رسائل الإسلام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


ديني ثقافي تعليمي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
   أهلا وسهلا بكم في منتدى رسائل الإسلام معا من اجل نصرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلمتفسير سورة الانعام - صفحة 2 Resalh10

 

 تفسير سورة الانعام

اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة الانعام - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: تفسير سورة الانعام   تفسير سورة الانعام - صفحة 2 Emptyالأربعاء مايو 16, 2012 12:46 am

تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :


بسم الله الرحمن الرحيم

تفسير سورة الانعام

تفسير ابن كثير






1-الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ
الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُونَ



. انظر تفسير الآية 3









2-هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُّسمًّى
عِندَهُ ثُمَّ أَنتُمْ تَمْتَرُونَ



. انظر تفسير الآية 3










3-وَهُوَ اللّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ
وَجَهرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ



مقدمة تفسير سورة الأنعام بسم الله الرحمن الرحيم وهي مكية قال العوفي وعطاء عن
ابن عباس أنزلت سورة الأنعام بمكة وقال الطبراني « 12/12930 »
حدثنا علي بن عبد العزيز حدثنا حجاج بن منهال حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن
زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس قال نزلت الأنعام بمكة ليلا جملة واحدة حولها
سبعون ألف ملك يجأرون حولها بالتسبيح وقال سفيان الثوري عن ليث عن شهر بن حوشب عن
أسماء بنت يد قالت نزلت سورة الأنعام على النبي صلى الله عليه وسلم جملة وأنا آخذة
بزمام ناقة النبي صلى الله عليه وسلم إن كادت من ثقلها لتكسر عظام الناقة وقال شريك
عن ليث عن شهر عن أسماء قالت نزلت سورة الأنعام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهو في مسير في زجل من الملائكة وقد طبقوا مابين السماء والأرض وقال السدي عن مرة
عن عبد الله قال نزلت سورة الأنعام يشيعها سبعون ألفا من الملائكة وروي نحوه من وجه
آخر عن ابن مسعود وقال الحاكم في مستدركه « 2/314 » حدثنا
أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ وأبو الفضل الحسن بن يعقوب العدل قالا حدثنا
محمد بن عبد الوهاب العبدي أخبرنا جعفر بن عون حدثنا إسماعيل بن عبد الرحمن السدي
حدثنا محمد بن المنكدر عن جابر قال لما نزلت سورة الأنعام سبح رسول الله صلى الله
عليه وسلم ثم قال لقد شيع هذه السورة من الملائكة ما سد الأفق ثم قال صحيح على شرط
مسلم وقال أبو بكر بن مردويه حدثنا محمد بن معمر حدثنا إبراهيم بن درستويه الفارسي
حدثنا أبو بكر بن أحمد بن محمد بن سالم حدثنا ابن أبي فديك حدثني عمر بن طلحة
الرقاشي عن نافع بن مالك أبي سهيل عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم نزلت سورة الأنعام معها موكب من الملائكة سد مابين الخافقين لهم زجل بالتسبيح
والأرض بهم ترتج ورسول الله يقول سبحان الله العظيم سبحان الله العظيم ثم روى ابن
مردويه عن الطبراني عن إبراهيم بن نائلة عن إسماعيل بن عمر عن يوسف بن عطية عن ابن
عون عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نزلت علي الأنعام
جملة واحدة وشيعها سبعون ألفا من الملائكة لهم زجل بالتسبيح والتحميديقول الله
تعالى مادحا نفسه الكريمة وحامدا لها على خلقه السموات والأرض قرارا لعباده وجعل
الظلمات والنور منفعة لعباده في ليلهم ونهارهم فجمع لفظ الظلمات ووحد لفظ النور
لكونه أشرف كقوله تعالى « عن اليمين والشمائل » وكما قال في
آخر هذه السورة « وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل
فتفرق بكم عن سبيله » ثم قال تعالى « ثم الذين كفروا بربهم
يعدلون » أي ومع هذا كله كفر به بعض عباده وجعله له شريكا وعدلا واتخذوا له
صاحبة وولدا تعالى الله عز وجل عن ذلك علوا كبيرا وقوله تعالى « هو
الذي خلقكم من طين » يعني أباهم آدم الذي هو أصلهم ومنه خرجوا فانتشروا في
المشارق والمغارب وقوله « ثم قضى أجلا وأجل مسمى عنده » قال
سعيد بن جبير عن ابن عباس « ثم قضى أجلا » يعني الموت « وأجل مسمى عنده » يعني الآخرة وهكذا روي عن مجاهد وعكرمة وسعيد
بن جبير والحسن وقتادة والضحاك وزيد بن أسلم وعطية والسدي ومقاتل بن حيان وغيرهم
وقول الحسن في روايته عنه « ثم قضى أجلا » وهو مابين أن
يخلق إلى أن يموت « وأجل مسمى عنده » وهو مابين أن يموت إلى
أن يبعث ويرجع إلى ما تقدم وهو تقدير الأجل الخاص وهو عمر كل إنسان وتقدير الأجل
العام وهو عمر الدنيا بكاملها ثم انتهائها وانقضائها وزوالها وانتقالها إلى الدار
الآخرة وعن ابن عباس ومجاهد « ثم قضى أجلا » يعني مدة
الدنيا « وأجل مسمى عنده » يعني عمر الإنسان إلى حين موته
وكأنه مأخوذ من قوله تعالى بعد هذا « وهو الذي يتوفاكم بالليل
ويعلم ماجرحتم بالنهار » الآية وقال عطية عن ابن عباس « ثم
قضى أجلا » يعني النوم يقبض فيه الروح ثم يرجع إلى صاحبه عند اليقظة « وأجل مسمى عنده » يعني أجل موت الإنسان وهذا قول غريب ومعنى
قوله « عنده » أي لا يعلمه إلا هو كقوله «
إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو » وكقوله «
يسألونك عن الساعة أيان مرساها فيم أنت من ذكراها إلى ربك منتهاها » وقوله
تعالى « ثم أنتم تمترون » قال السدي وغيره يعني تشكون في
أمر الساعة وقوله تعالى « وهو الله في السموات والأرض يعلم سركم
وجهركم » اختلف مفسرو هذه الآية على أقوال بعد اتفاقهم على إنكار قول
الجهمية الأول القائلين تعالى عن قولهم علوا كبيرا بأنه في كل مكان حيث حملوا الآية
على ذلك فالأصح من الأقوال أنه المدعو الله في السموات وفي الأرض أي يعبده ويوحده
ويقر له بالإلهية من في السموات ومن في الأرض ويسمونه الله ويدعونه رغبا ورهبا إلا
من كفر من الجن والإنس وهذه الآية على هذا القول كقوله تعالى « وهو
الذي في السماء إله وفي الأرض إله » أي هو إله من في السماء وإله من في
الأرض وعلى هذا فيكون قوله « يعلم سركم وجهركم » خبرا أو
حالا « والقول الثاني » أن المراد أنه الله الذي يعلم ما في
السموات وما في الأرض من سر وجهر فيكون قوله يعلم متعلقا بقوله «
وفي السموات وفي الأرض » تقديره وهو الله يعلم سركم وجهركم في السموات وفي
الأرض ويعلم ما تكسبون والقول الثالث أن قوله « وهو الله في
السموات » وقف تام ثم استأنف الخبر فقال « وفي الأرض يعلم
سركم وجهركم » وهذا اختيار ابن جرير وقوله « ويعلم ما
تكسبون » أي جميع أعمالكم خيرها وشرها


تفسير
ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com

كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة الانعام - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة الانعام   تفسير سورة الانعام - صفحة 2 Emptyالأربعاء مايو 30, 2012 6:18 am

98-وَهُوَ الَّذِيَ أَنشَأَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ
وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ



. انظر تفسير الآية 99








99-وَهُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ
كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِراً نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبّاً مُّتَرَاكِباً
وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ
وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهاً وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُواْ إِلِى
ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ
يُؤْمِنُونَ



يقول تعالى « وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة » يعني آدم
عليه السلام قال « يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس
واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء » وقوله « فمستقر ومستودع » اختلفوا في معنى ذلك فعن ابن مسعود وابن عباس
وابي عبب الرحمن السلمي وقيس بن أبي حازم ومجاهد وعطاء وإبراهيم النخعي والضحاك
وقتادة والسدي وعطاء الخراساني وغيرهم « فمستقر » أي في
الأرحام قالوا أو أكثرهم « ومستودع » أي في الأصلاب وعن ابن
مسعود وطائفة عكسه وعن ابن مسعود أيضا وطائفة فمستقر في الدنيا ومستودع حيث يموت
وقال سعيد بن جبير فمستقر في الأرحام وعلى ظهر الأرض وحيث يموت وقال الحسن البصري
المستقر الذي قد مات فاستقر به عمله وعن ابن مسعود ومستودع في الدار الآخرة والقول
الأول أظهر والله أعلم وقوله تعالى « قد فصلنا الآيات لقوم يفقهون
» أي يفقهون ويعون كلام الله ومعناه وقوله تعالى « وهو الذي
أنزل من السماء ماء » أي بقدر مباركا ورزقا للعباد وإحياء وغياثا للخلائق
رحمة من الله بخلقه « فأخرجنا به نبات كل شيء » كقوله
وجعلنا من الماء كل شيء « فأخرجنا منه خضرا » أي زرعا وشجرا
أخضر ثم بعد ذلك نخلق فيه الحب والثمر ولهذا قال تعالى « نخرج منه
حبا متراكبا » أي يركب بعضه بعضا كالسنابل ونحوها « ومن
النخل من طلعها قنوان » أي جمع قنو وهي عذوق الرطب « دانية
» أي قريبة من المتناول كما قال علي بن أبي طلحة الوالبي عن ابن عباس « قنوان دانية » يعني بالقوان الدانية قصار النخل اللاصقة عذوقها
بالأرض رواه ابن جرير قال ابن جرير وأهل الحجاز يقولون قنوان وقيس يقول قنوان قال
امرؤ القيس-فآتت أعاليه وآدت أصوله ومال بقنوان من البسر أحمرا-قال وتميم يقولون
قنيان بالياء قال وهي جمع قنو كما أن صنوان جمع صنو وقوله تعالى «
وجنات من أعناب » أي ونخرج منه جنات من أعناب وهذان النوعان هما أشرف الثمار
عند أهل الحجاز وربما كانا خيار الثمارفي الدنيا كما امتن الله بهما على عباده في
قوله تعالى « ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا ورزقا
حسنا » وكان ذلك قبل تحريم الخمر وقال « وجعلنا فيها جنات
من نخيل وأعناب » وقوله تعالى « والزيتون والرمان مشتبها
وغير متشابه » قال قتادة وغير متشابه في الورق والشكل قريب بعضه من بعض
ومتخالف في الثمار شكلا وطعما وطبعا وقوله تعالى « انظروا إلى ثمره
إذا أثمر وينعه » أي نضحه قاله البراء عن عازب وابن عباس والضحاك وعطاء
الخراساني والسدي وقتادة وغيرهم أي فكروا في قدرة خالقه من العدم إلى الوجودبعد أن
كان حطبا صار عنبا ورطبا وغير ذلك مما خلق سبحانه وتعالى من الألوان والأشكال
والطعوم والروائح كقوله تعالى « وفي الأرض قطع متجاورات وجنات
منأعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الأكل
» الآية ولهذا قال ها هنا « إن في ذلك » أيها الناس
« لآيات » أي دلالات على كمال قدرة خالق هذه الأشياء وحكمته
ورحمته « لقوم يؤمنون » أي يصدقون به ويتبعون رسله



تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة الانعام - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة الانعام   تفسير سورة الانعام - صفحة 2 Emptyالجمعة يونيو 08, 2012 7:43 am

100-وَجَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُواْ لَهُ
بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ



هذا رد على المشركين الذين عبدوا مع الله غيره وأشركوا به في عبادته أن عبدوا
الجن فجعلوهم شركاء له في العبادة تعالى الله عن شركهم وكفرهم فإن قيل فكيف عبدت
الجن مع أنهم إنما كانوا يعبدون الأصنام فالجواب أنهم ماعبدوها إلا عن طاعة الجن
وأمرهم إياهم بذلك كقوله « إن يدعون من دونه إلا إناثا وإن يعبدون
إلا شيطانا مريدا لعنه الله وقال لأتخذن من عبادك نصيبا مفروضا ولأضلهم ولأمنينهم
ولآمرنهم فليبتكن آذان الأنعام ولآمرنهم فليغيرن خلق الله ومن يتخذ الشيطان وليا من
دون الله فقد خسر خسرانا مبينا يعدهم ويمينهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا »
وكقوله تعالى « أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني »
الآية وقال إبراهيم لأبيه « يا أبت لا تعبد الشيطان إن
الشيطان كان للرحمن عصيا » وكقوله « ألم أعهد إليكم يا
بنيآدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم »
وتقول الملائكة يوم القيامة « سبحانك أنت ولينا من دونهم بل
كانوا يعبدون الجن أكثرهم بهم مؤمنون » ولهذا قال تعالى «
وجعلوا لله شركاء الجن وخلقهم » أي وقد خلقهم فهو الخالق وحده لا شريك له
فكيف يعبد معه غيره كقول إبراهيم « أتعبدون ما تنحتون والله خلقكم
وما تعملون » ومعنى الآية أنه سبحانه وتعالى هو المستقل بالخلق وحده فلهذا
يجب أن يفرد بالعبادة وحده لا شريك له وقوله تعالى « وخرقوا له
بنين وبنات بغير علم » ينبه به تعالى على ضلال من ضل في وصفه تعالى بأن له
ولدا كما يزعم من قاله من اليهود في عزير ومن قال من النصارى في عيسى ومن قال من
مشركي العرب في الملائكة أنها بنات الله « تعالى الله عما يقول
الظالمون علوا كبيرا » ومعنى خرقوا أي اختلفوا وائتفكوا وتخرصوا وكذبوا كما
قاله علماء السلف قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس وخرقوا يعني تخرصوا وقال العوفي
عنه « وخرقوا له بنين وبنات بغير علم » قال جعلوا له بنين
وبنات وقال مجاهد « وخرقوا له بنين وبنات » كذبوا وكذا قال
الحسن وقال الضحاك وضعوا وقال السدي قطعوا قال ابن جرير وتأويله إذا وجعلوا لله
الجن شركاء في عبادتهم إياهم وهو المنفرد بخلقهم بغير شريك ولامعين ولا ظهير « وخرقوا له بنين وبنات بغير علم » بحقيقة ما يقولون ولكن جهلا
بالله وبعظمته فإنه لا ينبغي لمن كان إلها أن يكون له بنون وبنات وصاحبة ولا أن
يشركه في خلقه شريك ولهذا قال « سبحانه وتعالى عما يصفون »
أي تقدس وتنزه وتعاظم عما يصفه هؤلاء الجهلة الضالون من الأولاد والأنداد
والنظراء والشركاء


تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل
بن كثير

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة الانعام - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة الانعام   تفسير سورة الانعام - صفحة 2 Emptyالجمعة يونيو 08, 2012 7:45 am

101-بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن
لَّهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ



« بديع السموات والأرض » أي مبدعهما وخالقهما ومنشئهما
ومحدثهما على غير مثال سبق كما قال مجاهد والسدي ومنه سميت البدعة بدعة لأنه لا
نظير لها فيما سلف « أنى يكون له ولد » اي كيف يكون له ولد
« ولم تكن له صاحبة » أي والد إنما يكون متولدا بين شيئين
متناسبين والله تعالى لا يناسبه ولايشابهه شيء من خلقه لأنه خالق كل شيء فلا صاحبة
له ولا ولد كما قال تعالى « وقالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا
إدا » إلى قوله « وكلهم آتيه يوم القيامة فردا »
« وخلق كل شيء وهو بكل شيء عليم » فبين تعالى أنه
الذي خلق كل شيء وأنه بكل شيء عليم فكيف يكون له صاحبة من خلقه تناسبه وهو الذي لا
نظير له فأنى يكون له ولد « تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا »

تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة الانعام - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة الانعام   تفسير سورة الانعام - صفحة 2 Emptyالجمعة يونيو 08, 2012 7:48 am

102-ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ
فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ



. انظر تفسير الآية 103















103-لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ
اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ



يقول تعالى « ذلكم الله ربكم » أي الذي خلق كل شيء ولا
ولد له ولا صاحبة « لاإله إلا هو خالق كل شيء فاعبدوه » أي
فاعبدوه وحده لا شريك له وأقروا له بالوحدانية وأنه لا إله إلا هو وأنه لا ولد له
ولا والد ولا صاحبة له ولا نظير ولا عديل « وهو على كل شيء وكيل »
أي حفيظ ورقيب يدبر كل ما سواه ويرزقهم ويكلأهم بالليل والنهار وقوله « لاتدركه الأبصار » فيه أقوال للأئمة من السلف «
احدهما » لا تدركه في الدنيا وإن كانت تراه في الآخرة كما تواترت به الأخبار
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير ما طريق ثابت في الصحاح «
خ 3235 م 177 » والمسانيد والسنن كما قال مسروق عن عائشة أنها قالت من زعم
أن محمدا أبصر ربه فقد كذب وفي رواية على الله فإن الله تعالى قال « لاتدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار » رواه ابن أبي حاتم من حديث
بكر بن عياش عن عاصم بن أبي النجود عن أبي الضحى عن مسروق ورواه غير واحد عن مسروق
وثبت في الصحيح « خ 3234 » وغيره عن عائشة من غير وجه
وخالفها ابن عباس فعنه إطلاق الرؤية وعنه رآه بفؤاده مرتين والمسألة تذكر في أول
سورة النجم إن شاء الله وقال ابن أبي حاتم ذكر محمد بن مسلم حدثنا أحمد بن إبراهيم
الدورقي حدثنا يحيى بن معين قال سمعت إسماعيل بن علية يقول في قول الله « لاتدركه الأبصار » قال هذا في الدنيا وذكر أبي عن هشام بن عبد
الله أنه قال نحو ذلك وقال آخرون « لاتدركه الأبصار » أي
جميعها وهذا مخصص بما ثبت من رؤية المؤمنين له في الدار الآخرة وقال آخرون من
المعتزلة بمقتضى مافهموه من الآية أنه لا يرى في الدنيا ولا في الآخرة فخالفوا أهل
السنة والجماعة في ذلك مع ماارتكبوه من الجهل بما دل عليه كتاب الله وسنة رسوله أما
الكتاب فقوله تعالى « وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة »
وقال تعالى عن الكافرين « كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون
» قال الإمام الشافعي فدل هذا على أن المؤمنين لا يحجبون عنه تبارك وتعالى
وأما السنة فقد تواترت الأخبار عن أبي سعيد وأبي هريرة وأنس وجريج وصهيب وبلال وغير
واحد من الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم أن المؤمنين يرون الله في الدار
الآخرة في العرصات وفي روضات الجنات جعلنا الله تعالى منهم بمنه وكرمه آمين وقيل
المراد بقوله « لاتدركه الأبصار » أي العقول رواه ابن أبي
حاتم عن علي بن الحسين عن الفلاس عن ابن مهدي عن أبي الحصين يحيى بن الحصين قارئ
أهل مكة أنه قال ذلك وهذا غريب جدا وخلاف ظاهر الآية وكانه اعتقد أن الإدراك في
معنى الرؤية والله أعلم وقال آخرون لامنافاة بين إثبات الرؤية ونفي الإدراك فإن
الإدراك أخص من الرؤية ولا يلزم من نفي الأخص انتفاء الأعم ثم اختلف هؤلاء في
الإدراك المنفي ماهو فقيل معرفة الحقيقة فإن هذا لا يعلمه إلا هو وإن رآه المؤمنون
كما أن من رأى القمر فإنه لا يدرك حقيققته وكنهه وماهيته فالعظيم أولى بذلك وله
المثل الأعلى قال ابن علية في الآية هذا في الدنيا رواه ابن أبي حاتم وقال آخرون
الإدراك أخص من الرؤية وهو الإحاطة قالوا ولا يلزم عدم الإحاطة عدم الرؤية كما لا
يلزم من إحاطة العلم عدم العلم قال تعالى « ولا يحيطون به علما »
وفي صحيح مسلم « 486 » لا أحصي ثناء عليك أنت كما
أثنيت على نفسك ولا يلزم منه عدم الثناء فكذلك هذا قال العوفي عن ابن عباس في قوله
تعالى « لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار » قال لا يحيط
بصر أحد بالملك وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبو زرعة حدثنا عمرو بن حماد بن طلحة
القناد حدثنا أسباط عن سماك عن عكرمة أنه قيل له « لا تدركه
الأبصار » قال ألست ترى السماء قال بلى قال فكلها ترى وقال سعيد بن أبي
عروبة عن قتادة في الآية « لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار »
وهو أعظم من أن تدركه الأبصار وقال ابن جرير حدثنا سعد بن عبد الله بن عبد
الحكم حدثنا خالد بن عبد الرحمن حدثنا أبو عرفجة عن عطية العوفي في قوله تعالى
« وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة » قال هم ينظرون إلى
الله لا تحيط أبصارهم به من عظمته وبصره محيط بهم فذلك قوله « لا
تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار » وورد تفسير هذه الآية حديث رواه ابن أبي
حاتم ها هنا فقال حدثنا أبو زرعة حدثنا منجاب بن الحارث السهمي حدثنا بشر بن عمارة
عن أبي روق عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم في قوله « لا تدركه الآبصار وهو يدرك الأبصار » قال لو
أن الجن والإنسوالشياطين والملائكة منذ خلقوا إلى أن فنوا صفوا صفا واحدا ما أحاطوا
بالله أبدا غريب لا يعرف إلا من هذا الوجه ولم يروه أحد من أصحاب الكتب والستة
والله أعلم وقال آخرون في الآية بما رواه الترمذي في جامعه « 3279
» وابن أبي عاصم في كتاب السنة « 437 » وابن أبي
حاتم في تفسيره وابن مردويه أيضا والحاكم في مستدركه « 2/306 »
من حديث الحكم بن أبان قال سمعت عكرمة يقول سمعت ابن عباس يقول رأى محمد ربه
تبارك وتعالى فقلت أليس الله يقول « لاتدركه الأبصار وهو يدرك
الأبصار » الآية فقال لي لا أم لك ذلك نوره الذي هو نوره إذا تجلى بنوره لا
يدركه شئ وفي رواية لا يقوم له شيء قال الحاكم صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وفي
معنى هذا الأثر ماثبت في الصحيحين « م 179 » من حديث أبي
موسى الأشعري رضي الله عنه مرفوعا إن الله لا ينام ولاينبغي له أن ينام يخفض القسط
ويرفعه يرفع إليه عمل النهار قبل الليل وعمل الليل قبل النهار حجابه النور أو النار
لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ماانتهى إليه بصره من خلقه وفي الكتب المتقدمة إن الله
تعالى قال لموسى لما سأل الرؤية ياموسى إنه لا يراني حي إلا مات ولا يابس إلا تدهده
أي تدعثر وقال تعالى « فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا
فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين » ونفي هذا الأثر الإدراك
الخاص لا ينفى الرؤية يوم القيامة يتجلى لعباده المؤمنين كما يشاء فأما جلاله
وعظمته على ماهو عليه تعالى وتقدس وتنزه فلا تدركه الأبصار ولهذا كانت أم المؤمنين
عائشة رضي الله عنها تثبت الرؤية في الدار الآخرة وتنفيها في الدنيا وتحتج بهذه
الآية « لاتدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار » فالذي نفته
الإدراك الذي بمعنى رؤية العظمة والجلال على ماهو عليه فإن ذلك غير ممكن للبشر ولا
للملائكة ولا لشي وقوله « وهو يدرك الأبصار » أي يحيط بها
ويعلمها على ماهي عليه لأنه خلقها كما قال تعالى « ألا يعلم من خلق
وهو اللطيف الخبير » وقد يكون عبر بالأبصار عن المبصرين كما قال السدي في
قوله « لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار » لا يراه شيء
وهو يرى الخلائق وقال أبو العالية في قوله تعالى « وهو اللطيف
الخبير » قال اللطيف لاستخراجها الخبير بمكانها والله أعلم وهذا كما قال
تعالى إخبارا عن لقمان فيما وعظ به ابنه « يا بنيإنها إن تك مثقال
حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السموات أو في الأرض يأت بها الله إن الله لطيف
خبير »


تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن
كثير

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة الانعام - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة الانعام   تفسير سورة الانعام - صفحة 2 Emptyالجمعة يونيو 08, 2012 7:51 am

104-قَدْ جَاءكُم بَصَآئِرُ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ
وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ



. انظر تفسير الآية 105










105-وَكَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ وَلِيَقُولُواْ دَرَسْتَ وَلِنُبَيِّنَهُ
لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ



البصائر هي الحجج والبينات التي اشتمل عليها القرآن وما جاء به الرسول صلى الله
عليه وسلم « فمن أبصر فلنفسه » كقوله « فمن
اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها » ولهذا قال « ومن عمي فعليها » لما ذكر البصائر قال « ومن
عمي فعليها » أي إنما يعود وباله عليه كقوله « فإنها لا
تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور » « وما أنا
عليكم بحفيظ » أي بحافظ ولا رقيب بل إنما أنا مبلغ والله يهدي من يشاء ويضل
من يشاء وقوله « وكذلك نصرف الآيات » أي وكما فصلنا الآيات
في هذه السورة من بيان التوحيد وأنه لاإله هو هكذا نوضح الآيات ونفسرها ونبينها في
كل موطن لجهالة الجاهلين وليقول المشركون والكافرون والمكذبون دارست يامحمد من قبلك
من أهل الكتاب وقارأتهم وتعلمت منهم هكذا قاله ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير
والضحاك وغيرهم وقال الطبراني « 11/11283 » حدثنا عبد الله
بن أحمد حدثنا أبي حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن عمرو بن كسيان قال
سمعت أبا عباس يقرأ « دارست » تلوت خاصمت جادلت وهذا كقوله
تعالى إخبارا عن كذبهم وعنادهم « وقال الذين كفروا إن هذا إلا إفك
افتراه وأعانه عليه قوم آخرون فقد جاءوا ظلما وزورا وقالوا أساطير الأولين إكتتبها
» الآية وقال تعالى إخبارا عن زعيمهم وكاذبهم « إنه فكر
وقدر فقتل كيف قدر ثم قتل كيف قدر ثم نظر ثم عبس وبسر ثم أدبر واستكبر فقال إن هذا
إلا سحر يؤثر إن هذا إلا قول البشر » وقوله « ولنبينه لقوم
يعلمون » أي لنوضحه لقوميعلمون الحق فيتبعونه والباطل فيتجنبونه فلله تعالى
الحكمة البالغة في إضلال أولئك وبيان الحق لهؤلاء كقوله تعالى «
يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا » الآية وكقوله « ليجعل ما
يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم وإن الله لهادي الذين آمنوا
إلى صراط مستقيم » وقال تعالى « وما جعلنا أصحاب النار إلا
ملائكة وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا ليستيقن الذين أوتوا الكتاب ويزداد
الذين آمنوا إيمانا ولايرتاب الذين أوتوا الكتاب والمؤمنون وليقول الذين في قلوبهم
مرض والكافرون ماذا أراد الله بهذا مثلا كذلك يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء وما
يعلم جنود ربك إلا هو » وقال « وننزل من القرآن ماهو شفاء
ورحمة للمؤمنين ولايزيد الظالمين إلا خسارا » وقال تعالى «
قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى أولئك
ينادون من مكان بعيد » إلى غير ذلك من الايات الدالة على أنه تعالى أنزل
القرآن هدى للمتقين وأنه يضل به من يشاء ويهدي به من يشاء ولهذا قال ها هنا « وكذلك نصرف الآيات وليقولوا دارست ولنبينه لقوم يعلمون » وقرأ
بعضهم « وليقولوا درست » قال التميمي عن ابن عباس درست أي
قرأت وتعلمت وكذا قال مجاهد والسدي والضحاك وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم وغير واحد
وقال عبد الرزاق عن معمر قال الحسن « وليقولوا درست » يقول
تقادمت وانمحت وقال عبد الرزاق أيضا أنبأنا ابن عيينة عن عمرو بن دينار سمعت ابن
الزبير يقول إن صبيانا يقرأون ها هنا درست وإنما هي درست وقال شعبة حدثنا أبو إسحاق
الهمداني قال هي في قراءة ابن مسعود درست يعني بغير ألف بنصب السين ووقف على التاء
قال ابن جرير ومعناه انمحت وتقادمت أي إلى هذا الذي تتلوه علينا قد مر بنا قديما
وتطاولت مدته وقال سعيد بن أبي عروبة عن قتادة أنه قرأها درست أي قرأت وتعلمت وقال
معمر عن قتادة ودرست قرأت وفي حرف ابن مسعود ودرس وقال عبيد القاسم بن سلام حدثنا
حجاج عن هارون قال هي في حرف أبي بن كعب وابن مسعود وليقولوا درس قال يعنون النبي
صلى الله عليه وسلم أنه قرأ وهذا غريب فقد روي عن أبي بن كعب خلاف هذا قال أبو بكر
بن مردويه حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم حدثنا الحسن بن الليث حدثنا أبو سلمة
حدثنا أحمد بن أبي بزة المكي حدثنا وهب بن زمعة عن أبيه عن حميد الأعرج عن مجاهد عن
ابن عباس عن أبي بن كعب قال أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم «
وليقولوا درست » ورواه الحاكم في مستدركه « 2/238 »
من حديث وهب بن زمعة وقال يعني بجزم السين ونصب التاء ثم قال صحيح الإسناد
ولم يخرجاه


تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة الانعام - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة الانعام   تفسير سورة الانعام - صفحة 2 Emptyالجمعة يونيو 08, 2012 7:57 am

106-اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ
وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ



. انظر تفسير الآية 107











107-وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا أَشْرَكُواْ وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً
وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ



يقول تعالى آمرا لرسوله صلى الله عليه وسلم ولمن اتبع طريقته «
اتبع ما أوحي إليك من ربك » أي اقتد به واقتف أثره واعمل به فإن ما أوحي
إليك من ربك هو الحق الذي لامرية فيه لأنه لا إله إلا هو « وأعرض
عن المشركين » أي اعف عنهم واصفح واحتمل أذاهم حتى يفتح الله لك وينصرك
ويظفرك عليهم واعلم أن لله حكمة في إضلالهم فإنه لو شاء لهدى الناس كلهم جميعا ولو
شاء لجمعهم على الهدى « ولو شاء الله ما أشركوا » أي بل له
المشيئة والحكمة فيها يشاؤه ويختاره لا يسأل عما يفعل وهم يسألون وقوله تعالى « وما جعلناك عليهم حفيظا » أي حافظا تحفظ أقوالهم وأعمالهم « وما أنت عليهم بوكيل » أي موكل على أرزاقهم وأمورهم إن عليك إلا
البلاغ كما قال تعالى « فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر »
وقال « إنما عليك البلاغ وعلينا الحساب »



تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة الانعام - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة الانعام   تفسير سورة الانعام - صفحة 2 Emptyالجمعة يونيو 08, 2012 8:06 am

108-وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ
اللّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ
ثُمَّ إِلَى رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ



يقول تعالى ناهيا لرسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمين عن سب آلهة المشركين وإن
كان فيه مصلحة إلا أنه يترتب عليه مفسدة أعظم منها وهي مقابلة المشركين بسب إله
المؤمنين وهو « الله لا إله إلا هو » كما قال علي بن أبي
طلحة عن ابن عباس في هذه الآية قالوا يامحمد لتنتهين عن سبك آلهتنا أو لنهجون ربك
فنهاهم الله أن يسبوا أوثانهم « فيسبوا الله عدوا بغير علم »
وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة كان المسلمون يسبون أصنام الكفار فيسب
الكفار الله عدوا بغير علم فأنزل الله « ولا تسبوا الذين يدعون من
دون الله » وروى ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي أنه قال في تفسيره هذه
الآية لما حضر أبا طالب الموت قالت قريش انطلقوا فلندخل على هذا الرجل فلنأمره أن
ينهى عنا ابن أخيه فإنا نستحي أن نقتله بعد موته فتقول العرب كان يمنعهم فلما مات
قتلوه فانطلق أبو سفيان وأبو جهل والنضر بن الحرث وأمية وأبي ابنا خلف وعقبة بن أبي
معيط وعمرو بن العاص والأسود بن البختري وبعثوا رجلا منهم يقال له المطلب قالوا
استأذن لنا على أبي طالب فأتى أبا طالب فقال لهؤلاء مشيخة قومك يريدون الدخول عليك
فأذن لهم عليه فدخلوا عليه فقالوا يا أبا طالب أنت كبيرنا وسيدنا وإن محمدا قد
آذانا وآذى آلهتنا فنحب أن تدعوه فتنهاه عن ذكر آلهتنا ولندعه وإلهه فدعاه فجاء
النبي صلى الله عليه وسلم فقال له أبو طالب هؤلاء قومك وبنو عمك قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم ما تريدون قالوا نريد أن تدعنا وآلهتنا ولندعك وإلهك فقال النبي صلى
الله عليه وسلم أرأيتم إن أعطيتكم هذا هل أنتم معطي كلمة إن تكلمتم بها ملكتم العرب
ودانت لكم العجم وأدت لكم الخراج قال أبو جهل وأبيك لنعطيكها وعشرة أمثالها قالوا
فما هي قال قولوا لا إله إلا الله فأبوا واشمأزوا قال أبو طالب يا ابن أخي قل غيرها
فإن قومك قد فزعوا منها قال ياعم ما أنا بالذي يقول غيرها حتى يأتوا الشمس فيضعوها
في يدي ولو أتوا بالشمس فوضعوها في يدي ما قلت غيرها إرادة أن يؤيسهم فغضبوا وقالوا
لتكفن عن شتم آلهتنا أو لنشتمنك ونشتمن من يأمرك فذلك قوله «
فيسبوا الله عدوا بغير علم » ومن هذا القبيل وهو ترك المصلحة لمفسدة أرجح
منها ماجاء في الصحيح « خ 5973 م 90 بنحوه » أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال ملعون من سب والديه قالوا يا رسول الله كيف يسب الرجل
والديه يسب أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه فيسب أمه أو كما قال صلى الله عليه وسلم
وقوله « كذلك زينا لكل أمة عملهم » أي وكما زينا لهؤلاء
القوم حب أصنامهم والمحاماة والإنتصار كذلك زينا لكل أمة أي من الأمم الخالية على
الضلال عملهم الذي كانوا فيه ولله الحجة البالغة والحكمة التامة فيما يشاؤه ويختاره
« ثم إلى ربهم مرجعهم » أي معادهم ومصيرهم « فينبئهم بما كانوا يعملون » أي يجازيهم بأعمالهم إن خيرا فخيرا
وإن شرا فشرا


تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن
كثير

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة الانعام - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة الانعام   تفسير سورة الانعام - صفحة 2 Emptyالجمعة يونيو 08, 2012 8:08 am

109-وَأَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءتْهُمْ آيَةٌ
لَّيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الآيَاتُ عِندَ اللّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ
أَنَّهَا إِذَا جَاءتْ لاَ يُؤْمِنُونَ



. انظر تفسير الآية 110









110-وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُواْ بِهِ
أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ



يقول تعالى إخبارا عن اللمشركين أنهم أقسموا بالله جهد أيمانهم أي حلفوا أيمانا
مؤكدة « لئن جاءتهم آية » أي معجزة وخارق «
ليؤمنن بها » أي ليصدقنها « قل إنما الآيات عند الله »
أي قل يامحمد لهؤلاء الذين يألونك الآيات تعنتا وكفرا وعنادا لاعلى سبيل
الهدى والإسترشاد إنما مرجع هذه الآيات إلى الله إن شاء جاءكم بها وإن شاء ترككم
قال ابن جرير حدثنا هناد حدثنا يونس بن بكير حدثنا أبو معشر عن محمد بن كعب القرظي
قال كلم رسول الله صلى الله عليه وسلم قريش فقالوا يامحمد تخبرنا أن موسى كان معه
عصا يضرب بها الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا وتخبرنا أن عيسى كان يحيي الموتى
وتخبرنا أن ثمود كانت له ناقة فأتنا من الآيات حتى نصدقك فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم أي شيء تحبون أن آتيكم به قالوا اتجعل لنا الصفا ذهبا فقال لهم فإن فعلت
تصدقوني قالوا نعم والله لئن فعلت لنتبعك أجمعين فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم
يدعو فجاءه جبريل عليه السلام فقال له ما شئت إن شئت أصبح الصفا ذهبا ولئن أرسل آية
فلم يصدقوا عند ذلك ليعذبنهم وإن شئت فاتركهم حتى يتوب تائبهم فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم بل يتوب تائبهم فأنزل الله تعالى « وأقسموا بالله
جهد أيمانهم » إلى قوله تعالى « ولكن أكثرهم يجهلون »
وهذا مرسل وله شواهد من وجوه أخر وقال الله تعالى « وما
منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون » الآية وقوله تعالى « وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون » قيل المخاطب بما يشعركم
المشركون وإليه ذهب مجاهد كأنه يقول لهم وما يدريكم بصدقهم في هذه الأيمان التي
تقسمون بها وعلى هذا فالقراءة « إنها إذا جاءت لا يؤمنون »
بكسر إن على أنها على استئناف الخبر عنهم بنفي الإيمان عند مجئ الآيات التي
طلبوها وقرأ بعضهم « أنها إذا جاءت لا تؤمنون » بالتاء
المثناة من فوق وقيل المخاطب بقوله وما يشعركم المؤمنون يقول وما يدريكم أيها
المؤمنون وعلى هذا فيجوز في قوله « أنها » الكسر كالآول
والفتح على أنه معمول يشعركم وعلى هذا فتكون لا في قوله « أنها إذا
جاءت لا يؤمنون » صلة كقوله « مامنعك ألاتسجد إذا مرتك »
وقوله « وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون »
أي مامنعك أن تسجد إذ أمرتك وحرام أنهم يرجعون وتقديره في هذه الآية
ومايدريكم أيها المؤمنون الذين تودون لهم ذلك حرصا على إيمانهم أنها إذا جاءتهم
الآيات يؤمنون قال بعضهم إنها بمعنى لعلها قال ابن جرير وذكروا أن ذلك كذلك في
قراءة أبي بن كعب قال وقد ذكر عن العرب سماعا إذهب إلى السوق إنك تشتري لنا شيئا
بمعنى لعلك تشتري قال وقد قيل إن قول عدي بن زيد العبادي من هذا-أعاذل ما يدريك أن
منيتي إلى ساعة في اليوم أو في ضحى الغد-وقد اختار هذا القول ابن جرير وذكر عليه
شواهد من أشعار العرب والله أعلم وقوله تعالى « ونقلب أفئدتهم
وأبصارهم كما لو لم يؤمنوا به أول مرة » قال العوفي عن ابن عباس في هذه
الآية لما جحد المشركون ما أنزل الله لم تثبت قلوبهم على شيء وردت عن كل أمر وقال
مجاهد في قوله « ونقلب أفئدتهم وأبصارهم » ونحول بينهم وبين
الإيمان ولو جاءتهم كل آية فلا يؤمنون كما حلنا بينهم وبين الإيمان أول مرة وكذا
قال عكرمة وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم وقال ابن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنه
أنه قال أخبر الله ما العباد قائلون قبل أن يقولوه وعملهم قبل أن يعملوه وقال « ولا ينبئك مثل خبير » جل وعلا وقال « أن تقول
نفس يا حسرتى على مافرطت في جنب الله » إلى قوله « لو أن لي
كرة فأكون من المحسنين » فأخبره الله سبحانه أنهم لو ردوا لم يقدروا على
الهدى وقال « ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون »
وقال تعالى « ونقلب افئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول
مرة » وقال ولو ردوا إلى الدنيا لحيل بينهم وبين الهدى كما حلنابينهم وبينه
أول مرة وهم في الدنيا وقوله « ونذرهم » أي نتركهم « في طغيانهم » قال ابن عباس والسدي في كفرهم وقال أبو العالية
والربيع بن أنس وقتادة في ضلالهم « يعمهون » قال الأعمش
يلعبون وقال ابن عباس ومجاهد وأبو العالية والربيع وأبو مالك وغيره في كفرهم
يترددون


تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة الانعام - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة الانعام   تفسير سورة الانعام - صفحة 2 Emptyالأحد يوليو 01, 2012 4:37 am

111-وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلآئِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ
الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً مَّا كَانُواْ
لِيُؤْمِنُواْ إِلاَّ أَن يَشَاءَ اللّهُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ



يقول تعالى ولو أننا أجبنا سؤال هؤلاء الذين أقسموا بالله جهد ايمانهم لئن
جاءتهم آية ليؤمنن بها فنزلنا عليهم الملائكة تخبرهم بالرسالة من الله بتصديق الرسل
كما سألوا فقالوا « أو تأتي بالله والملائكة قبيلا » « وقالوا لن نؤمن لك حتى نؤتى مثل ما أوتي رسل الله » « وقال الذين لا يرجون لقاءنا لولا انزل علينا الملائكة أو نرى ربنا لقد
استكبروا في أنفسهم وعتوا عتوا كبيرا » « وكلمهم الموتى »
أي فأخبروهم بصدق ماجاءتهم به الرسل « وحشرنا عليهم كل شيء
قبلا » قرأ بعضهم قبلا بكسر القاف وفتح الباء من المقابلة والمعاينة وقرأ
آخرون بضمهما قيل معناه من المقابلة والمعاينة أيضا كما رواه علي بن أبي طلحة
والعوفي عن ابن عباس وبه قال قتادة وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم وقال مجاهد قبلا أي
أفواجا قبيلا قبيلا أي تعرض عليهم كل أمة بعد أمة فيخبرونهم بصدق الرسل فيما جاؤهم
به « ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله » أي أن الهداية
إليه لا إليهم بل يهدى من يشاء ويضل من يشاء وهو الفعال لما يريد «
لايسأل عما يفعل وهم يسألون » لعلمه وحكمته وسلطانه وقهره وغلبته وهذه الآية
كقوله تعالى « إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم
كل آية يروا العذاب الأليم »


تفسير ابن
كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة الانعام - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة الانعام   تفسير سورة الانعام - صفحة 2 Emptyالأحد يوليو 01, 2012 4:39 am

112-وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ
وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ
شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ



. انظر تفسير الآية 113












113-وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ
وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُواْ مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ



يقول تعالى وكما جعلنا لك يامحمد أعداء يخالفونك ويعادونك جعلنا لكل نبي من قبلك
أيضا أعداء فلا يهيدنك ذلك كما قال تعالى « ولقد كذبت رسل من قبلك
فصبروا على ماكذبوا وأوذوا » الآية وقال تعالى « ما يقال لك
إلا ما قد قيل للرسل من قبلك إن ربك لذو مغفرة وذو عقاب أليم » وقال تعالى
« وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين » الآية وقال روقة
بن نوفل لرسول الله صلى الله عليه وسلم إنه لم يأت أحد بمثل ماجئت به إلا عودي
« خ 3 م 160 » وقوله « شياطين الإنس والجن
» بدل من « عدوا » أي لهم أعداء من شياطين الإنس
والجن والشيطان كل من خرج عن نظيره من الشر ولايعادي الرسل إلا الشياطين من هؤلاء
وهؤلاء قبحهم الله ولعنهم قال عبد الرزاق حدثنا معمر عن قتادة في قوله « شياطين الإنس والجن » قال من الجن شياطين ومن الإنس شياطين يوحى
بعضهم إلى بعض قال قتادة وبلغني أن أبا ذر كان يوما يصلي فقال النبي صلى الله عليه
وسلم تعوذ يا أبا ذر من شياطين الإنس والجن فقال أو من الإنس شياطين فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم نعم وهذا منقطع بين قتادة وأبي ذر وقد روي من وجه آخر عن أبي ذر
رضي الله عنه قالا ابن جرير حدثني المثنى حدثنا أبو صالح حدثني معاوية بن صالح علي
بن أبي طلحة عن أبي عبد الله محمد بن أيوب وغيره من المشيخة عن ابن عائذ عن أبي ذر
قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في مجلس قد أطال فيه الجلوس قال فقال يا أبا
ذر هل صليت قلت لا يا رسول الله قال قم فاركع ركعتين قال جئت فجلست إليه فقال يا
أبا ذر هل تعوذت بالله من شياطين الجن والإنس قال قلت لا يا رسول الله وهل للإنس من
شياطين قال نعم هم شر من شياطين الجن وهذا أيضا فيه انقطاع وروي متصلا كما قال
الإمام أحمد حدثنا وكيع حدثنا المسعودي أنبأنا ابن أبو عمر الدمشقي عن عبيد بن
الخشخاش عن أبي ذر قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد فجلست فقال يا
أبا ذر هل صليت قلت لا قال قم فصل قال فقمت فصليت ثم جلست فقال يا أبا ذر تعوذ
بالله من شر شياطين الإنس والجن قال قلت يا رسول الله والإنس شياطين قال نعم وذكر
تمام الحديث بطوله وكذا رواه الحافظ أبو بكر بن مردوية في تفسيره من حديث جعفر بن
عون ويعلى بن عبيد وعبيد الله بن موسى ثلاثتهم عن المسعودي به «
طريق أخرى عن أبي ذر » قال ابن جرير حدثنا المثنى حدثنا الحجاج حدثنا حماد
عن حميد بن هلال حدثني رجل من أهل دمشق عن عوف بن مالك عن أبي ذر أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال يا أبا ذر هل تعوذت بالله من شر شياطين الإنس والجن قال قلت يا
رسول الله هل للإنس من شياطين قال نعم « طريق أخرى للحديث »
قال ابن أبي حاتم حدثنا محمد بن عوف الحمصي حدثنا أبو المغيرة حدثنا معاذ بن
رفاعة عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
يا أبا ذر تعوذت من شياطين الجن والإنس قال يا رسول الله وهل للإنس شياطين قال نعم
« شياطين الإنس والجن يوحي بعضها إلى بعض زخرف القول غرورا »
وقوله « يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا » فهذه
طرق لهذا الحديث ومجموعها يفيد قوته وصحته والله أعلم وقال ابن جرير حدثنا ابن وكيع
حدثنا أبو نعيم عن شريك عن سعيد بن مسروق عن عكرمة « شياطين الإنس
والجن » قال ليس من الإنس شياطين ولكن شياطين الجن يوحون إلى شياطين الإنس
وشياطين الإنس يوحون إلى شياطين الجن قال وحدثنا الحارث حدثنا عبد العزيز حدثنا
إسرائيل عن السدي عن عكرمة في قوله « يوحي بعضهم إلى بعض زخرف
القول غرورا » قال للإنس شياطين وللجن شياطين فيلقى شيطان الإنس شيطان الجن
فيوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا وقال أسباط عن السدي عن عكرمة في قوله « يوحي بعضهم إلى بعض » أما شياطين الإنس فالشياطين التي تضل
الإنس وشياطين الجن التي تضل الجن يلتقيان فيقول كل واحد منهما لصاحبه أني أضللت
صاحبي بكذا وكذا فأضل أنت صاحبك بكذا وكذا فيعلم بعضهم بعضا ففهم ابن جرير من هذا
أن المراد بشياطين الإنس عن عكرمة والسدي الشياطين من الجن الذين يضلون الناس لا أن
المراد منه شياطين الإنس منهم ولا شك أن هذا ظاهر من كلام عكرمة وأما كلام السدي
فليس مثله في هذا المعنى وهو محتمل وقد روي ابن أبي حاتم نحو هذا عن ابن عباس من
رواية الضحاك عنه قال إن للجن شياطين يضلونهم مثل شياطين الإنس يضلونهم قال فيلتقي
شياطين الإنس وشياطين الجن فيقول هذا لهذا أضلله بكذا فهو قوله «
يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا » وعلى كل حال فالصحيح ما تقدم من حديث
أبي ذر إن للإنس شياطين منهم وشيطان كل شيء مارده ولهذا جاء في صحيح مسلم « 510 » عن أبي ذر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الكلب
الأسود شيطان ومعناه والله أعلم شيطان في الكلاب وقال ابن جريج قال مجاهد في تفسير
هذه الآية كفار الجن شياطين يوحون إلى شياطين الإنس كفار الإنس زخرف القول غرورا
وروي ابن أبي حاتم عن عكرمة قال قدمت على المختار فأكرمني وأنزل حتى كاد يتعاهد
مبيتي بالليل قال فقال لي اخرج إلى الناس فحدثهم قال فخرجت فجاء رجل فقال ما تقول
في الوحي فقلت الوحي وحيان قال الله تعالى « بما أوحينا إليك هذا
القرآن » وقال تعالى « شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى
بعض زخرف القول غرورا » قال فهموا بي أن يأخذوني فقلت لهم مالكم ذاك إني
مفتيكم وضيفكم فتركوني وإنما عرض عكرمة بالمختار وهو ابن أبي عبيد قبحه الله وكان
يزعم أنه يأتي الوحي وقد كانت أخته صفية تحت عبد الله بن عمر وكانت من الصالحات
ولما أخبر عبد الله بن عمر أن المختار يزعم أنه يوحي إليه فقال صدق قال الله تعالى
« وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم » وقوله تعالى « يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا » أي يلقى بعضهم إلى بعض
القول المزين المزخرف وهو المزوق الذي يغتر سامعه من الجهلة بأمره « ولو شاء ربك مافعلون » أي ذلك كله بقدر الله وقضائه وإرادته
ومشيئته أن يكون لكل نبي عدو من هؤلاء « فذرهم » أي فدعهم
« وما يفترون » أي يكذبون أي دع أذاهم وتوكل على الله في
عداوتهم فإن الله كافيك وناصرك عليهم وقوله تعالى « ولتصغي إليه »
ولتميل إليه قاله ابن عباس « أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة
» أي قلوبهم وعقولهم وأسماعهم وقال السدي قلوب الكافرين «
وليرضوه » أي يحبوه ويريدوه وإنما يستجيب لذلك من لا يؤمن بالآخرة كما قال
تعالى « فإنكم وما تعبدون ما أنتم عليه بفاتنين إلا من هو صال
الجحيم » وقال تعالى « إنكم لفي قول مختلف يؤفك عنه من أفك
» وقوله « وليقترفوا ماهم مقترفون » قال علي بن أبي
طلحة عن ابن عباس وليكتسبوا ماهم مكتسبون وقال السدي وابن زيد وليعملوا ماهم عاملون



تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة الانعام - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة الانعام   تفسير سورة الانعام - صفحة 2 Emptyالأحد يوليو 01, 2012 4:40 am

114-أَفَغَيْرَ اللّهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الَّذِي أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ
الْكِتَابَ مُفَصَّلاً وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ
مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ



. انظر تفسير الآية 115










115-وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ
لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ



يقول تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم قل لهؤلاء المشركين بالله غيره الذين
يعبدون غيره « أفغير الله أبتغي حكما » أي بيني وبينكم
« وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلا » أي مبينا « والذي آتيناه الكتاب » أي من اليهود والنصارى يعلمون أنه منزل
من ربك بالحق أي بما عندهم من البشارات بك من الأنبياء المتقدمين «
فلا تكونن من الممترين » كقوله « فإن كنت في شك مما أنزلنا
إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من
الممترين » وهذا شرط والشرط لا يقتضي وقوعه ولهذا جاء عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم أنه قال لا أشك ولا أسأل وقوله تعالى « وتمت كلمة ربك
صدقا وعدلا » قال قتادة صدقا فيما قال وعدلا فيما حكم يقول صدقا في
الأخباروعدلا في الطلب فكل ما أخبر به فحق لامرية فيه ولاشك وكل ما أمر به فهو
العدل الذي لاعدل سواه وكل ما نهى عنه فباطل فإنه لا ينهى إلا عن مفسدة كما قال
تعالى « يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر » إلى آخر الآية
« لامبدل لكلماته » أي ليس أحد يعقب حكمه تعالى في الدنيا
ولا في الآخرة « وهو السميع » لأقوال عباده « العليم » بحركاتهم وسكناتهم الذي يجازي كل عامل بعمله



تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة الانعام - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة الانعام   تفسير سورة الانعام - صفحة 2 Emptyالأحد يوليو 01, 2012 4:43 am

116-وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن
يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ



. انظر تفسير الآية 117












117-إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَن يَضِلُّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ
بِالْمُهْتَدِينَ



يخبر تعالى عن حال أكثر أهل الأرض من بني آدم أنه الضلال كما قال تعالى « ولقد ضل قبلهم أكثر الأولين » وقال تعالى « وما
أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين » وهم في ضلالهم ليسوا على يقين من أمرهم وإنما
هم في ظنون كاذبة وحسبان باطل « إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا
يخرصون » فإن الخرص هو الحزر ومنه خرص النخل وهو حزر ماعليها من التمر وذلك
كله عن قدر الله ومشيئته « هو أعلم من يضل عن سبيله »
فييسره لذلك « وهو أعلم بالمهتدين » فييسرهم لذلك
وكل ميسر لما خلق له


تفسير ابن كثير_أبو الفداء
إسماعيل بن كثير

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة الانعام - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة الانعام   تفسير سورة الانعام - صفحة 2 Emptyالأحد يوليو 01, 2012 4:44 am

118-فَكُلُواْ مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللّهِ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ بِآيَاتِهِ
مُؤْمِنِينَ









119-وَمَا لَكُمْ أَلاَّ تَأْكُلُواْ مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللّهِ عَلَيْهِ
وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلاَّ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ
وَإِنَّ كَثِيراً لَّيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِم بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ
أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ



هذا إباحة من الله لعباده المؤمنين أن يأكلوا من الذبائح ماذكر عليها اسمه
ومفهومه أنه لا يباح ما لم يذكر اسم الله عليه كما كان يستبيحه كفار قريش من أكل
الميتات وأكل ماذبح على النصب وغيرها ثم ندب إلى الأكل مما ذكر اسم الله عليه فقال
« وما لكم أن لا تأكلوا مما ذكر اسم الله عليه وقد فصل لكم ماحرم
عليكم » أي قد بين لكم ماحرم عليكم ووضحه وقرأ بعضهم فصل بالتشديد وقرأ
آخرون بالتخفيف والكل بمعنى البيان والوضوح « إلا مااضطررتم إليه »
أي إلا في حال الإضطرار فانه يباح لكم ماوجدتم ثم بين تعالى جهالة المشركين
في آرائهم الفاسدة من استحلالهم الميتات وما ذكر عليه غير اسم الله تعالى فقال
« وإن كثيرا ليضلون بأهوائهم بغير علم إن ربك هو أعلم بالمعتدين »
أي هو أعلم باعتدائهم وكذبهم وافترائهم


تفسير
ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير












الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة الانعام - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة الانعام   تفسير سورة الانعام - صفحة 2 Emptyالأحد يوليو 01, 2012 4:46 am

120-وَذَرُواْ ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ
الإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُواْ يَقْتَرِفُونَ



قال مجاهد « وذروا ظاهر الإثم وباطنه » معصيته من السر
والعلانية وفي رواية عنه هو ما ينوي مما هو عامل وقال قتادة «
وذروا ظاهر الإثم وباطنه » أي سره وعلانيته قليله وكثيره وقال السدي ظاهره
الزنا مع البغايا ذوات الرايات وباطنه الزنا مع الخليلة والصدائق والأخدان وقال
عكرمه ظاهره نكاح ذوات المحارم والصحيح أن الآية عامة في ذلك كله وهي كقوله تعالى
« قل إنما حرم ربي الفواحش ماظهر منها وما بطن » الآية
ولهذا قال تعالى « إن الذين يكسبون الإثم سيجزون بما كانوا يقترفون
» أي سواء كان ظاهرا أو خفيا فإن الله سيجزيهم عليه قال ابن أبي حاتم حدثنا
الحسن بن عرفة حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن معاوية بن صالح عن عبد الرحمن بن جبير
بن نفير عن أبيه عن النواس بن سمعان قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن
الإثم فقال الإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع الناس عليه « م
2553 »


تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن
كثير

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة الانعام - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة الانعام   تفسير سورة الانعام - صفحة 2 Emptyالأحد يوليو 01, 2012 4:47 am

121-وَلاَ تَأْكُلُواْ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ
لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ
وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ



استدل بهذه الآية الكريمة من ذهب إلى أن الذبيحة لا تحل إذا لم يذكر اسم الله
عليها وإن كان الذابح مسلما-الأحاديث الواردة في الأمر بالتسمية عند الذبح-وقد
اختلف الأئمة رحمهم الله في هذه المسألة على ثلاثة أقوال « فمنهم
من قال » لا تحل هذه الذبيحة بهذه الصفة وسواء متروك التسمية عمدا أو سهوا
وهو مروي عن ابن عمر ونافع مولاه وعامر الشعبي ومحمد بن سيرين وهو رواية عن الإمام
مالك ورواية عن أحمد بن حنبل نصرها طائفة من أصحابه المتقدمين والمتأخرين وهو
اختيار أبي ثور وداود الظاهري واختار ذلك أبو الفتوح محمد بن محمد بن علي الطائي من
متأخري الشافعية في كتابه الأربعين واحتجوا لمذهبهم هذا بهذه الآية وبقوله في آية
الصيد « فكلوا مما أمسكن عليكم واذكروا اسم الله عليه » ثم
قد أكد في هذه الآية بقوله « وإنه لفسق » والضمير قيل عائد
على الأكل وقيل عائد على الذبح لغير الله وبالأحاديث الواردة في الأمر بالتسمية هند
الذبيحة والصيد كحديثي عدي بن حاتم وأبي ثعلبة إذا أرسلت كلبك المعلم وذكرت اسم
الله عليه فكل ماامسك عليك وهما في الصحيحين « خ 5483 م 1929 »
وحديث رافع بن خديج ما أنهر الدم وذكر اسم الله عليه فكلوه وهو في الصحيحين
أيضا « خ 2488 م 1968 » وحديث ابن مسعود أن رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم قال للجن لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه رواه مسلم « 450 » وحديث جندب بن سفيان البجلي قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم من ذبح قبل أن يصلي فليذبح مكانها أخرى ومن لم يكن ذبح حتى صلينا فليذبح
باسم الله أخرجاه « خ 985 م 1960 » عن عائشة رضي الله عنها
أن ناسا قالوا يا رسول الله إن قوما يأتوننا باللحم لا ندري أذكر اسم الله عليه أم
لا قال سموا عليه أنتم وكلوا قالت وكانوا حديثي عهد بالكفر رواه البخاري « 5507 » ووجه الدلالة أنهم فهموا أن التسمية لابد منها وخشوا أن
لا تكون وجدت من أولئك لحداثة إسلامهم فأمرهم بالاحتياط بالتسمية عند الأكل لتكون
كالعوض عن المتروكة عند الذبح إن لم تكن وجدت وأمرهم باجراء أحكام المسلمين على
السداد والله أعلم « والمذهب الثاني » في المسألة أنه لا
يشترط التسمية بل هي مستحبة فإن تركها عمدا أو نسيانا لا يضر وهذا مذهب الإمام
الشافعي رحمه الله وجميع أصحابه ورواية عن الإمام أحمد نقلها عنه حنبل وهو رواية عن
الإمام مالك ونص على ذلك أشهب ابن عبد العزيز من أصحابه وحكي عن ابن عباس وأبي
هريرة وعطاء بن أبي رباح والله أعلم وحمل الشافعي الآية الكريمة «
ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق » على ماذبح لغير الله
كقوله تعالى « أو فسقا أهل لغير الله به » وقال ابن جريج عن
عطاء « ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه » قال ينهى عن
ذبائح كانت تذبحها قريش للأوثان وينهى عن ذبائح المجوس وهذا المسلك الذي طرقه
الإمام الشافعي قوي وقد حاول بعض المتأخرين أن يقويه بأن جعل الواو في قوله « وإنه لفسق » حالية أي لا تأكلوا ما لم يذكر اسم الله عليه في
حال كونه فسقا ولا يكون فسقا حتى يكون قد أهل به لغير الله ثم ادعى أن هذا متعين
ولا يجوز أن تكون الواو عاطفة لأنه يلزم منه عطف جملة إسمية خبرية على جملة فعلية
طلبية وهذا ينتقض عليه بقوله « وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم »
فإنها عاطفة لا محالة فإن كانت الواو التي ادعى أنها حالية صحيحة على ما قال
امتنع عطف هذه عليها فإن عطفت على الطلبية ورد عليه ما أورد على غيره وإن لم تكن
الواو حالية بطل ما قال من أصله والله أعلم وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا يحيى
بن المغيرة أنبأنا جرير عن عطاء عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في الآية « ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه » قال هي الميتة ثم رواه
عن أبي زرعة عن يحيى بن أبي كثير عن أبي لهيعة عن عطاء وهو ابن السائب به وقد استدل
لهذا المذهب بما رواه أبو داود في المراسيل « 378 » من حديث
ثور بن زيد عن الصلت السدوسي مولى سويد بن منجوف أحد التابعين الذين ذكرهم أبو حاتم
بن حبان في كتاب الثقات قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذبيحة المسلم حلال
ذكر اسم الله أو لم يذكر إنه من ذكر لم يذكر إلا اسم الله وهذا مرسل يعضد بما رواه
الدارقطني « 4/295 » عن ابن عباس أنه قال إذا ذبح المسلم
ولم يذكر اسم الله فليأكل فغن المسلم فيه اسم من أسماء الله واحتج البيهقي « 9/239 » أيضا بحديث عائشة رضي الله عنها المتقدم أن ناسا قالوا
يا رسول الله إن قوما حديثي عهد بجاهلية يأتوننا بلحم لا ندري أذكر اسم الله عليه
أم لا فقال سموا أنتم وكلوا « خ 5507 » قالوا فلو كان وجود
التسمية شرطا لم يرخص لهم إلا مع تحققها والله أعلمالمذهب الثالث في المسألة ترك
البسملة على الذبيحة نسيانا لم يضر وإن تركها عمدا لم تحل هذا هو المشهور من مذهب
الإمام مالك وأحمد بن حنبل وبه يقول أبو حنيفة وأصحابه وإسحاق بن راهويه وهو محكي
عن علي وابن عباس وسعيد بن المسيب وعطاء وطاوس والحسن البصري وأبي مالك وعبد الرحمن
بن أبي ليلى وجعفر بن محمد وربيعة بن أبي عبد الرحمن ونقل الإمام أبو الحسن
المرغياني في كتابه الهداية الإجماع قبل الشافعي على تحريم متروك التسمية عمدا
فلهذا قال أبو يوسف والمشايخ لو حكم حاكم بجواز بيعه لم ينفذ لمخالفة الإجماع وهذا
الذي قاله غريب جدا وقد تقدم نقل الخلاف عمن قبل الشافعي والله أعلم وقال الإمام
أبو جعفر بن جرير رحمه الله من حرم ذبيحة الناسي فقد خرج من قول جميع الحجة وخالف
الخبر الثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك يعني ما رواه الحافظ أبو بكر
البيهقي « 9/239 » أنبأنا أبو عبد الله الحافظ حدثنا أبو
عباس الأصم حدثنا أبو أمية الطرسوسي حدثنا محمد بن يزيد حدثنا معقل بن عبيد الله عن
عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال المسلم يكفيه
اسمه إن نسي أن يسمي حين يذبح فليذكر اسم الله وليأكله وهذا الحديث رفعه خطأ أخطأ
فيه مفغل بن عبيد الله الجزري فإنه وإن كان من رجال مسلم إلا أن سعيد بن منصور وعبد
الله بن الزبير الحميدي روياه عن سفيان بن عيينة عن عمرو عن أبي الشعثاء عن عكرمة
عن ابن عباس من قوله فزادا في إسناده أبا الشعثاء ووثقاه وهذا أصح نص عليه البيهقي
وغيره من الحفاظ ثم نقل ابن جرير وغيره عن الشعبي ومحمد بن سيرين أنهما كرها متروك
التسمية نسيانا والسلف يطلقون الكراهة على التحريم كثيرا والله أعلم إلا أن من
قاعدة ابن جرير أنه لا يعتبر قول الواحد ولا الإثنين مخالفا لقول الجمهور فيعده
إجماعا فليعلم هذا والله الموفق قال ابن جرير حدثنا ابن وكيع حدثنا أبو أسامة عن
جهير بن يزيد قال سئل الحسن سأله رجل أتيت بطير كرى فمنه ما قد ذبح فذكر اسم الله
عليه ومنه ما نسي أن يذكر اسم الله عليه واختلط الطير فقال الحسن كله كله قال وسألت
محمد بن سيرين فقال قال الله « ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله
عليه » واحتج لهذا الذهب بالحديث المروي من طريق عند ابن ماجة عن ابن عباس
وأبي هريرة وأبي ذر وعقبة بن عامر وعبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم
إن الله وضع على أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه وفيه نظر والله أعلم وقد
روى الحافظ أبو أحمد بن عدي « 6/2381 » من حديث مروان بن
سالم القرقساني عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال جاء
رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أرأيت الرجل منا يذبح وينسى أن
يسمي فقال النبي صلى الله عليه وسلم اسم الله على كل مسلم ولكن هذا إسناده ضعيف فإن
مروان بن سالم القرقساني أبا عبد الله الشامي ضعيف تكلم فيه غير واحد من الأئمة
والله أعلم وقد أفردت هذه المسألة على حدة وذكرت مذهب الأئمة ومآخذهم وأدلتهم ووجه
الدلالات والمناقضات والله أعلم قال ابن جرير وقد اختلف أهل العلم في هذه الآية هل
نسخ من حكمها شيء أم لا فقال بعضهم لم ينسخ منها شيء وهي محكمة فيما عنيت به وعلى
هذا قول مجاهد وعامة أهل العلم وروي عن الحسن البصري وعكرمة ماحدثنا به ابن حميد
حدثنا يحيى بن واضح عن الحسين بن واقد عن عكرمة والحسن البصري قالا قال الله « فكلوا مما ذكر اسم الله عليه إن كنتم بآياته مؤمنين » وقال
« ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق » فنسخ
واستثنى من ذلك فقال « وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل
لهم » وقال ابن أبي حاتم قرئ على العباس بن الوليد بن يزيد حدثنا محمد بن
شعيب أخبرني النعمان يعني ابن المنذر عن مكحول قال أنزل الله في القرآن « ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه » ثم نسخها ورحم المسلمين
فقال « اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم »
فنسخها بذلك وأحل طعام أهل الكتاب ثم قال ابن جرير والصواب أنه لا تعارض بين
حل طعام أهل الكتاب وبين تحريم ما لم يذكر اسم الله عليه وهذا الذي قاله صحيح ومن
أطلق من السلف النسخ ها هنا فإنما أراد التخصيص والله سبحانه وتعالى أعلم-وقوله
تعالى « وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم » قال
ابن أبي حاتم حدثنا أبو سعيد الأشج حدثنا أبو بكر ابن عياش عن ابن إسحاق قال قال
رجل لابن عمر إن المختار يزعم أنه يوحي اليه قال صدق وتلا هذه الآية « وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم » وحدثنا أبي حدثنا أبو حذيفة
حدثنا عكرمة بن عمار عن أبي زميل قال كنت قاعداعند ابن عباس وحج المختار ابن أبي
عبيد فجاءه رجل فقال يا ابن عباس زعم أبو إسحاق أنه أوحي إليه الليلة فقال ابن عباس
صدق فنفر وقلت يقول ابن عباس صدق فقال ابن عباس هما وحيان وحي الله ووحي الشيطان
فوحى الله إلى محمد صلى الله عليه وسلم ووحي الشيطان إلى أوليائه ثم قرأ « وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم » وقد تقدم عن عكرمة في قوله
« يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا » نحو هذا وقوله
« ليجادلوكم » قال ابن أبي حاتم حدثنا أبو سعيد الأشج حدثنا
عمران بن عيينة عم عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير قال خاصمت اليهود النبي صلى الله
عليه وسلم فقالوا نأكل مما قتلنا ولا نأكل مما قتل الله فأنزل الله « ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق » هكذا رواه
مرسلا ورواه أبو داود متصلا فقال حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا عمران بن عيينة عن
عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال جاءت اليهود إلى النبي صلى الله
عليه وآله وسلم فقالوا نأكل مما قتلنا ولا نأكل مما قتل الله فأنزل الله « ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه » الآية وكذا رواه ابن
جرير عن محمد بن عبد الأعلى وسفيان بن وكيع كلاهما عن عمران بن عيينة به ورواه
البزار عن محمد بن موسى الحرشي عن عمران بن عيينة به وهذا فيه نظر من وجوه ثلاثة
« أحدهما » أن اليهود لا يرون إباحة الميتة حتى يجادلوا
« الثاني » أن الآية من الأنعام وهي مكية «
الثالث » أن هذا الحديث رواه الترمذي « 3069 » عن
محمد بن موسى الحرشي عن زياد بن عبد الله البكائي عن عطاء بن السائب عن سعيد بن
جبير عن ابن عباس ورواه الترمذي بلفظ أتى ناس النبي صلى الله عليه وسلم فذكره وقال
حسن غريب وروي عن سعيد بن جبير مرسلا وقال الطبراني « 11/11614 »
حدثنا علي بن المبارك حدثنا زيد بن المبارك حدثنا موسى بن عبد العزيز حدثنا
الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس قال لما نزلت « ولا تأكلوا مما
لم يذكر اسم الله عليه » أرسلت فارس إلى قريش أن خاصموا محمدا وقولوا له فما
تذبح أنت بيدك بسكين فهو حلال وما ذبح الله عز وجل بشمشير من ذهب يعني الميتة فهو
حرام فنزلت هذه الآية « وإن الشياطين ليوحون إلى إلى أوليائهم
ليجادلوكم وإن أطعمتموهم إنكم لمشركون » أي وإن الشياطين من فارس ليوحون إلى
أوليائهم من قريش وقال أبو داود « 2818 » حدثنا محمد بن
كثير أخبرنا إسرائيل حدثنا سماك عن عكرمة عن ابن عباس في قوله «
وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم » يقولون ماذبح الله فلا تأكلوه وما ذبحتم
أنتم فكلوه فأنزل الله « ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه »
ورواه ابن ماجة « 3173 » وابن أبي حاتم عن عمرو بن
عبد الله عن وكيع عن إسرائيل به وهذا إسناد صحيح ورواه ابن جرير من طرق متعددة عن
ابن عباس وليس فيه ذكر اليهود فهذا هو المحفوظ لأن الآية مكية واليهود لا يحبون
الميتة وقال ابن جرير حدثنا ابن وكيع حدثنا جرير عن عطاء عن سعيد بن جبير عن ابن
عباس « ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه » إلى قوله
« ليجادلوكم » قال يوحي الشيطان إلى أوليائهم تأكلون مما
قتلتم ولاتأكلون مما قتل الله وفي بعض ألفاظه عن ابن عباس أن الذي قتلتم ذكر اسم
الله عليه وأن الذي قد مات لم يذكر اسم الله عليه وقال ابن جرير قال عمرو بن دينار
عن عكرمة أن مشركي قريش كاتبوا فارس على الروم وكاتبتهم فارس إليهم أن محمدا
وأصحابه يزععمون أنهم يتبعون أمر الله فما ذبح الله بسكين من ذهب فلا تأكلونه
وماذبحوه هم يأكلونه فكتب بذلك المشركون إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
فوقع في أنفس ناس من المسلمين من ذلك من شيء فأنزل الله « وإنه
لفسق وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعمتموهم إنكم لمشركون »
ونزلت « يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا » وقال
السدي في تفسير هذه الآية إن المشركين قالوا للمسلمين كيف تزعمون أنكم تتبعون مرضات
الله فما قتل الله فلا تأكلونه وما ذبحتم أنتم تأكلونه فقال الله تعالى « وإن أطعمتموهم » في أكل الميتة « إنكم لمشركون
» وهكذا قاله مجاهد والضحاك وغير واحد من علماء السلف وقوله تعالى « وإن أطعمتموهم إنكم لمشركون » أي حيث عدلتم من أمر الله لكم
وشرعه إلى قول غيره فقدمتم عليه غير ذلك فهذا هو الشرك كقوله تعالى « اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله » الآية وقد روى
الترمذي « 3095 » في تفسيرها عن عدي بن حاتم أنه قال يا
رسول الله ماعبدوهم فقال بلى إنهم أحلوا لهم الحرام وحرموا عليهم الحلال فاتبعوهم
فذلك عبادتهم إياهم


تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل
بن كثير

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة الانعام - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة الانعام   تفسير سورة الانعام - صفحة 2 Emptyالأحد يوليو 01, 2012 4:49 am

122-أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي
بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا
كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ



هذا مثل ضربه الله تعالى للمؤمن الذي كان ميتا في الضلالة هالكا حائرا فأحياه
الله أي أحيا قلبه بالإيمان وهداه له ووفقه لا تباع رسله « وجعلنا
له نورا يمشى به في الناس » أي يهتدي كيف يسلك وكيف يتصرف به والنور هو
القرآن كما رواه العوفي وابن أبي طلحة عن ابن عباس وقال السدي الإسلام والكل صحيح
« كمن مثله في الظلمات » أي الجهالات والآهواء والضلالات
المتفرقة « ليس بخارج منها » أي لا يهتدي إلى منفذ ولا مخلص
بما هو فيه وفي مسند الإمام أحمد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال إن الله
خلق خلقه في ظلمة ثم رش عليهم من نوره فمن أصابه ذلك النور اهتدى ومن أخطأه ضل كما
قال تعالى « الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور
والذين كفروا أوليائهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات أولئك أصحاب النار هم
فيها خالدون » وقال تعالى « أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى
أم من يمشى سويا على صراط مستقيم » وقال تعالى « مثل
الفريقين كالأعمى والأصم والبصير والسميع هل يستويان مثلا أفلا تذكرون »
وقال تعالى « وما يستوي الأعمى والبصير ولا الظلمات ولا
النور ولا الظل ولا الحرور وما يستوي الأحياء ولا الأموات إن الله يسمع من يشاء وما
أنت بمسمع من في القبور إن أنت إلا نذير » والآيات في هذا كثيرة ووجه
المناسبة في ضرب المثلين ها هنا بالنور والظلمات ما تقدم في أول السورة « وجعل الظلمات والنور » وزعم بعضهم أن المراد بهذا المثل رجلان
معينان فقيل عمر بن الخطاب وهو الذي كان ميتا فأحياه الله وجعل له نورا يمشي به في
الناس وقيل عمار بن ياسر وأما الذي في الظلمات ليس بخارج منها أبو جهل عمرو بن هشام
لعنه الله والصحيح أن الآية عامة يدخل فيها كل مؤمن وكافر وقوله تعالى « كذلك زين للكافرين ماكانوا يعملون » أي حسنا لهم ماكانوا فيه من
الجهالة والضلالة قدرا من الله وحكمة بالغة لا إله إلا هو وحده لا شريك له



تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة الانعام - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة الانعام   تفسير سورة الانعام - صفحة 2 Emptyالأحد يوليو 01, 2012 4:51 am

123-وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجَرِمِيهَا
لِيَمْكُرُواْ فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلاَّ بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ



. انظر تفسير الآية 124












124-وَإِذَا جَاءتْهُمْ آيَةٌ قَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ
مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللّهِ اللّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ سَيُصِيبُ
الَّذِينَ أَجْرَمُواْ صَغَارٌ عِندَ اللّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُواْ
يَمْكُرُونَ



يقول تعالى وكما جعلنا في قريتك يامحمد اكابر من المجرمين ورؤساء ودعاة إلى
الكفر والصد عن سبيل الله والى مخالفتك وعداوتك كذلك كانت الرسل من قبلك يبتلون
بذلك ثم تكون لهم العاقبة كما قال تعالى « وكذلك جعلنا لكل نبي
عدوا من المجرمين » الآية وقال تعالى « وإذا أردنا أن نهلك
قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها » الآية قيل معناه أمرناهم بالطاعة فخالفوا
فدمرناهم وقيل أمرناهم أمرا قدريا كما قال ها هنا « ليمكروا فيها »
وقوله تعالى « أكابر مجرميها ليمكروا فيها » قال ابن
أبي طلحة عن ابن عباس « أكابر مجرميها ليمكروا فيها » قال
سلطنا شرارهم فعصوا فيها فإذا فعلوا ذلك أهلكناهم بالعذاب وقال مجاهد وقتادة « أكابر مجرميها » عظماؤها وقلت وهكذا قوله تعالى « وما أرسلنا في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا بما أرسلتم به كافرون
وقالوا نحن أكثر أموالا وأولادا وما نحن بمعذبين » وقال تعالى « وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا
آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون » والمراد بالمكر ها هنا دعاؤهم إلى
الضلالة بزخرف من المقال والفعال كقوله تعالى إخبارا عن قوم نوح «
ومكروا مكرا كبارا » وكقوله تعالى « ولو ترى إذ الظالمون
موقوفون عند ربهم يرجع بعضهم إلى بعض القول يقول الذين استضعفوا للذيناستكبروا لولا
انتم لكنا مؤمنين قال الذين استكبروا للذين استضعفوا أنحن صددناكم عن الهدى بعد إذ
جاءكم بل كنتم مجرمين وقال الذين استضعفوا للذين استكبروا بل مكر الليل والنهار إذ
تأمروننا أن نكفر بالله ونجعل له أندادا » الآية وقال ابن أبي حاتم حدثنا
أبي حدثنا أبن أبي عمر حدثنا سفيان قال كل مكر في القرآن فهو عمل وقوله تعالى « وما يمكرون إلا بأنفسهم وما يشعرون » أي وما يعود وبال مكرهم
ذلك وإضلالهم من أضلوه إلا عن أنفسهم كما قال تعالى « وليحملن
أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم » وقال « ومن أوزار الذين
يضلونهم بغير علم ألا ساء ما يزرون » وقوله تعالى « وإذا
جاءتهم آية قالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما أوتي رسل الله » أي جاءتهم آية
وبرهان وحجة قاطعة قالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما أوتي رسل الله أي حتى تأتينا
الملائكة من الله بالرسالة كما تأتي إلى الرسل كقوله جل وعلا «
وقال الذين لا يرجون لقاءنا لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا » الآية
وقوله « الله أعلم حيث يجعل رسالته » أي هو أعلم حيث يضع
رسالته ومن يصلح لها من خلقه كقوله تعالى « وقالوا لولا نزل هذا
القرآن على رجل من القريتين عظيم أهم يقسمون رحمة ربك » الآية يعنون لولا
نزل هذا القرآن على رجل عظيم كبير جليل مبجل في أعينهم « من
القريتين » أي في مكة والطائف وذلك أنهم قبحهم الله كانوا يزدرون بالرسول
صلوات الله وسلامه عليه بغيا وحسدا وعنادا واستكبارا كقوله تعالى مخبرا عنه « وإذا رآك كفروا إن يتخذوك إلا هزوا أهذا الذي بعث الله رسولا »
وقال تعالى « وإذا رأوك إن يتخذونك إلا هزوا أهذا الذي يذكر
آلهتكم وهم بذكر الرحمن هم كافرون » وقال تعالى « ولقد
استهزئ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ماكانوا به يستهزئون » هذا وهم
معترفون بفضله وشرفه ونسبه وطهارة بيته ومرباه ومنشئه صلى الله وملائكته والمؤمنون
عليه حتى أنهم كانوا يسمونه بينهم قبل أن يوحى إليه الأمين وقد اعترف بذلك رئيس
الكفار أبو سفيان حين سأله هرقل ملك الروم وكيف نسبه فيكم قال هو فينا ذو نسب قال
هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال قال لا الحديث بطوله «
خ 7 م 1773 » الذي استدل ملك الروم بظاهر صفاته عليه السلام على صدق نبوته
وصحة ماجاء به وقال الإمام أحمد « 4/107 » حدثنا محمد بن
مصعب حدثنا الأوزاعي عن شداد أبي عمار عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه أن رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم قال إن الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل واصطفى من
بني إسماعيل بني كنانة واصطفى من بني كنانة قريشا واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني
من بني هاشم انفرد بإخراجه مسلم « 2276 » من حديث الأوزاعي
وهو عبد الرحمن بن عمرو إمام أهل الشام به نحوه وفي صحيح البخاري «
3557 » عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
بعثت من خير قرون بني آدم قرنا فقرنا حتى بعثت من القرن الذي كنت فيه وقال الإمام
أحمد « 1/210 » حدثنا أبو نعيم عن سفيان عن يزيد بن أبي
زياد عن عبد الله بن الحارث بن نوفل عن المطلب بن أبي وداعة قال قال العباس بلغه
صلى الله عليه وسلم بعض ما يقول الناس فصعد المنبر فقال من أنا قالوا أنت رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب إن الله خلق الخلق
فجعلني في خير خلقه وجعلهم فريقين فجعلني في خير فرقة وخلق القبائل فجعلني في خير
قبيلة وجعلهم بيوتا فجعلني في خيرهم بيتا فأنا خيركم بيتا وخيركم نفسا صدق صلوات
الله وسلامه عليه وفي الحديث أيضا المروي عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال لي جبريل قلبت الأرض مشارقها ومغاربها فلم أجد رجلا
أفضل من محمد وقلبت الأرض مشارقها ومغاربها فلم أجد بني أب أفضل من بني هاشم رواه
الحاكم والبيهقي « دلائل 1/176 » وقال الإمام أحمد « 1/379 » حدثنا أبو بكر حدثنا عاصم عن زر بن حبيش عن عبد الله بن
مسعود قال إن الله نظر في قلوب العباد فاصطفاه لنفسه فبعثه برسالته ثم نظر في قلوب
العباد بعد قلب محمد صلى الله عليه وسلم فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد فجعلهم
وزراء نبيه يقاتلون على دينه فما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن وما رآه
المسلمون سيئا فهو عند الله سيئ وقال أحمد « 5/440 » حدثنا
شجاع بن الوليد قال ذكر قابوس بن أبي ظبيان عن أبيه عن سلمان قال قال لي رسول الله
صلى الله عليه وسلم ياسلمان لا تبغضني فتفارق دينك قلت يا رسول الله كيف أبغضك وبك
هدانا الله قال تبغض العرب فتبغضني وذكر ابن أبي حاتم في تفسير هذه الآية عن محمد
بن منصور الجواز حدثنا سفيان عن ابن أبيحسين قال أبصر رجل ابن عباس وهو داخل من باب
المسجد فلما نظر إليه راعه فقال من هذا قالوا ابن عباس ابن عم رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقال « الله أعلم حيث يجعل رسالته » وقوله تعالى
« سيصيب الذين أجرموا صغار عند الله وعذاب شديد » الآية هذا
وعيد شديد من الله وتهديدا أكيد لمن تكبر عن اتباع رسله والإنقياد لهم فيما جاءوا
فإنه سيصيبه يوم القيامة بين الله صغار وهو الذلة الدائمة كما أنهم استكبروا
وأعقبهم ذلك ذلا يوم القيامة لما استكبروا في الدنيا كقوله تعالى «
إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين » أي صاغرين ذليلين حقيرين
وقوله تعالى « وعذاب شديد بما كانوا يمكرون » لما كان المكر
غالبا إنما يكون خفيا وهو التلطف في التحيل والخديعة قوبلوا بالعذاب الشديد من الله
يوم القيامة جزاء وفاقا « ولايظلم ربك أحدا » كما قال تعالى
« يوم تبلى السرائر » أي تظهر المستترات والمكنونات
والضمائر وجاء في الصحيحين « خ 3188 م 1735 » عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم أنه قال ينصب لكل غادر لواء عند إسته يوم القيامة فيقال هذه
غدرة فلان بن فلان والحكمة في هذا أنه لما كان الغدر خفيا لا يطلع عليه الناس فيوم
القيامة يصير علما منشورا على صاحبه بما فعل


تفسير ابن
كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة الانعام - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة الانعام   تفسير سورة الانعام - صفحة 2 Emptyالأحد يوليو 01, 2012 4:54 am

125-فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن
يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ
فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ



يقول تعالى فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للأسلام أي ييسره له وينشطه ويسهله
لذلك فهذه علامات على الخير كقوله تعالى « أفمن شرح الله صدره
للأسلام فهو على نور من ربه » الآية وقال تعالى « ولكن الله
حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم
الراشدون » وقال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله « فمن يرد
الله أن يهديه يشرح صدره للأسلام » يقول تعالى يوسع قلبه للتوحيد والإيمان
به وكذا قال أبو مالك وغير واحد وهو ظاهر وقال عبد الرزاق أخبرنا الثوري عن عمرو بن
قيس عن عمرو بن مرة عن أبي جعفر قال سئل رسول الله لى الله عليه وسلم أي المؤمنين
أكيس قال أكثرهم ذكرا للموت وأكثرهم لما بعده استعدادا قال وسئل النبي صلى الله
عليه وسلم عن هذه الآية « فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام
» قالوا كيف يشرح صدره يا رسول الله قال نور يقذف فيه فينشرح له وينفسح
قالوا فهل لذلك أمارة يعرف بها قال الإنابة إلى دار الخلود والتجافي عن دار الغرور
والإستعداد للموت قبل لقاء الموت وقال ابن جرير حدثنا هناد حدثنا قبيصة عن سفيان
يعني الثوري عن عمرو بن مرة عن رجل يكنى أبا جعفر كان يسكن المدائن قال سئل النبي
صلى الله عليه عن قول الله تعالى « فمن يرد الله أن يهديه يشرح
صدره للأسلام » فذكر نحو ما تقدم وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبو سعيد الأشج
حدثنا ابن إدريس عن الحسن بن الفرات القزاز عن عمرو بن مرة عن أبي جعفر قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم « فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره
للأسلام » قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل الإيمان القلب انفسح له
القلب وانشرح قالوا يا رسول الله هل لذلك إمارة قال نعم الإنابة إلى دار الخلود
والتجافي عن دار الغرور والإستعداد للموت قبل الموت وقد رواه ابن جرير عن سوار بن
عبد الله العنبري حدثنا المعتمر بن سليمان سمعت أبي يحدث عن عبد الله بن مرة عن أبي
جعفر فذكره وقال ابن أبي حاتم أبو سعيد الأشج حدثنا أبو خالد الأحمر عن عمرو بن قيس
عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن المسور قال تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه
الآية « فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للاسلام » قالوا
يا رسول الله ماهذا الشرح قال نور يقذف في القلب قالوا يا رسول الله فهل لذلك إمارة
تعرف قال نعم قالوا وما هي قال الإنابة إلى دار الخلود والتجافي عن دار الغرور
والاستعداد للموت قبل الموت وقال ابن جرير أيضا حدثني هلال بن العلاء حدثنا سعيد بن
عبد الملك بن واقد حدثنا محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحمنعن زيد بن أبي أنيسة عن
عمرو بن مرة عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم إذا دخل النور القلب انفسح وانشرح قالوا فهل لذلك علامة يعرف بها قال الإنابة
إلى دار الخلود والتنحي عن دار الغرور والإستعداد للموت قبل لقاء الموت وقد رواه من
وجه آخر عن ابن مسعود متصلا مرفوعا فقال حدثني ابن سنان القزاز حدثنا محبوب بن
الحسن الهاشمي عن يونس عن عبد الرحمن بن عبيد الله بن عتبة عن عبد الله بن مسعود عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال « فمن يرد الله أن يهديه يشرح
صدره للإسلام » قالوا يا رسول الله وكيف يشرح صدره قال يدخل فيه النور
فينفسح قالوا وهل لذلك علامة يا رسول الله قال التجافي عن دار الغرور والإنابة إلى
دار الخلود والإستعداد للموت قبل أن ينزل الموت فهذه طرق لهذا الحديث مرسلة ومتصلة
يشد بعضها بعضا والله أعلم وقوله تعالى « ومن يرد أن يضله يجعل
صدره ضيقا حرجا » قرئ بفتح الضاد وتسكين الياء والأكثرون ضيقا بتشديد الياء
وكسرها وهما لغتان كهين وهين وقرأ بعضهم حرجا بفتح الحاء وكسر الراء قيل بمعنى أثم
قاله السدي وقيل بمعنى القراءة الأخرى حرجا بفتح الحاء والراء وهو الذي لا يتسع لشئ
من الهدى ولا يخلص إليه شيء ما ينفعه من الإيمان ولا ينفذ فيه وقد سأل عمر بن
الخطاب رضي الله عنه رجلا من الأعراب من أهل البادية من مدلج عن الحرجة فقال هي
الشجرة تكون بين الأشجار لا تصل اليها راعية ولا وحشية ولا شيء فقال عمر رضي الله
عنه كذلك قلب المنافق لا يصل إليه شيء من الخير وقال العوفي عن ابن عباس يجعل الله
عليه الإسلام ضيقا والإسلام واسع وذلك حين يقول « ماجعل عليكم في
الدين من حرج » يقول ماجعل عليكم في الإسلام من ضيق وقال مجاهد والسدي ضيقا
حرجا شاكا وقال عطاء الخراساني ضيقا حرجا أي ليس للخير فيه منفذ وقال ابن المبارك
عن أبي جريج ضيقا حرجا بلا إله إلا الله حتى لا يستطيع أن تدخل قلبه كأنما يصعد في
السماء من شدة ذلك عليه وقال سعيد بن جبير يجعل صدره ضيقا حرجا قال لا يجد فيه
مسلكا إلا صعدا وقال السدي كأنما يصعد في السماء من ضيق صدره وقال عطاء الخراساني
« كأنما يصعد في السماء » يقول مثله كمثل الذي لا يستطيع أن
يصعد إلى السماء وقال الحكم ابن أبان عن عكرمة عن ابن عباس « كأنما
يصعد في السماء » يقول فكما لا يستطيع ابن آدم أن يبلغ السماء فكذلك لا
يستطيع أن يدخل التوحيد والإيمان قلبه حتى يدخله الله في قلبه وقال الأوزاعي « كأنما يصعد فيالسماء » كيف يستطيع من جعل الله صدره ضيقا أن
يكون مسلما وقال الإمام أبو جعفر بن جرير وهذا ضربه الله لقلب هذا الكافر في شدة
ضيقه عن وصول الإيمان إليه يقول فمثله في امتناعه من قبول الإيمان وضيقه عن وصوله
إليه مثل امتناعه عن الصعود إلى السماء وعجزه عنه لأنه ليس في وسعه وطاقته وقال في
قوله « كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون » يقول
كما يجعل الله صدر من أراد إضلاله ضيقا حرجا كذلك يسلط الله الشيطان عليه وعلى
أمثاله ممن أبى الإيمان بالله ورسوله فيغويه ويصده عن سبيل الله وقال ابن أبي طلحة
عن ابن عباس الرجس الشيطان وقال مجاهد الرجس كل ما لا خير فيه وقال عبد الرحمن بن
زيد بن أسلم الرجس العذاب


تفسير ابن كثير_أبو الفداء
إسماعيل بن كثير

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة الانعام - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة الانعام   تفسير سورة الانعام - صفحة 2 Emptyالأحد يوليو 01, 2012 4:56 am

126-وَهَـذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيماً قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ
يَذَّكَّرُونَ



. انظر تفسير الآية 127









126-وَهَـذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيماً قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ
يَذَّكَّرُونَ



. انظر تفسير الآية 127









127-لَهُمْ دَارُ السَّلاَمِ عِندَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا
كَانُواْ يَعْمَلُونَ



لما ذكر تعالى طريق الضالين عن سبيله الصادين عنها نبه على شرف ما أرسل به رسوله
من الهدى ودين الحق فقال تعالى « وهذا صراط ربك مستقيما »
منصوب على الحال أي هذا الدين الذي شرعناه لك يامحمد بما أوحينا إليك هذا
القرآن هو صراط الله المستقيم كما تقدم في حديث الحارث عن علي في نعت القرآن هو
صراط الله المستقيم وحبل الله المتين وهو الذكر الحكيم رواه أحمد «
1/91 » والترمذي « 3335 » بطوله «
قد فصلنا الآيات » أي وضحناها وبيناها وفسرناها « لقوم
يذكرون » أي لمن له فهم ووعي يعقل عن الله ورسوله « لهم دار
السلام » وهي الجنة « عند ربهم » أي يوم القيامة
وإنما وصف الله الجنة ها هنا بدار السلام لسلامتهم فيما سلكوه من الصراط المستقيم
المقتفي أثر الأنبياء وطرائقهم فكماسلموا من آفات الإعوجاج أفضوا إلى دار السلام
« وهو وليهم » أي حافظهم وناصرهم ومؤيدهم «
بما كانوا يعملون » أي جزاء على أعمالهم الصالحة تولاهم وأثابهم الجنة بمنه
وكرمه


تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة الانعام - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة الانعام   تفسير سورة الانعام - صفحة 2 Emptyالأحد يوليو 01, 2012 4:57 am

128-وَيَوْمَ يِحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم
مِّنَ الإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَآؤُهُم مِّنَ الإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ
بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِيَ أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ
مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ
عَليمٌ



يقول تعالى واذكر يامحمد فيما تقصه عليهم وتنذرهم به « ويوم
يحشرهم جميعا » يعني الجن وأولياءهم من الأنس الذين كانوا يعبدونهم في
الدنيا ويعوذون بهم ويطيعونهم ويوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا « يامعشر الجن قد استكثرتم من الأنس » أي ثم يقول يامعشر الجن
وسياق الكلام يدل على المحذوف ومعنى قوله « قد استكثرتم من الإنس »
أي من إغوائهم وإضلالهم كقوله تعالى « ألم أعهد اليكم يا
بنيآدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم ولقد
أضل منكم جبلا كثيرا أفلم تكونوا تعقلون » وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس
« يامعشر الجن قد استكثرتم من الإنس » يعني أضللتم منهم
كثيرا وكذلك وكذا قال مجاهد والحسن وقتادة « وقال أولياؤهم من
الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض » يعني أولياء الجن من الإنس قالوا مجيبين لله
تعالى عن ذلك بهذا قال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا أبو الأشهب هوذة بن خليفة
حدثنا عوف عن الحسن في هذه الآية قال استكثرتم أهل النار يوم القيامة فقال أولياؤهم
من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض قال الحسن وما كان استمتاع بعضهم ببعض إلا أن الجن
أمرت وعملت الإنس وقال محمد بن كعب في قوله « ربنا استمتع بعضنا
ببعض » قال الصحابة في الدنيا وقال ابن جريج كان الرجل في الجاهلية ينزل
الأرض فيقول أعوذ بكبير هذا الوادي فذلك استمتاعهم فاعتذروا به يوم القيامة وأما
استمتاع الجن بالأنس فإنه كان فيما ذكر ما ينال الجن من الإنس من تعظيمهم إياهم في
استعانتهم بهم فيقولون قد سدنا الإنس والجن « وبلغنا أجلنا الذي
أجلت لنا » قال السدي يعني الموت « قالوا النار مثواكم »
أي مأواكم ومنزلكم أنتم وإياهم وأولياؤكم « خالدين فيها »
أي ماكثين فيها مكثا مخلدا إلا ما شاء الله قال بعضهم يرجع معنى الإستثناء
إلى البرزخ وقال بعضهم هذا رد إلى مدة الدنيا وقيل غير ذلك من الأقوال التي سيأتي
تقريرها عند قوله تعالى في سورة هود « خالدين فيها مادامت السموات
والأرض إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد » وقد روى ابن جرير وابن أبي
حاتم في تفسير هذه الآية من طريق عبد الله بن صالح كاتب الليث حدثني معاوية بن صالح
عن ابن أبي حاتم بن أبي طلحة عن ابن عباس قال « النار مثواكم
خالدين فيها إلا ماشاء الله إن ربك حكيم عليم » قال إن هذه الآية آية لا
ينبغي لأحد أن يحكم على الله في خلقه ولاينزلهم جنة ولا نارا


تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة الانعام - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة الانعام   تفسير سورة الانعام - صفحة 2 Emptyالأحد يوليو 01, 2012 4:58 am

129-وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُواْ
يَكْسِبُونَ



قال سعيد عن قتادة في تفسيرها إنما يولي الله الناس بأعمالهم فالمؤمن ولي المؤمن
أين كان وحيث كان والكافر ولي الكافر أينما كان وحيثما كان ليس الإيمان بالتمني ولا
بالتحلي واختاره ابن جرير وقال معمر عن قتادة في تفسير الآية يولي الله بعض
الظالمين بعضا في النار يتبع بعضهم بعضا وقال مالك بن دينار قرأت في الزبور إني
أنتقم من المنافقين بالمنافقين ثم أنتقم من المنافقين جميعا وذلك في كتاب الله قول
الله تعالى « وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا » وقال عبد
الرحمن بن زيد بن أسلم في قوله « وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا »
قال ظالمي الجن وظالمي الإنس وقرأ « ومن يعش عن ذكر الرحمن
نقيض له شيطانا فهو له قرين » قال ونسلط ظلمة الجن على ظلمة الإنس وقد روى
الحافظ ابن عساكر في ترجمة عبد الباقي بن أحمد من طريق سعيد بن عبد الجبار
الكرابيسي عن حماد بن سلمة عن عاصم عن ذر عن ابن مسعود مرفوعا من أعان ظالما سلطه
الله عليه وهذا حديث غريب وقال بعض الشعراء-وما من يد إلا يد الله فوقها ولاظالم
إلا سيبلى بظالمومعنى الآية الكريمة كما ولينا هؤلاء الخاسرين من الإنس تلك الطائفة
التي أغوتهم من الجن كذلك نفعل بالظالمين نسلط بعضهم على بعض ونهلك بعضهم ببعض
وننتقم من بعضهم ببعض جزاء على ظلمهم وبغيهم


تفسير ابن
كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة الانعام - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة الانعام   تفسير سورة الانعام - صفحة 2 Emptyالأحد يوليو 01, 2012 4:59 am

130-يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ
يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَـذَا قَالُواْ
شَهِدْنَا عَلَى أَنفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُواْ عَلَى
أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَافِرِينَ



وهذا أيضا مما يقرع الله به كافري الجن والإنس يوم القيامة حيث يسألهم وهو أعلم
هل بلغتهم الرسل رسالاته وهذا استفهام تقرير « يامعشر الجن والإنس
ألم يأتكم رسل منكم » أي من جملتكم والرسل من الإنس فقط وليس من الجن رسل
كما نص على ذلك مجاهد وابن جريج وغير واحد من الأئمة من السلف والخلف وقال ابن عباس
الرسل من بني آدم ومن الجن نذر وحكى ابن جرير عن الضحاك بن مزاحم أنه زعم أن في
الجن رسلا واحتج بهذه الآية الكريمة وفيه نظر لأنها محتملة وليست بصريحة وهي والله
أعلم كقوله « مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان فبأي آلاء
ربكما تكذبان » إلى أن قال « يخرج منها اللؤلؤ والمرجان »
ومعلوم أن اللؤلؤ والمرجان إنما يستخرجان من الملح لامن الحلو وهذا واضح
ولله الحمد وقد ذكر هذا الجواب بعينه ابن جرير والدليل على أن الرسل إنما هم من
الإنس قوله تعالى « إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين
من بعده » إلى قوله « رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس
على الله حجة بعد الرسل » وقوله تعالى عن إبراهيم « وجعلنا
في ذريته النبوة والكتاب » فحصر النبوة والكتاب بعد إبراهيم في ذريته ولم
يقل أحد من الناس أن النبوة كانت من الجن قبل إبراهيم الخليل ثم انقطعت عنهم ببعثته
وقال تعالى « وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا أنهم ليأكلون الطعام
ويمشون في الأسواق » وقال « وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا
نوحي إليهم من أهل القرى » ومعلوم أن الجن تبع للإنس في هذا الباب ولهذا قال
تعالى إخبارا عنهم « وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن
فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين قالوا ياقومنا إنا سمعنا
كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدي إلى الحق والى طريق مستقيم ياقومنا
أجيبوا داعي الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم ومن لا يجب
داعي الله فليس بمعجز في الأرض وليس له من دونه أولياء أولئك في ضلال مبين »
وقد جاء في الحديث الذي رواه الترمذي « 3291 » وغيره
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا عليهم سورة الرحمن وفيها قوله تعالى « سنفرغ لكم أيها الثقلان فبأي آلاء ربكما تكذبان » وقال تعالى في
في هذه الآية الكريمة « يامعشر الجنوالإنس ألم يأتكم رسل منكم
يقصون عليكم آياتي وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا شهدنا على أنفسنا » أي
قررنا أن الرسل قد بلغونا رسالاتك وأنذرونا لقاءك وأن هذا اليوم كائن لامحالة وقال
تعالى « وغرتهم الحياة الدنيا » أي وقد فرطوا في حياتهم
الدينا وهلكوا بتكذيبهم الرسل ومخالفتهم للمعجزات لما اغتروا به من زخرف الحياة
الدنيا وزينتها وشهواتها « وشهدوا على أنفسهم » أي يوم
القيامة « أنهم كانوا كافرين » أي في الدنيا بما جائتهم به
الرسل صلوات الله وسلامه عليهم


تفسير ابن كثير_أبو
الفداء إسماعيل بن كثير

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة الانعام - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة الانعام   تفسير سورة الانعام - صفحة 2 Emptyالأحد يوليو 01, 2012 5:02 am

131-ذَلِكَ أَن لَّمْ يَكُن رَّبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا
غَافِلُونَ



. انظر تفسير الآية 132









132-وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِّمَّا عَمِلُواْ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا
يَعْمَلُونَ



يقول تعالى « ذلك أن لم يكن ربك مهلك القرى بظلم أهلها غافلون »
أي إنما أعذرنا إلى الثقلين بإرسال وإنزال الكتب لئلا يؤاخذ أحدا بظلمه وهو
لم تبلغه دعوة ولكن أعذرنا إلى الأمم وما عذبنا أحدا إلا بعد إرسال الرسل إليهم كما
قال تعالى « وإن من قرية إلا خلا فيها نذير » وقال تعالى
« ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت »
وكقوله « وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا » وقال
تعالى « كلما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها ألميأتكم نذير قالوا بلى
قد جاءنا نذير فكذبنا » والآيات في هذه كثيرة قال الإمام أبو جعفر بن جرير
ويحتمل قوله تعالى بظلم وجهين « أحدهما » «
ذلك » من أجل « أن لم يكن ربك مهلك القرى بظلم »
أهلها بالشرك ونحوه « وهم غافلون » يقول إن لم
يعاجلهم بالعقوبة حتى يبعث إليهم رسولا ينبههم على حجج الله عليهم وينذرهم عذاب
الله يوم معادهم ولم يكن بالذي يؤاخذهم غفلة فيقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير
« والوجه الثاني » « ذلك إن لم يكن ربك
مهلك القرى بظلم » يقول لم يكن ربك ليهلكهم دون التنبيه والتذكير بالرسل
والآيات والعبر فيظلمهم بذلك والله غير ظلام لعبيده ثم شرع يرجح الوجه الأول ولاشك
أنه أقوى والله أعلم قال وقوله تعالى « لكل درجات مما عملوا »
أي ولكل عامل من طاعة الله أو معصيته مراتب ومنازل من عمله يبلغه الله إياها
ويثيبه بها إن خيرا فخيرا وإن شرا فشرا « قلت » ويحتمل أن
يعود قوله « ولكل درجات مما عملوا » أي من كافري الجن
والإنس أي ولكل درجة في النار بحسبه كقوله « قال لكل ضعف »
وقوله « الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق
العذاب بما كانوا يفسدون » « وما ربك بغافل عما يعملون »
قال ابن جرير أي وكل ذلك من عملهم يا محمد يعلم من ربك يحصيها ويثبتها لهم
عنده ليجازيهم عليها عند لقائهم إياه ومعادهم إليه


تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة الانعام - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة الانعام   تفسير سورة الانعام - صفحة 2 Emptyالأحد يوليو 01, 2012 5:04 am

133-وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ
وَيَسْتَخْلِفْ مِن بَعْدِكُم مَّا يَشَاءُ كَمَا أَنشَأَكُم مِّن ذُرِّيَّةِ
قَوْمٍ آخَرِينَ



. انظر تفسير الآية 135







134-إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لآتٍ وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ


. انظر تفسير الآية 135
















135-قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ
تَعْلَمُونَ مَن تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدِّارِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ
الظَّالِمُونَ



يقول تعالى « وربك » يا محمد « الغني »
أي عن جميع خلقه من جميع الوجوه وهم الفقراء إليه في جميع أحوالهم « ذو الرحمة » أي وهو مع ذلك رحيم بهم كما قال تعالى « إن الله بالناس لرؤوف رحيم » « إن يشأ يذهبكم »
أي إذا خالفتم أمره « ويستخلف من بعدكم ما يشاء » أي
قوما آخرين أي يعملون بطاعته « كما أنشأكم من ذرية قوم آخرين »
أي هو قادر على ذلك سهل عليه يسير لديه كما أذهب القرون الأولى وأتى بالذي
بعدها كذلك هو قادر على إذهاب هؤلاء والإتيان بآخرين كما قال تعالى « إن يشأ يذهبكم أيها الناس ويأت بآخرين وكان الله على ذلك قديرا »
وقال تعالى « يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو
الغني الحميد إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد وما ذلك على الله بعزيز » وقال
تعالى « والله الغني وأنتم الفقراء وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم
ثم لا يكونوا أمثالكم » وقال محمد بن إسحاق عن يعقوب بن عتبة قال سمعت أبان
بن عثمان يقول في هذه الآية « كما أنشأكم من ذرية قوم آخرين »
الذرية الأصل والذرية النسل وقوله تعالى « إنما توعدون لآت
وما أنتم بمعجزين » أي أخبرهم يا محمد أن الذي يوعدون به من أمر المعاد كائن
لا محالة « وما أنتم بمعجزين » أي ولا تعجزون الله بل هو
قادر على إعادتكم وإن صرتم ترابا رفاتا وعظاما وهو قادر لا يعجزه شيء وقال ابن أبي
حاتم في تفسيرها حدثنب أبي حدثنا محمد بن المصفي حدثنا محمد بن حمير عن أبي بكر بن
مريم عن عطاء بن أبي رباح عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه
وآله وسلم أنه قال يا بني آدم إن كنتم تعقلون فعدوا أنفسكم من الموتى والذي نفسي
بيده إنما توعدون لآت وما أنتم بمعجزين وقوله تعالى « قل يا قوم
اعملوا على مكانتكم إني عامل فسوف تعلمون » هذا تهديد شديد ووعيد أكيد أي
استمروا على طريقتكم وناحيتكم إن كنتم تظنون أنكم على هدى فأنا مستمر على طريقتي
ومنهجي كقوله « وقل للذين لا يؤمنون اعملوا على مكانتكم إنا عاملون
وانتظروا إنا منتظرون » قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس «
على مكانتكم » ناحيتكم « فسوف تعلمون من تكون له عاقبة
الدار إنه لا يفلح الظالمون » أي أتكون لي أو لكم وقد أنجز الله موعوده
لرسوله صلوات الله عليه أي فإنه مكنه في البلاد وحكمه في نواصي مخالفيه من العباد
وفتح له مكة وأظهر على من كذبه من قومه وعاداه وناوأه واستقر أمره على سائر جزيرة
العرب وكذلك اليمن والبحرين وكل ذلك في حياته ثمفتحت الأمصار والأقاليم والرساتيق
بعد وفاته في أيام خلفائه رضي الله عنهم أجمعين كما قال الله تعالى « كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز » وقال « إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد يوم
لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار » وقال تعالى « ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون »
وقال تعالى إخبارا عن رسله « فأوحى إليهم ربهم لنهلكن
الظالمين ولنسكننكم الأرض من بعدهم ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد » وقال
تعالى « وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في
الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من
بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا » الآية وقد فعل الله ذلك بهذه
الأمة المحمدية وله الحمد والمنة أولا وآخرا وظاهرا وباطنا


تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة الانعام - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة الانعام   تفسير سورة الانعام - صفحة 2 Emptyالأحد يوليو 01, 2012 5:10 am

136-وَجَعَلُواْ لِلّهِ مِمِّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالأَنْعَامِ نَصِيباً
فَقَالُواْ هَـذَا لِلّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَـذَا لِشُرَكَآئِنَا فَمَا كَانَ
لِشُرَكَآئِهِمْ فَلاَ يَصِلُ إِلَى اللّهِ وَمَا كَانَ لِلّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَى
شُرَكَآئِهِمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ



هذا ذم وتوبيخ من الله للمشركين الذين ابتدعوا بدعا وكفرا وشركا وجعلوا لله
شركاء وجزءا من خلقه وهو خالق كل شيء سبحانه وتعالى ولهذا قال تعالى « وجعلوا لله مما ذرأ » أي مما خلق وبرأ « من
الحرث » أي من الزرع والثمار « والأنعام نصيبا » أي
جزءا وقسما « فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا » وقوله
« فما كان لشركائهم فلا يصل إلى الله وما كان لله فهو يصل إلى
شركائهم » قال علي بن أبي طلحة والعوفي عن ابن عباس أنه قال في تفسير هذه
الآية إن أعداء الله كانوا إذا حرثوا حرثا أو كانت لهم ثمرة جعلوا لله منه جزءا
وللوثن جزءا فما كان من حرث أو ثمرة أو شيء من نصيب الأوثان حفظوه وأحصوه وإن سقط
منه شيء فيما سمي للصمد ردوه إلى ما جعلوه للوثن وإن سبقهم الماء الذي جعلوه للوثن
فسقى شيئا جعلوه لله جعلوا ذلك للوثن وإن سقط شيء من الحرث والثمرة التي جعلوها لله
فاختلط بالذي جعلوه للوثن قالوا هذا فقير ولم يردوه إلى ما جعلوه لله وإن سبقهم
الماء الذي جعلوه لله فسقي ما سمي للوثن تركوه للوثن وكانوا يحرمون من أموالهم
البحيرة والسائبة والوصيلة والحام فيجعلونه للأوثان ويزعمون أنهم يحرمونه قربة لله
تعالى فقال الله تعالى « وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام
نصيبا » الآية وهكذا قال مجاهد وقتادة والسدي وغير واحد وقال عبد الرحمن بن
زيد بن أسلم في الآية كل شيء يجعلونه لله من ذبح يذبحونه لا يأكلونه أبدا حتى
يذكروا معه أسماء الآلهة وما كان للآلهة لم يذكروا اسم الله معه وقرأ الآية حتى بلغ
« ساء ما يحكمون» أي ساء ما يقسمون فإنهم أخطؤوا أولا القسم
لأن الله تعالى هو رب كل شيء ومليكه وخالقه وله الملك وكل شيء له وفي تصرفه وتحت
قدرته ومشيئته لا إله غيره ولا رب سواه ثم لما قسموا فيما زعموا القسمة الفاسدة لم
يحفظوها بل جاروا فيها كقوله جل وعلا « ويجعلون لله البنات سبحانه
ولهم ما يشتهون » وقال تعالى « وجعلوا له من عباده جزءا إن
الإنسان لكفور مبين » وقال تعالى « ألكم الذكر وله الأنثى »
وقوله « تلك إذا قسمة ضيزى »


تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
 
تفسير سورة الانعام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 2 من اصل 3انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» تفسير سورة المائده
» تفسير سورة الأعراف
» تفسير سورة اٌل عمران
» تفسير سورة الفاتحة
» تفسير سورة البقره

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
رسائل الإسلام :: القران الكريم-
انتقل الى: