رسائل الإسلام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


ديني ثقافي تعليمي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
   أهلا وسهلا بكم في منتدى رسائل الإسلام معا من اجل نصرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلمتفسير سورة المائده - صفحة 2 Resalh10

 

 تفسير سورة المائده

اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة المائده - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: تفسير سورة المائده   تفسير سورة المائده - صفحة 2 Emptyالثلاثاء مايو 15, 2012 6:01 am

تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :


بسم الله الرحمن الرحيم

تفسير سورة المائده


تفسير ابن كثير











1-يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُم
بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ إِلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ
وَأَنتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ



. انظر تفسير الآية 2









2-يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ اللّهِ وَلاَ
الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلاَ الْهَدْيَ وَلاَ الْقَلآئِدَ وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ
الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَاناً وَإِذَا حَلَلْتُمْ
فَاصْطَادُواْ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ
الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُواْ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى
وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ
شَدِيدُ الْعِقَابِ



مقدمة تفسير سورة المائدة بسم الله الرحمن الرحيم قال الإمام أحمد « 6/455 » حدثنا أبو النضر حدثنا أبو معاوية شيبان عن ليث عن شهر
بن حوشب عن أسماء بنت يزيد قالت إني لآخذة بزمام العضباء ناقة رسول الله صلى الله
عليه وسلم إذ نزلت عليه المائدة كلها وكادت من ثقلها تدق عضد الناقة وروى ابن
مردويه من حديث صباح بن سهل عن عاصم الأحول قال حدثتني أم عمرو عن عمها أنه كان في
مسير مع رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم فنزلت عليه سورة المائدة فاندق
عنق الراحلة من ثقلها وقال أحمد أيضا « 2/176 » حدثنا حسن
حدثنا ابن لهيعة حدثني حيي بن عبد الله عن أبي عبد الرحمن الجبلي عن عبد الله بن
عمرو قال أنزلت على رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم سورة المائدة وهو راكب
على راحلته فلم تستطع أن تحمله فنزل عنها تفرد به أحمد وقد روى الترمذي « 3063 » عن قتيبة عن عبد الله بن وهب عن حيي عن أبي عبد الرحمن
عن عبد الله بن عمرو قال آخر سورة أنزلت سورة المائدة والفتح ثم قال الترمذي هذا
حديث حسن غريب وقد روي عن ابن عباس أنه قال آخر سورة أنزلت « إذا
جاء نصر الله والفتح » وقد روى الحاكم في مستدركه « 2/311 »
من طريق عبد الله بن وهب بإسناده نحو رواية الترمذي ثم قال صحيح على شرط
الشيخين ولم يخرجاه وقال الحاكم أيضا « 2/311 » حدثنا أبو
العباس محمد بن يعقوب حدثنا بحر بن نصر قال قرئ على عبد الله بن وهب أخبرني معاوية
بن صالح عن أبي الزاهرية عن جبير بن نفير قال حججت فدخلت على عائشة فقالت لي ياجبير
تقرأ المائدة فقلت نعم فقالت أما إنها آخر سورة نزلت فما وجدتم فيها من حلال
فاستحلوه وما وجدتم من حرام فحرموه ثم قال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ورواه
الإمام أحمد « 6/188 » عن عبد الرحمن بن مهدي عن معاوية بن
صالح وزاد وسألتها عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت القرآن ورواه النسائي
« 11138 » من حديث ابن-مهدي قال ابن أبي حاتم حدثنا أبي
حدثنا نعيم بن حماد حدثنا عبد الله بن المبارك حدثنا مسعر حدثني معن وعوف أو أحدهما
أن رجلا أتى عبد الله بن مسعود فقال إعهد الي فقال إذا سمعت الله يقول « يا أيها الذين آمنوا » فارعها سمعك فإنه خير يأمر به أو شر ينهى
عنه وقال حدثنا علي بن الحسين حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم دحيم حدثنا الوليد حدثنا
الأوزاعي عن الزهري قال إذا قال الله « يا أيها الذين آمنوا »
إفعلوا فالنبي صلى الله عليه وسلم منهم وحدثنا أحمد بن سنان حدثنا محمد بن
عبيدحدثنا الأعمش عن خيثمة قال كل شيء في القرآن « يا أيها الذين
آمنوا » فهو في التوراة يا أيها المساكين فأما مارواه عن زيد بن إسماعيل
الصائغ البغدادي حدثنا معاوية يعني ابن هشام عن عيسى بن راشد عن علي بن بذيمة عن
عكرمة عن ابن عباس قال ما في القرآن آية « يا أيها الذين آمنوا »
إلا أن عليا سيدها وشريفها وأميرها وما من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
أحد إلا قد عوتب في القرآن إلا علي بن أبي طالب فإنه لم يعاتب في شيء منه فهو أثر
غريب ولفظه فيه نكارة وفي إسناده نظر وقال البخاري عيسى بن راشد هذا مجهول وخبره
منكر قلت وعلي بن بذيمة وإن كان ثقة إلا أنه شيعي غال وخبره في مثل هذا فيه تهمة
فلا يقبل وقوله فلم يبق أحد من الصحابة إلا عوتب في القرآن إلا عليا إنما يشير به
إلى الآية الآمرة بالصدقة بين يدي النجوى فإنه قد ذكر غير واحد أنه لم يعمل بها أحد
إلا علي ونزل قوله « أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات فإذ
لم تفعلوا وتاب الله عليكم » الآية وفي كون هذا عتابا نظر فإنه قد قيل إن
الأمر كان ندبا لا إيجابا ثم قد نسخ ذلك عنهم قبل الفعل فلم يصدر من أحد منهم خلافه
وقوله عن علي أنه لم يعاتب في شيء من القرآن فيه نظر أيضا فإن الآية التي في
الأنفال التي فيها المعاتبة على أخذ الفداء عمت جميع من أشار بأخذه ولم يسلم منها
إلا عمر بن الخطاب رضي الله عنه فعلم بهذا وبما تقدم ضعف هذا الأثر والله أعلم وقال
ابن جرير حدثني المثنى حدثنا عبد الله بن صالح حدثنا الليث حدثني يونس قال قال محمد
بن مسلم قرأت كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كتب لعمرو بن حزم حين بعثه
إلى نجران وكان الكتاب عند أبي بكر بن حزم فيه هذا بيان من الله ورسوله « يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود » فكتب الآيات منها حتى بلغ
« إن الله سريع الحساب » وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبو سعيد
حدثنا يونس بن بكير حدثنا محمد بن إسحاق حدثني عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو
بن حزم عن أبيه قال هذا كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عندنا الذي كتبه لعمرو
بن حزم حين بعثه إلى اليمن يفقه أهلها ويعلمهم السنة ويأخذ صدقاتهم فكتب له كتابا
وعهدا وأمره فكتب بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من الله ورسوله « يا أيها الذين آمنوا أوفو بالعقود » عهد من محمد رسول الله صلى
الله عليه وسلم لعمرو بن حزم حين بعثه إلى اليمن أمره بتقوى الله في أمره كله فإن
الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون قوله تعالى « أوفوا بالعقود
» قال ابن عباس ومجاهد وغير واحد يعني بالعقود العهود وحكى ابن جرير الإجماع
على ذلك قال والعهود ماكانوا يتعاقدون عليه من الحلف وغيره وقال علي بن أبي طلحة عن
ابن عباس في قوله « يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود »
يعني العهود يعني ما أحل الله وما حرم وما فرض وما حد في القرآن كله ولا
تغدروا ولا تنكثوا ثم شدد في ذلك فقال تعالى « والذين ينقضون عهد
الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل » إلى قوله « سوء الدار » وقال الضحاك « أوفوا بالعقود »
قال ما أحل الله وحرم وما أخذ الله من الميثاق على من أقر بالإيمان بالنبي
والكتاب أن يوفوا بما أخذ الله عيهم من الفرائض من الحلال والحرام وقال زيد بن أسلم
« أوفوا بالعقود » قال هي ستة عهد الله وعقد الحلف وعقد
الشركة وعقد البيع وعقد النكاح وعقد اليمين وقال محمد بن كعب هي خمسة منها حلف
الجاهلية وشركة المفاوضة وقد استدل بعض من ذهب إلى أنه لاخيار في مجلس البيع بهذه
الآية « أوفوا بالعقود » قال فهذه تدل على لزوم العقد
وثبوته فيقتضي نفي خيار المجلس وهذا مذهب أبي حنيفة ومالك وخالفهما في ذلك الشافعي
وأحمد والجمهور والحجة في ذلك ماثبت في الصحيحين « خ 2107 م 1531 »
عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم البيعان بالخيار ما لم
يتفرقا وفي لفظ آخر للبخاري إذا تبايع الرجلان فكل واحد منهما بالخيار ما لم يتفرقا
وهذا صحيح في إثبات خيار المجلس المتعقب لعقد البيع وليس هذا منافيا للزوم العقد بل
هو من مقتضياته شرعا فالتزامه في تمام الوفاء بالعقود وقوله تعالى « أحلت لكم بهيمة الأنعام » هي الإبل والبقر والغنم قاله أبو
الحسن وقتادة وغير واحد قال ابن جرير وكذلك هو عند العرب وقد استدل ابن عمر وابن
عباس وغير واحد بهذه الآية على إباحة الجنين إذا وجد ميتا في بطن أمه إذا ذبحت وقد
ورد في ذلك حديث في السنن رواه أبو داود « 2827 » والترمذي
« 1476 » وابن ماجة « 3199 » من
طريق مجالد عن أبي الوداك جبير بن نوفل عن أبي سعيد قال قلنا يا رسول الله ننحر
الناقة ونذبح البقرة أو الشاة في بطنها الجنين أنلقيه أم نأكله فقال كلوه إن
شئتمفإن ذكاته ذكاة أمه وقال الترمذي في حديث حسن قال أبو داود «
2828 » حدثنا محمد بن يحيى بن فارس حدثنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا عتاب بن
بشير حدثنا عبيد الله بن أبي زياد القداح المكي عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذكاة الجنين ذكاة أمه تفرد به أبو داود وقوله
« إلا ما يتلى عليكم » قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس
يعني بذلك الميتة والدم ولحم الخنزير وقال قتادة يعني بذلك الميتة ومالم يذكر اسم
الله عليه والظاهر والله أعلم أن المراد بذلك قوله « حرمت عليكم
الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية
والنطيحة وما أكل السبع » فإن هذه وإن كانت من الأنعام إلا أنها تحرم بهذه
العوارض ولهذا قال « إلا ماذكيتم وما ذبح على النصب » يعني
منها فإنه حرام لا يمكن استدراكه وتلاحقه ولهذا قال تعالى « أحلت
لكم بهيمة الأنعام إلا ما يتلى عليكم » أي ما سيتلى عليكم من تحريم بعضها في
بعض الأحوال وقوله تعالى « غير محلي الصيد وأنتم حرم » قال
بعضهم هذا منصوب على الحال والمراد بالأنعام ما يعم الأنسي من الإبل والبقر والغنم
وما يعمم الوحشي كالظباء والبقر والحمر فاستثنى من الإنسي ما تقدم واستثنى من
الوحشي الصيد في حال الإحرام وقيل المراد أحللنا لكم الأنعام إلا ما استثنى منها
لمن التزم تحريم الصيد وهو حرام لقوله « فمن اضطر غير باغ ولا عاد
فإن الله غفور رحيم » أي أبحنا تناول الميتة للمضطر بشرط أن يكون غير باغ
ولا متعد وهكذا هنا أي كما أحللنا الأنعام في جميع الإحوال فحرموا الصيد في حال
الإحرام فإن الله قد حكم بهذا وهو الحكيم في جميع ما يأمر به وينهى عنه ولهذا قال
تعالى « إن الله يحكم ما يريد » ثم قال تعالى « يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله » قال ابن عباس يعني
بذلك مناسك الحج وقال مجاهد الصفا والمروة والهدي والبدن من شعائر الله وقيل شعائر
الله محارمه أي لا تحلوا محارم الله التي حرمها تعالى « ولا الشهر
الحرام » يعني بذلك تحريمه والإعتراف بتعظيمه وترك ما نهى الله عن تعاطيه
فيه من الإبتداء بالقتال وتأكيد اجتناب المحارم كما قال تعالى «
يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير » وقال تعالى « إن عدة الشهور عند الله تعالى اثنا عشر شهرا » الآية وفي صحيح
البخاري « 4662 » عن أبي بكرة أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال في حجة الوداع إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض
السنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم ثلاث متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم
ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان وهذا يدل على استمرار تحريمها إلى آخر وقت كما هو
مذهب طائفة من السلف وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله
تعالى « ولا الشهر الحرام » يعني لا تستحلوا القتال فيه
وكذا قال مقاتل بن حيان مقاتل بن حيان وعبد الكريم بن مالك الجزري واختاره ابن جرير
أيضا وذهب الجمهور إلى أن ذلك منسوخ وأنه يجوز ابتداء القتال في الأشهر الحرم
واحتجوا بقوله تعالى « فإذا أنسخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين
حيث وجدتموهم » والمراد أشهر التسيير الأربعة قالوا فلم يستثن شهرا حراما من
غيره وقد حكى الإمام أبو جعفر الإجماع على أن الله قد أحل قتال إهل الشرك في الأشهر
الحرم وغيرها من شهور السنة قال و كذلك أجمعوا على أن المشرك لو قلد عنقه أو ذراعيه
بلحاء جميع أشجار الحرم لم يكن ذلك له أمانا من القتل إذا لم يكن تقدم له عقد ذمة
من المسلمين أو أمان ولهذه المسألة بحث آخر له موضع أبسط من هذا وقوله تعالى « ولا الهدي ولا القلائد » يعني لا تتركوا الإهداء إلى البيت
الحرام فان فيه تعظيم شعائر الله ولا تتركوا تقليدها في أعناقها لتتميز به عما
عداها من الأنعام وليعلم أنها هدي إلى الكعبة فيجتنبها من يريدها بسوء وتبعث من
يراها على الإتيان بمثلها فإن من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من اتبعه من
غير أن ينقص من أجورهم شيء ولهذا لما حج رسول الله صلى الله عليه وسلم بات بذي
الحليفة وهو وادي العقيق فلما أصبح طاف على نسائه وكن تسعا ثم اغتسل وتطيب وصلى
ركعتين ثم أشعر هديه وقلده وأهل للحج والعمرة وكان هديه إبلا كثيرة تنيف على الستين
من أحسن الأشكال والألوان كما قال تعالى « ذلك ومن يعظم شعائر الله
فإنها من تقوى القلوب » وقال بعض السلف إعظامها استحسانها واستسمانها قال
علي بن أبي طالب أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نستشرف العين والأذن رواه
أهل السنن وقال مقاتل بن حيان قوله « ولا القلائد » فلا
تستحلوه وكان أهل الجاهلية إذا خرجوا من أوطانهم في غير الأشهر الحرم قلدوا أنفسهم
بالشعر والوبر وتقلد مشركوا الحرم من لحاء شجره فيأمنون به رواه ابن أبي حاتم ثم
قال حدثنا محمد بن عمار حدثنا سعيد بن سليمان قال حدثنا عباد بن العوام عن سفيان بن
حسين عنالحكم عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال نسخ من هذه السورة آيتان آية
القلائد وقوله « فإن جاؤوك فاحكم بينهم أو اعرض عنهم »
وحدثنا المنذر بن شاذان حدثنا زكريا بن عدي حدثنا محمد بن أبي عدي عن ابن
عوف قال قلت للحسن نسخ من المائدة شيء قال لا وقال عطاء كانوا يتقلدون من شجر الحرم
فيأمنون فنهى الله عن قطع شجره وكذا قال مطرف بن عبد الله وقوله تعالى « ولا آمين البيت الحرام يبتغون فضلا من ربهم ورضوانا » أي لا
تستحلوا قتال القاصدين إلى البيت الحرام الذي من دخله كان آمنا وكذا من قصده طالبا
فضل الله وراغبا في رضوانه فلا تصدوه ولا تمنعوه ولا تهيجوه قال مجاهد وعطاء وأبو
العالية ومطرف بن عبد الله وعبد الله بن عبيد بن عمير والربيع بن أنس ومقاتل بن
حيان وقتادة وغير واحد في قوله « يبتغون فضلا من ربهم »
يعني بذلك التجارة وهذا كما تقدم في قوله « ليس عليكم جناح
أن تبتغوا فضلا من ربكم » وقوله « ورضوانا » قال ابن
عباس يرتضون الله بحجهم قد ذكر عكرمة والسدي وابن جريج أن هذه الآية نزلت في الحطم
بن هند البكري كان قد أغار على سرح المدينة فلما كان من العام المقبل اعتمر إلى
البيت فأراد بعض الصحابة أن يعترضوا عليه في طريقه إلى البيت فأنزل الله عز وجل
« ولا آمين البيت الحرام يبتغون فضلا من ربهم ورضوانا » وقد
حكى ابن جرير الإجماع على أن المشرك يجوز قتله إذا لم يكن له أمان وإن أم البيت
الحرام أو بيت المقدس وأن هذا الحكم منسوخ في حقهم والله أعلم فأما من قصده
بالإلحاد فيه والشرك عنده والكفر به فهذا يمنع قال تعالى « يا أيها
الذين آمنوا إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا »
ولهذا بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عام تسع لما أمر الصديق على الحجيج
عليا وأمره أن ينادي على سبيل النيابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ببراءة وأن
لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوفن بالبيت عريان « خ 4655 »
وقال ابن أبي طلحة عن ابن عباس قوله « ولا آمين البيت
الحرام » يعني من توجه قبل البيت الحرام فكان المؤمنون والمشركون يحجون فنهى
الله المؤمنين أن يمنعوا أحدا من مؤمن أو كافر ثم أنزل الله بعدها « إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا »
الآية وقال تعالى « ماكان للمشركين ان يعمروا مساجد الله »
وقال « إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر »
فنفى المشركين من المسجد الحرام وقال عبد الرزاق حدثنا معمر عن قتادة في
قوله « ولا القلائد ولا آمين البيت الحرام » قال منسوخ كان
في الجاهلية إذا خرج من بيته يريد الحج تقلد من الشجر فلم يعرض له أحد فإذا رجع
تقلد قلادة من شعر فلم يعرض له أحد وكان المشرك يومئذ لا يصد عن البيت فأمروا أن لا
يقاتلوا في الشهر الحرام ولا عند البيت فنسخها قوله « اقتلوا
المشركين حيث وجدتموهم » وقد إختار ابن جرير أن المراد بقوله « ولا القلائد » يعني إن تقلدوا قلادة من الحرم فأمنوهم ولم تزل
العرب تعير من أخفر ذلك قال الشاعر-ألم تقتلا الحرجين إذ أعورا لكم يمران بالأيدي
اللحاء المضفرا-وقوله تعالى « وإذا حللتم فاصطادوا » أي إذا
فرغتم من إحرامكم وأحللتم منه فقد أبحنا لكم ما كان محرما عليكم في حال الإحرام من
الصيد وهذا أمر بعد الحظر والصحيح الذي يثبت على السبر أنه يرد الحكم إلى ما كان
عليه قبل النهي فإذا كان واجبا رده واجبا وإن كان مستحبا فمستحب أو مباحا فمباح ومن
قال إنه على الوجوب ينتقض عليه بآيات كثيرة ومن قال إنه للإباحة يرد عليه آيات أخرى
والذي ينتظم الأدلة كلها هذا الذي ذكرناه كما اختاره بعض علماء الأصول والله أعلم
وقوله « ولا يجرمنكم شنآن قوم إن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا
» من القراء من قرأ أن من صدوكم بفتح الألف من أن ومعناها ظاهر أي لا
يحملنكم بغض من قد كانوا صدوكم عن الوصول إلى المسجد الحرام وذلك عام الحديبية على
أن تعتدوا حكم الله فيهم فتقتصوا منهم ظلما وعدوانا بل احكموا بما أمركم الله به من
العدل في حق كل أحد وهذه الآية كما سيأتي من قوله « ولا يجرمنكم
شنآن قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى » أي لا يحملنكم بغض قوم
على ترك العدل فإن العدل واجب على كل أحد في كل أحد في كل حال وقال بعض
السلفماعاملت من عصى الله فيك بمثل من تطيع الله فيه والعدل به قامت السموات والأرض
وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا سهل بن عفان حدثنا عبد الله بن جعفر عن زيد بن
أسلم قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحديبية وأصحابه حين صدهم المشركون عن
البيت وقد إشتد ذلك عليهم فمر بهم أناس من المشركين من أهل المشرق يريدون العمرة
فقال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم نصد هؤلاء كما صدنا أصحابهم فأنزل الله هذه
الآية والشنآن هو البغض قاله ابن عباس وغيره وهو مصدر من شنأته أشنؤه شنآنا
بالتحريك مثل قولهم جمزان ودرجان ورفلان من جمز ودرج ورفل وقال ابن جرير من العرب
من يسقط التحريك في شنآن فيقول شنان ولم أعلم أحدا قرأ بهذا ومنه قول الشاعر-وما
العيش إلا ما تحب وتشتهي وإن لام فيه ذو الشنان وفندا-وقوله تعالى « وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان »
يأمر تعالى عباده بالمعاونة على فعل الخيرات وهو البر وترك المنكرات وهو
التقوى وينهاهم عن التناصر على الباطل والتعاون على المآثم والمحارم قال ابن جرير
الإثم ترك ما أمر الله بفعله والعدوان مجاوزة ما فرض الله عليكم في أنفسكم وفي
غيركم وقد قال الإمام أحمد « 3/99 » حدثنا هشيم حدثنا عبيد
الله بن أبي بكر بن أنس عن جده أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
أنصر أخاك ظالما أو مظلوما قيل يا رسول الله هذا نصرته مظلوما فكيف أنصره إذا كان
ظالما قال تحجزه وتمنعه من الظلم فذاك نصره إنفرد به البخاري «
6952 » من حديث هشيم به نحوه وأخرجاه من طريق ثابت عن أنس قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم أنصر أخاك ظالما أو مظلوما قيل يا رسول الله هذا نصرته مظلوما
فكيف أنصره ظالما قال تمنعه من الظلم فذاك نصرك إياه وقال أحمد «
5/365 » حدثنا يزيد حدثنا سفيان بن سعيد عن الأعمش عن يحيى بن وثاب عن رجل
من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم
أعظم أجرا من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم وقد رواه أحمد أيضا « 2/32 » في مسند عبد الله بن عمر حدثنا حجاج حدثنا شعبة عن
الأعمش عن يحيى بن وثاب عن شيخ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال المؤمن
الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم وهكذا
رواه الترمذي « 2507 » من حديث شعبة وابن ماجة « 4032 » من طريق إسحاق بن يوسف كلاهما عن الأعمش به وقال الحافظ
أبو بكر البزار « 154 » حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن محمد
أبو شيبة الكوفي حدثنا بكر بن عبد الرحمن حدثنا عيسى بن المختار عن ابن أبي ليلى عن
فضيل بن عمرو عن أبي وائل عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الدال
على الخير كفاعله ثم قال لا نعلمه يروى إلا بهذا الإسناد قلت وله شاهد في الصحيح
« م 2674 » من دعا إلى هدى كان له من الأجرمثل أجور من
اتبعه إلى يوم القيامة لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من
الإثم مثل آثام من اتبعه إلى يوم القيامة لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا وقال أبو
القاسم الطبراني « كبير 1/619 » حدثنا عمرو بن إسحاق بن
إبراهيم بن العلاء بن زبريق الحمصي حدثنا أبي حدثنا عمرو بن الحارث عن عبد الله بن
سالم عن الزبيدي قال عياش بن مؤنس إن أبا الحسن نمران بن محمر أن أوس بن شرحبيل أحد
بني المجمع حدثه حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من مشى مع ظالم ليعينه
وهو يعلم أنه ظالم فقد خرج من الإسلام


تفسير ابن
كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com

كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة المائده - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة المائده   تفسير سورة المائده - صفحة 2 Emptyالثلاثاء مايو 15, 2012 6:56 am

57-يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ
دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ
وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ



. انظر تفسير الآية 58








58-وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاَةِ اتَّخَذُوهَا هُزُواً وَلَعِباً
ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْقِلُونَ



وهذا تنفير من موالاة أعداء الإسلام وأهله من الكتابيين والمشركين الذين يتخذون
أفضل ما يعمله العاملون وهي شرائع الإسلام المطهرة المحكمة المشتملة على كل خير
دنيوي وأخروي يتخذونها هزوا يستهزئون بها ولعبا يعتقدون أنها نوع من اللعب في نظرهم
الفاسد وفكرهم البارد كما قال القائل-وكم من عائب قولا صحيحا وآفته من الفهم
السقيم-وقوله تعالى « من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار »
من ها هنا لبيان الجنس كقوله « فاجتنبوا الرجس من الأوثان »
وقرأ بعضهم والكفار بالخفض عطفا وقرأ آخرون بالنصب على أنه معمول « لاتتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعبا من الذين أوتوا الكتاب من
قبلكم » تقديره ولا « الكفار أولياء » أي لا تتخذوا
هؤلاء ولا هؤلاء أولياء والمراد بالكفار ها هنا المشركون وكذا وقع في قراءة ابن
مسعود فيما رواه ابن جرير « لاتتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا
ولعبا من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا » وقوله « واتقوا الله إن كنتم مؤمنين » أي اتقوا الله أن تتخذوا هؤلاء
الأعداء لكم ولدينكم أولياء إن كنتم مؤمنين بشرع الله الذي اتخذه هؤلاء هزوا ولعبا
كما قال تعالى « لايتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين
ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه والى
الله المصير » وقوله « وإذا ناديتهم إلى الصلاة اتخذوها
هزوا ولعبا » أي وكذلك إذا أذنتم داعين إلى الصلاة التي هي أفضل الأعمال لمن
يعقل ويعلم من ذوي الألباب « اتخذوها » أيضا هزوا « هزوا ولعبا ذلك بأنهم قوم لا يعقلون » معاني عبادة الله وشرائعه
وهذه صفات أتباع الشيطان الذي إذا سمع الأذان أدبر وله حصاص أي ضراط حتى لا يسمع
التأذين فإذا قضي التأذين أقبل فإذا ثوب للصلاة أدبر فإذا قضي التثويب أقبل حتى
يخطر بين المرء وقلبه فيقول اذكر كذا أذكر كذا لما لم يكن يذكر حتى يظل الرجل لا
يدري كم صلى فإذا وجد أحدكم ذلك فليسجد سجدتين قبل السلام متفق عليه « خ 608 م 389 » وقال الزهري قد ذكر الله التأذين في كتابه فقال
« وإذا ناديتم إلى الصلاة اتخذوها هزوا ولعبا ذلك بأنهم قوم لا
يعقلون » رواه أبي حاتم وقال أسباط عن السدي في قوله « وإذا
ناديتم إلى الصلاة اتخذوها هزوا ولعبا » قال كان رجل من النصارى بالمدينة
إذا سمع اللمنادي ينادي أشهد أن محمدا رسول الله قال حرق الكذاب فدخلت خادمة ليلة
من الليالي بنار وهو نائم وأهله نيام فسقطت شرارة فأحرقت البيت فاحترق هو وأهله
رواهابن جرير وابن أبي حاتم وذكر محمد بن إسحاق بن يسار في السيرة « 4/80 » أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل الكعبة عام الفتح
ومعه بلال فأمره أن يؤذن وأبو سفيان بن حرب وعتاب بن أسيد والحارث بن هشام جلوس
بفناء الكعبة فقال عتاب بن أسيد لقد أكرم الله أسيدا أن لا يكون سمع هذا فيسمع منه
ما يغيظه وقال الحارث بن هشام أما والله لو أعلم أنه محق لا تبعته فقال أبو سفيان
لا أقول شيئا لو تكلمت لأخبرت عني هذه الحصى فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فقال قد
علمت الذي قلتم ثم ذكر ذلك لهم فقال الحارث وعتاب نشهد أنك رسول الله مااطلع على
هذا أحد كان معنا فنقول أخبرك وقال الإمام أحمد « 3/408 »
حدثنا روح بن عبادة حدثنا ابن جريج أخبرنا عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي
محذورة أن عبد الله بن محيريز أخبره وكان يتيما في حجر أبي محذورة قال قلت لأبي
محذورة ياعم إني خارج إلى الشام وأخشى أن أسأل عن تأذينك فأخبرني أن أبا محذورة قال
له نعم خرجت في نفر وكنا في بعض طريق حنين مقفل رسول الله صل الله عليه وسلم من
حنين فلقيا رسول الله صلى الله عليه وسلم ببعض الطريق فأذن مؤذن رسول الله صل الله
عليه وسلم بالصلاة عند رسول الله صل الله عليه وسلم فسمعنا صوت المؤذن ونحن متنكبون
فصرخنا نحكيه ونستهزئ به فسمع رسول الله صل الله عليه وسلم فأرسل إلينا إلى أن
وقفنا بين يديه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيكم الذي سمعت صوته قد ارتفع
فأشار القوم كلهم إلي وصدقوا فأرسل كلهم وحبسني وقال قم فأذن فقمت ولا شيء أكره إلي
من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا مما يأمرني به فقمت بينيدي رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم فألقى علي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم التأذين هو بنفسه قال
قل الله أكبر الله أكبر أشهد أن لاإله إلا الله أشهد أن لاإله إلا الله أشهد أن
محمدا رسول الله أشهد أن محمدا رسول الله حي على اللصلاة حي على الصلاة حي على
الفلاح حي على الفلاح الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ثم دعاني حين قضيت
التأذين فأعطاني صرة فيها شيء من فضة ثم وضع يده على ناصية أبي محذورة ثم أمرها على
وجهه ثم بين ثدبيه ثم على كبده حتى بلغت يد رسول الله صلى الله عليه وسلم سرة أبي
محذورة ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بارك الله فيك وبارك عليك فقلت يا رسول
الله مرني بالتأذين بمكة فقال قد أمرتك به وذهب كل شيء كان لرسول الله صلى الله
عليه وسلم من كراهة وعاد ذلك كله محبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقدمت على
عتاب بن أسيد عامل رسول الله صلى الله عليه وسلم فأذنت معه بالصلاة عن أمر رسول
الله صلى الله عليه وسلم وأخبرني ذلك من أدركت من أهلي ممن أدرك أبا محذورة على نحو
ما أخبرني عبد الله بن محيريز هكذا رواه الإمام أحمد وقد أخرجه مسلم في صحيحه « 379 » وأهل السنن الأربعة « د 503 ت 192 س 2/4
جه 708 » عن عبد الله بن محيريز عن أبي محذورة واسمه سمرة بن معير بن لوذان
أحد مؤذني رسول الله صلى الله عليه وسلم الأربعة وهو مؤذن أهل مكة وامتدت أيامه رضي
الله عنه وأرضاه


تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن
كثير




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة المائده - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة المائده   تفسير سورة المائده - صفحة 2 Emptyالثلاثاء مايو 15, 2012 7:02 am

59-قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنقِمُونَ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا
بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ
فَاسِقُونَ



. انظر تفسير الآية 63








60-قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللّهِ مَن
لَّعَنَهُ اللّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ
وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُوْلَـئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ عَن سَوَاء السَّبِيلِ



. انظر تفسير الآية 63








61-وَإِذَا جَآؤُوكُمْ قَالُوَاْ آمَنَّا وَقَد دَّخَلُواْ بِالْكُفْرِ وَهُمْ
قَدْ خَرَجُواْ بِهِ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُواْ يَكْتُمُونَ



. انظر تفسير الآية 63





62-وَتَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ
وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ



. انظر تفسير الآية 63






63-لَوْلاَ يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ عَن قَوْلِهِمُ
الإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ



يقول تعالى قل يامحمد لهؤلاء الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعبا من أهل الكتاب « هل تنقمون منا إلا أن آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل من قبل »
أي هل لكم علينا مطعن أو عيب إلا هذا وهذا ليس بعيب ولا ذمة فيكون الإستثناء
منقطعا كما في قوله تعالى « وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله
العزيز الحميد » وكقوله « وما نقموا إلا أن أغناهم الله
ورسوله من فضله » وفي الحديث المتفق عليه « خ 1468 م 983 »
ما ينقم ابن جبل إلا إن كان فقيرا فأغناه الله وقوله « وأن
أكثرهم فاسقون » معطوف على « أن آمنا بالله وما أنزل إلينا
وما أنزل من قبل » أي وآمنا بأن أكثرهم فاسقون أي خارجون عن الطريق المستقيم
ثم قال « قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة من عند الله » أي
هل أخبركم بشر جزاء عند الله يوم القيامة مما تظنونه بنا وهم أنتم الذين هم متصفون
بهذه الصفات المفسرة بقوله « من لعنه الله » أي أبعده من
رحمته « وغضب عليه » أي غضبا لا يرضى بعده أبدا « وجعل منهم القردة والخنازير » كما تقدم بيانه في سورة البقرة
وكما سيأتي إيضاحه في سورة الأعراف وقد قال سفيان الثوري عن علقمة بن مزثد عن
المغيرة بن عبد الله عن المعرور بن سويد عن ابن مسعود قال سئل رسول الله صل الله
عليه وسلم عن القردة والخنازير أهي مما مسخ الله فقال إن الله لم يهلك قوما أو قال
لم يمسخ قوما فيجعل لهم نسلا ولا عقبا وإن القردة والخنازير كانت قبل ذلك وقد رواه
مسلم « 2663 » من حديث سفيان الثوري ومسعر كلاهما عن مغيرة
بن عبد الله اليشكري به وقال أبو داود الطيالسي حدثنا داود بن أبي الفرات عن محمد
بن زيد عن أبي الأعين العبدي عن أبي الأحوص عن ابن مسعود قال سألنا رسول الله صلى
الله عليه وسلم عن القردة والخنازير أهيمن نسل اليهود فقال لا إن الله لم يلعن قوما
ما قط فيمسخهم فكان لهم نسل ولكن هذا خلق كان فلما غضب الله على اليهود فمسخهم
جعلهم مثلهم ورواه أحمد من حديث داود بن أبي الفرات به وقال ابن مردويه حدثنا عبد
الباقي حدثنا أحمد بن صالح حدثنا الحسن بن محبوب حدثنا عبد العزيز بن المختار عن
داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحيات
مسخ الجن كما مسخت القردة والخنازير هذا حديث غريب جدا وقوله تعالى « وعبد الطاغوت » قرئ وعبد الطاغوت على أنه فعل ماض والطاغوت
منصوب به أي وجعل منهم من عبد الطاغوت وقرئ وعبد الطاغوت بالإضافة على أن المعنى
وجعل منهم خدم الطاغوت أي خدامه وعبيده وقرئ وعبد الطاغوت على أنه جمع الجمع عبد
وعبيد مثل ثمار وثمر حكاها ابن جرير عن الأعمش وحكى عن بريدة الأسلمي أنه كان
يقرؤها وعباد الطاغوت وعن أبي وابن مسعود عبدوا وحكى ابن جرير عن أبي جعفر القارئ
كان يقرؤها وعبد الطاغوت على أنه مفعول ما لم يسم فاعله ثم استبعد معناها والظاهر
أنه لابعد في ذلك لأن هذا من باب التعريض بهم أي وقد عبدت الطاغوت فيكم وأنتم الذين
فعلتموه وكل هذه القراآت يرجع معناها إلى أنكم يا أهل الكتاب الطاعنين في ديننا
الذي هو توحيد الله وإفراده بالعبادات دون ما سواه كيف يصدر منكم هذا وأنتم قد وجد
منكم جميع ماذكر ولهذا قال « أولئك شر مكانا وأضل عن سواء السبيل »
وهذا من باب استعمال أفعل التفضيل فيما ليس في الطرف الآخر مشاركة كقوله عز
وجل « أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا » وقوله
تعالى « وإذا جاؤكم قالوا آمنا وقد دخلوا بالكفر وهم قد خرجوا به »
وهذه صفة المنافقين منهم أنهم يصانعون المؤمنين في الظاهر وقلوبهم منطوية
على الكفر ولهذا قال وقد دخلوا أي عندك يامحمد بالكفر أي مستصحبين الكفر في قلوبهم
ثم خرجوا وهو كامن فيها لم ينتفعوا بما قد سمعوا منك من العلم ولا نجحت فيهم
المواعظ ولا الزواجر ولهذا قال « وهم قد خرجوا به » فخصهم
به دون غيرهم وقوله تعالى « والله أعلم بما كانوا يكتمون »
أي عالم بسرائرهم وما تنطوي عليه ضمائرهم وإن أظهروا لخلقه خلاف ذلك وتزينوا
بما ليس فيهم فإن عالم الغيب والشهادة أعلم بهم منهم وسيجزيهم على ذلك أتم الجزاء
وقوله « وترى كثيرا منهم يسارعون في الإثم والعدوان وأكلهم السحت »
أي يبادرون إلى ذلك من تعاطي المآثم والمحارم والإعتداء على الناس وأكلهم
أموالهم بالباطل « لبئس ماكانوا يعملون » أي لبئس العملكان
عملهم وبئس الإعتداء اعتداؤهم وقوله تعالى « لولا ينهاهم الربانيون
والأحبار عن قولهم الإثم وأكلهم السحت لبئس ماكانوا يصنعون » يعني هلا كان
ينهاهم الربانيون والأحبار منهم عن تعاطي ذلك والربانيون هم العلماء والعمال أرباب
الولايات عليهم والأحبار هم العلماء فقط « لبئس ماكانوا يصنعون »
يعني من تركهم ذلك قاله علي بن أبي طلحة عن ابن عباس وقال عبد الرحمن ابن
زيد بن أسلم قال لهؤلاء حين لم ينهوا ولهؤلاء حين علموا قال وذلك الأركان قال
ويعلمون ويصنعون واحد رواه ابن أبي حاتم وقال ابن جرير حدثنا أبو كريب حدثنا ابن
عطية حدثنا قيس عن العلاء بن المسيب عن خالد بن دينار عن ابن عباس قال ما في القرآن
آية أشد توبيخا من هذه الآية « لولا ينهاهم الربانيون والأحبار عن
قولهم الإثم وأكلهم السحت لبئس ماكانوا يعملون » قال كذا قرأ وكذا قال
الضحاك ما في القرآن آية أخوف عندي منها إنا لا ننتهي رواه ابن جرير وقال ابن أبي
حاتم ذكره يونس بن حبيب حدثنا أبو داود حدثنا محمد بن مسلم بن أبي الوضاح حدثنا
ثابت بن سعيد الهمداني قال لقيته بالري فحدث عن يحيى بن يعمر قال خطب علي بن أبي
طالب فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس إنما هلك من كان قبلكم بركوبهم
المعاصي ولم ينههم الربانيون والأحبار فلما تمادوا في المعاصي أخذتهم العقوبات
فمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر قبل أن ينزل بكم مثل الذي نزل بهم واعلموا أن
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يقطع رزقا ولا يقرب أجلا وقال الإمام أحمد
« 4/363 » حدثنا يزيد بن هارون أنبأنا شريك عن أبي إسحاق عن
المنذر بن جرير عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مامن قوم يكون بين
أظهرهم من يعمل بالمعاصي هم أعز منه وأمنع ولم يغيروا إلا أصابهم الله منه بعذاب
تفرد به أحمد من هذا الوجه ورواه أبو داود « 4339 » عن مسدد
عن أبي الأحوص عن أبي إسحاق عن المنذر بن جرير عن جرير قال سمعت رسول الله صلى
اللهعليه وسلم يقول مامن رجل يكون في قوم يعمل فيهم بالمعاصي يقدرون أن يغيروا عليه
فلا يغيرون إلا أصابهم الله بعقاب قبل أن يموتوا وقد رواه ابن ماجة « 4009 » عن علي بن محمد عن وكيع عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبيد
الله بن جرير عن أبيه به قال الحافظ المزي « تحفة 3221 »
وهكذا رواه شعبة عن أبي إسحاق به


تفسير ابن
كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة المائده - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة المائده   تفسير سورة المائده - صفحة 2 Emptyالثلاثاء مايو 15, 2012 7:04 am

64-وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ
وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ
وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً
وَكُفْراً وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ
الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَاراً لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ
وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ



. انظر تفسير الآية 66










65-وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُواْ وَاتَّقَوْاْ لَكَفَّرْنَا
عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ



. انظر تفسير الآية 66









66-وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ
إِلَيهِم مِّن رَّبِّهِمْ لأكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم
مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاء مَا يَعْمَلُونَ



يخبر الله تعالى عن اليهود عليهم لعائن الله المتتابعة إلى يوم القيامة بأنهم
وصفوه تعالى عن قولهم علوا كبيرا بأنه بخيل كما وصفوه بأنه فقير وهم أغنياء وعبروا
عن البخل بأن قالوا « يد الله مغلولة » قال ابن أبي حاتم
حدثنا عبد الله الطهراني حدثنا حفص بن عمر العدني حدثنا الحكم بن أبان عن عكرمة قال
قال ابن عباس « مغلولة » أي بخيلة وقال علي بن أبي طلحة عن
ابن عباس قوله « وقالت اليهود يد الله مغلولة » قال لا
يعنون بذلك أن يد الله موثقة ولكن يقولون بخيل يعني أمسك ماعنده بخلا تعالى الله عن
قولهم علوا كبيرا وكذا روي عن مجاهد وعكرمة وقتادة والسدي والضحاك وقرأ « ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا
» يعني أنه ينهى عن البخل وعن التبذير وهو زيادة الإنفاق في غير محله وعبر
عن البخل بقوله « ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك » وهذا هو
الذي أراد هؤلاء اليهود عليهم لعائن الله وقد قال عكرمة أنها نزلت في فنحاص اليهودي
عليه لعنة الله وقد تقدم أنه الذي قال « إن الله فقير ونحن أغنياء
» فضربه أبو بكر الصديق رضي الله عنه وقال محمد بن إسحاق حدثنا محمد بن أبي
محمد عن سعيد أو عكرمة عن ابن عباس قال قال رجل من اليهود يقال له شاس بن قيس إن
ربك بخيل لا ينفق فأنزل الله « وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت
أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء » وقد رد الله عز
وجل عليهم ما قالوه وقابلهم فيما اختلقوه وافتروه وائتفكوه فقال «
غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا » وهكذا وقع لهم فإن عندهم من البخل والحسد
والجبن والذلة أمر عظيم كما قال تعالى « أم لهم نصيب من الملك فإذا
لا يؤتون الناس نقيرا أم يحسدون الناس على ماآتاهم الله من فضله » الآية
وقال تعالى « ضربت عليهم الذلة » الآية قال تعالى « بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء » أي بل هو الواسع الفضل الجزيل
العطاء الذي مامن شيء إلا عنده خزائنه وهو الذي مابخلقه من نعمة فمنه وحده لا شريك
له الذي خلق لنا كل شيء مما نحتاج إليه في ليلنا ونهارنا وحضرنا وسفرنا وفي جميع
أحوالنا كما قال « وآتاكم من كل ما سألتموه وإن تعدوا نعمة الله
عليكم لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار » والآيات في هذه كثيرة وقد قال
الإمام أحمد بن حنبل حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن همام بن منبه قال هذا ماحدثنا
أبو هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن يمين الله ملأى لا يغيضها نفقة
سحاء الليل والنهار أرأيتم ما أنفق منذ خلق السموات والأرض فإنه لم يغض ما في يمينه
قال وعرشه على الماء وفي يده الأخرى الفيض يرفع ويخفض وقال يقول الله تعالى أنفق
أنفق عليك أخرجاه في الصحيحين البخاري في التوحيد « 7419 »
عن علي بن المديني ومسلم « 993 » فيه عن محمد بن
رافع كلاهما عن عبد الرزاق به وقوله تعالى « وليزيدن كثيرا منهم ما
أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا » أي يكون ماآتاك الله يامحمد من النعمةنقمة
في حق أعدائك من اليهود وأشباههم فكما يزداد به المؤمنون تصديقا وعملا صالحا وعلما
نافعا يزداد به الكافرون الحاسدون لك ولأمتك طغيانا وهو المبالغة والمجاوزة للحد في
الأشياء وكفرا أي تكذيبا كما قال تعالى « قل هو للذين آمنوا هدى
وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى أولئك ينادون من مكان بعيد »
وقال تعالى « وننزل من القرآن ماهو شفاء ورحمة للمؤمنين لا
يزيد الظالمين إلا خسارا » وقوله تعالى « وألقينا بينهم
العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة » يعني أنه لا تجتمع قلوبهم بل العداوة
واقعة بين فرقهم بعضهم في بعض دائما لأنهم لا يجتمعون على حق وقد خالفوك وكذبوك
وقال إبراهيم النخعي وألقينا بينهم العداوة والبغضاء قال الخصومات والجدال في الدين
رواه ابن أبي حاتم وقوله « كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله »
أي كلما عقدوا أسبابا يكيدونك بها وكلما أبرموا أمورا يحاربونك بها أبطلها
الله ورد كيدهم عليهم وحاق مكرهم السيئ بهم « ويسعون في الأرض
فسادا والله لا يحب المفسدين » أي من سجيتهم أنهم دائما يسعون في الإفساد في
الأرض والله لا يحب من هذه صفته ثم قال جل وعلا « ولو أن أهل
الكتاب آمنوا واتقوا » أي لو أنهم آمنوا بالله ورسوله واتقوا ماكانوا
يتعاطونه من المآثم والمحارم « لكفرنا عنهم سيئاتهم ولأدخلناهم
جنات النعيم » أي لأزلنا عنهم المحذور وأنلناهم المقصود «
ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم » قال ابن عباس
وغيره هو القرآن « لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم » أي لو
أنهم عملوا بما في الكتب التي بأيديهم عن الأنبياء على ماهي عليه من غير تحريف ولا
تبديل ولا تغيير لقادهم ذلك إلى اتباع الحق والعمل بمقتضى مابعث الله به محمدا صلى
الله عليه وسلم فإن كتبهم ناطقة بتصديقه والأمر باتباعه حتما لامحالة وقوله تعالى
« لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم » يعني بذلك كثرة الرزق
النازل عليهم من السماء والنابت لهم من الأرض قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس
« لأكلوا من فوقهم » يعني لأرسل الله عليهم مدرارا « ومن تحت أرجلهم » يعني يخرج من الأرض بركاتها وكذا قال مجاهد
وسعيد بن جبير وقتادة والسدي كما قال تعالى « ولو أن أهل القرى
آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض » الآية وقال تعالى « ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس » الآية وقال
بعضهم معناه « لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم » يعني من
غير كد ولا تعب ولا شقاء ولا عناء وقال ابن جرير قال بعضهم معناه لكانوا في الخير
كما يقول القائل هو في الخير من قرنه إلى قدمه ثم رد هذا القول لمخالفته أقوال
السلف وقد ذكر ابن أبي حاتم عن قوله « ولو أنهم أقاموا التوراة
والإنجيل » فقال حدثنا علقمة عن صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير بن
نفير عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوشك أن يرفع العلم فقال زياد بن
لبيد يا رسول الله وكيف يرفع العلم وقد قرأنا القرآن وعلمناه أبناءنا فقال ثكلتك
أمك يا ابن لبيد إن كنت لأراك من أفقه أهل المدينة أو ليست التوراة والإنجيل بأيدي
اليهود والنصارى فما أغنى عنهم حين تركوا أمر الله ثم قرأ « ولو
أنهم أقاموا التوراة والإنجيل » هكذا أورده ابن أبي حاتم معلقا من أول
إسناده مرسلا في آخره وقد رواه الإمام أحمد بن حنبل « 4/160 »
متصلا موصولا فقال حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن سالم بن أبي الجعد عن زيادة
بن لبيد أنه قال ذكر النبي صلى الله عليه وسلم شيئا فقال وذاك عند ذهاب العلم قال
قلنا يا رسول الله وكيف يذهب العلم ونحن نقرأ القرآن ونقرئه أبناءنا وأبناؤنا
يقرؤنه أبناءهم إلى يوم القيامة فقال ثكلتك أمك يابن لبيد إن كنت لأراك من أفقه رجل
بالمدينة أو ليس هذه اليهود والنصارى يقرؤن التوراة والإنجيل ولا ينتفعون بما فيهما
من شيء هكذا رواه ابن ماجة « 4048 » عن أبي بكر بن أبي شيبة
عن وكيع به نحوه وهذا إسناد صحيح وقوله تعالى « منهم أمة مقتصدة
وكثير منهم ساء ما يعملون » كقوله « ومن قوم موسى أمة يهدون
بالحق وبه يعدلون » وكقوله عن اتباع عيسى « فآتينا الذين
آمنوا منهم أجرهم » الآية فجعل أعلى مقاماتهم الإقتصاد وهو أبسط مقامات هذه
الأمة وفوق ذلك رتبة السابقين كما في قوله عز وجل « ثم أورثنا
الكتاب الذين اصطفيناه من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات
بأذن الله هو الفضل الكبير جنات عدن يدخلونها » الآية والصحيح أن الأقسام
الثلاثة من هذه الأمة كلهم يدخلون الجنة وقد قال أبو بكر بن مردويه حدثنا عبد الله
بن جعفر حدثنا أحمد بن يونس الضبي حدثنا عاصم بن علي حدثناأبو معشر عن يعقوب بن زيد
بن طلحة عن زيد بن أسلم عن أنس بن مالك قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال تفرقت أمة موسى على إحدى وسبعين ملة سبعون منها في النار وواحدة في الجنة
وتفرقت أمة عيسى على ثنتين وسبعين ملة واحدة منها في الجنة وإحدى وسبعون منها في
النار وتعلو أمتى على الفرقتين جميعا واحدة في الجنة وثنتان وسبعون في النار قالوا
من هم يا رسول الله قال الجماعات الجماعات قال يعقوب بن زيد كان علي بن أبي طالب
إذا حدث بهذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا فيه قرآنا قال « ولو أن أهل الكتاب آمنوا لكفرنا عنهم سيآتهم ولأدخلناهم جنات النعيم »
إلى قوله « منهم أمة مقتصدة وكثير منهم ساء ما يعملون »
وتلا أيضا قوله تعالى « وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه
يعدلون » يعني أمة محمد صلى الله عليه وسلم وهذا حديث غريب جدا من هذا الوجه
وبهذا السياق وحديث افتراق الأمم إلى بضع وسبعين مروي من طرق عديدة وقد ذكرناه في
موضع آخر ولله الحمد والمنة


تفسير ابن كثير_أبو الفداء
إسماعيل بن كثير

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة المائده - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة المائده   تفسير سورة المائده - صفحة 2 Emptyالثلاثاء مايو 15, 2012 7:05 am

67-يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن
لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ
إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ



يقول تعالى مخاطبا عبده ورسوله محمدا صلى الله عليه وسلم باسم الرسالة وآمرا له
بابلاغ جميع ما أرسله الله به وقد امتثل عليه أفضل الصلاة والسلام ذلك وقام به أتم
القيام قال البخاري « 4612 » عند تفسيره هذه الأحاديث محمد
بن يوسف حدثنا سفيان عن إسماعيل عن الشعبي عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها قالت من
حدثك أن محمدا كتم شيئا مما أنزل الله عليه فقد كذب وهو ويقول « يا
أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك » الآية هكذا رواه هاهنا مختصرا وقد
أخرجه في مواضع من صحيحه مطولا وكذا رواه مسلم في كتاب الإيمان «
177 » والترمذي « 3068 » والنسائي «
كبرى 11532 » في كتاب التفسير من سننهما من طرق عن عامر الشعبي عن مسروق بن
الأجدع عنها رضي الله عنها وفي الصحيحين « م 177 » عنها
أيضا أنها قالت لو كان محمد صلى الله عليه وسلم كاتما شيئا من القرآن لكتم هذه
الآية « وتخفي في نفسك ماالله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن
تخشاه » وقال ابن أبي حاتم حدثنا أحمد بن منصور الرمادي حدثما سعيد بن
سليمان حدثنا عباد عن هارون بن عنترة عن أبيه قال كنت ابن عباس فجاء رجل فقال له إن
ناسا يأتونا فيخبرونا أن عندكم شيئا لم يبده رسول الله صلى الله عليه وسلم للناس
فقال ابن عباس ألم تعلم أن الله تعالى قال « يا أيها الرسول بلغ ما
أنزل إليك من ربك » والله ماورثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم سوداء في
بيضاء وهذا إسناد جيد وهكذا في صحيح البخاري « 111 » من
رواية أبي جحيفة وهب بن عبد الله السوائي قال قلت لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه هل
عندكم شيء من الوحي مما ليس في القرآن فقال لا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إلا
فهما يعطيه الله رجلا في القرآن وما هذه الصحيفة قلت وما في هذه الصحيفة قال العقل
وفكاك الأسير وأن لا يقتل مسلم بكافر وقال البخاري « قبل 7530 »
رضي الله عنه قال الزهري من الرسالة وعلى الرسول البلاغ وعلينا التسليم وقد
شهدت له أمته بإبلاغ الرسالة وأداء الأمانة واستنطقهم بذلك في أعظم المحافل في
خطبته يوم حجة الوداع وقد كان هناك من أصحابه نحو من أربعين ألفا كما ثبت في صحيح
مسلم « 1218 » عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال في خطبته يومئذ أيها الناس إنكم مسؤولون عني فما أنتم قائلون قالوا
نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت فجعل يرفع أصبعه إلى السماء وينكسها إليهم ويقول
اللهم هل بلغت قال الإمام أحمد « 1/230 » حدثنا ابن نمير
حدثنا فضيل يعني ابن غزوان عن عكرمة عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم في حجة الوداع يا أيها الناس أي يوم هذا قالوا يوم حرام قال أي بلد هذا قالوا
بلد حرام قال فأي شهر هذا قالوا شهر حرام قال فإن أموالكم ودماءكم وأعراضكم عليكم
حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا ثم أعادها مرارا ثم رفع أصبعه إلى
السماء فقال اللهم هل بلغت مرارا قال يقول ابن عباس والله لوصية إلى ربه عز وجل ثم
قال ألا فليبلغ الشاهد الغائب لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكمرقاب بعض وقد روى
البخاري « 1739 » عن علي بن المديني عن يحيى بن سعيد عن
فضيل بن غزوان به نحوه وقوله تعالى « وإن لم تفعل فما بلغت رسالته
» يعني وإن لم تؤد إلى الناس ما أرسلتك به فما بلغت رسالته أي وقد علم ما
يترتب على ذلك لو وقع وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس « وإن لم
تفعل فما بلغت رسالته » يعني إن كتمت آية مما أنزل إليك من ربك لم تبلغ
رسالته قال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا قبيصة بن عقبة حدثنا سفيان عن رجل عن
مجاهد قال لما نزلت « يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك »
قال يارب كيف أصنع وأنا وحدي يجتمعون علي فنزلت « وإن لم
تفعل فما بلغت رسالته » رواه ابن جرير من طريق سفيان وهو الثوري به وقوله
تعالى « والله يعصمك من الناس » أي بلغ أنت رسالتي وأنا
حافظك وناصرك ومؤيدك غلى أعدائك ومظفرك بهم فلا تخف ولا تحزن فلن يصل أحد منهم إليك
بسوء يؤذيك وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم قبل نزول هذه الآية يحرس-عصمة الله
لرسوله-كما قال الإمام أحمد « 6/140 » حدثنا يزيد حدثنا
يحيى قال سمعت عبد الله بن عامر بن ربيعة يحدث عن عائشة رضي الله عنها كانت تحدث أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم سهر ذات ليلة وهي إلى جنبه قالت فقلت ما شأنك يا رسول
الله قال ليت رجلا صالحا من أصحابي يحرسني الليلة قالت فبينما أنا ذلك إذ سمعت صوت
السلاح فقال من هذا فقال أنا سعد بن مالك فقال ماجاء بك قال جئت لأحرسك يا رسول
الله قالت فسمعت غطيط رسول الله صلى الله عليه وسلم في نومه أخرجاه في الصحيحين
« خ 2885 م 2410 » من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري به وفي
لفظ سهر رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة مقدمه المدينة يعني على أثر هجرته
بعد دخوله بعائشة رضي الله عنها وكان ذلك في سنة ثنتين منها وقال ابن أبي حاتم
حدثنا إبراهيم بن مرزوق البصري نزيل مصر حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا الحارث بن
عبيد يعني أبا قدامة عن الجريري عن عبد الله بن شقيق عن عائشة قالت كان النبي صلى
الله عليه وسلم يحرس حتى نزلت هذه الآية « والله يعصمك من الناس »
قالت فأخرج النبي صلى الله عليه وسلم رأسه من القبة وقال يا أيها الناس
انصرفوا فقد عصمني الله عز وجل وهكذا رواه الترمذي عن عبد بن حميد وعن نصر بن علي
الجهضمي كلاهما عن مسلن بن إبراهيم به ثم قال وهذا حديث غريب وهكذا رواه ابن جرير
والحاكم في مستدركه « 2/313 » من طريق مسلم بن إبراهيم به
ثم قال الحاكم صحيح الإسناد ولم يخرجاه وكذا رواه سعيد بن منصور عنالحارث بن عبيد
أبي قدامة عن الجريري عن عبد الله بن شقيق عن عائشة به ثم قال الترمذي وقد روى
بعضهم هذا عن الجريري عن ابن شقيق قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرس حتى نزلت
هذه الآية ولم يذكر عائشة قلت هكذا رواه ابن جرير من طريق إسماعيل بن علبة وابن
مردويه من طريق وهيب كلاهما عن الجريري وعن عبد الله بن شقيق مرسلا وقد روى هذا
مرسلا عن سعيد بن جبير ومحمد بن كعب القرظي رواهما ابن جرير والربيع بن أنس رواه
ابن مردويه ثم قال حدثنا سليمان بن أحمد حدثنا أحمد بن رشدين المصري حدثنا خالد بن
عبد السلام الصدفي حدثنا الفضل بن المختار عن عبد الله بن موهب عن عصمة بن مالك
الخطمي قال كنا نحرس رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل حتى نزلت « والله يعصمك من الناس » فترك الحرس حدثنا سليمان بن أحمد حدثنا
حمد بن محمد بن حمد أبو نصر الكاتب البغدادي حدثنا كردوس بن محمد الواسطي حدثنا
يعلى بن عبد الرحمن عن فضيل بن مرزوق عن عطية بن أبي سعيد الخدري قال كان العباس عم
رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمن يحرسه فلما نزلت هذه الآية «
والله يعصمك من الناس » ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم الحرس حدثنا علي
بن أبي حامد المديني حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد حدثنا محمد بن مفضل بن إبراهيم
الأشعري حدثنا أبي حدثنا محمد بن معاوية بن عمار حدثنا أبي قال سمعت أبا الزبير
المكي يحدث عن جابر بن عبد الله قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج بعث
معه أبو طالب من يكلؤه حتى نزلت « والله يعصمك من الناس »
فذهب ليبعث معه فقال ياعم إن الله قد عصمني لاحاجة لي إلى من تبعث وهذا حديث
غريب وفيه نكارة فإن هذه الآية مدنية وهذا الحديث يقتصي أنها بمكة ثم قال حدثنا
محمد بن أحمد بن إبراهيم حدثنا محمد بن يحيى حدثنا أبو كريب حدثنا عبد الحميد
الحماني عن النضر عن عكرمة عن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرس
فكان أبو طالب يرسل إليه كل يوم رجالا من بني هاشم يحرسونه حتى نزلت هذه الآية
« يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما
بلغترسالته والله يعصمك من الناس » قال فأراد عمه أن يرسل معه من يحرسه فقال
إن الله قد عصمني من الجن والإنس رواه الطبري عن يعقوب بن غيلان العماني عن أبي
كريب به وهذا أيضا حديث غريب والصحيح أن هذه الآية مدنية بل هي من أواخر ما نزل بها
والله أعلم ومن عصمة الله لرسوله حفظه له من أهل مكة وصناديدها وحسادها ومعانديها
ومترفيها مع شدة العداوة والبغضة ونصب المحاربة ليلا ونهارا بما يخلقه الله من
الأسباب العظيمة بقدرته وحكمته العظيمة فصانه في ابتداء الرسالة بعمه أبي طالب إذ
كان رئيسا مطاعا كبيرا من قريش وخلق الله في قلبه محبة طبيعية لرسول الله صلى الله
عليه وسلم لاشرعية ولو كان أسلم لاجترأ عليه كفارها وكبارها ولكن لما كان بينه
وبينهم قدر مشترك في الكفر هابوه واحترموه فلما مات عمه أبو طالب نال منه المشركون
أذى يسيرا ثم قيض الله له الآنصار فبايعوه على الإسلام وعلى أن يتحول إلى دارهم وهي
المدينة فلما صار اليها منعوه من الأحمر والأسود وكلما هم أحد من المشركين وأهل
الكتاب بسوء كاده الله ورد كيده عليه كما كاده اليهود بالسحر فحماه الله منهم وأنزل
عليه سورتي المعوذتين دواء لذلك الداء ولما سمه اليهود في ذراع تلك الشاة بخيبر
أعلمه الله به وحماه منه ولهذا أشباه كثيرون جدا يطول ذكرها فمن ذلك ماذكره
المفسرون عند هذه الآية الكريمة قال أبو جعفر بن جرير حدثنا الحارث حدثنا عبد
العزيز حدثنا أبو معشر عن محمد بن كعب القرظي وغيره قالوا كان رسول الله صلى الله
عليه وسلم إذا نزل منزلا اختار له أصحابه شجرة ظليلة فيقيل تحتها فأتاه أعرابي
فاخترط سيفه ثم قال من يمنعك مني فقال الله عز وجل فردعت يد الأعرابي وسقط السيف
منه وضرب برأسه الشجرة حتى انتثر دماغه فأنزل الله عز وجل « والله
يعصمك من الناس » وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن يحيى بن
سعيد القطان حدثنا زيد بن الحباب حدثنا موسى بن عبيدة حدثني زيد بن أسلم عن جابر بن
عبد الله الأنصاري قال لما غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم بني أنمار نزل ذات
الرقاع بأعلى نخل فبينا هو جالس على رأس بئر قد دلى رجليه فقال غورث بن الحارث من
بني النجار لأقتلن محمدا فقال له أصحابه كيف تقتله قال أقول له أعطني سيفك فإذا
أعطانيه قتلته به قال فأتاه فقال يامحمد أعطني سيفك أشيمه فأعطاه إياه فرعدت يده
حتى سقط السيف من يده فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حال الله بينك وبين ما
تريد فأنزل الله عز وجل « يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك
وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس » وهذا حديث غريب من هذا
الوجه وقصه غورث بن الحارث مشهورة في الصحيح « 4136 » وقال
أبو بكر بن مردويه حدثنا أبو عمرو أحمد بن محمد بن إبراهيم حدثنا محمد بن عبد
الوهاب حدثنا آدم حدثنا حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال
كنا إذا صحبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر تركنا له أعظم شجرة وأظلها
فينزل تحتها فنزل ذات يوم تحت شجرة وعلق سيفه فيها فجاء رجل فأخذه فقال يامحمد من
يمنعك مني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الله يمنعني منك ضع السيف فوضعه فأنزل
الله عز وجل « والله يعصمك من الناس » وكذا رواه أبو حاتم
بن حبان في صحيحه عن عبد الله بن محمد عن إسحاق بن إبراهيم عن المؤمل بن إسماعيل عن
حماد بن سلمة به وقال الإمام أحمد « 3/471 » حدثنا محمد بن
جعفر حدثنا شعبة سمعت أبا إسرائيل يعني الجشمي سمعت جعدة هو ابن خالد بن الصمة
الجشمي رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم ورأى رجلا سمينا فجعل النبي
صلى الله عليه وسلم يومئ إلى بطنه بيده ويقول لو كان هذا في غير هذا لكان خيرا لك
قال وأتى النبي صلى الله عليه وسلم برجل فقيل هذا أراد أن يقتلك فقال النبي صلى
الله عليه وسلم لم ترع لم ترع ولو أردت ذلك لم يسلطك الله علي-وقوله « إن الله لا يهدي القوم الكافرين » أي بلغ أنت والله هو الذي
يهدي من يشاء ويضل من يشاء قال تعالى « ليس عليك هداهم ولكن الله
يهدي من يشاء » وقال « فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب »



تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة المائده - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة المائده   تفسير سورة المائده - صفحة 2 Emptyالثلاثاء مايو 15, 2012 7:07 am

68-قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ
التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ
كَثِيراً مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً فَلاَ
تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ



. انظر تفسير الآية 69










69-إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالصَّابِؤُونَ
وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وعَمِلَ صَالِحاً فَلاَ
خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ



يقول تعالى قل يا محمد « يا أهل الكتاب لستم على شيء »
أي من الدين حتى تقيموا التوراة والإنجيل أي حتى تؤمنوا بجميع مابأيديكم من
الكتب المنزلة من الله على الأنبياء وتعلموا بما فيها ومما فيها الإيمان بمحمد
والأمر باتباعه صلى الله عليه وسلم والإيمان بمبعثه والاقتداء بشريعته ولهذا قال
ليث بن أبي سليم عن مجاهد في قوله « وما أنزل إليكم من ربكم »
يعني القرآن العظيم وقوله « وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل
إليك من ربك طغيانا وكفرا » تقدم تفسيره « فلا تأس على
القوم الكافرين » أي فلا تحزن عليهم ولا يهيدنك ذلك منهم ثم قال « إن الذين آمنوا » وهم المسلمون « والذين هادوا
» وهم حملة التوراة « والصابئون » لما طال الفصل حسن
العطف بالرفع والصابئون طائفة بين النصارى والمجوس ليس لهم دين قاله مجاهد وعنه بين
اليهود والمجوس وقال سعيد بن جبير بين اليهود والنصارى وعن الحسن والحكم إنهم
كالمجوس وقال قتادة هم قوم يعبدون الملائكة ويصلون إلى غير القبلة ويقرؤن الزبور
وقال وهب بن منبه هم قوم يعرفون الله وحده وليست لهم شريعة يعملون بها ولم يحدثوا
كفرا وقال ابن وهب أخبرني ابن أبي الزناد عن أبيه قال الصابئون هم قوم مما يلى
العراق وهم بكوثى وهم يؤمنون بالنبيين كلهم ويصومون كل سنة ثلاثين يوما ويصلون إلى
اليمين كل يوم خمس صلوات وقيل غير ذلك وأما النصارى فمعروفون وهم حملة الإنجيل
والمقصود أن كل فرقة آمنت بالله وباليوم الآخر وهو الميعاد والجزاء يوم الدين وعملت
عملا صالحا ولا يكون ذلك كذلك حتى يكون موافقا للشريعة المحمدية بعد إرسال صاحبها
المبعوث إلى جميع الثقلين فمن اتصف بذلك فلا خوف عليهم فيما يستقبلونه ولا على ما
تركوا وراء ظهورهم ولا هم يحزنون وقد تقدم الكلام على نظيراتها في سورة البقرة بما
أغنى عن إعادته ها هنا


تفسير ابن كثير_أبو الفداء
إسماعيل بن كثير

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة المائده - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة المائده   تفسير سورة المائده - صفحة 2 Emptyالثلاثاء مايو 15, 2012 7:09 am

70-لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ
رُسُلاً كُلَّمَا جَاءهُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقاً
كَذَّبُواْ وَفَرِيقاً يَقْتُلُونَ



. انظر تفسير الآية 71









71-وَحَسِبُواْ أَلاَّ تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُواْ وَصَمُّواْ ثُمَّ تَابَ
اللّهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُواْ وَصَمُّواْ كَثِيرٌ مِّنْهُمْ وَاللّهُ بَصِيرٌ
بِمَا يَعْمَلُونَ



يذكر تعالى أنه أخذ العهود والمواثيق على بني إسرائيل على السمع والطاعة لله
ولرسوله فنقضوا تلك العهود والمواثيق واتبعوا آراءهم وأهواءهم وقدموا على الشرائع
فما وافقهم منها قبلوه وما خالفهم ردوه ولهذا قال تعالى « كلما
جاءهم رسول بما لا تهوى أنفسهم فريقا كذبوا وفريقا يقتلون وحسبوا أن لا تكون فتنة »
أي وحسبوا أن لا يترتب لهم شر على ماصنعوا فترتب هو أنهم عموا عن الحق وصموا
فلا يسمعون حقا ولا يهتدون إليه « ثم تاب الله عليهم » أي
مما كانوا فيه « ثم عموا وصموا » أي بعد ذلك « كثير منهم والله بصير بما يعملون » أي مطلع عليهم وعليم بمن
يستحق الهداية ممن يستحق الغواية منهم
تفسير ابن كثير_أبو
الفداء إسماعيل بن كثير




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة المائده - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة المائده   تفسير سورة المائده - صفحة 2 Emptyالثلاثاء مايو 15, 2012 7:10 am

72-لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ
مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي
وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ
الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ



. انظر تفسير الآية 75








73-لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا
مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ
لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ



. انظر تفسير الآية 75









74-أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَى اللّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللّهُ غَفُورٌ
رَّحِيمٌ



. انظر تفسير الآية 75









75-مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ
الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ
نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ



يقول تعالى حاكما بتكفير فرق النصارى من اللكية واليعقوبية والنسطورية ممن قال
منهم بأن المسيح هو الله تعالى الله عن قولهم وتنزه وتقدس علوا كبيرا هذا وقد تقدم
لهم أن المسيح عبد الله ورسوله وكان أول كلمة نطق بها وهو صغير في المهد أن قال إني
عبد الله ولم يقل إني أنا الله ولا ابن الله بل قال « إني عبد الله
آتاني الكتاب وجعلني نبيا » إلى أن قال « وأن الله ربي
وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم » وكذلك قال لهم في حال كهولته ونبوته آمرا
لهم بعبادة الله ربه وربهم وحده لا شريك له ولهذا قال تعالى « وقال
المسيح يا بنيإسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله » أي فيعبد
معه غيره « فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار » أي فقد
أوجب له النار وحرم عليه الجنة كما قال تعالى « إن الله لا يغفر أن
يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن شاء » وقال تعالى « ونادى
أصحاب النار أصحاب الجنة أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله قالوا إن الله
حرمهما على الكافرين » وفي الصحيح « خ 3062 م 111 »
أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث مناديا ينادي في الناس إن الجنة لا يدخلها
إلا نفس مسلمة وفي لفظ مؤمنة وتقدم في أول سورة النساء عن قوله إن الله لا يغفر أن
يشرك به حديث يزيد بن بابنوس عن عائشة الدواوين ثلاثة فذكر منهم ديوانا لا يغفره
الله وهو الشرك بالله قال الله تعالى « ومن يشرك بالله فقد حرم
الله عليه الجنة » والحديث في مسند أحمد « 6/240 »
ولهذا قال تعالى إخبارا عن المسيح أنه قال لبني إسرائيل «
إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار »
أي وما له عند الله ناصر ولا معين ولا منفذ مما هو فيه وقوله « لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة » قال ابن أبي حاتم
حدثنا علي بن الحسن الهسنجاني حدثنا سعيد بن الحكم بن أبي مريم حدثنا الفضل حدثني
أبو صخر في قول الله تعالى « لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث
ثلاثة » قال هو قول اليهود عزير ابن الله وقول النصارى المسيح ابن الله
فجعلوا الله ثالث ثلاثة وهذا قول غريب في تفسير الآية أن المراد بذلك طائفتي اليهود
والنصارى والصحيح أنها نزلت في النصارى خاصة قاله مجاهد وغير واحد ثم اختلفوا في
ذلك فيل المراد بذلك كفارهم في قولهم بالأقانيم الثلاثة وهو أقنوم الأب وأقنوم
الأبن وأقنوم الكلمة المنبثقة من الأب إلى الابن تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا
قال ابن جرير وغيره والطوائف الثلاثة من الملكية واليعقوبية والنسطورية تقول بهذه
الأقانيم وهم مختلفون فيها اختلافا متباينا ليس هذا موضع بسطه وكل فرقة منهم تكفر
الأخرى والحق أن الثلاثة كافرة وقال السدي وغيره نزلت في جعلهم المسيح وأمه إلهين
مع الله فجعلوا الله ثالث ثلاثة بهذا الإعتبار قال السدي وهي كقوله تعالى في آخر
السورة « وإذ قال الله ياعيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني
وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك » الآية وهذا القول هو الأظهر والله أعلم
قال الله تعالى « وما من إله إلا إله واحد » أي ليس متعددا
بل هو وحده لا شريك له إله جميع الكائنات وسائر الموجودات ثم قال تعالى متوعدا لهم
ومتهددا « وإن لم ينتهوا عما يقولون » أي من هذا الافتراء
والكذب « ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم » أي في الآخرة
من الأغلال والنكال ثم قال « أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه
والله غفور رحيم » وهذا من كرمه تعالى وجوده ولطفه ورحمته بخلقه مع هذا
الذنب العظيم وهذا الافتراء والكذب والإفك يدعوهم إلى التوبة والمغفرة فكل من تاب
إليه تاب عليه وقوله تعالى « ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت
من قبله الرسل » أي له سوية أمثاله من سائر المرسلين المتقدمين عليه وإنه
عبد من عباد الله ورسول من رسله الكرام كما قال « إن هو إلا عبد
أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني إسرائيل » وقوله « وأمه
صديقة » أي مؤمنة به مصدقة له وهذا أعلى مقامها فدل على أنها ليست بنبية كما
زعمه ابن حزم وغيره ممن ذهب إلى نبوة سارة أم إسحاق ونبوة أم موسى ونبوة أم عيسى
استدلالا منهم بخطاب الملائكة لسارة ومريم وبقوله « وأوحينا إلى أم
موسى أن أرضعيه » وهذا معنى النبوة والذي عليه الجمهور أن الله لم يبعث نبيا
إلا من الرجال قال الله تعالى « وما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحي
إليهم من أهل القرى » وقد حكى الشيخ أبو الحسن الأشعري رحمه الله الإجماع
على ذلك وقوله تعالى « كانا يأكلان الطعام » أي يحتاجان إلى
التغذية به وإلى خروجه منهما فهما عبدان كسائر الناس وليسا بإلهين كمازعمت فرق
النصارى الجهلة عليهم لعائن الله المتتابعة إلى يوم القيامة ثم قال تعالى « انظر كيف نبين لهم الآيات » أي نوضحها ونظهرها « ثم انظر أنى يؤفكون » أي ثم انظر بعد هذا البيان والوضوح
والجلاء أين يذهبون وبأي قول يتمسكون وإلى أي مذهب من الضلال يذهبون



تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة المائده - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة المائده   تفسير سورة المائده - صفحة 2 Emptyالثلاثاء مايو 15, 2012 7:12 am

76-قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلاَ
نَفْعاً وَاللّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ



. انظر تفسير الآية 77










77-قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ
وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ
كَثِيراً وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ



يقول تعالى منكرا على من عبد غيره من الأصنام والأنداد والأوثان ومبينا له أنه
لا تستحق شيئا من الإلية فقال تعالى « قل » أي يامحمد
لهؤلاء العابدين غير الله من سائر فرق بني آدم ودخل في ذلك النصارى وغيرهم « أتعبدون من دون الله ما لا يملك لكم ضرا ولا نفعا » أي لا يقدر
على دفع ضر عنكم ولا إيصال نفع إليكم « والله هو السميع العليم »
أي السميع لأقوال عباده العليم بكل شيء فلم عدلتم عنه إلى عبادة جماد لا
يسمع ولا يبصر ولا يعلم شيئا ولا يملك ضرا ولا نفعا لغيره ولا لنفسه ثم قال « قل يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق » أي لا تجاوزرا
الحد في اتباع الحق ولا تطروا من أمرتهم بتعظيمه فتبالغوا فيه حتى تخرجوه عن حيز
النبوة إلى مقام الإلهية كما صنعتم في المسيح وهو نبي من الأنبياء فجعلتموه إلها من
دون الله وما ذاك إلا لاقتدائكم بشيوخكم شيوخ الضلال الذين هم سلفكم ممن ضل قديما
« وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل » أي وخرجوا عن طريق
الاستقامة والإعتدال إلى طريق الغواية والضلال وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا
أحمد بن عبد الرحمن حدثنا عبد الله بن أبي جعفر عن أبيه عن الربيع بن أنس قال وقد
كان قائم قام عليهم فأخذ بالكتاب والسنة زمانا فأتاه الشيطان فقال إنما تركب أثرا
أو أمرا قد عمل قبلك فلا تحمد عليه ولكن إبتدع أمرا من قبل نفسك وادع إليه وأجبر
الناس عليه ففعل ثم أذكر بعد فعله زمانا فأراد أن يتوب منه فخلع سلطانه وملكه وأراد
أن يتعبد فلبث في عبادته أياما فأتى فقيل له لو أنك تبت من خطيئة عملتها فيما بينك
وبين ربك عسى أن يتاب عليك ولكن ضل فلان وفلان وفلان في سبيلك حتى فارقوا الدنيا
وهم على الضلالة فكيف لك بهداهم فلا توبة لك أبدا ففيه سمعنا وفي أشباهه هذه الآية
« يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواء قوم
قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل »


تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة المائده - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة المائده   تفسير سورة المائده - صفحة 2 Emptyالثلاثاء مايو 15, 2012 7:15 am

78-لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ
وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ



. انظر تفسير الآية 81










79-كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ
يَفْعَلُونَ



. انظر تفسير الآية 81







80-تَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا
قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ
خَالِدُونَ



. انظر تفسير الآية 81








81-وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِالله والنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا
اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاء وَلَـكِنَّ كَثِيراً مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ



يخبر تعالى أنه لعن الكافرين من بني إسرائيل من دهر طويل فيما أنزله على داود
نبيه عليه السلام وعلى لسان عيسى ابم مريم بسبب عصيانهم لله واعتدائهم على خلقه قال
العوفي عن ابن عباس لعنوا في التوراة والإنجيل وفي الزبور وفي الفرقان ثم بين حالهم
فيما كانوا يعتمدونه في زمانهم فقال تعالى « كانوا لا يتناهون عن
منكر فعلوه لبئس ماكانوا يفعلون » أي كان لا ينهى أحد منهم أحدا عن ارتكاب
المآثم والمحارم ثم ذمهم على ذلك ليحذروا أن يركب مثل الذي ارتكبوه فقال لبئس
ماكانوا يفعلون وقال الإمام أحمد « 1/391 » رحمه الله حدثنا
يزيد حدثنا شريك بن عبد الله عن علي بن بذيمة عن أبي عبيدة عن عبد الله قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لما وقعت بنو إسرائيل في المعاصي نهتهم علماؤهم فلم
ينتهوا فجالسوهم في مجالسهم قال يزيد وأحسبه قال في أسواقهم وواكلوهم وشاربوهم فضرب
الله قلوب بعضهم ببعض ولعنهمعلى لسان داود وعيسى ابن مريم « ذلك
بما عصوا وكانوا يعتدون » وكان لرسول الله صلى الله عليه وسلم متكئا فجلس
فقال لا والذي نفسي بيده حتى تأطروهم على الحق أطرا وقال أبو داود « 4336 » حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي حدثنا يونس بن راشد عن
علي بن بذيمة عن أبي عبيدة عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم إن أول مادخل النقص على بني إسرائيل كان الرجل يلقى الرجل فيقول ياهذا اتق
الله ودع ما تصنع فإنه لا يحل لك ثم يلقاه من الغد فلا يمنعه ذلك أم يكون أكيله
وشريبه وقعيده فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعض ثم قال «
لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم » إلى قوله
« فاسقون » ثم قال كلا والله لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن
المنكر ولتأخذن على يد الظالم ولتأطرنه على الحق أطرا أو تقصرنه على الحق قصرا وكذا
رواه الترمذي « 3047 » وابن ماجة « 4006 »
من طريق علي بن بذيمة به وقال الترمذي حسن غريب ثم رواه هو « 3048 » وابن ماجة « 4006 » عن بندار عن
ابن مهدي عن سفيان عن علي بن بذيمة عن أبي عبيدة مرسلا وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبو
سعيد الأشج وهارون بن إسحاق الهمداني قالا حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن
العلاء بن المسيب عن عبد الله بن عمرو بن مرة عن سالم الأفطس عن أبي عبيدة عن عبد
الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الرجل من بني إسرائيل كان
إذا رأى أخاه على الذنب نهاه عنه تعذيرا فإذا كان من الغد لم يمنعه مارأى منه أن
يكون أكيله وخليطه وشريكه وفي حديث هارون وشريبه ثم اتفقا في المتن فلما رأى الله
ذلك منهم ضرب قلوب بعضهم ببعض ولعنهم على لسان نبيهم داود وعيسى بن مريم ذلك بما
عصوا وكانوا يعتدون ثم قال رسول الله صلى الله عليعه وسلم والذي نفسي بيده لتأمرن
بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يد المسئ ولتأطرنه على الحق أطرا أو ليضربن
الله قلوب بعضكم على بعض أو ليلعنكم كما لعنهم والسياق لأبي سعيد كذا قال في رواية
هذا الحديث وقد رواه أبو داود أيضا « 4337 » عن خلف بن هشام
عن أبي شهاب الحناط عن العلاء بن المسيب عن عمرو بن مرة عن سالم وهو أبن عجلان
الأفطس عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم
بنحوه ثم قال أبو داود كذا رواه خالد عن العلاء عن عمرو بن مرة به ورواه المحاربي
عن العلاء بن المسيب عن عن عبد الله بن عمرو بن مرة عن سالم الأفطس عن أبي عبيدة عن
عبد الله قال شيخنا الحافظ أبو الحجاج المزي « تحفة 9614 »
وقد رواه خالد بن عبد الله الواسطي عن العلاء بن المسيب عن عمرو بن مرة عن
أبي عبيدة عن أبي موسى والأحاديث في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كثيرة جدا
ولنذكر منها ما يناسب هذا المقام قد تقدم حديث جابر عند قوله «
لولا ينهاهم الربانيون والأحبار » وسيأتي عند قوله « يا
أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم » حديث أبي بكر
الصديق وأبي ثعلبة الخشني فقال الإمام أحمد « 5/388 » حدثنا
سليمان الهاشمي أنبأنا إسماعيل بن جعفر أخبرني عمرو بن أبي عمرو عن عبد الله بن عبد
الرحمن الأشهلي عن حذيفة بن اليمان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال والذي نفسي
بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا من
عنده ثم لتدعنه فلا يستجيب لكم ورواه الترمذي « 2169 » عن
علي بن حجر عن إسماعيل بن جعفر به وقال هذا حديث حسن وقال أبو عبد الله محمد بن
يزيد بن ماجة « 4044 » حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا
معاوية بن هشام عن هشام بن سعد عن عمرو بن عثمان عن عاصم بن عمر بن عثمان عن عروة
عن عائشة قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول مروا بالمعروف وانهوا عن
المنكر قبل أن تدعوا فلا يستجاب لكم تفرد به وعاصم هذا مجهول وفي الصحيح من طريق
الأعمش عن إسماعيل بن رجاء عن أبيه عن أبي سعيد وعن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن
أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من رأى منكم منكرا فليغيره
بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان رواه مسلم « 49 » وقال الإمام أحمد « 4/192 » حدثنا
ابن نمير حدثنا سيف هو ابن أبي سليمان سمعت عدي بن عدي الكندي يحدث عن مجاهد قال
حدثني مولى لنا أنه سمع جدي يعني عدي بن عميرة رضي الله عنه يقول سمعت النبي صلى
الله عليه وسلم يقول إن الله لا يعذب العامة بعمل الخاصة حتى يروا المنكر بين
ظهرانيهم وهم قادرون على أن ينكروه فلا ينكرونه فإذا فعلوا ذلك عذب الله الخاصة
والعامة ثم رواه أحمد « 4/192 » عن أحمد بن الحجاج عن عبد
الله بن المبارك عن سيف بن أبي سليمانعن عدي بن عدي الكندي حدثني مولى لنا أنه سمع
جدي يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فذكره هكذا رواه الإمام أحمد من
هذين الوجهين قال أبو داود « 4345 » حدثنا محمد بن العلاء
حدثنا أبو بكر حدثنا مغيرة بن زياد المصلى عن عدي بن عدي عن العرس يعني ابن عميرة
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا عمت الخطيئة في الأرض كان من شهدها فكرهها
وقال مرة فأنكرها كان كمن غاب عنها ومن غاب عنها فرضيها كان كمن شهدها تفرد به أبو
داود ثم رواه « 4346 » عن أحمد بن يونس عن أبي شهاب عن
مغيرة بن زياد عن عدي بن عدي مرسلا وقال أبو داود « 4347 »
حدثنا سليمان بن حرب وحفص بن عمر قالا حدثنا شعبة وهذا لفظه عن عمرو بن مرة
عن أبي البختري قال أخبرني من سمع النبي صلى الله عليه وسلم وقال سليمان حدثني رجل
من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لن يهلك الناس
حتى يعذروا أو يعذروا من أنفسهم وقال ابن ماجة « 4007 »
حدثنا عمران بن موسى حدثنا حماد بن زيد حدثنا علي بن زيد بن جدعان عن أبي
نضرة عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم قام خطيبا فكان
فيما قال ألا لا يمنعن رجلا هيبة الناس أن يقول الحق إذا علمه قال فبكى أبو سعيد
وقال قدو الله رأينا أشياء فهبنا وفي حديث إسرائيل عن محمد بن حجادة عن عطية عن أبي
سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر
رواه أبو داود « 4344 » والترمذي « 2174 »
وابن ماجة « 4011 » وقال الترمذي حسن غريب من هذا
الوجه وقال ابن ماجة « 4012 » حدثنا راشد بن سعيد الرملي
حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا حماد بن سلمة عن أبي غالب عن أبي أمامة قال عرض لرسول
الله صلى الله عليه وسلم رجل عند الجمرة الأولى فقال يا رسول الله أي الجهاد أفضل
فسكت عنه فلما رمى العقبة الثانية سأله فسكت عنه فلما رمى جمرة العقبة ووضع رجله في
الغرز ليركب فقال أين السائل قال أنا يا رسول الله قال كلمة حق تقال عند ذي سلطان
جائر تفرد به وقال ابن ماجة « 4008 » حدثنا أبو كريب حدثنا
عبد الله بن نمير وأبو معاوية عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي البختري عن أبي سعيد
قال قال رسول الاله صلى الله عليه وسلم لا يحقر أحدكم نفسه قالوا يا رسول الله كيف
يحقر أحدنا نفسه قال يرى أمر الله فيه مقال ثم لا يقول فيه فيقول الله يوم القيامة
مامنعك أن تقول في كذا كذا وكذا فيقول خشية الناس فيقول فإياي كنت أحق أن تخشى تفرد
به وقالأيضا « 4017 » حدثنا علي بن محمد حدثنا محمد بن فضيل
حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن أبو طوالة حدثنا نهار العبدي أنه
سمع أبا سعيد الخدري يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله ليسأل
العبد يوم القيامة حتى يقول مامنعك إذا رأيت المنكر أن تنكره فإذا لقن الله عبدا
حجته قال يارب رجوتك وفرقت الناس تفرد به أيضا ابن ماجة وإسناده لابأس به وقال
الإمام أحمد « 5/405 » حدثنا عمرو بن عاصم عن حماد بن سلمة
عن علي بن زيد عن الحسن عن جندب عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا ينبغي
لمسلم أن يذل نفسه فقيل وكيف يذل نفسه قال يتعرض من البلاء مالايطيق وكذا رواه
الترمذي « 2254 » وابن ماجة « 4016 »
جميعا عن محمد بن يسار عن عمرو بن عاصم به وقال الترمذي هذا حديث حسن غريب
وقال ابن ماجة « 4015 » حدثنا العباس بن الوليد الدمشقي
حدثنا زيد بن يحيى عن عبيد الخزاعي حدثنا الهيثم بن حميد أبو معيد حفص بن غيلان
الرعيني عن مكحول عن أنس بن مالك قال قيل يا رسول الله متى يترك الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر قال إذا ظهر فيكم ماظهر في الأمم قبلكم قلنا يا رسول الله وما ظهر
في الأمم قبلنا قال الملك في صغاركم والفاحشة في كباركم والعلم في رذالكم قال زيد
تفسير معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم والعلم في رذالكم إذا كان العلم في الفساق
تفرد به ابن ماجة وسيأتي في حديث أبي ثعلبة عند قوله « لايضركم من
ضل إذا اهتديتم » شاهد لهذا إن شاء الله تعالى وبه الثقة وقوله تعالى « ترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا » قال مجاهد يعني بذلك
المنافقين وقوله « لبئس ما قدمت لهم أنفسهم » يعني بذلك
موالاتهم للكافرين وتركهم موالاة المؤمنين التي أعقبتهم نفاقا في قلوبهم وأسخطت
الله عليهم سخطا مستمرا إلى يوم معادهم ولهذا قال « أن سخط الله
عليهم » وفسر بذلك ماذمهم به ثم أخبر عنهم أنهم « في العذاب
خالدون » يعني يوم القيامة قال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا هشام بن عمار
حدثنا مسلم بن علي عن الأعمش بإسناده ذكره قال يامعشر المسلمين إياكم والزنا فإن
فيه ست خصال ثلاثا في الدنيا وثلاثا في الآخرة فأما التي في الدنيا فإنه يذهب
البهاء ويورث الفقر وينقص العمر وأما التي في الآخرة فإنه يوجب سخط الربوسوء الحساب
والخلود في النار ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم « لبئس ما
قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون » هكذا ذكره ابن
أبي حاتم وقد رواه ابن مردويه من طريق هشام بن عمار عن مسلم عن الأعمش عن شقيق عن
حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكره وساقه أيضا من طريق سعيد بن غفير عن مسلمة
عن أبي عبد الرحمن الكوفي عن الأعمش عن شقيق عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم
فذكر مثله وهذا حديث ضعيف على كل حال والله أعلم وقوله تعالى « ولو
كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه مااتخذوهم أولياء » أي لو آمنوا حق
الإيمان بالله والرسول والقرآن لما ارتكبوا ماارتكبوه من موالاة الكافرين في الباطن
ومعاداة المؤمنين بالله والنبي وما أنزل إليه « ولكن كثيرا منهم
فاسقون » أي خارجون عن طاعة الله ورسوله مخالفون لآيات وحيه وتنزيله



تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير







الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة المائده - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة المائده   تفسير سورة المائده - صفحة 2 Emptyالثلاثاء مايو 15, 2012 7:19 am

82-لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ
وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ
آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ
وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ



. انظر تفسير الآية 86







83-وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ
مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا
فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ



. انظر تفسير الآية 86








84-وَمَا لَنَا لاَ نُؤْمِنُ بِاللّهِ وَمَا جَاءنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ
أَن يُدْخِلَنَا رَبَّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ



. انظر تفسير الآية 86









85-فَأَثَابَهُمُ اللّهُ بِمَا قَالُواْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا
الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاء الْمُحْسِنِينَ



. انظر تفسير الآية 86









86-وَالَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ
الْجَحِيمِ



قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس نزلت هذه الآيات في النجاشي وأصحابه الذين حين
تلا عليهم جعفر بن أبي طالب بالحبشة القرآن بكوا حتى أخضلوا لحاهم وهذا القول فيه
نظر لآن هذه الآية مدنية وقصة جعفر مع النجاشي قبل الهجرة وقال سعيد بن جبير والسدي
وغيرهما نزلت في وفد بعثهم النجاشي إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليسمعوا كلامه
ويروا صفاته فلما رأوه وقرأ عليهم القرآن أسلموا وبكوا وخشعوا ثم رجعوا إلى النجاشي
فأخبروه وقال السدي فهاجر النجاشي فمات في الطريق وهذا من أفراد السدي فإن النجاشي
مات وهو ملك الحبشة وصلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم يوم مات وأخبر به أصحابه
وأخبر أنه مات بأرض الحبشة ثم اختلف في عدة هذا الوفد فقيل إثنا عشر سبعة قساوسة
وخمسة رهابين وقيل بلالعكس وقيل خمسون وقيل بضع وستون وقيل سبعون رجلا فالله أعلم
وقال عطاء بن أبي رباح هم قوم من أهل الحبشة أسلموا حين قدم عليهم مهاجرة الحبشة من
المسلمين وقال قتادة وهم قوم كانوا على دين عيسى ابن مريم فلما رأوا المسلمين
وسمعوا القرآن أسلموا ولم يتلعثموا واختار ابن جرير أن هذه الآيات نزلت في صفة
أقوام بهذه المثابة سواء كانوا من الحبشة أو غيرها فقوله تعالى «
لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا » وما ذاك إلا لأن
كفر اليهود كفر عناد وجحود ومباهته للحق وغمط للناس وتنقص بحملة العلم ولهذا قتلوا
كثيرا من الأنبياء حتى هموا بقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم غير مرة وسموه
وسحروه وألبوا عليه أشباههم من المشركين عليهم لعائن الله المتتابعة إلى يوم
القيامة قال الحافظ أبو بكر بن مردويه عند تفسير هذه الآية حدثنا أحمد بن محمد بن
السري حدثنا محمد بن علي بن حبيب الرقي حدثنا علي بن سعيد العلاف حدثنا أبو النضر
عن الأشجعي عن سفيان عن يحيى بن عبد الله عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم ماخلا يهودي بمسلم قط إلا هم بقتله ثم رواه عن محمد بن أحمد بن
إسحاق اليشكري حدثنا أحمد بن سهل بن أيوب الأهوازي حدثنا فرج بن عبيد حدثنا عباد بن
العوام عن يحيى بن عبيد الله عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم ماخلا يهودي بمسلم إلا حدث نفسه بقتله وهذاحديث غريب جدا وقوله تعالى « ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى » أي
الذين وعموا أنهم نصارى من اتباع المسيح وعلى منهاج إنجيله فيهم مودة للإسلام وأهله
في الجملة وما ذاك إلا لما في قلوبهم إذ كانوا على دين المسيح من الرقة والرأفة كما
قال تعالى « وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة ورهبانية »
وفي كتابهم من ضربك على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر وليس القتال مشروعا
في ملتهم ولهذا قال تعالى « ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا
يستكبرون » أي يوجد فيهم القسيسون وهم خطباؤهم وعلماؤهم واحدهم قسيس وقس
أيضا وقد يجمع على قسوس والرهبان جمع راهب وهو العابد مشتق من الرهبة وهي الخوف
كراكب وركبان وفارس وفرسان قال ابن جرير وقد يكون الرهبان واحدا وجمعه رهابين مثل
قربان وقرابين وجردان وجرادين وقد يجمع على رهبانية ومن الدليل على أنه يكون عند
العرب واحدا قول الشاعر-لو عاينت رهبان دير في القلل لا نحدر الرهبان يمشي
ونزل-وقال الحافظ أبو بكر البزار حدثنا بشر بن آدم حدثنا نصير بن أبي الأشعث حدثني
الصلت الدهان عن جاثمة بن رئاب قال سألت سلمان عن قول الله تعالى «
ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا » فقال دع القسيسين في البيع والخرب أقراني
رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك بأن منهم صديقين ورهبانا وكذا رواه ابن مردويه من
طريق يحيى بن عبد الحميد الحماني عن نصير بن زياد الطائي عن صلت الدهان عن حامية بن
رئاب عن سلمان به وقال ابن أبي حاتم ذكره أبي حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني
حدثنا نصير بن زياد الطائي حدثنا صلت الدهان عن حامية بن رئاب قال سمعت سلمان وسئل
عن قوله « ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا » فقال هم الرهبان
الذين في الصوامع والخرب فدعوهم فيها قال سلمان وقرأت على النبي صلى الله عليه وسلم
« ذلك بأن منهم قسيسين » فأقرأني ذلك بأن منهم صديقين
ورهبانا فقوله « ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون »
تضمن وصفهم بأن فيهم العلم والعبادة والتواضع ثم وصفهم بالإنقياد للحق
واتباعه والإنصاف فقال « وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم
تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق » أي مما عندهم من البشارة ببعثة محمد صلى
الله عليه وسلم يقولون « ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين »
أي مع من يشهد بصحة هذا ويؤمن به وقد روى النسائي « كبرى
11148 » عن عمرو بن علي الفلاس عن عمر بن علي بن مقدم عن هشام بن عروة عن
أبيه عن عبد الله بن الزبير قال نزلت هذه الآيةفي النجاشي وفي أصحابه « وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من
الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين » وروى ابن أبي حاتم وابن مردويه
والحاكم في مستدركه من طريق سماك عن عكرمة عن ابن عباس في قوله «
فاكتبنا مع الشاهدين » أي مع محمد صلى الله عليه وسلم وأمته هم الشاهدون
يشهدون لنبيهم صلى الله عليه وسلم أنه قد بلغ وللرسل أنهم قد بلغوا ثم قال الحاكم
صحيح الإسناد ولم يخرجاه وقال الطبراني « كبير 12/12455 »
حدثنا أبو شبيل عبيد الله بن عبد الرحمن بن واقد حدثنا أبي حدثنا العباس بن
الفضل عن عبد الجبار بن نافع الضبي عن قتادة وجعفر بن إياس عن سعيد بن جبير عن ابن
عباس في قول الله تعالى « وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى
أعينهم تفيض من الدمع » قال إنهم كانوا نواتين يعني ملاحين قدموا مع جعفر بن
أبي طالب من الحبشة فلما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم القرآن آمنوا
وفاضت أعينهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلكم إذا رجعتم إلى أرضكم انتقلتم
إلى دينكم فقالوا لن ننتقل عن ديننا فأنزل الله ذلك من قولهم « وما
لنا لا نؤمن بالله وما جاءنا من الحق ونطمع أن يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين »
وهذا الصنف من النصارى هم المذكورين في قوله تعالى « وإن من
أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل إليكم وما أنزل إليهم خاشعين لله »
الآية وهم الذين قال الله فيهم « الذين آتيناهم الكتاب من
قبله هم به يؤمنون وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به إنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله
مسلمين » إلى قوله « لانبتغي الجاهلين » ولهذا قال
تعالى ها هنا « فأثابهم الله بما قالوا جنات تجري من تحتها الأنهار
» أي فجازاهم على إيمانهم وتصديقهم واعترافهم بالحق « جنات
تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها » أي ماكثين فيها أبدا لا يحولون ولا
يزولون « وذلك جزاء المحسنين » أي في اتباعهم الحق
وانقيادهم له حيث كان وأين كان ومع من كان ثمأخبر عن حال الأشقياء فقال « والذين كفروا وكذبوا بآياتنا » أي جحدوا بها وخالفوها « أولئك أصحاب الجحيم » أي هم أهلها والداخلون فيها



تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير

86-وَالَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ
الْجَحِيمِ



قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس نزلت هذه الآيات في النجاشي وأصحابه الذين حين
تلا عليهم جعفر بن أبي طالب بالحبشة القرآن بكوا حتى أخضلوا لحاهم وهذا القول فيه
نظر لآن هذه الآية مدنية وقصة جعفر مع النجاشي قبل الهجرة وقال سعيد بن جبير والسدي
وغيرهما نزلت في وفد بعثهم النجاشي إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليسمعوا كلامه
ويروا صفاته فلما رأوه وقرأ عليهم القرآن أسلموا وبكوا وخشعوا ثم رجعوا إلى النجاشي
فأخبروه وقال السدي فهاجر النجاشي فمات في الطريق وهذا من أفراد السدي فإن النجاشي
مات وهو ملك الحبشة وصلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم يوم مات وأخبر به أصحابه
وأخبر أنه مات بأرض الحبشة ثم اختلف في عدة هذا الوفد فقيل إثنا عشر سبعة قساوسة
وخمسة رهابين وقيل بلالعكس وقيل خمسون وقيل بضع وستون وقيل سبعون رجلا فالله أعلم
وقال عطاء بن أبي رباح هم قوم من أهل الحبشة أسلموا حين قدم عليهم مهاجرة الحبشة من
المسلمين وقال قتادة وهم قوم كانوا على دين عيسى ابن مريم فلما رأوا المسلمين
وسمعوا القرآن أسلموا ولم يتلعثموا واختار ابن جرير أن هذه الآيات نزلت في صفة
أقوام بهذه المثابة سواء كانوا من الحبشة أو غيرها فقوله تعالى «
لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا » وما ذاك إلا لأن
كفر اليهود كفر عناد وجحود ومباهته للحق وغمط للناس وتنقص بحملة العلم ولهذا قتلوا
كثيرا من الأنبياء حتى هموا بقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم غير مرة وسموه
وسحروه وألبوا عليه أشباههم من المشركين عليهم لعائن الله المتتابعة إلى يوم
القيامة قال الحافظ أبو بكر بن مردويه عند تفسير هذه الآية حدثنا أحمد بن محمد بن
السري حدثنا محمد بن علي بن حبيب الرقي حدثنا علي بن سعيد العلاف حدثنا أبو النضر
عن الأشجعي عن سفيان عن يحيى بن عبد الله عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم ماخلا يهودي بمسلم قط إلا هم بقتله ثم رواه عن محمد بن أحمد بن
إسحاق اليشكري حدثنا أحمد بن سهل بن أيوب الأهوازي حدثنا فرج بن عبيد حدثنا عباد بن
العوام عن يحيى بن عبيد الله عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم ماخلا يهودي بمسلم إلا حدث نفسه بقتله وهذاحديث غريب جدا وقوله تعالى « ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى » أي
الذين وعموا أنهم نصارى من اتباع المسيح وعلى منهاج إنجيله فيهم مودة للإسلام وأهله
في الجملة وما ذاك إلا لما في قلوبهم إذ كانوا على دين المسيح من الرقة والرأفة كما
قال تعالى « وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة ورهبانية »
وفي كتابهم من ضربك على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر وليس القتال مشروعا
في ملتهم ولهذا قال تعالى « ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا
يستكبرون » أي يوجد فيهم القسيسون وهم خطباؤهم وعلماؤهم واحدهم قسيس وقس
أيضا وقد يجمع على قسوس والرهبان جمع راهب وهو العابد مشتق من الرهبة وهي الخوف
كراكب وركبان وفارس وفرسان قال ابن جرير وقد يكون الرهبان واحدا وجمعه رهابين مثل
قربان وقرابين وجردان وجرادين وقد يجمع على رهبانية ومن الدليل على أنه يكون عند
العرب واحدا قول الشاعر-لو عاينت رهبان دير في القلل لا نحدر الرهبان يمشي
ونزل-وقال الحافظ أبو بكر البزار حدثنا بشر بن آدم حدثنا نصير بن أبي الأشعث حدثني
الصلت الدهان عن جاثمة بن رئاب قال سألت سلمان عن قول الله تعالى «
ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا » فقال دع القسيسين في البيع والخرب أقراني
رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك بأن منهم صديقين ورهبانا وكذا رواه ابن مردويه من
طريق يحيى بن عبد الحميد الحماني عن نصير بن زياد الطائي عن صلت الدهان عن حامية بن
رئاب عن سلمان به وقال ابن أبي حاتم ذكره أبي حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني
حدثنا نصير بن زياد الطائي حدثنا صلت الدهان عن حامية بن رئاب قال سمعت سلمان وسئل
عن قوله « ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا » فقال هم الرهبان
الذين في الصوامع والخرب فدعوهم فيها قال سلمان وقرأت على النبي صلى الله عليه وسلم
« ذلك بأن منهم قسيسين » فأقرأني ذلك بأن منهم صديقين
ورهبانا فقوله « ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون »
تضمن وصفهم بأن فيهم العلم والعبادة والتواضع ثم وصفهم بالإنقياد للحق
واتباعه والإنصاف فقال « وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم
تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق » أي مما عندهم من البشارة ببعثة محمد صلى
الله عليه وسلم يقولون « ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين »
أي مع من يشهد بصحة هذا ويؤمن به وقد روى النسائي « كبرى
11148 » عن عمرو بن علي الفلاس عن عمر بن علي بن مقدم عن هشام بن عروة عن
أبيه عن عبد الله بن الزبير قال نزلت هذه الآيةفي النجاشي وفي أصحابه « وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من
الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين » وروى ابن أبي حاتم وابن مردويه
والحاكم في مستدركه من طريق سماك عن عكرمة عن ابن عباس في قوله «
فاكتبنا مع الشاهدين » أي مع محمد صلى الله عليه وسلم وأمته هم الشاهدون
يشهدون لنبيهم صلى الله عليه وسلم أنه قد بلغ وللرسل أنهم قد بلغوا ثم قال الحاكم
صحيح الإسناد ولم يخرجاه وقال الطبراني « كبير 12/12455 »
حدثنا أبو شبيل عبيد الله بن عبد الرحمن بن واقد حدثنا أبي حدثنا العباس بن
الفضل عن عبد الجبار بن نافع الضبي عن قتادة وجعفر بن إياس عن سعيد بن جبير عن ابن
عباس في قول الله تعالى « وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى
أعينهم تفيض من الدمع » قال إنهم كانوا نواتين يعني ملاحين قدموا مع جعفر بن
أبي طالب من الحبشة فلما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم القرآن آمنوا
وفاضت أعينهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلكم إذا رجعتم إلى أرضكم انتقلتم
إلى دينكم فقالوا لن ننتقل عن ديننا فأنزل الله ذلك من قولهم « وما
لنا لا نؤمن بالله وما جاءنا من الحق ونطمع أن يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين »
وهذا الصنف من النصارى هم المذكورين في قوله تعالى « وإن من
أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل إليكم وما أنزل إليهم خاشعين لله »
الآية وهم الذين قال الله فيهم « الذين آتيناهم الكتاب من
قبله هم به يؤمنون وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به إنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله
مسلمين » إلى قوله « لانبتغي الجاهلين » ولهذا قال
تعالى ها هنا « فأثابهم الله بما قالوا جنات تجري من تحتها الأنهار
» أي فجازاهم على إيمانهم وتصديقهم واعترافهم بالحق « جنات
تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها » أي ماكثين فيها أبدا لا يحولون ولا
يزولون « وذلك جزاء المحسنين » أي في اتباعهم الحق
وانقيادهم له حيث كان وأين كان ومع من كان ثمأخبر عن حال الأشقياء فقال « والذين كفروا وكذبوا بآياتنا » أي جحدوا بها وخالفوها « أولئك أصحاب الجحيم » أي هم أهلها والداخلون فيها



تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير






الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة المائده - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة المائده   تفسير سورة المائده - صفحة 2 Emptyالأربعاء مايو 16, 2012 12:07 am

87-يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحَرِّمُواْ طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ
اللّهُ لَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ



. انظر تفسير الآية 88










88-وَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ حَلاَلاً طَيِّباً وَاتَّقُواْ اللّهَ
الَّذِيَ أَنتُم بِهِ مُؤْمِنُونَ



قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس نزلت هذه الآية في رهط من أصحاب النبي صلى الله
عليه وآله وسلم قالوا نقطع مذاكيرنا ونترك شهوات الدنيا ونسيح في الأرض كما يفعل
الرهبان فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فأرسل إليهم فذكر لهم ذلك فقالوا نعم
فقال النبي صلى الله عليه وسلم لكني أصوم وأفطر وأصلي وأنام وأنكح النساء فمن أخذ
بسنتي فهو مني ومن لم يأخذ بسنتي فليس مني رواه ابن أبي حاتم وروى ابن مردويه من
طريق العوفي عن ابن عباس نحو ذلك وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن ناسا من
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم سألوا أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عن عمله
في السر فقال بعضهم لا آكل اللحم وقال بعضهم لا أتزوج النساء وقال بعضهم لا أنام
على فراش فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال مابال أقوام يقول أحدهم كذا وكذا
لكني أصوم وأفطر وأنام وأقوم وآكل اللحم وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني
وقال ابن أبي حاتم حدثنا أحمد بن عصام الأنصاري حدثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد عن
عثمان يعني ابن سعد أخبرني عكرمة عن ابن عباس أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه فقال
يا رسول الله إني إذا أكلت من هذا اللحم انتشرت إلى النساء وإني حرمت علي هذا اللحم
فنزلت « يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم »
وكذا رواه الترمذي « 3054 » وابن جرير جميعا عن عمرو
بن علي الفلاس عن أبي عاصم النبيل به وقال حسن غريب وقد روي من وجه آخر مرسلا وروي
موقوفا على ابن عباس فالله أعلم وقال سفيان الثوري ووكيع عن إسماعيل بن أبي خالد عن
قيس بن أبي حازم عن عبد الله بن مسعود قال كنا نغزو مع النبي صلى الله عليه وسلم
وليس معنا نساء فقلنا ألا نستخصي فنهانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن ذلك
ورخص لنا أن ننكح المرأة بالثوب إلى أجل ثم قرأ عبد الله « يا أيها
الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم » الآية أخرجاه « خ 4615 م 1404 » من حديث إسماعيل وهذا كان قبل تحريم نكاح
المتعة والله أعلم وقال الأعمش عن إبراهيم عن همام بن الحارث عن عمرو بن شرحبيل قال
جاء معقل بن مقرن إلى عبد الله بن مسعود فقال إني حرمت فراشي فتلا هذه الآية « يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم » الآية
وقال الثوري عن منصور عن أبي الضحى عنمسروق قال كنا عند عبد الله بن مسعود فجيء
بضرع فتنحى رجل فقال له عبد الملك أدن فقال إني حرمت أن آكله فقال عبد الله أدن
فاطعم وكفر عن يمينك وتلا هذه الآية « يا أيها الذين آمنوا لا
تحرموا طيبات ما أحل الله لكم » الآية رواهن ابن أبي حاتم وروى الحاكم هذا
الأثر الأخير في مستدركه « 2/313 » من طريق إسحاق بن راهويه
عن جرير عن منصور به ثم قال على شرط الشيخين ولم يخرجاه ثم قال ابن أبي حاتم حدثنا
يونس بن عبد الأعلى حدثنا ابن وهب أخبرني هشام بن سعد أن زيد بن أسلم حدثه أن عبد
الله بن رواحة أضافه ضيف من أهله وهو عند النبي صلى الله عليه وسلم ثم رجع إلى أهله
فوجدهم لم يطعموا ضيفهم انتظارا له فقال لامرأته حبست ضيفي من أجلي هو علي حرام
فقالت امرأته هو علي حرام وقال الضيف هو علي حرام فلما رأى ذلك وضع يده وقال كلوا
بسم الله ثم ذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر الذي كان منهم ثم أنزل الله
« يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم »
وهذا أثر منقطع وفي صحيح البخاري « 6141 » في قصة
الصديق مع أضيافه شبيه بهذا وفيه وفي هذه القصة دلالة لمن ذهب من العلماء كالشافعي
وغيره إلى أن من حرم مأكلا أو ملبسا أو شيئا ماعدا النساء أنه لا يحرم عليه ولا
كفارة عليه أيضا ولقوله تعالى « يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا
طيبات ما أحل الله لكم » ولأن الذي حرم اللحم على نفسه كما في الحديث
المتقدم لم يأمره النبي صلى الله عليه وسلم بكفارة وذهب آخرون منهم الإمام أحمد بن
حنبل إلى أن من حرم مأكلا أو مشربا أو ملبساأو شيئا من الأشياء فإنه يجب عليه بذلك
كفارة يمين كما إذا التزم تركه باليمين فكذلك يؤاخذ بمجرد تحريمه على نفسه إلزاما
له بما التزمه كما أفتى بذلك ابن عباس وكما في قوله تعالى « يا
أيها النبي لم تحرم ما أحل الله الله لك تبتغي مرضات أزواجك والله غفور رحيم »
ثم قال « قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم » الآية
وكذلك هاهنا لما ذكر هذا الحكم عقبه بالآية المبينة لتكفير اليمين فدل على أن هذا
منزل منزلة اليمين في اقتضاء التكفير والله أعلم وقال ابن جرير حدثنا القاسم حدثنا
الحسين حدثنا حجاج عن ابن جريح عن مجاهد قال أراد رجال منهم عثمان بن مظعون وعبد
الله بن عمرو أن يتبتلوا ويخصوا أنفسهم ويلبسوا المسوح فنزلت هذه الآية إلى قوله
« واتقوا الله الذي أنتم به مؤمنون » قال ابن جريج عن عكرمة
أن عثمان بن مظعون وعلي بن أبي طالب وابن مسعود والمقداد بن الأسود وسالما مولى أبي
حذيفة في أصحابه تبتلوا فجلسوا في البيوت واعتزلوا النساء ولبسوا المسموح وحرموا
طيبات الطعام واللباس إلا ما يأكل ويلبس أهل السياحة من بني إسرائيل وهموا بالاخصاء
وأجمعوا لقيام الليل وصيام النهار فنزلت هذه الآية « يا أيها الذين
آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولاتعتدوا إن الله لا يحب المعتدين »
يقول لا تسيروا بغير سنة المسلمين يريد ماحرموا من النساء والطعام واللباس
وما أجمعوا له من قيام الليل وصيام النهار وما هموا به من الإخصاء فلما نزلت فيهم
بعث اليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن لأنفسكم حقا وإن لأعينكم حقا صوموا
وأفطروا وصلوا وناموا فليس منا من ترك سنتنا فقالوا اللهم سلمنا وأتبعنا ما أنزلت
وقد ذكر هذه القصة غير واحد من التابعين مرسلة ولها شاهد في الصحيحين من رواية
عائشة أم المؤمنين كما تقدم ذلك ولله الحمد والمنة وقال أسباط عن السدي في قوله
« يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل لكم ولا تعتدوا إن
الله لا يحب المعتدين » وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس يوما فذكر
الناس ثم قال ولم يزدهم على التخويف فقال ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
كانوا عشرة منهم علي بن أبي طالب وعثمان بن مظعون ما خفنا إن لم نحدث عملا فإن
النصارى قد حرموا على أنفسهم فنحن نحرم فحرم بعضهم أن يأكل اللحم والودك وأن يأكل
بالنهار وحرم بعضهم النور وحرم بعضهم النساء فكان عثمان بن مظعون ممن حرم النساء
فكان لا يدنو من أهله ولا يدنون منه فأتت امرأته عائشة رضي الله عنها وكان يقال لها
الحولاء فقالت لها عائشة ومن عندها من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم مابالك
ياحولاء متغيرة اللون لا تمتشطين ولا تتطيبين فقالت وكيف أمتشط وأتطيب وما وقع علي
زوجي وما رفع عني ثوبا منذ كذا وكذا قال فجعلن يضحكن من كلامها فدخل رسول الله صلى
الله عليه وسلم وهن يضحكن فقال ما يضحككن قالت يا رسول الله إن الحولاء سألتها عن
أمرها فقالت مارفع عني زوجي ثوبا منذ كذا وكذا فأرسل إليه فدعاه فقال مالك ياعثمان
قال إني تركته لله لكي أتخلى للعبادة وقص عليه أمره وكان عثمان قد أراد أن يجب نفسه
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أقسمت عليك إلا رجعت فواقعت أهلك فقال يا رسول
الله إني صائم فقال أفطر قال فأفطر وأتى أهله فرجعت الحولاء إلى عائشة وقد امتشطت
واكتحلت وتطيبت فضحكت عائشة وقالت مالك ياحولاء فقالت إنه أتاها أمس وقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم مابال أقوام حرموا النساء والطعام والنوم ألا إني أنام وأقوم
وأفطر وأصوم وأنكح النساء فمن رغب عني فليس مني فنزلت « يا أيها
الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل لكم ولا تعتدوا » يقول لعثمان لا تجب
نفسك فإن هذا هو الإعتداء وأمرهم أن يكفروا عن أيمانهم فقال «
لايؤخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان » رواه ابن
جرير وقوله تعالى « ولا تعتدوا » يحتمل أن يكون المراد منه
ولا تبالغوا في التضييق على أنفسكم بتحريم المباحات عليكم كما قاله من قاله من
السلف ويحتمل أن يكون المراد كما لا تحرموا الحلال فلا تعتدوا في تناول الحلال بل
خذوا منه بقدر كفايتكم وحاجتكم ولاتجاوزوا الحد فيه كما قال تعالى « وكلوا واشربوا ولا تسرفوا » الآية وقال «
والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما » فشرع الله عدل
بين الغالي فيه والجافي عنه لا إفراط ولا تفريط ولهذا قال «
لاتحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين » ثم
قال « وكلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا » أي في حال كونه
حلالا طيبا « واتقوا الله » أي في جميع أموركم واتبعوا
طاعته ورضوانه واتركوا مخالفته وعصيانه « واتقوا الله الذي أنتم به
مؤمنون »


تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن
كثير

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة المائده - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة المائده   تفسير سورة المائده - صفحة 2 Emptyالأربعاء مايو 16, 2012 12:09 am

89-لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَـكِن
يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ
مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ
تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ
كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُواْ أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ
يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ



وقد تقدم الكلام عن اللغو في اليمين في سورة البقرة بما أغنى عن إعادته ها هنا
ولله الحمد والمنة وإنه قول الرجل في الكلام من غير قصد لا والله بلى والله وهذا
مذهب الشافعي « 7/57 » وقيل هو في الهزل وقيل في المعصية
وقيل على غلبة الظن وهو قول أبي حنيفة وأحمد وقيل اليمين في الغضب وقيل في النسيان
وقيل هو الحلف على ترك المأكل والمشرب والملبس ونحو ذلك واستدلوا بقوله « لاتحرموا طيبات ما أحل الله لكم » والصحيح أنه اليمين من غير
قصد بدليل قوله « ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان » أي بما
صممتم عليه منها وقصدتموها « فكفارته إطعام عشرة مساكين »
يعني محاويج من الفقراء ومن لا يجد ما يكفيه وقوله « من
أوسط ما تطعمون أهليكم » قال ابن عباس وسعيد بن جبير وعكرمة أي من أعدل ما
تطعمون أهليكم وقال عطاء الخراساني من أمثل ما تطعمون أهليكم قال ابن أبي حاتم
حدثنا أبو سعد الأشج حدثنا أبو خالد الأحمر عن حجاج عن أبي إسحاق السبيعي عن الحارث
عن علي قال خبز ولبن وخبز وسمن وقال ابن أبي حاتم أنبأنا يونس بن عبد الأعلى قراءة
حدثنا سفيان بن عيينة عن سليمان يعني ابن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس
قال كان الرجل يقوت بعض أهله قوت دون وبعضهم قوتا فيه سعة فقال الله تعالى « من أوسط ما تطعمون أهليكم » من الخبز والزيت وحدثنا أبو سعيد
الأشج حدثنا وكيع حدثنا إسرائيل عن جابر عن عامر عن ابن عباس « من
أوسط ما تطعمون أهليكم » قال من عسرهم ويسرهم وحدثنا عبد الرحمن بن خلف
الحمصي حدثنا محمد بن شعيب يعني ابن شابور حدثنا شيبان بن عبد الرحمن التميمي عن
ليث عن أبي سليم عن عاصم الأحول عن رجل يقال له عبد الرحمن التميمي عن ابن عمر رضي
الله عنه أنه قال « من أوسط ما تطعمون أهليكم » قال الخبز
واللحم والخبز والسمن والخبز واللبن والخبز والزيت والخبز والخل وحدثنا علي بن حرب
الموصلي حدثنا أبو معاوية عن عاصم عن ابن سيرين عن ابن عمر في قوله « من أوسط ما تطعمون أهليكم » قال الخبز والسمن والخبز واللبن
والخبز والزيت والخبز والتمر من أفضل ما تطعمون أهليكم الخبز واللحم ورواه ابن جرير
عن هناد وابن وكيع كلاهما عن أبي معاوية ثم روى ابن جرير عن عبيدة الأسود وشريح
القاضي ومحمد بن سيرين والحسن الضحاك وأبي رزين أنهم قالوا نحو ذلك وحكاه ابن أبي
حاتم عن مكحول أيضا واختار ابن جرير أن المراد بقوله « من أوسط ما
تطعمون أهليكم » أي في القلة والكثرة-كفارة اليمين-ثم اختلف العلماء في
مقدار ما يطعمهم فقال ابن أبي حاتم حدثنا أبو سعيد حدثنا أبو خالد الأحمر عن حجاج
عن حصين الحارثي عن الحارث عن علي رضي الله عنه في قوله « من أوسط
ما تطعمون أهليكم » قال يغديهم ويعشيهم وقال الحسن ومحمد بن سيرين يكفيه أن
يطعم عشرة مساكين أكلة واحدة خبزا ولحما زاد الحسن فإن لم يجد فخبزا وسمنا ولبنا
فإن لم يجد فخبزا وزيتا وخلا حتى يشبعوا وقال آخرون يطعم كل واحد من العشرة نصف صاع
من بر أو تمر ونحوهما فهذا قول عمر وعلي وعائشة ومجاهد والشعبي وسعيد بن جبير
وإبراهيم النخعي وميمون بن مهران وأبي مالك والضحاك والحكم ومكحول وأبي قلابة
ومقاتل بن حيان وقال أبو حنيفة نصف صاع بر وصاع مما عداه وقد قال أبو بكر بن مردويه
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن الثقفي حدثنا عبيد بن الحسن بن يوسف حدثنا محمد بن
معاوية حدثنا زياد بن عبد الله بن الطفيل بن سخبرة ابن أخي عائشة لأمه حدثنا عمر بن
يعلى عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال كفر رسول الله صلى الله
عليه وسلم بصاع من تمر وأمر الناس به ومن لم يجد فنصف صاع من بر ورواه ابن ماجة
« 2112 » عن العباس بن يزيد عن زياد بن عبد الله البكائي عن
عمر بن عبد الله بن يعلى الثقفي عن المنهال بن عمرو به لا يصح هذا الحديث لحال عمر
بن عبد الله هذا فإنه مجمع على ضعفه وذكروا أنه كان يشرب الخمر وقال الدارقطني
متروك وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبو سعيد الأشج حدثنا ابن إدريس عن داود يعني ابن
أبي هند عنعكرمة عن ابن عباس أنه قال مدا من بر يعني لكل مسكين ومعه إدامه ثم قال
وروي عن ابن عمر وزيد بن ثابت وسعيد بن المسيب ومجاهد وعطاء وعكرمة وابي الشعثاء
والقاسم وسالم وأبي سلمة بن عبد الرحمن وسليمان بن يسار والحسن ومحمد بن سيرين
والزهري نحو ذلك وقال الشافعي « 7/85 » الواجب في كفارة
اليمين مد بمد النبي رسول الله صلى الله عليه وسلم لكل مسكين ولم يتعرض للأدم واحتج
بأمر النبي صلى الله عليه وسلم للذي جامع في رمضان بأن يطعم ستين مسكينا من مكتل
يسع خمسة عشر صاعا لكل واحد منهم مد وقد ورد حديث آخر صريح في ذلك فقال أبو بكر بن
مردويه حدثنا أحمد بن علي بن الحسن المقرئ حدثنا محمد بن إسحاق السراج حدثنا قتيبة
بن سعيد حدثنا النضر بن زرارة الكوفي عن عبد الله بن عمر العمري عن نافع عن ابن عمر
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقيم كفارة اليمين مدا من حنطة بالمد الأول
إسناده ضعيف لحال النضر بن زرارة بن عبد الأكرم الذهلي الكوفي نزيل بلخ قال فيه أبو
حاتم الرازي هو مجهول مع أنه قد روى عنه غير واحد وذكره ابن حبان في الثقات وقال
روي عنه قتيبة بن سعيد أشياء مستقيمة فالله أعلم ثم إن شيخه العمري ضعيف أيضا وقال
أحمد بن حنبل الواجب مد من بر أو مدان من غيره والله أعلم-وقوله تعالى « أو كسوتهم » قال الشافعي رحمه الله « 7/59 »
لو دفع إلى كل واحد من العشرة ما يصدق عليه اسم الكسوة من قميص أو سراويل أو
إزار أو عمامة أو مقنعة أجزأه ذلك واختلف أصحابه في القلنسوة هل تجزئ أم لا على
وجهين فمنهم من ذهب إلى الجواز احتجاجا بما رواه ابن أبي حاتم حدثنا أبو سعيد الأشج
وعمار بن خالد الواسطي قالا حدثنا القاسم بن مالك عن محمد بن الزبير عن أبيه قال
سألت عمران بن الحصين عن قوله « أو كسوتهم » قال لو أن وفدا
قدموا على أميركم فكساهم قلنسوة قلنسوة قلتم قد كسوا ولكن هذا إسناد ضعيف لحال محمد
بن الزبير هذا والله أعلم وهكذا حكى الشيخ أبو حامد الإسفرايني في الخف وجهين أيضا
والصحيح عدم الاجزاء وقال مالك وأحمد بن حنبل لابد أن يدفع إلى كل واحد منهم من
الكسوة ما يصح أن يصلي فيه إن كان رجلا أو امرأة كل بحسبه والله أعلم وقال العوفي
عن ابن عباس عباءة لكل مسكين أو شملة وقال مجاهد أدناه ثوب وأعلاه ما شئت وقال ليث
عن مجاهد يجزئ كفارة اليمين كل شيء إلا التبان وقال الحسن وأبو جعفر الباقر وعطاء
وطاوس وإبراهيم النخعي وحماد بن أبي سليمان وأبو مالك ثوب ثوب وعن إبراهيم النخعي
أيضا ثوب جامع كالملحفة والرداء ولا يرى الدرع والقميص والخمار ونحوه جامعا وقال
الأنصاري عن أشعث عن ابن سيرين والحسن ثوبان وقال الثوري عن داود بن أبي هند عن
سعيد بن المسيب عمامة يلف بها رأسه وعباءة يلتحف بها وقال ابن جرير حدثنا هناد
حدثنا ابن المبارك عن عاصم الأحول عن ابن سيرين عن أبي موسى أنه حلف على يمين فكسا
ثوبين من معقدة البحرين وقال ابن مردويه حدثنا سليمان بن أحمد حدثنا أحمد بن المعلى
حدثنا هشام بن عمار حدثنا إسماعيل بن عياش عن مقاتل بن سليمان عن أبي عثمان عن أبي
عياض عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله « أو
كسوتهم » قال عباءة لكل مسكين حديث غريب وقوله « أو تحرير
رقبة » أخذ أبو حنيفة بإطلاقها فقال تجزئ الكافرة كما تجزئ المؤمنة وقال
الشافعي وآخرون لابد أن تكون مؤمنة وأخذ تقييدها بالإيمان من كفارة القتل لا تحاط
الموجب وإن اختلف السبب ومن حديث معاوية بن الحكم السلمي الذي هو في موطأ مالك
« 2/776 » ومسند الشافعي وصحيح مسلم « 537
» أنه ذكر أن عليه عتق رقبة وجاء معه بجارية سوداء فقال لها رسول الله صلى
الله عليه وسلم أين الله قالت في السماء قال من أنا قالت رسول الله قال أعتقها
فإنها مؤمنة الحديث بطوله فهذه خصال ثلاث في كفارة اليمين أيها فعل الحانث أجزأ عنه
بالإجماع وقد بدأ بالأسهل فالأسهل فالإطعام أسهل وأيسر من الكسوة كما أن الكسوة
أيسر من العتق فترقى فيها من الأدنى إلى الأعلى فإن لم يقدر المكلف على واحدة من
هذه الخصال الثلاث كفر بصيام ثلاثة أيام كما قال تعالى « فمن لم
يجد فصيام ثلاثة أيام » وروي ابن جرير عن سعيد بن جبير والحسن البصري أنهما
قالا من وجد ثلاثة دراهم لزمه الإطعام وإلا صام وقال ابن جرير حاكيا عن بعض متأخري
متفقهة زمانه أنه جائز لمن يكن له فضل عن رأس مال يتصرف فيه لمعاشه ومن الفضل عن
ذلك ما يكفربه عن يمينه ثم اختار ابن جرير أنه الذي لا يفضل عن قوته وقوت عياله في
يومه ذلك ما يخرج به كفارة اليمين واختلف العلماء هل يجب فيها التتابع أو يستحب ولا
يجب وجزئ التفريق قولان أحدهما لا يجب وهذا منصوص الشافعي « 7/60 »
في كتاب الإيمان وهو قول مالك لإطلاق قوله « فصيام ثلاثة
أيام » وهو صادق على المجموعة والمعرفة كما في قضاء رمضان لقوله « فعدة من أيام أخر » ونص الشافعي في موضع آخر في الأم على وجوب
التتابع كما هو قول الحنفية والحنابلة لأنه قد روي عن أبي بن كعب وغيره أنهم كانوا
يقرؤنها « فصيام ثلاثة أيام متتابعات » قال أبو جعفر الرازي
عن الربيع عن أبي العالية عن أبي بن كعب أنه كان يقرؤها « فصيام
ثلاثة أيام متتابعات » وحكاها مجاهد والشعبي وأبو إسحاق عن عبد الله بن
مسعود وقال إبراهيم في قراءة أصحاب عبد الله بن مسعود « فصيام
ثلاثة أيام متتابعات » وقال الأعمش كان أصحاب ابن مسعود يقرؤنها كذلك وهذه
إذا لم يثبت كونها قرآنا متواترا فلا أقل أن يكون خبر واحد أو تفسير من الصحابة وهو
في حكم المرفوع وقال أبو بكر بن مردويه حدثنا محمد بن علي حدثنا محمد بن جعفر
الأشعري حدثنا الهيثم بن خالد القرشي حدثنا يزيد بن قيس عن إسماعيل بن يحيى عن ابن
عباس قال لما نزلت آية الكفارات قال حذيفة يا رسول الله نحن بالخيار قال أنت
بالخيار إن شئت أعتقت وإن شئت كسوت وإن شئت أطعمت فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام
متتابعات وهذا حديث غريب جدا وقوله « ذلك كفارة أيمانكم إذا حلفتم
» أي هذه كفارة اليمين الشرعية « واحفظوا أيمانكم »
قال ابن جرير معناه لا تتركوها بغير تكفير « كذلك يبين الله
آياته » أي يوضحها ويفسرها « لعلكم تشكرون »



تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة المائده - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة المائده   تفسير سورة المائده - صفحة 2 Emptyالأربعاء مايو 16, 2012 12:12 am

90-يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ
وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ
لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ



. انظر تفسير الآية 93








91-إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ
وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ
الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ



. انظر تفسير الآية 93










92-وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَاحْذَرُواْ فَإِن
تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاَغُ الْمُبِينُ



. انظر تفسير الآية 93








93-لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا
طَعِمُواْ إِذَا مَا اتَّقَواْ وَّآمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ ثُمَّ
اتَّقَواْ وَّآمَنُواْ ثُمَّ اتَّقَواْ وَّأَحْسَنُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ
الْمُحْسِنِينَ



يقول تعالى ناهيا عباده المؤمنين عن تعاطي الخمر والميسر وهو القمار وقد ورد عن
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال الشطرنج من الميسر رواه ابن
أبي حاتم عن أبيه عن عيسى بن مرحوم عن حاتم عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي به وقال
ابن أبي حاتم حدثنا محمد بن إسماعيل الأحمس حدثنا وكيع عن سفيان عن ليث عن عطاء
ومجاهد وطاوس قال سفيان أو اثنين منهم قالوا كل شيء من القمار فهو من الميسر حتى
لعب الصبيان بالجوز وروي عن راشد بن سعد وضمرة بن حبيب مثله وقالا حتى الكعاب
والجوز والبيض التي تلعب بها الصبيان وقال موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر قال
الميسر هو القمار وقال الضحاك عن ابن عباس قال الميسر هو القمار كانوا يتقامرون في
الجاهلية إلى مجئ الإسلام فنهاهم الله عن هذه الأخلاق القبيحة وقال مالك عن داود بن
الحصين أنه سمع سعيد بن المسيب يقول كان ميسر أهل الجاهلية بيع اللحم بالشاة
والشاتين وقال الزهري عن الأعرج قال الميسر الضرب بالقداح على الأموال والثمار وقال
القاسم بن محمد كل ما ألهى عن ذكر الله وعن الصلاة فهو الميسر رواهن ابن أبي حاتم
وقال ابن أبي حاتم حدثنا أحمد بن منصور الرمادي حدثنا هشام بن عمار حدثنا صدقة
حدثنا عثمان بن أبي العاتكة عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة عن أبي موسى
الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اجتنبوا هذه الكعاب الموسومة التي يزجر
بها زجرا فإنها من الميسرحديث غريب وكأن المراد بهذا هو النرد الذي ورد الحديث به
في صحيح مسلم « 2260 » عن بريدة بن الحصيب الأسلمي قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم من لعب بالنردشير فكأنما صبغ يده في لحم خنزير ودمه
وفي موطأ مالك « 958 » ومسند أحمد « 4/394
» وسنن أبي داود « 4938 » وابن ماجة « 3762 » عن أبي موسى الأشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم من لعب بالنرد فقد عصى الله ورسوله وروى موقوفا عن أبي موسى من قوله فالله
أعلم وقال الإمام أحمد « 5/370 » حدثنا مكي بن إبراهيم
حدثنا الجعيد عن موسى بن عبد الرحمن الخطمي أنه سمع محمد بن كعب وهو يسأل عبد
الرحمن يقول أخبرني ما سمعت أباك يقول عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عبد
الرحمن سمعت أبي يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول مثل الذي يلعب بالنرد
ثم يقوم فيصلي مثل الذي يتوضأ بالفيح ودم الخنزير ثم يقول فيصلي وأما الشطرنج فقد
قال عبد الله بن عمر أنه شر من النرد وتقدم عن علي أنه قال هو من الميسر ونص على
تحريمه مالك وأبو حنيفة وأحمد وكرهه الشافعي رحمهم الله تعالى وأما الأنصاب فقال
ابن عباس ومجاهد وعطاء وسعيد بن جبير والحسن وغير واحد هي حجارة كانوا يذبحون
قرابينهم عندها وأما الأزلام فقالوا أيضا هي قداح كانوا يستقسمون بها رواه ابن حاتم
وقوله تعالى « رجس من عمل الشيطان » قال علي بن أبي طلحة عن
ابن عباس أي سخط من عمل الشيطان وقال سعيد بن جبير إثم وقال زيد بن أسلم أي شر من
عمل الشيطان « فاجتنبوه » الضمير عائد على الرجس أي اتركوه
« لعلكم تفلحون » وهذا ترغيب ثم قال تعالى « إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر
ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون » وهذا تهديد وترهيب-تحريم
الخمر- « ذكر الأحاديث الواردة في بيان تحريم الخمر » قال
الإمام أحمد « 2/351 » حدثنا سريج حدثنا أبو معشر عن أبي
وهب مولى أبي هريرة عن أبي هريرة قال حرمت الخمر ثلاث مرات قدم رسول الله صلى الله
عليه وسلم المدينة وهم يشربون الخمر ويأكلون الميسر فسألوا رسول الله صلى الله عليه
وسلم عنهما فأنزل الله « يسالونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم
كبير ومنافع للناس » إلى آخر الآية فقال الناس ماحرما علينا إنما قال « فيها إثم كبير ومنافع للناس » وكانوا يشربون الخمر حتى كان يوما
من الأيام صلى رجل من المهاجرين أم أصحابه في المغرب فخلط في قراءته فأنزل الله آية
أغلظ منها « يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى
تعلموا ما تقولون » فكان الناس يشربون حتى يأتي أحدهم الصلاة وهو مفيق ثم
أنزلت آية أغلظ من ذلك « يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر
والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون » قالوا
انتهينا ربنا وقال الناس يا رسول الله ناس قتلوا في سبيل الله وماتوا على فرسهم
كانوا يشربون الخمر ويأكلون الميسر وقد جعله الله رجسا من عمل الشيطان فأنزل الله
تعالى « ليس على الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا
» إلى آخر الآية فقال النبي صلى الله عليه وسلم لو حرم عليهم لتركوه كما
تركتم انفرد به أحمد وقال الإمام أحمد « 1/53 » حدثنا خلف
بن الوليد حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي ميسرة عن عمر بن الخطاب أنه قال لما
نزل تحريم الخمر قال اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا فنزلت الآية التي في
البقرة « يسئلونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير »
فدعى عمر فقرئت عليه فقال اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا فنزلت الآية
التي في سورة النساء « يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم
سكارى » فكان مندى رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قال حي على الصلاة نادى
لا يقربن الصلاة سكران فدعى عمر فقرئت عليه فقال اللهم بين لنا في الخمر بيانا
شافيا فنزلت الآية التي في المائدة فدعى عمر فقرئت عليه فلما بلغ قول الله تعالى
« فهل أنتم منتهون » قال عمر انتهينا وهكذا رواه أبو داود
« 3670 » والترمذي « 3049 »
والنسائي « 8/286 » من طرق عن إسرائيل عن أبي إسحاق
عمرو بن عبد الله السبيعي عن أبي ميسرة واسمه عمرو بن شرحبيل الهمداني عن عمر به
وليس له عنه سواه قال أبو زرعة ولم يسمع منه وصحح هذا الحديث علي بن المديني
والترمذي وقد ثبت في الصحيحين « خ 4619 م 3032 » عن عمر بن
الخطاب أنه قال في خطبته على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أيها الناس إنه نزل
تحريم الخمر وهي من خمسة العنب والتمر والعسل والحنطة والشعير والخمر ماخامر العقل
وقال البخاري « 4616 » حدثنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا محمدبن
بشر حدثنا عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز حدثني نافع عن ابن عمر قال نزل تحريم
الخمر وإن بالمدينة يومئذ لخمسة أشربة ما فيها شراب العنب « حديث
آخر » قال أبو داود الطيالسي « 1957 » حدثنا محمد بن
أبي حميد عن المصري يعني أبا طعمة قارئ مصر قال سمعت ابن عمر يقول نزلت في الخمر
ثلاث آيات فأول شيء نزل « يسألونك عن الخمر والميسر » الآية
فقيل حرمت الخمر فقالوا يا رسول الله دعنا ننتفع بها كما قال الله تعالى قال فسكت
عنهم ثم نزلت هذه الآية « لاتقربوا الصلاة وأنتم سكارى »
فقيل حرمت الخمر فقالوا يا رسول الله إنا لا نشربها قرب الصلاة فسكت عنهم ثم
نزلت « يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام
رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه » الآيتين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
حرمت الخمر « حديث آخر » قال الإمام أحمد «
1/230 » حدثنا يعلى حدثنا محمد بن إسحاق عن القعقاع بن حكيم أن عبد الرحمن
بن وعلة قال سألت ابن عباس عن بيع الخمر فقال كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم
صديق من ثقيف أو من دوس فلقيه يوم الفتح براوية خمر يهديها اليه فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم يافلان أما علمت أن الله حرمها فأقبل الرجل على غلامه فقال إذهب
فبعثها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يافلان بماذا أمرته فقال أمرته أن يبيعها
قال إن الذي حرم شربها حرم بيعها فأمر بها فأفرغت في البطحاء رواه مسلم « 1579 » من طريق ابن وهب عن مالك « 2/846 »
عن زيد بن أسلم ومن طريق ابن وهب أيضا عن سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد
كلاهما عن عبد الرحمن بن وعلة عن ابن عباس به ورواه النسائي «
7/307 » عن قتيبة عن مالك به « حديث آخر » قال
الحافظ أبو يعلى الموصلي حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي حدثنا أبو بكر الحنفي حدثنا
عبد الحميد بن جعفر عن شهر بن حوشب عن تميم الداري أنه كان يهدي لرسول الله صلى
الله عليه وسلم كل عام راوية من خمر فلما أنزل الله تحريم الخمر جاء بها فلما رآها
رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك وقال إنها قد حرمت بعدك قال يا رسول الله فأبيعها
وأنتفع بثمنها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن الله اليهود حرمت عليهم شحوم
البقر والغنم فأذابوه وباعوه والله حرم الخمر وثمنها وقد رواه أيضا الإمام أحمد
« 4/227 » فقال حدثنا روح حدثنا عبد الحميد بن بهرام قال
سمعت شهر بن حوشب قال حدثني عبد الرحمن بن غنم أن الداري كان يهدي لرسول الله صلى
الله عليه وسلم كل عام راوية من خمر فلما كانعام حرمت جاء براوية فلما نظر إليه ضحك
فقال أشعرت أنها قد حرمت بعدك فقال يا رسول الله ألا أبيعها وأنتفع بثمنها فقال
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعن الله اليهود انطلقوا إلى ماحرم عليهم من شحم
البقر والغنم فأذابوه فباعوه إنه ما يأكلون وإن الخمر حرام وثمنها حرام وإن الخمر
حرام وثمنها حرام وإن الخمر حرام وثمنها حرام « حديث آخر »
قال الإمام أحمد « 4/335 » حدثنا قتيبة بن سعيد
حدثنا ابن لهيعة عن سليمان بن عبد الرحمن عن نافع بن كسيان أن أباه أخبره أنه كان
يتجر في الخمر في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه أقبل من الشام ومعه خمر في
الزقاق يريد بها التجار فأتى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله
إني جئتك بشراب طيب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ياكيسان إنها قد حرمت بعدك
قال فأبيعها يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنها قد حرمت وحرم
ثمنها فانطلق كسيان إلى الزقاق فأخذ بأرجلها ثم أهراقها « حديث آخر
» قال الإمام أحمد « 3/181 » حدثنا يحيى بن سعيد عن
حميد عن أنس قال كنت أسقي أبا عبيدة بن الجراح وأبي بن كعب وسهيل بن بيضاء ونفرا من
أصحابه عند أبي طلحة حتى كاد الشراب يأخذ منهم فأتى آت من المسلمين فقال أما شعرتم
أن الخمر قد حرمت فقالوا حتى ننظر ونسأل فقالوا يا أنس أكفئ مابقي في إنائك فو الله
ماعادوا فيها وما هي إلا التمر والبسر وهي خمرهم يومئذ أخرجاه في الصحيحين « خ 5600 م 1980 » من غير وجه عن أنس وفي رواية حماد بن زيد عن
ثابت عن أنس قال كنت ساقي القوم يوم حرمت الخمر في بيت أبي طلحة وما شرابهم إلا
الفضيخ البسر والتمر فإذا مناد ينادي قال اخرج فانظر فإذا مناد ينادي ألا إن الخمر
قد حرمت فجرت في سسكك المدينة قال فقال لي أبو طلحة أخرج فأهرقها فهرقتها فقالوا أو
قال بعضهم قتل فلان وفلان وهي في بطونهم قال فأنزل الله « ليس على
الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا » الآية وقال ابن جرير حدثنا
محمد بن بشار حدثني عبد الكبير بن عبد المجيد حدثنا عباد بنراشد عن قتادة عن أنس بن
مالك قال بينما أنا أدير الكأس على أبي طلحة وأبي عبيدة بن الجراح وأبي دجانة ومعاذ
بن جبل وسهيل بن بيضاء حتى مالت رءوسهم من خليط بسر وتمر فسمعت مناديا ينادي ألا إن
الخمر قد حرمت قال فما دخل علينا داخل ولا خرج منا خارج حتى أرهقنا الشراب وكسرنا
القلال وتوضأ بعضنا واغتسل بعضنا وأصبنا من طيب أم سليم ثم خرجنا إلى المسجد فإذا
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقرأ « يا أيها الذين آمنوا
إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه » إلى
قوله « فهل أنتم منتهون » فقال رجل يا رسول الله فما ترى
فيمن مات وهو يشربها فأنزل الله تعالى « ليس على الذين آمنوا
وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا » الآية فقال رجل لقتادة أنت سمعته من أنس
بن مالك قال نعم وقال رجل لأنس بن مالك أنت سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال نعم أو حدثني من لم يكذب ماكنا نكذب ولا ندري ماالكذب « حديث
آخر » قال الإمام أحمد « 4/422 » حدثنا يحيى بن
إسحاق أخبرني يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن زحر عن بكر بن سوادة عن قيس بن سعد بن
عبادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن ربي تبارك وتعالى حرم الخمر والكوبة
والقنين وإياكم والغبيراء فإنها ثلث خمر العالم « حديث آخر »
قال الإمام أحمد « 2/163 » حدثنا يزيد حدثنا فرج بن
فضالة عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن رافع عن أبيه عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم إن الله حرم على أمتي الخمر والميسر والمزر والكوبة
والقنين وزادني صلاة الوتر قال يزيد القنين البرابط تفرد به أحمد وقال أحمد أيضا
« 2/171 » حدثنا أبو عاصم وهو النبيل أخبرنا عبد الحميد بن
جعفر حدثنا يزيد بن أبي حبيب عن عمرو بن الوليد عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال من قال علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من جهنم قال وسمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله حرم الخمر والميسر والكوبة والغبيراء وكل
مسكر حرام تفرد به أحمد أيضا « حديث آخر » قال الإمام أحمد
« 2/25 » حدثنا وكيع حدثنا عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز
عن أبي طعمة مولاهم وعن عبد الرحمن بن عبد الله الغافقي أنهما سمعا ابن عمر يقول
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعنت الخمر على عشرة وجوه لعنت الخمر بعينها
وشاربها وساقيها وبائعها ومبتاعها وعاصرها ومعصرتها وحاملها والمحمولة إليه وآكل
ثمنها ورواه أبو داود « 3674 » وابن ماجة «
3380 » من حديث وكيع به وقال أحمد « 2/71 » حدثنا
حسن حدثنا ابن لهيعة حدثنا أبو طعمة سمعت ابن عمر يقول خرج رسول الله صلى الله عليه
وسلم إلى المربد فخرجت معه فكنت عن يمينه وأقبل أبو بكر فتأخرت عنه فكان عن يمينه
وكنت عن يساره ثم أقبل عمر فتنحيت له فكان عن يساره فأتى رسول الله صلى الله عليه
وسلم المربد فإذا بزقاق على الربد فيها خمر قال ابن عمر فدعا رسول الله صلى الله
عليه وسلم بالمدية قال ابن عمر وما فرغت بالمدية إلا يومئذ فأمر بالزقاق فشقت ثم
قال لعنت الخمر وشاربها وساقيها وبائعها ومبتاعها وحاملها والمحمولة إليه وعاصرها
ومعصرتها وآكل ثمنها وقال أحمد « 2/132 » حدثنا الحكم بن
نافع حدثنا أبو بكر بن أبي مريم عن ضمرة بن حبيب قال قال عبد الله بن عمر أمرني
رسول الله صلى الله عليه وسلم أن آتيه بمدية وهي الشفرة فأتيته بها فأرسل بها
فأرهفت ثم أعطانيها وقال أغد علي بها ففعلت فخرج بأصحابه إلى أسواق المدينة وفيها
زقاق الخمر قد جلبت من الشام فأخذ المدية مني فشق ما كان من تلك الزقاق بحضرته ثم
أعطانيها وأمر أصحابه الذين كانوا معه أن يمضوا معي وأن يعاونوني وأمرني أن آتي
الأسواق كلها فلا أجد فيها زق خمر إلا شققته ففعلت فلم أترك في أسواقها زقا إلا
شققته « حديث آخر » قال عبد الله بن وهب أخبرني عبد الرحمن
بن شريح وابن لهيعة والليث بن سعد عن خالد بن يزيد عن ثابت أن يزيد الخولاني أخبره
أنه كان له عم يبيع الخمر وكان يتصدق قال فنهيته عنها فلم ينته فقدمت المدينة فلقيت
ابن عباس فسألته عن الخمر وثمنها فقال هي حرام وثمنها حرام ثم قال ابن عباس رضي
الله عنه يامعشر أمة محمد إنه لو كان كتاب بعد كتابكم ونبي بعد نبيكم لأنزل فيكم
كما أنزل فيمن قبلكم ولكن أخر ذلك من أمركم إلى يوم القيامة ولعمري لهو أشد عليكم
قال ثابت فلقيت عبد الله بن عمر فسألته عن ثمن الخمر فقال سأخبرك عن الخمر إني كنت
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد فبينما هو محتب على حبوته ثم قال من كان
عنده من هذه الخمر فليأتنا بها فجعلوا يأتونه فيقول أحدهم عندي راوية ويقول الآخر
عندي زق أو ما شاء الله أن يكونعنده فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اجمعوه
ببقيع كذا وكذا ثم آذنوني ففعلوا ثم آذنوه فقام وقمت معه ومشيت على يمينه ومو متكئ
على فلحقنا أبو بكر رضي الله عنه فأخبرني رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعلني عن
شماله وجعل أبا بكر في مكاني ثم لحقنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه فأخبرني وجعله عن
يساره فمشى بينهما حتى إذا وقف على الخمر قال للناس أتعرفون هذه قالوا نعم يا رسول
الله هذه الخمر قال صدقتم ثم قال فإن الله لعن الخمر وعاصره ومعصرتها وشاربها
وساقيها وحاملها والمحمولة إليه وبائعها ومشتريها وآكل ثمنها ثم دعا بسكين فقال
إشحذوها فقلعوا ثم أخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرق بها الزقاق قال فقال
الناس في هذه الزقاق منفعة فقال أجل ولكني إنما أفعل ذلك غضبا لله عز وجل ولما فيها
من سخطه فقال عمر أنا أكفيك يا رسول الله قال لا قال ابن وهب وبعضهم يزيد على بعض
في قصة الحديث رواه البيهقي « 8/287 » «
حديث آخر » قال الحافظ أبو بكر البيهقي « 8/285 »
أنبأنا أبو الحسين بن بشران أنبأنا إسماعيل بن محمد الصفار حدثنا محمد بن
عبيد الله المنادي حدثنا وهب بن جرير حدثنا شعبة عن سماك عن مصعب بن سعد عن سعد قال
أنزلت في الخمر أربع آيات فذكر الحديث قال وضع رجل من الأنصار طعاما فدعانا فشربنا
الخمر قبل أن تحرم حتى إنتشينا فتفاخرنا فقالت الأنصار نحن أفضل وقالت قريش نحن
أفضل فأخذ رجل من الأنصار لحى حزور فضرب به أنف سعد ففزره وكانت أنف سعد مفزورة
فنزلت « إنما الخمر والميسر » إلى قوله تعالى « فهل أنتم منتهون » أخرجه مسلم « 1748 بعد 2412
» من حديث شعبة « حديث آخر » قال البيهقي « 8/285 » وأخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأنا أبو علي الرفاء حدثنا
علي بن عبد العزيز حدثنا حجاج بن منهال حدثنا ربيعة بن كلثوم حدثني أبي عن سعيد بن
جبير عن ابن عباس قال إنما نزل تحريم الخمر في قبيلتين من قبائل الأنصار شربوا فلما
أن ثمل عبث بعضهم ببعض فلما أن صحوا جعل الرجل يرى الأثر بوجهه ورأسه ولحيته فيقول
صنع بي هذا أخي فلان وكانوا إخوة ليس في قلوبهم ضغائن فيقول والله لو كان بي رءوفا
رحيما ماصنع بي هذا حتى وقعت الضغائن في قلوبهم فأنزل الله تعالى هذه الآية « يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل
الشيطان » إلى قوله تعالى « فهل أنتم منتهون » فقال
أناس من المتكلفين هي رجس وهي في بطن فلان وقد قتل يوم أحد فأنزل الله تعالى « ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا » إلى آخر
الآية ورواه النسائي في التفسير عن محمد بن عبد الرحيم صاعقة عن حجاج بن منهال
« حديث آخر » قال ابن جرير حدثني محمد بن خلف حدثنا سعيد بن
محمد الجزمي عن أبي نميلة عن سلام مولى حفص أبي القاسم عن ابن بريدة عن أبيه قال
بينا نحن قعود على شراب لنا ونحن على رملة ونحن على ثلاثة أو أربعة عندنا باطية لنا
ونحن نشرب الخمر حلا إذ قمت حتى آتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأسلم عليه
إذ نزل تحرم الخمر « يا أيها الذين إنما الخمر والميسر »
إلى آخر الآيتين « فهل أنتم منتهون » فجئت إلى
أصحابي فقرأتها عليهم إلى قوله « فهل أنتم منتهون » قال
وبعض القوم شربته في يده قد ضرب بعضها وبقي بعض في الإناء فقال بالإناء تحت شفته
العليا كما يفعل الحجام ثم صبوا ما في باطيتهم فقالوا إنتهينا ربنا « حديث آخر » قال البخاري « 4618 » حدثنا
صدقة بن الفضل أخبرنا ابن عيينة عن عمرو عن جابر قال صبح أناس غداة أحد الخمر
فقتلوا من يومهم شهداء وذلك قبل تحريمها هكذا رواه البخاري في تفسيره من صحيحه وقد
رواه الحافظ أبو بكر البزار في مسنده حدثنا أحمد بن عبدة حدثنا سفيان عن عمرو بن
دينار سمع جابر بن عبد الله يقول اصطبح ناس الخمر من أصحاب النبي صلى الله عليه
وسلم ثم قتلوا شهداء يوم أحد فقالت اليهود فقد مات بعض الذين قتلوا وهي في بطونهم
فأنزل الله « ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا
» ثم قال وهذا إسناد صحيح وهو كما قال ولكن في سياقه غرابة « حديث آخر » قال أبو داود الطيالسي حدثنا شعبة عن أبي إسحاق عن
البراء بن عازب قال لما نزل تحريم الخمر قالوا كيف بمن كان يشربها قبل أن تحرم
غنزلت « ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا »
الآية ورواه الترمذي « 3051 » عن بندار عن غندر عن
شعبة به نحوه وقال حسن صحيح « حديث آخر » قال الحافظ أبو
يعلى الموصلي « 1884 » حدثناجعفر بن حميد الكوفي حدثنا
يعقوب القمي عن عيسى بن جارية عن جابر بن عبد الله قال كان رجل يحمل الخمر من خيبر
إلى المدينة فيبيعها من المسلمين فحمل منها بمال فقدم بها المدينة فلقيه رجل من
المسلمين فقال يافلان إن الخمر قد حرمت فوضعها حيث انتهى على تل وسجى عليها بأكسية
ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله بلغني أن الخمر قد حرمت قال أجل
قال إلى أن ردها على من ابتعتها منه قال لا يصح ردها قال لي أن أهديها إلى من
يكافئني منها قال لا قال فإن فيها مالا ليتامى في حجري قال إذ أتانا مال البحرين
فأتنا نعوض أيتامك من مالهم ثم نادى بالمدينة فقال رجل يا رسول الله الأوعية ينتفع
بها قال فحلوا أوكيتها فانصبت حتى استقرت في بطن الوادي هذا حديث غريب « حديث آخر » قال الإمام أحمد « 3/119 »
حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن السدي عن أبي هبيرة وهو يحيى بن عباد الأنصاري عن
أنس بن مالك أن أبا طلحة سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أيتام في حجره ورثوا
خمرا فقال أرهقها قال أفلا نجعلها خلا قال لا ورواه مسلم « 1983 »
وأبو داود « 3675 » والترمذي « 1294
» من حديث الثوري به نحوه « حديث آخر » قال ابن أبي
حاتم حدثنا أبي حدثنا عبد الله بن رجاء حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة حدثنا هلال بن
أبي هلال عن عطاء بن يسار عن عبد الله بن عمرو قال إن هذه الآية التي في القرآن
« يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس
من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون » قال هي في التوراة إن الله أنزل
الحق ليذهب به الباطل ويبطل به اللعب والمزامير والزفن والكبارات يعني البرابط
والزمارات يعني به الدف والطنابير والشعر والخمر مرة لمن طعمها أقسم الله بيمينه
وعزته حيلة من شربها بعدما حرمتها لأعطشته يوم القيامة ومن تركها بعد ماحرمتها
لأسقينه إياها في حظيرة القدس وهذا إسناد صحيح « حديث آخر »
قال عبد الله بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث أن عمرو بن شعيب حدثهم عن أبيه
عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من ترك الصلاة
سكرا مرة واحدة فكأنما كانت له الدنيا وما عليها فسلبها ومن ترك الصلاة سكرا أربع
مرات كان حقا على الله أن يسقيه من طينة الخبال قيل وما طينة الخبال قال عصارة أهل
جهنم ورواه أحمد « 2/178 » من طريق عمرو بن شعيب « حديث آخر » قال أبو داود « 3680 » حدثنا
محمد بن رافع حدثنا إبراهيم بن عمر الصنعاني قال سمعت النعمان هو ابن أبي شيبة
الجندييقول عن طاوس عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كل مخمر خمر وكل
مسكر حرام ومن شرب مسكرا بخست صلاته أربعين صباحا فان تاب تاب الله عليه فإن عاد
الرابعة كان حقا على الله أن يسقيه من طينة الخبال قيل وما طينة الخبال يا رسول
الله قال صديد أهل النار ومن سقاه صغيرا لا يعرف حلاله من حرامه كان حقا على الله
أن يسقيه من طينة الخبال تفرد به داود « حديث آخر » قال
الشافعي رحمه الله « 2/300 » أنبأنا مالك عن نافع عن ابن
عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من شرب الخمر في الدنيا ثم لم يتب منها
حرمها في الآخرة أخرجه البخاري « 5575 » ومسلم « 2003 » من حديث مالك به وروى مسلم « 2003 »
عن أبي الربيع عن حماد بن زيد عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم كل مسكر خمر وكل مسكر حرام ومن شرب الخمر فمات وهو يدمنها ولم
يتب منها لم يشربها في الآخرة « حديث آخر » قال ابن وهب
أخبرني عمر بن محمد عن عبد الله بن يسار أنه سمع سالم بن عبد الله يقول قال عبد
الله بن عمر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا ينظر الله اليهم يوم
القيامة العاق لوالديه والمدمن الخمر والمنان بما أعطى رواه النسائي « 5/80 » عن عمرو بن علي عن يزيد بن زريع عن عمر بن محمد العمري
به وروى أحمد « 3/44 » عن غندر عن شعبة عن يزيد بن أبي زياد
عن مجاهد عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يدخل الجنة منان ولا عاق
ولا مدمن خمر ورواه أحمد أيضا « 3/28 » عن عبد الصمد عن عبد
العزيز بن مسلم عن يزيد عن أبي زياد عن مجاهد به وعن مروان بن شجاع عن خصيف عن
مجاهد به ورواه النسائي « كبرى 4920 » عن القاسم بن زكريا
عن حسين الجعفي عن زائدة عن يزيد بن أبي زياد عن سالم بن أبي الجعد ومجاهد كلاهما
عن أبي سعيد به « حديث آخر » قال الإمام أحمد « 2/203 » حدثنا عبد الرزاق حدثنا سفيان عن منصور عن سالم بن أبي
الجعد عن جابان عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يدخل الجنة
عاق ولا مدمن خمر ولامنان ولا ولد زنية وكذا رواه « 2/164 »
عن يزيد عن همام عن منصور عن سالم عن جابان عن عبد الله بن عمرو به وقد رواه
« 2/201 » أيضا عن غندر وغيره عن شعبة عن منصور عن سالم عن
نبيط بن شريط عن جابان عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا
يدخل الجنة منان ولا عاق والديه ولا مدمن خمر رواه النسائي « 5182
» من حديث شعبة كذلك ثم قال ولا نعلم أحد تابع شعبة عن نبيط بن شريط وقال
البخاري لا يعرف لجابان سماع من عبد الله ولا لسالم من جابان ولا نبيط وقد روي هذا
الحديث من طريق مجاهد عن ابن عباس ومن طريقه أيضا عن أبي هريرة فالله أعلم وقال
الزهري حدثني أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام أن أباه قال سمعت عثمان بن
عفان يقول اجتنبوا الخمر فإنها أم الخبائث إنه كان رجل فيمن خلا قبلكم يتعبد ويعتزل
الناس فعلقته امرأة غوية فأرسلت إليه جاريتها أن تدعوه لشهادة فدخل معها فطفقت كلما
دخل بابا أغلقته دونه حتى أفضى إلى امرأة وضيئة عندها غلام وباطية خمر فقالت إني
والله مادعوتك لشهادة ولكن دعوتك لتقع علي أو تقتل هذا الغلام أو تشرب هذا الخمر
فسقته كأسا فقال زيدوني فلم يرم حتى وقع عليها وقتل النفس فاجتنبوا الخمر فإنها لا
تجتمع هي والإيمان أبدا إلا أوشك أحدها أن يخرج صاحبه رواه البيهقي « 8/287 » وهذا إسناد صحيح وقد رواه أبو بكر بن أبي الدنيا في
كتابه ذم المسكر عن محمد بن عبد الله بن بزيع عن الفضيل ابن سليمان النميري عن عمر
بن سعيد عن الزهري به مرفوعا والموقوف أصح والله أعلم وله شاهد في الصحيحين « خ 2475 م 57 » عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لا يزني
الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق سرقة حين يسرقها وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين
يشربها وهو مؤمن وقال أحمد بن حنبل « 1/295 » حدثنا أسود بن
عامر حدثنا إسرائيل عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال لما حرمت الخمر قال ناس يا
رسول الله أصحابنا الذين ماتوا وهم يشربونها فأنزل الله « ليس على
الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا » إلى آخر الآية ولما حولت
القبلة قال ناس يا رسول الله إخواننا الذين ماتوا وهم يصلون إلى البيت المقدس فأنزل
الله « وما كان الله ليضيع أيمانكم » وقال الإمام أحمد
« 6/460 » حدثنا داود بن مهران الدباغ حدثنا داود يعني
العطار عن ابن خثيم عن شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد أنها سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول من شرب الخمر لم يرض الله عنه أربعين ليلة إن مات مات كافرا وإن تاب
تاب الله عليه وإن عاد كان حقا على الله أن يسقيه من طينة الخبال قال قلت يا رسول
الله وما طينة الخبال قال صديد أهل النار وقال الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد
الله بن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لما نزلت « ليس على
الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما أطعموا إذا مااتقوا وآمنوا » فقال
النبي صلى الله عليه وسلم قيل لي أنت منهم وهكذا رواه مسلم « 2459
» والترمذي « 3053 » والنسائي «
كبرى 11153 » من طريقه وقال عبد الله بن الإمام أحمد «
1/446 » قرأت على أبي حدثنا علي بن عاصم حدثنا إبراهيم الهجري عن أبي الأحوص
عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إياكم وهاتان الكعبتان
الموسومتان اللتان تزجران زجرا فانهما ميسر العجم


تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة المائده - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة المائده   تفسير سورة المائده - صفحة 2 Emptyالأربعاء مايو 16, 2012 12:14 am

94-يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللّهُ بِشَيْءٍ مِّنَ
الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللّهُ مَن يَخَافُهُ
بِالْغَيْبِ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ



. انظر تفسير الآية 95







95-يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْتُلُواْ الصَّيْدَ وَأَنتُمْ
حُرُمٌ وَمَن قَتَلَهُ مِنكُم مُّتَعَمِّداً فَجَزَاء مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ
النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ هَدْياً بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ
كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَو عَدْلُ ذَلِكَ صِيَاماً لِّيَذُوقَ وَبَالَ
أَمْرِهِ عَفَا اللّهُ عَمَّا سَلَف وَمَنْ عَادَ فَيَنتَقِمُ اللّهُ مِنْهُ
وَاللّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ



قال الوالبي عن ابن عباس قوله « ليبلونكم الله بشيء من الصيد
تناله أيديكم ورماحكم » قال هو الضعيف من الصيد وصغيره يبتلي الله به عباده
في إحرامهم حتى لو شاؤا لتناولوه بأيديهم فنهاهم الله أن يقربوه وقال مجاهد « تناله أيديكم » يعني صغار الصيد وفراخه «
ورماحكم » يعني كباره وقال مقاتل بن حيان أنزلت هذه الآية في عمرة الحديبية
فكانت الوحش والطير والصيد تغشاهم في رحالهم لم يروا مثله قط فيما خلا فنهاهم الله
عن قتله وهم محرمون « ليعلم الله من يخافهبالغيب » يعني أنه
تعالى يبتليهم بالصيد يغشاهم في رحالهم يتمكنون من أخذه بالأيدي والرماح سرا وجهرا
لتظهر طاعة من يطيع منهم في سره أو جهره كما قال تعالى « إن الذين
يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة وأجر كبير » وقوله ها هنا «
فمن اعتدى بعد ذلك » قال السدي وغيره يعني بعد هذا الإعلام والإنذار والتقدم
« فله عذاب أليم » أي مخالفته أمر الله وشرعه ثم قال تعالى
« يا أيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم » وهذا
تحريم منه تعالى لقتل الصيد في حال الإحرام ونهى عن تعاطيه فيه وهذا إنما يتناول من
حيث المعنى المأكول ولو ما تولد منه ومن غيره فأما غير المأكول من حيوانات البر
فعند الشافعي يجوز للمحرم قتلها والجمهور على تحريم قتلها أيضا ولا يستثنى من ذلك
إلا ماثبت في الصحيحين « خ 1829 م 1198 » من طريق الزهري عن
عروة عن عائشة أم المؤمنين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال خمس فواسق يقتلن في
الحل والحرم الغراب والحدأة والعقرب والفأرة والكلب والعقور وقال مالك عن نافع عن
ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال خمس من الدواب ليس على المحرم في
قتلهن جناح الغراب والحدأة والعقرب والفأرة والكلب والعقور أخرجاه « خ 1826 م 1199 » ورواه أيوب عن نافع عن ابن عمر مثله « م 1199 » قال أيوب فقلت لنافع فالحية قال الحية لاشك فيها
ولايختلف في قتلها ومن العلماء كمالك وأحمد من ألحق بالكلب العقور الذئب والسبع
والنمر والفهد لأنها أشد ضررا منه فالله أعلم وقال زيد ابن أسلم وسفيان بن عيينة
الكلب العقور يشمل هذه السباع العادية كلها واستأنس من قال بهذا بما روي أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم لما دعا عتبة بن أبي لهب قال اللهم سلط عليه كلبك بالشام
فأكله السبع بالزرقاء قالوا فإن قتل ماعداهن فداه كالضبع والثعلب والوبر ونحو ذلك
قال مالك وكذا يستثنى من ذلك صغار هذه الخمس المنصوص عليها وصغار الملحق بها من
السباع العوادي وقال الشافعي يجوز للمحرم قتل كل مالايؤكل لحمه ولا فرق بين صغاره
وكباره وجعلة العلة الجامعة كونها لا تؤكل وقال أبو حنيفة يقتل المحرم الكلب العقور
والذئب لأنه كلب بري فإن قتل غيرهما فداه إلا أن يصول عليه سبع غيرهما فيقتله فلا
فداء عليه وهذا قول الأوزاعي والحسن بن صالح بن حيي وقال زفر بن الهذيل يفدى ما
يسوي ذلك وإن صال عليه وقال بعض الناس المراد بالغراب ها هنا الأبقع وهو الذي في
بطنه وظهره بياض دون الأدرع وهو الأسود والأعصم وهو الأبيض لما رواه النسائي «5/188 » عن عمرو بن علي الفلاس عن يحيى القطان عن شعبة عن قتادة
عن سعيد بن المسيب عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال خمس يقتلهن
المحرم الحية والفأرة والحدأة والغراب الأبقع والكلب العقور « م
1196 » والجمهور على أن المراد به أعم من ذلك لما ثبت في الصحيحين من إطلاق
لفظه وقال مالك رحمه الله لا يقتل المحرم الغراب إلا إذا صال عليه وآذاه وقال مجاهد
بن جبر وطائفة لا يقتله بل يرميه ويروى مثله عن علي وقد روى هشيم حدثنا يزيد بن أبي
زياد عن عبد الرحمن بن أبي نعم عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل
عما يقتل المحرم فقال الحية والعقرب والفويسقة ويرمي الغراب ولا يقتله والكلب
العقور والحدأة والسبع العادي رواه أبو داود « 1848 » عن
أحمد بن حنبل والترمذي « 838 » عن أحمد بن منيع كلاهما عن
هشيم وابن ماجة « 3089 » عن أبي كريب عن محمد بن فضيل
كلاهما عن يزيد بن أبي زياد وهو ضعيف به وقال الترمذي هذا حديث حسن وقوله تعالى
« ومن قتله منكم متعمدا فجزاء مثل ما قتل من النعم » قال
ابن أبي حاتم حدثنا أبو سعيد الأشج حدثنا ابن علية عن أيوب قال نبئت عن طاوس أنه
قال لا يحكم علي من أصاب صيدا خطأ إنما يحكم على من أصابه متعمدا وهذا مذهب غريب عن
طاوس وهو متمسك بظاهر الآية وقال مجاهد بن جبير المراد بالمتعمد هنا القاصد إلى قتل
الصيد الناسي لإحرامه فأما المتعمد لقتل الصيد مع ذكره لإحرامه فذاك أمره أعظم من
أن يكفر وقد بطل إحرامه رواه ابن جرير عنه من طريق ابن أبي نجيح وليث بن أبي سليم
وغيرهما عنه وهو قول غريب أيضا والذي عليه الجمهور أن العامد والناسي سواء في وجوب
الجزاء عليه وقال الزهري دل الكتاب على العامد وجرت السنة على الناسي ومعنى هذا أن
القرآن دل على وجوب الجزاء على المتعمد وعلى تأثيمه بقوله « ليذوق
وبال أمره عفا الله عما سلف ومن عاد فينتقم الله منه » وجاءت السنة من أحكام
النبي صلى الله عليه وسلم وأحكام أصحابه بوجوب الجزاء في الخطأ كما دل الكتاب عليه
في العمد وأيضا فإن قتل الصيد إتلاف والإتلاف مضمون في العمد وفي النسيان لكن
المنعمد مأثوم والمخطئ غير ملوم وقوله تعالى « فجزاء مثل ما قتل من
النعم » قرأ بعضهم بالإضافة وقرأ آخرون بعطفها « فجزاء مثل
ما قتل من النعم » وحكى ابن جرير أن ابن مسعود قرأ « فجزاؤه
مثل ما قتل من النعم » وفي قوله « فجزاء مثل ما قتل من
النعم » على كل من القراءتين دليل لما ذهب إليه مالك والشافعي وأحمد
والجمهور من وجوب الجزاء من مثل ما قتله المحرم إذا كان له مثل من الحيوان الإنسي
خلافا لأبي حنيفة رحمه الله حيث أوجب القيمة سواء كان الصيد المقتول مثليا أو غير
مثلي قال وهو مخير إن شاء تصدق بثمنه وإن شاء اشترى به هديا والذي حكم به الصحابة
في المثل أولى بالاتباع فإنهم حكموا في النعامة ببدنة وفي بقرة الوحش ببقرة وفي
الغزال بعنز وذكر قضايا الصحابة وأسانيدها مقرر في كتاب الأحكام وأما إذا لم يكن
الصيد مثليا فقد حكم ابن عباس فيه بثمنه يحمل إلى مكة رواه البيهقي وقوله تعالى
« يحكم به ذوا عدل منكم » يعني أنه يحكم بالجزاء في المثل
أو بالقيمة في غير المثل عدلان من المسلمين واختلف العلماء في القاتل هل يجوز أن
يكون أحد الحكمين على قولين « أحدهما » لا لآنه قد يتهم في
حكمه على نفسه وهذا مذهب مالك « والثاني » نعم لعموم الآية
وهو مذهب الشافعي وأحمد واحتج الأولون بأن الحاكم لا يكون محكوما عليه في صورة
واحدة قال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين حدثنا جعفر هو ابن
برقان عن ميمون بن مهران أن اعرابيا أتى أبا بكر فقال قتلت صيدا وأنا محرم فما ترى
علي من الجزاء فقال أبو بكر رضي الله عنه لأبي بن كعب وهو جالس عنده ما ترى فيها
قال فقال الأعرابي أتيتك وأنت خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أسألك فإذا أنت
تسأل غيرك فقال أبو بكر وما تنكر يقول الله تعالى « فجزاء مثل ما
قتل من النعم يحكم به ذوا عدل منكم » فشاورت صاحبي حتى إذا اتفقنا على أمر
أمرناك به وهذا إسناد جيد لكنه منقطع بين ميمون وبين الصديق ومثله يحتمل ها هنا
فبين له الصديق الحكم برفق وتؤدة لما رآه أعرابيا جاهلا وإنما دواء الجهل التعليم
فأما إذا كان المعترض منسوبا إلى العلم فقد قال ابن جرير حدثنا هناد وأبو هشام
الرفاعي قالا حدثنا وكيع بن الجراح عن المسعودي عن عبد الملك بن عمير عن قبيصة بن
جابر قال خرجنا حجاجا فكنا إذا صلينا الغداة اقتدنا رواحلنا فنتماشى نتحدث قال
فبينما نحن ذات غداة إذ سنح لنا ظبي أو برح فرماه رجل كان معنا بحجر فما أخطأ خشاءه
فركب وودعه ميتا قال فعظمنا عليه فلما قدمنا مكة خرجت معه حتى أتينا عمر بن الخطاب
رضي الله عنه فقص عليه القصة قال وإذا إلى جنبه رجل كأن وجهه قلب فضة يعني عبد
الرحمن بن عوف فالتفت عمر إلى صاحبه فكلمه قال ثم أقبل على الرجل فقال أعمدا قتلته
أم خطأ فقال الرجل لقد تعمدت رميه وما أردت قتله فقال عمر ما أراك إلا قد أشركت بين
العمد والخطأ اعمد إلى شاة فاذبحها وتصدق بلحمها واستبق إهابها فقمنا من عنده فقلت
لصاحبي أيها الرجل عظم شعائر الله فما درى أمير المؤمنين ما يفتيك حتى سأل صاحبه
اعمد إلى ناقتك فانحرها ففعل ذلك قال قبيصة ولا أذكر الآية من سورة المائدة « يحكم به ذوا عدل منكم » فبلغ عمر مقالتي فلم يفجأنا منه إلا
ومعه الدرة قال فعلا صاحبي ضربا بالدرة أقتلت في الحرم وسفهت الحكم قال ثم أقبل علي
فقلت يا أمير المؤمنين لا أحل لك اليوم شيئا يحرم عليك مني فقال ياقبيصة ابن جابر
إني أراك شاب السن فسيح الصدر بين اللسان وإن الشاب يكون فيه تسعة أخلاق حسنة وخلق
سئ فيفسد الخلق السيء الأخلاق الحسنة فإياك وعثرات الشباب وروي هشيم هذه القصة عن
عبد الملك بن عمير عن قبيصة بنحوه ورواه أيضا عن حصين عن الشعبي عن قبيصة بنحوه
وذكرها مرسلة عن عمر بن بكر بن عبد الله المزني ومحمد بن سيرين وقال ابن جرير حدثنا
ابن بشار حدثنا عبد الرحمن حدثنا شعبة عن منصور عن أبي وائل أخبرني أبو جرير البجلي
قال أصبت ظبيا وأنا محرم فذكرت ذلك لعمر فقال ائت رجلين من إخوانك فليحكما عليك
فأتيت عبد الرحمن وسعد فحكما علي بتيس أعفر وقال ابن جرير حدثنا ابن وكيع حدثنا ابن
عيينة عن مخارق عن طارق قال أوطأ أربد ظبيا فقتلته وهو محرم فأتى عمر ليحكم عليه
فقال له عمر احكم معي فحكما فيه جديا قد جمع الماء والشجر ثم قال عمر « يحكم به ذوا عدل منكم » وفي هذا دلالة على جواز كون القاتل أحد
الحكمين كما قاله الشافعي وأحمد رحمهما الله واختلفوا هل تستأنف الحكومة في كل ما
يصيبه المحرم فيجب أن يحكم فيه ذوا عدل وإن كان قد حكم في مثله الصحابةأو يكتفي
بأحكام الصحابة المتقدمة على قولين فقال الشافعي وأحمد يتبع في ذلك ماحكمت به
الصحابة وجعلاه شرعا مقررا لا يعدل عنه ومالم يحكم فيه الصحابة يرجع فيه إلى عدلين
وقال مالك وأبو حنيفة بل يجب الحكم في كل فرد فرد سواء وجد للصحابة في مثله حكم أم
لا لقوله تعالى « يحكم به ذوا عدل منكم » وقوله تعالى « هديا بالغ الكعبة » أي واصلا إلى الكعبة والمراد وصوله إلى
الحرم بأن يذبح هناك ويفرق لحمه على مساكين الحرم وهذا أمر متفق عليه في هذه الصورة
وقوله « أو كفارة طعام مساكين أو عدل ذلك صياما » أي إذا لم
يجد المحرم مثل ما قتل من النعم أو لم يكن الصيد المقتول من ذوات الأمثال أو قلنا
بالتخيير في هذا المقام بين الجزاء والإطعام والصيام كما هو قول مالك وأبي حنيفة
وأبي يوسف ومحمد بن الحسن وأحد قولي الشافعي والمشهور عن أحمد رحمهم الله لظاهر أو
بأنها للتخيير والقول الآخر أنها على الترتيب فصورة ذلك أن يعدل إلى القيمة فيقوم
الصيد المقتول عند مالك وأبي حنيفة وأصحابه وحماد وإبراهيم وقال الشافعي يقوم مثله
من النعم لو كان موجودا ثم يشتري به طعام فيتصدق به فيصرف لكل مسكين مد منه عند
الشافعي ومالك وفقهاء الحجاز واختاره ابن جرير وقال أبو حنيفة وأصحابه يطعم كل
مسكين مدين وهو قول مجاهد وقال أحمد مد من حنطة أو مدان من غيره فإن لم يجد أو قلنا
بالتخيير صام عن إطعام كل مسكين يوما وقال ابن جرير وقال آخرون يصوم مكان كل صاع
يوما كما في جزاء المترفه بالحق ونحوه فإن الشارع أمر كعب بن عجرة أن يقسم فرقا بين
ستة أو يصوم ثلاثة أيام والفرق ثلاثة آصع واختلفوا في مكان هذا الإطعام فقال
الشافعي مكانه الحرم وهو قول عطاء وقال مالك يطعم في المكان الذي أصاب فيه الصيد أو
أقرب الأماكن إليه وقال أبو حنيفة إن شاء أطعم في الحرم وإن شاء أطعم في غيره-صيد
المحرم- « ذكر أقوال السلف في هذا المقام » قال ابن أبي
حاتم حدثنا أبي حدثنا يحيى بن المغيرة حدثنا جرير عن منصور عن الحكم عن مقسم عن ابن
عباس في قول الله تعالى « فجزاء مثل ما قتل من النعم يحكم به ذوا
عدل منكم هديا بالغ الكعبة أو كفارة طعام مساكين أو عدل ذلك صياما » قال إذا
أصاب المحرم الصيد حكم عليه جزاؤه من النعم فإن لم يجد نظركم ثمنه ثم قوم ثمنه
طعاما فصام مكان كل نصف صاع يوما قال الله تعالى « أو كفارة طعام
مساكين أو عدل ذلك صياما » قال إنما أريد بالطعام الصيام أنه إذا وجد الطعام
وجد جزاؤه ورواه ابن جرير من طريق جرير وقالعلي بن أبي طلحة عن ابن عباس « هديا بالغ الكعبة أو كفارة طعام مساكين أو عدل ذلك صياما » فإذا
قتل المحرم شيئا من الصيد حكم عليه فيه فإن قتل ظبيا أو نحوه فعليه شاة تذبح بمكة
فإن لم يجد فإطعام ستة مساكين فإن لم يجد فصيام ثلاثة أيام فإن قتل إيلا أو نحوه
فعليه بقرة فإن لم يجد أطعم عشرين مسكينا فإن لم يجد صام عشرين يوما وإن قتل نعامة
أو حمار وحش أو نحوه فعليه بدنة من الإبل فإن لم يجد أطعم ثلاثين مسكينا فإن لم يجد
صام ثلاثين يوما رواه ابن أبي حاتم وابن جرير وزادوا الطعام مد مد يشبعهم وقال جابر
الجعفي عن عامر الشعبي وعطاء ومجاهد « أو عدل ذلك صياما »
قالا إنما الطعام لمن لا يبلغ الهدي رواه ابن جرير وكذا روى ابن جريج عن
مجاهد وأسباط عن السدي أنها على الترتيب وقال عطاء وعكرمة ومجاهد في رواية الضحاك
وإبراهيم النخعي هي على الخيار وهي رواية الليث عن مجاهد عن ابن عباس واختار ذلك
ابن جرير رحمه الله-وقوله « ليذوق وبال أمره » أي أوجبنا
عليه الكفارة ليذوق عقوبة فعله الذي ارتكب فيه المخالفة « عفا الله
عما سلف » أي في زمان الجاهلية لمن أحسن في الإسلام واتبع شرع الله ولم
يرتكب المعصية ثم قال « ومن عاد فينتقم الله منه » أي ومن
فعل ذلك بعد تحريمه في الإسلام وبلوغ الحكم الشرعي إليه « فينتقم
الله منه والله عزيز ذو انتقام » قال ابن جريج قلت لعطاء ما « عفا الله عما سلف » قال عما كان في الجاهلية قال قلت وما « ومن عاد فينتقم الله منه » قال ومن عاد في الإسلام فينتقم الله
منه وعليه مع ذلك الكفارة قال قلت فهل في العود من حد تعلمه قال لا قال قلت فترى
حقا على الإمام أن يعاقبه قال لا هو ذنب فيما بينه وبين الله عز وجل ولكن يفتدي
ورواه ابن جرير وقيل معناه فينتقم الله منه بالكفارة قاله سعيد بن جبير وعطاء ثم
الجهمور من السلف والخلف على أنه متى قتل المحرمالصيد وجب الجزاء ولافرق بين الأولى
والثانية والثالثة وإن تكرر ما تكرر سواء الخطأ في ذلك والعمد وقال علي بن أبي طلحة
عن ابن عباس قال من قتل شيئا من الصيد خطأ وهو محرم يحكم عليه فيه كلما قتله فإن
قتله عمدا يحكم عليه فيه مرة واحدة فإن عاد يقال له ينتقم الله منك كما قال الله عز
وجل وقال ابن جرير حدثنا عمرو بن علي حدثنا يحيى بن سعيد وابن أبي عدي جميعا عن
هشام هو ابن حسان عن عكرمة عن ابن عباس فيمن أصاب صيدا يحكم عليه ثم عاد قال لا
يحكم عليه ينتقم الله منه وهكذا قال شريح ومجاهد وسعيد بن جبير والحسن البصري
وإبراهيم النخعي رواهن ابن جرير ثم اختار القول الأول وقال ابن أبي حاتم حدثنا
العباس بن يزيد العبدي حدثنا المعتمر بن سليمان عن زيد أبي المعلي عن الحسن البصري
أن رجلا أصاب صيدا فتجوز عنه ثم عاد فأصاب صيدا آخر فنزلت نار من السماء فأحرقته
فهو قوله « ومن عاد فينتقم الله منه » وقال ابن جرير في
قوله « والله عزيز ذو انتقام » يقول عز ذكره والله منيع في
سلطانه لا يقهره قاهر ولا يمنعه من الإنتقام ممن انتقم منه ولا من عقوبة من أراد
عقوبته مانع لأن الخلق خلقه والأمر أمره له العزة والمنعة وقوله «
ذو انتقام » يعني أنه ذو معاقبة لمن عصاه على معصيته إياه


تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة المائده - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة المائده   تفسير سورة المائده - صفحة 2 Emptyالأربعاء مايو 16, 2012 12:18 am

96-أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعاً لَّكُمْ
وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُماً
وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِيَ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ



. انظر تفسير الآية 99







97-جَعَلَ اللّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَاماً لِّلنَّاسِ
وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلاَئِدَ ذَلِكَ لِتَعْلَمُواْ أَنَّ
اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَنَّ اللّهَ بِكُلِّ
شَيْءٍ عَلِيمٌ



. انظر تفسير الآية 99










98-اعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللّهَ غَفُورٌ
رَّحِيمٌ



. انظر تفسير الآية 99









99-مَّا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاَغُ وَاللّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ
وَمَا تَكْتُمُونَ



قال ابن أبي طلحة عن ابن عباس في رواية عنه وسعيد بن المسيب وسعيد بن جبير
وغيرهم في قوله تعالى « أحل لكم صيد البحر » يعني ما يصطاد
منه طريا « وطعامه » ما يتزود منه مليحا يابسا وقال ابن
عباس في الرواية المشهورة عنه صيده ما أخذ منه حيا « وطعامه »
مالفظه ميتا وكذا روي عن أبي بكر الصديق وزيد بن ثابت وعبد الله بن عمرو
وأبي أيوب الأنصاري رضي الله عنهم وعكرمة وأبي بن سلمة عبد الرحمن وإبراهيم النخعي
والحسن البصري قال سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن أبي بكر الصديق أنه
قال « طعامه » كل مافيه رواه ابن جرير وابن أبي حاتم وقال
ابن جرير حدثنا ابن حميد حدثنا جرير عن مغيرة عن سماك قال حدثت عن ابن عباس قال خطب
أبو بكر الناس فقال « أحل لكم صيد البحر وطعامه متاعا لكم »
وطعامه ما قذف قال وحدثنا يعقوب حدثنا ابن علية عن سليمان التيمي عن أبي
مجلز عن ابن عباس في قوله « أحل لكم صيد البحر وطعامه » قال
« طعامه » ما قذف وقال عكرمة عن ابن عباس قال طعامه مالفظ
من ميتة ورواه ابن جرير أيضا وقال سعيد بن المسيب طعامه مالفظه حيا أو حسر عنه فمات
رواه ابن أبي حاتم وقال ابن جرير حدثنا ابن بشار حدثنا عبد الوهاب حدثنا أيوب عن
نافع أن عبد الرحمن بن أبي هريرة سأل ابن عمر فقال إن البحر قد قذف حيتانا كثيرة
ميتة أفنأكلها فقال لا تأكلوها فلما رجع عبد الله إلى أهله أخذ المصحف فقرأ سورة
المائدة فأتي هذه الآية « وطعامه متاعا لكم وللسيارة » فقال
اذهب فقل له فليأكل فإنه طعامه وهكذا اختار ابن جرير أن المراد بطعامه مامات فيه
قال وقد روي في ذلك خبر وإن بعضهم يرويه موقوفا حدثنا هناد بن السري قال حدثنا عبدة
بن سليمان عن محمد بن عمرو حدثنا أبو سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم « أحل لكم صيد البحر وطعامه متاعا لكم » قال
طعامه مالفظه ميتا ثم قال وقد وقف بعضهم هذا الحديث على أبي هريرة حدثنا هناد حدثنا
أبن أبي زائدة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة في قوله «
أحل لكم صيد البحر وطعامه » قال طعامه مالفظه ميتا وقوله «
متاعا لكم وللسيارة » أي منفعة وقوتا لكم أيها المخاطبون «
وللسيارة » وهم جمع سيار قال عكرمة لمن كان بحضرة البحر والسفر وقال غيره
الطري لمن يصطاده من حاضرة البحر وطعامه ما مات فيهأو اصطيد منه وملح وقد يكون زادا
للمسافرين والنائين عن البحر وقد روي نحوه عن ابن عباس ومجاهد والسدي وغيرهم وقد
استدل الجمهور على حل ميتة بهذه الآية الكريمة وبما رواه الإمام مالك بن أنس عن وهب
بن كسيان عن جابر بن عبد الله قال بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعثا قبل
الساحل فأمر عليهم أبا عبيدة بن الجراح وهم ثلثمائة وأنا فيهم قال فخرجنا حتى إذا
كنا ببعض الطريق فني الزاد فأمر أبو عبيدة بأزواد ذلك الجيش فجمع ذلك كله فكان
مزودي تمر قال فكان يقوتنا كل يوم قليلا قليلا حتى فني فلم يكن يصيبنا إلا تمرة
تمرة فقال فقد وجدنا فقدها حين فنيت قال ثم انتهينا إلى البحر فإذا حوت مثل الظرب
فأكل منه ذلك الجيش ثماني عشرة ليلة ثم أمر أبو عبيدة بضلعين من أضلاعه فنصبا ثم
أمر براحلة فرحلت ومرت تحتها فلم تصبهما وهذا الحديث مخرج في الصحيحين « خ 4361 م 1935 » وله طرق عن جابر وفي صحيح مسلم « 1935 » من رواية أبي الزبير عن جابر فإذا على ساحل مثل الكثيب
الضخم فأتيناه فإذا بدابة يقال لها العنبر قال قال أبو عبيدة ميتة ثم قال لا نحن
رسل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد اضطررتم فكلوا قال فأقمنا عليه شهرا
ونحن ثلثمائة حتى سما ولقد رأيتنا نغترف من وقب عينيه بالقلال الدهن ويقتطع منه
القدر كالثور قال ولقد أخذ منا أبو عبيدة ثلاثة عشر رجلا فأقعدهم في وقب عينيه وأخذ
ضلعا من أضلاعه فأقامها ثم رحل أعظم بعير معنا فمر من تحته وتزودنا من لحمه وشائق
فلما قدمنا المدينة أتينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فذكرنا ذلك له فقال هو
رزق أخرجه الله لكم هل معكم من لحمه شيء فتطعمونا قالوا فأرسلنا إلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم منه فأكله وفي بعض روايات مسلم أنهم كانوا مع النبي صلى الله عليه
وسلم حين وجدوا هذه السمكة فقال بعضهم هي واقعة أخرى وقال بعضهم بل هي قضية واحدة
لكن كانوا أولا مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم بعثهم سرية مع أبي عبيدة فوجدوا هذه
في سريتهم تلك مع أبي عبيدة والله أعلم وقال مالك « 1/22 »
عن صفوان بن سليم عن سعيد بن سلمة من آل ابن الأزرق أن المغيرة بن أبي بردة
وهو من بني عبد الدار أخبره أنه سمع أبا هريرة سأل رجل رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقال يا رسول الله إنا نركب البحر نحمل معنا القليل من الماء فإن توضأ به
عطشنا فتتوضأ بماء البحر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الطهور ماؤه الحل
ميتته وقد روى هذا الحديث الإمامان الشافعي « 1/19 »
وأحمدبن حنبل « 2/237 » وأهل السنن الأربع « د 83 ت 69 س 1/50 جه 386 » وصححه البخاري والترمذي وابن خزيمة
« 111 » وابن حبان « 1243 » وغيرهم
وقد روي عن جماعة من الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه وقد روى الإمام
أحمد « 2/306 » وأبو داود « 1854 »
والترمذي « 850 » وابن ماجة « 3222
» من طرق عن حماد بن سلمة حدثنا أبو المهزم هو يزيد بن سفيان سمعت أبا هريرة
يقول كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حج أو عمرة فاستقبلنا جراد فجعلنا
نضربهن بعصينا وسياطنا فنقتلهن فسقط في أيدينا فقلنا ما نصنع ونحن محرمون فسألنا
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لابأس بصيد البحر أبو المهزم ضعيف والله أعلم
وقال ابن ماجة « 3221 » حدثنا هارون بن عبد الله الجمال
حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا زياد بن عبد الله بن علاثة عن موسى بن محمد بن إبراهيم
عن أبيه عن جابر وأنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دعا على الجراد
قال اللهم اهلك كباره واقتل صغاره وافسد بيضه واقطع دابره وخذ بأفواهه عن معايشنا
وأرزاقنا إنك سميع الدعاء فقال خالد يا رسول الله كيف تدعو على جند من أجناد الله
بقطع دابره فقال إن الجراد نثرة الحوت في البحر قال هاشم قال زياد فحدثني من رأى
الحوت ينثره تفرد به ابن ماجة وقد روى الشافعي « 1/849 » عن
سعيد عن ابن جريح عن عطاء عن ابن عباس أنه أنكر على من يصيد الجراد في الحرم وقد
احتج بهذه الآية الكريمة من مذهب من الفقهاء إلى أنه تؤكل دواب البحر ولم يستثن من
ذلك شيئا وقد تقدم عن الصديق أنه قال طعامه كل مافيه وقد استثنى بعضهم الضفادع
وأباح ما سواها لما رواه الإمام أحمد « 3/453 » وأبو داود
« 5269 » والنسائي « 7/210 » من
رواية ابن أبي ذئب عن سعيد بن خالد عن سعيد بن المسيب عن عبد الرحمن بن عثمان
التيمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل الضفدع وللنسائي عن عبد الله بن
عمرو قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل الضفدع وقال نقيقها تسبيح وقال
آخرون يؤكل من صيد البحر السمك ولا يؤكل الضفدع واختلفوا فيما سواهما فقيل يؤكل
سائر ذلك وقيل لا يؤكل وقيل ما أكل شبهه من البر أكل مثله في البحر وما لا يؤكل
شبهه لا يؤكل وهذه كلها وجوه في مذهبالشافعي رحمه الله تعالى وقال أبو حنيفة رحمه
الله تعالى لا يؤكل مامات في البحر كما لا يؤكل مامات في البر لعموم قوله تعالى
« حرمت عليكم الميتة » وقد ورد حديث بنحو ذلك فقال ابن
مردويه حدثنا عبد الباقي هو ابن قانع حدثنا الحسين بن إسحاق التستري وعبد الله بن
موسى بن أبي عثمان قالا حدثنا الحسين بن يزيد الطحان حدثنا حفص بن غياث عن ابن أبي
ذئب عن أبي الزبير عن جابر قال قال رسول الله صلى ا لله عليه وسلم ماصدتموه وهو حي
فمات فكلوه وما ألقي البحر ميتا طافيا فلا تأكلوه ثم رواه من طريق إسماعيل بن أمية
ويحيى بن أبي أنيسة عن أبي الزبير عن جابر به وهو منكر وقد احتج الجمهور من أصحاب
مالك والشافعي وأحمد بن حنبل بحديث العنبر المتقدم ذكره وبحديث هو الطهور ماؤه الحل
ميتته وقد تقدم أيضا وروى الإمام أبو عبد الله الشافعي عن عبد الرحمن بن زيد ابن
أسلم عن أبيه عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أحلت لنا ميتتان
ودمان فأما الميتتان فالحوت والجراد وأما الدمان فالكبد والطحال ورواه أحمد وابن
ماجة والدارقطني والبيهقي وله شواهد وروي موقوفا والله أعلم وقوله « وحرم عليكم صيد البر مادمتم حرما » أي في حال إحرامكم يحرم
عليكم الإصطياد ففيه دلالة على تحريم ذلك فإذا اصطاد المحرم الصيد متعمدا أثم وغرم
أو مخطئا غرم وحرم عليه أكله لأنه في حقه كالميتة وكذا في حق غيره من المحرمين
والمحلين عن مالك والشافعي في أحد قوليه وبه يقول عطاء والقاسم وسالم وأبو يوسف
ومحمد بن الحسن وغيرهم فإن أكله أو شيئا منه فهل يلزمه جراء ثان فيه قولان للعلماء
« أحدهما » نعم قال عبد الرزاق عن ابن جريج عن عطاء قال إن
ذبحه ثم أكله فكفارتان وإليه ذهب طائفة « والثاني » لاجزاء
عليه نص عليه مالك بن أنس قال أبو عمر بن عبد البر وعلى هذا مذاهب فقهاء الأمصار
وجمهور العلماء ثم وجهه أبو عمر بما لو وطئ ثم وطئ ثم وطئ قبل أن يحد فإنما عليه حد
واحد وقال أبو حنيفة عليه قيمة ما أكل وقال أبو ثور إذا قتل المحرم الصيد فعليه
جزاؤه وحلال أكل ذلك الصيد إلا أنني أكرهه للذي قتله للخبر عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم صيد البر لكم حلال وأنتم حرم ما لم تصيدوه أو يصد لكم وهذا الحديث سيأتي
بيانه وقوله بإباحته للقاتل غريب وأما لغيره ففيه خلاف قد ذكرنا المنع عمن تقدم
وقال آخرون بإباحته لغير القاتل سواء المحرمون والمحلون لهذا الحديث والله أعلم
وأما إذا صاد حلال صيدا فأهداه إلى محرم فقد ذهب ذاهبون إلى إباحته مطلقا ولم
يستفصلوا بين أن يكون قد صاده من أجله أم لا حكى هذا القول أبو عمر بن عبد البر عن
عمر بن الخطاب وأبي هريرة والزبير بن العوام وكعب الأحبار ومجاهد وعطاء في رواية
وسعيد بن جبير وبه قال الكوفيون قال ابن جرير حدثنا محمد بن عبد الله بن بزيع حدثنا
بشر بن المفضل حدثنا سعيد عن قتادة أن سعيد بن المسيب حدثه عن أبي هريرة أنه سئل عن
لحم صيد صاده حلال أيأكله المحرم قال فأفتاهم بأكله ثم لقي عمر بن الخطاب فأخبره
بما كان من أمره فقال لو أفتيتهم بغير هذا لأوجعت لك رأسك وقال آخرون لا يجوز أكل
الصيد للمحرم بالكلية ومنعوا من ذلك مطلقا لعموم هذه الآية الكريمة وقال عبد الرزاق
عن معمر عن ابن طاوس وعبد الكريم عن ابن أبي أمية عن طاوس عن ابن عباس أنه كره أكل
الصيد للمحرم وقال هي مبهمة يعني قوله « وحرم عليكم صيد البر
مادمتم حرما » قال وأخبرني معمر عن الزهري عن ابن عمر أنه كان يكره للمحرم
أن يأكل من لحم الصيد على كل حال قال معمر وأخبرني أيوب عن نافع عن ابن عمر مثله
قال ابن عبد البر وبه قال طاوس وجابر بن زيد وإليه ذهب الثوري وإسحاق بن راهويه في
رواية وقد روي نحوه عن علي بن أبي طالب رواه ابن جرير من طريق سعيد بن أبي عروبة عن
قتادة عن سعيد بن المسيب أن عليا كره أكل لحم الصيد للمحرم على كل حال وقال مالك
والشافعي وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه في رواية والجمهور إن كان الحلال قد قصد
المحرم بذلك الصيد لم يجز للمحرم أكله لحديث الصعب بن جثامة أنه أهدى للنبي صلى
الله عليه وسلم حمارا وحشيا وهو بالأبواء أو بودان فرده عليه فلما رأى ما في وجهه
قال إنا لم نرده عليك إلا أنا حرم وهذا الحديث مخرج في الصحيحين «
خ 1825 م 2573 » وله ألفاظ كثيرة قالوا فوجهه أن النبي صلى الله عليه وسلم
ظن أن هذا إنما صاده من أجلهفرده لذلك فأما إذا لم يقصده بالاصطياد فإنه يجوز له
الأكل منه لحديث أبي قتادة حين صاد حمار وحش وكان حلالا لم يحرم وكان أصحابه محرمين
فتوقفوا في أكله ثم سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هل كان منكم أحد أشار
إليها وأعان في قتلها قالوا لا قال فكلوا وأكل منها رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهذه القصة ثابتة أيضا في الصحيحين « خ 1824 م 1196 »
بألفاظ كثيرة وقال الإمام أحمد « 3/362 » حدثنا سعيد
بن منصور وقتيبة بن سعيد قالا حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن عمرو بن أبي عمرو عن
المطلب بن عبد الله بن حنطب عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم وقال قتيبة في حديثه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول صيد البر لكم
حلال قال سعيد وأنتم حرم ما لم تصيدوه أو يصد لكم وكذا رواه أبو داود « 1851 » والترمذي « 846 » والنسائي « 5/187 » جميعا عن قتيبة وقال الترمذي لا نعرف للمطلب سماعا من
جابر ورواه الإمام محمد بن إدريس الشافعي « 1/839 » رضي
الله عنه من طريق عمرو بن أبي عمرو عن مولاه المطلب عن جابر ثم قال وهذا أحسن حديث
روي في هذا الباب وأقيس وقال مالك « 1/354 » رضي الله عنه
عن عبد الله بن أبي بكر عن عبد الله بن عامر بن ربيعة قال رأيت عثمان بن عفان
بالعرج وهو محرم في يوم صائف قد غطى وجهه بقطيفة أرجوان ثم أتى بلحم صيد فقال
لأصحابه كلوا فقالوا أولا تأكل أنت فقال إني لست كهيئتكم إنما صيد من أجلي



تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة المائده - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة المائده   تفسير سورة المائده - صفحة 2 Emptyالأربعاء مايو 16, 2012 12:22 am

100-قُل لاَّ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ
الْخَبِيثِ فَاتَّقُواْ اللّهَ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ



. انظر تفسير الآية 102








101-يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ
لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُواْ عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ
لَكُمْ عَفَا اللّهُ عَنْهَا وَاللّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ



. انظر تفسير الآية 102









102-قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِّن قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُواْ بِهَا كَافِرِينَ



يقول تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم « قل » يا محمد
« لا يستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك » أي يا أيها الإنسان
« كثرة الخبيث » يعني أن القليل الحلال النافع خير من
الكثير الحرام الضار كما جاء في الحديث ما قل وكفى خير مما كثر وألهى وقال أبو
القاسم البغوي في معجمه حدثنا أحمد بن زهير حدثنا الحوطي حدثنا محمد بن شعيب حدثنا
معان بن رفاعة عن أبي عبد الملك علي بن اليزيد عن القاسم عن أبي أمامة أن ثعلبة بن
حاطب الأنصاري قال يا رسول الله ادع الله أن يرزقني مالا فقال النبي صلى الله عليه
وسلم قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه « فاتقوا الله يا أولي
الألباب » أي ياذوي العقول الصحيحة المستقيمة وتجنبوا الحرام ودعوه واقنعوا
بالحلال واكتفوا به لعلكم تفلحون أي في الدنيا والآخرة ثم قال تعالى « يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم » هذا
تأديب من الله تعالى لعباده المؤمنين ونهي لهم عن أن يسألوا عن أشياء مما
لافائدةلهم في السؤال والتنقيب عنها لأنها إن أظهرت لهم تلك الأمور ربما ساءتهم وشق
عليهم سماعها كما جاء في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يبلغني أحد
عن أحد شيئا إني أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر وقال البخاري «
4621 » حدثنا منذر بن الوليد بن عبد الرحمن الجارودي حدثنا أبي حدثنا شعبة
عن موسى بن أنس عن أنس بن مالك قال خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة ما سمعت
مثلها قط وقال فيها لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا قال فغطى أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم وجوههم لهم حنين فقال رجل من أبي قال فلان فنزلت هذه
الآية « لاتسألوا عن أشياء » رواه النضر وروح بن وعبادة عن
شعبة وقد رواه البخاري في غير هذا الموضع « 6486و 7295 »
ومسلم « 2359 » وأحمد « 3/206 »
والترمذي « 3056 » والنسائي « كبرى
11154 » من طرق عن شعبة بن الحجاج به وقال ابن جرير حدثنا بشر حدثنا يزيد
حدثنا سعيد عن قتادة في قوله « يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن
أشياء إن تبد لكم تسؤكم » الآية قال فحدثنا أن أنس بن مالك حدثه أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم سألوه حتى أحفوه بالمسألة فخرج عليهم ذات يوم فصعد المنبر
فقال لا تسألوني اليوم عن شيء إلا بينته لكم فأشفق أصحاب رسول الله صلى الله عليه
وسلم أن يكون بين يدي أمر قد حضر فجعلت لا ألتفت يمينا ولا شمالا إلا وجدت كلا لافا
رأسه في ثوبه يبكي فأنشأ رجل كان يلاحيفيدعى إلى غير أبيه فقال يانبي الله من أبي
قال أبوك حذافة قال ثم قام عمر أو قال فأنشأ عمر فقال رضينا بالله ربا وبالإسلام
دينا وبمحمد رسولا عائذا بالله أو قال أعوذ بالله من شر الفتن قال وقال رسول الله
صلى الله صلى الله عليه وسلم لم أر في الخير والشر كاليوم قط صورت لي الجنة والنار
حتى رأيتهما دون الحائط أخرجاه « خ 7090 م 2359 » من طريق
سعيد ورواه معمر عن الزهري عن أنس بنحو ذلك أو قريبا منه قال الزهري فقالت أم عبد
الله بن حذافة مارأيت ولدا أعق منك قط أكنت تأمن أن تكون أمك قد قارفت ما قارف أهل
الجاهلية فتفضحها على رؤس الناس فقال والله لو ألحقني بعبد أسود للحقته « خ 7294 م 2359 » وقال ابن جرير أيضا حدثنا الحارث حدثنا عبد
العزيز حدثنا قيس عن أبي حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة قال خرج رسول الله صلى الله
عليه وسلم وهو غضبان محمار وجهه حتى جلس على المنبر فقام إليه رجل فقال أين أنا قال
في النار فقام آخر فقال من أبي فقال أبوك حذافة فقام عمر بن الخطاب فقال رضينا
بالله ربا وبلإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا وبالقرآن إماما إنا يا
رسول الله حديثو عهد بجاهلية وشرك والله أعلم من آباؤنا قال فسكن غضبه ونزلت هذه
الآية « يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم
» الآية إسناده جيد وقد ذكر هذه القصة مرسلة غير واحد من السلف منهم أسباط
عن السدي أنه قال في قوله تعالى « يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا
عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم » قال غضب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما من
الأيام فقام خطيبا فقال سلوني فإنكم لا تسألوني عن شيء إلا أنبأتكم به فقام إليه
رجل من قريش من بني سهم يقال له عبد الله بن حذافة وكان يطعن فيه فقال يا رسول الله
من أبي فقال أبوك فلان فدعاه لأبيه فقام إليه عمر بن الخطاب فقبل رجله وقال يا رسول
الله رضينا بالله ربا وبك نبيا وبلإسلام دينا وبالقرآن إماما فاعف عنا عفا الله عنك
فلم يزل به حتى رضي فيومئذ قال الولد للفراش وللعاهر الحجر ثم قال البخاري « 2622 » حدثنا الفضل بن سهل حدثنا أبو النضر حدثنا أبو خيثمة
حدثنا أبو الجويرية عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان قوم يسألون رسول الله صلى
الله عليه وسلم استهزاء فيقول الرجل من أبى ويقول الرجل تضل ناقته أين ناقتي فأنزل
الله فيهم هذه الآية « يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن
تبد لكم تسؤكم » حتى فرغ من هذه الآية كلها تفرد به البخاري وقال الإمام
أحمد « 1/113» حدثنا منصور بن وردان الأسدي حدثنا علي بن
عبد الأعلى عن أبيه عن أبي البختري وهو سعيد بن فيروز عن علي قال لما نزلت هذه
الآية « ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا »
قالوا يا رسول الله أفي كل عام فسكت قال ثم قالوا أفي كل عام فقال لا ولو
قلت نعم لوجبت ولو وجبت لما استطعتم فأنزل الله « يا أيها الذين
آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم » الآية وكذا رواه الترمذي « 814 » وابن ماجة « 2884 » من طريق منصور
بن وردان به وقال الترمذي غريب من هذا الوجه وسمعت البخاري يقول أبو البختري لم
يدرك عليا وقال ابن جرير حدثنا أبو كريب حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن إبراهيم بن
مسلم الهجري عن أبي عياض عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن
الله كتب عليكم الحج فقال رجل أفي كل عام يا رسول الله فأعرض عنه حتى عاد مرتين أو
ثلاثا فقال من السائل فقال فلان فقال والذي نفسي بيده لو قلت نعم لوجبت ولو وجبت
عليكم ما أطقتموه ولو تركتموه لكفرتم فأنزل الله عز وجل « يا أيها
الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم » حتى ختم الآية ثم رواه
ابن جرير من طريق الحسين بن واقد عن محمد بن زياد عن أبي هريرة وقال فقام محصن
الأسدي وفي رواية من هذا الطريق عكاشة بن محصن وهو أشبه وإبراهيم بن مسلم الهجري
ضعيف وقال ابن جرير أيضا حدثني زكريا بن يحيى بن أبان المصري حدثنا أبو زيد عبد
الرحمن بن أبي الغمر حدثنا أبو مطيع معاوية بن يحيى عن صفوان بن عمرو حدثني سليم بن
عامر قال سمعت أبا أمامة الباهلي يقول قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال كتب
عليكم الحج فقام رجل من الأعراب فقال أفي كل عام قال فغلق كلام رسول الله صلى الله
عليه وسلم وأسكت وأغضب واستغضب ومكث طويلا ثم تكلم فقال من السائل فقال الأعرابي
أنا ذا فقال ويحك ماذا يؤمنك أن أقول نعم والله لو قلت نعم لوجبت ولو وجبت لكفرتم
ألا إنه إنما أهلك الذين من قبلكم أئمة الحرج والله لو أني أحللت لكم جميع ما في
الأرض وحرمت عليكم منها موضع خف لوقعتم فيه قال فأنزل الله عند ذلك « يا أيها الذين آمنوا لا تسألواعن أشياء إن تبد لكم تسؤكم » إلى
آخر الآية في إسناده ضعف وظاهر الآية النهي عن السؤال عن الأشياء التي إذا علم بها
الشخص ساءته فالأولى الإعراض عنها وتركها وما أحسن الحديث الذي رواه الإمام أحمد
« 1/395 » حيث قال حدثنا حجاج قال سمعت إسرائيل بن يونس عن
الوليد بن أبي هشام مولى الهمداني عن زيد بن زائد عن عبد الله بن مسعود قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه لا يبلغني أحد عن أحد شيئا فإني أحب أن أخرج
إليكم وأنا سليم الصدر الحديث وقد رواه أبو داود « 4860 »
والترمذي « 3896 » من حديث أسرائيل قال أبو داود عن
الوليد وقال الترمذي عن إسرائيل عن السدي عن الوليد بن أبي هاشم به ثم قال الترمذي
غريب من هذا الوجه وقوله تعالى « وإن تسألوا عنها حين ينزل القرآن
تبد لكم » أي وإن تسألوا عن هذه الأشياء التي نهيتم عن السؤال عنها حين ينزل
الوحي على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تبين لكم « وذلك على
الله يسير » ثم قال « عفا الله عنها » أي عما كان
منكم قبل ذلك « والله غفور حليم » وقيل المراد بقوله « وإن تسألوا عنها حين ينزل القرآن تبد لكم » أي لا تسألوا عن
أشياء تستأنفون السؤال عنها فلعله قد ينزل بسبب سؤالكم تشديد أو تضييق وقد ورد في
الحديث عظم المسلمين جرما من سأل عن شيء لم يحرم فحرم من أجل مسألته « خ 7289 م 2358 » ولكن إذا نزل القرآن بها مجملة فسألتم عن
بيانها بينت لكم حينئذ لاحتياجكم إليها « عفا الله عنها »
أي ما لم يذكره في كتابه فهو مما عفا عنه فاسكتوا أنتم عنها كما سكت عنها
وفي الصحيح « خ 7288 م 1337 عقب 2357 » عن رسول الله صلى
الله عليه وسلم أنه قال ذروني ما تركتكم فإنما أهلك من كان قبلكم كثرة سؤالهم
واختلافهم على أنبيائهم وفي الحديث الصحيح أيضا إن الله تعالى فرض فرائض فلا
تضيعوها وحد حدودا فلا تعتدوها وحرم أشياء فلا تنتهكوها وسكت عن أشياء رحمة بكم غير
نسيان فلا تسألوا عنها ثم قال تعالى « قد سألها قوم من قبلكم ثم
أصبحوا بها كافرين » أي قد سأل هذه المسائل المنهي عنها قوم من قبلكم
فأجيبوا عنها ثم لم يؤمنوا بها فأصبحوا بها كافرين أي بسببها أن بينت لهم فلم
ينتفعوا بها لأنهم لم يسألوا على وجه الإسترشاد بل على وجه الإستهزاء والعناد وقال
العوفي عن ابن عباس في الآية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن في الناس فقال
ياقوم كتب عليكم الحج فقام رجل من بني أسد فقال يا رسول الله أفي كل عام فأغضب رسول
الله صلى الله عليه وسلم غضبا شديدا فقال والذي نفسي بيده لو قلت نعم لوجبت ولو
وجبت مااستطعتم وإذا لكفرتم فاتركوني ما تركتكم وإذا أمرتكم بشيء فافعلوا وإذا
نهيتكم عن شيء فانتهوا عنه فأنزل الله هذه الآية نهاهم أن يسألوا عن مثل الذي سألت
عنه النصارى من المائدة فأصبحوا بها كافرين فنهى الله عن ذلك وقال لا تسألوا عن
أشياء إن نزل القرآن فيها بتغليظ ساءكم ذلك ولكن انتظروا فإذا انزل القرآن فإنكم لا
تسألون عن شيء إلا وجدتم تبيانه رواه ابن جرير وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس
« يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم وإن
تسألوا عنها حين ينزل القرآن تبد لكم » قال فلما نزلت آية الحج نادى النبي
صلى الله عليه وسلم في الناس فقال يا أيها الناس إن الله قد كتب علكم الحج فحجوا
فقالوا يا رسول الله أعاما واحدا أم كل عام فقال لا بل عاما واحدا ولو قلت كل عام
لوجبت ولو وجبت لكفرتم ثم قال الله تعالى « يا أيها الذين آمنوا لا
تسألوا عن أشياء » إلى قوله « ثم أصبحوا بها كافرين »
رواه ابن جرير وقال خصيف عن مجاهد عن ابن عباس « لاتسألوا
عن أشياء » قال هي البحيرة والوصيلة والسائبة والحام ألا ترى أنه قال بعدها
« ماجعل الله من بحيرة » ولا كذا ولاكذا قال وأما عكرمة
فقال إنهم كانوا يسألونه عن الآيات فنهوا عن ذلك ثم قال « قد سألها
قوم من قبلكم ثم أصبحوا كافرين » رواه ابن جرير يعني عكرمة رحمه الله أنه
المراد بهذا النهي عن سؤال وقوع الآيات كما سألت قريش أن يجري لهم أنهارا وأن يجعل
لهم الصفا ذهبا وغير ذلك وكما سألت اليهود أن ينزل عليهم كتابا من السماء وقد قال
الله تعالى « وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون
وآتينا ثمود الناقة مبصرة فظلموا بها وما نرسل بالآيات إلا تخويفا » وقال
تعالى « وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءتهم آية ليؤمنن بها قل
إنما الآيات عند الله وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون ونقلب أفئدتهم وأبصارهم
كما لم يؤمنوا به أول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة
وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ماكانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء اللهولكن
أكثرهم يجهلون »


تفسير ابن كثير_أبو الفداء
إسماعيل بن كثير

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة المائده - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة المائده   تفسير سورة المائده - صفحة 2 Emptyالأربعاء مايو 16, 2012 12:24 am

103-مَا جَعَلَ اللّهُ مِن بَحِيرَةٍ وَلاَ سَآئِبَةٍ وَلاَ وَصِيلَةٍ وَلاَ
حَامٍ وَلَـكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ
وَأَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ



. انظر تفسير الآية 104






104-وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى
الرَّسُولِ قَالُواْ حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ
آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ



قال البخاري « 4623 » حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا
إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب قال البحيرة التي
يمنع درها للطواغيت فلا يحلبها أحد من الناس والسائبة كانوا يسيبونها لآلهتهم لا
يحمل عليها شيء وقال أبو هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت عمرو بن عامر
الخزاعي يجر قصبه في النار كان أول من سيب السوائب والوصيلة الناقة البكر تبكر في
أول نتاج الإبل ثم تثني بعد بأنثى وكانوا يسيبونها لطواغيتهم إن وصلت إحداهما
بالآخرى ليس بينهما ذكر والحام فحل الإبل يضرب الضراب المعدود فإذا قضي ضرابه ودعوه
للطواغيت وأعفوه من الحمل فلم يحمل عليه شيء وسموه الحامي وكذا رواه مسلم « 2856 » والنسائي « كبرى 11156 » من حديث
إبراهيم بن سعد به ثم قال البخاري « 4623 » وقال لي أبو
اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال سمعت سعيدا يخبر بهذا قال وقال أبو هريرة عن
النبي صلى الله عليه وسلم نحوه ورواه ابن الهاد عن ابن شهاب عن سعيد عن أبي هريرة
رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الحاكم أراد البخاري أن يزيد
بن عبد الله بن الهاد رواه عن عبد الوهاب بن بخت عن الزهري كذا حكاه شيخنا أبو
الحجاج المزني في الأطراف « 13202 » وسكت ولم ينبه عليه
وفيما قاله الحاكم نظر فإن الإمام أحمد وأبا جعفر بن جرير روياه من حديث الليث بن
سعد عن ابن الهاد عن الزهري نفسه والله أعلم ثم قال البخاري « 3624
» حدثنا محمد بن أبي يعقوب أبو عبد الله الكرماني حدثنا حسان بن إبراهيم
حدثنا يونس عن الزهري عن عروة أن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم رأيت جهنم يحطم بعضها بعضا ورأيت عمرا يجر قصبة وهو أول من سيب
السوائب تفرد به البخاري وقال ابن جرير حدثنا هناد حدثنا يونس بن بكير حدثنا محمد
بن إسحاق حدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث عن أبي صالح عن أبي هريرة قال سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول لأكثم بن الجون يا أكثم رأيت عمرو بن لحي بن قمعة بن
خندف يجر قصبه في النار فما رأيت رجلا أشبه برجل به منك ولا به منك فقال أكثم تخشى
أن يضر بي شبهه يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا إنك مؤمن وهو
كافر إنه أول من غير دين إبراهيم وبحر البحيرة وسيب السائبة وحمى الحامي ثم رواه عن
هناد عن عبدة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه
وسلم بنحوه أو مثله ليسهذان الطريقان في الكتب وقال الإمام أحمد «
1/446 » حدثنا عمرو بن مجمع حدثنا إبراهيم الهجري عن أبي الأحوص عن عبد الله
بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن أول من سيب السوائب وعبد الأصنام أبو
خزاعة عمرو بن عامر وإني رأيته يجر أمعاءه في النار تفرد به أحمد من هذا الوجه وقال
عبد الرزاق أنبأنا معمر عن زيد بن أسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني
لأعرف أول من سيب السوائب وأول من غير دين إبراهيم عليه السلام قالوا ومن هو يا
رسول الله قال عمرو بن لي أخو بني كعب لقد رأيته يجر قصبه في النار تؤذي رائحته أهل
النار وإني لأعرف أول من بحر البحائر قالوا ومن هو يا رسول الله قال رجل من بني
مدلج كانت له ناقتان فجدع آذانهما وحرم ألبانهما ثم شرب ألبانهما بعد ذلك فلقد
رأيته في النار وهما يعضانه بأفواههما ويطآنه بأخفافهما فعمرو هذا هو ابن لحي بن
قمعة أحد رؤساء خزاعة الذين ولوا البيت بعد جرهم وكان أول من غير دين إبراهيم
الخليل فأدخل الأصنام إلى الحجاز ودعا الرعاع من الناس إلى عبادتها والتقرب بها
وشرع لهم هذه الشرائع الجاهلية في الأنعام وغيرها كما ذكره الله تعالى في سورة
الأنعام عند قوله تعالى « وجعلوا الله مما ذرأ من الحرث والأنعام
نصيبا » إلى آخر الآيات في ذلك فأما البحيرة فقال علي بن أبي طلحة عن ابن
عباس رضي الله عنهما هي الناقة إذا نتجت خمسة أبطننظروا إلى الخامس فإن كان ذكرا
ذبحوه فأكله الرجال دون النساء وإن كان أنثى جدعوا آذانها فقالوا هذه بحيرة وذكر
السدي وغيره قريبا من هذا وأما السائبة فقال مجاهد هي من الغنم نحو مافسر من
البحيرة إلا أنها ماولدت من ولد كان بينها وبينه ستة أولاد كانت عليه هيئتها فإذا
ولدت السابع ذكرا أو ذكرين ذبحوه فأكله رجالهم دون نسائهم وقال محمد بن إسحاق
السائبة هي الناقة إذا ولدت عشر إناث من الولد ليس بينهن ذكر سيبت فلم تركب ولم يجز
وبرها ولم يحلب لبنها إلا الضيف وقال أبو روق السائبة كان الرجل إذا خرج فقضيت
حاجته سيب من ماله ناقة أو غيرها فجعلها للطواغيت فما ولدت من شيء كان لها وقال
السدي كان الرجل منهم إذا قضيت حاجته أو عوفي من مرض أو كثر ماله سيب شيئا من ماله
للأوثان فمن عرض له من الناس عوقب بعقوبة في الدنيا وأما الوصية فقال علي بن أبي
طلحة عن ابن عباس هي الشاة إذا نتجت سبعة أبطن نظروا إلى السابع فإن كان ذكرا وهو
ميت اشترك فيه الرجال دون النساء وإن كان انثى استحيوهما وإن كان ذكرا وأنثى في بطن
واحد استحيوهما وقالوا وصلته أخته فحرمته علينا رواه ابن أبي حاتم وقال عبد الرزاق
أنبأنا معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب « ولا وصيلة » قال
فالوصيلة من الإبل كانت الناقة تبتكر من الأنثى ثم ثنت بأنثى فسموها الوصيلة
ويقولون وصلت أنثيين ليس بينهما ذكر فكانوا يجعدونها لطواغيتهم وكذا روي عن الإمام
مالك بن أنس رحمه الله تعالى وقال محمد بن إسحاق « 1/133 »
الوصيلة من الغنم إذا ولدت عشر إناث في خمسة أبطن توأمين توأمين في كل بطن
سميت الوصيلة وتركت فما ولدت بعد ذلك من ذكر أو أنثى جعلت للذكور دون الإناث وإن
كانت ميتة اشتركوا فيها وأما الحامي فقال العوفي عن ابن عباس قال كان الرجل إذا لقح
فحله عشرا قيل حام فاتركوه وكذا قال أبو روق وقتادة وقال علي بن أبي طلحة عن ابن
عباس وأما الحام فالفحل من الإبل إذا ولد لولده قالوا حمى هذا ظهره فلا يحملون عليه
شيئا ولايجزون له وبرا ولا يمنعونه من حمى رعي ومن حوض يشرب منه وإن كان الحوض لغير
صاحبه وقال ابن وهب سمعت مالكا يقول أما الحام فمن الإبل كان يضرب في الإبل فإذا
انقضى ضرابه جعلوا عليه ريش الطواويس وسيبوه وقد قيل غير ذلك في تفسير هذه الآية
وقد ورد في ذلك حديث رواه ابن أبي حاتم من طريق أبي إسحاق السبيعي عن أبي الأحوص
الجشمي عن أبيه مالك بن نضلة قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في خلقان من الثياب
فقال لي هل لك مال فقلت نعم قال من أي المال قال فقلت من كل المال من الإبل والغنم
والخيل والرقيق قال فإذا أتاك الله مالا فكثر عليك ثم قال تنتج إبلك وافية آذانها
قال قلت نعم قال وهل تنتج الإبل إلا كذلك قال فلعلك تأخذ الموسي فتقطع آذان طائفة
منها وتقول هذه بحير وتشق آذان طائفة منها وتقول هذه حرم قلت نعم قال فلا تفعل إن
كل ما أتاك الله لك حل ثم قال « ماجعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا
وصيلة ولا حام » أما البحيرة فهي التي يجدعون آذانها فلا تنتفع امرأته ولا
بناته ولا أحد من أهل بيته بصوفها ولا أوتارها ولا أشعارها ولا ألبانها فإذا ماتت
اشتركوا فيها وأما السائبة فهي التي يسيبون لآلهتهم ويذهبون إلى آلهتهم فيسيبونها
وأما الوصيلة فالشاة تلد ستة أبطن فإذا ولدت السابع جدعت وقطع قرنها فيقولون قد
وصلت فلا يذبحونها ولا تضرب ولا تمنع مهما وردت على حوض هكذا يذكر تفسير ذلك مدرجا
في الحديث وقد روي من وجه آخر عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عوف بن مالك من قوله وهو
أشبه وقد روى هذا الحديث الإمام أحمد « 4/136 » عن سفيان بن
عيينة عن أبي الزعراء عمرو بن عمرو عن عمه أبي الأحوص عوف بن مالك بن نضلة عن أبيه
به وليس فيه تفسير هذه والله أعلم وقوله تعالى « ولكن الذين كفروا
يفترون على الله الكذب وأكثرهم لا يعقلون » أي ما شرع الله هذه الأشياء ولا
هي عنده قربة ولكن المشركين افتروا ذلك وجعلوه شرعا لهم وقربة يتقربون بها اليه
وليس ذلك بحاصل لهم بل هو وبال عليهم « وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما
أنزل الله والى الرسول قالوا حسبنا ماوجدنا عليه آباءنا » أي دعوا إلى دين
الله وشرعه وما أوجبه وترك ماحرمه قالوا يكفينا ماوجدنا عليه الآباء والأجداد من
الكطرائق والمسالك قال الله تعالى « أولو كان آباؤهم لا يعلمون
شيئا » أي لا يفهمون حقا ولا يعرفونه ولا يهتدون إليه فكيف يتبعونهم والحالة
هذه لا يتبعهم إلا من هو أجهل منهم وأضل سبيلا


تفسير
ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة المائده - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة المائده   تفسير سورة المائده - صفحة 2 Emptyالأربعاء مايو 16, 2012 12:25 am

105-يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم
مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم
بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ



يقول الله تعالى آمرا عباده المؤمنين أن يصلحوا أنفسهم ويفعلوا الخير بجهدهم
وطاقتهم ومخبرا أنه من أصلح أمره لا يضره فساد من فسد من الناس سواء كان قريبا منه
أو بعيدا وقال العوفي عن ابن عباس في تفسير هذه الآية يقول تعالى إذا ماالعبد
أطاعني فيما أمرته به من الحلال ونهيته عنه من الحرام فلا يضره من ضل بعده إذا عمل
بما أمرته به وكذا روى الوالبي عنه وهكذا قال مقاتل بن حيان فقوله تعالى « يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم » نصب على الإغراء « لايضركم من ضل إذا اهتديتم إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم
تعملون » أي فيجازي كل عامل بعمله إن خيرا فخير وإن شرا فشر وليس فيها دليل
عللا ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إذا كان فعل ذلك ممكنا وقد قال الإمام
أحمد رحمه الله « 1/8 » حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا زهير
يعني ابن معاوية حدثنا إسماعيل بن أبي خالد حدثنا قيس قال قام أبو بكر الصديق رضي
الله عنه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس إنكم تقرؤن هذه الآية « يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم »
وإنكم تضعونها على غير موضعها وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
إن الناس إذا رأوا النكر ولا يغيرونه يوشك الله عز وجل أن يعمهم بعقابه قال وسمعت
أبا بكر يقول يا أيها الناس إياكم والكذب فإن الكذب مجانب للإيمان وقد روى هذا
الحديث أصحاب السنن الأربعة « د 4338 ت 2168 جه4005 س كبرى 11157 »
وابن حبان في صحيحه « 304 » وغيرهم من طرق كثيرة عن
جماعة كثيرة عن إسماعيل بن أبي خالد به متصلا مرفوعا ومنهم من رواه عنه به موقوفا
عن الصديق وقد رجح رفعه الدارقطني وغيره وذكرنا طرقه والكلام عليه مطولا في مسند
الصديق رضي الله عنه وقال أبو عيسى الترمذي « 3058 » حدثنا
سعيد بن يعقوب الطالقاني حدثنا عبد الله بن المبارك حدثنا عتبة بن أبي حكيم حدثنا
عمرو بن جارية اللخمي عن أبي أمية الشعياني قال أتيت أبا ثعلبة الخشني فقلت له كيف
تصنع في هذه الآية قال أية آية قلت قول الله تعالى « يا أيها الذين
آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم » قال أما والله سألت عنها
خبيرا سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بل ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن
المنكر حتى إذا رأيت شحامطاعا وهوى متبعا ودنيا مؤثرة وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك
بخاصة نفسك ودع العوام فإن من ورائكم أياما الصابر فيهن مثل القابض على الجمر
للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلا يعملون كعملكم قال عبد الله بن المبارك وزاد غير
عتبة قيل يا رسول الله أجر خمسين رجلا منا أو منهم قال بل أجر خمسين رجلا منكم ثم
قال الترمذي هذا حديث حسن غريب صحيح وكذا رواه داود « 4341 »
من طريق ابن المبارك ورواه ابن ماجة « 4014 » وابن
جرير وابن أبي حاتم عن عتبة بن أبي الحكم وقال عبد الرزاق أنبأنا معمر عن الحسن أن
ابن مسعود رضي الله عنه سأله رجل عن قول الله « عليكم أنفسكم
لآيضركم من ضل إذا اهتديتم » فقال إن هذا ليس بزمانها إنها اليوم مقبولة
ولكنه قد يوشك أن يأتي زمانها تأمرون فيصنع بكم كذا وكذا أو قال فلا يقبل منكم
فحينئذ عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل ورواه أبو جعفر الرازي عن الربيع عن أبي
العافية عن ابن مسعود في قوله « يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم
لا يضركم من ضل » الآية قال كانوا عند عبد الله بن مسعود جلوسا فكان بين
رجلين بعض ما يكون بين الناس حتى قام كل واحد منهما إلى صاحبه فقال رجل من جلساء
عبد الله ألا أقوم فآمرهما بالمعروف وأنهاهما عن المنكر فقال آخر إلى جنبه عليك
بنفسك فإن الله يقول « عليكم أنفسكم » الآية قال فسمعها ابن
مسعود فقال مه لم يجئ تأويل هذه بعد إن القرآن أنزل حيث أنزل ومنه آي قد مضى
تأويلهن قبل أن ينزلن ومنه آي قد وقع تأويلهن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
ومنه آي وقع تأويلهن بعد النبي صلى اللهعليه وسلم بيسير ومنه آي يقع تأويلهن بعد
اليوم ومنه آي تأويلهن عند الساعة ومنه آي يقع تأويلهن يوم الحساب ماذكر من الحساب
والجنة والنار فما دامت قلوبكم واحدة وأهواؤكم واحدة ولم تلبسوا شيعا ولم يذق بعضكم
بأس بعض فأمروا وانهوا وإذا اختلفت القلوب والأهواء وألبستم شيعا وذاق بعضكم بأس
بعض فأمرؤ ونفسه وعند ذاك جاءنا تأويل هذه الآية رواه ابن جرير وقال ابن جرير حدثنا
الحسن بن عرفة شبابة بن سوار وحدثنا الربيع بن صبيح عن سفيان بن عقال قال قيل لابن
عمر لو جلست في هذه الأيام فلم تأمر ولم تنه فإن الله قال « عليكم
أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم » فقال ابن عمر إنها ليست لي ولا لأصحابي
لأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال ألا فليبلغ الشاهد الغائب فكنا نحن
الشهود وأنتم الغيب ولكن هذه الآية لأقوام يجيئون من بعدنا إن قالوا لم يقبل منهم
وقال أيضا حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر وأبو عاصم قالا حدثنا عوف عن سوار
بن شبيب قال كنت عند ابن عمر إذ أتاه رجل جليد العين شديد اللسان فقال يا أبا عبد
الرحمن نفر ستة كلهم قد قرأ القرآن فأسرع فيه وكلهم مجتهد لا يألو وكلهم بغيض اليه
أن نأتي دناءة إلا الخير وهم في ذلك يشهد بعضهم على بعض بالشرك فقال رجل من القوم
وأي دناءة تريد أكثر من أن بشهد بعضهم على بعض بالشرك فقال الرجل إني لست إياك أسأل
إنما أسأل الشيخ فأعاد على عبد الله الحديث فقال عبد الله لعلك ترى لا أبالك أني
سآمرك أن تذهب فتقتلهم عظهم وانههم وإن عصوك فعليك بنفسك فإن الله عز وجل يقول
« يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم » الآية وقال أيضا
حدثني أحمد بن المقدام حدثنا المعتمر بن سليمان سمعت أبي حدثنا قتادة عن أبي مازن
قال انطلقت على عهد عثمان إلى المدينة فإذا قوم من المسلمين جلوس فقرأ أحدهم هذه
الآية « عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل » فقال أكثرهم لم يجئ
تأويل هذه الآية اليوم وقال حدثنا القاسم حدثنا الحسين حدثنا ابن فضالة عن معاوية
بن صالح عن جبير بن نفير قال كنت في حلقة فيها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
وإني لأصغر القوم فتذاكروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقلت أنا أليس الله
يقول في كتابه « يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل
إذا اهتديتم » فأقبلوا علي بلسان واحد وقالوا تنزع آية من القرآن لا تعرفها
ولا تدري ما تأويلها فتمنيت أني لم أكن تكلمت وأقبلوا يتحدثون فلما حضر قيامهم
قالوا إنك غلام حديث السن وإنك نزعت آية ولا تدري ماهي وعسى أن تدرك ذلك الزمان إذا
رأيت شحا مطاعا وهو متبعا وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك بنفسك لا يضرك من ضل إذا
اهتديت وقال ابن جرير حدثنا علي بن سهل حدثنا ضمرة بن ربيعة قال تلا الحسن هذه
الآية « يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا
اهتديتم » فقال الحسن الحمد لله بها والحمد لله عليها ما كان مؤمن فيما مضى
ولا مؤمن فيما بقي إلا وإلى جنبه منافق يكره عمله وقال سعيد بن المسيب إذا أمرت
بالمعروف ونهيت عن المنكر فلا يضرك من ضل إذا اهتديت رواه ابن جرير وكذا روي من
طريق سفيان الثوري عن أبي العميس عن أبي البختري عن حذيفة مثله وكذا قال غير واحد
من السلف وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا هشام بن خالد الدمشقي حدثنا الوليد
حدثنا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن كعب في قوله « عليكم
أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم » قال إذا هدمت كنيسة مسجد دمشق فجعلت
مسجدا وظهر لبس العصب فحينئذ تأويل هذه الآية


تفسير
ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة المائده - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة المائده   تفسير سورة المائده - صفحة 2 Emptyالأربعاء مايو 16, 2012 12:28 am

106-يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ
أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ أَوْ
آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَأَصَابَتْكُم
مُّصِيبَةُ الْمَوْتِ تَحْبِسُونَهُمَا مِن بَعْدِ الصَّلاَةِ فَيُقْسِمَانِ
بِاللّهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لاَ نَشْتَرِي بِهِ ثَمَناً وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى
وَلاَ نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللّهِ إِنَّا إِذاً لَّمِنَ الآثِمِينَ



. انظر تفسير الآية 108









107-فَإِنْ عُثِرَ عَلَى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْماً فَآخَرَانِ يِقُومَانُ
مَقَامَهُمَا مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الأَوْلَيَانِ فَيُقْسِمَانِ
بِاللّهِ لَشَهَادَتُنَا أَحَقُّ مِن شَهَادَتِهِمَا وَمَا اعْتَدَيْنَا إِنَّا
إِذاً لَّمِنَ الظَّالِمِينَ



. انظر تفسير الآية 108










108-ذَلِكَ أَدْنَى أَن يَأْتُواْ بِالشَّهَادَةِ عَلَى وَجْهِهَا أَوْ
يَخَافُواْ أَن تُرَدَّ أَيْمَانٌ بَعْدَ أَيْمَانِهِمْ وَاتَّقُوا اللّهَ
وَاسْمَعُواْ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ



اشتملت هذه الآية الكريمة على حكم عزيز قيل إنه منسوخ رواه العوفي عن ابن عباس
وقاله حماد بن أبي سليمان عن إبراهيم أنها منسوخة وقال آخرون وهم الأكثرون فيما
قاله ابن جرير بل هو محكم ومن ادعى نسخه فعليه البيان فقوله تعالى « يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت حين الوصية اثنان
» هذا هو الخبر لقوله شهادة بينكم فقيل تقديره شهادة اثنين حذف المضاف وأقيم
المضاف إليه مقامه وقيل دل الكلام على تقدير أن يشهد اثنان وقوله تعالى « ذوا عدل » وصف الإثنين بأن يكونا عدلين وقوله «
منكم » أي من المسلمين قاله الجمهور قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي
الله عنه في قوله « ذوا عدل منكم » قال من المسلمين رواه
ابن أبي حاتم ثم قال وروي عن عبيدة وسعيد بن المسيب والحسن ومجاهد ويحيى بن يعمر
والسدي وقتادة ومقاتل بن حيان وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم وغيرهم نحو ذلك قال ابن
جرير وقال آخرون غير ذلك « ذوا عدل منكم » أي من أهل الموصى
وذلك قول روي عن عكرمة وعبيدة وعدة غيرهما وقوله « أو آخران من
غيركم » قال ابن أبي حاتم حدثنا أبي سعيد بن عوف حدثنا عبد الواحد بن زياد
حدثنا حبيب ابن أبي عمرة عن سعيد بن جبير قال ابن عباس في قوله «
أو آخران من غيركم » قال من غير المسلمين يعني أهل الكتاب ثم قال وروي عن
عبيدة وشريح وسعيد بن المسيب ومحمد بن سيرين ويحيى ابن يعمر وعكرمة ومجاهد وسعيد بن
جبير والشعبي وإبراهيم النخعي وقتادة وأبي مجلز والسدي ومقاتل بن حيان وعبد الرحمن
بن زيد بن أسلم وغيرهم نحو ذلك وعلي ماحكاه ابن جرير عن عكرمة وعبيدة في قوله منكم
أن المراد من قبيلة الموصي يكون المراد ها هنا « أو آخران من غيركم
» أي من غير قبيلة الموصي وروى ابن أبي حاتم مثله عن الحسن البصري والزهري
رحمهما الله وقوله تعالى « إن أنتم ضربتم في الأرض » أي
سافرتم « فأصابتكم مصيبة الموت » وهذان شرطان لجواز استشهاد
الذميين عند فقد المؤمنين أن يكون ذلك في سفر وأن يكون في وصية كما صرح بذلك شريح
القاضي وقال ابن جرير حدثنا عمرو بن علي حدثنا أبو معاوية ووكيع قالا حدثنا الأعمش
عن إبراهيم عن شريح قال لا تجوز شهادة اليهود والنصارى إلا في سفر ولا تجوز في سفر
إلا في الوصية ثم رواه عن أبي كريب عن أبي بكر ابن عياش عن أبي إسحاق السبيعي قال
قال شريح فذكر مثله وروي نحوه عن الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى وهذه المسألة
من أفراده وخالفه الثلاثة فقالوا لا تجوز شهادة أهل الذمة على المسلمين وأجازها أبو
حنيفة فيما بين بعضهم بعضا وقال ابن جرير حدثنا عمرو بن علي حدثنا أبو داود حدثنا
صالح بن أبي الأخضر عن الزهري قال مضت السنة أن لا تجوز شهادة الكافر في حضر ولا
سفر إنما هي في المسلمين وقال ابن زيد نزلت هذه الآية في رجل توفي وليس عنده أحد من
أهل الإسلام وذلك في أول الإسلام والأرض حرب والناس كفار وكان الناس يتوارثون
بالوصية ثم نسخت الوصية وفرضت الفرائض وعمل الناس بها رواه ابن جرير وفي هذا نظر
والله أعلم وقال ابن جرير اختلف في قوله « شهادة بينكم إذا حضر
أحدكم الموت حين الوصية اثنان ذوا عدل منكم أو آخران من غيركم » هل المراد
به أن يوصى إليهما أو يشهدهما على قولين « أحدهما » أن يوصي
إليهما كما قال محمد بن إسحاق عن يزيد بن عبد الله بن قسيط قال سئل ابن مسعود رضي
الله عنه عن هذه الآية قال هذا رجل سافر ومعه مال فأدركه قدره فإن وجد رجلين من
المسلمين دفع إليهما تركته وأشهد عليهما عدلين من المسلمين رواه ابن أبي حاتم وفيه
انقطاع « والقول الثاني » أنهما شاهدين وهو ظاهر سياق الآية
الكريمة فإن لم يكن وصي ثالث معهما اجتمع فيهما الوصفان الوصاية والشهادة كما في
قصة تميم الداري وعدي بن بداء كما سيأتي ذكرهما آنفا إن شاء الله وبه التوفيق وقد
استشكل ابن جرير كونهما شاهدين قال لأنا لا نعلم حكما يحلف فيه الشاهد وهذا لا يمنع
الحكم الذي تضمنته هذه الآية الكريمة وهو حكم مستقل بنفسه لا يلزم أن يكون جاريا
على قياس جميع الأحكام على أن هذا حكمخاص بشهادة خاصة في محل خاص وقد اغتفر فيه من
الأمور ما لم يغتفر في غيره فإذا قامت قرينة الريبة حلف هذا الشاهد بمقتضى مادلت
عليه هذه الآية الكريمة وقوله تعالى « تحبسونهما من بعد الصلاة »
قال العوفي عن ابن عباس يعني صلاة العصر وكذا قال سعيد بن جبير وإبراهيم
النخعي وقتادة وعكرمة ومحمد بن سيرين وقال الزهري يعني صلاة المسلمين وقال السدي عن
ابن عباس يعني صلاة أهل دينهما وروي عن عبد الرزاق عن أيوب عن أبن سيرين عن عبيدة
وكذا قال إبراهيم وقتادة وغير واحد والمقصود أن يقام هذان الشاهدان بعد صلاة اجتمع
الناس فيها بحضرتهم « فيقسمان بالله » أي فيحلفان بالله
« إن ارتبتم » أي إن ظهرت لكم منهما ربية أنهما خانا أو غلا
فيحلفان حينئذ بالله « لانشتري به » أي بإيماننا قاله مقاتل
بن حيان « ثمنا » أي لا نعتاض عنه بعوض قليل من الدنيا
الفانية الزائلة « ولو كان ذا قربى » أي ولو كان المشهود
عليه قريبا لنا لا نحابيه « ولا نكتم شهادة الله » أضافها
إلى الله تشريفا لها وتعظيما لأمرها وقرأ بعضهم « ولا نكتم شهادة
الله » مجرورا على القسم رواها ابن جرير عن عامر الشعبي وحكى عن بعضهم أنه
قرأها « ولا نكتم شهادة الله » والقراءة الأولى هي المشهورة
« إنا إذا لمن الآثمين » أي إن فعلنا شيئا من ذلك من تحريف
الشهادة أو تبديلها أو تغييرها أو كتمها بالكلية ثم قال تعالى «
فإن عثر على أنهما استحقا إثما » أي فإن اشتهر وظهر وتحقق من الشاهدين
الوصيين أنهما خانا أو غلا شيئا من المال الموصى به إليهما وظهر عليهما بذلك « فآخران يقومان مقامهما من الذين استحق عليهم الأوليان » وهذه
قراءة الجمهور « استحق عليهم الأوليان » وروي عن علي وأبي
الحسن البصري أنهم قرؤوها « استحق عليهم الأوليان » وروى
الحاكم في المستدرك « 2/237 » من طريق إسحاق بن محمد الفروي
عن سليمان بن بلال عن جعفر ابن محمد عن أبيه عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي بن
أبي طالب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ « من الذين
استحق عليهم الأوليان » ثم قال صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه وقرأ بعضهم
ومنهم ابن عباس « من الذين استحق عليهم الأوليين » وقرأ
الحسن « من الذين استحق عليهم الأولان » حكاه ابن جرير فعلى
قراءة الجمهور يكون المعنى بذلك أي متى تحقق ذلك بالخير الصحيح على خيانتهما فليقم
اثنان من الورثة المستحقين للتركة وليكونا أولى من يرث ذلك المال «
فيقسمان بالله لشهادتنا أحق من شهادتهما » أي لقولنا أنهما خانا أحق وأصح
وأثبت من شهادتهما المتقدمة « وما اعتدينا » أي فيما قلنا
فيهما من الخيانة « إنا إذا لمن الظالمين » أي إن كنا قد
كذبنا عليهما وهذا التحليف للورثة والرجوع إلى قولهما والحالة هذه كما يحلف أولياء
المقتول إذا ظهر لوث في جانب القاتل فيقسم المستحقون على القاتل فيدفع برمته إليهم
كما هو مقرر في باب القسامة من الأحكام وقد وردت السنة بمثل مادلت عليه هذه الآية
الكريمة فقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا الحسين بن زياد حدثنا محمد بن سلمة عن
محمد بن إسحاق عن أبي النضر عن باذان يعني أبا صالح مولى أم هانئ بنت أبي طالب عن
ابن عباس عن تميم الداري في هذه الآية « يا أيها الذين آمنوا شهادة
بينكم إذا حضر أحدكم الموت » قال برئ الناس منها غيري وغير عدي بن بداء
وكانا نصرانيين يختلفان إلى الشام قبل الإسلام فأتينا الشام لتجارتهما وقدم عليهما
مولى لبني سهم يقال له بديل بن أبي مريم بتجارة ومعه جام من فضة يريد به الملك وهو
أعظم تجارته فمرض فأوصى إليهما وأمرهما أن يبلغا ما ترك أهله قال تميم فلما مات
أخذنا ذلك الجام فبعناه بألف درهم واقتسمناه أنا وعدي فلما قدمنا إلى أهله دفعنا
إليهم ما كان معنا وفقدوا الجام فسألونا عنه فقلنا ما ترك غير هذا وما دفع إلينا
غيره قال تميم فلما أسلمت بعد قدوم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المدينة
تأثمت من ذلك فأتيت أهله فأخبرتهم الخبر ودفعت إليهم خمسمائة درهم وأخبرتهم أن عند
صاحبي مثلها فوثبوا عليه فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يستحلفوه بما يعظم به
على أهل دينه فحلف فنزلت « يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم »
إلى قوله « فيقسمان بالله لشهادتنا أحق من شهادتهما »
فقام عمرو بن العاص ورجل آخر منهم فحلفا فنزعت الخمسمائة من عدي بن بداء
وهكذا رواه أبو عيسى الترمذي « 3059 » وابن جرير كلاهما عن
الحسن بن أحمد بن أبي شعيب الحراني عن محمد بن سلمة عن محمد بن إسحاق به فذكره
وعنده فأتوا به رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألهم البينة فلم يجدوا فأمرهم أن
يستحلفوه بما يعظم على أهل دينه فحلف فأنزل الله هذه الآية إلى قوله « أو يخافوا أن ترد أيمان بعد أيمانهم » فقام عمرو بن العاص ورجل
آخر فحلفا فنزعت الخمسمائة من عدي بن بداء ثم قال هذا حديث غريبوليس إسناده بصحيح
وأبو النضر الذي روى عنه محمد بن إسحاق هذا الحديث هو عندي محمد بن السائب الكلبي
يكنى أبا النضر وقد تركه أهل العلم بالحديث وهو صاحب التفسير سمعت محمد بن إسماعيل
يقول محمد بن السائب الكلبي يكنى أبا النظر ثم قال ولا نعرف لأبي النضر رواية عن
أبي صالح مولى أم هانئ وقد روي عن ابن عباس شيء من هذا على الإختصار من غير هذا
الوجه حدثنا سفيان بن وكيع حدثنا يحيى بن آدم عن ابن أبي زائدة عن محمد بن أبي
القاسم عن عبد الملك بن سعيد بن جبير عن أبيه عن ابن عباس قال خرج رجل من بني سهم
مع تميم الداري وعدي بن بداء فمات السهمي بأرض ليس بها مسلم فلما قدما بتركته فقدوا
جاما من فضة مخوصا بالذهب فأحلفهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ووجدوا الجام بمكة
فقيل اشتريناه من تميم وعدي فقام رجلان من أولياء السهمي فحلفا بالله لشهادتنا أحق
من شهادتهما وأن الجام لصاحبهم وفيهم نزلت « يا أيها الذين آمنوا
شهادة بينكم » الآية وكذا رواه أبو داود « 3606 » عن
الحسن بن علي عن يحيى بن آدم به ثم قال الترمذي هذا حديث حسن غريب وهو حديث ابن أبي
زائدة ومحمد بن أبي القاسم الكوفي قيل إنه صالح الحديث وقد ذكر هذه القصة مرسلة غير
واحد من التابعين منهم عكرمة ومحمد بن سيرين وقتادة وذكروا أن التحليف كان بعد صلاة
العصر رواه ابن جرير وكذا ذكرها مرسلة مجاهد والحسن والضحاك وهذا يدل على اشتهارها
في السلف وصحتها ومن الشواهد لصحة هذه القصة أيضا مارواه أبو جعفر بن جرير حدثني
يعقوب حدثنا هشيم قال أخبرنا زكريا عن الشعبي أن رجلا من المسلمين حضرته الوفاة
بدقوقا هذه قال فحضرته الوفاة ولم يجد أحدا من المسلمين يشهده على وصيته فأشهد
رجلين من أهل الكتاب قال فقدما الكوفة فأتيا الأشعري يعني أبا موسى الأشعري رضي
الله عنه فأخبراه وقدما الكوفة بتركته ووصيته فقال الأشعري هذا أمر لم يكن بعد الذي
كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فأحلفهما بعد العصر بالله ماخانا ولا
كذبا ولا بدلا ولا كتما ولا غيرا وأنهما لوصية الرجل وتركته قال فأمضى شهادتهما ثم
رواه عن عمرو بن علي الفلاس عن أبي داود الطيالسي عن شعبة عن مغيرة الأزرق عن
الشعبي أن أبا موسى قضى بدقوقا وهذان إسنادان صحيحان إلى الشعبي عن أبي موسى
الأشعري فقوله هذا أم لم يكن بعد الذي كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
الظاهر والله أعلم أنه إنما أراد بذلك قصة تميم وعدي بن بداء قد ذكروا أن إسلام
تميم بن أوس الداري رضي اللهعنه كان سنة تسع من الهجرة فعلى هذا يكون هذا الحكم
متأخرا يحتاج مدعي نسخه إلى دليل فاصل في هذا المقام والله أعلم وقال أسباط عن
السدي في هذه الآية « يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر
أحدكم الموت حين الوصية اثنان ذوا عدل منكم » قال هذا في الوصية عند الموت
يوصي ويشهد رجلين من المسلمين على ماله وما عليه قال هذا في الحضر « أو آخران من غيركم » في السفر « إن أنتم ضربتم
في الأرض فأصابتكم مصيبة الموت » هذا الرجل يدركه الموت في سفره وليس بحضرته
أحد من المسلمين فيدعو رجلين من اليهود والنصارى والمجوس فيوصي إليهما ويدفع إليهما
ميراثه فيقبلان به فإن رضي أهل الميت الوصية وعرفوا مالصاحبهم تركوهما وإن ارتابوا
رفعوهما إلى السلطان فذلك قوله تعالى « تحبسونهما من بعد الصلاة
فيقسمان بالله إن ارتبتم » قال عبد الله بن عباس رضي الله عنه كأني أنظر إلى
العجلين حين انتهى بهما إلى أبي موسى الأشعري في داره ففتح الصحيفة فأنكر أهل الميت
وخوفوهما فأراد أبو موسى أن يستحلفهما فقلت إنهما لا يباليان صلاة العصر ولكن
استحلفهما بعد صلاتهما في دينهما فيوقف الرجلان بعد صلاتهما في دينهما فيحلفان
بالله لا نشتري به ثمنا قليلا ولو كان ذا قربى ولا نكتم شهادة الله إنا إذا لمن
الآثمين أن صاحبهم بهذا أوصى وإن هذه لتركته فيقول لهما الإمام قبل أن يحلفا إنكما
إن كتمتما أو خنتما فضحتكما في قومكما ولم تجز لكما شهادة وعاقبتكما فإذا قال لهما
ذلك « فإن ذلك أدنى أن يأتوا بالشهادة على وجهها » رواه ابن
جرير وقال ابن جرير حدثنا الحسين حدثنا هشيم أخبرنا مغيرة عن إبراهيم وسعيد بن جبير
أنهما قالا في هذه الآية « يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم »
الآية قالا إذا حضر الرجل الوفاة في سفر فليشهد رجلين من المسلمين فإن لم
يجد رجلين من المسلمين فرجلين من أهل الكتاب فإذا قدما بتركته فإن صدقهما الورثة
قبل قولهما وإن اتهموهما حلفا بعد صلاة العصر بالله ماكتمنا ولا كذبنا ولا خنا ولا
غيرنا وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في تفسير هذهالآية فإن ارتيب في شهادتهما
استحلفا بعد العصر بالله مااشترينا بشهادتنا ثمنا قليلا فإن أطلع الأولياء على أن
الكافرين كذبا في شهادتهما قام رجلان من الأولياء فحلفا بالله أن شهادة الكافرين
باطلة وإنا لم نعتد فذلك قوله « فإن عثر على أنهما استحقا إثما »
يقول إن أطلع على الكافرين كذبا « فآخران يقومان مقامهما »
يقول من الأولياء فحلفا بالله أن شهادة الكافرين باطلة وإنا لم نعتد فترد
شهادة الكافرين وتجوز شهادة الأولياء وهكذا روى العوفي عن ابن عباس رواهما ابن جرير
وهكذا قرر هذا الحكم على مقتضى هذه الآية غير واحد من أئمة التابعين والسلف رضي
الله عنهم وهو مذهب الإمام أحمد رحمه الله وقوله « ذلك أدنى أن
يأتوا بالشهادة على وجهها » أي شرعية هذا الحكم على هذا الوجه المرضي من
تحليف الشاهدين الذميين واستريب بهما أقرب إلى إقامتهما الشهادة على الوجه المرضي
وقوله « أو يخافوا أن ترد أيمان بعد أيمانهم » أن يكون
الحامل لهم على الإتيان بها على وجهها هو تعظيم الحلف بالله ومراعاة جانبه وإجلاله
والخوف من الفضيحة بين الناس إن ردت اليمين على الورثة فيحلفون ويستحقون ما يدعون
ولهذا قال « أو يخافوا أن ترد أيمان بعد أيمانهم » ثم قال
« واتقوا الله » أي في جميع أموركم «
واسمعوا » أي وأطيعوا « والله لا يهدي القوم الفاسقين »
أي الخارجين عن طاعته ومتابعة شريعته


تفسير ابن
كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة المائده - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة المائده   تفسير سورة المائده - صفحة 2 Emptyالأربعاء مايو 16, 2012 12:29 am

109-يَوْمَ يَجْمَعُ اللّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُواْ
لاَ عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ



هذا إخبار عما يخاطب الله به المرسلين يوم القيامة عما أجيبوا به من أممهم الذين
أرسلهم إليهم كما قال تعالى « فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن
المرسلين » وقال تعالى « فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا
يعملون » وقول الرسل « لاعلم لنا » قال مجاهد والحسن
البصري والسدي إنما قالوا ذلك من هول ذلك اليوم قال عبد الرزاق عن الثوري عن الأعمش
عن مجاهد « يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم » فيفزعون
فيقولون « لا علم لنا » رواه ابن جرير وابن أبي حاتم وقال
ابن جرير حدثنا ابن حميد حدثنا حكام حدثنا عنبسة قال سمعت شيخا يقول سمعت الحسن
يقول في قوله « يوم يجمع الله الرسل » الآية قال من هو ذلك
اليوم وقال أسباط عن السدي « يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم
قالوا لاعلم لنا » ذلك أنهم نزلوا منزلا ذهلت فيه العقول فلما سئلوا قالوا
« لاعلم لنا » ثم نزلوا منزلا آخر فشهدوا على قومهم رواه
ابن جرير ثم قال ابن جرير حدثنا القاسم حدثنا الحسين حدثنا الحجاج عن ابن جريج قوله
« يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم » أي ماذا عملوا
بعدكم وماذا أحدثوا بعدكم قالوا « لاعلم لنا إنك أنت علام الغيوب »
وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس « يوم يجمع الله الرسل
فيقول ماذا أجبتم قالوا لاعلم لنا إنك أنت علام الغيوب » يقولون للرب عز
الله وجل لاعلم لنا إلا علم أنت أعلم به منا رواه ابن جرير ثم اختاره على هذه
الأقوال الثلاثة ولا شك أنه قول حسن وهو من باب التأدب مع الرب جل جلاله أي لاعلم
لنا بالنسبة إلى علمك المحيط بكل شيء فنحن وإن كنا قد أجبنا وعرفنا من أجابنا ولكن
منهم من كنا إنما نطلع على ظاهره لاعلم لنا بباطنه وأنت العليم بكل شيء المطلع على
كل شيء فعلمنا بالنسبة إلى علمك كلاعلم فإنك « أنت علام الغيوب »



تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة المائده - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة المائده   تفسير سورة المائده - صفحة 2 Emptyالأربعاء مايو 16, 2012 12:31 am

110-إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ
وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي
الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ
وَالإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي
فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ
بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ
عَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ
هَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ



. انظر تفسير الآية 111








111-وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُواْ بِي وَبِرَسُولِي
قَالُوَاْ آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ



يذكر تعالى ماامتن به على عبده ورسوله عيسى ابن مريم عليه السلام مما أجراه على
يديه من المعجزات الباهرات وخوارق العادات فقال « اذكر نعمتي عليك
» أي في خلقي إياك من أم بلا ذكر وجعي إياك آية ودلالة قاطعة على كمال قدرتي
على الأشياء « وعلى والدتك » حيث جعلتك لها برهانا على
براءتها مما نسبه الظالمون والجاهلون إليها من الفاحشة « إذ أيدتك
بروح القدس » وهو جبريل عليه السلام وجعلتك نبيا داعيا إلى الله في صغرك
وكبرك فأنطقتك في المهد صغيرا فشهدت ببراءة أمك من كل عيب واعترفت لي بالعبودية
وأخبرت عن رسالتي إياك ودعوت إلى عبادتي ولهذا قال « تكلم الناس في
المهد وكهلا » أي تدعوا إلى الله الناس في صغرك وكبرك وضمن تكلم تدعو لأن
كلامه الناس في كهولته ليس بأمر عجيب وقوله « وإذ علمتك الكتاب
والحكمة » أي الخط والفهم « والتوراة » وهي المنزلة
على موسى بن عمران الكليم وقد يرد لفظ التوراة في الحديث ويراد به ماهو أعم من ذلك
وقوله « وإذا تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني » أي تصوره
وتشكله على هيئة الطائر بإذني لك في ذلك فتنفخ فيها فتكون طيرا بإذني أي فتنفخ في
تلك الصورة التي شكلتها بإذني لك في ذلك فتكون طيرا ذا روح تطير بإذن الله وخلقه
وقوله تعالى « وتبرئ الأكمه والأبرص بإذني » قد تقدم الكلام
عليه في سورة آل عمران بما أغنى عن إعادته وقوله « وإذ تخرج الموتى
بإذني » أي تدعوهم فيقومون من قبورهم بإذن الله وقدرته وإرادته ومشيئته وقد
قال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا مالك بن إسماعيل حدثنا محمد بن طلحة يعني ابن
مصرف عن أبي بشر عن أبي الهذيل قال كان عيسى بن مريم عليه السلام إذا أراد أن يحيي
الموتى صلى ركعتين يقرأ في الأولى « تبارك الذي بيده الملك »
وفي الثانية « الم تنزيل » السجدة فإذا فرغ منهما
مدح الله وأثنى عليه ثم دعا بسبعة أسماء يا قديم يا خفي يا دائم يا فرد يا وتر يا
أحد يا صمد وكان إذا أصابته شدة دعا بسبعة أخر يا حي يا قيوم يا الله يا رحمن يا ذا
الجلال والإكرام يا نور السموات والأرض وما بينهما ورب العرش العظيم يا رب وهذا أثر
عجيب جدا وقوله تعالى « وإذ كففت بني إسرائيل عنك إذ جئتهم
بالبينات فقال الذين كفروا منهم إن هذا إلا سحر مبين » أي واذكر نعمتي عليك
في كفي إياهم عنك حين جئتهم بالبراهين والحجج القاطعة على نبوتك ورسالتك من الله
إليهم فكذبوك واتهموك بأنك ساحر وسعوا في قتلك وصلبك فنجيتك منهم ورفعتك الي وطهرتك
من دنسهم وكفيتك شرهم وهذا يدل على أن هذا الإمتنان كان من الله إليه بعد رفعه إلى
السماء الدنيا أو يكون هذا الإمتنان واقعا يوم القيامة وعبر عنه بصيغة الماضي دلالة
على وقوعه لامحالة وهذا من أسرار الغيوب التي أطلع الله عليها نبيه محمدا صلى الله
عليه وسلم وقوله « وإذ أوحيت إلى الحواريين أن آمنوا بي وبرسولي »
وهذا أيضا من الإمتنان عليه عليه السلام بأن جعل له أصحابا وأنصارا ثم قيل
المراد بهذا الوحي إلهام كما قال تعالى « وأوحينا إلى أم موسى أن
أرضعيه » الآية وهو وحي إلهام بلا خلاف وكما قال تعالى «
وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون ثم كلي من كل
الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللا » الآية وهكذا قال بعض السلف في هذه الآية
« وإذ أوحيت إلى الحواريين أن آمنوا بي وبرسولي قالوا آمنا واشهد
بأننا مسلمون » أي ألهموا ذلك فامتثلوا ما ألهموا قال الحسن البصري ألهمهم
الله عز وجل ذلك وقال السدي قذف في قلوبهم ذلك ويحتمل أن يكون المراد وإذ أوحيت
إليهم بواسطتك فدعوتهم إلى الإيمان بالله وبرسوله واستجابوا لك وانقادوا وتابعوك
فقالوا « آمنا بالله وأشهد بأننا مسلمون »



تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة المائده - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة المائده   تفسير سورة المائده - صفحة 2 Emptyالأربعاء مايو 16, 2012 12:34 am

112-إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ
رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُواْ
اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ



. انظر تفسير الآية 115









113-قَالُواْ نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا
وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ



. انظر تفسير الآية 115










114-قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا
مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيداً لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً
مِّنكَ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ



. انظر تفسير الآية 115








115-قَالَ اللّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ
مِنكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَاباً لاَّ أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِّنَ
الْعَالَمِينَ



هذه قصة المائدة وإليها تنسب السورة فيقال سورة المائدة وهي مما امتن الله به
على عبده ورسوله عيسى لما أجاب دعاءه بنزولها فأنزلها الله آية باهرة وحجة قاطعة
وقد ذكر بعض الأئمة أن قصتها ليست مذكورة في الإنجيل ولا يعرفها النصارى إلا من
المسلمين فالله أعلم فقوله تعالى « إذ قال الحواريون » وهم
أتباع عيسى عليه السلام « ياعيسى ابن مريم هل يستطيع ربك »
هذه قراءة كثيرين وقرأ آخرون « هل تستطيع ربك » أي
هل تستطيع أن تسأل ربك « أن ينزل علينا مائدة من السماء »
والمائدة هي الخوان عليه طعام وذكر بعضهم أنهم إنما سألوا ذلك لحاجتم وفقرهم
فسألوه أن ينزل عليهم مائدة كل يوم يقتاتون منها ويتقوون بها على العبادة « قال اتقوا الله إن كنتم مؤمنين » أي فأجابهم المسيح عليه السلام
قائلا لهم اتقوا الله ولا تسألوا هذا فعساه أن يكون فتنة لكم وتوكلوا على الله في
طلب الرزق إن كنتم مؤمنين « قالوا نريد أن نأكل منها » أي
نحن محتاجون إلى الأكل منها « وتطمئن قلوبنا » إذا شاهدنا
نزولها رزقا لنا من السماء « ونعلم أن قد صدقتنا » أي
ونزداد إيمانا بك وعلما برسالتك « ونكون عليها من الشاهدين »
أي ونشهد أنها آية من عند الله ودلالة وحجة على نبوتك وصدق ماجئت به « قال عيسى ابن مريم اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا
عيدا لأولنا وآخرنا » قال السدي أي نتخذ ذلك اليوم الذي نزلت فيه عيدا نعظمه
نحن ومن بعدنا وقال سفيان الثوري يعني يوما نصلي فيه وقال قتادة أرادوا أن يكون
لعقبهم من بعدهم وعن سلمان الفارسي عظة لنا ولمن بعدنا وقيل كافية لأولنا وآخرنا
« وآية منك » أي دليلا تنصبه على قدرتك على الأشياء وعلى
إجابتك لدعوتي فيصدقوني فيما أبلغه عنك « وارزقنا » أي من
عندك رزقا هنيئا بلا كلفة ولا تعب « وأنت خير الرازقين قال الله
إني منزلها عليكم فمن يكفر بعد منكم » أي فمن كذب بها من أمتك ياعيسى
وعاندها « فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين » أي
من عالمي زمانكم كقوله تعالى « ويوم القيامة أدخلوا آل فرعون أشد
العذاب » وكقوله « إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار »
وقد روى ابن جرير من طريق عوف الأعرابي عن أبي المغيرة القواس عن عبد الله
بن عمر قال إن أشد الناس عذابا يوم القيامة ثلاثة المنافقون ومن كفر من أصحاب
المائدة وآل فرعون-نزول المائدة على الحواريين- « ذكر أخبار رويت
عن السلف في نزول المائدة على الحواريين » قال أبو جعفر بن جرير حدثنا
القاسم حدثنا الحسين حدثنيحجاج عن ليث عن عقيل عن ابن عباس أنه كان يحدث عن عيسى
أنه قال لبني إسرائيل هل لكم أن تصوموا لله ثلاثين يوما ثم تسألوه فيعطيكم ما سألتم
فإن أجر العامل على من عمل له ففعلوا ثم قالوا يامعلم الخير قلت لنا إن أجر العامل
على من عمل له وأمرتنا أن نصوم ثلاثين يوما ففعلنا ولم نكن نعمل لأحد ثلاثين يوما
إلا أطعمنا حين نفرغ طعاما فهل يستطيع ربك أن أن ينزل علينا مائدة من السماء قال
عيسى « اتقوا الله إن كنتم مؤمنين قالوا نريد أن نأكل منها وتطمئن
قلوبنا ونعلم أن قد صدقتنا ونكون عليها من الشاهدين قال عيسى ابن مريم اللهم ربنا
أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا لأولنا وآخرنا وآية منك وارزقنا وأنت خير
الرازقين قال الله تعالى إني منزلها عليكم فمن يكفر بعد منكم فإني أعذبه عذابا لا
أعذبه أحد من العالمين » قال فأقبلت الملائكة تطير بمائدة من السماء عليها
سبعة أحوات وسبعة أرغفة حتى وضعتها بين أيديهم فأكل منها آخر الناس كما أكل منها
أولهم كذا رواه ابن جرير وراوه ابن أبي حاتم عن يونس عن عبد الأعلى عن ابن وهب عن
الليث عن عقيل عن ابن شهاب قال كان ابن عباس يحدث فذكره نحوه وقال ابن أبي حاتم
أيضا حدثنا سعد بن عبد الله بن عبد الحكم حدثنا أبو زرعة وهب الله بن راشد حدثنا
عقيل بن خالد أن ابن شهاب أخبره عن ابن عباس أن عيسى ابن مريم قالوا له ادع الله أن
ينزل علينا مائدة من السماء قال فنزلت الملائكة بالمائدة يحملونها عليها سبعة أحوات
وسبعة أرغفة حتى وضعتها بين أيديهم فأكل منها آخر الناس كما أكل منها أولهم وقال
ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا الحسن بن قزعة الباهلي حدثناسفيان بن حبيب حدثنا سعيد
بن أبي عروبة عن قتادة عن خلاس عن عمار بن ياسر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
نزلت المائدة من السماء عليها خبز ولحم وأمروا أن لا يخونوا ولا يرفعوا لغد فخانوا
وادخروا ورفعوا فمسخوا قردة وخنازير وكذا رواه ابن جرير عن الحسن بن قزعة ثم رواه
ابن جرير عن ابن بشار عن ابن أبي عون عن سعيد عن قتادة عن جلاس عن عمار قال نزلت
المائدة وعليها ثمر من ثمار الجنة فأمروا أن لا يخونوا ولا يخبأوا ولا يدخروا قال
فخان القوم وخبأوا وادخروا فمسخهم الله قردة وخنازير وقال ابن جرير حدثنا ابن
المثنى حدثنا عبد الأعلى حدثنا داود عن سماك بن حرب عن رجل من بني عجل قال صليت إلى
جانب عمار بن ياسر فلما فرغ قال هل تدري كيف كان شأن مائدة بني إسرائيل قال قلت لا
قال إنهم سألوا عيسى ابن مريم مائدة يكون عليها طعام يأكلون منه لا ينفد قال فقيل
لهم فإنها مقيمة لكم ما لم تخبؤوا أو تخونوا أو ترفعوا فإن فعلتم فإني معذبكم عذابا
لا أعذبه أحدا من العالمين قال فمضى يومهم حتى خبؤوا ورفعوا وخانوا فعذبوا عذابا لم
يعذبه أحد من العالمين وإنكم يامعشر العرب كنتم تتبعون أذناب الإبل والشاة فبعث
الله فيكم رسولا من أنفسكم تعرفون حسبه ونسبه وأخبركم على لسان نبيكم أنكم ستظهارون
على العجم ونهاكم أن تكنزوا الذهب والفضة وأيم الله لا يذهب الليل والنهار حتى
تكنزوهما ويعذبكم الله عذابا أليما وقال حدثنا القاسم حدثنا حسين حدثني حجاج عن أبي
معشر عن إسحاق بن عبد الله أن المائدة نزلت على عيسى ابن مريم عليها سبعة أرغفة
وسبعة أحوات يأكلون منها ما شاؤا قال فسرق بعضهم منها وقال لعلها لا تنزل غدا فرفعت
وقال العوفي عن ابن عباس نزل على عيسى ابن مريم والحواريين خوان عليه خبز وسمك
يأكلون منه أينما نزلوا إذا شاؤا وقال خصيف عن عكرمة ومقسم عن ابن عباس كانت
المائدة سمكة وأرغفة وقال مجاهد هو طعام كان ينزل عليهم حيث نزلوا وقال أبو عبد
الرحمن السلمي نزلت المائدة خبزا وسمكا وقال عطية العوفي المائدة سمك فيه طعم كل
شيء وقال وهب بن منبه أنزلها الله من السماء على بني إسرائيل فكان ينزل عليهم في كل
يوم في تلك المائدة من ثمار الجنة فأكلوا ما شاؤا من ضروب شتى فكان يقعد عليها
أربعة آلاف وإذا أكلوا أنزل الله مكان ذلك لمثلهم فلبثوا على ذلك ما شاء الله عز
وجل وقال وهب بن منبه نزل عليهم قرصة من شعير وأحوات وحشا الله بين أضعافهن البركة
فكان قوم يأكلون ثم يخرجون ثم يجئ آخرون فيأكلون ثم يخرجون حتى أكل جميعهم وأفضلوا
وقال الأعمش عن مسلم عن سعيد بن جبير أنزل عليها كل شيء إلا اللحم وقال سفيان
الثوري عن عطاء بن السائب عن زاذان وميسرة وجرير عن عطاء عن ميسرة قال كانت المائدة
إذا وضعت لبني إسرائيل اختلفت عليها الأيدي بكل طعام إلا اللحم وعن عكرمة كان خبز
المائدة من الآرز رواه ابن أبي حاتم وقال ابن أبي حاتم حدثنا جعفر بن علي فيما كتب
إلي حدثنا إسماعيل بن أبي أويس حدثني أبو عبد الله عبد القدوس بن إبراهيم بن عبيد
الله بن مرداس العبدري مولى بني عبد الدار عن إبراهيم بن عمر عن وهب بن منبه عن أبي
عثمان النهدي عن سلمان الخير أنه قال لما سأل الحواريون عيسى ابن مريم المائدة كره
ذلك جدا فقال اقنعوا بما رزقكم الله في الأرض ولا تسألوا المائدة من السماء فإنها
إن نزلت عليكم كانت آية من ربكم وإنما هلكت ثمود حين سألوا نبيهم آية فابتلوا بها
حتى كان بوارهم فيها فأبوا إلا أن يأتيهم بها فلذلك « قالوا نريد
أن نأكل منها وتطمئن قلوبنا » الآية فلما رأى عيسى أن قد أبوا إلا أن يدعو
لهم قام فألقى عنه الصوف ولبس الشعر الأسود وجبة من شعر وعباءة من شعر ثم توضأ
واغتسل ودخل مصلاه فصلى ما شاء الله فلما قضى صلاته قام قائما مستقبل القبلة وصف
قدميه حتى استويا فألصق الكعب بالكعب وحاذى الأصابع ووضع يده اليمنى على اليسرى فوق
صدره وغص بصره وطأطأ رأسه خشوعا ثم أرسل عينيه بالبكاء فما زالت دموعه تسيل على
خديه وتقطر من أطراف لحيته حتى ابتلت الأرض حيال وجهه من خشوعه فلما رأى ذلك دعا
الله فقال « اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء » فأنزل
الله عليهم سفرة حمراء بين غمامتين غمامة فوقها وغمامة تحتها وهم ينظرون إليها في
الهواء منقضة من فلك السماء تهوي إليهم وعيسى يبكي خوفا من أجل الشروط التي أخذها
الله عليهم فيها أن يعذب من يكفر بها منهم بعد نزولها عذابا لم يعذبه أحد من
العالمين وهو يدعو الله في مكانه ويقول اللهم اجعلها رحمة لهم ولا تجعلهاعذابا إلهي
كم من عجيبة سألتك فأعطيتني إلهي اجعلنا لك شاكرين اللهم إني أعوذ بك أن تكون
أنزلتها غضبا ورجزا إلهي اجعلها سلامة وعافية ولاتجعلها فتنة ومثلة فما زال يدعو
حتى استقرت السفرة بين يدي عيسى والحواريين وأصحابه حوله يجدون رائحة طيبة لم يجدوا
فيما مضى رائحة مثلها قط وخر عيسى والحواريين لله سجدا شكرا له لما رزقهم من حيث لم
يحتسبوا وأراهم فيه آية عظيمة ذات عجب وعبرة وأقبلت اليهود ينظرون فرأوا أمرا عجبا
أورثهم كمدا وغما ثم انصرفوا بغيظ شديد وأقبل عيسى والحواريون وأصحابه حتى جلسوا
حول السفرة فإذا عليها منديل مغطى فقال عيسى من أجرأنا على كشف المنديل عن هذه
السفرة وأوثقنا بنفسه وأحسننا بلاء عند ربه فليكشف عن هذه الآية حتى نراها ونحمد
ربنا ونذكر باسمه ونأكل من رزقه الذي رزقنا فقال الحواريون ياروح الله وكلمته أنت
أولانا بذلك وأحقنا بالكشف عنها فقام عيسى عليه السلام واستأنف وضوأ جديدا ثم دخل
مصلاه فصلى كذلك ركعات ثم بكى بكاء طويلا ودعا الله أن يأذن له في الكشف عنها ويجعل
له ولقومه فيها بركة ورزقا ثم انصرف وجلس إلى السفرة وتناول المنديل وقال بسم الله
خير الرازقين وكشف عن السفرة فإذا هو عليها بسمكة ضخمة مشوية ليس عليها بواسير وليس
في جوفها شوك يسيل السمن منها سيلا قد تحدق بها بقول من كل صنف غير الكراث وعند
رأسها خل وعند ذنبها ملح وحول البقول خمسة أرغفة على واحد منها زيتون وعلى الآخر
تمرات وعلى الآخر خمس رمانات فقال شمعون رأس الحواريين لعيسى ياروح الله وكلمته أمن
طعام الدنيا هذا أم من طعام الجنة فقال عيسى أما آن لكم أن تعتبروا بما ترون من
الآيات وتنتهوا عن تنقير المسائل ما أخوفني عليكم أن تعاقبوا في سبب نزول هذه الآية
فقال له شمعون لا وإله إسرائيل ما أردت بها سؤالا يا ابن الصديقة فقال عيسى عليه
السلام ليس شيء مما ترون من طعام الدنيا ولا من طعام الجنة إنما هو شيء ابتدعه الله
في الهواء بالقدرة الغالبة القاهرة فقال له كن فكان أسرع من طرفة عين فكلوا مما
سألتم بسم الله وأحمدوا عليه ربكم يمدكم منه ويزدكم فإنه بديع قادر شاكر فقالوا
ياروح الله وكلمته إنا نحب أن يرينا الله آية في هذه الآية فقال عيسى سبحان الله
أما اكتفيتم بما رأيتم من هذه الآية حتى تسألوا فيها آية أخرى ثم أقبل عيسى عليه
السلام على السمكة فقال ياسمكة عودي باذن الله حية كما كنت فأحياها الله بقدرته
فاضطربت وعادت بإذن الله حية طرية تلمظ كما يتلمظ الأسد تدور عيناها لهابصيص وعادت
عليها بواسيرها ففزع القوم منها وانحاسوا فلما رأى عيسى منهم ذلك قال مالكم تسألون
الآية أراكموها ربكم كرهتموها ما أخوفني عليكم أن تعاقبوا بما تصنعون ياسمكة عودي
باذن الله كما كنت فعادت بإذن الله مشوية كما كانت في خلقها الأول فقالوا ياعيسى كن
أنت يا روح الله الذي تبدأ بالأكل منها ثم نحن بعد فقال عيسى معاذ الله من ذلك يبدأ
بالآكل من طلبها فلما رأى الحواريون وأصحابه امتناع عيسى منها خافوا أن يكون نزولها
سخطة وفي أكلها مثلة فتحاموها فلما رأى ذلك عيسى منهم دعا لها الفقراء والزمنى وقال
كلوا من رزق ربكم دعوة نبيكم وأحمدوا الله الذي أنزلها لكم فيكون مهنؤها لكم
وعقوبتها على غيركم وافتتحوا أكلكم باسم الله واختموه بحمد الله ففعلوا فأكل منها
ألف وثلثمائة إنسان بين رجل وامرأة يصدرون عنها كل واحد منهم شعبان يتجشأ ونظر عيسى
والحواريون فإذا ماعليها كهيئة إذا نزلت من السماء لم ينقص منها شيء ثم إنها رفعت
إلى السماء وهم ينظرون فاستغنى كل فقير أكل منها وبرئ كل زمن أكل منها فلم يزالوا
أغنياء أصحاء حتى خرجوا من الدنيا وندم الحواريون وأصحابهم الذين أبو أن يأكلوا
منها ندامة سألت منها أشفارهم وبقيت حسرتها في قلوبهم إلى يوم الممات قال وكانت
المائدة إذا نزلت بعد ذلك أقبل بنو إسرائيل اليها يسعون من كل مكان يزاحم بعضهم
بعضا الأغنياء والفقراء والصغار والكبار والأصحاء والمرضى يركب بعضهم بعضا فلما رأى
ذلك جعلها نوبا بينهم تنزل يوما ولا تنزل يوما فلبثوا على ذلك أربعين يوما تنزل
عليهم غبا عند ارتفاع النهار فلا تزال موضوعة يؤكل منها حتى إذا قالوا ارتفعت عنهم
إلى جو السماء بإذن الله وهم ينظرون إلى ظلها في الأرض حتى تواري عنهم قال فأوحى
الله إلى نبيه عيسى عليه السلام أن أجعل رزقي في المائدة للفقراء واليتامى والزمنى
دون الآغنياء من الناس فلما فعل ذلك ارتاب بهاالأغنياء من الناس وغمطوا ذلك حتى
شكوا فيها في أنفسهم وشككوا فيها الناس وأذاعوا في أمرها القبيح والمنكر وأدرك
الشيطان منهم حاجته وقذف وسواسه في قلوب الربانيين حتى قالوا لعيسى أخبرنا عن
المائدة ونزولها من السماء أحق فأنه قد ارتاب بها منا بشر كثير فقال عيسى عليه
السلام هلكتم وإله المسيح طلبتم المائدة إلى نبيكم أن يطلبها لكم إلى ربكم فلما أن
فعل وأنزلها عليكم رحمة ورزقا وأراكم فيها الآيات والعبر كذبتم وشككتم فيها فأبشروا
بالعذاب فإنه نازل بكم إلا أن يرحمكم الله فأوحى الله إلى عيسى إني آخذ المكذبين
بشرطي فإني معذب منهم من كفر بالمائدة بعد نزولها عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين
قال فلما أمسى المرتابون بها وأخذوا مضاجعهم في أحسن صورة مع نسائهم آمنين فلما كان
في آخر الليل مسخهم الله خنازير فأصبحوا يتبعون الأقذار في الكناسات هذا أثر غريب
جدا قطعه ابن أبي حاتم في مواضع من هذه القصة وقد جمعته أنا ليكون سياقه أتم وأكمل
والله سبحانه وتعالى أعلم وكل هذه الآثار دالة على أن المائدة نزلت على بني إسرائيل
أيام عيسى ابن مريم إجابة من الله لدعوته كما دل على ذلك ظاهر هذا السياق من القرآن
العظيم « قال الله إني منزلها عليكم » الآية وقال قائلون
إنها لم تنزل فروى ليث ابن أبي سليم عن مجاهد في قوله أنزل علينا مائدة من السماء
قال هو مثل ضربه الله ولم ينزل شيء رواه ابن أبي حاتم وابن جرير ثم قال ابن جرير
حدثنا الحارث حدثنا القاسم هو ابن سلام حدثنا حجاج عن ابن جريج عن مجاهد قال مائدة
عليها طعام أبوها حين عرض عليهم العذاب إن كفروا فأبوا أن تنزل عليهم وقال أيضا
حدثنا أبو المثنى حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن منصور بن زاذان عن الحسن أنه
قال في المائدة أنها لم تترك وحدثنا بشر حدثنا يزيد حدثنا سعيد عن قتادة قال كان
الحسن يقول لما قيل لهم « فمن يكفر من بعد منكم فإني أعذبه عذابا
لا أعذبه أحدا من العالمين » قالوا لاحاجة لنا فيها فلم تنزل وهذه أسانيد
صحيحة إلى مجاهد والحسن وقد يتقوى ذلك بأن خير المائدة لا يعرفه النصارى وليس هو في
كتابهم ولو كانت قد نزلت لكان ذلك مما تتوفر الدواعي على نقله وكان يكون موجودا في
كتابهم متواترا ولا أقل من الآحاد والله أعلم ولكن الذي عليه الجمهور أنها نزلت وهو
الذي اختاره ابن جرير قال لأن الله تعالى أخبر بنزولها في قوله تعالى « إني منزلها عليكم فمن يكفر بعد منكم فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من
العالمين » قال ووعد الله ووعيده حق وصدق وهذا القول هو والله أعلم الصواب
كما دلت عليه الأخبار والآثار عن السلف وغيرهم وقد ذكر أهل التاريخ أن موسى بن نصير
نائب بني أمية في فتوح بلاد المغرب وجد المائدة هنالك مرصعة باللآلئ وأنواع الجواهر
فبعث بها إلى أمير المؤمنين الوليد بن عبد الملك باني جامع دمشق فمات وهي في الطريق
فحملت إلى أخيه سليمان بن عبد الملك الخليفة بعده فرآها الناس فتجمعوا منها كثيرا
لما فيها من اليواقيت النفيسة والجواهر اليتيمة ويقال إن هذه المائدة كانت لسليمان
بن داود عليهما السلام فالله أعلم وقد قال الإمام أحمد « 1/242 »
حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان عن سلمة بن كهيل عن عمران بن الحكم عن ابن
عباس قال قالت قريش للنبي صلى الله عليه وسلم أدع لنا ربك أن يجعل لنا الصفا ذهبا
ونؤمن بك قال وتفعلون قالوا نعم فدعا فأتاه جبريل فقال إن ربك يقرأ عليك السلام
ويقول لك إن شئت أصبح لهم الصفا ذهبا فمن كفر منهم بعد ذلك عذبته عذابا لا أعذبه
أحدا من العالمين وإن شئت فتحت لهم باب التوبة والرحمة قال بل باب التوبة والرحمة
ثم رواه أحمد وابن مردويه والحاكم في مستدركه « 1/53 » من
حديث سفيان الثوري به


تفسير ابن كثير_أبو الفداء
إسماعيل بن كثير

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة المائده - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة المائده   تفسير سورة المائده - صفحة 2 Emptyالأربعاء مايو 16, 2012 12:36 am

116-وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ
اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا
يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ
عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ
أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ



. انظر تفسير الآية 118







117-مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ
رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا
تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ
شَهِيدٌ



. انظر تفسير الآية 118











118-إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ
أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ



هذا أيضا مما يخاطب الله به عبده ورسوله عيسى ابن مريم قائلا له يوم القيامة
بحضرة من اتخذه وأمه إلهين من دون الله « ياعيسى ابن مريم أأنت قلت
للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله » وهذا تهديد للنصارى وتوبيخ وتقريع
على رءوس الأشهاد هكذا قاله قتادة وغيره واستدل قتادة على ذلك بقوله تعالى « هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم » وقال السدي هذا الخطاب والجواب
في الدنيا قال ابن جرير هذا هو الصواب وكان ذلك حين رفعه إلى السماء الدنيا واحتج
ابن جرير على ذلك بمعنيين « أحدهما » أن الكلام بلفظ المضي
« والثاني » قوله « إن تعذبهم إن تغفر لهم
» وهذان الدليلان فيهما نظر لأن كثيرا من أمور يوم القيامة ذكر بلفظ المضي
ليدل على الوقوع والثبوت ومعنى قوله « إن تعذبهم فانهم عبادك »
الآية التبري منهم ورد المشيئة فيهم إلى الله وتعليق ذلك على الشرط لا يقتضي
وقوعه كما في نظائر ذلك من الآيات والذي قاله قتادة وغيره هو الأظهر والله أعلم أن
ذلك كائن يوم القيامة ليدل على تهديد النصارى وتقريعهم وتوبيخهم على رءوس الأشهاد
يوم القيامة وقد روي بذلك حديث مرفوع رواه الحافظ ابن عساكر «
19/128 » في ترجمة أبي عبيد الله مولى عمر بن عبد العزيز وكان ثقة قال سمعت
أبا بردة يحدث عمر بن عبد العزيز عن أبيه أبي موسى الآشعري قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم إذا كان يوم القيامة دعي بالأنبياء وأممهم ثم يدعى بعيسى فيذكره
الله نعمته عليه فيقر بها فيقول « ياعيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك
وعلى والدتك » الآية ثم يقول « أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي
إلهين من دون الله » فينكر أن يكون قال ذلك فيؤتى بالنصارى فيسئلون فيقولون
نعم هو أمرنا بذلك قال فطول شعر عيسى عليه السلام فيأخذ كل ملك من الملائكة بشعرة
من شعر رأسه وجسده فيجاثيهم بين يدي الله عز وجل مقدار ألف عام حتى ترفع عليهم
الحجة ويرفع لهم الصليب وينطلق بهم إلى النار وهذا حديث غريب عزيز وقوله « سبحانك ما يكون لي أن أقول ماليس لي بحق » هذا توفيق للتأدب في
الجواب الكامل كما قال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا ابن أبي عمر حدثنا سفيان عن
عمرو عن طاوس عن أبي هريرة قال يلقيه عيسى حجته ولقاه الله تعالى في قوله « وإذ قال الله ياعيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من
دون الله » قال أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم فلقاه الله « سبحانك ما يكون لي أن أقول ماليس لي حق » إلى آخر الآية وقد
رواه الثوري عن معمر عن ابن طاوس عن طاوس بنحوهوقوله « إن كنت قلته
فقد علمته » أي إن كان صدر مني هذا فقد علمته يارب فإنه لا يخفى عليك شيء
فما قلته ولا أردته في نفسي ولا أضمرته ولهذا قال « تعلم ما في
نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب ما قلت لهم إلا ما أمرتني به »
بإبلاغه « أن اعبدوا الله ربي وربكم » أي مادعوتهم
إلا إلى الذي أرسلتني به وأمرتني بإبلاغه « ان اعبدوا الله ربي
وربكم » أي هذا الذي قلت لهم وقوله « وكنت عليهم شهيدا
مادمت فيهم » أي كنت أشهد على أعمالهم حين كنت بين أظهرهم «
فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد » قال أبو داود
الطيالسي « 2638 » حدثنا شعبة قال انطلقت أنا وسفيان الثوري
إلى المغيرة بن النعمان فأملاه على سفيان وأنا معه فلما قام انتسخت من سفيان فحدثنا
قال سمعت سعيد بن جبير يحدث عن ابن عباس قال قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم
بموعظة فقال يا أيها الناس إنكم محشورون إلى الله عز وجل حفاة عراة غرلا « كما بدأنا أول خلق نعيده » وإن أول الخلائق يكسى يوم القيامة
إبراهيم ألا وإنه يجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال فأقول أصحابي فيقال إنك
لا تدري ما أحدثوا بعدك فأقول كما قال العبد الصالح « وكنت عليهم
شهيدا مادمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد إن
تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم » فيقال إن هؤلاء
لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم ورواه البخاري عند هذه الآية عن أبي
الوليد وعن شعبة وعن محمد بن كثير عن سفيان الثوري كلاهما عن المغيرة بن النعمان
بهوقوله « إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز
الحكيم » هذا الكلام يتضمن رد المشيئة إلى الله عز وجل فإنه الفعال لما يشاء
الذي لا يسأل عما يفعل وهم يسألون ويتضمن التبري من النصارى الذين كذبوا على الله
وعلى رسوله وجعلوا لله ندا وصاحبة وولدا تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا وهذه
الآية لها شأن عظيم ونبأ عجيب وقد ورد في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قام
بها ليلة حتى الصباح يرددها قال الإمام أحمد « 5/149 »
حدثنا محمد بن الفضيل حدثني فليت العامري عن جسرة العامرية عن أبي ذر رضي
الله عنه قال صلى النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فقرأ بآية حتى أصبح يركع بها
ويسجد بها « إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز
الحكيم » فلما أصبح قلت يا رسول الله مازلت تقرأ هذه الآية حتى أصبحت تركع
بها وتسجد بها قال إني سألت ربي عز وجل الشفاعة لأمتي فأعطانيها وهي نائلة إن شاء
الله لمن لا يشرك بالله شيئا « طريق أخرى وسياق آخر » قال
الإمام أحمد « 5/170 » حدثنا يحيى حدثنا قدامة بن عبد الله
حدثني جسرة بنت دجاجة أنها انطلقت معتمرة فانتهت إلى الربذة فسمعت أبا ذر يقول قام
رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة من الليالي في صلاة العشاء فصلى بالقوم ثم تخلف
أصحاب له يصلون فلما رأى قيامهم وتخلفهم انصرف إلى رحله فلما رأى القوم قد أخلوا
المكان رجع إلى مكانه يصلي فجئت فقمت خلفه فأومأ إلي بيمينه فقمت عن يمينه ثم جاء
ابن مسعود فقام فخلى وخلفه فأومأ إليه بشماله فقام عن شماله فقمنا ثلاثتنا يصلي كل
واحد منا بنفسه ونتلو من القرآن ما شاء الله أن نتلو وقام بآية من القرآن رددها حتى
صلى الغداة فلما أصبحنا أومأت إلى عبد الله بن مسعود أن سله ما أراد إلى ماصنع
البارحة فقال ابن مسعود بيده لا أسأله عن شيء حتى يحدث إلي فقلت بأبي وأمي قمت بآية
من القرآن ومعك القرآن لو فعل هذا بعضنا لوجدنا عليه قال دعوت لأمتي قلت فماذا أجبت
أو ماذا رد عليك قال أجبت بالذي لو اطلع عليه كثير منهم طلعة تركوا الصلاة قلت أفلا
أبشر الناس قال بلى فانطلقت معنفا قريبا من قذفة بحجر فقال عمر يا رسول الله إنك إن
تبعث إلى الناس بهذا نكلوا عن العبادات فناداه أن ارجع فرجع وتلك الآية « إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم »
وقال ابن أبي حاتم حدثنا يونس بن عبد الأعلى حدثنا ابن وهب أخبرني عمرو بن
الحارث أن بكر بن سوادة حدثه عن عبد الرحمن بن جبير عن عبد الله بن عمرو بن العاص
أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا قول عيسى « إن تعذبهم فإنهم عبادك
وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم » فرفع يده فقال اللهم أمتي وبكى فقال
الله ياجبريل اذهب إلى محمد وربك أعلم فاسأله ما يبكيه فأتاه جبريل فسأله فأخبره
رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال وهو أعلم فقال الله ياجبريل اذهب إلى محمد
فقل إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوءك وقال الإمام أحمد « 5/393 »
حدثنا حسين قال حدثنا ابن لهيعة حدثنا ابن هبيرة أنه سمع أبا تميم الجيشاني
يقول حدثني سعيد بن المسيب سمعت حذيفة بن اليمان يقول غاب عنا رسول الله صلى الله
عليه وسلم يوما فلم يخرج حتى ظننا أن لن يخرج فلما خرج سجد سجدة ظننا أن نفسه قد
قبضت فيها فلما رفع رأسه قال إن ربي عز وجل استشارني في أمتي ماذا أفعل بهم فقلت ما
شئت أي رب هم خلقك وعبادك فاستشارني الثانية فقلت له كذلك فقال لا أخزيك في أمتك
يامحمد وبشرني أن أول من يدخل الجنة من أمتي معي سبعون ألفا مع كل ألف سبعون ألفا
ليس عليهم حساب ثم أرسل إلي فقال ادع تجب وسل تعط فقلت لرسوله أو يعطني ربي سؤلي
فقال ما أرسلني إليك إلا ليعطيك ولقد أعطاني ربي ولا فخر و غفر لي ما تقدم من ذنبي
وما تأخر وأنا أمشي حيا صحيحا وأعطاني أن لا تجوع أمتي ولا تغلب وأعطاني الكوثر وهو
نهر في الجنة يسيل في حوض وأعطاني العز والنصر والرعب يسعى بين يدي أمتي شهرا
وأعطاني أني أول الأنبياء يدخل الجنة وطيب لي ولأمتي الغنيمة وأحل لنا كثيرا مما
شدد على من قبلنا ولم يجعل علينا في الدين من حرج


تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة المائده - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة المائده   تفسير سورة المائده - صفحة 2 Emptyالأربعاء مايو 16, 2012 12:38 am

119-قَالَ اللّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ
جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَّضِيَ
اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ



. انظر تفسير الآية 120












120-لِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ
شَيْءٍ قَدِيرٌ



يقول تعالى مجيبا لعبده ورسوله عيسى ابن مريم عليه السلام فيما أنهاه إليه من
التبري من النصارى الملحدين الكاذبين على الله وعلى رسوله ومن رد المشيئة فيهم إلى
ربه عز وجل فعند ذلك يقول تعالى « هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم »
قال الضحاك عن ابن عباس يقول يوم ينفع الموحدين توحيدهم «
لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا » أي ماكثين فيها لا
يحولون ولا يزولون رضي الله عنهم ورضوا عنه كما قال تعالى « ورضوان
من الله أكبر » وسيأتي ما يتعلق بتلك الآية من الحديث وروى ابن أبي حاتم ها
هنا حديثا عن أنس فقال حدثنا أبو سعيد الأشج حدثنا المحاربي عن ليث عن عثمان يعني
ابن عمير أبو اليقظان عن أنس مرفوعا قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يتجلى
لهم الرب جل جلاله فيقول سلوني سلوني أعطكم قال فيسألونه الرضا فيقول رضاي أحلكم
داري وأنالكم كرامتي فسلوني أعطكم فيسألونه الرضا قال فيشهدهم أنه قد رضي عنهم
سبحانه وتعالى وقوله « ذلك الفوز العظيم » أي هذا الفوز
الكبير الذي لا أعظم منه كما قال تعالى « لمثل هذا فليعمل العاملون
» وكما قال « وفي ذلك فليتنافس المتنافسون » وقوله
« لله ملك السموات والأرض وما فيهن وهو على كل شيء قدير »
أي هو الخالق للأشياء المالك لها المتصرف فيها القادر عليها فالجميع ملكه
وتحت قهره وقدرته وفي مشيئته فلا نظير له ولا وزير ولا عديل ولا والد ولا ولد ولا
صاحبة ولا إله غيره ولا رب سواه قال ابن وهب سمعت حيي بن عبد الله يحدث عن أبي عبد
الرحمن الحبلي عن عبد الله بن عمر قال آخر سورة أنزلت سورة المائدة



تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة المائده - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة المائده   تفسير سورة المائده - صفحة 2 Emptyالأربعاء مايو 16, 2012 12:41 am


تم بحمدلله اتمام تفسير سورة المائده

تفسير ابن كثير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
 
تفسير سورة المائده
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 2 من اصل 2انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2
 مواضيع مماثلة
-
» تفسير سورة النساء
» تفسير سورة الانعام
» تفسير سورة الأعراف
» تفسير سورة اٌل عمران
» تفسير سورة الفاتحة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
رسائل الإسلام :: القران الكريم-
انتقل الى: