لا يشترط وقيل بلى ويكفي شاهدان وقال الجبائي يجب أربعة وعاقد ومعقود
له كما ترك عمر رضي الله عنه الأمر شورى بين ستة فوقع الامر على عاقد وهو عبد
الرحمن بن عوف ومعقود له وهو عثمان واستنبط وجوب الأربعة الشهود من الأربعة الباقين
وفي هذا نظر والله أعلم ويجب أن يكون ذكرا حرا بالغا عاقلا مسلما عدلا مجتهدا بصيرا
سليم الأعضاء خبيرا بالحروب والآراء قرشيا على الصحيح ولا يشترط الهاشمي ولا
المعصوم من الخطأ خلافا للغلاة الروافض ولو فسق الإمام هل ينعزل أم لا فيه خلاف
والصحيح أنه لا ينعزل لقوله عليه الصلاة والسلام إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم من
الله فيه برهان وهل له أن يعزل نفسه فيه خلاف وقد عزل الحسن بن علي رضي الله عنه
نفسه وسلم الأمر إلى معاوية لكن هذا لعذر وقد مدح على ذلك فأما نصب إمامين في الأرض
أو أكثر فلا يجوز لقوله عليه الصلاة والسلام من جاءكم وأمركم جميع يريد أن يفرق
بينكم فاقتلوه كائنا من كان وهذا قول الجمهور وقد حكى الإجماع على ذلك غير واحد
منهم إمام الحرمين وقالت الكرامية يجوز اثنان فاكثر كما كان علي ومعاوية إمامين
واجبي الطاعة قالوا وإذا جاز بعث نبيين في وقت واحد وأكثر جاز ذلك في الإمامة لأن
النبوة أعلى رتبة بلا خلاف وحكى إمام الحرمين عن الأستاذ أبي إسحاق أنه جوز نصب
إمامين فأكثر إذا تباعدت الأقطار واتسعت الأقاليم بينهما وتردد إمام الحرمين في ذلك
قلت وهذا يشبه حال الخلفاء بني العباس بالعراق والفاطميين بمصر والأمويين بالمغرب
ولنقرر هذا كله في موضع آخر من كتاب الأحكام إن شاء الله تعالى


تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة البقره - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة البقره   تفسير سورة البقره - صفحة 2 Emptyالإثنين فبراير 27, 2012 4:43 am

31-وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ
فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ



. انظر تفسير الآية 33








تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة البقره - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة البقره   تفسير سورة البقره - صفحة 2 Emptyالإثنين فبراير 27, 2012 4:44 am

32-قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ
أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ



. انظر تفسير الآية 33








تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة البقره - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة البقره   تفسير سورة البقره - صفحة 2 Emptyالإثنين فبراير 27, 2012 4:45 am

33-قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ
بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ
وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ



هذا مقام ذكر الله تعالى فيه شرف آدم على الملائكة بما اختصه من علم أسماء كل
شيء دونهم وهذا كان بعد سجودهم له وإنما قدم هذا الفصل على ذاك لمناسبة ما بين هذا
المقام وعدم علمهم بحكمة خلق الخليفة حين سألوا عن ذلكفأخبرهم تعالى بأنه يعلم ما
لا يعلمون ولهذا ذكر الله هذا المقام عقيب هذا ليبين لهم شرف آدم بما فضل به عليهم
في العلم فقال تعالى « وعلم آدم الأسماء كلها » قال السدي
عمن حدثه عن ابن عباس « وعلم آدم الأسماء كلها » قال علمه
أسماء ولده إنسانا إنسانا والدواب فقيل هذا الحمار هذا الجمل هذا الفرس وقال الضحاك
عن ابن عباس « وعلم آدم الأسماء كلها » قال هي هذه الأسماء
التي يتعارف بها الناس إنسان ودواب وسماء وأرض وسهل وبحر وخيل وحمار وأشباه ذلك من
الأمم وغيرها وروى ابن أبي حاتم وابن جرير من حديث عاصم بن كليب عن سعيد بن معبد عن
ابن عباس « وعلم آدم الأسماء كلها » قال علمه اسم الصحفة
والقدر قال نعم حتى الفسوة والفسية وقال مجاهد « وعلم آدم الأسماء
كلها » قال علمه أسم كل دابة وكل طير وكل شيء وكذلك روي عن سعيد بن جبير
وقتادة وغيرهم من السلف أنه علمه أسماء كل شيء وقال الربيع في رواية عنه أسماء
الملائكة وقال حميد الشامي أسماء النجوم وقال عبد الرحمن بن زيد علمه أسماء ذريته
كلهم واختار ابن جرير أنه علمه أسماء الملائكة وأسماء الذرية لأنه قال « ثم عرضهم » وهذا عبارة عما يعقل وهذا الذي رجح به ليس بلازم
فإنه لا ينفي أن يدخل معهم غيرهم ويعبر عن الجميع بصيغة من يعقل للتغليب كما قال
تعالى « والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من
يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على أربع يخلق الله ما يشاء إن الله على كل شيء قدير
» وقد قرأ عبد الله بن مسعود ثم عرضهن وقرأ أبي بن كعب ثم عرضها أي السموات
الصحيح أنه علمه أسماء الأشياء كلها ذراتها وصفاتها وأفعالها كما قال ابن عباس حتى
الفسوة والفسية يعني أسماء الذوات والأفعال المكبر والمصغر ولهذا قال البخاري في
تفسير هذه الآية في كتاب التفسير من صحيحه « 4476 » حدثنا
مسلم ابن إبراهيم حدثنا هشام حدثنا قتادة عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال وقال لي خليفة حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد عن قتادة عن أنس عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال يجتمع المؤمنون يوم القيامة فيقولون لو استشفعنا إلى
ربنا فيأتون آدم فيقولون أنت أبو الناس خلقك الله بيده وأسجد لك ملائكته وعلمك
أسماء كل شيء فاشفع لنا إلى ربك حتى يريحنا من مكاننا هذا فيقول لست هناكم ويذكر
ذنبه فيستحي ائتو نوحا فانه أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض فيأتونه فيقول لست
هناكم ويذكر سؤاله ربه ماليس له به علم فيستحي فيقول ائتوا خليل الرحمن فيأتونه
فيقول لست هناكم فيقول ائتوا موسى عبدا كلمه الله وأعطاه التوراة فيأتونه فيقول لست
هناكم ويذكر قتل النفس بغير نفس فيستحي من ربه فيقول ائتوا عيسى عبد الله ورسوله
وكلمة الله وروحه فيأتونه فيقول لست هناكم ائتوا محمدا عبدا غفر له ما تقدم من ذنبه
وما تأخر فيأتوني فأنطلق حتى أستأذن على ربي فيأذن لي فإذا رأيت ربي وقعت ساجدا
فيدعني ما شاء الله ثم يقال ارفع رأسك وسل تعطه وقل يسمع واشفع تشفع فأرفع رأسي
فأحمده بتحميد يعلمنيه ثم أشفع فيحد لي حدا فأدخلهم الجنة ثم أعود اليه فاذا رأيت
ربي مثله ثم اشفع فيحد لي حدا فأدخلهم الجنة ثم أعود الثالثة ثم أعود الرابعة فأقول
مابقي في النار إلا من حبسه القرآن ووجب عليه الخلود هكذا ساق البخاري هذا الحديث
ههنا وقد رواه مسلم « 193 » والنسائي «
كبرى تحفة 1357 » من حديث هشام ابن أبي عبد الله الدستوائي عن قتادة به
وأخرجه مسلم « 193 » والنسائي « كبرى 11243
» وابن ماجه « 4312 » من حديث سعيد وهو ابن أبي
عروبة عن قتادة ووجه إيراده ههنا والمقصود منه قوله عليه الصلاة والسلام فيأتون آدم
فيقولون أنت أبو الناس خلقك الله بيده وأسجد لك ملائكته وعلمك أسماء كل شيء فدل هذا
على أنه علمه أسماء جميع المخلوقات ولهذا قال « ثم عرضهم على
الملائكة » يعني المسميات كما قال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال ثم عرض
تلك الأسماء على الملائكة « فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم
صادقين » وقال السدي في تفسيره عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس وعن
مرة عن ابن مسعود وعن ناس من الصحابة « وعلم آدم الأسماء كلها »
ثم عرض الخلق على الملائكة وقال ابن جريج عن مجاهد ثم عرض أصحاب الأسماء على
الملائكة وقال ابن جرير حدثنا القاسم حدثنا الحسين حدثني الحجاج عن جرير بن حازم
ومبارك بن فضالة عن الحسن وأبي بكر عن الحسن وقتادة قالا علمه اسم كل شيء وجعل يسمي
كل شيء باسمه وعرضت عليه أمة أمة وبهذا الإسناد عن الحسن وقتادة في قوله تعالى
« إن كنتم صادقين » إني لم أخلق خلقا إلا كنتم أعلم منه
فأخبروني بأسماءهؤلاء إن كنتم صادقين وقال الضحاك عن ابن عباس « إن
كنتم صادقين » إن كنتم تعلمون أني لم أجعل في الأرض خليفة وقال السدي عن أبي
مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس وعن مرة عن ابن مسعود وعن ناس من الصحابة إن كنتم
صادقين أن بني آدم يفسدون في الأرض ويسفكون الدماء وقال ابن جرير وأولى الأقوال في
ذلك تأويل ابن عباس ومن قال بقوله ومعنى ذلك فقال أنبئوني بأسماء من عرضته عليكم
أيها الملائكة القائلون أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء من غيرنا أم منا فنحن
نسبح بحمدك ونقدس لك إن كنتم صادقين في قيلكم إني إن جعلت خليفتي في الأرض من غيركم
عصاني وذريته وأفسدوا وسفكوا الدماء وإن جعلتكم فيها أطعتموني واتبعتم أمري
بالتعظيم لي والتقديس فإذا كنتم لا تعلمون أسماء هؤلاء الذين عرضت عليكم وأنت
تشاهدونهم فأنتم بما هو غير موجود من الأمور الكائنة التي لم توجد أحرى أن تكونوا
غير عالمين « قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت
العليم الحكيم » هذا تقديس وتنزيه من الملائكة لله تعالى ان يحيط احد بشيء
من علمه إلا بما شاء وان يعلموا شيئا إلا ما علمهم الله تعالى ولهذا قالوا « سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم » أي
العليم بكل شيء الحكيم في خلقك وأمرك وفي تعليمك ما تشاء ومنعك ما تشاء لك الحكمة
في ذلك والعدل التام قال ابن أبي حاتم حدثنا أبو سعيد الأشج حدثنا حفص بن غياث عن
حجاج عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس سبحان الله قال تنزيه الله نفسه عن السوء ثم قال
عمر لعلي وأصحابه عنده لا إله إلا الله قد عرفناها فما سبحان الله فقال له علي كلمة
أحبها الله لنفسه ورضيها وأحب أن تقال قال وحدثنا أبي حدثنا ابن نفيل حدثنا النضر
بن عربي قال سأل رجل ميمون بن مهران عن سبحان الله فقال اسم يعظم الله به ويحاشا به
من السوء قوله تعالى « قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم
بأسمائهم قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السموات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم
تكتمون » قال زيد بن أسلم قال أنت جبرائيل أنت ميكائيل أنت إسرافيل حتى عدد
الأسماء كلها حتى بلغ الغراب وقال مجاهد في قول الله « قال يا آدم
انبئهم بأسمائهم » قال اسم الحمامة والغراب واسم كل شيء وروي عن سعيد بن
جبير والحسن وقتادة نحو ذلك فلما ظهر فضل آدم عليه السلام على الملائكة عليهم
السلام في سرده ما علمه الله تعالى من أسماء الأشياء قال الله تعالى للملائكة « ألم أقل لكم إني أعلم غيب السموات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم
تكتمون » أي ألم أتقدم إليكم اني أعلم الغيب الظاهر والخفي كما قال تعالى
« وإن تجهر بالقول فانه يعلم السر وأخفى » وكما قال إخبارا
عن الهدهد أنه قال لسليمان « ألا يسجدوا لله الذي يخرج الخبء في
السموات والأرض ويعلم ما تخفون وما تعلنون الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم »
وقيل في قوله تعالى « وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون »
غير ما ذكرناه فروى الضحاك عن ابن عباس « وأعلم ما تبدون
وما كنتم تكتمون » قال أعلم السر كما أعلم العلانية يعني ما كتم إبليس في
نفسه من الكبر والإغترار وقال السدي عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس وعن مرة
عن ابن مسعود وعن ناس من الصحابة قال قولهم أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء
الآية فهذا الذي أبدوا « وما كنتم تكتمون » يعني ما أسر
إبليس في نفسه من الكبر وكذلك قال سعيد بن جبير ومجاهد والسدي والضحاك والثوري
واختار ذلك ابن جرير وقال أبو العالية والربيع بن أنس والحسن وقتادة هو قولهم لم
يخلق ربنا خلقا إلا كنا أعلم منه وأكرم عليه منه وقال أبو جعفر الرازي عن الربيع بن
أنس « وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون » فكان الذي أبدوا هو
قولهم أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء وكان الذي كتموا بينهم قولهم لن يخلق
ربنا خلقا إلا كنا أعلم منه وأكرم فعرفوا ان الله فضل عليهم آدم في العلم والكرم
وقال ابن جرير حدثنا يونس حدثنا ابن وهب عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في قصة
الملائكة وآدم فقال الله للملائكة كما لم تعلموا هذه الأسماء فليس لكم علم إنما
أردت أن أجعلهم ليفسدوا فيها هذا عندي قد علمته فكذلك أخفيت عنكم اني أجعل فيها من
يعصيني قال وقد سبق من الله « لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين
» قال ولم تعلم الملائكة ذلك ولم يدروه قال فلما رأوا ما أعطى الله آدم من
العلم أقروا له بالفضلوقال ابن جرير وأولى الأقوال في ذلك قول ابن عباس وهو أن معنى
قوله تعالى « وأعلم ما تبدون » وأعلم مع علمي غيب السموات
والأرض ما تظهارونه بألسنتكم وما كنتم تخفون في أنفسكم فلا يخفى علي شيء سواء عندي
سرائركم وعلانيتكم والذي أظهروه بألسنتهم قولهم أتجعل فيها من يفسد فيها والذي
كانوا يكتمون ما كان عليه منطويا إبليس من الخلاف على الله في أوامره والتكبر عن
طاعته قال وصح ذلك كما تقول العرب قتل الجيش وهزموا وإنما قتل الواحد أو البعض وهزم
الواحد أو البعض فيخرج الخبر عن المهزوم منه والمقتول مخرج الخبر عن جميعهم كما قال
تعالى « إن الذين ينادونك من وراء الحجرات » ذكر أن الذي
نادى إنما كان واحدا من بني تميم قال وكذلك قوله « وأعلم ما تبدون
وما كنتم تكتمون »


تفسير ابن كثير_أبو الفداء
إسماعيل بن كثير

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة البقره - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة البقره   تفسير سورة البقره - صفحة 2 Emptyالإثنين فبراير 27, 2012 4:46 am

34-وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ
إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ



وهذه كرامة عظيمة من الله تعالى لآدم امتن بها على ذريته حيث أخبر أنه تعالى أمر
الملائكة بالسجود لآدم وقد دل على ذلك أحاديث أيضا كثيرة منها حديث الشفاعة المتقدم
وحديث موسى عليه السلام رب أرني آدم الذي أخرجنا ونفسه من الجنة فلما اجتمع به قال
أنت آدم الذي خلقه الله بيده ونفخ فيه من روحه وأسجد له ملائكته قال وذكر الحديث
كما سيأتي إن شاء الله وقال ابن جرير حدثنا أبو كريب حدثنا عثمان بن سعيد حدثنا بشر
بن عمارة عن أبي روق عن الضحاك عن ابن عباس قال كان إبليس من حي من أحياء الملائكة
يقال لهم الجن خلقوا من نار السموم من بين الملائكة وكان اسمه الحارث وكان خازنا من
خزان الجنة قال وخلقت الملائكة كلهم من نور غير هذا الحي قال وخلقت الجن الذين
ذكروا في القرآن من مارج من نار وهو لسان النار الذي يكون في طرفها إذا ألهبت قال
وخلق الأنسان من طين فأول من سكن الأرض الجن فأفسدوا فيها وسفكوا الدماء وقتل بعضهم
بعضا قال فبعث الله إليهم إبليس في جند من الملائكة وهم هذا الحي الذين يقال لهم
الجن فقتلهم إبليس ومن معه حتى ألحقهم بجزائر البحور وأطراف الجبال فلما فعل إبليس
ذلك إغتر في نفسه فقال قد صنعت شيئا لم يصنعه أحد قال فاطلع الله على ذلك من قلبه
ولم تطلع عليه الملائكة الذين كانوا معه فقال الله تعالى للملائكة الذين كانوا معه
إني جاعل في الأرض خليفة فقالت الملائكة مجيبين له اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك
الدماء كما افسدت الجن وسفكت الدماء وإنما بعثتنا عليهم لذلك فقال الله تعالى إني
اعلم ما لا تعلمون يقول إني قد اطلعت من قلب إبليس على ما لم تطلعوا عليه من كبره
واغتراره قال ثم أمر بتربةآدم فرفعت فخلق الله آدم من طين لازب واللازب اللازج
الطيب من حمإ مسنون منتن وإنما كان حمأ مسنونا بعد التراب فخلق منه آدم بيده قال
فمكث اربعين ليلة جسدا ملقى وكان إبليس يأتيه فيضربه برجله فيصلصل فيصوت فهو قول
الله تعالى « من صلصال كالفخار » يقول كالشيء المنفرج الذي
ليس بمصمت قال ثم يدخل في فيه ويخرج من دبره ويدخل من دبره ويخرج من فيه ثم يقول
لست شيئا للصلصلة ولشيء ما خلقت ولئن سلطت عليك لأهلكنك ولئن سلطت علي لأعصينك قال
فلما نفخ الله فيه من روحه أتت النفخة من قبل رأسه فجعل لا يجري شيء منها في جسده
إلا صار لحما ودما فلما انتهت النفخة إلى سرته نظر إلى جسده فأعجبه مارأى من جسده
فذهب لينهض فلم يقدر فهو قول الله تعالى « وكان الأنسان عجولا »
قال ضجرا لا صرله على سراء ولا ضراء قال فلما تمت النفخة في جسده عطس فقال
الحمد لله رب العالمين بإلهام الله فقال الله له يرحمك الله يا آدم قال ثم قال
تعالى للملائكة الذين كانوا مع إبليس خاصة دون الملائكة الذين في السموات اسجدوا
لآدم فسجدوا كلهم أجمعون إلا إبليس ابى واستكبر لما كان حدث نفسه من الكبر
والإغترار فقال لا أسجد له وأنا خير منه وأكبر سنا واقوى خلقا خلقتني من نار وخلقته
من طين يقول إن النار اقوى من الطين قال فلما أبى إبليس أن يسجد أبلسه الله اي آيسه
من الخير كله وجعله شيطانا رجيما عقوبة لمعصيته ثم علم آدم الأسماء كلها وهي هذه
الأسماء التي يتعارف بها الناس إنسان ودابة وأرض وسهل وبحر وجبل وحمار وأشباه ذلك
من الأمم وغيرها ثم عرض هذه الأسماء على أولئكالملائكة يعني الملائكة الذين كانوا
مع إبليس الذين خلقوا من نار السموم وقال لهم « أنبئوني بأسماء
هؤلاء » أي يقول أخبروني بأسماء هؤلاء « إن كنتم صادقين »
إن كنتم تعلمون لم أجعل في الأرض خليفة قال فلما علمت الملائكة موجدة الله
عليهم فيما تكلموا به من علم الغيب الذي لا يعلمه غيره الذي ليس لهم به علم « قالوا سبحانك » تنزيها لله من أن يكون أحد يعلم الغيب غيره تبنا
إليك « لا علم لنا إلا ما علمتنا » تبريا منهم من علم الغيب
إلا ما علمتنا كما علمت آدم فقال « يا آدم أنبئهم بأسمائهم »
يقول أخبرهم بأسمائهم « فلما أنبأهم بأسمائهم قال ألم أقل
لكم » أيتها الملائكة خاصة « إني أعلم غيب السموات والأرض »
ولا يعلم غيري « وأعلم ما تبدون » يقول ما تظهارون
« وما كنتم تكتمون » يقول أعلم السر كما أعلم العلانية يعني
ما كتم إبليس في نفسه من الكبر والإغترار هذا سياق غريب وفيه أشياء فيها نظر يطول
مناقشتها وهذا الإسناد إلى ابن عباس يروى به تفسير مشهور وقال السدي في تفسيره عن
أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس وعن مرة عن ابن مسعود وعن أناس من أصحاب النبي
صلى الله عليه وسلم لما فرغ الله من خلق ما أحب استوى على العرش فجعل إبليس على ملك
السماء الدنيا وكان من قبيلة من الملائكة يقال لهم الجن وإنما سموا الجن لأنهم خزان
الجنة وكان إبليس مع ملكه خازنا فوقع في صدره وقال ما أعطاني الله هذا إلا لمزية لي
على الملائكة فلما وقع ذلك الكبر في نفسه إطلع الله على ذلك منه فقال الله للملائكة
« إني جاعل في الأرض خليفة » فقالوا ربنا وما يكون ذلك
الخليفة قال يكون له ذرية يفسدون في الأرض ويتحاسدون ويقتل بعضهم بعضا « قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك
قال إني أعلم ما لا تعلمون » يعني من شأن إبليس فبعث الله جبريل إلى الأرض
ليأتيه بطين منها فقالت الأرض إني أعوذ بالله منك أن تنقص مني أو تشينني فرجع ولم
يأخذ وقال يارب إنها عاذت فأعذتها فبعث ميكائيل فعاذت منه فأعاذها فرجع فقال كما
قال جبريل فبعث ملك الموت فعاذت منه فقال وأنا أعوذ بالله أن أرجع ولم أنفذ أمره
فأخذ من وجه الأرض وخلط ولم يأخذ من مكان واحد وأخذ من تربة حمراء وبيضاء وسوداء
فلذلك خرج بنو آدم مختلفين فصعد به قبل التراب حتى عاد طينا لازبا واللازب هو الذي
يلتزق بعضه ببعض ثم قال للملائكة « إني خالق بشرا من طين فاذا
سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين » فخلقه الله بيده لئلا يتكبر
إبليس عنه ليقول له تتكبر عما عملت بيدي ولم أتكبر أنا عنه بخلقه بشرا فكان جسدا من
طين أربعين سنة من مقدار يوم الجمعة فمرت به الملائكة ففزعوا منه لما رأوه فكان
أشدهم فزعا منه إبليس فكان يمر به فيضربه فيصوت الجسد كما يصوت الفخار يكون له
صلصلة فذلك حين يقول « من صلصال كالفخار » ويقول لأمر ما
خلقت ودخل من فيه فخرج من دبره وقال للملائكة لا ترهبوا من هذا فإن ربكم صمد وهذا
أجوف لئن سلطت عليه لأهلكنه فلما بلغ الحين الذي يريد الله عز وجل أن ينفخ فيه
الروح قال للملائكة إذا نفخت فيه من روحي فاسجدوا له فلما نفخ فيه الروح فدخل الروح
في رأسه عطس فقالت الملائكة قل الحمد لله فقال الحمد لله فقال له الله يرحمك ربك
فلما دخلت الروح في عينيه نظر إلى ثمار الجنة فلما دخل الروح إلى جوفه اشتهى الطعام
فوثب قبل أن تبلغ الروح رجليه عجلان إلى ثمار الجنة فذلك حين يقول الله تعالى « خلق الإنسان من عجل » فسجد الملائكة كلهم أجمعون إلا إبليس أبى
أن يكون مع الساجدين أبى واستكبر وكان من الكافرين قال الله له ما منعك أن تسجد إذ
أمرتك لما خلقت بيدي قال أنا خير منه لم أكن لأسجد لبشر خلقته من طين قال الله له
« اخرج منها فما يكون لك » يعني ما ينبغي لك « أن تتكبر فيها فاخرج إنك من الصاغرين » والصغار هو الذل قال
« وعلم آدم الأسماء كلها » ثم عرض الخلق على الملائكة « فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين » أن بني آدم يفسدون
في الأرض ويسفكون الدماء فقالوا « سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا
إنك أنت العليم الحكيم » قال الله « يا آدم أنبئهم بأسمائهم
فلما أنبأهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السموات والأرض وأعلم ما تبدون
وما كنتم تكتمون » قال قولهم « أتجعل فيها من يفسد فيها »
فهذا الذي ابدوا « وأعلم ما تكتمون » يعني ما أسر
إبليس في نفسه من الكبر فهذا الإسناد إلى هؤلاء الصحابة مشهور في تفسير السدي ويقع
فيه إسرائيليات كثيرة فلعل بعضها مدرج ليس من كلام الصحابةأو أنهم أخذوه من بعض
الكتب المتقدمة والله أعلم والحاكم يروي في مستدركه بهذا الإسناد بعينه أشياء ويقول
على شرط البخاري والغرض ان الله تعالى لما أمر الملائكة بالسجود لآدم دخل إبليس في
خطابهم لأنه وإن لم يكن من عنصرهم إلا أنه كان قد تشبه بهم وتوسم بأفعالهم فلهذا
دخل في الخطاب لهم وذم في مخالفة الامر وسنبسط المسألة إن شاء الله تعالى عند قوله
« إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه » ولهذا قال محمد
بن إسحاق عن خلاد عن عطاء عن طاوس عن ابن عباس قال كان إبليس قبل أن يركب المعصية
من الملائكة اسمه عزازيل وكان من سكان الأرض وكان من أشد الملائكة اجتهادا وأكثرهم
علما فذلك دعاه إلى الكبر وكان من حي يسمون حنا وفي رواية عن خلاد عن عطاء عن طاوس
أو مجاهد عن ابن عباس أو غيره بنحوه وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا سعيد بن
سليمان حدثنا عباد يعني ابن العوام عن سفيان بن حسين عن يعلى بن مسلم عن سعيد بن
جبير عن ابن عباس قال كان إبليس اسمه عزازيل وكان من أشراف الملائكة من ذوي الأجنحة
الأربعة ثم أبلس بعد وقال سنيد عن حجاج عن ابن جريج قال قال ابن عباس كان إبليس من
أشراف الملائكة وأكرمهم قبيلة وكان خازنا على الجنان وكان له سلطان سماء الدنيا
وكان له سلطان الأرض وهكذا روى الضحاك وغيره عن ابن عباس سواء وقال صالح مولى
التوأمة عن ابن عباس إن من الملائكة قبيلا يقال لهم الجن وكان إبليس منهم وكان يسوس
ما بين السماء والأرض فعصى فمسخه الله شيطانا رجيما رواه ابن جرير وقال قتادة عن
سعيد بن المسيب كان إبليس رئيس ملائكة سماء الدنيا وقال ابن جرير حدثنا محمد بن
بشار حدثنا عدي بن أبي عدي عن عوف عن الحسن قال ما كان إبليس من الملائكة طرفة عين
قط وإنه لأصل الجن كما أن آدم أصل الإنس وهذا إسناد صحيح عن الحسن وهكذا قال عبد
الرحمن بن زيد بن أسلم سواء وقال شهر بن حوشب كان إبليس من الجن الذين طردتهم
الملائكة فأسره بعض الملائكة فذهب به إلى السماء رواه ابن جرير وقال سنيد بن داود
حدثنا هشيم أنبأنا عبد الرحمن بن يحيى عن موسى بن نمير وعثمان بن سعيد بن كامل عن
سعد بن مسعود قال كانت الملائكة تقاتل الجن فسبي إبليس وكان صغيرا فكان مع الملائكة
يتعبد معها فلما أمروا بالسجود لآدم سجدوا فأبى إبليس فلذلك قال تعالى « إلا إبليس كان من الجن » وقال ابن جرير حدثنا محمد بن سنان
القزاز حدثنا أبو عاصم عن شريك عن رجل عن عكرمة عن ابن عباس قال إن الله خلق خلقا
فقال اسجدوا لآدم فقالوا لا نفعل فبعث الله عليهم نارا فأحرقتهم ثم خلق خلقا آخر
فقال « إني خالق بشرا من طين » اسجدوا لآدم قال فأبوا فبعث
الله عليهم نارا فأحرقتهم ثم خلق هؤلاء فقال اسجدوا لآدم قالوا نعم وكان إبليس من
أولئك الذين أبوا أن يسجدوا لآدم وهذا غريب ولا يكاد يصح إسناده فإن فيه رجلا مبهما
ومثله لا يحتج به والله أعلم وقال قتادة في قوله تعالى « وإذ قلنا
للملائكة اسجدوا لآدم » فكانت الطاعة لله والسجدة لآدم أكرم الله آدم أن
أسجد له ملائكته وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبو سعيد الأشج حدثنا أبو أسامة حدثنا
صالح بن حيان حدثنا عبد الله بن بريدة قوله تعالى « وكان من
الكافرين » من الذين أبوا فأحرقتهم النار وقال أبو جعفر رضي الله عنه عن
الربيع عن أبي العالية « وكان من الكافرين » يعني من
العاصين وقال السدي « وكان من الكافرين » الذين لم يخلقهم
الله يومئذ يكونون بعد وقال محمد بن كعب القرظي ابتدأ الله خلق إبليس من الكفر
والضلالة وعمل بعمل الملائكة فصيره الله إلى ما أبدى عليه خلقه من الكفر قال الله
تعالى « وكان من الكافرين » وقال بعض الناس كان هذا سجود
تحية وسلام وإكرام كما قال تعالى « ورفع أبويه على العرش وخروا له
سجدا وقال يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا » وقد كان هذا
مشروعا في الأمم الماضية ولكنه نسخ في ملتنا قال معاذ قدمت الشام فرأيتهم يسجدون
لأساقفتهم وعلمائهم فأنت يا رسول الله أحق أن يسجد لك فقال لا لو كنت آمرا بشرا أن
يسجد لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها ورجحه الرازي وقال بعضهم
بل كانت السجدة لله وآدم قبلة فيها كما قال تعالى « أقم الصلاة
لدلوك الشمس » وفي هذا التنظير نظر والأظهر أن القول الأول أولىوالسجدة لآدم
إكراما وإعظاما واحتراما وسلاما وهي طاعة لله عز وجل لأنها امتثال لأمره تعالى وقد
قواه الرازي في تفسيره وضعف ماعداه من القولين الآخرين وهما كونه جعل قبلة إذ لا
يظهر فيه شرف والآخر أن المراد بالسجود الخضوع لا الإنحناء ووضع الجبهة على الأرض
وهو ضعيف كما قال وقال قتادة في قوله تعالى « فسجدوا إلا إبليس أبى
واستكبر وكان من الكافرين » حسد عدو الله إبليس آدم عليه السلام على ما
أعطاه الله من الكرامة وقال أنا ناري وهذا طيني وكان بدء الذنوب الكبر استكبر عدو
الله أن يسجد لآدم عليه السلام « قلت » وقد ثبت في الصحيح
لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر وقد كان في قلب إبليس من
الكبر والكفر والعناد ما اقتضى طرده وإبعاده عن جناب الرحمة وحضرة القدس قال بعض
المعربين وكان من الكافرين أي وصار من الكافرين بسبب امتناعه كما قال « فكان من المغرقين » وقال « فتكونا من الظالمين
» وقال الشاعر-بتيهاء قفر والمطي كأنها قطا الحزن قد كانت فراخا بيوضها-أي
قد صارت وقال ابن فورك تقديره وقد كان في علم الله من الكافرين ورجحه القرطبي وذكر
ههنا مسألة فقال قال علماؤنا من أظهر الله على يديه ممن ليس بنبي كرامات وخوارق
للعادات فليس ذلك دالا على ولايته خلافا لبعض الصوفية والرافضة هذا لفظه ثم استدل
على ما قال بأنا لا نقطع بهذا الذي جرى الخارق على يديه انه يوافي الله بالإيمان
وهو لا يقطع لنفسه بذلك يعني والولي الذي يقطع له بذلك في نفس الأمر قلت وقد استدل
بعضهم على أن الخارق قد يكون على يدي غير الولي بل قد يكون على يد الفاجر والكافر
أيضا بما ثبت عن ابن صياد أنه قال هو الدخ حين خبأ له رسول الله صلى الله عليه وسلم
« فارتقب يوم تأت السماء بدخان مبين » وبما كان يصدر عنه
أنه كان يملأ الطريق إذا غضب حتى ضربه عبد الله بن عمر وبما ثبتت به الأحاديث عن
الدجال بما يكون على يديه من الخوارق الكثيرة من انه يأمر السماء أن تمطر فتمطر
والأرض أن تنبت فتنبت وتتبعه كنوز الأرض مثل اليعاسيب وأنه يقتل ذلك الشاب ثم يحييه
إلى غير ذلك من الأمور المهولة وقد قال يونس بن عبد الأعلى الصدفي قلت للشافعي كان
الليث بن سعد يقول إذا رأيتم الرجل يمشي على الماء ويطير في الهواء فلا تغتروا به
حتى تعرضوا أمره على الكتاب والسنة فقال الشافعي قصر الليث رحمه الله بل إذا رأيتم
الرجل يمشي على الماء ويطير في الهواء فلا تغتروا به حتى تعرضوا أمره على الكتاب
والسنة وقد حكى الرازي وغيره قولين للعلماء هل المأمور بالسجود لآدم خاص بملائكة
الارض أو عام في ملائكة السموات والارض وقد رجح كلا من القولين طائفة وظاهر الآية
الكريمة العموم « فسجد الملائكة كلهم أجمعون إلا إبليس »
فهذه أربعة أوجه مقوية للعموم والله أعلم


تفسير
ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة البقره - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة البقره   تفسير سورة البقره - صفحة 2 Emptyالإثنين فبراير 27, 2012 4:48 am

35-وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا
رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ
الْظَّالِمِينَ



. انظر تفسير الآية 36








تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة البقره - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة البقره   تفسير سورة البقره - صفحة 2 Emptyالإثنين فبراير 27, 2012 4:49 am

36-فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ
وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ
مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ



يقول الله تعالى إخبارا عما أكرم به آدم بعد أن أمر الملائكة بالسجود فسجدوا إلا
إبليس أنه أباحه الجنة يسكن منها حيث يشاء ويأكل منها ما شاء رغدا أي هنيئا واسعا
طيبا وروى الحافظ أبو بكر بن مردويه من حديث محمد بن عيسى الدامغاني حدثنا سلمة بن
الفضل عن ميكائيل عن ليث عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر قال قلت يا رسول الله
أريت آدم أنبيا كان قال نعم نبيا رسولا يكلمه الله قبيلا يعني عيانا فقال « أسكن أنت وزوجك الجنة » وقد اختلف في الجنة التي أسكنها آدم أهي
في السماء أم في الارض فالأكثرون على الأول وحكى القرطبي عن المعتزلة والقدرية
القول بأنها في الارض وسيأتي تقرير ذلك في سورة الأعراف إن شاء الله تعالى وسياق
الآيةيقتضي أن حواء خلقت قبل دخول آدم الجنة وقد صرح بذلك محمد بن إسحاق حيث قال
لما فرغ الله من معاتبة إبليس أقبل على آدم وعلمه الأسماء كلها فقال يا آدم أنبئهم
بأسمائهم إلى قوله « إنك أنت العليم الحكيم » قال ثم ألقيت
السنة على آدم فيما بلغنا عن أهل الكتاب من أهل التوراة وغيرهم من أهل العلم عن ابن
عباس وغيره ثم أخذ ضلعا من أضلاعه من شقه الأيسر ولأم مكانه لحما وآدم نائم لم يهب
من نومه حتى خلق الله من ضلعه تلك زوجته حواء فسواها امرأة ليسكن إليها فلما كشف
عنه السنة وهب من نومه رآها إلى جنبه فقال فيما يزعمون والله أعلم لحمي ودمي وزوجتي
فسكن اليها فلما زوجه الله وجعل له سكنا من نفسه قال له قبيلا « يا
آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من
الظالمين » ويقال إن خلق حواء كان بعد دخول الجنة كما قال السدي في خبر ذكره
عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس وعن مرة عن ابن مسعود وعن ناس من الصحابة
أخرج إبليس من الجنة وأسكن آدم الجنة فكان يمشي فيها وحيشا ليس له زوج يسكن إليه
فنام نومة فاستيقظ وعند رأسه امرأة قاعدة خلقها الله من ضلعه فسألها ما أنت قالت
امرأة قال ولم خلقت قالت لتسكن إلي قالت له الملائكة ينظرون ما بلغ من علمه ما
اسمها يا آدم قال حواء قالوا ولم حواء قال إنها خلقت من شيء حي قال الله « يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما » وأما
قوله « ولا تقربا هذه الشجرة » فهو اختبار من الله تعالى
وامتحان لآدم وقد اختلف في هذه الشجرة ماهي فقال السدي عمن حدثه عن ابن عباس الشجرة
التي نهي عنها آدم عليه السلام هي الكرم وكذا قال سعيد بن جبير والسدي والشعبي
وجعدة بن هبيرة ومحمد بن قيس وقال السدي أيضا في خبر ذكره عن أبي مالك وعن أبي صالح
عن ابن عباس وعن مرة عن ابن مسعود وعن ناس من الصحابة « ولا تقربا
هذه الشجرة » هي الكرم وتزعم يهود أنها الحنطة وقال ابن جرير وابن أبي حاتم
حدثنا محمد بن إسماعيل الأحمسي حدثنا أبو يحيى الحماني حدثنا أبو النضر أبو عمر
الخزاز عن عكرمة عن ابن عباس قال الشجرة التي نهي عنها آدم عليه السلام هي السنبلة
وقال عبد الرزاق أنبأنا ابن عيينة وابن المبارك عن الحسن بن عمارة عن المنهال بن
عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال هي السنبلة وقال محمد بن إسحاق عن رجل من أهل
العلم عن مجاهد عن ابن عباس قال هي البر وقال ابن جرير وحدثني المثنى بن إبراهيم
حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا القاسم حدثني رجل من بني تميم أن ابن عباس كتب إلى أبي
الخلد يسأله عن الشجرة التي أكل منها آدم والشجرة التي تاب عندها آدم فكتب اليه أبو
الخلد سألتني عن الشجرة التي نهي عنها آدم وهي السنبلة وسألتني عن الشجرة التي تاب
عندها آدم وهي الزيتونة وكذلك فسره الحسن البصري ووهب بن منبه وعطية العوفي وأبو
مالك ومحارب بن دثار وعبد الرحمن بن أبي ليلى وقال محمد بن إسحاق عن بعض أهل اليمن
عن وهب بن منبه أنه كان يقول هي البر ولكن الحبة منها في الجنة ككلى البقر وألين من
الزبد وأحلى من العسل وقال سفيان الثوري عن حصين عن أبي مالك « ولا
تقربا هذه الشجرة » قال النخلة وقال ابن جريج عن مجاهد «
ولا تقربا هذه الشجرة » قال التينة وبه قال قتادة وابن جريج وقال أبو جعفر
الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية كانت الشجرة من أكل منها أحدث ولا ينبغي أن
يكون في الجنة حدث وقال عبد الرزاق حدثنا عمر بن عبد الرحمن بن مهرب قال سمعت وهب
بن منبه يقول لما أسكن الله آدم وزوجته الجنة ونهاه عن أكل الشجرة وكانت شجرة
غصونها متشعب بعضها من بعض وكان لها ثمر تأكله الملائكة لخلدهم وهي الشجرة التي نهى
الله عنها آدم وزوجته فهذه أقوال ستة في تفسير هذه الشجرة قال الإمام العلامة أبو
جعفر بن جرير رحمه الله والصواب في ذلك أن يقال إن الله عز وجل ثناؤه نهى آدم
وزوجته عن أكل شجرة بعينها من أشجار الجنة دون سائر أشجارها فأكلا منها ولا علم
عندنا بأي شجرة كانت على التعيين لأن الله لم يضع لعباده دليلا على ذلك في القرآن
ولا من السنة الصحيحة وقد قيل كانت شجرة البر وقيل كانت شجرة العنب وقيل كانت شجرة
التين وجائز أن تكون واحدة منها وذلك علم اذا علم لم ينفع العالم به علمه وإن جهله
جاهل لم يضره جهله به والله أعلم وكذلك رجح الإبهام الرازي في تفسيره وغيرهوهو
الصواب وقوله تعالى « فأزلهما الشيطان عنها » يصح أن يكون
الضمير في قوله عنها عائدا إلى الجنة فيكون معنى الكلام كما قال عاصم بن بهدلة وهو
ابن أبي النجود فأزا لهما أي فنحاهما ويصح أن يكون عائدا على أقرب المذكورين وهو
الشجرة فيكون معنى الكلام كما قال الحسن وقتادة فأزلهما أي من قبل الزلل فعلى هذا
يكون تقدير الكلام « فأزلهما الشيطان عنها » أي بسببها كما
قال تعالى « يؤفك عنه من أفك » أي يصرف بسببه من هو مأفوك
ولهذا قال تعالى « فأخرجهما مما كانا فيه » أي من اللباس
والمنزل الرحب والرزق الهنيء والراحة « وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض
عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين » أي قرار وأرزاق وآجال « إلى حين » أي إلى وقت مؤقت ومقدار معين ثم تقوم القيامة وقد ذكر
المفسرون من السلف كالسدي بأسانيده وأبي العالية ووهب بن منبه وغيرهم ههنا أخبارا
إسرائيلية عن قصة الحية وإبليس وكيف جرى من دخول إبليس إلى الجنة ووسوسته وسنبسط
ذلك إن شاء الله في سورة الأعراف فهناك القصة أبسط منها ههنا والله الموفق وقد قال
ابن أبي حاتم ههنا حدثنا علي بن الحسن بن إشكاب حدثنا علي بن عاصم عن سعيد بن أبي
عروبة عن قتادة عن الحسن عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن
الله خلق آدم رجلا طوالا كثير شعر الرأس كأنه نخلة سحوق فلما ذاق الشجرة سقط عنه
لباسه فأول مابدا منه عورته فلما نظر إلى عورته جعل يشتد في الجنة فأخذت شعره شجرة
فنازعها فناداه الرحمن يا آدم مني تفر فلما سمع كلام الرحمن قال يارب لا ولكن
استحياء قال وحدثني جعفر بن أحمد بن الحكم القرشي سنة أربع وخمسين ومئتين حدثنا
سليمان بن منصور بن عمار حدثنا علي بن عاصم عن سعيد عن قتادة عن أبي بن كعب قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لما ذاق آدم من الشجرة فر هاربا فتعلقت شجرة بشعره
فنودي يا آدم أفرارا مني قال بل حياء منك قال يا آدم اخرج من جواري فبعزتي لا
يساكنني فيها من عصاني ولو خلقت مثلك ملء الأرض خلقا ثم عصوني لأسكنتهم دار العاصين
هذا حديث غريب وفيه انقطاع بل إعضال بين قتادة وأبي بن كعب رضي الله عنهما وقال
الحاكم « 2/542 » حدثنا أبو بكر بن بالويه عن محمد بن أحمد
بن النضر عن معاوية بن عمرو عن زائدة عن عمار بن أبي معاوية البجلي عن سعيد بن جبير
عن ابن عباس قال ما أسكن آدم الجنة إلا ما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس ثم قال
صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وقال عبد بن حميد في تفسيره حدثنا روح عن هشام عن
الحسن قال لبث آدم في الجنة ساعة من نهار تلك الساعة ثلاثون ومئة سنة من أيام
الدنيا وقال أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس قال خرج آدم من الجنة للساعة التاسعة
أو العاشرة فأخرج آدم معه غصنا من شجر الجنة على رأسه تاج من شجر الجنة وهو الإكليل
من ورق الجنة وقال السدي قال الله تعالى « اهبطوا منها جميعا »
فهبطوا ونزل آدم بالهند ونزل معه الحجر الأسود وقبضة من ورق الجنة فبثه
بالهند فنبتت شجرة الطيب فإنما أصل ما يجاء به من الطيب من الهند من قبضة الورق
التي هبط بها آدم وإنما قبضها آدم أسفا على الجنة حين أخرج منها وقال عمران بن
عيينة عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال أهبط آدم بدحنا أرض الهند
وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبو زرعة حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن عطاء عن
سعيد عن ابن عباس قال أهبط آدم عليه السلام إلى أرض يقال لها دحنا بين مكة والطائف
وعن الحسن البصري قال أهبط آدم بالهند وحواء بجدة وإبليس بدستميسان من البصرة على
أميال وأهبطت الحية بأصبهان رواه ابن أبي حاتم وقال محمد بن أبي حاتم حدثنا محمد بن
عمار بن الحارث حدثنا محمد بن سعيد بن سابق حدثنا عمرو بن أبي قيس عن الزبير بن عدي
عن ابن عمر قال أهبط آدم بالصفا وحواء بالمروءة وقال رجاء بن سلمة أهبط آدم عليه
السلام يداه على ركبتيه مطأطئا رأسه وأهبط إبليس مشبكا بين أصابعه رافعا رأسه إلى
السماء وقال عبد الرزاق قال معمر أخبرني عوف عن قسامة بن زهير عن أبي موسى قال إن
الله حين أهبط آدم من الجنة إلى الأرض علمه صنعة كل شيء وزوده من ثمار الجنة
فثماركم هذه من ثمار الجنة غير ان هذه تتغير وتلك لا تتغير وقال الزهري عن عبد
الرحمن بن هرمز الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير يوم
طلعت فيه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه أدخل الجنة وفيه أخرج منها رواه مسلم
« 854 » والنسائي « 3/89 »
وقالالرازي إعلم ان في هذه الآية تهديدا عظيما عن كل المعاصي من وجوه « الأول » إنما يتصور ما جرى على آدم بسبب إقدامه على هذه الزلة
الصغيرة كان على وجل شديد من المعاصي قال الشاعر-ياناظرا يرنو بعيني راقد ومشاهدا
للأمر غير مشاهد**تصل الذنوب إلى الذنوب وترتجي درج الجنان ونيل فوز العابد**أنسيت
ربك حين أخرج آدما منها إلى الدنيا بذنب واحد-قال ابن القاسم-ولكننا سبي العدو فهل
ترى نعود إلى أوطاننا ونسلم-قال الرازي عن فتح الموصلي أنه قال كنا قوما من أهل
الجنة فسبانا إبليس إلى الدنيا فليس لنا إلا الهم والحزن حتى نرد إلى الدار التي
أخرجنا منها فإن قيل فاذا كانت جنة آدم التي أخرج منها في السماء كما يقوله الجمهور
من العلماء فكيف تمكن إبليس من دخول الجنة وقد طرد من هنالك طردا قدريا والقدري لا
يخالف ولا يمانع فالجواب أن هذا بعينه استدل به من يقول إن الجنة التي كان فيها آدم
في الأرض لا في السماء كما قد بسطنا هذا في أول كتابنا البداية والنهاية وأجاب
الجمهور بأجوبة « أحدها » أنه منع من دخول الجنة مكرما فأما
على وجه السرقة والإهانة فلا يمتنع ولهذا قال بعضهم كما جاء في التوراة أنه دخل في
فم الحية إلى الجنة وقد قال بعضهم يحتمل أنه وسوس لهما وهو خارج باب الجنة « وقال بعضهم » يحتمل أنه وسوس لهما في الأرض وهما في السماء
ذكرها الزمخشري وغيره وقد أورد القرطبي ههنا أحاديث في الحيات وقتلهن وبيان حكم ذلك
فأجاد وأفاد


تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن
كثير

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة البقره - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة البقره   تفسير سورة البقره - صفحة 2 Emptyالإثنين فبراير 27, 2012 4:50 am

37-فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ
التَّوَّابُ الرَّحِيمُ



قيل إن هذه الكلمات مفسرة بقوله تعالى « قالا ربنا ظلمنا أنفسنا
وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين » وروي هذا عن مجاهد وسعيد بن
جبير وابي العالية والربيع بن أنس والحسن وقتادة ومحمد بن كعب القرظي وخالد بن
معدان وعطاء الخراساني وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم وقال أبو إسحاق السبيعي عن رجل
من بني تميم قال اتيت ابن عباس فسألته ما الكلمات التي تلقى آدم من ربه قال علم شأن
الحج وقال سفيان الثوري عن عبد العزيز بن رفيع أخبرني من سمع عبيد بن عمير وفي
رواية قال أخبرني مجاهد عن عبيد بن عمير أنه قال قال آدم يارب خطيئتي التي أخطأت
شيء كتبته على قبل أن تخلقني أو شيء ابتدعته من قبل نفسي قال بل شيء كتبته عليك قبل
أن اخلقك قال فكما كتبته علي فاغفر لي قال فذلك قوله تعالى « فتلقى
آدم من ربه كلمات فتاب عليه » وقال السدي عمن حدثه عن ابن عباس فتلقى آدم من
ربه كلمات قال قال آدم عليه السلام يارب ألم تخلقني بيدك قيل له بلى ونفخت في من
روحك قيل له بلى قال أرأيت إن تبت هل أنت راجعي إلى الجنة قال نعم وهكذا رواه
العوفي وسعيد بن جبير وسعيد بن معبد عن ابن عباس بنحوه ورواه الحاكم في مستدركه
« 2/545 » من حديث سعيد بن جبير عن ابن عباس وقال صحيح
الإسناد ولم يخرجاه وهكذا فسره السدي وعطية العوفي وقد روى ابن أبى حاتم ههنا حديثا
شبيها بهذا فقال حدثنا علي بن الحسين بن إشكاب حدثنا ابن عاصم عن سعيد بن أبي عروبة
عن قتادة عن الحسن عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال آدم
عليه السلام أرأيت يارب إن تبت ورجعت أعائدي إلى الجنة قال نعم فذلك قوله « فتلقى آدم من ربه كلمات » وهذا حديث غريب من هذا الوجه وفيه
انقطاع وقال أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية في قوله تعالى « فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه » قال إن آدم لما أصاب
الخطيئة قال أرأيت يارب إن تبت وأصلحت قال الله إذا أدخلك الجنة فهي الكلمات ومن
الكلمات ايضا « ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن
من الخاسرين » وقال ابن أبي نجيح عن مجاهد أنه كان يقول في قول الله تعالى
« فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه » قال الكلمات اللهم لا
إله إلا انت سبحانك وبحمدك رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي انك خير الغافرين اللهم لا
إله إلا انت سبحانك وبحمدك رب إني ظلمت نفسي فارحمني إنك خير الراحمين اللهم لا إله
إلا أنت سبحانك وبحمدك رب إني ظلمت نفسي فتب علي انك أنت التواب الرحيم وقوله تعالى
« إنه هو التواب الرحيم » أي أنه يتوب على من تابإليه وأناب
كقوله « ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده »
وقوله « ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه » الآية وقوله
« ومن تاب وعمل صالحا » وغير ذلك من الآيات الدالة على أنه
تعالى يغفر الذنوب ويتوب على من يتوب وهذا من لطفه بخلقه ورحمته بعبيده لا إله إلا
هو التواب الرحيم


تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل
بن كثير

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة البقره - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة البقره   تفسير سورة البقره - صفحة 2 Emptyالإثنين فبراير 27, 2012 6:17 am

38-قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى
فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ



. انظر تفسير الآية 39








تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة البقره - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة البقره   تفسير سورة البقره - صفحة 2 Emptyالإثنين فبراير 27, 2012 6:18 am

39-وَالَّذِينَ كَفَرواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا أُولَـئِكَ أَصْحَابُ
النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ



يقول تعالى مخبرا عما أنذر به آدم وزوجته وإبليس حين أهبطهم من الجنة والمراد
الذرية إنه سينزل الكتب ويبعث الأنبياء والرسل كما قال أبو العالية الهدى الانبياء
والرسل والبينات والبيان وقال مقاتل بن حيان الهدى محمد صلى الله عليه وسلم وقال
الحسن الهدى القرآن وهذان القولان صحيحان وقول أبي العالية أعم «
فمن اتبع هداي » أي من أقبل على ما أنزلت به الكتب وأرسلت به الرسل « فلا خوف عليهم » أي فيما يستقبلونه من أمر الآخرة « ولا هم يحزنون » على ما فاتهم من أمور الدنيا كما قال في سورة
طه « قال اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو فإما يأتينكم مني هدى
فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى » قال ابن عباس فلا يضل في الدنيا ولا يشقى
في الآخرة « ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم
القيامة أعمى » كما قال ههنا « والذين كفروا وكذبوا بآياتنا
أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون » أي مخلدون فيها لا محيد لهم عنها ولا
محيص وقد أورد ابن جرير ههنا حديثا ساقه من طريقين عن أبي مسلمة سعيد بن يزيد عن
أبي نضرة المنذر بن مالك بن قطعة عن أبي سعيد واسمه سعد بن مالك بن سنان الخدري قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما أهل النار الذين هم أهلها فلا يموتون فيها
ولا يحيون ولكن أقوام أصابتهم النار بخطاياهم فأماتتهم إماتة حتى إذا صاروا فحما
أذن في الشفاعة وقد رواه مسلم من حديث شعبة عن أبي مسلمة به وذكر هذا الإهباط
الثاني لما تعلق به مابعده من المعنى المغاير للأول وزعم بعضهم أنه تأكيد وتكرير
كما يقال قم قم وقال آخرون بل الإهباط الأول من الجنة إلى السماء الدنيا والثاني من
سماء الدنيا إلى الأرض والصحيح الأول الله أعلم


تفسير
ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة البقره - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة البقره   تفسير سورة البقره - صفحة 2 Emptyالإثنين فبراير 27, 2012 6:19 am

40-يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ
عَلَيْكُمْ وَأَوْفُواْ بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ



. انظر تفسير الآية 41








تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة البقره - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة البقره   تفسير سورة البقره - صفحة 2 Emptyالإثنين فبراير 27, 2012 6:20 am

41-وَآمِنُواْ بِمَا أَنزَلْتُ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَكُمْ وَلاَ تَكُونُواْ
أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَإِيَّايَ
فَاتَّقُونِ



يقول تعالى آمرا بني إسرائيل بالدخول في الإسلام ومتابعة محمد عليه من الله أفضل
الصلاة والسلام ومهيجا لهم بذكر أبيهم إسرائيل وهو نبي الله يعقوب عليه السلام
وتقديره يا بني العبد الصالح المطيع لله كونوا مثل أبيكم في متابعة الحق كما تقول
يا ابن الكريم افعل كذا يا ابن الشجاع بارز الأبطال يا ابن العالم اطلب العلم ونحو
ذلك ومن ذلك أيضا قوله تعالى « ذرية من حملنا مع نوح إنه كان عبدا
شكورا » فإسرائيل هو يعقوب بدليل ما رواه أبو داود الطيالسي حدثنا عبد
الحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب قال حدثني عبد الله بن عباس قال حضرت عصابة من
اليهود نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم هل تعلمون أن إسرائيل يعقوب قالوا
اللهم نعم فقال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم اشهد وقال الأعمش عن إسماعيل بن
رجاء عن عمير مولى ابن عباس عن عبد الله بن عباس أن إسرائيل كقولك عبد الله وقوله
تعالى « اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم » قال مجاهد نعمة
الله التي أنعم بها عليهم فيما سمي وفيما سوى ذلك أن فجر لهم الحجر وأنزل عليهم
المن والسلوى ونجاهم من عبودية آل فرعون وقال أبو العالية نعمته أن جعل منهم
الأنبياء والرسل أو نزل عليهم الكتب قلت وهذا كقول موسى عليه السلام له « يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا وآتاكم
ما لم يؤت أحدا من العالمين » يعني في زمانهم وقال محمد بن إسحاق حدثني محمد
بن أبي محمد عن عكرمة أو سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله تعالى «
اذكروا نعمتي التيأنعمت عليكم » أي بلائي عندكم وعند آبائكم لما كان نجاهم
من فرعون وقومه « وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم » قال بعهدي الذي
أخذت في أعناقكم للنبي صلى الله عليه وسلم إذا جاءكم أوف بعهدكم أي أنجز لكم ما
وعدتكم عليه من تصديقه واتباعه بوضع ما كان عليكم من الإصر والأغلال التي كانت في
أعناقكم بذنوبكم التي كانت من أحداثكم وقال الحسن البصري هو قوله تعالى « ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا وقال الله
إني معكم لئن أقمتم الصلاة وأتيتم الزكاة وآمنتم برسلي وعزرتموهم وأقرضتم الله قرضا
حسنا لأكفرن عنكم سيآتكم ولأدخلنكم جنات تجري من تحتها الأنهار » الآية وقال
آخرون هو الذي أخذ الله عليهم في التوراة أنه سيبعث من بني إسماعيل نبيا عظيما
يطيعه جميع الشعوب والمراد به محمد صلى الله عليه وسلم فمن اتبعه غفر الله له ذنبه
وأدخله الجنة وجعل له أجرين وقد أورد الرازي إشارات كثيرة عن الأنبياء عليهم الصلاة
والسلام بمحمد صلى الله عليه وسلم وقال أبو العالية « وأوفوا بعهدي
» قال عهده إلى عباده دين الإسلام وان يتبعوه وقال الضحاك عن ابن عباس أوف
بعهدكم قال أرضى عنكم وأدخلكم الجنة وكذا قال السدي والضحاك وأبو العالية والربيع
بن أنس وقوله تعالى « وإياي فارهبون » أي فاخشون قال أبو
العالية والسدي والربيع بن أنس وقتادة وقال ابن عباس في قوله تعالى « واياي فارهبون » أي إن نزل بكم ما أنزلت بمن كان قبلكم من
آبائكم من النقمات التي قد عرفتم من المسخ وغيره وهذا انتقال من الترغيب إلى
الترهيب فدعاهم إليه بالرغبة والرهبة لعلهم يرجعون إلى الحق وإتباع الرسول صلى الله
عليه وسلم والإتعاظ بالقرآن وزواجره وامتثال أوامره وتصديق أخباره والله يهدي من
يشاء إلى صراط مستقيم ولهذا قال « وآمنوا بما أنزلت مصدقا لما معكم
» يعني به القرآن الذي أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم النبي الأمي العربي
بشيرا ونذيرا وسراجا منيرا مشتملا على الحق من الله تعالى مصدقا لما بين يديه من
التوراة والإنجيل قال أبو العالية رحمه الله في قوله تعالى «
وآمنوا بما أنزلت مصدقا لما معكم » يقول يا معشر أهل الكتاب آمنوا بما أنزلت
مصدقا لما معكم يقول لأنهم يجدون محمد صلى الله عليه وسلم مكتوبا عندهم في التوراة
والإنجيل وروي عن مجاهد والربيع بن أنس وقتادة نحو ذلك وقوله « ولا
تكونوا أول كافر به » قال بعض المعربين أول فريق كافر به أو نحو ذلك قال ابن
عباس ولا تكونوا أول كافر به وعندكم فيه من العلم ماليس عند غيركم وقال أبو العالية
ولا تكونوا أول من كفر بمحمد صلى الله عليه وسلم يعني من جنسكم أهل الكتاب بعد
سماعكم بمبعثه وكذا قال الحسن والسدي والربيع بن أنس واختار ابن جرير أن الضمير في
قوله به عائد على القرآن الذي تقدم ذكره في قوله « بما أنزلت »
وكلا القولين صحيح لأنهما متلازمان لأن من كفر بالقرآن فقد كفر بمحمد صلى
الله عليه وسلم ومن كفر بمحمد صلى الله عليه وسلم فقد كفر بالقرآن وأما قوله « أول كافر به » فيعني به أول من كفر به من بني إسرائيل لأنه قد
تقدمهم من كفار قريش وغيرهم من العرب بشر كثير وإنما المراد أول من كفر به من بني
إسرائيل مباشرة فإن يهود المدينة أول بني إسرائيل خوطبوا بالقرآن فكفرهم به يستلزم
أنهم أول من كفر به من جنسهم وقوله تعالى « ولا تشتروا بآياتي ثمنا
قليلا » يقول لا تعتاضوا عن الإيمان بآياتي وتصديق رسولي بالدنيا وشهواتها
فإنها قليلة فانية كما قال عبد الله بن المبارك أنبأنا عبد الرحمن بن زيد بن جابر
عن هارون بن يزيد قال سئل الحسن يعني البصري عن قوله تعالى « ثمنا
قليلا » قال الثمن القليل الدنيا بحذافيرها وقال ابن لهيعة حدثني عطاء بن
دينار عن سعيد بن جبير في قوله تعالى « ولا تشتروا بآياتي ثمنا
قليلا » إن آياته كتابه الذي أنزله إليه وإن الثمن القليل الدنيا وشهواتها
وقال السدي ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا يقول لا تأخذوا طمعا قليلا ولا تكتموا اسم
الله فذلك الطمع هو الثمن وقال أبو جعفر عن الربيع بن أنس عن أبي العالية في قوله
تعالى « ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا » يقول لا تأخذوا
عليه أجرا قال وهو مكتوب عندهم في الكتاب الأول يا ابن آدم علم مجانا كما علمت
مجانا وقيل معناه لا تعتاضوا عن البيان والإيضاح ونشر العلم النافع في الناس
بالكتمان واللبس لتستمروا على رياستكم في الدنيا القليلة الحقيرة الزائلة عن قريب
وفي سنن أبي داود عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
من تعلم علما مما يبتغى به وجه الله لا يتعلمه إلا ليصيب بهعرضا من الدنيا لم يرح
رائحة الجنة يوم القيامة فأما تعليم العلم بأجرة فإن كان في تعين عليه فلا يجوز أن
يأخذ عليه أجرا ويجوز أن يتناول من بيت المال ما يقوم به حاله وعياله فإن لم يحصل
له منه شيء وقطعه التعليم عن التكسب فهو كما لم يتعين عليه وإذا لم يتعين عليه فإنه
يجوز أن يأخذ عليه اجرا عند مالك والشافعي وأحمد وجمهور العلماء كما في صحيح
البخاري عن أبي سعيد في قصة اللديغ إن أحق ما أخذتم عليه أجرا كتاب الله وقوله في
قصة المخطوبة زوجتكها بما معك من القرآن فأما حديث عبادة بن الصامت أنه علم رجلا من
أهل الصفا شيئا من القرآن فأهدى له قوسا فسأل عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال إن أحببت أن تطوق بقوس من نار فاقبله فتركه رواه أبو داود وروي مثله عن أبي
أبن كعب مرفوعا فإن صح إسناده فهو محمول عند كثير من العلماء منهم أبو عمر بن عبد
البر على أنه لما علمه الله لم يجز بعد هذا أن يعتاض عن ثواب الله بذلك القوس فأما
إذا كان من أول الأمر على التعليم بالإجرة فإنه يصح كما في حديث اللديغ وحديث سهل
في المخطوبة والله أعلم وقوله « وإياي فاتقون » قال ابن أبي
حاتم حدثنا أبو عمر الدوري حدثنا أبو إسماعيل المؤدب عن عاصم الأحول عن أبي العالية
عن طلق بن حبيب قال التقوى أن تعمل بطاعة الله رجاء رحمة الله على نور من الله وان
تترك معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله ومعنى قوله «
وإياي فاتقون » إنه تعالى يتوعدهم فيما يتعمدونه من كتمان الحق وإظهار خلافه
ومخالفتهم الرسول صلوات الله وسلامه عليه


تفسير ابن
كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة البقره - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة البقره   تفسير سورة البقره - صفحة 2 Emptyالإثنين فبراير 27, 2012 6:21 am

42-وَلاَ تَلْبِسُواْ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُواْ الْحَقَّ وَأَنتُمْ
تَعْلَمُونَ



. انظر تفسير الآية 43








تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة البقره - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة البقره   تفسير سورة البقره - صفحة 2 Emptyالإثنين فبراير 27, 2012 6:24 am

43-وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ
الرَّاكِعِينَ



يقول تعالى ناهيا لليهود عما كانوا يتعمدونه من تلبيس الحق بالباطل وتمويهه به
وكتمانهم للحق وإظهارهم الباطل « ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا
الحق وأنتم تعلمون » فنهاهم عن الشيئين معا وأمرهم بإظهار الحق والتصريح به
ولهذا قال الضحاك عن ابن عباس « ولا تلبسوا الحق بالباطل »
لا تخلطوا الحق بالباطل والصدق بالكذب وقال أبو العالية «
ولا تلبسوا الحق بالباطل » يقول ولا تخلطوا الحق بالباطل وأدوا النصيحة
لعباد الله من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ويروى عن سعيد بن جبير والربيع بن أنس
نحوه وقال قتادة « ولا تلبسوا الحق بالباطل » ولا تلبسوا
اليهودية والنصرانية بالإسلام وأنتم تعلمون أن دين الله الإسلام وأن اليهودية
والنصرانية بدعة ليست من الله وروي عن الحسن البصري نحو ذلك وقال محمد بن إسحاق
حدثني محمد بن أبي محمد عن عكرمة أو سعيد بن جبير عن ابن عباس «وتكتموا الحق وأنتم تعلمون » أي لا تكتموا ما عندكم من المعرفة
برسولي وبما جاء به وأنتم تجدونه مكتوبا عندكم فيما تعلمون من الكتب التي بأيديكم
وروي عن أبي العالية نحو ذلك وقال مجاهد والسدي وقتادة والربيع بن أنس « وتكتموا الحق » يعني محمد صلى الله عليه وسلم «
قلت » وتكتموا يحتمل أن يكون مجزوما ويحتمل أن يكون منصوبا أي لا تجمعوا بين
هذا وهذا كما يقال لا تأكل السمك وتشرب اللبن قال الزمخشري وفي مصحف ابن مسعود
وتكتمون الحق أي في حال كتمانكم الحق وأنتم تعلمون حال أيضا ومعناه وأنتم تعلمون
الحق ويجوز أن يكون المعنى وأنتم تعلمون ما في ذلك من الضرر العظيم على الناس من
إضلالهم عن الهدى المفضي بهم إلى النار إن سلكوا ما تبدونه لهم من الباطل المشوب
بنوع من الحق لتروجوه عليهم والبيان الإيضاح وعكسه الكتمان وخلط الحق بالباطل « وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأركعوا مع الراكعين » قال مقاتل
قوله تعالى لأهل الكتاب « وأقيموا الصلاة » أمرهم أن يصلوا
مع النبي صلى الله عليه وسلم « وآتوا الزكاة » أمرهم أن
يؤتوا الزكاة أي يدفعونها إلى النبي صلى الله عليه وسلم « وأركعوا
مع الراكعين » أمرهم أن يركعوا مع الراكعين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم
يقول كونوا معهم ومنهم وقال علي بن طلحة عن ابن عباس يعني بالزكاة طاعة الله
والإخلاص وقال وكيع عن أبي جناب عن عكرمة عن ابن عباس في قوله وآتوا الزكاة قال ما
يوجب الزكاة قال مئتان فصاعدا وقال مبارك بن فضالة عن الحسن في قولهتعالى « وآتوا الزكاة » قال فريضة واجبة لا تنفع الأعمال إلا بها
وبالصلاة وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبو زرعة حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن
أبي حيان التيمي عن الحارث العكلي في قوله تعالى « وآتوا الزكاة »
قال صدقة الفطر وقوله تعالى « واركعوا مع الراكعين »
أي وكونوا مع المؤمنين في أحسن أعمالهم ومن أخص ذلك وأكمله الصلاة وقد استدل
كثير من العلماء بهذه الآية على وجوب الجماعة وأبسط ذلك في كتاب الأحكام الكبير إن
شاء الله تعالى وقد تكلم القرطبي على مسائل الجماعة والإمامة فأجاد



تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة البقره - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة البقره   تفسير سورة البقره - صفحة 2 Emptyالإثنين فبراير 27, 2012 6:27 am

44-أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ
تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ



يقول تعالى كيف يليق بكم يا معشر أهل الكتاب وأنتم تأمرون الناس بالبر وهو جماع
الخير أن تنسوا أنفسكم فلا تأتمرون بما تأمرون الناس به وأنتم مع ذلك تتلون الكتاب
وتعلمون ما فيه على من قصر في أوامر الله أفلا تعقلون ما أنتم صانعون بأنفسكم
فتنتبهوا من رقدتكم وتتبصروا من عنايتكم وهذا كما قال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة
في قوله تعالى « أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم » قال
كان بنو إسرائيل يأمرون الناس بطاعة الله وبتقواه وبالبر ويخالفون فعيرهم الله عز
وجل وكذلك قال السدي وقال ابن جريج « أتأمرون الناس بالبر »
أهل الكتاب والمنافقون كانوا يأمرون الناس بالصوم والصلاة ويدعون العمل بما
يأمرون به الناس فعيرهم الله بذلك فمن أمر بخير فليكن أشد الناس فيه مسارعة وقال
محمد بن إسحاق عن محمد عن عكرمة او سعيد بن جبير عن ابن عباس «
وتنسون أنفسكم » أي تتركون أنفسكم « وأنتم تتلون الكتاب
أفلا تعقلون » أي تنهون الناس عن الكفر بما عندكم من النبوة والعهد من
التوراة وتتركون أنفسكم أي وأنتم تكفرون بما فيها من عهدي إليكم في تصديق رسولي
وتنقضون ميثاقي وتجحدون ما تعلمون من كتابي وقال الضحاك عن ابن عباس في هذه الآية
يقول أتأمرون الناس بالدخول في دين محمد صلى الله عليه وسلم وغير ذلك مما أمرتم به
من إقام الصلاة وتنسون أنفسكم-صفات من يأمر بالمعروف-وقال أبو جعفر بن جرير حدثني
علي بن الحسن حدثنا أسلم الحرمي حدثنا مخلد بن الحسين عن أيوب السختياني عن أبي
قلابة في قول الله تعالى « أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم
وأنتم تتلون الكتاب » قال أبو الدرداء رضي الله عنه لا يفقه الرجل كل الفقه
حتى يمقت الناس في ذات الله ثم يرجع إلى نفسه فيكون لها أشد مقتا وقال عبد الرحمن
بن زيد بن أسلم في هذه الآية هؤلاء اليهود إذا جاء الرجل سألهم عن الشيء ليس فيه حق
ولا رشوة أمروه بالحق فقال الله تعالى « أتأمرون الناس بالبر
وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون » والغرض أن الله تعالى ذمهم
على هذا الصنيع ونبههم على خطئهم في حق أنفسهم حيث كانوا يأمرون بالخير ولا يفعلونه
وليس المراد ذمهم على أمرهم بالبر مع تركهم له بل على تركهم له فإن الأمر بالمعروف
معروف وهو واجب على العالم ولكن الواجب والأولى بالعالم أن يفعله مع من أمرهم به
ولا يتخلف عنهم كما قال شعيب عليه السلام « وما أريد أن أخالفكم
إلى ما أنهاكم عنه إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت
وإليه أنيب » فكل من الأمر بالمعروف وفعله واجب لا يسقط أحدهما بترك الآخر
على أصح قولي العلماء من السلف والخلف وذهب بعضهم إلى أن مرتكب المعاصي لا ينهى
غيره عنها وهذا ضعيف وأضعف منه تمسكهم بهذه الآية فإنه لاحجة لهم فيها والصحيح أن
العالم يأمر بالمعروف وإن لم يفعله وينهي عن المنكر وإن ارتكبه قال مالك عن ربيعة
سمعت سعيد بن جبير يقول لو كان المرء لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر حتى لا
يكون فيه شيء ما أمر أحد بمعروف ولا نهى عن منكر قال مالك وصدق من ذا الذي ليس فيه
شيء « قلت » لكنه والحالة هذه مذموم على ترك الطاعة وفعله
المعصية لعلمه بها ومخالفته على بصيرة فإنه ليس من يعلم كمن لا يعلم ولهذا جاءت
الأحاديث في الوعيد على ذلك كما قال الإمام أبو القاسم الطبراني في معجمه الكبير
« 2/1681 » حدثنا أحمد بن المعلى الدمشقي والحسن بن علي
العمري قالا حدثنا هشام بن عمار حدثنا علي بن سليمان الكلبي حدثنا الأعمش عن أبي
تميمة الهجيمي عن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم مثل العالم الذي يعلم الناس الخير ولا يعمل به كمثل السراج يضيء للناس ويحرق
نفسه هذا حديث غريب من هذا الوجه « حديث آخر » قال الإمام
أحمد بن حنبل في مسنده « 3/180 » حدثنا وكيع حدثنا حماد بن
سلمة عن علي بن زيد هو ابن جدعان عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم مررت ليلة أسري بي على قوم تقرض شفاههم بمقاريض من نار قال قلت
من هؤلاء قالوا خطباء أمتك من أهل الدنيا ممن كانوا يأمرون الناس بالبر وينسون
أنفسهم وهم يتلون الكتاب أفلا يعقلون ورواه عبد بن حميد في مسنده وتفسيره عن الحسن
بن موسى عن حماد بن سلمة به ورواه ابن مردويه في تفسيره من حديث يونس بن محمد
المؤدب والحجاج بن منهال كلاهما عن حماد بن سلمة به وكذا رواه يزيد بن هارون عن
حماد بن سلمة به ثم قال ابن مردويه حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم حدثنا موسى
بن هارون حدثنا إسحاق بن إبراهيم التستري ببلخ حدثنا مكي بن إبراهيم حدثنا عمر بن
قيس عن علي بن زيد عن ثمامة عن أنس قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
مررت ليلة أسري بي على أناس تقرض شفاههم وألسنتهم بمقاريض من نار قلت من هؤلاء يا
جبريل قال هؤلاء خطباء أمتك الذين يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم وأخرجه ابن
حبان في صحيحه « 53 » وابن أبي حاتم وابن مردويه أيضا من
حديث هشام الدستوائي عن المغيرة يعني ابن حبيب ختن مالك بن دينار عن مالك بن دينار
عن ثمامة عن أنس بن مالك قال لما عرج برسول الله صلى الله عليه وسلم مر بقوم تقرض
شفاههم فقال يا جبريل من هؤلاء قال هؤلاء الخطباء من أمتك يأمرون الناس بالبر
وينسون أنفسهم أفلا يعقلون « حديث آخر » قال الإمام أحمد
« 5/205 » حدثنا يعلي بن عبيد حدثنا الأعمش عن أبي وائل قال
قيل لأسامة وأنا رديفه ألا تكلم عثمان فقال إنكم ترون إني لا أكلمه ألا أسمعكم إني
لأكلمه فيما بيني وبينه دون أن أفتتح أمرا لا أحب أن أكون أول من أفتتحه والله لا
أقول لرجل أنك خير الناس وإن كان علي أميرا بعد أن سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول قالوا وما سمعته يقول قال سمعته يقول يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى
بالنار فتندلق به أقتابه فيدور بها في النار كما يدور الحمار برحاه فيطوف به أهل
النار فيقولون يافلان ما اصابك ألم تكن تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر فيقول
كنت أمركم بالمعروف ولا آتيه وأنهاكم عن المنكر وآتيه ورواه البخاري « 3267 » ومسلم « 2989 » من حديث سليمان
بن مهران الأعمش به نحوه وقال أحمد حدثنا سيار بن حاتم حدثنا جعفر بن سليمان عن
ثابت عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن اللهيعافي الأميين يوم
القيامة ما لا يعافي العلماء وقد ورد في بعض الآثار أنه يغفر للجاهل سبعين مرة حتى
يغفر للعالم مرة واحدة ليس من يعلم كمن لا يعلم-وقال تعالى « قل هل
يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب » وروى ابن
عساكر في ترجمة الوليد بن عقبة عن النبي صلى الله عليه وسلم إن أناسا من أهل الجنة
يطلعون على أناس من أهل النار فيقولون بما دخلتم النار فوالله ما دخلنا الجنة إلا
بما تعلمنا منكم فيقولون إنا كنا نقول ولا نفعل ورواه ابن جرير الطبري عن أحمد بن
يحيى الخباز الرملي عن زهير بن عباد الرواسي عن أبي بكر الزهري عبد الله بن حكيم عن
إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن الوليد بن عقبة فذكره وقال الضحاك عن ابن عباس
أنه جاءه رجل فقال يا ابن عباس إني أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر قال أبلغت
ذلك قال أرجو قال إن لم تخش أن تفتضح بثلاث آيات من كتاب الله فافعل قال وما هن قال
قوله تعالى « أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم » أحكمت
هذه قال لا قال فالحرف الثاني قوله تعالى « لم تقولون ما لا تفعلون
كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون » أحكمت هذه قال لا قال فالحرف
الثالث قال قول العبد الصالح شعيب عليه السلام « وما أريد أن
أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه إن أريد إلا الأصلاح » أحكمت هذه الآية قال لا
قال فابدأ بنفسك رواه ابن مردويه في تفسيره وقال الطبراني حدثنا عبدان بن أحمد
حدثنا زيد بن الحريش حدثنا عبد الله بن خراش عن العوام بن حوشب عن المسيب بن رافع
عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من دعا الناس إلى قول أو عمل ولم
يعمل هو به لم يزل في ظل سخط الله حتى يكف أو يعمل ما قال أو دعا إليه إسناده فيه
ضعف وقال إبراهيم النخعي إني لأكره القصص لثلاث آيات قوله تعالى «
أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم » وقوله « يا أيها الذين
آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون »
وقوله إخبارا عن شعيب « وما أريد أنأخالفكم إلى ما أنهاكم
عنه إن أريد إلا الإصلاح ما أستطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب »



تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة البقره - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة البقره   تفسير سورة البقره - صفحة 2 Emptyالإثنين فبراير 27, 2012 6:28 am

45-وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ
عَلَى الْخَاشِعِينَ



. انظر تفسير الآية 46








تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة البقره - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة البقره   تفسير سورة البقره - صفحة 2 Emptyالإثنين فبراير 27, 2012 6:29 am

46-الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ
رَاجِعُونَ



يقول تعالى آمرا عبيده فيما يأملون من خير الدنيا والآخرة بالإستعانة بالصبر
والصلاة كما قال مقاتل بن حيان في تفسير هذه الآية استعينوا على طلب الآخرة بالصبر
على الفرائض والصلاة فأما الصبر فقيل إنه الصيام نص عليه مجاهد قال القرطبي وغيره
ولهذا يسمى رمضان شهر الصبر كما نطق به الحديث وقال سفيان الثوري عن أبي إسحاق عن
جري ابن كليب عن رجل من بني سليم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الصوم نصف الصبر
وقيل المراد بالصبر الكف عن المعاصي ولهذا قرنه بإداء العبادات وأعلاها فعل الصلاة
قال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا عبد الله بن حمزة بن إسماعيل حدثنا إسحاق بن
سليمان عن أبي سنان عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال الصبر صبران صبر عند المصيبة
حسن وأحسن منه الصبر عن محارم الله قال وروي عن الحسن البصري نحو قول عمر وقال ابن
المبارك « زهد نعيم 111 » عن ابن لهيعة عن عطاء بن دينار عن
سعيد بن جبير قال الصبر إعتراف العبد لله بما أصيب فيه واحتسابهم عند الله ورجاء
ثوابه وقد يجزع الرجل وهو يتجلد لا يرى منه إلا الصبر وقال أبو العالية في قوله
تعالى « واستعينوا بالصبر والصلاة » قال على مرضاة الله
واعلموا أنها من طاعة الله وأما قوله والصلاة إن الصلاة من أكبر العون على الثبات
في الأمر كما قال تعالى « أتل ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصلاة
إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر » الآية وقال الإمام
أحمد « 5/388 » حدثنا خلف بن الوليد حدثنا يحيى بن زكريا بن
أبي زائدة عن عكرمة بن عمار عن محمد بن عبد الله الدؤلي قال قال عبد العزيز أخو
حذيفة قال حذيفة يعني ابن اليمان رضي الله عنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا حزبه أمر صلى ورواه أبو داود « 1319 » عن محمد بن عيسى
عن يحيى بن زكريا عن عكرمة بن عمار كما سيأتي وقد رواه ابن جرير من حديث ابن جريج
عن عكرمة بن عمار عن محمد بن عبيد بن أبي قدامة عن عبد العزيز بن اليمان عن حذيفة
قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة ورواه بعضهم عن
عبد العزيز ابن أخي حذيفة ويقال أخي حذيفة مرسلا عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال
محمد بن نصر المروزي في كتاب الصلاة حدثنا سهل بن عثمان العسكري حدثنا يحيى بن
زكريا بن أبي زائدة قال قال عكرمة بن عمار قال محمد بن عبد الله الدؤلي قال عبد
العزيز قال حذيفة رجعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الأحزاب وهو مشتمل في
شملة يصلي وكان إذا حزبه أمر صلى حدثنا عبد الله بن معاذ حدثنا أبي حدثنا شعبة عن
أبي إسحاق سمع حارثة بن مضرب سمع عليا رضي الله عنه يقول لقد رأيتنا ليلة بدر وما
فينا إلا نائم غير رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي ويدعو حتى أصبح قال ابن جرير
وروى عنه عليه الصلاة والسلام أنه مر بأبي هريرة وهو منبطح على بطنه فقال له أشكت
درد ومعناه أيوجعك بطنك قال نعم قال قم فصل فإن الصلاة شفاء قال ابن جرير وقد حدثنا
محمد بن العلاء ويعقوب بن إبراهيم قالا حدثنا ابن علية حدثنا عيينة بن عبد الرحمن
عن أبيه أن ابن عباس نعي إليه أخوه قثم وهو في سفر فاسترجع ثم تنحى عن الطريق فأناخ
فصلى ركعتين أطال فيهما الجلوس ثم قام يمشي إلى راحلته وهو يقول «
واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة على الخاشعين » وقال سنيد عن حجاج عن
ابن جريج « واستعينوا بالصبر والصلاة » قال انهما معونتان
على رحمة الله والضمير في قوله وإنها لكبيرة عائد إلى الصلاة نص عليه مجاهد واختاره
ابن جرير ويحتمل ان يكون عائدا على ما يدل عليه الكلام وهو الوصية بذلك كقوله تعالى
في قصة قارون « وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن
آمن وعمل صالحا ولا يلقاها إلا الصابرون » وقال تعالى « ولا
تستوي الحسنة ولا السيئة إدفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي
حميم وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم » أي وما يلقى
هذه الوصية إلا الذين صبروا وما يلقاهاأي يؤتاها ويلهمها إلا ذو حظ عظيم وعلى كل
تقدير كقوله تعالى وإنها لكبيرة أي مشقة ثقيلة إلا على الخاشعين قال ابن أبي طلحة
عن ابن عباس يعني المصدقين بما أنزل الله وقال مجاهد المؤمنين حقا وقال أبو العالية
إلا على الخاشعين الخائفين وقال مقاتل بن حيان إلا على الخاشعين يعني به المتواضعين
وقال الضحاك وإنها لكبيرة قال إنها لثقيلة إلا على الخاضعين لطاعته الخائفين سطوته
المصدقين بوعده ووعيده وهذا يشبه ما جاء في الحديث لقد سألت عن عظيم وإنه ليسير على
من يسره الله عليه وقال ابن جرير معنى الآية واستعينوا أيها الأحبار من أهل الكتاب
بحبس أنفسكم على طاعة الله وبإقامة الصلاة المانعة من الفحشاء والمنكر المقربة من
رضا الله العظيمة إقامتها إلا على الخاشعين أي المتواضعين المستكينين لطاعته
المتذللين من مخافته هكذا قال والظاهر أن الآية وإن كانت خطابا في سياق إنذار بني
إسرائيل فإنهم لم يقصدوا بها على سبيل التخصيص وإنما هي عامة لهم ولغيرهم والله
أعلم وقوله تعالى « الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم وأنهم إليه
راجعون » هذا من تمام الكلام الذي قبله أي أن الصلاة أو الوصاة لثقيلة إلا
على الخاشعين الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم أي يعلمون أنهم محشورون إليه يوم
القيامة معروضون عليه وإنهم إليه راجعون أي أمورهم راجعة إلى مشيئته يحكم فيها ما
يشاء بعدله فلهذا لما أيقنوا بالميعاد والجزاء سهل عليهم فعل الطاعات وترك المنكرات
فأما قوله « يظنون أنهم ملاقوا ربهم » قال ابن جرير رحمه
الله العرب قد تسمي اليقين ظنا والشك ظنا نظير تسميتهم الظلم سدفة والضياء سدفة
والمغيث صارخا والمستغيث صارخا وما أشبه ذلك من الأسماء التي يسمى بها الشيء وضده
كما قال دريد بن الصمة-فقلت لهم ظنوا بألفي مدجج سراتهم في الفارسي المسرد-يعني
بذلك تيقنوا بألفي مدجج يأتيكم وقال عمير بن طارق-فإن يعبروا قومي وأقعد فيكم نجمي
وأجعل مني الظن غيبا مرجما-يعني وأجعل مني اليقين غيبا مرجما قال والشواهد من أشعار
العرب وكلامها على أن الظن في معنى اليقين أكثر من أن تحصى وفيما ذكرنا لمن وفق
لفهمه كفاية ومنه قوله تعالى « ورأى المجرمون النار فظنوا أنهم
مواقعوها » ثم قال ابن جرير حدثنا محمد بن بشار حدثنا أبو عاصم حدثنا سفيان
عن جابر عن مجاهد كل ظن في القرآن يقين أي ظننت وظنوا وحدثني المثنى حدثنا إسحاق
حدثنا أبو داود الحفري عن سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال كل ظن في القرآن فهو
علم وهذا سند صحيح وقال أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية في قوله
تعالى « الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم » قال الظن ههنا يقين
قال ابن أبي حاتم وروي عن مجاهد والسدي والربيع بن أنس وقتادة نحو قول أبي العالية
وقال سنيد عن حجاج عن ابن جريج « الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم »
علموا أنهم ملاقوا ربهم كقوله « إني ظننت أني ملاق حسابيه »
يقول علمت وكذا قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم « قلت »
وفي الصحيح « م 2968 » أن الله تعالى يقول للعبد يوم
القيامة ألم أزوجك ألم أكرمك ألم أسخر لك الخيل والإبل وأذرك ترأس وتربع فيقول بلى
فيقول الله تعالى أظننت أنك ملاقي فيقول لا فيقول الله اليوم أنساك كما نسيتني
وسيأتي مبسوطا عند قوله تعالى « نسوا الله فنسيهم » إن شاء
الله تعالى


تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة البقره - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة البقره   تفسير سورة البقره - صفحة 2 Emptyالإثنين فبراير 27, 2012 6:30 am

47-يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ
عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ



يذكرهم تعالى بسالف نعمه على آبائهم وأسلافهم وما كان فضلهم به عن إرسال الرسل
منهم وإنزال الكتب عليهم وعلى سائر الأمم من أهل زمانهم كما قال تعالى « ولقد اخترناهم على علم على العالمين » وقال تعالى « وإذا قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء
وجعلكم ملوكا وآتا كم ما لم يؤت أحدا من العالمين » قال أبو جعفر الرازي عن
الربيع بن أنس عن أبي العالية في قوله تعالى « وأني فضلتكم على
العالمين » قال بما أعطوا من الملك والرسل والكتب على عالم من كان في ذلك
الزمان فإن لكل زمان عالما وروي عن مجاهد والربيع بن أنس وقتادة وإسماعيلابن أبي
خالد نحو ذلك ويجب الحمل على هذا لأن هذه الأمة أفضل منهم لقوله تعالى خطابا لهذه
الأمة « كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن
المنكر وتؤمنون بالله ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم » وفي المسانيد
والسنن « حم 4/447 ت 3001 جه 4287 » عن معاوية بن حيدة
القشيري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنتم توفون سبعين أمة أنتم خيرها
وأكرمها على الله والأحاديث في هذا كثيرة تذكر عند قوله تعالى «
كنتم خير أمة أخرجت للناس » وقيل المراد بتفضيل بنوع ما من الفضل على سائر
الناس ولا يلزم تفضيلهم مطلقا حكاه الرازي وفيه نظر وقيل إنهم فضلوا على سائر الأمم
لاشتمال أمتهم على الأنبياء منهم حكاه القرطبي في تفسيره وفيه نظر لأن العالمين عام
يشمل من قبلهم ومن بعدهم من الأنبياء فإبراهيم الخليل قبلهم وهو أفضل من سائر
أنبيائهم ومحمد بعدهم وهو أفضل من جميع الخلق وسيد ولد آدم في الدنيا والآخرة صلوات
الله وسلامه عليه


تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل
بن كثير

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة البقره - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة البقره   تفسير سورة البقره - صفحة 2 Emptyالإثنين فبراير 27, 2012 6:31 am

48-وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ
يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ



لما ذكرهم تعالى بنعمه أولا عطف على ذلك التحذير من طول نقمه بهم يوم القيامة
فقال « واتقوا يوما » يعني يوم القيامة «
لا تجزي نفس عن نفس شيئا » أي لا يغنى أحد عن أحد كما قال «
ولا تزر وازرة وزر أخرى » وقال « لكل أمرئ منه يومئذ شأن
يغنيه » وقال « يا أيها الناس أتقوا ربكم وأخشوا يوما لا
يجزي والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئا » فهذا أبلغ المقامات إن
كلا من الوالد وولده لا يغني أحدهما عن الآخر شيئا وقوله تعالى «
ولا يقبل منها شفاعة » يعني من الكافرين كما قال « فما
تنفعهم شفاعة الشافعين » وكما قال عن أهل النار « فما لنا
من شافعين ولا صديق حميم » وقوله تعالى « ولايؤخذ منها عدل
» أي لا يقبل منها فداء كما قال الله تعالى « إن الذين
كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا ولو افتدى به »
وقال « إن الذين كفروا لو أن لهم ما في الأرض جميعا ومثله
معه ليفتدوا به من عذاب يوم القيامة ما تقبل منهم ولهم عذاب أليم » وقال
تعالى « وإن تعدل كل عدل لا يؤخذ منها » وقال « فاليوم لا يؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا مأواكم النار هي مولاكم »
الآية فأخبر تعالى إنهم إن لم يؤمنوا برسوله ويتابعوه على ما بعثه به ووافوا
الله يوم القيامة على ما هم عليه فإنهم لا ينفعهم قرابة قريب ولا شفاعة ذي جاه
ولايقبل منهم فداء ولو بملء الأرض ذهبا كما قال تعالى « من قبل أن
يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة » وقال «لابيع فيه
ولا خلال » قال سنيد حدثني حجاج حدثني ابن جريج قال قال مجاهد قال ابن عباس
« ولا يؤخذ منها عدل » قال بدل والبدل الفدية وقال السدي
أما عدل فيعدلها من العدل يقول لو جاءت بملء الأرض ذهبا تفتدي به ما تقبل منها وكذا
قال عبد الرحمن ابن زيد بن أسلم وقال أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي
العالية في قوله « ولا يقبل منها عدل » يعني فداء قال ابن
أبي حاتم وروي عن أبي مالك والحسن وسعيد بن جبير وقتادة والربيع بن أنس نحو ذلك
وقال عبد الرزاق أنبأنا الثوري عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن علي رضي
الله عنه في حديث طويل قال والصرف والعدل التطوع والفريضة وكذا قال الوليد بن مسلم
عن عثمان بن أبي العاتكة عن عمير بن هانيء وهذا القول غريب ههنا والقول الأول أظهر
في تفسير هذه الآية وقد ورد حديث يقويه وهو ما قال ابن جرير حدثني نجيح بن إبراهيم
حدثنا علي بن حكيم حدثنا حميد بن عبد الرحمن عن أبيه عن عمرو بن قيس الملائي عن رجل
من بني أمية من أهل الشام أحسن عليه الثناء قال قيل يا رسول الله ما العدل قال
العدل الفدية وقوله تعالى « ولا هم ينصرون » أي ولا أحد
يغضب لهم فينصرهم وينقذهم من عذاب الله كما تقدم من أنه لا يعطف عليهم ذو قرابة ولا
ذو جاه ولا يقبل منهم فداء هذا كله من جانب التلطف ولا لهم ناصر من أنفسهم ولا من
غيرهم كما قال « فما له من قوة ولا ناصر » أي أنه تعالى لا
يقبل فيمن كفر به فدية ولا شفاعة ولا ينقذ أحدا من عذابه منقذ ولا يخلص منه أحد ولا
يجير منه أحد كما قال تعالى « وهو يجير ولا يجار عليه »
وقال « فيومئذ لا يعذب عذابه أحد ولا يوثق وثاقه أحد »
وقال « مالكم لا تناصرون بل هم اليوم مستسلمون »
وقال « فلولا نصرهم الذين اتخذوا من دون الله قربانا آلهة
بل ضلوا عنهم » الآية وقال الضحاك عن ابن عباس في قوله تعالى « ما لكم لا تناصرون » مالكم اليوم لا تمانعون منا هيهات ليس ذلك
لكم اليوم قال ابن جرير وتأويل قوله « ولا هم ينصرون » يعني
أنهم يومئذ لا ينصرهم ناصر كما لا يشفع لهم شافع ولا يقبل منهم عدل ولا فدية بطلت
هنالك المحاباة واضمحلت الرشى والشفاعات وارتفع من القوم التناصر والتعاون وصار
الحكم إلى الجبار العدل الذي لا ينفع لديه الشفعاء والنصراء فيجزي بالسيئة مثلها
وبالحسنة أضعافها وذلك نظير قوله تعالى « وقفوهم إنهم مسؤلون ما
لكم لا تناصرون بل هم اليوم مستسلمون »


تفسير
ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة البقره - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة البقره   تفسير سورة البقره - صفحة 2 Emptyالإثنين فبراير 27, 2012 6:32 am

49-وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ
الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم
بَلاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ



. انظر تفسير الآية 50








تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة البقره - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة البقره   تفسير سورة البقره - صفحة 2 Emptyالإثنين فبراير 27, 2012 6:34 am

50-وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ
فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ



يقول تعالى اذكروا يا بني إسرائيل نعمتي عليكم إذ نجيناكم من آل فرعون يسومونكم
سوء العذاب أي خلصتكم منهم وأنقذتكم من أيديهم صحبة موسى عليه السلام وقد كانوا
يسومونكم ويذيقونكم ويولونكم سوء العذاب وذلك أن فرعون لعنه الله كان قد رأى رؤيا
هالته رأى نارا خرجت من بيت المقدس فدخلت بيوت القبط ببلاد مصر إلا بيوت بني
إسرائيل مضمونها أن زوال ملكه يكون على يدي رجل من بني إسرائيل ويقال بعد تحدث
سماره عنده بأن بني إسرائيل يتوقعون خروج رجل منهم يكون لهم به دولة ورفعة وهكذا
جاء في حديث الفتون كما سيأتي في موضعه في سورة طه إن شاء الله تعالى فعند ذلك أمر
فرعون لعنه الله بقتل كل ذكر يولد بعد ذلك من بني إسرائيل وأن تترك البنات وأمر
باستعمال بني إسرائيل في مشاق الأعمال وأرذلها وههنا فسر العذاب بذبح الأبناء وفي
سورة إبراهيم عطف عليه كما قال « يسومونكم سوء العذاب ويذبحون
أبناءكم ويستحيون نساءكم » وسيأتي تفسير ذلك في أول سورة القصص إن شاء الله
تعالى وبه الثقة والمعونة والتأييد ومعنى يسومونكم يولونكم قاله أبو عبيدة كما يقال
سامه خطة خسف إذا أولاه إياها قال عمرو بن كلثوم-إذا ما الملك سام الناس خسفا أبينا
أن نقر الخسف فينا-وقيل معناه يديمون عذابكم كما يقال سائمة الغنم من إدامتها الرعي
نقله القرطبي وإنما قال ههنا « يذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم »
ليكون ذلك تفسيرا للنعمة عليهم في قوله « يسومونكم سوء
العذاب » ثم فسره بهذا لقوله ههنا « اذكروا نعمتي التي
أنعمت عليكم » وأما في سورة إبراهيم فلما قال « وذكرهم
بأيام الله » أي بأياديه ونعمه عليهم فناسب أن يقول هناك «
يسومونكم سوء العذاب ويذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم » فعطف عليه الذبح
ليدل على تعدد النعم والأيادي على بني إسرائيل وفرعون علم على كل من ملك مصر كافرا
من العماليق وغيرهم كما ان قيصر علم على كل من ملك الروم مع الشام كافرا وكسرى لمن
ملك الفرس وتبع لمن ملك اليمن كافرا والنجاشي لمن ملك الحبشة وبطليموس لمن ملك
الهند ويقال كان اسم فرعون الذي كان في زمن موسى عليه السلام الوليد بن مصعب بن
الريان وقيل مصعب بن الريان فكان من سلالة عمليق بن الأود بن إرم بن سنام بن نوح
وكنيته أبو مرة وأصله فارسي من اصطخر وأيا ما كان فعليه لعنة الله وقوله تعالى
« وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم » قال ابن جرير وفي الذي
فعلنا بكم من إنجائنا آبائكم مما كنتم فيه من عذاب آل فرعون بلاء لكم من ربكم عظيم
أي نعمة عظيمة عليكم في ذلك وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله تعالى « بلاء من ربكم عظيم » قال نعمة وقال مجاهد بلاء من ربكم عظيم قال
نعمة من ربكم عظيمة وكذا قال أبو العالية وأبو مالك والسدي وغيرهم وأصل البلاء
الإختبار وقد يكون بالخير والشر كما قال تعالى « ونبلوكم بالشر
والخير فتنة » وقال « وبلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم
يرجعون » قال ابن جرير وأكثر ما يقال في الشر بلوته أبلوه بلاء وفي الخير
أبليه إبلاء وبلاء وقال زهير بن أبي سلمة-جزى الله بالإحسان مافعلا بكم وأبلاهما
خير البلاء الذي يبلو-قال فجمع بين اللغتين لأنه أراد فأنعم الله عليهما خير النعم
التي يختبر بها عباده وقيل المراد بقوله « وفي ذلكم بلاء »
إشارة إلى ما كانوا فيه من العذاب المهين من ذبح الأبناء واستحياء النساء
قال القرطبي وهذا قول الجمهور ولفظه بعدما حكى القول الأول ثم قال وقال الجمهور
الإشارة إلى الذبح ونحوه والبلاء ههنا في الشر والمعنى وفي الذبح مكروه وامتحان
وقوله تعالى « وإذا فرقنا بكم البحر فأنجيناكم وأغرقنا آل فرعون
وأنتم تنظرون » معناه وبعد إن أنقذناكم من آل فرعون وخرجتم مع موسى عليه
السلام خرج فرعون في طلبكم ففرقنا بكم البحر كما أخبر تعالى عن ذلك مفصلا كما سيأتي
في مواضعه ومن أبسطها ما في سورة الشعراء إن شاء الله « فأنجيناكم
» أي خلصناكم منهم وحجزنا بينكم وبينهم وأغرقناهم وأنتم تنظرون ليكون ذلك
أشفى لصدوركم وأبلغ في إهانة عدوكم قال عبد الرزاق أنبأنا معمر عن أبي إسحاق
الهمداني عن عمرو بن ميمون الأودي في قوله تعالى « وإذ فرقنا بكم
البحر » إلى قوله « وأنتم تنظرون » قال لما خرج موسى
ببني إسرائيل بلغ ذلك فرعون فقال لا تتبعوهم حتى تصيح الديكة قال فوالله ما صاح
ليلتئذ ديك حتى أصبحوا فدعا بشاة فذبحت ثم قال لأافرغ من كبدها حتى يجتمع إلي ست
مائة ألف من القبط فلم يفرغ من كبدها حتى اجتمع إليه ست مائة ألف من القبط فلما أتى
موسى البحر قال له رجل من أصحابه يقال له يوشع ابن نون أين أمر ربك قال أمامك يشير
إلى البحر فأقحم يوشع فرسه في البحر حتى بلغ الغمر فذهب به الغمر ثم رجع فقال اين
أمر ربك يا موسى فوالله ماكذبت ولا كذبت فعل ذلك ثلاث مرات ثم أوحى الله إلى موسى
أن أضرب بعصاك البحر فضربه فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم يقول مثل الجبل ثم سار
موسى ومن معه وتبعهم فرعون في طريقهم حتى إذا تتاموا فيه أطبقه الله عليهم فلذلك
قال « وأغرقنا آل فرعون وأنتم تنظرون » وكذلك قال غير واحد
من السلف كما سيأتي بيانه في موضعه وقد ورد أن هذا اليوم كان يوم عاشوراء كما قال
الإمام أحمد « 1/291 » حدثنا عفان حدثنا عبد الوارث حدثنا
أيوب عن عبد الله بن سعيد بن جبير عن أبيه عن ابن عباس قال قدم رسول الله صلى الله
عليه وسلم المدينة فرأى اليهود يصومون يوم عاشوراء فقال ماهذا اليوم الذي تصومون
قالوا هذا يوم صالح هذا يوم نجى الله عز وجل فيه بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى
عليه السلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا أحق بموسى منكم فصامه رسول الله
صلى الله عليه وسلم وأمر بصومه وروى هذا الحديث البخاري « 2004 »
ومسلم « 1130 » والنسائي « كبرى
تحفة 5528 » وابن ماجه من طرق عن أيوب السختياني بهنحو ما تقدم وقال أبو
يعلى الموصلي « 4094 » حدثنا أبو الربيع حدثنا سلام يعني
ابن سليم عن زيد العمي عن يزيد الرقاشي عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال فلق
الله البحر لبني إسرائيل يوم عاشوراء وهذا ضعيف من هذا الوجه فان زيد العمي فيه ضعف
وشيخه يزيد الرقاشي أضعف منه


تفسير ابن كثير_أبو
الفداء إسماعيل بن كثير

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
 
تفسير سورة البقره
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 2 من اصل 12انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, ... 10, 11, 12  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» تفسير سورة اٌل عمران
» تفسير سورة الفاتحة
» تفسير سورة النساء
» تفسير سورة المائده
» تفسير سورة الانعام

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
رسائل الإسلام :: القران الكريم-
انتقل الى: