رسائل الإسلام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


ديني ثقافي تعليمي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
   أهلا وسهلا بكم في منتدى رسائل الإسلام معا من اجل نصرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلمتفسير سورة النساء - صفحة 2 Resalh10

 

 تفسير سورة النساء

اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة النساء - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: تفسير سورة النساء   تفسير سورة النساء - صفحة 2 Emptyالأربعاء أبريل 04, 2012 7:57 am

تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

بسم الله الرحمن الرحيم

تفسير سورة النساء

تفسير ابن كثير







1-يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ
وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً
وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ
كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً



بسم الله الرحمن الرحيم قال العوفي عن ابن عباس نزلت سورة النساء بالمدينة وكذا
روى ابن مردويه عن عبد الله بن الزبير وزيد بن ثابت وروى من طريق عبد الله بن لهيعة
عن أخيه عيسى عن عكرمة عن ابن عباس قال لما نزلت سورة النساء قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم لا حبس وقال الحاكم في مستدركه « 2/305 »
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدثنا أبو البختري عبد الله بن محمد شاكر
حدثنا محمد بن بشر العبدي حدثنا مسعر بن كدام عن معن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن
مسعود عن أبيه عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال إن في سورة النساء لخمس آيات
ما يسرني بها أن لي الدنيا وما فيها « إن الله لا يظلم مثقال ذرة »
الآية و « إن تجتنبوا كبائر ما تهنون عنه » الآية و
« إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء »
و « أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤك » الآية ثم قال هذا
إسناد صحيح إن كان عبد الرحمن سمع من أبيه فقد إختلف في ذلك وقال عبد الرزاق أخبرنا
معمر عن رجل عن ابن مسعود قال خمس آيات من النساء لهن أحب إلي من الدنيا جميعا
« إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم » وقوله
« وإن تك حسنة يضاعفها » وقوله « إن الله
لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء » وقوله «
ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما » وقوله
« والذين آمنوا بالله ورسله ولم يفرقوا بين أحد من رسله أولئك سوف
يؤتيهم أجورهم وكان الله غفورا رحيما » رواه ابن جرير ثم روى من طريق صالح
المري عن قتادة عن ابن عباس قال ثماني آيات نزلت في سورة النساء خير لهذه الأمة مما
طلعت عليه الشمس وغربت أولهن « يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن
الذين من قبلكم ويتوب عليكم والله عليم حكيم » والثانية «
والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما »
والثالثة « يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا »
ثم ذكر قول ابن مسعود سواء يعني في الخمسة الباقية وروى الحاكم « 2/301 » من طريق أبي نعيم عن سفيان بن عيينة عن عبيد الله بن
أبي يزيد عن ابن أبي مليكة سمعت ابن عباس يقول سلوني عن سورة النساء فإني قرأت
القرآن وأنا صغير ثم قال هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم-يخرجاه يقول تعالى آمرا
خلقه بتقواه وهي عبادته وحده لا شريك له ومنبها لهم على قدرته التي خلقهم بها من
نفس واحدة وهي آدم عليه السلام « وخلق منها زوجها » وهي
حواء عليها السلامخلقت من ضلعه الأيسر من خلفه وهو نائم فاستيقظ فرآها فأعجبته فأنس
إليها وأنست إليه وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا محمد بن مقاتل حدثنا وكيع عن
أبي هلال عن قتادة عن ابن عباس قال خلقت المرأة من الرجل فجعلت نهمتها في الرجل
وخلق الرجل من الأرض فجعلت نهمته في الأرض فاحبسوا نساءكم وفي الحديث الصحيح « خ 3331 م 1468 » إن المرأة خلقت من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع
أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن استمتعت بها استمتعت بها وفيها عوج وقوله « وبث منهما رجالا كثيرا ونساء » أي وذرأ منهما أي من آدم وحواء
رجالا كثيرا ونساء ونشرهم في أقطار العالم على إختلاف أصنافهم وصفاتهم وألوانهم
ولغاتهم ثم إليه بعد ذلك المعاد والمحشر ثم قال تعالى « واتقوا
الله الذي تساءلون به والأرحام » أي واتقوا الله بطاعتكم إياه قال إبراهيم
ومجاهد والحسن « الذي تساءلون به » اي كما يقال أسألك بالله
وبالرحم وقال الضحاك واتقوا الله الذي تعاقدون وتعاهدون به واتقوا الأرحام أن
تقطعوها ولكن بروها وصلوها قاله ابن عباس وعكرمة ومجاهد والحسن والضحاك والربيع
وغير واحد وقرأ بعضهم « والأرحام » بالخفض على العطف على
الضمير في « به » أي تساءلون بالله وبالأرحام كما قال مجاهد
وغيره وقوله « إن الله كان عليكم رقيبا » أي هو مراقب لجميع
أحوالكم وأعمالكم كما قال « والله على كل شهيد » وفي الحديث
الصحيح « خ 50 م 9 » أعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه
فإنه يراك وهذا إرشاد وأمر بمراقبة الرقيب ولهذا ذكر تعالى أن أصل الخلق من أب واحد
وأم واحدة ليعطف بعضهم على بعض ويحننهم على ضعفائهم وقد ثبت في صحيح مسلم « 1017 » منحديث جرير بن عبد الله البجلي أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم حين قدم عليه أولئك النفر من مضر وهم مجتابو النمار أي من عريهم وفقرهم
قام فخطب الناس بعد صلاة الظهر فقال في خطبته « يا أيها الناس
اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة » حتى ختم الآية ثم قال « يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد » ثم
حضهم على الصدقة فقال وتصدق رجل من ديناره ومن درهمه من صاع بره من صاع تمره وذكر
تمام الحديث وهكذا رواه أحمد « 1/392 » وأهل السنن « د 2118 ت 1105 س 6/89 جه 1892 » عن ابن مسعود في خطبة الحاجة
وفيها ثم يقرأ ثلاث آيات هذه منها « يا أيها الناس اتقوا ربكم »
الآية


تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن
كثير


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com

كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة النساء - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة النساء   تفسير سورة النساء - صفحة 2 Emptyالخميس أبريل 05, 2012 7:04 am

44-أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ
يَشْتَرُونَ الضَّلاَلَةَ وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّواْ السَّبِيلَ



. انظر تفسير الآية 46






ً45-وَاللّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَى بِاللّهِ وَلِيّاً وَكَفَى
بِاللّهِ نَصِيراً



. انظر تفسير الآية 46





46-مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ
وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيّاً
بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُواْ سَمِعْنَا
وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِن
لَّعَنَهُمُ اللّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً



يخبر تعالى عن اليهود عليهم لعائن الله المتتابعة إلى يوم القيامة أنهم يشترون
الضلالة بالهدى ويعرضون عما أنزل الله على رسوله ويتركون ما بأيديهم من العلم عن
الأنبياء الأولين في صفة محمد صلى الله عليه وسلم ليشتروا به ثمنا قليلا من حطام
الدنيا « ويريدون أن تضلوا السبيل » أي يودون لو تكفرون بما
أنزل عليكم أيها المؤمنون وتتركون ما أنتم عليه من الهدى والعلم النافع « والله أعلم بأعدائكم » أي هو أعلم بهم ويحذركم منهم « وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا » أي كفى به وليا لمن لجأ
إليه ونصيرا لمن استنصره ثم قال تعالى « من الذين هادوا »
من في هذا لبيان الجنس كقوله « فاجتنبوا الرجس من الأوثان »
وقوله « يحرفون الكلم عن مواضعه » أي يتأولونه على
غير تأويله ويفسرونه بغير مراد الله عز وجل قصدا منهم وإفتراء «
ويقولون سمعنا » أي سمعنا ما قلته يا محمد ولا نطيعك فيه هكذا فسره مجاهد
وابن زيد وهو المراد وهذا أبلغ في كفرهم وعنادهم وأنهم يتولون عن كتاب الله بعد ما
عقلوه وهم يعلمون ما عليهم في ذلك من الإثم والعقوبة وقولهم «
وأسمع غير مسمع » أي أسمع ما نقول لاسمعت رواه الضحاك عن ابن عباس وقال
مجاهد والحسن وأسمع غير مقبول منك قال ابن جرير والأول أصح وهو كما قال وهذا
إستهزاء منهم وإستهتار عليهم لعنة الله « وراعنا ليا بألسنتهم
وطعنا في الدين » أي يوهمون أنهم يقولون راعنا سمعك بقولهم راعنا وإنما
يريدون الرعونة بسبهم النبي وقد تقدم الكلام في هذا عند قوله « يا
أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا أنظرنا » ولهذا قال تعالى عن هؤلاء
اليهود الذين يريدون بكلامهم خلاف ما يظهارونه ليا بألسنتهم وطعنا في الدين يعني
بسبهم النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال تعالى « ولو أنهم قالوا
سمعنا وأطعنا واسمع وأنظرنا لكان خيرا لهم وأقوم ولكن لعنهم الله بكفرهم فلا يؤمنون
إلا قليلا » أي قلوبهم مطرودة عن الخير مبعدة منه فلا يدخلها من الإيمان شيء
نافع لهم وقد تقدم الكلام على قوله تعالى « فقليلا ما يؤمنون »
والمقصود أنهم لا يؤمنون إيمانا نافعا


تفسير
ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة النساء - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة النساء   تفسير سورة النساء - صفحة 2 Emptyالخميس أبريل 05, 2012 7:07 am

47-يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ آمِنُواْ بِمَا نَزَّلْنَا
مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَكُم مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّهَا عَلَى
أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ
اللّهِ مَفْعُولاً



. انظر تفسير الآية 48






48-إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ
لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً



يقول تعالى آمرا أهل الكتاب بالإيمان بما نزل على محمد صلى الله عليه وسلم من
الكتاب العظيم الذي فيه تصديق الأخبار التي بأيديهم من البشارات ومتهددا لهم إن لم
يفعلوا بقوله « من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها »
قال بعضهم معناه من قبل أن نطمس وجوها فطمسها هو ردها إلى الأدبار وجعل
أبصارهم من ورائهم ويحتمل أن يكون المراد من قبل أن نطمس وجوها فلا نبقي لها سمعا
ولا بصرا ولا أنفا ومع ذلك نردها إلى ناحية الأدبار وقال العوفي عن ابن عباس في
الآية وهي من قبل أي نطمس وجوها وطمسها أن تعمى فنردها على أدبارها يقول نجعل
وجوههم من قبل أقفيتهم فيمشون القهقري ونجعل لأحدهم عينين من قفاه وكذا قال قتادة
وعطية العوفي وهذا أبلغفي العقوبة والنكال وهذا مثل ضربه الله لهم في صرفهم عن الحق
وردهم إلى الباطل ورجوعهم عن المحجة البيضاء إلى سبيل الضلالة يهرعون ويمشون
القهقري على أدبارهم وهذا كما قال بعضهم في قوله « إنا جعلنا في
أعناقهم أغلالا فهي إلى الأذقان فهم مقمحون وجعلنا من بين أيديهم سدا » أي
هذا مثل سوء ضربه الله لهم في ضلالهم ومنعهم عن الهدى \قال مجاهد من قبل أن نطمس
وجوها يقول عن صراط الحق فنردها على أدبارها أي في الضلال قال ابن أبي حاتم وروى عن
ابن عباس والحسن نحو هذا قال السدي فنردها على أدبارها فنمنعها عن الحق قال نرجعها
كفارا ونردهم قردة قال أبو زيد فردهم إلى بلاد الشام من أرض الحجاز وقد ذكر أن كعب
الأحبار أسلم حين سمع هذه الآية قال ابن جرير حدثنا أبو كريب حدثنا جابر بن نوح عن
عيسى بن المغيرة قال تذاكرنا عند إبراهيم إسلام كعب فقال أسلم كعب زمان عمر أقبل
وهو يريد بيت المقدس فمر على المدينة فخرج إليه عمر فقال يا كعب أسلم فقال ألستم
تقولون في كتابكم « مثل الذين حملوا التوراة » إلى « أسفارا » وأنا قد حملت التوراة قال فتركه عمر ثم خرج حتى إنتهى
إلى حمص فسمع رجلا من أهلها حزينا وهو يقول « يا أيها الذين أوتوا
الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها »
الآية قال كعب يارب أسلمت مخافة أن تصيبه هذه الآية ثم رجع فأتى أهله في
اليمن ثم جاء بهم مسلمين وكذا رواه ابن أبي حاتم بلفظ آخر من وجه آخر فقال حدثنا
أبي حدثنا ابن نفيل حدثنا عمرو بن واقد عن يونس بن حلبس عن أبي إدريس عائذ الله
الخولاني قال كان أبو مسلم الجليلي معلم كعب وكان يلومه في إبطائه عن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال فبعثه إليه ينظر أهو هو قال كعب فركبت حتى أتيت المدينة فإذا
تال يقرأ القرآن يقول « يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما
نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها » فبادرت
الماء فاغتسلت وإني لأمس وجهي مخافة أن أطمس ثم أسلمت وقوله « أو
نعلنهم كما لعنا أصحاب السبت » يعني الذين اعتدوا في سبتهم بالحيلة على
الإصطياد وقد مسخوا قردة وخنازير وسيأتي بسط قصتهم في سورة الأعراف قوله « وكان أمر الله مفعولا » أي إذا أمر بأمر فإنه لا يخالف ولا
يمانع ثم أخبر تعالى أنه لا يغفر لعبد لقيه وهو مشرك به ويغفر ما دون ذلك أي من
الذنوب لمن يشاء أي من عباده-عاقبة الشرك بالله-وقد وردت أحاديث متعلقة بهذه الآية
الكريمة فلنذكر منها ما تيسر « الحديث الأول » قال الإمام
أحمد « 6/240 » حدثنا يزيد بن هارون حدثنا صدقة بن موسى
حدثنا أبو عمران الجوني عن يزيد بن بابنوس عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم الدواوين عند الله ثلاثة ديوان لا يعبأ الله به شيئا وديوان لا يترك الله
منه شيئا وديوان لا يغفره الله فأما الديوان الذي لا يغفره الله فالشرك بالله قال
الله عز وجل « إن الله لا يغفر أن يشرك به » الآية وقال
« إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة » وأما
الديوان الذي لا يعبأ الله به شيئا فظلم العبد نفسه فيما بينه وبين الله من صوم يوم
تركه أو صلاة فإن الله يغفر ذلك ويتجاوز إن شاء وأما الديوان الذي لا يترك الله منه
شيئا فظلم العباد بعضهم بعضا القصاص لا محالة تفرد به أحمد «
الحديث الثاني » قال الحافظ أبو بكر البزار في مسنده « 3439
» حدثنا أحمد بن مالك حدثنا زائدة بن أبي الرقاد النمري عن أنس بن مالك عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال الظلم ثلاثة فظلم لا يغفره الله وظلم يغفره الله وظلم
لا يترك الله منه شيئا فأما الظلم الذي لا يغفره الله فالشرك وقال « إن الشرك لظلم عظيم » وأما الظلم الذي يغفره الله فظلم العباد
لأنفسهم فيما بينهم وبين ربهم وأما الظلم الذي لا يتركه فظلم العباد بعضهم بعضا حتى
يدين لبعضهم من بعض « الحديث الثالث » قال الإمام أحمد
« 6/99 » حدثنا صفوان بن عيسى حدثنا ثور بن يزيد عن أبي عون
عن أبي إدريس قال سمعت معاوية يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كل ذنب
عسى الله أن يغفره إلا الرجل يموت كافرا أو الرجل يقتل مؤمنا متعمدا ورواه النسائي
« 7/81 » عن محمد بن مثنى عن صفوان بن عيسى به « الحديث الرابع » قال الإمام أحمد « 5/154 »
حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا عبد الحميد حدثنا شهر حدثنا ابن غنم أن أبا ذر
حدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله يقول يا عبدي ما عبدتني ورجوتني
فإني غافر لك على ما كان منك يا عبدي إنك إن لقيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا
تشرك بي شيئا لقيتك بقرابها مغفرة تفرد به أحمد من هذاالوجه «
الحديث الخامس » قال الإمام أحمد « 5/166 » حدثنا
عبد الصمد حدثنا أبي حدثنا حسين بن بريدة أن يحيى بن يعمر حدثه أن أبا الأسود
الديلي حدثه أن أبا ذر حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من عبد قال لا
إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة قلت وإن زنى وإن سرق قال وإن زنى وإن
سرق قلت وإن زنى وإن سرق قال وإن زنى وإن سرق ثلاثا ثم قال في الرابعة على رغم أنف
أبي ذر قال فخرج أبو ذر وهو يجر إزاره وهو يقول وإن رغم أنف أبي ذر وكان أبو ذر
يحدث بهذا بعد ويقول وإن رغم أنف أبي ذر أخرجاه « خ 5827 م 94 »
من حديث حسين به « طريق أخرى » لحديث أبي ذر قال
أحمد « 5/152 » حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن زيد بن
وهب عن أبي ذر قال كنت أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم في حرة المدينة عشاء ونحن
ننظر إلى أحد فقال يا أبا ذر قلت لبيك يا رسول الله قال ما أحب أن لي أحدا ذاك عندي
ذهبا أمسى ثالثة وعندي منه دينار إلا دينارا أرصده يعني لدين إلا أن أقول به في
عباد الله وهكذا فحثا عن يمينه وعن يساره وبين يديه قال ثم مشينا فقال يا أبا ذر إن
الأكثرين هم الأقلون يوم القيامة إلا من قال هكذا وهكذا فحثا عن يمينه ومن بين يديه
وعن يساره قال ثم مشينا فقال يا أبا ذر كما أنت حتى آتيك قال فانطلق حتى توارى عني
قال فسمعت لغطا فقلت لعل رسول الله صلى الله عليه وسلم عرض له قال فهممت أن أتبعه
قال فذكرت قوله لا تبرح حتى آتيك فانتظرته حتى جاء فذكرت له الذي سمعت فقال ذاك
جبريل أتاني فقال من مات من أمتك لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة قلت وإن زنى وإن سرق
قال وإن زنى وإن سرق أخرجاه في الصحيحين « خ 2388 م 94 عقب 991 »
من حديث الأعمش به وقد رواه البخاري « 6443 » ومسلم
« 94 » أيضا كلاهما عن قتيبة عن جرير بن عبد الحميد عن عبد
العزيز بن رفيع عن زيد بن وهب عن أبي ذر قال خرجت ليلة من الليالي فإذا رسول الله
صلى الله عليه وسلم يمشي وحده وليس معه إنسان قال فظننت أنه يكره أن يمشي معه أحد
قال فجعلت أمشي في ظل القمر فالتفت فرآني فقال من هذا فقلت أبو ذر جعلني الله فداك
قال يا أبا ذر تعال قال فمشيت معه ساعة فقال لي إن المكثرين هم المقلون يوم القيامة
إلا من أعطاه الله خيرا فجعل يبثه عن يمينه وشماله وبين يديه ووراءه وعمل فيه خيرا
قال فمشيت معه ساعة فقال لي اجلس ههنا فأجلسني في قاع حوله حجارة فقال لي أجلس ههنا
حتى أرجع إليك قال فانطلق في الحرة حتى لا أراه فلبث عني حتى إذا طال اللبث ثم إني
سمعته وهو مقبل وهو يقول وإن زنى وإن سرق قال فلما جاء لم أصبر حتى قلت يا نبي الله
جعلني الله فداك من تكلمه في جانب الحرة فإني سمعت أحدا يرجع إليك قال ذلك جبريل
عرض لي جانب الحرة فقال بشر أمتك أنه من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة قلت يا
جبريل وإن سرق وإن زنى قال نعم قلت وإن سرق وإن زنى قال نعم قلت وإن سرق وإن زنى
قال نعم وإن شرب الخمر « الحديث السادس » قال عبد بن حميد
في مسنده « 1060 » حدثنا عبيد الله بن موسى عن ابن أبي ليلى
عن أبي الزبير عن جابر قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول
الله ما الموجبتان قال من مات لا يشرك بالله شيئا وجبت له الجنة ومن مات يشرك بالله
شيئا وجبت له النار وذكر تمام الحديث تفرد به من هذا الوجه « طريق
أخرى » قال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا الحسن بن عمرو بن خلاد الحراني
حدثنا منصور بن إسماعيل القرشي حدثنا موسى بن عبيدة الربذي أخبرني عبد الله بن
عبيدة عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من نفس تموت لا
تشرك بالله شيئا إلا حلت لها المغفرة إن شاء الله عذبها وإن شاء غفر لها إن الله لا
يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ورواه الحافظ أبو يعلى في مسنده من حديث
موسى بن عبيدة عن أخيه عبد الله بن عبيدة عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
لا تزال المغفرة على العبد ما لم يقع الحجاب قيل يا نبي الله وما الحجاب قال
الإشراك بالله قال مامن نفس تلقى الله لا تشرك به شيئا إلا حلت لها المغفرة من الله
تعالى إن شاء أن يعذبها وإن شاء أن يغفر لها ثم قرأ نبي الله « إن
الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء » «
الحديث السابع » قال الإمام أحمد « 3/79 » حدثنا أبو
نعيم حدثنا زكريا عن عطية عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة تفرد به من هذا الوجه «
الحديث الثامن » قال الإمام أحمد « 5/413 » حدثنا
حسن بن موسى حدثنا ابن لهيعة حدثنا أبو قبيل عنعبد الله بن ناشر من بني سريع قال
سمعت أبارهم قاص أهل الشام يقول سمعت أبا أيوب الأنصاري يقول إن رسول الله صلى الله
عليه وسلم خرج ذات يوم إليهم فقال لهم إن ربكم عز وجل خيرني بين سبعين ألف يدخلون
الجنة عفوا بغير حساب وبين الخبيئة عنده لأمتي فقال بعض أصحابه يا رسول اله أيخبأ
ذلك ربك فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم خرج وهو يكبر فقال إن ربي زادني مع
كل ألف سبعين ألفا والخبيئة عنده قال أبو رهم يا أبا أيوب وما تظن خبيئة رسول الله
صلى الله عليه وسلم فأكله الناس بأفواههم فقالوا وما أنت وخبيئة رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقال أبو أيوب دعوا الرجل عنكم أخبركم عن خبيئة رسول الله صلى الله عليه
وسلم كما أظن بل كالمستيقن إن خبيئة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول من شهد
أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله مصدقا لسانه قلبه أدخله
الجنة « الحديث التاسع » قال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا
المؤمل بن الفضل الحراني حدثنا عيسى بن يونس « ح » وأخبرنا
هاشم بن القاسم الحراني فيما كتب إلى قال حدثنا عيسى بن يونس نفسه عن واصل بن
السائب الرقاشي عن أبي سورة ابن أخي أبي أيوب الأنصاري عن أبي أيوب قال جاء رجل إلى
النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن لي ابن أخ لا ينتهي عن الحرام قال وما دينه قال
يصلي ويوحد الله تعالى قال استوهب منه دينه فإن أبي فابتعه منه فطلب الرجل ذاك منه
فأبى عليه فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال وجدته شحيحا على دينه قال
فنزلت « إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء »
« الحديث العاشر » قال الحافظ أبو يعلى « 3433 » حدثنا عمرو بن الضحاك حدثنا أبي حدثنا مستورد أبو همام
الهنائي حدثنا ثابت عن أنس قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا
رسول الله ما تركت حاجة ولاذا حاجة إلا قد أتيت قال أليس تشهد أن لا إله إلا الله
وأن محمدا رسول الله ثلاث مرات قال نعم قال فإن ذلك يأتي على ذلك كله « الحديث الحادي عشر » قال الإمام أحمد « 2/323 »
حدثنا أبو عامر حدثنا عكرمة بن عمار عن ضمضم بن جوس اليماني قال قال لي أبو
هريرة يا يماني لا تقولن لرجل لا يغفر الله لك أو لا يدخلك الجنة أبدا فقلت يا أبا
هريرة إن هذه كلمة يقولها أحدنا لأخيه وصاحبه إذا غضب قال لا تقلها فإني سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول كان في بني إسرائيل رجلان أحدهما مجتهد في العبادة
وكان الآخر مسرفا على نفسه وكانا متآخيين وكان المجتهد لا يزال يرى الآخر على الذنب
فيقول يا هذا أقصر فيقول خلني وربي أبعثت علي رقيبا إلى أن رآه يوما على ذنب
استعظمه فقال له ويحك أقصر قال خلني وربي أبعثت علي رقيبا فقال والله لا يغفر لك أو
لا يدخلك الجنة أبدا قال فبعث الله إليهما ملكا فقبض أرواحهما واجتمعا عنده فقال
للمذنب اذهب فادخل الجنة برحمتي وقال للآخر أكنت عالما أكنت على ما في يدي قادرا
اذهبوا به إلى النار قال والذي نفس أبي القاسم بيده إنه لتكلم بكلمة أوبقت دنياه
وآخرته ورواه أبو داود « 4901 » من حديث عكرمة بن عمار
حدثني ضمضم بن جوس به « الحديث الثاني عشر » قال الطبراني
« 11/11615 » حدثنا أبو شيخ محمد بن الحسن بن عجلان
الأصبهاني حدثنا سلمة بن شبيب حدثنا إبراهيم بن الحكم بن أبان عن أبيه عن عكرمة عن
ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال الله عز وجل من علم اني ذو قدرة
على مغفرة الذنوب غفرت له ولا أبالي ما لم يشرك بي شيئا « الحديث
الثالث عشر » قال الحافظ أبو بكر البزار « 3235 »
والحافظ أبو يعلى « 3316 » حدثنا هدبة هو ابن خالد
حدثنا سهل بن أبي حزم عن ثابت عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من وعده
الله على عمل ثوابا فهو منجزه له ومن توعده على عمل عقابا فهو فيه بالخيار تفردا به
وقال ابن أبي حاتم حدثنا بحر بن نصر الخولاني حدثنا خالد يعني ابن عبد الرحمن
الخراساني حدثنا الهيثم بن جماز عن سلام بن أبي مطيع عن بكر بن عبد الله المزني عن
ابن عمر قال كنا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا نشك في قاتل النفس وآكل مال
اليتيم وقاذف المحصنات وشاهد الزور حتى نزلت هذه الآية « إن الله
لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لما يشاء » فأمسك أصحاب النبي صلى الله
عليه وسلم عن الشهادة ورواه ابن جرير من حديث الهيثم بن جماز به وقال ابن أبي حاتم
أيضا حدثنا عبد الملك ابن أبي عبد الرحمن المقرئ حدثنا عبد الله بن عاصم حدثنا صالح
يعني المري حدثنا أبو بشر عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قال كنا لا نشك في من أوجب
الله له النار في الكتاب حتى نزلت علينا هذه الآية « إن الله لا
يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء » قال فلما سمعناها كففنا عن
الشهادة وأرجينا الأمور إلى الله عز وجل وقال البزار « 3254 »
حدثنا محمد بن عبد الرحمن حدثنا شيبان بن أبي شيبة حدثنا حرب بن سريج عن
أيوب عن نافع عن ابن عمر قال كنا نمسك عن الإستغفار لأهل الكبائر حتى سمعنا نبينا
صلى الله عليه وسلم يقرأ « إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما
دون ذلك لمن يشاء » وقال أخرت شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي يوم القيامة وقال
أبو جعفر الرازي عن الربيع أخبرني محبر عن عبد الله بن عمر أنه قال لما نزلت « يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله » إلى
آخر الآية قام رجل فقال والشرك بالله يا نبي الله فكره ذلك رسول الله صلى الله
تعالى عليه وعلى آله وسلم فقال إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن
يشاء ومن يشرك بالله فقد إفترى إثما عظيما رواه ابن جرير وقد رواه ابن مردويه من
طرق عن ابن عمر وهذه الآية التي في سورة تنزيل مشروطة بالتوبة فمن تاب من أي ذنب
وقد تكرر منه تاب الله عليه ولهذا قال « قل ياعبادي الذين أسرفوا
على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا » أي بشرط
التوبة ولو لم يكن كذلك لدخل الشرك فيه ولا يصح ذلك لأنه تعالى قد حكم ههنا بأنه لا
يغفر الشرك وحكم بأنه يغفر ما عداه لمن يشاء أي وإن لم يتب صاحبه فهذه أرجى من تلك
من هذا الوجه والله أعلم وقوله « ومن يشرك بالله فقد إفترى إثما
عظيما » كقوله « إن الشرك لظلم عظيم » وثبت في
الصحيحين « خ 4477 م 86 » عن ابن مسعود أنه قال قلت يا رسول
الله أي الذنب أعظم قال أن تجعل لله ندا وهو خلقك وذكر تمام الحديث وقال ابن مردويه
حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن زيد حدثنا أحمد بن عمرو حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا
معن حدثنا سعيد بن بشير عن قتادة عن الحسن عن عمران بن حصين أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال ألا أخبركم بأكبر الكبائر الإشراك بالله ثم قرأ «
ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما » وعقوق الوالدين ثم قرأ « أن أشكر لي ولوالديك إلى المصير »


تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة النساء - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة النساء   تفسير سورة النساء - صفحة 2 Emptyالخميس أبريل 05, 2012 7:12 am

49-أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمْ بَلِ اللّهُ يُزَكِّي
مَن يَشَاءُ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً
[/b]




. انظر تفسير الآية 52





50-انظُرْ كَيفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْماً
مُّبِيناً
[/b]




. انظر تفسير الآية 52






51-أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ
يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ هَؤُلاء
أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ سَبِيلاً
[/b]




. انظر تفسير الآية 52






52-أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللّهُ وَمَن يَلْعَنِ اللّهُ فَلَن
تَجِدَ لَهُ نَصِيراً
[/b]




قال الحسن وقتادة نزلت هذه الآية وهي قوله « ألم تر إلى الذين
يزكون أنفسهم » في اليهود والنصارى حين قالوا « نحن أبناء
الله وأحباؤه » وقال ابن زيد نزلت في قولهم « نحن أبناء
الله وأحباؤه » ووفي قولهم « لن يدخل الجنة إلا من كان هودا
أو نصارى » وقال مجاهد كانوا يقدمون الصبيان أمامهم في الدعاء والصلاة
يؤمونهم ويزعمون أنهم لا ذنوب لهم وكذا قال عكرمة وأبومالك وروى ذلك ابن جرير وقال
العوفي عن ابن عباس في قوله « ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم »
وذلك أن اليهود قالوا إن أبناءنا توفوا وهم لنا قربة ويشفعون لنا ويزكوننا
فأنزل الله على محمد « ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم »
الآية ورواه ابن جرير وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا محمد بن مصفى حدثنا
ابن حمير عن ابن لهيعة عن بشر بن أبي عمرو عن عكرمة عن ابن عباس كان اليهود يقدمون
صبيانهم يصلون بهم ويقربون قربانهم ويزعمون أنهم لا خطايا لهم ولا ذنوب وكذبوا قال
الله إني لا أطهر ذا ذنب بآخر لا ذنب له وأنزل الله « ألم تر إلى
الذين يزكون أنفسهم » ثم قال وروى عن مجاهد وأبي مالك والسدي وعكرمة والضحاك
نحو ذلك وقال الضحاك قالوا ليس لنا ذنوب كما ليس لأبنائنا ذنوب فأنزل الله « ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم » فيهم وقيل نزلت في ذم التمادح
والتزكية وفي صحيح مسلم « 3002 » عن المقداد بن الأسود قال
أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أحثوا في وجوه المداحين التراب وفي الصحيحين
« خ 2662 م 3000 » من طريق خالد الحذاء عن عبد الرحمن بن
أبي بكرة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يثني على رجل فقال ويحك
قطعتعنق صاحبك ثم قال إن كان أحدكم مادحا صاحبه لا محالة فليقل أحسبه كذا ولا يزكي
على الله أحدا وقال الإمام أحمد حدثنا معتمر عن أبيه عن نعيم بن أبي هند قال قال
عمر بن الخطاب من قال أنا مؤمن فهو كافر ومن قال هو عالم فهو جاهل ومن قال هو في
الجنة فهو في النار ورواه ابن مردويه من طريق موسى بن عبيدة عن طلحة بن عبيد الله
بن كريز عن عمر أنه قال إن أخوف ما أخاف عليكم إعجاب المرء برأيه فمن قال إنه مؤمن
فهو كافر ومن قال هو عالم فهو جاهل ومن قال هو في الجنة فهو في النار وقال الإمام
أحمد « 4/93 » حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة وحجاج أنبأنا
شعبة عن سعد بن إبراهيم عن معبد الجهني قال كان معاوية قلما كان يحدث عن النبي صلى
الله عليه وآله وسلم قال وكان قلما يكاد أن يدع يوم الجمعة هؤلاء الكلمات أن يحدث
بهن عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين وإن هذا
المال حلو خضر فمن يأخذه بحقه يبارك له فيه وإياكم والتمادح فإنه الذبح وروى ابن
ماجه « 2743 » عنه إياكم والتمادح فإنه الذبح عن أبي بكر بن
أبي شيبة عن غندر عن شعبة به ومعبد هذا هو ابن عبد الله بن عويم البصري القدري وقال
ابن جرير حدثنا يحيى بن إبراهيم المسعودي حدثني أبي عن أبيه عن جده عن الأعمش عن
قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال قال عبد الله بن مسعود إن الرجل ليغدو بدينه ثم
يرجع وما معه منه بشئ وقد أسخط الله ثم قرأ « ألم تر إلى الذين
يزكون أنفسهم » الآية وسيأتي الكلام على ذلك مطولا عند قوله تعالى « فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى » ولهذا قال تعالى « بل الله يزكي من يشاء » أي المرجع في ذلك إلى الله عز وجل لأنه
أعلم بحقائق الأمور وغوامضها ثم قال تعالى « ولا يظلمون فتيلا »
أي ولا يترك لأحد من الأجر ما يوازن مقدار الفتيل قال ابن عباس ومجاهد
وعكرمة وعطاء والحسن وقتادة وغير واحد من السلف هو ما يكون في شق النواة وعن ابن
عباس أيضا هو ما فتلت بين أصابعك وكلا القولين متقارب وقوله « أنظر
كيف يفترون على الله الكذب » أي في تزكيتهم أنفسهم ودعواهم أنهم أبناء الله
وأحباؤه وقولهم « لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى »
وقولهم « لن تمسنا النار إلا أياما معدودات »
وإتكالهم على أعمال آبائهم الصالحة وقد حكم الله أن أعمال الآباء لا تجزي عن
الأبناء شيئا في قوله « تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم
» الآية ثم قال « وكفى به إثما مبينا » أي وكفى
بصنيعهم هذا كذبا وإفتراء ظاهرا وقوله « ألم تر إلى الذين أوتوا
نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت » أما الجبت فقال محمد بن إسحاق عن
حسان بن فائد عن عمر بن الخطاب أنه قال الجبت السحر والطاغوت الشيطان وهكذا روى عن
ابن عباس وأبي العالية ومجاهد وعطاء وعكرمة وسعيد بن جبير والشعبي والحسن والضحاك
والسدي وعن ابن عباس وأبي العالية ومجاهد وعطاء وعكرمة وسعيد بن جبير والشعبي
والحسن وعطية الجبت الشيطان وزاد ابن عباس بالحبشية وعن ابن عباس أيضا الجبت الشرك
وعنه الجبت الأصنام وعن الشعبي الجبت الكاهن وعن ابن عباس الجبت حيي بن أخطب وعن
مجاهد الجبت كعب بن الأشرف وقال العلامة أبو نصر بن إسماعيل بن حماد الجوهري في
كتابه الصحاح « 1/245 » الجبت كلمة تقع على الصنم والكاهن
والساحر ونحو ذلك وفي الحديث الطيرة والعيافة والطرق من الجبت قال وليس هذا من محض
العربية لإجتماع الجيم والتاء في كلمة واحدة من غير حرف ذولقي وهذا الحديث الذي
ذكره الإمام أحمد في مسنده « 5/60 » فقال حدثنا محمد بن
جعفر حدثنا عوف عن حيان أبي العلاء حدثنا قطن بن قبيصة عن أبيه وهو قبيصة بن مخارق
أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم قال إن العيافة والطرق والطيرة من الجبت وقال عوف
العيافة زجر الطير والطرق الخط يخط في الأرض والجبت قال الحسن رنة الشيطان وهكذا
رواه أبو داود في سننه والنسائي « كبرى 11108 » وابن أبي
حاتم في تفسيره من حديث عوف الأعرابي به وقد تقدم الكلام على الطاغوت في سورة
البقرة بما أغنى عن إعادته ههنا وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا إسحاق بن الضيف
حدثنا حجاج عن ابن جريج أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله أنه سئل عن
الطواغيت فقال هم كهان تنزل عليهم الشياطين وقال مجاهد الطاغوت الشيطان في صورة
إنسان يتحاكمون إليه وهو صاحب أمرهم وقال الإمام مالك هو كل ما يعبد من دون الله عز
وجلوقوله « ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا »
أي يفضلون الكفار على المسلمين بجهلهم وقلة دينهم وكفرهم بكتاب الله الذي
بأيديهم وقد روى ابن أبي حاتم حدثنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ حدثنا سفيان
عن عمرو عن عكرمة قال جاء حيي بن أخطب وكعب بن الأشرف إلى أهل مكة فقالوا لهم أنتم
أهل الكتاب وأهل العلم فأخبرونا عنا وعن محمد فقالوا ما أنتم وما محمد فقالوا نحن
نصل الأرحام وننحر الكوماء ونسقي الماء على اللبن ونفك العاني ونسقي الحجيج ومحمد
صنبور قطع أرحامنا واتبعه سراق الحجيج من غفار فنحن خير أم هو فقالوا أنتم خير
وأهدى سبيلا فأنزل الله « ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا »
الآية وقد روى هذا من غير وجه عن ابن عباس وجماعة من السلف وقال الإمام أحمد
حدثنا محمد بن أبي عدي عن داود عن عكرمة عن ابن عباس قال لما قدم كعب بن الأشرف مكة
قالت قريش ألا ترى هذا الصنبور المنبتر من قومه يزعم أنه خير منا ونحن أهل الحجيج
وأهل السدانة وأهل السقاية قال أنتم خير قال فنزلت فيهم « إن شانئك
هو الأبتر » ونزل « ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب
» إلى « نصيرا » وقال ابن إسحاق «
2/241 » حدثني محمد بن أبي محمد عن عكرمة أو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس
قال كان الذين حزبوا الأحزاب من قريش وغطفان وبني قريظة حيي بن أخطب وسلام بن
الحقيق وأبو رافع والربيع بن الربيع بن أبي الحقيق وأبو عمار ووحوح بن عامر وهودة
بن قيس فأما وحوح وأبو عامر وهودة فمن بني وائل وكان سائرهم من بني النضير فلما
قدموا على قريش قالوا هؤلاء أحبار يهود وأهل العلم بالكتب الأول فاسألوهم أدينكم
خير أم دين محمد فسألوهم فقالوا دينكم خير من دينه وأنتم أهدى منه وممن اتبعه فأنزل
الله عز وجل « ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب »
إلى قوله عز وجل « وآتيناهم ملكا عظيما » وهذا لعن
لهم وإخبار بأنهم لا ناصر لهم في الدنيا ولا في الآخرة لأنهم إنما ذهبوا يستنصرون
بالمشركين وإنما قالوا لهم ذلك ليستميلوهم إلى نصرتهم وقد أجابوهم وجاؤا معهم يوم
الأحزاب حتى حفر النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه حول المدينة الخندق فكفى الله
شرهم « ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله
المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا »


تفسير
ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة النساء - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة النساء   تفسير سورة النساء - صفحة 2 Emptyالخميس أبريل 05, 2012 7:15 am

53-أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّنَ الْمُلْكِ فَإِذاً لاَّ يُؤْتُونَ النَّاسَ
نَقِيراً
[/b]


. انظر تفسير الآية 55





54-أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ
آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكاً
عَظِيماً
[/b]


. انظر تفسير الآية 55






55-فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُم مَّن صَدَّ عَنْهُ وَكَفَى
بِجَهَنَّمَ سَعِيراً
[/b]


يقول تعالى أم لهم نصيب من الملك وهذا إستفهام إنكار اي ليس لهم نصيب من الملك
ثم وصفهم بالبخل فقال فإذا لا يؤتون الناس نقيرا أي لأنهم لو كان لهم نصيب في الملك
والتصرف لما أعطوا أحدا من الناس ولا سيما محمدا صلى الله عليه وسلم شيئا ولا يملأ
النقير وهو النقطة التي في النواة في قول ابن عباس والأكثرين وهذه الآية كقوله
تعالى « قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي إذا لأمسكتم خشية
الإنفاق » أي خوف أن يذهب ما بأيديكم مع أنه لا يتصور نفاده وإنما هو من
بخلكم وشحكم ولهذا قال تعالى « وكان الإنسان قتورا » أي
بخيلا ثم قال « أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله »
يعني بذلك حسدهم النبي صلى الله عليه وسلم على ما رزقه الله من النبوة
العظيمة ومنعهم من تصديقهم إياه حسدهم له لكونه من العرب وليس من بني إسرائيل وقال
الطبراني « 11313 » حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي حدثنا
يحيى الحماني حدثنا قيس بن الربيع عن السدي عن عطاء عن ابن عباس في قوله « أم يحسدون الناس » الآية قال ابن عباس نحن الناس دون الناس قال
الله تعالى « فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا
عظيما » أي فقد جعلنا في أسباط بني إسرائيل الذين هم ذرية إبراهيم النبوة
وأنزلنا عليهم الكتاب وحكموا فيهم بالسنن وهي الحكمة وجعلنا منهم الملوك ومع هذا
فمنهم من آمن به أي بهذا الإيتاء وهذا الإنعام ومنهم من صد عنه أي كفر به وأعرض عنه
وسعى في صد الناس عنه وهو منهم ومن جنسهم أي من بني إسرائيل فقد اختلفوا عليهم فكيف
بكيا محمد ولست من بني إسرائيل وقال مجاهد فمنهم من آمن به أي بمحمد صلى الله عليه
وسلم ومنهم من صد عنه فالكفرة منهم أشد تكذيبا لك وأبعد عما جئتم به من الهدى والحق
المبين ولهذا قال متوعدا لهم « وكفى بجهنم سعيرا » أي وكفى
بالنار عقوبة لهم على كفرهم وعنادهم ومخالفتهم كتب الله ورسله


تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة النساء - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة النساء   تفسير سورة النساء - صفحة 2 Emptyالخميس أبريل 05, 2012 7:21 am

56-إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَاراً كُلَّمَا
نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ
إِنَّ اللّهَ كَانَ عَزِيزاً حَكِيماً
[/b]


. انظر تفسير الآية 57



57-وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ
تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً لَّهُمْ فِيهَا
أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِـلاًّ ظَلِيلاً



يخبر تعالى عما يعاقب به في نار جهنم من كفر بآياته وصد عن رسله فقال « إن الذين كفروا بآياتنا » الآية أي ندخلهم فيها دخولا لا يحيط
بجميع أجرامهم وأجزائهم ثم أخبر عن دوام عقوبتهم ونكالهم فقال «
كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب » قال الأعمش عن ابن
عمر إذا احترقت جلودهم بدلوا جلودا غيرها بيضاء أمثال القراطيس رواه ابن أبي حاتم
وقال يحيى بن يزيد الحضرمي أنه بلغه في الآية قال يجعل للكافر مئة جلد بين كل جلدين
لون من العذاب رواه ابن أبي حاتم وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا علي بن محمد
الطنافسي حدثنا حسين الجعفي عن زائدة عن هشام عن الحسن قوله « كلما
نضجت جلودهم » الآية قال تنضجهم في اليوم سبعين ألف مرة قال حسين وزاد فيه
فضيل عن هشام عن الحسن « كلما نضجت جلودهم » قيل لهم عودوا
فعادوا وقال أيضا ذكر عن هشام بن عمار حدثنا سعيد بن يحيى يعني سعدان حدثنا نافع
مولى يوسف السلمي البصري عن نافع عن ابن عمر قال قرأ رجل عند عمر هذه الآية « كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها » فقال عمر أعدها علي
فأعادها فقال معاذ بن جبل عندي تفسيرها تبدل في ساعة مئة مرة فقال عمر هكذا سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد رواه ابن مردويه عن محمد بن أحمد بن إبراهيم عن
عبدان بن محمد المروزي عن هشام بن عمار به ورواه من وجه آخر بلفظ آخر فقال حدثنا
محمد بن إسحاق عن عمران حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحارث حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا
نافع أبو هرمز حدثنا نافع عن ابن عمر قال تلا رجل عند عمر هذه الآية « كلما نضجت جلودهم » الآية قال فقال عمر أعدها علي وثم كعب فقال
يا أمير المؤمنين أنا عندي تفسير هذه الآية قرأتها قبل الإسلام قال فقال هاتها يا
كعب فإن جئت بها كما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقناك وإلا لم ننظر
إليها فقال إني قرأتها قبل الإسلام كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها في الساعة
الواحدة عشرين ومئة مرة فقال عمر هكذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال
الربيع بن أنس مكتوب في الكتاب الأول أن جلد أحدهم أربعون ذراعا وسنه سبعون ذراعا
وبطنه لو وضع فيه جبل لوسعه فإذا أكلت النار جلودهم بدلوا جلودا غيرها وقد ورد في
الحديث ما هو أبلغ من هذا فقال الإمام أحمد « 2/26 » حدثنا
وكيع حدثنا أبو يحيى الطويل عن أبي يحيى القتات عن مجاهد عن ابن عمر عن النبي صلى
الله عليه وسلم قال يعظم أهل النار في النار حتى إن بين شحمة أذن أحدهم إلى عاتقه
مسيرة سبع مئة عام وإن غلظ جلده سبعون ذراعا وإن ضرسه مثل أحد تفرد به أحمد من هذا
الوجه وقيل المراد بقوله « كلما نضجت جلودهم » أي سرابيلهم
حكاه ابن جرير وهو ضعيف لأنه خلاف الظاهر وقوله « والذين آمنوا
وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا » هذا
إخبار عن مآل السعداء في جنات عدن التي تجري فيها الأنهار في جميع فجاجها ومحالها
وأرجائها حيث شاؤا وأين أرادوا وهم خالدون فيها أبدا لا يحولون ولا يزولون ولا
يبغون عنها حولا وقوله « لهم فيها أزواج مطهرة » أي من
الحيض والنفاس والأذى والأخلاق الرذيلة والصفات الناقصة كما قال ابن عباس مطهرة من
الأقذار والأذى وكذا قال عطاء والحسن والضحاك والنخعي وأبو صالح وعطية والسدي وقال
مجاهد مطهرة من البول والحيض والنخام والبزاق والمني والولد وقال قتادة مطهرة من
الأذى والمآثم ولاحيض ولا كلف وقوله « وندخلهم ظلا ظليلا »
أي ظلا عميقا كثيرا غزيرا طيبا أنيقا قال ابن جرير حدثنا ابن بشار حدثنا عبد
الرحمن وحدثنا ابن المثنى حدثنا ابن جعفر قالا حدثنا شعبة قال سمعت أبا الضحاك يحدث
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في
ظلها مئة عام لا يقطعها شجرة الخلد


تفسير ابن كثير_أبو
الفداء إسماعيل بن كثير

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة النساء - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة النساء   تفسير سورة النساء - صفحة 2 Emptyالخميس أبريل 05, 2012 7:27 am

58-إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا
وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ
نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً





يخبر تعالى أنه يأمر بأداء الأمانات إلى أهلها وفي حديث الحسن عن سمرة أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال أد الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك رواه الإمام
أحمد وأهل السنن وهو يعم جميع الأمانات الواجبة على الإنسان من حقوق الله عز وجل
على عباده من الصلاة والزكاة والصيام والكفارات والنذور وغير ذلك مما هو مؤتمن عليه
لا يطلع عليه العباد ومن حقوق العباد بعضهم على بعض كالودائع وغير ذلك مما يأتمنون
به من غير إطلاع بينة على ذلك فأمر الله عز وجل بأدائها فمن لم يفعل ذلك في الدنيا
أخذ منه ذلك يوم القيامة كما ثبت في الحديث الصحيح «م 2582 »
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لتؤدن الحقوق إلى أهلها حتى يقتص للشاة
الجلحاء من القرناء-أداء الأمانة-وقال ابن أبي حاتم حدثنا محمد بن إسماعيل الأحمسي
حدثنا وكيع عن سفيان عن عبد الله بن السائب عن زاذان عن عبد الله بن مسعود قال إن
الشهادة تكفر كل ذنب إلا الأمانة يؤتى بالرجل يوم القيامة وإن كان قد قتل في سبيل
الله فيقال أد أمانتك فيقول فإني أوديها وقد ذهبت الدنيا فتمثل له الأمانة في قعر
جهنم فيهوي إليها فيحملها على عاتقه قال فتنزل عن عاتقه فيهوي على أثرها أبد
الآبدين قال زاذان فأتيت البراء فحدثته فقال صدق أخي « إن الله
يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها » وقال سفيان الثوري عن ابن أبي ليلى عن
رجل عن ابن عباس في الآية قال هي مبهمة للبر والفاجر وقال محمد ابن الحنفية هي عامة
للبر والفاجر وقال أبو العالية الأمانة ما أمروا به ونهوا عنه وقال ابن أبي حاتم
حدثنا أبو سعيد حدثنا حفص بن غياث عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق قال قال أبي بن
كعب من الأمانات أن المرأة أئتمنت على فرجها وقال الربيع بن أنس هي من الأمانات
فيما بينك وبين الناس وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس « إن الله
يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها » قال قال يدخل فيه وعظ السلطان النساء
يعني يوم العيد وقد ذكر كثير من المفسرين أن هذه الآية نزلت في شأن عثمان بن طلحة
بن أبي طلحة واسم أبي طلحة عبد الله بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار ابن قصى بن
كلاب القرشي العبدي حاجب الكعبة المعظمة وهو ابن عم شيبة بن عثمان بن أبي طلحة الذي
صارت الحجابة في نسله إلى اليوم أسلم عثمان هذا في الهدنة بين صلح الحديبية وفتح
مكة هو وخالد بن الوليد وعمرو بن العاص وأما عمه عثمان ابن أبي طلحة فكان معه لواء
المشركين يوم أحد وقتل يومئذ كافرا وإنما نبهنا على هذا النسب لأن كثيرا من
المفسرين قد يشتبه عليه هذا بهذا وسبب نزولها فيه لما أخذ منه رسول الله صلى الله
عليه وسلم مفتاح الكعبة يوم الفتح ثم رده عليه وقال محمد بن إسحاق في غزوة الفتح
حدثني محمد بن جعفر بن الزبير عن عبيد الله بن عبد الله بن أبي ثور عن صفية بنت
شيبة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزل بمكة واطمأن الناس خرج حتى جاء إلى
البيت فطاف به سبعا على راحلته يستلم الركن بمحجن في يده فلما قضى طوافه دعا عثمان
بن طلحة فأخذ منه مفتاح الكعبة ففتحت له فدخلها فوجد فيها حمامة من عيدان فكسرها
بيده ثم طرحها ثم وقف على باب الكعبة وقد استكف له الناس في المسجد قال ابن إسحاق
فحدثني بعض أهل العلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام على باب الكعبة فقال لا
إله إلا الله وحده لا شريك له صدق وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده ألاكل مأثرة أو
دم أو مال يدعى فهو تحت قدمي هاتين إلا سدانة البيت وسقاية الحاج وذكر بقية الحديث
في خطبة النبي صلى الله عليه وسلم يومئذ إلى أن قال ثم جلس رسول الله صلى الله عليه
وسلم في المسجد فقام إليه علي بن أبي طالب ومفتاح الكعبة في يده فقال يا رسول الله
أجمع لنا الحجابة مع السقاية صلى الله عليك فقالرسول الله صلى الله عليه وسلم أين
عثمان بن طلحة فدعي له فقال له هاك مفتاحك يا عثمان اليوم يوم وفاء وبر قال ابن
جرير حدثني القاسم حدثنا الحسين عن حجاج عن ابن جريج في الآية قال نزلت في عثمان بن
طلحة قبض منه رسول الله صلى الله عليه وسلم مفتاح الكعبة فدخل في البيت يوم الفتح
فخرج وهو يتلو هذه الآية « إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى
أهلها » الآية فدعا عثمان إليه فدفع إليه المفتاح قال وقال عمر بن الخطاب
لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكعبة وهو يتلو هذه الآية « إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها » فداه أبي وأمي ما
سمعته يتلوها قبل ذلك حدثنا القاسم حدثنا الحسين حدثنا الزنجي بن خالد عن الزهري
قال دفعه إليه وقال أعينوه وروى ابن مردويه من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس
في قوله عز وجل « إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها »
قال لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة دعا عثمان بن طلحة فلما أتاه
قال أرني المفتاح فأتاه به فلما بسط يده إليه قام إليه العباس قال يا رسول الله
بأبي أنت وأمي اجمعه لي مع السقاية فكف عثمان يده فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم أرني المفتاح يا عثمان فبسط يده يعطيه فقال العباس مثل كلمته الأولى فكف عثمان
يده فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عثمان إن كنت تؤمن بالله واليوم الآخر
فهاته فقال هاك أمانة الله قال فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وفتح باب الكعبة
فوجد في الكعبة تمثال إبراهيم عليه الصلاة والسلام معه قداح يستقسم بها فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم ما للمشركين قاتلهم الله وما شأن إبراهيم وشأن القداح ثم
دعا بحفنة فيها ماء فأخذ ماء فغمسه فيه ثم غمس به تلك التماثيل وأخرج مقام إبراهيم
وكان في الكعبة فألزقه في حائط الكعبة ثم قال يا أيها الناس هذه القبلة قال ثم خرج
رسول الله صلى الله عليه وسلم فطاف بالبيت شوطا أو شوطين ثم نزل عليه جبريل فيما
ذكر لنا برد المفتاح ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إن
الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها » حتى فرغ من الآية وهذا من
المشهورات أن هذه الآية نزلت في ذلك وسواء كانت نزلت في ذلك أو لا فحكمها عام ولهذا
قال ابن عباس ومحمد ابن الحنفية هي للبر والفاجر أي هي أمر لكل أحد-وقوله « وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل » أمر منه تعالى بالحكم
بالعدل بين الناس ولهذا قال محمد بن كعب وزيد بن أسلم وشهر بن حوشب أن هذه الاية
إنما نزلت في الأمراء يعنى الحكام بين الناس وفي الحديث ان الله مع الحاكم ما لم
يجر فإذا جار وكله إلى نفسه وفي الأثر عدل يوم كعبادة أربعين سنة وقوله « إن الله نعما يعظكم به » أي يأمركم به من أداء الأمانات والحكم
بالعدل بين الناس وغير ذلك من أوامره وشرائعه الكاملة العظيمة الشاملة وقوله تعالى
« إن الله كان سميعا بصيرا » أي سميعا لأقوالكم بصيرا
بأفعالكم كما قال ابن أبي حاتم حدثنا أبو زرعة حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير
حدثنا عبد الله بن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عقبة بن عامر قال
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ هذه الآية « سميعا
بصيرا » يقول بكل شيء بصير وقد قال ابن أبي حاتم حدثنا يحيى بن عبدك
القزويني أنبأنا المقرئ يعني أبا عبد الرحمن عبد الله بن يزيد حدثنا حرملة يعني ابن
عمران التجيبي المصري حدثني أبو يونس سمعت أبا هريرة يقرأ هذه الآية « إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها » إلى قوله « إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا » ويضع إبهامه
على أذنه والتي تليها على عينه ويقول هكذا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقرؤها ويضع أصبعيه وقال أبو زكريا وصفه لنا المقرئ ووضع أبو زكريا إبهامه اليمنى
على عينه اليمنى والتي تليها على الأذن اليمنى وأرانا فقال هكذا وهكذا ورواه أبو
داود « 4728 » وابن حبان في صحيحه والحاكم في مستدركه وابن
مردويه في تفسيره من حديث أبي عبد الرحمن المقرئ بإسناده نحوه وأبو يونس هذا مولى
أبي هريرة واسمه سليم بن جبير


تفسير ابن كثير_أبو
الفداء إسماعيل بن كثير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة النساء - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة النساء   تفسير سورة النساء - صفحة 2 Emptyالخميس أبريل 05, 2012 7:30 am

59-يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ
وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى
اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ
خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً



طاعة الله ورسوله وأولي الأمر-قال البخاري « 4584 »
حدثنا صدقة بن الفضل حدثنا حجاج بن محمد الأعور عن ابن جريج عن يعلى بن مسلم
عن سعيد بن جبير عن ابن عباس « أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي
الأمر منكم » قال نزلت في عبد الله بن حذافة بن قيس بن عدي إذ بعثه رسول
الله صلى الله عليه وسلم في سرية وهكذا أخرجه بقية الجماعة إلا ابن ماجه « م 1834 د 2624 ت 1672 س 7/154 » من حديث حجاج بن محمد الأعور به
وقال الترمذي حديث حسنغريب ولا نعرفه إلا من حديث ابن جريج وقال الإمام أحمد « 1/82 » حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد
الرحمن السلمي عن علي قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية واستعمل عليهم
رجلا من الأنصار فلما خرجوا وجد عليهم في شيء قال فقال لهم أليس قد أمركم رسول الله
صلى الله عليه وسلم أن تطيعوني قالوا بلى قال فاجمعوا لي حطبا ثم دعا بنار فأضرمها
فيه ثم قال عزمت عليكم لتدخلنها قال فقال لهم شاب منهم إنما فررتم إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم من النار فلا تعجلوا حتى تلقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم
فإن أمركم أن تدخلوها فادخلوها قال فرجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأخبروه فقال لهم لو دخلتموها ما خرجتم منها أبدا إنما الطاعة في المعروف أخرجاه في
الصحيحين « خ 4340 م 1840 » من حديث الأعمش به وقال أبو
داود « 2626 » حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن عبيد الله حدثني
نافع عن عبد الله بن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال السمع والطاعة على
المرء المسلم فيما أحب وكره ما لم يؤمر بمعصية فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة
وأخرجاه « خ 2955 م 1839 » من حديث يحيى القطان وعن عبادة
بن الصامت قال بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في منشطنا
ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا وأن لا ننازع الأمر أهله قال إلا أن تروا كفرا
بواحا عندكم فيه من الله برهان أخرجاه « خ 7055 م 1709 »
وفي الحديث الآخر عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اسمعوا
وأطيعوا وأن أمر عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة رواه البخاري « 693
» وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال أوصاني خليلي أن أسمع وأطيع وإن كان عبدا
حبشيا مجدوع الأطراف رواه مسلم « 1837 » وعن أم الحصين أنها
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب في حجة الوداع يقول ولو استعمل عليكم عبد
يقودكم بكتاب الله اسمعوا له وأطيعوا رواه مسلم « 1838 »
وفي لفظ له عبدا حبشيا مجدوعا وقال ابن جرير حدثني علي بن مسلم الطوسي حدثنا
ابن أبي فديك حدثني عبد الله بن محمد بن عروة عن هشام بن عروة عن أبي صالح السمان
عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال سيليكم ولاة بعدي فيليكم البر ببره
والفاجر بفجوره فاسمعوا لهم وأطيعوا في كل ما وافق الحق وصلوا وراءهم فإن أحسنوا
فلكم ولهم وإن أساءوا فلكم وعليهم وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خلفه نبي وإنهلا نبي بعدي
وسيكون خلفاء فيكثرون قالوا يا رسول الله فما تأمرنا قال أوفوا ببيعة الأول فالأول
وأعطوهم حقهم فإن الله سائلهم عما استرعاهم أخرجاه « خ 3455 م 1842
» عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من رأى
من أميره شيئا يكرهه فليصبر فإنه ليس يفارق الجماعة شبرا فيموت إلا مات ميتة جاهلية
أخرجاه « خ 7053 م 1749 » وعن ابن عمر أنه سمع رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول من خلع يدا من طاعة لقى الله يوم القيامة لا حجة له ومن
مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية رواه مسلم « 1851 »
وروى مسلم أيضا « 1844 » عن عبد الرحمن بن عبد رب
الكعبة قال دخلت المسجد فإذا عبد الله بن عمرو بن العاص جالس في ظل الكعبة والناس
مجتمعون عليه فأتيتهم فجلست إليه فقال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر
فنزلنا منزلا فمنا من يصلح خباءه ومنا من ينتضل ومنا من هو في جشره إذ نادى منادي
رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة جامعة فاجتمعنا إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقال إنه لم يكن نبي من قبلي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه
لهم وينذرهم شر ما يعلمه لهم وإن هذه الأمة جعلت عافيتها في أولها وسيصيب آخرها
بلاء وأمور تنكرونها وتجئ فتن يرقق بعضها بعضا وتجئ الفتنة فيقول المؤمن هذه مهلكتي
ثم تنكشف وتجئ الفتنة فيقول المؤمن هذه هذه فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة
فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه
ومن بايع إماما فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليعطه إن إستطاع فإن جاء آخر ينازعه
فاضربوا عنق الآخر قال فدنوت منه فقلت أنشدك بالله آنت سمعت هذا من رسول الله صلى
الله عليه وسلم فأهوى إلى أذنيه وقلبه بيديه وقال سمعته أذناي ووعاه قلبي فقلت له
هذا ابن عمك معاوية يأمرنا أن نأكل أموالنا بيننا بالباطل ونقتل أنفسنا والله تعالى
يقول « يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا
أن تكون تجارة عن تراض منكم ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما » قال
فسكتساعة ثم قال أطعه في طاعة الله وأعصه في معصية الله والأحاديث في هذا كثيرة
وقال ابن جرير حدثنا محمد بن الحسين حدثنا أحمد بن المفضل حدثنا أسباط عن السدي في
قوله « أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم » قال
بعث رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم سرية عليها خالد بن الوليد وفيها عمار
بن ياسر فساروا قبل القوم الذين يريدون فلما بلغوا قريبا منهم عرسوا وأتاهم ذو
العيينتين فأخبرهم فأصبحوا وقد هربوا غير رجل أمر أهله فجمعوا متاعهم ثم أقبل يمشي
في ظلمة الليل حتى أتى عسكر خالد فسأل عن عمار بن ياسر فأتاه فقال يا أبا اليقظان
إني قد أسلمت وشهدت أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وإن قومي لما سمعوا
بكم هربوا وإني بقيت فهل إسلامي نافعي غدا وإلا هربت قال عمار بل هو ينفعك فأقم
فأقام فلما أصبحوا أغار خالد فلم يجد أحدا غير الرجل فأخذه وأخذ ماله فبلغ عمارا
الخبر فأتى خالدا فقال خل عن الرجل فإنه قد أسلم وإنه في أمان مني فقال خالد وفيم
أنت تجير فاستبا وارتفعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأجاز أمان عمار ونهاه أن
يجير الثانية على أمير فاستبا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال خالد أتترك
هذا العبد الأجدع يسبني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا خالد لا تسب عمارا
فإنه من سب عمارا يسبه الله ومن يبغض عمارا يبغضه الله ومن يلعن عمارا لعنه الله
فغضب عمار فقام فتبعه خالد فأخذ بثوبه فاعتذر إليه فرضى عنه فأنزل الله عز وجل قوله
« أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم » وهكذا
رواه ابن أبي حاتم من طريق عن السدي مرسلا ورواه ابن مردويه من رواية الحكم بن ظهير
عن السدي عن أبي صالح عن ابن عباس فذكره بنحوه والله أعلم وقال علي بن أبي طلحة عن
ابن عباس « وأولي الأمر منكم » يعني أهل الفقه والدين وكذا
قال مجاهد وعطاء والحسن البصري وأبو العالية « وأولي الأمر منكم »
يعني العلماء والظاهر والله أعلم أنها عامة في كل أولي الأمر من الأمراء
والعلماء كما تقدم وقال تعالى « لولا ينهاهم الربانيون والأحبار عن
قولهم الإثم وأكلهم السحت » وقال تعالى « فاسألوا أهل الذكر
إن كنتم لا تعلمون » وفي الحديث الصحيح المتفق على صحته « خ
2956 م 1835 » عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال من
أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ومن أطاع أميري فقد أطاعني ومن عصى
أميري فقد عصاني-فهذه أوامر بطاعة العلماء والأمراء ولهذا قال تعالى « أطيعوا الله » أي اتبعوا كتابه « وأطيعوا
الرسول » أي خذوا بسنته « وأولي الأمر منكم » أي
فيما أمروكم بهمن طاعة الله لا في معصية الله فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الله
كما تقدم في الحديث الصحيح إنما الطاعة في المعروف وقال الإمام أحمد « 4/426 » حدثنا عبد الرحمن حدثنا همام حدثنا قتادة عن أبي مراية
عن عمران بن حصين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا طاعة في معصية الله وقوله
« فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول » قال مجاهد
وغير واحد من السلف أي إلى كتاب الله وسنة رسوله وهذا أمر من الله عز وجل بأن كل
شيء تنازع الناس فيه من أصول الدين وفروعه أن يرد التنازع في ذلك إلى الكتاب والسنة
كما قال تعالى « وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله »
فما حكم به الكتاب والسنة وشهدا له بالصحة فهو الحق وماذا بعد الحق إلا
الضلال ولهذا قال تعالى « إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر »
أي ردوا الخصومات والجهالات إلى كتاب الله وسنة رسوله فتحاكموا إليهما فيما
شجر بينكم « إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر » فدل على
أن من لم يتحاكم في محل النزاع إلى الكتاب والسنة ولا يرجع إليهما في ذلك فليس
مؤمنا بالله ولا باليوم الأخر وقوله « ذلك خير » أي التحاكم
إلى كتاب الله وسنة رسوله والرجوع إليهما في فصل النزاع خير «
وأحسن تأويلا » أي وأحسن عاقبة ومآلا كما قاله السدي وغير واحد وقال مجاهد
وأحسن جزاء وهو قريب


تفسير ابن كثير_أبو الفداء
إسماعيل بن كثير

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة النساء - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة النساء   تفسير سورة النساء - صفحة 2 Emptyالخميس أبريل 05, 2012 7:34 am

60-أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ
إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى
الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن
يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً
[/b]


. انظر تفسير الآية 63






61-وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى
الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُوداً
[/b]


. انظر تفسير الآية 63




62-فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ
جَآؤُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً
[/b]


. انظر تفسير الآية 63





63-أُولَـئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ
عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُل لَّهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً
[/b]


هذا إنكار من الله عز وجل على من يدعي الإيمان بما أنزل الله على رسوله وعلى
الأنبياء الأقدمين وهو مع ذلك يريد أن يتحاكم في فصل الخصومات إلى غير كتاب الله
وسنة رسوله كما ذكر في سبب نزول هذه الآية أنها في رجل من الأنصار ورجل من اليهود
تخاصما فجعل اليهودي يقول بيني وبينك محمد وذاك يقول بيني وبينك كعب بن الأشرف وقيل
في جماعة من المنافقين ممن أظهروا الإسلام أرادوا أن يتحاكموا إلى حكام الجاهلية
وقيل غير ذلك والآية أعم من ذلك كله فإنها ذامة لمن عدل عن الكتاب والسنة وتحاكموا
إلى ما سواهما من الباطل وهو المراد بالطاغوت هنا ولهذا قال «
يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت » إلى آخرها وقوله « ويصدون
عنك صدودا » أي يعرضون عنك إعراضا كالمستكبرين عن ذلك كما قال تعالى عن
المشركين « وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما
وجدنا عليه آباءنا » وهؤلاء بخلاف المؤمنين الذي قال الله فيهم « إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا
سمعنا وأطعنا » الآية ثم قال تعالى في ذم المنافقين « فكيف
إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم » أي فكيف بهم إذا ساقتهم المقادير إليك
في مصائب تطرقهم بسبب ذنوبهم واحتاجوا إليك في ذلك « ثم جاؤك
يحلفون بالله إن أردنا إلا إحسانا وتوفيقا » أي يعتذرون إليك ويحلفون ما
أردنا بذهابنا إلى غيرك وتحاكمنا إلى أعدائك إلا الإحسان والتوفيق أي المداراة
والمصانعة لا إعتقادا منا صحة تلك الحكومة كما أخبر تعالى عنهم في قوله « فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى » إلى قوله
« فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين » وقد قال
الطبراني « 12045 » حدثنا أبو زيد أحمد بن يزيد الحوطي
حدثنا أبواليمان حدثنا صفوان بن عمرو عن عكرمة عن ابن عباس قال كان أبو برزة
الأسلمي كاهنا يقضي بين اليهود فيما يتنافرون فيه فتنافر إليه ناس من المشركين
فأنزل الله عز وجل « ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل
إليك وما أنزل من قبلك » إلى قوله « إن أردنا إلا إحسانا
وتوفيقا » ثم قال تعالى « أولئك الذي يعلم الله ما في
قلوبهم » هذا الضرب من الناس هم المنافقون والله يعلم ما في قلوبهم وسيجزيهم
على ذلك فإنه لا تخفى عليه خافية فاكتف به يا محمد فيهم فإنه عالم بظهورهم وبواطنهم
ولهذا قال له « فأعرض عنهم » أي لا تعنفهم على ما في قلوبهم
« وعظهم » أي وانههم عما في قلوبهم من النفاق وسرائر الشر
« وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا » أي وانصحهم فيما بينك
وبينهم بكلام بليغ رادع لهم


تفسير ابن كثير_أبو الفداء
إسماعيل بن كثير

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة النساء - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة النساء   تفسير سورة النساء - صفحة 2 Emptyالخميس أبريل 05, 2012 7:45 am

64-وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ وَلَوْ
أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ
وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً [/b]




. انظر تفسير الآية 65




65-فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ
بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ
وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً [/b]




يقول تعالى « وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع » أي فرضت
طاعته على من أرسل إليهم وقوله « بإذن الله » قال مجاهد أي
لا يطيع أحد إلا بإذني يعني لا يطيعه إلا من وفقته لذلك كقوله «
ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه » أي عن أمره وقدره ومشيئته وتسليطه
إياكم عليهم وقوله « ولو أنهم إذا ظلموا أنفسهم » الآية
يرشد تعالى العصاة والمذنبين إذا وقع منهم الخطأ والعصيان أن يأتوا إلى الرسول صلى
الله عليه وسلم فيستغفروا الله عنده ويسألوه أن يغفر لهم فإنهم إذا فعلوا ذلك تاب
الله عليهم ورحمهم وغفر لهم ولهذا قال « لوجدوا الله توابا رحيما »
وقد ذكر جماعة منهم الشيخ أبو منصور الصباغفي كتابه الشامل الحكاية المشهورة
عن العتبي قال كنت جالسا عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فجاء أعرابي فقال السلام
عليك يا رسول الله سمعت الله يقول « ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤك
فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما » وقد جئتك
مستغفرا لذنبي مستشفعا بك إلى ربي ثم أنشأ يقول-يا خير من دفنت بالقاع أعظمه فطاب
من طيبهن القاع والأكم**نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه فيه العفاف وفيه الجود
والكرم-ثم انصرف الأعرابي فغلبتني عيني فرأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم في
النوم فقال يا عتبي إلحق الأعرابي فبشره أن الله قد غفر له وقوله «
فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم » يقسم تعالى بنفسه الكريمة
المقدسة أنه لا يؤمن أحد حتى يحكم الرسول صلى الله عليه وسلم في جميع الأمور فما
حكم به فهو الحق الذي يجب الانقياد له باطنا وظاهرا ولهذا قال « ثم
لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما » أي إذا حكموك يطيعونك في
بواطنهم فلا يجدون في أنفهسم حرجا مما حكمت به وينقادون له في الظاهر والباطن
فيسلمون لذلك تسليما كليا من غير ممانعة ولا مدافعة ولا منازعة كما ورد في الحديث
والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به وقال البخاري « 4585 » حدثنا علي بن عبد الله حدثنا محمد بن جعفر حدثنا معمر عن
الزهري عن عروة قال خاصم الزبير رجلا في شريج الحرة فقال النبي صلى الله عليه وسلم
اسق يازبير ثم أرسل الماء إلى جارك فقال الأنصاري يا رسول الله إن كان ابن عمتك
فتلون وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال اسق يا زبير ثم أحبس الماء حتى يرجع
إلى الجدر ثم أرسل الماء إلى جارك فاستوعى النبي صلى الله عليه وسلم للزبير حقه في
صريح الحكم حين أحفظه الأنصاري وكان أشار عليهما صلى الله عليه وسلم بأمر لهما فيه
سعة قال الزبير فما أحسب هذه الآية إلا نزلت في ذلك « فلا وربك لا
يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم » الآية هكذا رواه البخاري ههنا أعني في
كتاب التفسير « 4585 » في صحيحه من حديث معمر وفي كتاب
الشرب « 2361و 2362 » من حديث ابن جريج ومعمر أيضا وفي كتاب
الصلح « 2708 » من حديث شعيب بن أبي حمزة ثلاثتهم عن الزهري
عن عروة فذكره وصورته صورة الإرسال وهو متصل في المعنى وقد رواه الإمام أحمد « 3/245 » من هذا الوجه فصرح بالإرسال فقال حدثنا أبو اليمان
حدثنا شعيب عن الزهري أخبرني عروة بن الزبير أن الزبير كان يحدث أنه كان يخاصم رجلا
منالأنصار قد شهد بدرا إلى النبي صلى الله عليه وسلم في شراج الحرة كان يسقيان بها
كلاهما فقال النبي صلى الله عليه وسلم للزبير اسق ثم أرسل إلى جارك فغضب الأنصاري
وقال يا رسول الله أن كان ابن عمتك فتلون وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال
اسق يا زبير ثم أحبس الماء حتى يرجع إلى الجدر فاستوعى النبي صلى الله عليه وسلم
للزبير حقه وكان النبي صلى الله عليه وسلم قبل ذلك أشار على الزبير برأي أراد فيه
سعة له وللأنصاري فلما أحفظالأنصاري رسول الله صلى الله عليه وسلم استوعى النبي صلى
الله عليه وسلم للزبير حقه في صريح الحكم ثم قال قال عروة فقال الزبير والله ما
أحبب هذه الآية نزلت إلا في ذلك « فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك
فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما » هكذا
رواه الإمام أحمد وهو منقطع بين عروة وبين أبيه فإنه لم يسمع منه والذي يقطع به أنه
سمعه من أخيه عبد الله فإن أبا محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم رواه كذلك في تفسيره
فقال حدثنا يونس بن عبد الأعلى حدثنا ابن وهب أخبرني الليث ويونس عن ابن شهاب أن
عروة بن الزبير حدثه أن عبد الله بن الزبير حدثه عن الزبير بن العوام أنه خاصم رجلا
من الأنصار قد شهد بدرا مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم في شراج في الحرة كانا يسقيان به كلاهما النخل فقال الأنصاري سرح الماء يمر
فأبى عليه الزبير فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اسق يازبير ثم أرسل إلى جارك
فغضب الأنصاري وقال يا رسول الله أن كان ابن عمتك فتلون وجه رسول الله صلى الله
عليه وسلم ثم قال اسق يازبير ثم أحبس الماء حتى يرجع إلى الجدر واستوعى رسول الله
صلى الله عليه وسلم للزبير حقه وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل ذلك أشار
برأي أراد فيه السعة له وللأنصاري فلما أحفظ الأنصاري رسول الله صلى الله عليه وسلم
استوعى للزبير حقه في صريح الحكم فقال الزبير ما أحسب هذه الآية إلا في ذلك « فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم
حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما » وهكذا رواه النسائي « 8/238
» من حديث ابن وهب به ورواه أحمد « 4/4 » والجماعة
كلهم « خ 2359 م 2357 د 3637 ت 1363 جه 15 س 8/245 » من
حديث الليث به وجعله أصحاب الأطراف في مسند عبد الله بن الزبير وكذا ساقه الإمام
أحمد في مسند عبد الله بن الزبير والله أعلم والعجب لك العجب من الحاكم أبى عبد
الله النيسابوري « 3/364 » فإنه روى هذا الحديث من طريق ابن
أخي ابن شهاب عن عمه عن عروة عن عبد الله بن الزبير عن الزبير فذكره ثم قال صحيح
الإسناد ولم يخرجاه فإني لا أعلم أحدا أقام بهذا الإسناد عن الزهري بذكر عبد الله
بن الزبير غير ابن أخيه وهو عنه ضعيف وقال أبو بكر بن مردويه حدثنا محمد بن علي بن
دحيم حدثنا أحمد بن حازم حدثنا الفضل بن دكين حدثنا ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن
سلمة رجل من آل أبي سلمة قال خاصم الزبير رجلا إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فقضىللزبير فقال الرجل له إنما قضى له لأنهابن عمته فنزلت « فلا
وربك لا يؤمنون » الآية وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا عمرو بن عثمان
حدثنا أبو حيوة حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن الزهري عن سعيد بن المسيب في قوله
« فلا وربك لا يؤمنون » قال نزلت في الزبير ابن العوام
وحاطب بن أبي بلتعة اختصما في ماء فقضى النبي صلى الله عليه وسلم أن يسقى الأعلى ثم
الأسفل هذا مرسل ولكن فيه فائدة تسمية الأنصاري وذكر سبب آخر غريب جدا قال ابن أبي
حاتم حدثنا يونس بن عبد الأعلى قراءة أخبرنا ابن وهب أخبرني عبد الله بن لهيعة عن
أبي الأسود قال اختصم رجلان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقضى بينهما فقال
المقضى عليه ردنا إلى عمر بن الخطاب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم إنطلقا
إليه فلما أتيا إليه فقال الرجل يابن الخطاب قضى لي رسول الله صلى الله عليه وسلم
على هذا فقال ردنا إلى عمر بن الخطاب فردنا إليك فقال أكذاك قال نعم فقال عمر
مكانكما حتى أخرج إليكما فأقضي بينكما فخرج إليهما مشتملا على سيفه فضرب الذي قال
ردنا إلى عمر فقتله وأدبر الآخر فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول
الله قتل عمر والله صاحبي ولولا أني أعجزته لقتلني فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم ما كنت أظن أن يجترئ عمر على قتل مؤمن فأنزل الله « فلا وربك
لا يؤمنون حتى يحكموك » الآية فهدر دم ذلك الرجل وبرئ عمر من قتله فكره الله
أن يسن ذلك بعد فأنزل « ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو
اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليلا منهم ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا
لهم وأشد تثبيتا » الآية وكذا رواه ابن مردويه من طريق ابن لهيعة عن أبي
الأسود به وهو أثر غريب مرسل ابن لهيعة ضعيف والله أعلم « طريق
أخرى » قال الحافظ أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن دحيم في
تفسيره حدثنا شعيب بن شعيب حدثنا أبو المغيرة حدثنا عتبة بن ضمرة حدثني أبي أن
رجلين اختصما إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقضى للمحق على المبطل فقال المقضي عليه
لا أرضى فقال صاحبه فما تريد قال أن تذهب إلى أبي بكر الصديق فذهبا إليه فقال الذي
قضى له قد اختصمناه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقضى لي فقال أبو بكر أنتما على
ما قضى به رسول الله صلى الله عليه وسلم فأبى صاحبه أن يرضى فقال نأتي عمر بن
الخطاب فقال المقضي له قد اختصمنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقضى لي عليه فأبى
أن يرضى فسأله عمر بن الخطاب فقال كذلك فدخل عمر منزله وخرج والسيف في يده قد سله
فضرب به رأس الذي أبى أن يرضى فقتله فأنزل الله « فلا وربك لا
يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم » الآية


تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة النساء - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة النساء   تفسير سورة النساء - صفحة 2 Emptyالخميس أبريل 05, 2012 7:49 am

66-وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ أَوِ
اخْرُجُواْ مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِّنْهُمْ وَلَوْ
أَنَّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَأَشَدَّ
تَثْبِيتاً
[/b]


. انظر تفسير الآية 70






67-وَإِذاً لَّآتَيْنَاهُم مِّن لَّدُنَّـا أَجْراً عَظِيماً


. انظر تفسير الآية 70






68-وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً


. انظر تفسير الآية 70







69-وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ
اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء
وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً
[/b]


. انظر تفسير الآية 70





70-ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللّهِ وَكَفَى بِاللّهِ عَلِيماً


يخبر تعالى عن أكثر الناس أنهم لو أمروا بماهم مرتكبونه من المناهي لما فعلوه
لأن طباعهم الرديئة مجبولة على مخالفةالأمر وهذا من علمه تبارك وتعالى بما لم يكن
أو كان فكيف كان يكون ولهذا قال تعالى « ولو أنا كتبنا عليهم أن
اقتلوا أنفسكم » الآية قال ابن جريج حدثني المثنى حدثني إسحاق أبو الأزهر عن
إسماعيل عن أبي إسحاق السبيعي قال لما نزلت « ولو أنا كتبنا عليهم
أن اقتلوا أنفسكم » الآية قال رجل لو أمرنا لفعلنا والحمد لله الذي عافانا
فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن من أمتي لرجالا الإيمان أثبت في قلوبهم
من الجبال الرواسي وقال ابن أبي حاتم حدثنا جعفر بن منير حدثنا روح حدثنا هشام عن
الحسن بإسناده عن الأعمش قال لما نزلت « ولو أنا كتبنا عليهم أن
اقتلوا أنفسكم » الآية قال أناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لو فعل
ربنا لفعلنا فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقال للإيمان أثبت في قلوب أهله من
الجبال الرواسي وقال السدي افتخر ثابت بن قيس بن شماس ورجل من اليهود فقال اليهودي
والله لقد كتب الله علينا القتل فقتلنا أنفسنا والله لو كتب علينا « أن اقتلوا أنفسكم » لفعلنا فأنزل الله هذه الآية رواه ابن أبي
حاتم قال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا محمود بن غيلان حدثنا بشر بن السري حدثنا
مصعب بن ثابت عن عمه عامر بن عبد الله بن الزبير قال لما نزلت «
ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل منهم
» قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو أنزلت لكان ابن أم عبد منهم وحدثنا
أبي حدثنا أبواليمان حدثنا إسماعيل بن عياش عن صفوان بن عمرو عن شريح بن عبيد قال
لما تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية « ولو أنا كتبنا
عليهم أن اقتلوا أنفسكم » الآية أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده إلى
عبد الله بن رواحة فقال لو أن الله كتب ذلك لكان هذا من أولئك القليل يعني ابن
رواحة ولهذا قال تعالى « ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به » أي
ولو أنهم فعلوا ما يؤمنون به وتركوا ما ينهون عنه « لكان خيرا لهم
» أي من مخالفة الأمر وإرتكاب النهي « وأشد تثبيتا »
قال السدي أي وأشد تصديقا « وإذا لآتيناهم من دنا »
أي من عندنا « أجرا عظيما » يعني الجنة « ولهديناهم صراطا مستقيما » أي في الدنيا والآخرة ثم قال تعالى
« ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من
النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا » أي من عمل بما
أمره الله به ورسوله وترك ما نهاه الله عنه ورسوله فإن الله عز وجل يسكنه دار
كرامته ويجعله مرافقا للأنبياء ثم لمن بعدهم في الرتبة وهم الصديقون ثم الشهداء ثم
عموم المؤمنين وهم الصالحون الذين صلحت سرائرهم وعلانيتهم ثم أثنى عليهم تعالى فقال
« وحسن أولئك رفيقا » وقال البخاري « 4586
» حدثنا محمد بن عبد الله بن حوشب حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن عروة عن
عائشة قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من نبي يمرض إلا خير بين
الدنيا والآخرة وكان في شكواه التي قبض فيها أخذته بحة شديدة فسمعته يقول مع الذين
أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين فعلمت أنه خير وكذا رواه
مسلم « 2444 » من حديث شعبة عن سعد بن إبراهيم به وهذا معنى
قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر اللهم الرفيق الأعلى ثلاثا ثم قضى « خ 4437 » عليه أفضل الصلاة والتسليم « ذكر سبب
نزول هذه الآية الكريمة » قال ابن جرير حدثنا ابن حميد حدثنا يعقوب القمي عن
جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير قال جاء رجل من الأنصار إلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم وهو محزون فقال له النبي صلى الله عليه وسلم يا فلان مالي أراك
محزونا فقال يا نبي الله شيء فكرت فيه فقال ما هو قال نحن نغدو عليك ونروح ننظر إلى
وجهك ونجالسك وغدا ترفع مع النبيين فلا نصل إليك فلم يرد عليه النبي صلى الله عليه
وسلم شيئا فأتاه جبريل بهذه الآية « ومن يطع الله والرسول فأولئك
مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين » الآية فبعث النبي صلى الله عليه وسلم
فبشره وقد روى هذا الأثر مرسلا عن مسروق وعن عكرمة وعامر الشعبي وقتادة وعن الربيع
بن أنس وهو من أحسنها سندا قال ابن جرير حدثنا المثنى حدثنا إسحاق حدثنا ابن أبي
جعفر عن أبيه عن الربيع قوله « ومن يطع الله والرسول »
الآية قال إن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قالوا قد علمنا أن النبي صلى
الله عليه وسلم له فضل على من آمن به في درجات الجنة ممن اتبعه وصدقه وكيف لهم إذا
اجتمعوا في الجنة أن يرى بعضهم بعضا فأنزل الله في ذلك هذه الآية فقال يعني رسول
الله صلى الله عليه وسلم إن الأعلين ينحدرون إلى من هو أسفل منهم فيجتمعون في رياض
فيذكرون ما أنعم الله عليهم ويثنون عليه وينزل له أهل الدرجات فيسعون عليهم بما
يشتهون وماتدعون به فهم في روضة يحبرون ويتنعمون فيه وقد روى مرفوعا من وجه آخر
فقال أبو بكر بن مردويه حدثنا عبد الرحيم بن محمد بن مسلم حدثنا إسماعيل بن أحمد بن
أسيد حدثنا عبد الله بن عمران حدثنا فضيل بن عياض عن منصور عن إبراهيم عن الأسود عن
عائشة قالت جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إنك لأحب إلي
من نفسي وأحب إلي من أهلي وأحب إلي من ولدي وإني لأكون في البيت فأذكرك فما أصبر
حتى آتيك فأنظر إليك وإذا ذكرت موتي وموتك عرفت أنك إذا دخلت الجنة رفعت مع النبيين
وإن دخلت الجنة خشيت أن لا أراك فلم يرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم حتى نزلت
عليه « ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من
النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا » وهكذا رواه الحافظ
أبو عبد الله المقدسي في كتابه في صفة الجنة من طريق الطبراني عن أحمد بن عمرو بن
مسلم الخلال عن عبد الله بن عمران العابدي به ثم قال لا أرى بإسناده بأسا والله
أعلم وقال ابن مردويه أيضا حدثنا سليمان بن أحمد « كبير 12/12559 »
حدثنا العباس بن الفضل الإسفاطي حدثنا أبو بكر بن ثابت بن عباس البصري حدثنا
خالد بن عبد الله عن عطاء بن السائب عن عامر الشعبي عن ابن عباس أن رجلا أتى النبي
صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني لأحبك حتى إني لأذكرك في المنزل فيشق ذلك
على وأحب أن أكون معك في الدرجة فلم يرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم شيئا فأنزل
الله عز وجل هذه الآية وقد رواه ابن جرير عن ابن حميد عن جرير عن عطاء عن الشعبي
مرسلا وثبت في صحيح مسلم « 489 » من حديث هقل بن زياد عن
الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن ربيعة بن كعب الأسلمي
أنه قال كنت أبيت عند النبي صلى الله عليه وسلم فأتيته بوضوئه وحاجته فقال لي سل
فقلت يا رسول الله أسألك مرافقتك في الجنة فقال أو غير ذلك قلت هو ذاك قال فأعني
على نفسك بكثرة السجود وقال الإمام أحمد « المسند الجامع 10825 »
حدثنا يحيى بن إسحاق أخبرنا ابن لهيعة عن عبد الله بن أبي جعفر عن عيسى بن
طلحة عن عمرو بن مرة الجهني قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول
الله شهدت أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله وصليت الخمس وأديت زكاة مالي وصمت شهر
رمضان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مات على ذلك كان مع النبيين والصديقين
والشهداء يوم القيامة هكذا ونصب أصبعيه ما لم يعق والديه تفرد به أحمد قال الإمام
أحمد « 3/437 » أيضا حدثنا أبو سعيد مولى أبي هاشم حدثنا
ابن لهيعة عن زبان بن فائد عن سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال من قرأ ألف آية في سبيل الله كتب يوم القيامة مع النبيين والصديقين
والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا إن شاء الله وروى الترمذي «
1209 » من طريق سفيان الثوري عن أبي حمزة عن الحسن البصري عن أبي سعيد قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم التاجر الصدوق الأمين مع النبيين والصديقين
والشهداء ثم قال هذا حديث حسن لا نعرفه إلا من هذا الوجه وأبو حمزة اسمه عبد الله
بن جابر شيخ بصري وأعظم من هذا كله بشارة ما ثبت في الصحيح والمسانيد وغيرهما من
طرق متواترة عن جماعة من الصحابة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الرجل يحب
القوم ولما يلحق بهم فقال المرء مع من أحب قال أنس فما فرح المسلمون فرحهم بهذا
الحديث « خ 6167 م 2639 » وفي رواية عن أنس أنه قال إني
لأحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحب أبا بكر وعمر رضي الله عنهما وأرجو أن الله
يبعثني معهم وإن لم أعمل كعملهم « خ 3688 م 2639 » وقال
الإمام مالك بن أنس عن صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف من فوقهم كما تراءون
الكوكب الدري الغابر في الأفق من المشرق أوالمغرب لتفاضل بينهم قالوا يا رسول الله
تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم قال بلى والذي نفسي بيده رجال آمنوا بالله
وصدقوا المرسلين أخرجاه في الصحيحين « خ 3256 م 2831 » من
حديث مالك واللفظ لمسلم ورواه الإمام أحمد « 2/339 » حدثنا
فزارة أخبرني فليح عن هلال يعني ابن علي عن عطاء عن أبي هريرة أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال إن أهل الجنة ليتراءون في الجنة كما تراءون أو ترون الكوكب
الدري الغابر في الأفق الطالع في تفاضل الدرجات قالوا يا رسول الله أولئك النبيون
قال بلى والذي نفسي بيده رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين قال الحافظ الضياء
المقدسي هذا الحديث على شرط البخاري والله أعلم وقال الحافظ أبو القاسم الطبراني في
معجمه الكبير « 13/13595 » حدثنا علي بن عبد العزيز حدثنا
محمد بن عمار الموصلي حدثنا عفيف بن سالم عن أيوب بن عتبة بن عطاء عن ابن عمر قال
أتى رجل من الحبشة إلى رسول اللهصلى الله عليه وسلم يسأله فقال له رسول الله صلى
الله عليه وسلم سل واستفهم فقال يا رسول الله فضلتم علينا بالصور والألوان والنبوة
ثم قال أفرأيت إن آمنت بما آمنت به وعملت به إني لكائن معك في الجنة قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم نعم والذي نفسي بيده أنه ليضئ بياض الأسود في الجنة من مسيرة
ألف عام ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال لا إله إلا الله كان له بها
عهد عند الله ومن قال سبحان الله وبحمده كتب به بها مئة ألف حسنة وأربعة وعشرون ألف
حسنة فقال رجل كيف نهلك بعد هذا يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن
الرجل ليأتي يوم القيامة بالعمل لو وضع على جبل لأثقله فتقوم النعمة من نعم الله
فتكاد أن تستنفد ذلك كله إلا أن يتغمده الله برحمته ونزلت هذهالآيات « هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا » إلى قوله
« نعيما وملكا كبيرا » فقال الحبشي وإن عيني لتريان ما ترى
عيناك في الجنة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم فاستبكى حتى فاضت نفسه قال
ابن عمر فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدليه في حفرته بيديه فيه غرابة
ونكارة وسنده ضعيف ولهذا قال تعالى « ذلك الفضل من الله »
أي من عند الله « برحمته » وهو الذي أهلهم لذلك لا
بأعمالهم « وكفى بالله عليما » أي هو عليم بمن يستحق
الهداية والتوفيق


تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل
بن كثير

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة النساء - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة النساء   تفسير سورة النساء - صفحة 2 Emptyالخميس أبريل 05, 2012 8:00 am

71-يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ فَانفِرُواْ ثُبَاتٍ
أَوِ انفِرُواْ جَمِيعاً
[/b]




. انظر تفسير الآية 74





72-وَإِنَّ مِنكُمْ لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ
قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُن مَّعَهُمْ شَهِيداً
[/b]




. انظر تفسير الآية 74







73-وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِّنَ الله لَيَقُولَنَّ كَأَن لَّمْ تَكُن
بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً
عَظِيماً
[/b]


. انظر تفسير الآية 74








74-فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ
الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيُقْتَلْ أَو
يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً
[/b]


« يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم فانفروا ثبات أو انفروا جميعا
وإن منكم لمن ليبطئن فإن أصابتكم مصيبة قال قد أنعم الله على إذ لم أكن معهم شهيدا
ولئن أصابكم فضل من الله ليقولن كأن لم تكن بينكم وبينه مودة يا ليتني كنت معهم
فأفوز فوزا عظيما فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة ومن
يقاتل في سبيل الله فيقتل أو يغلب فسوف نؤتيه أجرا عظيما » يأمر الله تعالى
عباده المؤمنين بأخذ الحذر من عدوهم وهذا يستلزم التأهب لهم بإعداد الأسلحة والعدد
وتكثير العدد بالنفير في سبيل الله « ثبات » أي جماعة بعد
جماعة وفرقة وسرية بعد سرية والثبات جمع ثبة وقد تجمع الثبة على ثبين قال علي بن
أبي طلحة عن ابن عباس قوله « فانفروا ثبات » أي عصبا يعني
سرايا متفرقين « أو انفروا جميعا » يعني كلكم وكذا روى عن
مجاهد وعكرمة والسدي وقتادة والضحاك وعطاء الخراساني ومقاتل بن حيان وخصيف الجزري
وقوله تعالى « وإن منكم لمن ليبطئن » قال مجاهد وغير واحد
نزلت في المنافقين وقال مقاتل بن حيان « ليبطئن » أي
ليتخلفن عن الجهاد ويحتمل أن يكون المراد أنه يتباطأ هو في نفسه ويبطئ غيره عن
الجهاد كما كان عبد الله بن أبي سلول قبحه الله يفعل يتأخر عن الجهاد ويثبط الناس
عن الخروج فيه وهذا قول ابن جريج وابن جرير ولهذا قال تعالى إخبارا عن المنافق أنه
يقول إذا تأخر عن الجهاد « فإن أصابتكم مصيبة » أي قتل
وشهادة وغلب العدو لكم لما لله في ذلك من الحكمة « قال قد أنعم
الله على إذ لم أكن معهم شهيدا » أي إذا لم أحضر معهم وقعة القتال يعد ذلك
من نعم الله عليه ولم يدر ما فاته من الأجر في الصبر أو الشهادة إن قتل « ولئن أصابكم فضل من الله » أي نصر وظفر وغنيمة « ليقولن كأن لم تكن بينكم وبينه مودة » أي كأنه ليس من أهل دينكم
« يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما » أي بأن يضرب لي
بسهم معهم فأحصل عليه وهو أكبر قصده وغاية مراده ثم قال تعالى «
فيلقاتل » أي المؤمن النافر « في سبيل الله الذين يشرون
الحياة الدنيا بالآخرة » أي يبيعون دينهم بعرض قليل من الدنيا وما ذلك إلا
لكفرهم وعدم إيمانهم ثم قال تعالى « ومن يقاتل في سبيل الله فيقتل
أو يغلب فسوف نؤتيه أجرا عظيما » أي كل من قاتل في سبيل الله سواء قتل أو
غلب فله عند الله مثوبة عظيمة وأجر جزيل كما ثبت في الصحيحين « خ
3123 م 1876 » وتكفل الله للمجاهد في سبيله إن توفاه أن يدخله الجنة أو
يرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه بما نال من أجر أو غنيمة


تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة النساء - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة النساء   تفسير سورة النساء - صفحة 2 Emptyالخميس أبريل 05, 2012 8:05 am

ً75-وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ
مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا
أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن
لَّدُنكَ وَلِيّاً وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيراً



. انظر تفسير الآية 76





76-الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ
يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ
كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً



يحرض تعالى عباده المؤمنين على الجهاد في سبيله وعلى السعي في إستنق المستضعفين
بمكة من الرجال والنساء والصبيان المتبرمين من المقام بها ولهذا قال تعالى « الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية » يعني مكة كقوله تعالى
« وكأين من قرية هي أشد قوة من قريتك التي أخرجتك » ثم
وصفها بقوله « الظالم أهلها وأجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من
لدنك نصيرا » أي سخر لنا من عندك وليا ناصرا قال البخاري «
4587 » حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا سفيان عن عبيد الله قال سمعت ابن عباس
قال كنت أنا وأمي من المستضعفين « 4588 » حدثنا سليمان بن
حرب حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن ابن مليكة أن ابن عباس تلا « إلا
المستضعفين من الرجال والنساء والولدان » قال كنت أنا وأمي ممن عذر الله عز
وجل ثم قال تعالى « الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا
يقاتلون في سبيل الطاغوت » أي المؤمنون يقاتلون في طاعة الله ورضوانه
والكافرون يقاتلون في طاعة الشيطان ثم هيج تعالى المؤمنين على قتال أعدائه بقوله
« فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفا »



تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة النساء - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة النساء   تفسير سورة النساء - صفحة 2 Emptyالخميس أبريل 05, 2012 8:10 am

77-أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّواْ أَيْدِيَكُمْ
وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ
الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللّهِ أَوْ
أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُواْ رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلا
أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدَّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ
خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلاً
[/b]


. انظر تفسير الآية 79




78-أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ
مُّشَيَّدَةٍ وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُواْ هَـذِهِ مِنْ عِندِ اللّهِ
وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُواْ هَـذِهِ مِنْ عِندِكَ قُلْ كُلًّ مِّنْ
عِندِ اللّهِ فَمَا لِهَـؤُلاء الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً
[/b]


. انظر تفسير الآية 79




79-مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ
فَمِن نَّفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيداً
[/b]


كان المؤمنون في ابتداء الإسلام وهم بمكة مأمورين بالصلاة والزكاة وإن لم تكن
ذات النصب وكانوا مأمورين بمواساة الفقراء منهم وكانوا مأمورين بالصفح والعفو عن
المشركين والصبر إلى حين وكانوا يتحرقون ويودون لو أمروا بالقتال ليشتفوا من
أعدائهم ولم يكن الحال إذ ذاك مناسبا لأسباب كثيرة منها قلة عددهم بالنسبة إلى كثرة
عدد عدوهم ومنها كونهم كانوا في بلدهم وهو بلد حرام وأشرف بقاع الأرض فلم يكن الأمر
بالقتال فيه ابتداء كما يقال فلهذا لم يؤمر بالجهاد إلا بالمدينة لما صارت لهم دار
ومنعة وأنصار ومع هذا لما أمروا بما كانوا يودونه جزع بعضهم منه وخافوا من مواجهة
الناس خوفا شديدا « وقالوا ربنا لم كتبت علينا القتال لولا أخرتنا
إلى أجل قريب » أي لولا أخرت فرضه إلى مدة اخرى فإن فيه سفك الدماء ويتم
الأولاد وتأيم النساء وهذه الآية كقوله تعالى « ويقول الذين آمنوا
لولا نزلت سورة فإذا أنزلت سورة محكمة وذكر فيها القتال » الآيات قال ابن
أبي حاتم حدثنا علي بن الحسين حدثنا محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة وعلي بن زنجة
قالا حدثنا علي بن الحسن عن الحسين بن واقد عن عمرو بن دينار عن عكرمةعن ابن عباس
أن عبد الرحمن بن عوف وأصحابا له أتوا النبي صلى الله عليه وسلم بمكة فقالوا يا نبي
الله كنا في عزة ونحن مشركون فلما آمنا صرنا أذلة قال إني أمرت بالعفو فلا تقاتلوا
القوم فلما حوله الله إلى المدينة أمره بالقتال فكفوا فأنزل الله «
ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم » الآية ورواه النسائي « كبرى 11112 » والحاكم « 2/307 » وابن
مردويه من حديث علي بن الحسن بن شقيق به وقال أسباط عن السدي لم يكن عليهم إلا
الصلاة والزكاة فسألوا الله أن يفرض عليهم القتال فلما فرض عليهم القتال « إذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله أو أشد خشية وقالوا ربنا لم كتبت
علينا القتال لولا أخرتنا إلى أجل قريب » وهو الموت قال الله تعالى « قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى » وقال مجاهد إن هذه
الآية نزلت في اليهود رواه ابن جرير وقوله « قل متاع الدنيا قليل
والآخرة خير لمن اتقى » أي آخرة المتقي خير من دنياه « ولا
تظلمون فتيلا » أي من أعمالكم بل توفونها أتم الجزاء وهذه تسلية لهم عن
الدنيا وترغيب لهم في الآخرة وتحريض لهم على الجهاد وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي
حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا حماد بن زيد عن
هشام قال قرأ الحسن « قل متاع الدنيا قليل » قال رحم الله
عبدا صحبها على حسب ذلك وما الدنيا كلها أولها وآخرها إلا كرجل نام نومة فرأى في
منامه بعض ما يحب ثم انتبه وقال ابن معين كان أبو مصهر ينشد-ولا خير في الدنيا لمن
لم يكن له من الله في دار المقام نصيب**فإن تعجب الدنيا رجالا فإنها متاع قليل
والزوال قريب-وقوله تعالى « أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في
بروج مشيدة » أي أنتم صائرون إلى الموت لا محالة ولا ينجو منه أحد منكم كما
قال تعالى « كل من عليها فان » الآية وقال تعالى « كل نفس ذائقة الموت » وقال تعالى « وما جعلنا
لبشر من قبلك الخلد » والمقصود أن كل أحد صائر إلى الموت لا محالة ولا ينجيه
من ذلك شيء سواء جاهد أو لم يجاهد فإن له أجلا محتوما ومقاما مقسوما كما قال خالد
بن الوليد حين جاءه الموت على فراشه لقد شهدت كذا وكذا موقفا وما من عضو من أعضائي
إلا وفيه جرح من طعنة أو رمية وها أنا أموت على فراشي فلا نامت أعين الجبناء وقوله
« ولو كنتم في بروج مشيدة » أي حصينة منيعة عالية رفيعة
وقيل هي بروج في السماء قاله السدي وهو ضعيف والصحيح أنها المنيعة أي لا يغني حذر
وتحصن من الموت كما قال زهير بن أبي سلمى-ومن هابأسباب المنايا ينلنه ولو رام أسباب
السماء بسلم-ثم قيل المشيدة هي المشيدة كما قال وقصر مشيد وقيل بل بينهما فرق وهو
أن المشيدة بالتشديد هي المطولة وبالتخفيف هي المزينة بالشيد وهو الجص- « أينما تكونوا يدرككم الموت » -وقد ذكر ابن جرير وابن أبي حاتم
ههنا حكاية مطولة عن مجاهد أنه ذكر أن امرأة فيمن كان قبلنا أخذها الطلق فأمرت
أجيرها أن يأتيها بنار فخرج فإذا هو برجل واقف على الباب فقال ما ولدت المرأة فقال
جارية فقال أما إنها ستزني بمئة رجل ثم يتزوجها أجيرها ويكون موتها بالعنكبوت قال
فكر راجعا فبعج بطن الجارية بسكين فشقه ثم ذهب هاربا وظن أنها قد ماتت فخاطت أمها
بطنها فبرئت وشبت وترعرعت ونشأت أحسن امرأة ببلدتها فذهب ذاك الأجير ما ذهب ودخل
البحور فاقتنى أموالا جزيلة ثم رجع إلى بلده وأراد التزوج فقال لعجوز أريد أن أتزوج
بأحسن امرأة بهذه البلدة فقالت ليس ههنا أحسن من فلانة فقال أخطبيها على فذهبت
إليها فدخل بها فأعجبته إعجابا شديدا فسألته عن أمره ومن أين مقدمه فأخبرها خبره
وما كان من أمره في الجارية فقالت أنا هي وأرته مكان السكين فتحقق ذلك فقال لئن كنت
إياها فلقد أخبرتني بإثنتين لا بد منهما إحداهما أنك قد زنيت بمئة رجل فقالت لقد
كان شيء من ذلك ولكن لا أدري ما عددهم فقال هم مئة والثاني أنك تموتين بالعنكبوت
فاتخذ لها قصرا منيعا شاهقا ليحرزها من ذلك فبينما هم يوما فإذا بالعنكبوت في السقف
فأراها إياها فقالت أهذه التي تحذرها على والله لا يقتلها إلا أنا فأنزلوها من
السقف فعمدت إليها فوطئتها بإبهام رجلها فقتلتها فطار من سمها شيء فوقع بين ظفرها
ولحمها واسودت رجلها فكان في ذلك أجلها فماتت ونذكر ههنا قصة صاحب الحضر وهو
الساطرون لما احتال عليه سابور حتى حصره فيه وقتل من فيه بعد محاصرة سنتين وقالت
العرب في ذلك أشعارا منها-وأخو الحضر إذ بناه وإذ دج لة تجبى إليه والخابور**شاده
مرمرا وجلله كل سا فللطير في ذراه وكور**لم تهبه أيدي المنون فباد ال ملك عنه فبابه
مهجورولما دخل على عثمان جعل يقول اللهم اجمع أمة محمد ثم تمثل بقول الشاعر-أرى
الموت لا يبقي عزيزا ولم يدع لعاد ملاذا في البلاد ومربعا**يبيت أهل الحصن والحصن
مغلق ويأتي الجبال في شماريخها معا-قال ابن هشام وكان كسرى سابور ذو الأكتاف قتل
الساطرون ملك الحضر وقال ابن هشام إن الذي قتل صاحب الحضر سابور بن أردشير بن بابك
أول ملوك بني ساسان وأذل ملوك الطوائف ورد الملك إلى الأكاسرة فأما سابور ذو
الأكتاف فهو من بعد ذلك بزمن طويل والله اعلم ذكره السهيلي قال ابن هشام فحصره
سنتين وذلك لأنه كان أغار على بلاد سابور في غيبته وهو في العراق وأشرفت بنت
الساطرون وكان اسمها النضيرة فنظرت إلى سابور وعليه ثياب ديباج وعلى راسه تاج من
ذهب مكلل بالزبرجد والياقوت واللؤلؤ فدست إليه أن تتزوجني إن فتحت لك باب الحصن
فقال نعم فلما أمسى ساطرون شرب حتى سكر وكان لا يبيت إلا سكران فأخذت مفاتيح باب
الحصن من تحت رأسه فبعثت بها مع مولى لها ففتح الباب ويقال دلتهم على طلسم كان في
الحصن لا يفتح حتى تؤخذ حمامة ورقاء فتخضب رجلاها بحيض جارية بكر زرقاء ثم ترسل
فإذا وقعت على سور الحصن سقط ذلك ففتح الباب ففعل ذلك فدخل سابور فقتل ساطرون
واستباح الحصن وخربه وسار بها معه وتزوجها فبينما هي نائمة على فراشها إذ جعلت
تتململ لا تنام فدعا لها بالشمع ففتش فوجد فيه ورقة آس فقال لها سابور هذا الذي
أسهرك فما كان أبوك يصنع بك قالت كان يفرش لي الديباج ويلبسني الحرير ويطعمني المخ
ويسقيني الخمر قال الطبري كان يطعمني المخ والزبد وشهدا بكار والنحل وصفو الخمر
وذكر أنه كان يرى مخ ساقها قال فكان جزاء أبيك ما صنعت به أنت إلى بهذا أسرع ثم أمر
بها فربطت قرون رأسها بذنب فرس فركض الفرس حتى قتلها وفيه يقول عدي ابن زيد العبادي
أبياته المشهورة السائرة-أيها الشامت المعير بالده ر أأنت المبرأ الموفور**أم لديك
العهد الوثيق من الأي ام بل أنت جاهل مغرور**من رأيت المنون خلد أم من ذا عليه من
أن يضام خفير**أين كسرى كسرى الملوك أنوشر وان أم أين قبله سابور**وبنو الأصفر ملوك
ال روم لم يبق منهم مذكور**وأخو الحضر إذ بناه وإذ دجلة تجبى إليه والخابور**شاده
مرمرا وجلله كل سا فللطير في ذراه وكور**لم يهبه ريب المنون فباد ال ملك عنه فبابه
مهجور**وتذكر رب الخورنق إذ أشر ف يوما وللهدى تفكير**سره ماله وكثرة ما يم لك
والبحر معرضا والسدير**فأرعوى قلبه وقال فما غب طة حي إلى الممات يصير**ثم أضحوا
كأنهم ورق جف فألوت به الصبا والدبور**ثم بعد الفلاح والملك والأم ة وارتهم هناك
القبور**وقوله « وإن تصبهم حسنة » أي خصب ورزق من ثمار
وزروع وأولاد ونحو ذلك هذا معنى قول ابن عباس وأبي العالية والسدي « يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة » أي قحط وجدب ونقص في
الثمار والزروع أو موت أولاد أو نتاج أو غير ذلك كما يقوله أبو العالية والسدي
« يقولوا هذه من عندك » أي من قبلك وبسبب اتباعنا لك
واقتدائنا بدينك كما قال تعالى عن قوم فرعون « فإذا جاءتهم الحسنة
قالوا لنا هذه وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه » وكما قال تعالى « ومن الناس من يعبد الله على حرف » الآية وهكذا قال هؤلاء
المنافقون الذين دخلوا في الإسلام ظاهرا وهم كارهون له في نفس الأمر ولهذا إذا
أصابهم شر إنما يسندونه إلى إتباعهم للنبي صلى الله عليه وسلم وقال السدي وإن تصبهم
حسنة قال والحسنة الخصب تنتج مواشيهم وخيولهم ويحسن حالهم وتلد نساؤهم الغلمان
« قالوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة » والسيئة الجدب
والضرر في أموالهم تشاءموا بمحمد صلى الله عليه وسلم وقالوا هذه من عندك يقولون
بتركنا ديننا وإتباعنا محمدا أصابنا هذا البلاء فأنزل الله عز وجل « قل كل من عند الله » أي الجميع بقضاء الله وقدره وهو نافذ في
البر والفاجر والمؤمن والكافر قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قل كل من عند الله
أي الحسنة والسيئة وكذا قال الحسن البصري ثم قال تعالى منكرا على هؤلاء القائلين
هذه المقالة الصادرة عن شك وريب وقلة فهم وعلم وكثرة جهل وظلم «
فما لهؤلاء القوملا يكادون يفقهون حديثا » -ذكر حديث يتعلق بقوله تعالى
« قل كل من عند الله » -[ ذكر حديث غريب يتعلق بقوله تعالى
« قل كل من عند الله » ] قال الحافظ أبو بكر البزار « 2153 » حدثنا السكن بن سعيد حدثنا عمر بن يونس حدثنا إسماعيل بن
حماد عن مقاتل بن حيان عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال كنا جلوسا عند رسول الله
صلى الله عليه وسلم فأقبل أبو بكر وعمر في قبيلتين من الناس وقد ارتفعت أصواتهما
فجلس أبو بكر قريبا من النبي صلى الله عليه وسلم وجلس عمر قريبا من أبي بكر فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لم ارتفعت أصواتكما فقال رجل يا رسول الله قال أبو
بكر الحسنات من الله والسيئات من أنفسنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فما قلت
يا عمر فقال قلت الحسنات والسيئات من الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن
أول من تكلم فيه جبريل وميكائيل فقال ميكائيل مقالتك يا أبا بكر وقال جبريل مقالتك
يا عمر فقال فيختلف أهل السماء وإن يختلف أهل السماء يختلف أهل الأرض فتحاكما إلى
إسرافيل فقضي بينهما إن الحسنات والسيئات من الله ثم أقبل على أبي بكر وعمر فقال
احفظا قضائي بينكما لو أراد الله أن لا يعصى لما خلق إبليس قال شيخ الإسلام تقي
الدين أبو العباس ابن تيمية هذا حديث موضوع مختلق باتفاق أهل المعرفة ثم قال تعالى
مخاطبا لرسوله صلى الله عليه وسلم والمراد جنس الإنسان ليحصل الجواب « ما أصابك من حسنة فمن الله » أي من فضل الله ومنته ولطفه ورحمته
« وما أصابك من سيئة فمن نفسك » أي فمن قبلك ومن عملك أنت
كما قال تعالى « وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن
كثير » قال السدي والحسن البصري وابن جريج وابن زيد « فمن
نفسك » أي بذنبك وقال قتادة في الآية « فمن نفسك »
عقوبة لك يا ابن آدم بذنبك قال وذكر لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا
يصيب رجلا خدش عود ولا عثرة قدم ولا اختلاج عرق إلا بذنب وما يعفو الله عنه أكثر
وهذا الذي أرسله قتادة قد روى متصلا في الصحيح « خ 5641 م 2573 »
والذي نفسي بيده لا يصيب المؤمن هم ولا حزن ولا نصب حتى الشوكة يشاكها إلا
كفر الله عنه بها من خطاياه وقال أبو صالح « وما أصابك من سيئة فمن
نفسك » أي بذنبك وأنا الذي قدرتها عليك رواه ابن جرير وقال ابن أبي حاتم
حدثنا محمد بن عمار حدثنا سهل بن بكار حدثنا الأسود بن شيبان حدثني عقبة بن واصل
ابن أخي مطرف عن مطرف بن عبد الله قال ما تريدون من القدر أما تكفيكم الآية التي في
سورة النساء « وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم
سيئة يقولوا هذه من عندك » أي من نفسك والله ما وكلوا إلى القدر وقد أمروا
وإليه يصيرون وهذا كلام متين قوي في الرد على القدرية والجبرية أيضا ولبسطه موضع
آخر-وقوله تعالى « وأرسلناك للناس رسولا » أي تبلغهم شرائع
الله وما يحبه الله ويرضاه وما يكرهه ويأباه « وكفى بالله شهيدا »
أي على أنه أرسلك وهو شهيد أيضا بينك وبينهم وعالم بما تبلغهم إياه وبما
يردون عليك من الحق كفرا وعنادا


تفسير ابن كثير_أبو
الفداء إسماعيل بن كثير

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة النساء - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة النساء   تفسير سورة النساء - صفحة 2 Emptyالخميس أبريل 05, 2012 8:16 am

80-مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا
أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً
[/b]


. انظر تفسير الآية 81





81-وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُواْ مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَآئِفَةٌ
مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ
عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً
[/b]


يخبر تعالى عن عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم بأن من أطاعه فقد أطاع الله
ومن عصاه فقد عصى الله وما ذاك إلا لأنه ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى قال
ابن أبي حاتم حدثنا أحمد بن سنان حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي
هريرة قال قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم من أطاعني فقد أطاع
الله ومن عصاني فقد عصى الله ومن أطاع الأمير فقد أطاعني ومن عصى الأمير فقد عصاني
وهذا الحديث ثابت في الصحيحين عن الأعمش به وقوله « ومن تولى فما
أرسلناك عليهم حفيظا » أي ما عليك منه إن عليك إلا البلاغ فمن اتبعك سعد
ونجا وكان لك من الأجر نظير ما حصل له ومن تولى عنك خاب وخسر وليس عليك من أمره شيء
كما جاء في الحديث « م 870 » من يطع الله ورسوله فقد رشد
ومن يعص الله ورسوله فإنه لا يضر إلانفسه وقوله « ويقولون طاعة »
يخبر تعالى عن المنافقين بأنهم يظهارون الموافقة والطاعة «
فإذا برزوا من عندك » أي خرجوا وتواروا عنك « بيت طائفة
منهم غير الذي تقول » أي استسروا ليلا فيما بينهم بغير ما أظهروه لك فقال
« والله يكتب ما يبيتون » أي يعلمه ويكتبه عليهم بما يأمر
به حفظته الكاتبين الذين هم موكلون بالعباد والمعنى في هذا التهديد أنه تعالى يخبر
بأنه عالم بما يضمرونه ويسرونه فيما بينهم وما يتفقون عليه ليلا من مخالفة الرسول
صلى الله عليه وآله وسلم وعصيانه وإن كانوا قد أظهروا له الطاعة والموافقة وسيجزيهم
على ذلك كما قال تعالى « ويقولون آمنا بالله والرسول وأطعنا »
الآية وقوله « فأعرض عنهم » أي اصفح عنهم واحلم
عليهم ولا تؤاخذهم ولا تكشف أمورهم للناس ولا تخف منهم أيضا «
وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا » أ كفى به وليا وناصرا ومعينا لمن توكل
عليه وأناب إليه


تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن
كثير


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة النساء - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة النساء   تفسير سورة النساء - صفحة 2 Emptyالخميس أبريل 05, 2012 8:29 am

82-أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ
لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً
[/b]


. انظر تفسير الآية 83





83-وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ
وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ
الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ
وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً
[/b]


يقول تعالى آمرا لهم بتدبر القرآن وناهيا لهم عن الإعراض عنه وعن تفهم معانيه
المحكمة وألفاظه البليغة ومخبرا لهم أنه لا إختلاف فيه ولا إضطراب ولا تعارض لأنه
تنزيل من حكيم حميد فهو حق من حق ولهذا قال تعالى « أفلا يتدبرون
القرآن أم على قلوب أقفالها » ثم قال « ولو كان من عند غير
الله » أي لو كان مفتعلا مختلفا كما يقوله من يقوله من جهلة المشركين
والمنافقين في بواطنهم لوجدوا فيه إختلافا أي إضطرابا وتضادا «
كثيرا » أي وهذا سالم من الإختلاف فهو من عند الله كما قال تعالى مخبرا عن
الراسخين في العلم حيث قالوا « آمنا به كل من عند ربنا » أي
محكمه ومتشابهه حق فلهذا ردوا المتشابه إلى المحكم فاهتدوا والذين في قلوبهم زيغ
ردوا المحكم إلى المتشابه فغووا ولهذا مدح تعالى الراسخين وذم الزائغين قال الإمام
أحمد « 2/181 » حدثنا أنس بن عياض حدثنا أبو معاوية حدثنا
أبو حازم حدثنا عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال لقد جلست أنا وأخي مجلسا وأحب أن
لي به حمر النعم أقبلت أنا وأخي وإذا مشيخة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على
باب من أبوابه فكرهنا أن نفرق بينهم فجلسنا حجرة إذ ذكروا آية من القرآن فتماروا
فيها حتى ارتفعت أصواتهم فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مغضبا حتى احمر وجهه
يرميهم بالتراب ويقول مهلا يا قوم بهذا أهلكت الأمم من قبلكم بإختلافهم على
أنبيائهم وضربهم الكتب بعضها ببعض إن القرآن لم ينزل ليكذب بعضه بعضا إنما نزل يصدق
بعضه بعضا فما عرفتم منه فاعملوا به وما جهلتم منهفردوه إلى عالمه وهكذا رواه « 2/178 » أيضا عن أبي معاوية عن داود بن أبي هند عن عمرو بن شعيب
عن أبيه عن جده قال قال فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم والناس يتكلمون
في القدر فكأنما يفقأ في وجهه حب الرمان من الغضب فقال لهم ما لكم تضربون كتاب الله
بعضه ببعض بهذا هلك من كان قبلكم قال فما غبطت نفسي بمجلس فيه رسول الله صلى الله
عليه وسلم ولم أشهده ما غبطت نفسي بذلك المجلس أنى لم أشهده ورواه ابن ماجه « 85 » من حديث داود بن أبي هند به نحوه وقال أحمد « 2/192 » حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا حماد بن زيد عن أبي
عمران الجوني قال كتب إلي عبد الله بن رباح يحدث عن عبد الله بن عمرو قال هجرت إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فإنا لجلوس إذ اختلف إثنان في آية فارتفعت
أاصواتهما فقال إنما هلكت الأمم قبلكم بإختلافهم في الكتاب ورواه مسلم « 2666 » والنسائي « قرآن 120 » من حديث
حماد بن زيد به وقوله « وإذا جاءهم أمر من الأمن أوالخوف أذاعوا به
» إنكار على من يبادر إلى الأمور قبل تحققها فيخبر بها ويفشيها وينشرها وقد
لا يكون لها صحة وقد قال مسلم في مقدمة صحيحه « 5 » حدثنا
أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا علي بن حفص حدثنا شعبة عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن
عاصم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما
سمع وكذا رواه أبو داود في كتاب الأدب من سننه « 4992 » عن
محمد بن الحسين بنإشكاب عن علي بن حفص عن شعبة مسندا ورواه مسلم أيضا من حديث معاذ
بن هشام العنبري وعبد الرحمن بن مهدي وأخرجه أبو داود أيضا من حديث حفص بن عمر
النمري ثلاثتهم عن شعبة عن خبيب عن حفص بن عاصم به مرسلا وفي الصحيحين « خ 1477 م 593 » عن المغيرة بن شعبة أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم نهى عن قيل وقال أي الذي يكثر من الحديث عما يقول الناس من غير تثبت ولا تدبر
ولا تبين وفي سنن أبي داود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بئس مطية الرجل
زعموا وفي الصحيح « م ص 9 » من حدث بحديث وهو يرى أنه كذب
فهو أحد الكاذبين ولنذكر ههنا حديث عمر بن الخطاب المتفق على صحته « خ 5191 م 1479 » حين بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طلق
نساءه فجاء من منزله حتى دخل المسجد فوجد الناس يقولون ذلك فلم يصبر حتى استأذن على
النبي صلى الله عليه وسلم فاستفهمه أطلقت نساءك فقال لا فقلت الله أكبر وذكر الحديث
بطوله وعند مسلم فقلت أطلقتهن فقال لا فقمت على باب المسجد فناديت بأعلى صوتي لم
يطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه ونزلت هذه الآية « وإذا
جاءهم أمر من الأمن أوالخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم
لعلمه الذين يستنبطونه منهم » فكنت أنا استنبطت ذلك الأمر ومعنى يستنبطونه
أي يستخرجونه من معادنه يقال استنبط الرجل العين إذا حفرها واستخرجها من قعورها
وقوله « لاتبعتم الشيطان إلا قليلا » قال علي بن أبي طلحة
عن ابن عباس يعني المؤمنين وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة «
لاتبعتم الشيطان إلا قليلا » يعني كلكم واستشهد من نصر هذا القول بقول
الطرماح بن حكيم في مدح يزيد بن المهلب-أشم ندى كثير النوادي قليل المثالب
والقادحة-يعني لا مثالب له ولا قادحة فيه


تفسير ابن
كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة النساء - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة النساء   تفسير سورة النساء - صفحة 2 Emptyالخميس أبريل 05, 2012 8:36 am

84-فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ وَحَرِّضِ
الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللّهُ أَن يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَاللّهُ
أَشَدُّ بَأْساً وَأَشَدُّ تَنكِيلاً
[/b]


. انظر تفسير الآية 87




85-مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا وَمَن
يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا وَكَانَ اللّهُ عَلَى
كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتاً
[/b]


. انظر تفسير الآية 87






86-وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ
رُدُّوهَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً
[/b]


. انظر تفسير الآية 87





87-اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ
لاَ رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثاً
[/b]


يأمر تعالى عبده ورسوله محمدا صلى الله عليه وسلم بأن يباشر القتال بنفسه ومن
نكل عنه فلا عليه منه ولهذا قال « لا تكلف إلا نفسك » قال
ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا محمد بن عمرو بن نبيح حدثنا حكام حدثنا الجراح الكندي
عن أبي إسحاق قال سألت البراء بن عازب عن الرجل يلقى المئة من العدو فيقاتل فيكون
ممن قال الله فيه « ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة » قال قد
قال الله تعالى « فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك وحرض
المؤمنين » ورواه الإمام أحمد « 4/281 » عن سليمان
بن داود عن أبي بكر بن عياش عن أبي إسحاق قال قلت للبراء الرجل يحمل على المشركين
أهو ممن ألقى بيده إلى التهلكة قال لا إن الله بعثرسوله صلى الله عليه وسلم وقال
« فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك » إنما ذلك في
النفقة وكذا رواه ابن مردويه من طريق أبي بكر بن عياش وعلي بن صالح عن أبي إسحاق عن
البراء به ثم قال ابن مردويه حدثنا سليمان بن أحمد حدثنا أحمد بن النضر العسكري
حدثنا مسلم بن عبد الرحمن الجرمي حدثنا محمد بن حمير حدثنا سفيان الثوري عن أبي
إسحاق عن البراء قال لما نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم «
فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك وحرض المؤمنين » الآية قال لأصحابه قد
أمرني ربي بالقتال فقاتلوا حديث غريب وقوله « وحرض المؤمنين »
أي على القتال ورغبهم فيه وشجعهم عليه كما قال لهم صلى الله عليه وسلم يوم
بدر وهو يسوي الصفوف قوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض وقد وردت أحاديث كثيرة في
الترغيب في ذلك فمن ذلك ما رواه البخاري « 2790 » عن أبي
هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من آمن بالله ورسوله وأقام الصلاة وآتى
الزكاة وصام رمضان كان حقا على الله أن يدخلهالجنة هاجر في سبيل الله أو جلس في
أرضه التي ولد فيها قالوا يا رسول الله أفلا نبشر الناس بذلك فقال إن في الجنة مئة
درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله بين كل درجتين كما بين السماء والأرض فإذا
سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه وسط الجنة وأعلى الجنة وفوقه عرش الرحمن ومنه تفجر
أنهار الجنة وروى من حديث عبادة ومعاذ وأبي الدرداء نحو ذلك وعن أبي سعيد الخدري أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا أبا سعيد من رضى بالله ربا وبالإسلام دينا
وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا ونبيا وجبت له الجنة قال فعجب لها أبو سعيد فقال
أعدها علي يا رسول الله ففعل ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخرى يرفع الله
العبد بها مئة درجة في الجنة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض قال وما هي يا
رسول الله قال الجهاد في سبيل الله رواه مسلم « 1884 »
وقوله « عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا » أي
بتحريضك إياهم على القتال تنبعث هممهم على مناجزة الأعداء ومدافعتهم عن حوزة
الإسلام وأهله ومقاومتهم ومصابرتهم وقوله تعالى « والله أشد بأسا
وأشد تنكيلا » أي هو قادر عليهم في الدنيا والآخرة كما قال تعالى « ذلك ولو يشاء الله لا نتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض » الآية
وقوله « من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها » أي من يسعى
في أمر فيترتب عليه خير كان له نصيب من ذلك « ومن يشفع شفاعة سيئة
يكن له كفل منها » أي يكون عليه وزن من ذلك الأمر الذي ترتب على سعيه ونيته
كما ثبت في الصحيح « خ 1432 م 2627 » عن النبي صلى الله
عليه وسلم أنه قال اشفعوا تؤجروا ويقضى الله على لسان نبيه ما شاء وقال مجاهد بن
جبر نزلت هذه الآية في شفاعات الناس بعضهم لبعض وقال الحسن البصري قال الله تعالى
« من يشفع » ولم يقل من يشفع وقوله « وكان
الله على كل شيء مقيتا » قال ابن عباس وعطاء وعطية وقتادة ومطر الوراق « مقيتا » أي حفيظا وقال مجاهد شهيدا وفي رواية عنه حسيبا وقال
ابن جبير والسدي وابن زيد قديرا وقال عبد الله بن كثير المقيت المواظب وقال الضحاك
المقيت الرزاق وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا عبد الرحيم بن مطرف حدثنا عيسى بن
يونس عن إسماعيل عن رجل عن عبد الله بن رواحة وسأله رجل عن قول الله تعالى « وكان الله على كل شيء مقيتا » قال مقيت لكل إنسان بقدر عمله
وقوله « وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها » أي
إذا سلم فردوا عليه أفضل مما سلم أو ردوا عليه بمثل ما سلم فالزيادة مندوبة
والمماثلة مفروضةقال ابن جرير حدثنا موسى بن سهل الرملي حدثنا عبد الله بن السري
الأنطاكي حدثنا هشام بن لاحق عن عاصم الأحول عن أبي عثمان النهدي عن سلمان الفارسي
قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال السلام عليك يا رسول الله فقال
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ثم جاء آخر فقال السلام عليك يا رسول الله ورحمة
الله فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ثم جاء
آخر فقال السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته فقال له وعليك فقال له الرجل
يا نبي الله بأبي أنت وأمي أتاك فلان وفلان فسلما عليك فرددت عليهما أكثر مما رددت
علي فقال إنك لم تدع لنا شيئا قال الله تعالى « وإذا حييتم بتحية
فحيوا بأحسن منها أو ردوها » فرددناها عليك وهكذا رواه ابن أبي حاتم معلقا
فقال ذكر عن أحمد بن الحسن والترمذي حدثنا عبد الله بن السري أبو محمد الأنطاكي قال
أبو الحسن وكان رجلا صالحا حدثنا هشام بن لاحق فذكر بإسناده مثله ورواه أبو بكر بن
مردويه حدثنا عبد الباقي بن قانع حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثنا أبي حدثنا
هشام بن لاحق أبوعثمان فذكره مثله ولم أره في المسند والله أعلم وفي هذا الحديث
دلالة على أنه لا زيادة في السلام على هذه الصفة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إذ لو شرع أكثر من ذلك لزاده رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال الإمام أحمد « 4/439 » حدثنا محمد بن كثير أخو سليمان بن كثير حدثنا جعفر بن
سليمان عن عوف عن أبي رجاء العطاردي عن عمران بن حصين أن رجلا جاء إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال السلام عليكم يا رسول الله فرد عليه السلام ثم جلس فقال
عشر ثم جاء آخر فقال السلام عليكم ورحمة الله يا رسول الله فرد عليه ثم جلس فقال
عشرون ثم جاء آخر فقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فرد عليه السلام ثم جلس
فقال ثلاثون وكذا رواه أبو داود « 5195 » عن محمد بن كثير
وأخرجه الترمذي « 2689 » والنسائي « عمل
337 » والبزار من حديثه ثم قال الترمذي حسن غريب من هذا الوجه وفي الباب عن
أبي سعيد وعلي وسهل بن حنيف وقال البزار قد روى هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم من
وجوه هذا أحسنها إسناداوقال ابن أبي حاتم حدثنا ابن حرب الموصلي حدثنا حميد بن عبد
الرحمن الرؤاسي عن الحسن بن صالح عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال من سلم عليك من
خلق الله فأردد عليه وإن كان مجوسيا ذلك بأن الله يقول فحيوا بأحسن منها أو ردوها
وقال قتادة فحيوا بأحسن يعني للمسلمين أو ردوها يعني لأهل الذمة وهذا التنزيل فيه
نظركما كما تقدم في الحديث من أن المراد أن يرد بأحسن مما حياه به فإن بلغ المسلم
غاية ما شرع في السلام رد عليه مثل ما قال فأما أهل الذمة فلا يبدؤن بالسلام ولا
يزادون بل يرد عليهم بما ثبت في الصحيحين « خ 6257 م 2164 »
عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا سلم عليكم اليهود فإنما
يقول أحدهم السام عليكم فقل وعليك وفي صحيح مسلم « 2167 »
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تبدؤا اليهود والنصارى
بالسلام وإذا لقيتموهم في طريق فاضطروهم إلى أضيقه وقال سفيان الثوري عن رجل عن
الحسن البصري قال السلام تطوع والرد فريضة وهذا الذي قاله هو قول العلماءقاطبة أن
الرد واجب على من سلم عليه فيأثم إن لم يفعل لأنه خالف أمر الله في قوله « فحيوا بأحسن منها أوردوها » وقد جاء في الحديث الذي رواه أبو
داود بسنده إلى أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لا
تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أفلا أدلكم على أمر إذا فعلتموه
تحاببتم أفشوا السلام بينكم وقوله الله لا إله إلا هو إخبار بتوحيده وتفرده
بالإلهية لجميع المخلوقات وتضمن قسما لقوله « ليجمعنكم إلى يوم
القيامة لا ريب فيه » وهذه اللام موطئة للقسم فقوله الله لا إله إلا هو خبر
وقسم أنه سيجمع الأولين والآخرين في صعيد واحد فيجازي كل عامل بعمله وقوله تعالى
« ومن أصدق من الله حديثا » أي لا أحد أصدق منه في حديثه
وخبره ووعده ووعيده فلا إله إلا هو ولا رب سواه


تفسير
ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة النساء - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة النساء   تفسير سورة النساء - صفحة 2 Emptyالخميس أبريل 05, 2012 8:46 am

88-فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللّهُ أَرْكَسَهُم بِمَا
كَسَبُواْ أَتُرِيدُونَ أَن تَهْدُواْ مَنْ أَضَلَّ اللّهُ وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ
فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً
[/b]


. انظر تفسير الآية 91





89-وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَاء فَلاَ
تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ أَوْلِيَاء حَتَّىَ يُهَاجِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَإِن
تَوَلَّوْاْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدتَّمُوهُمْ وَلاَ تَتَّخِذُواْ
مِنْهُمْ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً
[/b]


. انظر تفسير الآية 91




90-إِلاَّ الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَىَ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ
أَوْ جَآؤُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَن يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُواْ
قَوْمَهُمْ وَلَوْ شَاء اللّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ فَإِنِ
اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْاْ إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا
جَعَلَ اللّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً
[/b]


. انظر تفسير الآية 91




91-سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَن يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُواْ
قَوْمَهُمْ كُلَّ مَا رُدُّوَاْ إِلَى الْفِتْنِةِ أُرْكِسُواْ فِيِهَا فَإِن لَّمْ
يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُواْ إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَيَكُفُّوَاْ أَيْدِيَهُمْ
فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثِقِفْتُمُوهُمْ وَأُوْلَـئِكُمْ جَعَلْنَا
لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَاناً مُّبِيناً
[/b]


يقول تعالى منكرا على المؤمنين في إختلافهم في المنافقين على قولين واختلف في
سبب ذلك فقال الإمام أحمد « 5/184 » حدثنا بهز حدثنا شعبة
قال عدي بن ثابت أخبرني عبد الله بن يزيد عن زيد بن ثابت أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم خرج إلى أحد فرجع ناس خرجوا معه فكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
فيهم فرقتين تقول نقتلهم وفرقة تقول لا هم المؤمنون فأنزل الله «
فما لكم في المنافقين فئتين » فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنها طيبة
وإنها تنفي الخبث كما ينفي النار خبث الفضة أخرجاه في الصحيحين « خ
4589 م 2776 » من حديث شعبة وقد ذكر محمد بن إسحاق بن يسار في وقعة أحد أن
عبد الله بن أبي ابن سلول رجع يومئذ بثلث الجيش رجع بثلاث مئة وبقى النبي صلى الله
عليه وسلم في سبع مئة وقال العوفي عن ابن عباس نزلت في قوم كانوا قد تكلموا
بالإسلام وكانوا يظاهارون المشركين فخرجوا من مكة يطلبون حاجة لهم فقالوا إن لفينا
أصحاب محمد فليس علينا منهم بأس وإن المؤمنين لما أخبروا أنهم قد خرجوا من مكة قالت
فئة من المؤمنين أركبوا إلى الجبناء فاقتلوهم فإنهم فإنهم يظاهارونعليكم عدوكم
وقالت فئة أخرى من المؤمنين سبحان الله أو كما قالوا أتقتلون قوما قد تكلموا بمثل
ما تكلمتم به من أجل أنهم لم يهاجروا ولم يتركوا ديارهم نستحل دماءهم وأموالهم
فكانوا كذلك فئتين والرسول عندهم لا ينهى واحدا من الفريقين عن شيء فنزلت « فما لكم في المنافقين فئتين » رواه ابن أبي حاتم وقد روي عن أبي
سلمة بن عبد الرحمن وعكرمة ومجاهد والضحاك وغيرهم قريب من هذا وقال زيد بن أسلم عن
ابن لسعد بن معاذ أنها نزلت في تقاول الأوس والخزرج في شأن عبد الله بن أبي حين
استعذر منه رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر في قضية الإفك وهذا غريب وقيل
غير ذلك وقوله تعالى « والله أركسهم بما كسبوا » أي ردهم
وأوقعهم في الخطأ قال ابن عباس « أركسهم » أي أوقعهم وقال
قتادة أهلكهم وقال السدي أضلهم وقوله « بما كسبوا » أي بسبب
عصيانهم ومخالفتهم الرسول وإتباعهم الباطل « أتريدون أن تهدوا من
أضل الله ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا » أي لا طريق له إلى الهدى ولا
مخلص له إليه وقوله « ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء »
أي هم يودون لكم الضلالة لتستووا أنتم وإياهم فيها وما ذاك إلا لشدة عداوتهم
وبعضهم لكم ولهذا قال « فلا تتخذوا منهم أولياء حتى يهاجروا في
سبيل الله فإن تولوا » أي تركوا الهجرة قاله العوفي عن ابن عباس وقال السدي
أظهروا كفرهم « فخذوهم واقتلوهم حيث وجدتموهم ولا تتخذوا منهم وليا
ولا نصيرا » أي لا توالوهم ولا تستنصروا بهم على أعداء الله ما داموا كذلك
ثم استثنى الله من هؤلاء فقال « إلا الذين يصلون إلى قوم بينكم
وبينهم ميثاق » أي إلا الذين لجؤوا وتحيزوا إلى قوم بينكم وبينهم مهادنة أو
عقد ذمة فاجعلوا حكمهم كحكمهم وهذا قول السدي وابن زيد وابن جرير وقد روى ابن أبي
حاتم حدثنا أبي حدثنا أبو سلمة حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جدعان عن الحسن
أن سراقة بن مالك المدلجي حدثهم قال لما ظهر النبي صلى الله عليه وسلم على أهل بدر
وأحد وأسلم من حولهم قال سراقة بلغني أنه يريد أن يبعث خالد بن الوليد إلى قومي بني
مدلج فأتيته فقلت أنشدك النعمة فقالوا مه فقال النبي صلى الله عليه وسلم دعوه ما
تريد قال بلغني أنك تريد أن تبعث إلى قومي وأنا أريد أن توداعهم فإن أسلم قومك
أسلموا ودخلوا في الإسلام وإن لم يسلموا لم تخشن قلوب قومك عليهم فأخذ رسول الله
صلى الله عليه وسلم بيد خالد بن الوليد فقال اذهب معه فافعل ما يريد فصالحهم خالد
على أن لا يعينوا على رسول الله صلىالله عليه وسلم وإن أسلمت قريش أسلموا فأنزل
الله « ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء فلا تتخذوا منهم
أولياء » ورواه ابن مردويه من طريق حماد بن سلمة وقال فأنزل الله « إلا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق » فكان من وصل
إليهم كان معهم على عهدهم وهذا أنسب لسياق الكلام وفي صحيح البخاري « 2731 » في قصة صلح الحديبية فكان من أحب أن يدخل في صلح قريش
وعهدهم ومن أحب أن يدخل في صلح محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه وعهدهم وقد روى عن
ابن عباس أنه قال نسخها قوله « فإذا أنسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا
المشركين حيث وجدتموهم » الآية وقوله « أو جاؤكم حصرت
صدورهم » الآية هؤلاء قوم آخرون من المستثنين من الأمر بقتالهم وهم الذين
يجيئون إلى المصاف وهم حصرت صدورهم أي ضيقة صدورهم مبغضين أن يقاتلوكم ولا يهون
عليهم أيضا أن يقاتلوا قومهم معكم بل هم لا لكم ولا عليكم « ولو
شاء الله لسلطهم عليكم فلقاتلوكم » أي من لطفه بكم أن كفهم عنكم « فإن اعتزلوكم فلم يقاتلوكم وألقوا إليكم السلم » أي المسألة
« فما جعل الله لكم عليهم سبيلا » أي فليس لكم أن تقاتلوهم
ما دامت حالهم كذلك وهؤلاء كالجماعة الذين خرجوا يوم بدر من بني هاشم مع المشركين
فحضروا القتال وهم كارهون كالعباس ونحوه ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم يومئذ
عن قتل العباس وأمر بأسره وقوله « ستجدون آخرين يريدون أن يأمنوكم
ويأمنوا قومهم » الآية هؤلاء في الصورة الظاهرة كمن تقدمهم ولكن نية هؤلاء
غير نية أولئك فإن هؤلاء قوم منافقون يظهارون للنبي صلى الله عليه وسلم ولأصحابه
الإسلام ليأمنوا بذلك عندهم على دمائهم وأموالهم وذراريهم ويصانعون الكفار في
الباطن فيعبدون معهم ما يعبدون ليأمنوا بذلك عندهم وهم في الباطن مع أولئك كما قال
تعالى « وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم » الآية
وقال ههنا « كلما ردوا إلى الفتنة أركسوا فيها » أي انهمكوا
فيها وقال السدي الفتنة ههنا الشرك وحكى ابن جرير عن مجاهد أنها نزلت في قوم من أهل
مكة كانوا يأتون النبي صلى الله عليه وسلم فيسلمون رياء ثم يرجعون إلى قريش
فيرتكسون في الأوثان يبتغون بذلك أن يأمنوا ههنا وههنا فأمر بقتلهم إن لم يعتزلوا
ويصلحوا ولهذا قال تعالى « فإنلم يعتزلوكم ويلقوا إليكم السلم »
المهادنة والصلح « ويكفوا أيديهم » أي عن القتال
« فخذوهم » أسراء « واقتلوهم حيث ثقفتموهم
» أي أين لقيتموهم « وأولئكم جعلنا لكم عليهم سلطانا مبينا
» أي بينا واضحا


تفسير ابن كثير_أبو الفداء
إسماعيل بن كثير


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة النساء - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة النساء   تفسير سورة النساء - صفحة 2 Emptyالخميس أبريل 05, 2012 8:51 am

92-وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلاَّ خَطَئاً وَمَن قَتَلَ
مُؤْمِناً خَطَئاً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى
أَهْلِهِ إِلاَّ أَن يَصَّدَّقُواْ فَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ عَدُوٍّ لَّكُمْ وَهُوَ
مْؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ بَيْنَكُمْ
وَبَيْنَهُمْ مِّيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ
مُّؤْمِنَةً فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً
مِّنَ اللّهِ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً
[/b]


. انظر تفسير الآية 93



93-وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً
فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً
[/b]


يقول تعالى ليس لمؤمن أن يقتل أخاه المؤمن بوجه من الوجوه كما ثبت في الصحيحين
« خ 6878 م 1676 » عن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى
ثلاث النفس بالنفس والثيب الزاني والتارك لدينه المفارق للجماعة ثم إذا وقع شيء من
هذه الثلاث فليس لأحد من آحاد الرعية أن يقتله وإنما ذلك إلى الإمام أو نائبه وقوله
« إلا خطأ » قالوا هو إستثناء منقطع كقول الشاعر-من البيض
لم تظعن بعيدا ولم تطأ على الأرض إلا ريط برد مرحل-ولهذا شواهد كثيرة واختلف في سبب
نزول هذه فقال مجاهد وغير واحد نزلت في عياش ابن أبي ربيعة أخي أبي جهل لأمه وهي
أسماء بنت مخرمة وذلك أنه قتل رجلا يعذبه مع أخيه على الإسلام وهو الحارث بن يزيد
الغامدي فأضمر له عياش السوء فأسلم ذلك الرجل وهاجر وعياش لا يشعر فلما كان يوم
الفتح رآه فظن أنه على دينه فحمل عليه فقتله فأنزل الله هذه الآية قال عبد الرحمن
بن زيد بن أسلم نزلت في أبي الدرداء لأنه قتل رجلا وقد قال كلمة الإيمان حين رفع
عليه السيف فأهوى به إليه فقال كلمته فلما ذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم قال
إنما قالها متعوذا فقال له هلا شققت عن قلبه وهذه القصة في الصحيح لغير أبي الدرداء
وقوله « ومن قتل مؤمنا خطأ فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى أهله
» هذان واجبان في قتل الخطأ أحدهما الكفارة لما ارتكبه من الذنب العظيم وإن
كان خطأ ومن شرطها أن تكون عتق رقبة مؤمنة فلا تجزئ الكافرة وحكى ابن جرير عن ابن
عباس والشعبي وإبراهيم النخعي والحسن البصري أنهم قالوا لا يجزئ الصغير حتى يكون
قاصدا للإيمان وروى من طريق عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال في مصحف أبي فتحرير
رقبة مؤمنة لا يجزئ فيها صبي واختار ابن جرير أنه إن كان مولودا بين أبوين مسلمين
أجزأ وإلا فلا والذي عليه الجمهور أنه متى كان مسلما صح عتقه عن الكفارة سواء كان
صغيرا أو كبيرا قال الإمام أحمد « 3/451 » أنبأنا عبد
الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن عبد الله بن عبد الله عن رجل من الأنصار أنه جاء
بأمة سوداء فقال يا رسول الله إن علي عتق رقبة مؤمنة فإن كنت ترى هذه مؤمنة أعتقتها
فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم أتشهدين أن لا إله إلا الله قالت نعم قال
أتشهدين أني رسول الله قالت نعم قال أتؤمنين بالبعث بعد الموت قالت نعم قال أعتقها
وهذا إسناد صحيح وجهالة الصحابي لا تضره وفي موطأ مالك « 2/776 »
ومسندي الشافعي وأحمد « 5/447 » وصحيح مسلم « 537 » وسنن أبي داود « 930 » والنسائي
« 3/14 » من طريق هلال بن أبي ميمونة عن عطاء بن يسار عن
معاوية بن الحكم أنه لما جاء بتلك الجارية السوداء قال لها رسول الله صلى الله عليه
وسلم أين الله قالت في السماء قال من أنا قالت أنت رسول الله قال أعتقها فإنها
مؤمنة وقوله « ودية مسلمة إلى أهله » هوالواجب الثاني فيما
بين القاتل وأهل القتيل عوضا لهم عما فاتهم من قتيلهم وهذه الدية إنما تجب أخماسا
كما رواه الإمام أحمد وأهل السنن من حديث الحجاج بن أرطأة عن زيد بن جبير عن خشفابن
مالك عن ابن مسعود قال قضى رسول الله صلى اله عليه وآله وسلم في دية الخطأ عشرين
بنت مخاض وعشرين بني مخاض ذكورا وعشرين بنت لبون جذعة وعشرين حقة لفظ النسائي « 8/43 » قال الترمذي « 1386 » لا نعرفه
مرفوعا إلا من هذا الوجه وقد روى عن عبد الله موقوفا كما روى عن علي وطائفة وقيل
تجب أرباعا وهذه الدية إنما تجب على عاقلة القاتل لا في ماله قال الشافعي رحمه الله
« 6/101 » لم أعلم مخالفا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قضى بالدية على العاقلة وهو أكثر من حديث الخاصة وهذا الذي أشار إليه رحمه الله قد
ثبت في غير ما حديث فمن ذلك ما ثبت في الصحيحين « خ 6910 م 1681 »
عن أبي هريرة قال اقتتلت امرأتان من هذيل فرمت إحداهما الأخرى بحجر فقتلتها
وما في بطنها فاختصموا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقضى أن دية جنينها غرة
عبد أو أمة وقضى بدية المرأة على عاقلتها وهذا يقتضي أن حكم عمد الخطأ حكم الخطأ
المحض في وجوب الدية لكن هذا تجب فيه الدية أثلاثا لشبهة العمد وفي صحيح البخاري
« 7189 » عن عبد الله بن عمر قال بعث رسول الله صلى الله
عليه وسلم خالدا بن الوليد إلى بني خزيمة فدعاهم إلى الاسلام فلم يحسنوا أن يقولوا
أسلمنا فجعلوا يقولون صبأنا فجعل خالد يقتلهم فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه
وسلم فرفع يديه وقال اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد وبعث عليا فودى قتلاهم وما
أتلف من أموالهم حتى ميلغة الكلب وهذا الحديث يؤخذ منه أن خطأ الإمام أو نائبه يكون
في بيت المال وقوله « إلا أن يصدقوا » أي فتجب فيه الدية
مسلمة إلى أهله إلا أن يتصدقوا بها فلا تجب وقوله « فإن كان من قوم
عدو لكم وهو مؤمن فتحرير رقبة مؤمنة » أي إذا كان القتيل مؤمنا ولكن أولياؤه
من الكفار أهل حرب فلا دية لهم وعلى القاتل تحرير رقبة مؤمنة لا غير وقوله « وإن كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق » الآية أي فإن كان القتيل
أولياؤه أهل ذمة أو هدنة فلهم دية قتيلهم فإن كان مؤمنا فدية كاملة وكذا إن كان
كافرا أيضا عند طائفة من العلماء وقيل يجب في الكافر نصف دية المسلم وقيل ثلثها كما
هو مفصل في كتاب الأحكام ويجب أيضا على القاتل تحرير رقبة مؤمنة «
فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين » أي لا إفطار بينهما بل يسرد صومهما إلى
آخرهما فإن أفطر من غير عذر من مرض أو حيض أو نفاس استأنف واختلفوا في السفر هل
يقطع أم لا على قولين وقوله « توبة من الله وكان الله عليما حكيما
» أي هذه توبة القاتل خطأ إذا لم يجد العتق صام شهرين متتابعين واختلفوا
فيمن لا يستطيع الصيام هل يجب عليه إطعام ستين مسكينا كما في كفارة الظهار على
قولين أحدهما نعم كما هو منصوص عليه في كفارة الظهار وإنما لم يذكر ههنا لأن هذا
مقام تهديد وتخويف وتحذير فلا يناسب أن يذكر فيه الإطعام لما فيه من التسهيل
والترخيص والقول الثاني لا يعدل إلى الطعام لأنه لو كان واجبا لما أخر بيانه عن وقت
الحاجة « وكان الله عليما حكيما » قد تقدم تفسيره غير مرة
ثم لما بين تعالى حكم القتل الخطأ شرع في بيان حكم القتل العمد فقال « ومن يقتل مؤمنا متعمدا » الآية وهذا تهديد شديد ووعيد أكيد لمن
تعاطى هذا الذنب العظيم الذي هو مقرون بالشرك بالله في غير ما آية في كتاب الله حيث
يقول سبحانه في سورة الفرقان « والذين لا يدعون مع الله إلها آخر
ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق » الآية وقال تعالى « قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم أن لا تشركوا به شيئا » الآية
والآيات-تحريم القتل-والأحاديث في تحريم القتل كثيرة جدا فمن ذلك ما ثبت في
الصحيحين « خ 6533 م 1678 » عن ابن مسعود قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء وفي الحديث الآخر
الذي رواه أبو داود « 4270 » من رواية عمرو بن الوليد بن
عبيدة المصري عن عبادة بن الصامت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال
المؤمن معنقا صالحا ما لم يصب دما حراما فإذا أصاب دما حراما بلح وفي حديث آخر
لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل رجل مسلم وفي الحديث الآخر لو اجتمع أهل السموات
والأرض على قتل رجل مسلم لأكبهم الله في النار وفي الحديث الآخر من أعان على قتل
مسلم ولو بشطر كلمة جاء يوم القيامة مكتوبا بين عينيه آيس من رحمة الله وقد كان ابن
عباس يرى أنه لا توبة لقاتل المؤمن عمدا وقال البخاري « 4590 »
حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا مغيرة بن النعمان قال سمعت ابن جبير قال اختلف
فيها أهل الكوفة فرحلت إلى ابن عباس فسألته عنها فقال نزلت هذه الآية « ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم » هي آخر ما نزل وما نسخها
شئ وكذا رواه هو أيضا ومسلم « 3023 » والنسائي « 7/85 » من طرق عن شعبة به ورواه أبو داود «
4275 » عن أحمد بن حنبل عن ابن مهدي عن سفيان الثوري عن مغيرة بن النعمان عن
سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله « ومن يقتل مؤمنا متعمدا
فجزاؤهجهنم » فقال ما نسخها شيء وقال ابن جرير حدثنا ابن بشارة حدثنا ابن
عون حدثنا شعبة عن سعيد بن جبير قال قال عبد الرحمن بن أبزى سئل ابن عباس عن قوله
« ومن يقتل مؤمنا متعمدا » الآية قا لم ينسخها شيء وقال في
هذه الآية « والذين لا يدعون مع الله إلها آخر » إلى آخرها
قال نزلت في أهل الشرك وقال ابن جرير أيضا حدثنا ابن حميد حدثنا جرير عن منصور
حدثني سعيد بن جبير أو حدثني الحكم عن سعيد بن جبير قال سألت ابن عباس عن قوله
« ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم » قال إن الرجل إذا
عرف الإسلام وشرائع الإسلام ثم قتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم ولا توبة له فذكرت ذلك
لمجاهد فقال إلا من ندم حدثنا ابن حميد وابن وكيع قالا حدثنا جرير عن يحيى الجابر
عن سالم بن أبي الجعد قال كنا عند ابن عباس بعد ما كف بصره فأتاه رجل فناداه ياعبد
الله بن عباس ما ترى في رجل قتل مؤمنا متعمدا فقال جزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله
عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما قال أفرأيت إن تاب وعمل صالحا ثم اهتدى قال ابن
عباس ثكلته أمه وأني له التوبة والهدى والذي نفسي بيده لقد سمعت نبيكم صلى الله
عليه وآله وسلم يقول ثكلته أمه قاتل مؤمن متعمدا جاء يوم أخذه بيمينه أو بشماله
تشخب أوداجه من قبل عرش الرحمن يلزم قاتله بشماله وبيده الأخرى رأسه يقول يا رب سل
هذا فيم قتلني وأيم الذي نفس عبد الله بيده لقد أنزلت هذه الآية فما نسختها من آية
حتى قبض نبيكم صلى الله عليه وآله وسلم وما نزل بعدها من برهان وقال الإمام أحمد
« 1/240 » حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة سمعت يحيى بن
المجبر يحدث عن سالم بن أبي الجعد عن ابن عباس أن رجلا أتى إليه فقال أرأيت رجلا
قتل رجلا عمدا فقال « جزاؤه جهنم خالدا فيها » الآية قال
لقد نزلت من آخر ما نزل ما نسختها شيء حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
وما نزل وحي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أرأيت إن تاب وآمن وعمل صالحا ثم
اهتدى قال وأني له بالتوبة وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ثكلته أمه
رجل قتل رجلا متعمدا يجئ يوم القيامة آخذا قاتله بيمينه أو بيساره وآخذا رأسه
بيمينه أو بشماله تشخب أوداجه دما من قبل العرش يقول يارب سل عبدك فيم قتلني وقد
رواه النسائي « 7/85 » عن قتيبة وابن ماجه « 2621 » عن محمد بن الصباح عن سفيان بن عيينة عن عمار الدهني
ويحيى الجابر وثابت الثمالي عن سالم بن أبي الجعد عن ابن عباس فذكره وقد روى هذا عن
ابن عباس من طرق كثيرة وممن ذهب إلى أنه لا توبة له من السلف زيد بن ثابت وأبو
هريرة وعبد الله بن عمر وأبو سلمة بن عبد الرحمن وعبيد بن عمير والحسن وقتادة
والضحاك بن مزاحم نقله ابن أبي حاتم وفي الباب أحاديث كثيرة فمن ذلك ما رواه أبو
بكر بن مردويه الحافظ في تفسيره حدثنا دعلج بن أحمد حدثنا محمد بن إبراهيم بن سعيد
البوشنجي « ح » وحدثنا عبد الله بن جعفر وحدثنا إبراهيم بن
فهد قالا حدثنا عبيد بن عبيدة حدثنا معتمر بن سليمان عن أبيه عن الأعمش عن عمرو بن
شرحبيل عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يجئ المقتول متعلقا
بقاتله يوم القيامة آخذا رأسه بيده الأخرى فيقول يا رب سل هذا فيم قتلني قال فيقول
قتلته لتكون العزة لك فيقول فإنها لي قال ويجئ آخر متعلقا بقاتله فيقول رب سل هذا
فيم قتلني قال فيقول قتلته لتكون العزة لفلان قال فإنها ليست له بوء بإثمه قال
فيهوي في النار سبعين خريفا وقد رواه النسائي عن إبراهيم بن المستمر العوفي عن عمرو
بن عاصم عن معتمر بن سليمان به « حديث آخر » قال الإمام
أحمد « 4/99 » حدثنا صفوان بن عيسى حدثنا ثور بن يزيد عن
أبي عون عن أبي إدريس قال سمعت معاوية رضي الله عنه يقول سمعت النبي صلى الله عليه
وسلم يقول كل ذنب عسى الله أن يغفره إلا الرجل يموت كافرا أوالرجل يقتل مؤمنا
متعمدا وكذا رواه النسائي « 7/81 » عن محمد بن المثنى عن
صفوان بن عيسى به وقال ابن مردويه حدثنا عبد الله بن جعفر حدثنا سمويه حدثنا عبد
الأعلى بن مسهر حدثنا صدقة بن خالد حدثنا خالد بن دهقان حدثنا ابن أبي زكريا قال
سمعت أم الدرداء تقول سمعت أبا الدرداء يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول كل ذنب عسى الله أن يغفره إلا من مات مشركا أو من قتل مؤمنا متعمدا وهذا حديث
غريب جدا من هذا الوجه والحمفوظ حديث معاوية المتقدم فالله أعلم ثم روى ابن مردويه
من طريق بقية بن الوليد عن نافع بن يزيد حدثني ابن جبير الأنصاري عن داود بن الحصين
عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قتل مؤمنا متعمدا فقد كفر
بالله عز وجل وهذا حديث منكر أيضا فإسناده متكلم فيه جدا قال الإمام أحمد « 5/288 » حدثنا النضر حدثنا سليمان بن المغيرة حدثنا حميد
قالأتاني أبو العالية أنا وصاحب لي فقال لنا هذا فأنتما أشب شيئا مني وأوعى للحديث
مني فانطلق بنا إلى بشر ابن عاصم فقال له أبو العالية حدث هؤلاء حديثك فقال حدثنا
عقبة بن مالك الليثي قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فأغارت على قوم فشد
مع القوم رجل فأتبعه رجل من السرية شاهرا سيفه فقال الشاد من القوم إني مسلم فلم
ينظر فيما قال فقتله فنمى الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال فيه قولا
شديدا فبلغ القاتل فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب إذ قال القاتل والله ما
قال الذي إلا تعوذا من القتل قال فأعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه وعمن قبله
من الناس وأخذ في خطبته ثم قال أيضا يا رسول الله ما قال الذي قال إلا تعوذا من
القتل فأعرض عنه وعمن قبله من الناس وأخذ في خطبته ثم لم يصبر حتى قال الثالثة
والله يا رسول الله ما قال الذي قال إلا تعوذا من القتل فأقبل عليه رسول الله صلى
الله عليه وسلم تعرف المساءة في وجهه فقال إن الله أبى على من قتل مؤمنا ثلاثا
ورواه النسائي « كبرى 8593 » من حديث سليمان بن المغيرة
والذي عليه الجمهور من سلف الأمة وخلفها أن القاتل له توبة فيما بينه وبين الله عز
وجل فإن تاب وأناب وخشع وخضع وعمل عملا صالحا بدل الله سيآته حسنات وعرض المقتول من
ظلامته وأرضاه عن طلابته قال الله تعالى « والذين لا يدعون مع الله
إلها آخر » إلى قوله « إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا »
الآية وهذا خبر لا يجوز نسخه وحمله على المشركين وحمل هذه الآية على
المؤمنين خلاف الظاهر ويحتاج حمله إلى دليل والله أعلم وقال تعالى « قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله »
الآية وهذا عام في جميع الذنوب من كفر وشرك وشك ونفاق وقتل وفسق وغير ذلك كل
من تاب أي من ذلك تاب الله عليه قال الله تعالى « إن الله لا يغفر
أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء » فهذه الآية عامة في جميع الذنوب ما
عدا الشرك وهي مذكورة في هذه السورة الكريمة بعد هذه الآية وقبلها لتقوية الرجاء
والله أعلم وثبت في الصحيحين « خ 3470 م 2766 » خبر
الإسرائيلي الذي قتل مئة نفس ثم سأل عالما هل لي من توبة فقال ومن يحول بينك وبين
التوبة ثم أرشده إلى بلد يعبد الله فيه فهاجر إليه فمات في الطريق فقبضته ملائكة
الرحمة كما ذكرناه غير مرة وإذا كان هذا في بني إسرائيل فلأن يكون في هذه الأمة
التوبة مقبولة بطريق الأولى والأحرى لأن الله وضع عنا الآصار والأغلال التي كانت
عليهم وبعث نبينا بالحنيفية السمحة فأما الآية الكريمة وهي قوله تعالى « ومن يقتل مؤمنا متعمدا » الآية فقد قال أبو هريرة وجماعة من
السلف هذا جزاؤه إن جازاه وقد رواه ابن مردويه بإسناده مرفوعا من طريق محمد بن جامع
العطار عن العلاء بن ميمون العنبري عن حجاج الأسود عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة
مرفوعا ولكن لا يصح ومعنى هذه الصيغة أن هذا جزاؤه إن جوزى عليه وكذا كل وعيد على
ذنب لكن قد يكون لذلك معارض من أعمال صالحة تمنع وصول ذلك الجزاء إليه على قولي
أصحاب الموازنة والإحباط وهذا أحسن ما يسلك في باب الوعيد والله أعلم بالصواب
وبتقدير دخول القاتل في النار أما على قول ابن عباس ومن وافقه أنه لا توبة له أو
على قول الجمهور حيث لا عمل له صالحا ينجو به فليس بمخلد فيها أبدا بل الخلود هو
المكث الطويل وقد تواترت الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يخرج من
النار من كان في قلبه أدنى مثقال ذرة من إيمان وأما حديث معاوية كل ذنب عسى الله أن
يغفره إلا الرجل يموت كافرا أو الرجل يقتل مؤمنا متعمدا فعسى للترجى فإذا إنتفى
الترجي في هاتين الصورتين لا ينتفى وقوع ذلك في أحدهما وهو القتل لما ذكرنا من
الأدلة وأما من مات كافرا فالنص أن الله لا يغفر له البتة وأما مطالبة المقتول
القاتل يوم القيامة فإنه حق من حقوق الآدميين وهي لا تسقط بالتوبة ولكن لا بد من
ردها إليهم ولا فرق بين المقتول والمسروق منه والمغصوب منه والمقذوف وسائر حقوق
الآدميين فإن الإجماع منعقد على أنها لا تسقط بالتوبة ولكنه لا بد من ردها إليهم في
صحة التوبة فإن تعذر ذلك فلا بد من المطالبة يوم القيامة لكن لا يلزم من وقوع
المطالبة وقوع المجازاة إذ قد يكون للقاتل أعمال صالحة تصرف إلى المقتول أو بعضها
ثم يفضل له أجر يدخل به الجنة أو يعوض الله المقتول بما يشاء من فضله من قصور الجنة
ونعيمها ورفع درجته فيها ونحو ذلك والله أعلم ثم لقاتل العمد أحكام في الدنيا
وأحكام في الآخرة فأما فيالدنيا فتسلط أولياء المقتول عليه قال الله تعالى « ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا » الآية ثم هم مخيرون
بين أن يقتلوا أو يعفوا أو يأخذوا دية مغلظة أثلاثا ثلاثون حقة وثلاثون جذعة
وأربعون خلفة كما هو مقرر في كتب الأحكام واختلف الأئمة هل تجب عليه كفارة عتق رقبة
أو صيام شهرين متتابعين أو إطعام على أحد القولين كما تقدم في كفارة الخطأ على
قولين فالشافعي وأصحابه وطائفة من العلماء يقولون نعم يجب عليه لأنه إذا وجبت عليه
الكفارة في الخطأ فلأن تجب عليه في العمد أولى فطردوا هذا في كفارة اليمين الغموس
واعتذروا بقضاء الصلاة المتروكة عمدا كما أجمعوا على ذلك في الخطأ وأصحاب الإمام
أحمد وآخرون قتل العمد أعظم من أن يكفر فلا كفارة فيه وكذا اليمين الغموس ولا سبيل
لهم إلى الفرق بين هاتين الصورتين وبين الصلاة المتروكة عمدا فإنهم يقولون بوجوب
قضائها إذا تركت عمدا وقد احتج من ذهب إلى وجوب الكفارة في قتل العمد بما رواه
الإمام أحمد « 4/107 » حيث قال حدثنا عارم بن الفضل حدثنا
عبد الله بن المبارك عن إبراهيم بن أبي عبلة عن الغريف بن عياش عن واثلة بن الأسقع
قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم نفر من بني سليم فقالوا إن صاحبا لنا قد أوجب قال
فليعتق رقبة يفدى الله بكل عضو منها عضوا منه من النار وقال أحمد «
3/490 » حدثنا إبراهيم بن إسحاق حدثنا ضمرة بن ربيعة عن إبراهيم بن أبي عبلة
عن الغريف الديلمي قال أتينا واثلة بن الأسقع الليثي فقلنا حدثنا حديثا سمعته من
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في صاحب لنا
قد أوجب فقال اعتقوا عنه يعتق الله بكل عضو منه عضوا منه من النار وكذا رواه أبو
داود « 3964 » والنسائي « كبرى 4891 »
من حديث إبراهيم بن أبي عبلة به ولفظ أبي داود عن الغريف بن الديلمي قال
أتينا واثلة بن الأسقع فقلنا له حدثنا حديثا ليس فيه زيادة ولا نقصان فغضب فقال إن
أحدكم ليقرأ ومصحفه معلق في بيته فيزيد وينقص قلنا إنما أردنا حديثا سمعته من رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في صاحب لنا قد
أوجب يعني النار بالقتل فقال اعتقوا عنه يعتق الله بكل عضو منه عضوا منه من النار



تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة النساء - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة النساء   تفسير سورة النساء - صفحة 2 Emptyالخميس أبريل 05, 2012 8:54 am

94-يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ
فَتَبَيَّنُواْ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ
مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللّهِ مَغَانِمُ
كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُواْ
إِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً
[/b]


قال الإمام أحمد « 1/229 و 272 » حدثنا يحيى بن أبي بكير
وخلف بن الوليد وحسين بن محمد قالوا حدثنا إسرائيل عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس
قال مر رجل من بني سليم بنفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يرعى غنما له فسلم
عليهم فقالوا لا يسلم علينا إلا ليتعوذ منا فعمدوا إليه فقتلوه وأتوا بغنمه النبي
صلى الله عليه وسلم فنزلت هذه الآية « يا أيها الذين آمنوا »
إلى آخرها ورواه الترمذي في التفسير « 3030 » عن عبد
بن حميد عن عبد العزيز بن أبي رزمة عن إسرائيل ثم قال هذا حديث حسن صحيح وفي الباب
عن أسامة بن زيد ورواه الحاكم « 2/235 » من طريق عبيد الله
بن موسى عن إسرائيل به ثم قال صحيح الإسناد ولم يخرجاه ورواه ابن جرير من حديث عبيد
الله بن موسى وعبد الرحيم بن سليمان كلاهما عن إسرائيل به وقال في بعض كتبه غير
التفسير وقد رواه من طريق عبد الرحيم فقط وهذا خبر عندنا صحيح سنده وقد يجب أن يكون
على مذهب الآخرين سقيما لعلل منها أنه لا يعرف له مخرج عن سماك إلا من هذا الوجه
ومنها أن عكرمة في روايته عندهم نظر ومنها أن الذي نزلت فيه هذه الآية عندهم مختلف
فيه فقال بعضهم نزلت في محلم ابن جثامة وقال بعضهم أسامة بن زيد وقيل غير ذلك قلت
وهذا كلام غريب وهو مردود من وجوه أحدها أنه ثابت عن سماك حدث به عنه غير واحد من
الأئمة الكبار الثاني أن عكرمة محتج به في الصحيح الثالث أنه مروى من غير هذا الوجه
عن ابن عباس كما قال البخاري « 4591 » حدثنا علي بن عبد
الله حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن عطاء عن ابن عباس « ولا
تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا » قال قال ابن عباس كان رجل في
غنيمته فلحقه المسلمون فقال السلامعليكم فقتلوه وأخذوا غنيمته فأنزل الله في ذلك
« ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا » قال ابن
عباس عرض الدنيا تلك الغنيمة وقرأ ابن عباس « السلام » وقال
سعيد بن منصور حدثنا منصور عن عمرو بن دينار عن عطاء بن يسار عن ابن عباس قال لحق
المسلمون رجلا في غنيمة له فقال السلام عليكم فقتلوه وأخذوا غنيمته فنزلت « ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا » وقد رواه ابن
جرير وابن أبي حاتم من طريق سفيان بن عيينة به وقد « نقص في الأصل
» في ترجمة أن أخاه فزارا هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أمر
أبيه بإسلامهم وإسلامهم قومهم فلقيته سرية لرسول الله في عماية الليل وكان قد قال
لهم إنه مسلم فلم يقبلوا منه فقتلوه فقال أبوه فقدمت إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم فأعطاني ألف دينار ودية أخرى وسيرني فنزل قوله تعالى « يا
أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله » الآية وأما قصة محلم بن جثامة
فقال الإمام أحمد « 6/11 » رحمه الله حدثنا يعقوب حدثني أبي
عن محمد بن إسحاق حدثنا يزيد بن عبد الله بن قسيط عن القعقاع بن عبد الله بن أبي
حدرد عن أبيه عبد الله بن أبي حدرد رضي الله عنه قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه
وسلم إلى إضم فخرجت في نفر من المسلمين فيهم أبو قتادة الحارث بن ربعي ومحلم بن
جثامة بن قيس فخرجنا حتى إذا كنا ببطن إضم مر بنا عامر بن الأضبط الأشجعي على قعود
له معه متيع له ووطب من لبن فلما مر بنا سلم علينا فأمسكنا عنه وحمل عليه محلم بن
جثامة فقتله لشئ كان بينه وبينه وأخذ بعيره ومتيعه فلما قدمنا على رسول الله صلى
الله عليه وسلم وأخبرناه الخبر نزل فينا « يا أيها الذين آمنوا إذا
ضربتم » إلى قوله « خبيرا » تفرد به أحمد وقال ابن
جرير حدثنا ابن وكيع حدثنا جرير عن ابن إسحاق عن نافع عن ابن عمر قال بعث رسول الله
صلى الله عليه وسلم محلم بن جثامة مبعثا فلقيهم عامر بن الأضبط فحياهم بتحية
الإسلام وكانت بينهم حنة في الجاهلية فرماه محلم بسهم فقتله فجاء الخبر إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم فتكلم فيه عيينة والأقرع فقال الأقرع يا رسول الله سر
اليوم وغر غدا فقال عيينة لا والله حتى تذوق نساؤه من الشكل ماذاق نسائي فجاء محلم
في بردين فجلس بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ليستغفر له فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم لا غفر الله لك فقام وهو يتلقى دموعه ببرديه فما مضت له سابعة حتى
مات ودفنوه فلفظته الأرض فجاؤا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذكروا ذلك له فقال إن
الأرض تقبل من هو شر من صاحبكم ولكن الله أراد أن يعظكم ثم طرحوه بين صدفي جبل
وألقوا عليه الحجارة فنزلت « يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في
سبيل الله فتبينوا » الآية وقال البخاري « 6866 »
قال حبيب بن أبي عمرة عن سعيد عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم للمقداد إذا كان رجل مؤمن يخفى إيمانه مع قوم كفار فأظهر إيمانه فقتله فكذلك
كنت تخفى إيمانك بمكة من قبل هكذا ذكره البخاري معلقا مختصرا وقد روى مطولا موصولا
فقال الحافظ أبو بكر البزار « 2202 » حدثنا حماد بن على
البغدادي حدثنا جعفر بن سلمة حدثنا أبو بكر بن علي بن مقدم حدثنا حبيب بن أبي عمرة
عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فيها
المقداد بن الأسود فلما أتوا القوم وجدوهم قد تفرقوا وبقى رجل له مال كثير لم يبرح
فقال أشهد أن لا إله إلا الله وأهوى إليه المقداد فقتله فقال له رجل من أصحابه
أقتلت رجلا شهد أن لا إله إلا الله والله لأذكرن ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فلما
قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا يا رسول الله إن رجلا شهد أن لا إله
إلا الله فقتله المقداد فقال أدعوا لي المقداد يا مقداد أقتلت رجلا يقول لا إله إلا
الله فكيف لك بلا إله إلا الله غدا قال فأنزل الله « يا أيها الذين
آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا
تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم
فتبينوا » فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للمقداد كان رجل مؤمن يخفى
إيمانه مع قوم كفار فأظهر إيمانه فقتلته وكذلك كنت تخفى إيمانك بمكة قبل وقوله
« فعند الله مغانم كثيرة » أي خير مما رغبتم فيه من عرض
الحياة الدنيا الذي حملكم على قتل مثل هذا الذي ألقى إليكم السلام وأظهر لكم
الإيمان فتغافلتم عنه واتهمتموه بالمصانعة والتقية لتبتغوا عرض الحياة الدنيا فما
عند الله من الرزق الحلال خير لكم من مال هذا وقوله « كذلك كنتم من
قبل فمنالله عليكم » أي قد كنتم من قبل هذه الحال كهذا الذي يسر إيمانه
ويخفيه من قومه كما تقدم في الحديث المرفوع آنفا وكما قال تعالى «
واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض » الآية وهذا مذهب سعيد بن جبير لما
رواه الثوري عن حبيب بن أبي عمرة عن سعيد بن جبير في قوله « كذلك
كنتم من قبل » تخفون إيمانكم في المشركين ورواه عبد الرزاق عن ابن جريج
أخبرني عبد الله بن كثير عن سعيد بن جبير في قوله « كذلك كنتم من
قبل » تستخفون بإيمانكم كما استخفى هذا الراعي بإيمانه وهذا إختيار ابن جرير
وقال ابن أبي حاتم وذكر عن قيس عن سالم عن سعيد بن جبير قوله «
كذلك كنتم من قبل » لم تكونوا مؤمنين « فمن الله عليكم »
أي تاب عليكم فحلف أسامة لا يقاتل رجلا يقول لا إله إلا الله بعد ذلك الرجل
وما لقى من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه وقوله « فتبينوا »
تأكيد لما تقدم وقوله « إن الله كان بما تعملون خبيرا »
قال سعيد بن جبير هذا تهديد ووعيد


تفسير ابن
كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة النساء - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة النساء   تفسير سورة النساء - صفحة 2 Emptyالخميس أبريل 05, 2012 8:58 am

95-لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ
وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ
اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ
دَرَجَةً وَكُـلاًّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ
عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً
[/b]




. انظر تفسير الآية 96





96-دَرَجَاتٍ مِّنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللّهُ غَفُوراً
رَّحِيماً
[/b]




قال البخاري « 4593 » حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة عن
أبي إسحاق عن البراء قال لما نزلت « لا يستوي القاعدون من المؤمنين
» دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم زيدا فكتبها فجاء ابن أم مكتوم فشكا
ضرارته فأنزل الله « غير أولي الضرر » «
4594 » حدثنا محمد بن يوسف عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء قال لما نزلت
« لا يستوي القاعدون من المؤمنين » قال النبي صلى الله عليه
وسلم أدع فلانا فجاءه ومعه الدواة واللوح والكتف فقال أكتب « لا
يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله » وخلف النبي صلى الله
عليه وسلم ابن مكتوم فقال يا رسول الله أنا ضرير فنزلت مكانها « لا
يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله » قال
البخاري أيضا « 4592 » حدثنا إسماعيل بن عبد الله حدثني
إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان عن ابن شهاب حدثني سهل بن سعد الساعدي أنه رأى
مروان بن الحكم في المسجد قال فأقبلت حتى جلست إلى جنبه فأخبرنا أن زيد بن ثابت
أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أملي علي « لا يستوي
القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله » فجاءه ابن مكتوم وهو يمليها
علي قال يا رسول الله والله لو أستطيع الجهاد لجاهدت وكان أعمى فأنزل الله على
رسوله صلى الله عليه وسلم وكان فخذه على فخذي فثقلت علي حتى خفت أن ترض فخذي ثم سرى
عنه فأنزل الله « غير أولي الضرر » تفرد به البخاري دون
مسلم وقد روى من وجه آخر عند الإمام أحمد « 5/190 » عن زيد
فقال حدثنا سليمان بن داود أنبأنا عبد الرحمن عن أبي الزناد عن أبيه عن خارجة بن
زيد قال قال زيد بن ثابت إني قاعد إلى جنب النبي صلى الله عليه وسلم إذ أوحى إليه
وغشيته السكينة قال فرفع فخذي حين غشيته السكينة قال زيد فلا والله ما وجدت شيئا قط
أثقل من فخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم سرى عنه فقال أكتب يا زيد فأخذت كتفا
فقال أكتب « لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون »
إلى قوله « أجرا عظيما » فكتبت ذلك في كتف فقام حين
سمعها ابن أم مكتوم وكان رجلا أعمى فقال حين سمع فضيلة المجاهدين يا رسول الله وكيف
بمن لا يستطيع الجهاد ومن هو أعمى وأشباه ذلك قال زيد فوالله ما قضى كلامه أو ما هو
إلا أن قضى كلامه غشيت النبي صلى الله عليه وسلم السكينة فوقعت فخذه على فخذي فوجدت
من ثقلها كما وجدت المرة الأولى ثم سرى عنه فقال اقرأ فقرأت عليه «
لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون » فقال النبي صلى الله عليه وسلم
« غير أولي الضرر » قال زيد فألحقتها فوالله كأني أنظر إلى
ملحقها عند صدع كان في الكتف ورواه أبو داود « 2507 » عن
سعيد بن منصور عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن خارجة بن زيد بن ثابت عن
أبيه به نحوه وقال عبد الرزاق أنبأنا معمر أنبأنا الزهري عن قبيصة بن ذؤيب عن زيد
بن ثابت قال كنت أكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أكتب «
لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله » فجاء عبد الله بن
أم مكتوم فقال يا رسول الله إني أحب الجهاد في سبيل الله ولكن بيمن الزمانة ما قد
ترى قد ذهب بصري قال زيد فثقلت فخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم على فخذي حتى خشيت
أن ترضها ثم سرى عنه ثم قال أكتب « لا يستوي القاعدون من المؤمنين
غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله » رواه ابن أبي حاتم وابن جرير وقال
عبد الرزاق أخبرني ابن جريج أخبرني عبد الكريم هو ابن مالك الجزري أن مقسما مولى
عبد الله بن الحارث أخبره أن ابن عباس أخبره « لا يستوي القاعدون
من المؤمنين » عن بدر والخارجون إلى بدر انفرد به البخاري «
4595 » دون مسلم وقد رواه الترمذي « 3032 » من طريق
حجاج عن ابن جريج عن عبد الكريم عن مقسم عن ابن عباس قال « لا
يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر » عن بدر والخارجون إلى بدر ولما
نزلت غزوة بدر قال عبد الله بن جحش وابن أم مكتوم إنا أعميان يا رسول الله فهل لنا
رخصة فنزلت « لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر »
وفضل الله المجاهدين على القاعدين درجة فهؤلاء القاعدون غير أولي الضرر
« وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما درجات منه »
على القاعدين من المؤمنين غير أولي الضرر هذا لفظ الترمذي ثم قال هذا حديث
حسن غريب من هذا الوجه فقوله « لا يستوي القاعدون من المؤمنين »
كان مطلقا فلما نزل بوحي سريع « غير أولي الضرر »
صار ذلك مخرجا لذوي الأعذار المبيحة لترك الجهاد من العمى والعرج والمرضى عن
مساواتهم للمجاهدين في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم ثم أخبر تعالى بفضيلة المجاهدين
على القاعدين قال ابن عباس غير أولي الضرر وكذا ينبغي أن يكون لما ثبت في صحيح
البخاري « 2838 » من طريق زهير بن معاوية عن حميد عن أنس أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن بالمدينة أقواما ما سرتم من مسير ولا قطعتم من
واد إلا وهم معكم فيه قالوا وهم بالمدينة يا رسول الله قال نعم حبسهم العذر وهكذا
رواه أحمد « 3/103 » عن محمد بن أبي عدي عن حميد عن أنس به
وعلقه البخاري « 2839 » مجزوما ورواه أبو داود « 2508 » عن حماد بن سلمة عن حميد عن موسى بن أنس بن مالك عن أبيه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لقد تركتم بالمدينة أقواما ما سرتم من مسير ولا
أنفقتم من نفقة ولا قطعتم من واد إلا وهم معكم فيه قالوا وكيف يا رسول الله يكونون
معنا فيه قال نعم حبسهم العذر لفظ أبي داود وفي هذا المعنى قال الشاعر-ياراحلين إلى
البيت العتيق لقد سرتم جسوما وسرنا نحن أرواحا**إنا أقمنا على عذر وعن قدر ومن أقام
على عذر فقد راحا-وقوله « وكلا وعد اللهالحسنى » أي الجنة
والجزاء الجزيل وفيه دلالة على أن الجهاد ليس بفرض عين بل هو فرض على الكفاية قال
تعالى « وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما » ثم
أخبر سبحانه بما فضلهم به من الدرجات في غرف الجنان العاليات ومغفرة الذنوب والزلات
وأحوال الرحمة والبركات إحسانا منه وتكريما ولهذا قال « درجات منه
ومغفرة ورحمة وكان الله غفورا رحيما » وقد ثبت في الصحيحين « م 1884 » عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال إن في الجنة مئة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيله ما بين كل درجتين كما بين
السماء والأرض وقال الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عن عبد الله بن مسعود قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من رمى بسهم فله أجره درجة فقال رجل يا رسول الله
وما الدرجة فقال أما إنها ليست بعتبة أمك ما بين الدرجتين مئة عام



تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة النساء - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة النساء   تفسير سورة النساء - صفحة 2 Emptyالخميس أبريل 05, 2012 9:07 am

97-إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ
فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالْوَاْ أَلَمْ
تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَـئِكَ مَأْوَاهُمْ
جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيراً
[/b]


. انظر تفسير الآية 100



98-إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ لاَ
يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلاَ يَهْتَدُونَ سَبِيلاً
[/b]


. انظر تفسير الآية 100







]99-فَأُوْلَـئِكَ عَسَى اللّهُ أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللّهُ عَفُوّاً
غَفُوراً
[/b]


. انظر تفسير الآية 100




100-وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَماً
كَثِيراً وَسَعَةً وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللّهِ
وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلى اللّهِ
وَكَانَ اللّهُ غَفُوراً رَّحِيماً
[/b]


-قال البخاري « 4596 » حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ
حدثنا حيوة وغيره قالا حدثنا محمد بن عبد الرحمن أبو الأسود قال قطع على أهل
المدينة بعث فاكتتبت فيه فلقيت عكرمة مولى ابن عباس فأخبرته فنهاني عن ذلك أشد
النهي قال أخبرني ابن عباس أن ناسا من المسلمين كانوا مع المشركين يكثرون سوادهم
على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي السهم يرمي به فيصيب أحدهم فيقتله أو
يضرب عنقه فيقتل فأنزل الله « إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي
أنفسهم » رواه الليث عن أبي الأسود وقال ابن أبي حاتم حدثنا أحمد بن منصور
الرمادي حدثنا أبو أحمد يعني الزبيري حدثنا محمد بن شريك المكي حدثنا عمرو بن دينار
عن عكرمة عن ابن عباس قال كان قوم من أهل مكة أسلموا وكانوا يستخفون بالإسلام
فأخرجهم المشركون يوم بدر معهم فأصيب بعضهم قال المسلمون كان أصحابنا مسلمين
وأكرهوا فاستغفروا لهم فنزلت « إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي
أنفسهم » الآية قال فكتب إلى من بقى من المسلمين بهذه الآية لا عذر لهم قال
فخرجوا فلحقهم المشركون فأعطوهم التقية فنزلت هذه الآية « ومن
الناس من يقول آمنا بالله » الآية قال عكرمة نزلت هذه الآية في شباب من قريش
كانوا تكلموا بالإسلام بمكة منهم على بن أمية بن خلف وأبو قيس بن الوليد بن المغيرة
وأبو منصور بن الحجاج والحارث بن زمعة قال الضحاك نزلت في ناس من المنافقين تخلفوا
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة وخرجوا مع المشركين يوم بدر فأصيبوا فيمن
أصيب فنزلت هذه الآية الكريمة عامة في كل من أقام بين ظهراني المشركين وهو قادر على
الهجرة وليس متمكنا من إقامة الدين فهو ظالم لنفسه مرتكب حراما بالإجماع وبنص هذه
الآية حيث يقول تعالى « إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم »
أي بترك الهجرة « قالوا فيم كنتم » أي لم مكثتم
هاهنا وتركتم الهجرة « قالوا كنا مستضعفين في الأرض » أي لا
نقدر على الخروج من البلد ولا الذهاب في الأرض « قالوا ألم تكن أرض
الله واسعة » الآية وقال أبو داود « 2787 » حدثنا
محمد بن داود بن سفيان حدثني يحيى بن حسان أخبرنا سليمان بن موسى أبو داود حدثنا
جعفر بن سعد بن سمرة بن جندب حدثني خبيب بن سليمان عن أبيه سليمان بن سمرة عن سمرة
بن جندب أما بعد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من جامع المشرك وسكن معه فإنه
مثله وقال السدي لما أسر العباس وعقيل ونوفل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
للعباس أفد نفسك وابن أخيك فقال يا رسول الله ألم نصل إلى قبلتك ونشهدشهادتك قال يا
عباس إنكم خاصمتم فخصمتم ثم تلا عليه هذه الآية ألم تكن أرض الله واسعة رواه ابن
أبي حاتم وقوله « إلا المستضعفين » إلى آخر الآية هذا عذر
من الله لهؤلاء في ترك الهجرة وذلك أنهم لا يقدرون على التخلص من أيدي المشركين ولو
قدروا ما عرفوا يسلكون الطريق ولهذا قال « لا يستطيعون حيلة ولا
يهتدون سبيلا » قال مجاهد وعكرمة والسدي يعني طريقا وقوله تعالى « فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم » أي يتجاوز عنهم بترك الهجرة
وعسى موجبة « وكان الله غفورا رحيما » قال البخاري « 4598 » حدثنا أبو نعيم حدثنا شيبان عن يحيى عن أبي سلمة عن أبي
هريرة قال بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي العشاء إذ قال سمع الله لمن حمده
ثم قال قبل أن يسجد اللهم أنج عياش ابن أبي ربيعة اللهم أنج سلمة بن هشام اللهم أنج
الوليد بن الوليد اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين اللهم أشدد وطأتك على مضر الهم
اجعلها عليهم سنين كسني يوسف وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا أبو معمر المقرئ
حدثني عبد الوارث حدثنا علي بن زيد عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم رفع يده بعد ما سلم وهو مستقبل القبلة فقال اللهم خلص الوليد بن
الوليد وعياش بن أبي ربيعة وسلمة بن هشام وضعفة المسلمين الذين لا يستطيعون حيلة
ولا يهتدون سبيلا من أيدي الكفار وقال ابن جرير حدثنا المثنى حدثنا حجاج حدثنا حماد
عن علي بن زيد عن عبد الله أو إبراهيم بن عبد الله القرشي عن أبي هريرة أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو في دبر صلاة الظهر اللهم خلص الوليد وسلمة بن
هشام وعياش ابن أبي ربيعة وضعفة المسلمين من أيدي المشركين الذين لا يستطيعون حيلة
ولا يهتدون سبيلا ولهذا الحديث شاهد في الصحيح من غير هذا الوجه كما تقدم وقال عبد
الرزاق أنبأنا ابن عيينة عن عبيد الله بن أبي يزيد قال سمعت ابن عباس يقول كنت أنا
وأمي من المستضعفين من النساء والولدان وقال البخاري « 4597 »
أنبأنا النعمان حدثنا حماد بن زيد عن أيوب ابن أبي مليكة عن ابن عباس « إلا المستضعفين » قال كنت أنا وأمي ممن عذر الله عز وجل وقوله
« ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغما كثيرا وسعة »
وهذا تحريض على الهجرة وترغيب في مفارقة المشركين وأن المؤمن حيثما ذهب
وجدعنهم مندوحة وملجأ يتحصن فيه والمراغم مصدر تقول العرب راغم فلان قومه مراغما
ومراغمة قال نابغة بن جعدة-كطود يلاذ بأركانه عزيز المراغم والمهرب-وقال ابن عباس
المراغم التحول من أرض إلى أرض وكذا روى عن الضحاك والربيع بن أنس والثوري وقال
مجاهد مراغما كثيرا يعني متزحزحا عما يكره وقال سفيان بن عيينة مراغما كثيرا يعني
بروجا والظاهر والله أعلم أنه المنع الذي يتخلص به ويراغم به الأعداء قوله « وسعة » يعني الرزق قاله غير واحد منهم قتادة حيث قال في قوله
« يجد في الأرض مراغما كثيرا وسعة » أي من الضلالة إلى
الهدى ومن القلة إلى الغنى وقوله « ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى
الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله » أي ومن يخرج من منزله
بنية الهجرة فمات في أثناء الطريق فقد حصل له عند الله ثواب من هاجر كما ثبت في
الصحيحين « خ 1 م 1907 » وغيرهما من الصحاح والمسانيد
والسنن من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري عن محمد بن إبراهيم التيمي عن علقمة بن أبي
وقاص الليثي عن عمر بن الخطاب قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إنما
الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى
الله ورسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أوامرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر
إليه وهذا عام في الهجرة وفي جميع الأعمال ومنه الحديث الثابت في الصحيحين « خ 3470 م 2766 » في الرجل الذي قتل تسعة وتسعين نفسا ثم أكمل
بذلك العابد المئة ثم سأل عالما هل له من توبة فقال له ومن يحول بينك وبين التوبة
ثم أرشده إلى أن يتحول من بلده إلى بلد أخرى يعبد الله فيه فلما ارتحل من بلده
مهاجرا إلى البلد الأخرى أدركه الموت في أثناء الطريق فاختصمت فيه ملائكة الرحمة
وملائكة العذاب فقال هؤلاء إنه جاء تائبا وقال هؤلاء إنه لم يصل بعد فأمروا أن
يقيسوا ما بين الأرضين فإلى أيهما كان أقرب فهو منها فأمر الله هذه أن تقترب من هذه
وهذه أن تبعد فوجدوه أقرب إلى الأرض التي هاجر إليها بشبر فقبضته ملائكة الرحمة وفي
رواية أنه لما جاءه الموت ناء بصدره إلى الأرض التي هاجر إليها وقال الإمام أحمد
« 4/36 » حدثنا يزيد بن هارون حدثنا محمد بن إسحاق عن محمد
بن إبراهيم عن محمد بن عبد الله بن عتيك عن أبيه عبد الله بن عتيك قال سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول من خرج من بيته مجاهدا في سبيل الله ثم قال وأين
المجاهدون في سبيل الله فخر عن دابته فمات فقد وقع أجره على الله أو لدغته دابة
فمات فقد وقع أجره على الله أو مات حتف أنفه فقد وقع أجره على الله يعني بحتف أنفه
على فراشه والله إنها لكلمة ما سمعتها من أحد من العرب قبل رسول الله صلى الله عليه
وسلم ومن قتل قعصا فقد استوجب المآب وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبو زرعة حدثنا عبد
الرحمن بن عبد الملك بن شيبة الحزامي حدثني عبد الرحمن بن المغيرة الحزامي عن
المنذر بن عبد الله عن هشام بن عروة عن أبيه أن الزبير بن العوام قال هاجر خالد بن
حزام إلى أرض الحبشة فنهشته حية في الطريق فمات فنزلت فيه « ومن
يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله وكان
الله غفورا رحيما » فقال الزبير فكنت أتوقعه وأنتظر قدومه وأنا بأرض الحبشة
فما أحزنني شيء حزن وفاته حين بلغني لأنه قل أحد ممن هاجر من قريش إلا ومعه بعض
أهله أو ذوي رحمه ولم يكن معي أحد من بني أسد بن عبد العزى ولا أرجو غيره وهذا
الأثر غريب جدا فإن هذه القصة مكية ونزول هذه الآية مدني فلعله أراد أنها تعم حكمه
مع غيره وإن لم يكن ذلك سبب النزول والله أعلم وقال ابن أبي حاتم حدثنا سليمان بن
داود مولى عبد الله بن جعفر حدثنا سهل بن عثمان حدثنا عبد الرحمن بن سليمان حدثنا
الأشعث هو ابن سوار عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال خرج ضمرة بن
جندب إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فمات في الطريق قبل أن يصل إلى
رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فنزلت « ومن يخرج من بيته
مهاجرا إلى الله ورسوله » الآية وحدثنا أبي حدثنا عبد الله بن رجاء أنبأنا
إسرائيل عن سالم عن سعد بن جبير عن أبي ضمرة بن العيص الزرقي الذي كان مصاب البصر
وكان بمكة فلما نزلت « إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان
لا يستطيعون حيلة » فقلت إني لغني وإني لذو حيلة فتجهز يريد النبي صلى الله
عليه وسلم فأدركه الموت بالتنعيم فنزلت هذه الآية « ومن يخرج من
بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركهالموت » الآية وقال الطبراني حدثنا
الحسن بن عروبة البصري حدثنا حيوة بن شريح الحمصي حدثنا بقية بن الوليد حدثنا ابن
ثوبان عن أبيه حدثنا مكحول عن عبد الرحمن بن غنم الأشعري أنبأنا أبو مالك قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله قال من إنتدب خارجا في سبيلي غازيا
إبتغاء وجهي وتصديق وعدي وإيمانا برسلي فهو في ضمان على الله إما أن يتوفاه بالجيش
فيدخله الجنة وإما أن يرجع في ضمان الله وإن طالب عبدا فنغصه حتى يرده إلى أهله مع
ما نال من أجر أو غنيمة ونال من فضل الله فمات أو قتل أو رفصته فرسه أو بعيره أو
لدغته هامة أو مات على فراشه بأي حتف شاء الله فهو شهيد وروى أبو داود من حديث بقية
من فضل الله إلى آخره وزاد بعد قوله فهو شهيد وإن له الجنة وقال الحافظ أبو يعلى
« 6357 » حدثنا إبراهيم بن زياد سبلان حدثنا أبو معاوية
حدثنا محمد بن إسحاق عن جميل بن أبي ميمونة عن عطاء بن يزيد الليثي عن أبي هريرة
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من خرج حاجا فمات كتب له أجر الحاج إلى يوم
القيامة ومن خرج معتمرا فمات كتب له أجر المعتمر إلى يوم القيامة ومن خرج غازيا في
سبيل الله فمات كتب له أجر الغازي إلى يوم القيامة وهذا حديث غريب من هذا الوجه



تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة النساء - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة النساء   تفسير سورة النساء - صفحة 2 Emptyالخميس أبريل 05, 2012 6:36 pm

101-وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن
تَقْصُرُواْ مِنَ الصَّلاَةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ
إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُواْ لَكُمْ عَدُوّاً مُّبِيناً
[/b]


يقول تعالى « وإذا ضربتم في الأرض » أي سافرتم في البلاد
كما قال تعالى « علم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض
يبتغون من فضل الله » الآية وقوله « فليس عليكم جناح أن
تقصروا من الصلاة » أي تخففوا فيها إما من كميتها بأن تجعل الرباعية ثنائية
كما فهمه الجمهور من هذه الآية واستدلوا بها على قصر الصلاة في السفر على إختلافهم
في ذلك فمن قائل لابد أن يكون سفر طاعة من جهاد أو حج أو عمرة أو طلب علم أو زيارة
أو غير ذلك كما هو مروى عن ابن عمر وعطاء ويحيى عن مالك ففي رواية عنه نحوه لظاهر
قوله إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا ومن قائل لا يشترط سفر الفرية بل لابد أن يكون
مباحا لقوله فمن أضطر في مخمصة غير متجانف لإثم الآية كما أباح له تناول الميتة مع
الاضطرار بشرط أن لا يكون عاصيا بسفره وهذا قول الشافعي وأحمد وغيرهما من الأئمة
وقد قال أبو بكر بن أبي شيبة « 2/448 » حدثنا وكيع عن
الأعمش عن إبراهيم قال جاء رجل فقيل يا رسول الله إني رجل تاجر أختلف إلى البحرين
فأمره أن يصلي ركعتين فهذا مرسل ومن قائل يكفي مطلق السفر سواء كان مباحا أو محظورا
حتى لو خرج لقطع الطريق وإخافة السبيل ترخص لوجود مطلق السفر وهذا قول أبي حنيفة
والثوري وداود لعموم الآية وخالفهم الجمهور وأما قوله تعالى « إن
خفتم أن يفتنكم الذين كفروا » فقد يكون هذا خرج مخرج الغالب حال نزول هذه
الآية فإن في مبدأ الإسلام بعد الهجرة كان غالب أسفارهم مخوفة بل ما كانوا ينهضون
إلا إلى غزو عام أو في سرية خاصة وسائر الأحياء حرب على الإسلام وأهله والمنطوق إذا
خرج مخرج الغالب أو على حادثة فلا مفهوم له كقوله تعالى « ولا
تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا » وكقوله تعالى «
وربائبكم اللاتي في حجوركم من نسائكم » الآية-قصر الصلاة-وقال الإمام أحمد
« 1/25 » حدثنا ابن إدريس حدثنا ابن جريج عن أبي عمار عن
عبد الله بن بابية عن يعلى بن أمية قال سألت عمر بن الخطاب قلت له قوله « ليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا »
وقد أمن الناس فقال لي عمر بن الخطاب رضي الله عنه عجبت مما عجبت منه فسألت
رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته
وهكذا رواه مسلم « 686 » وأهل السنن « د
1199 ت 3034 س 3/116 جه 1065 » من حديث ابن جريج عن عبد الرحمن بن عبد الله
بن أبي عمار به وقال الترمذي هذا حديث حسن صحيح وقال علي بن المديني هذا حديث حسن
صحيح من حديث عمرو لا يحفظ إلا من هذا الوجه ورجاله معروفون وقال أبو بكر بن أبي
شيبة حدثنا أبو نعيم حدثنا مالك بن مغول عن أبي حنظة الحذاء قال سألت ابن عمر عن
صلاة السفر فقال ركعتان فقلت أين قوله « إن خفتم أن يفتنكم الذين
كفروا » ونحن آمنونفقال سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال ابن مردويه
حدثنا عبد الله بن محمد بن عيسى حدثنا علي بن محمد بن سعيد حدثنا منجاب حدثنا شريك
عن قيس بن وهب عن أبي الوداك قال سألت ابن عمر عن ركعتين في السفر فقال هي رخصة
نزلت من السماء فإن شئتم فردوها وقال أبو بكر بن أبي شيبة « 2/448
» حدثنا يزيد بن هارون حدثنا ابن عون عن ابن سيرين عن ابن عباس قال صلينا مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم بين مكة والمدينة ونحن آمنون لا نخاف بينهما ركعتين
ركعتين وهكذا رواه النسائي « 3/117 » عن محمد بن عبد الأعلى
عن خالد الحذاء عن عبد الله بن عون به قال أبو عمر بن عبد البر وهكذا رواه أيوب
وهشام ويزيد بن إبراهيم التستري عن محمد بن سيرين عن ابن عباس رضي الله عنهما عن
النبي صلى الله عليه وسلم مثله قلت وهكذا رواه الترمذي « 547 »
والنسائي « 3/117 » جميعا عن قتيبة عن هشيم عن منصور
عن زاذان عن محمد بن سيرين عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من المدينة
إلى مكة لا يخاف إلا رب العالمين فصلى ركعتين ثم قال الترمذي صحيح وقال البخاري
« 1081 » حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث حدثنا يحيى بن
أبي إسحاق قال سمعت أنسا يقول خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة
إلى مكة فكان يصلي ركعتين ركعتين حتى رجعنا إلى المدينة قلت أقمتم بمكة شيئا قال
أقمنا بها عشرا وهكذا أخرجه بقية الجماعة « م 693 د 1233 س 3/121
جه 1077 » من طرق عن يحيى بن أبي إسحاق الحضرمي به وقال الإمام أحمد « 4/306 » حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن حارثة بن وهب
الخزاعي قال صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم الظهر والعصر بمنى أكثر ما كان الناس
وآمنه ركعتين رواه الجماعة « خ 1083 م 696 ت 882 د 1965 س 3/119 »
سوى ابن ماجه من طرق عن ابن أبي إسحاق السبيعي عنه به ولفظ البخاري « 1083 » حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة أنبأنا أبو إسحاق سمعت
حارثة بن وهب قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم آمن ما كان بمنى ركعتين
وقال البخاري « 1082 » حدثنا مسدد حدثنا يحيى حدثنا عبيد
الله أخبرني نافع عن عبد الله بن عمر قال صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
ركعتين وأبي بكر وعمر وعثمان صدرا من إمارته ثم أتمها وكذا رواه مسلم « 694 » من حديث يحيى بن سعيد القطان به وقال البخاري « 1084 » حدثنا قتيبة حدثنا عبد الواحد عن الأعمش حدثنا إبراهيم
سمعت عبد الرحمن بن يزيد يقول صلى بنا عثمان بن عفان رضي الله عنه بمنى أربع ركعات
فقيل في ذلك لعبد الله بن مسعود رضي الله عنه فاسترجع ثم قال صليت مع رسول الله صلى
الله عليه وسلم بمنى ركعتين وصليت مع أبي بكر بمنى ركعتين وصليت مع عمر بن الخطاب
بمنى ركعتين فليت حظي من أربع ركعات ركعتان متقبلتان ورواه البخاري « 1657 » أيضا من حديث الثوري عن الأعمش به وأخرجه مسلم « 695 » من طرق عنه منها عن قتيبة كما تقدم فهذه الأحاديث دالة
صريحا على أن القصر ليس من شرطه وجود الخوف ولهذا قال من قال من العلماء إن المراد
من القصر ههنا إنما هو قصر الكيفية لا الكمية وهو قول مجاهد والضحاك والسدي كما
سيأتي بيانه واعتضدوا أيضا بما رواه الإمام مالك « 1/146 »
عن صالح بن كيسان عن عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت فرضت
الصلاة ركعتين ركعتين في السفر والحضر فأقرت صلاة السفر وزيد في صلاة الحضر وقد روى
هذا الحديث البخاري « 350 » عن عبد الله بن يوسف التنيسي
ومسلم « 684 » عن يحيى بن يحيى وأبو داود «
1198 » عن القعنبي والنسائي « 1/225 » عن قتيبة
أربعتهم عن مالك به قالوا فإذا كان أصل الصلاة في السفر هي الثنتين فكيف يكون
المراد بالقصر ههنا قصر الكمية لأن ما هو الأصل لا يقال فيه « فليس
عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة » وأصرح من ذلك دلالة على هذا ما رواه
الإمام أحمد « 1/37 » حدثنا وكيع حدثنا سفيان وعبد الرحمن
حدثنا سفيان عن زبيد اليامي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عمر رضي الله عنه قال
صلاة السفر ركعتان وصلاة الأضحى ركعتان وصلاة الفطر ركعتان وصلاة الجمعة ركعتان
تمام غير قصر على لسان محمد صلى الله عليه وسلم وهكذا رواه النسائي « 3/111 » وابن ماجه « 1063 » وابن حبان
في صحيحه « 2783 » من طرق عن زبيد اليامي به وهذا إسناد على
شرط مسلم وقد حكم مسلم في مقدمة كتابه بسماع ابن أبي ليلى عن عمر وقد جاء مصرحا به
في هذا الحديث وفي غيره وهو الصواب إن شاء الله وإن كان يحيى بن معين وأبو حاتم
والنسائي قد قالوا إنه لم يسمع منه وعلى هذا أيضا فقال فقد وقع في بعض طرق أبو يعلى
الموصلي من طريق الثوري عن زبيد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن الثقة عن عمر فذكره
وعند ابن ماجه من طريق يزيد بن زياد بن أبي الجعد عن زبيد عن عبد الرحمن عن كعب بن
عجرة عن عمر به فالله أعلم وقد روى مسلم في صحيحه « 687 »
وأبو داود « 1247 » والنسائي «
1/226 » وابن ماجه « 1068 » من حديث أبي عوانة
الوضاح بن عبد الله اليشكريزاد مسلم والنسائي وأيوب بن عائذ كلاهما عن بكير بن
الأخنس عن مجاهد عن عبد الله بن عباس قال فرض الله الصلاة على لسان نبيكم محمد صلى
الله عليه وسلم في الحضر أربعا وفي السفر ركعتين وفي الخوف ركعة فكما يصلي في الحضر
قبلها وبعدها فكذلك يصلي في السفر ورواه ابن ماجه « 1072 »
من حديث أسامة بن زيد عن طاوس نفسه فهذا ثابت عن ابن عباس رضي الله عنهما
ولا ينافي ما تقدم عن عائشة رضي الله عنها لأنها أخبرت أن أصل الصلاة ركعتان ولكن
زيد في صلاة الحضر فلما استقر ذلك صح أن يقال إن فرض صلاة الحضر أربع كما قاله ابن
عباس والله أعلم لكن اتفق حديث ابن عباس وعائشة على أن صلاة السفر ركعتان وأنها
تامة غير مقصورة كما هو مصرح به في حديث عمر رضي الله عنه وإذا كان كذلك فيكون
المراد بقوله تعالى « فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة »
قصر الكيفية كما في صلاة الخوف ولهذا قال « إن خفتم أن
يفتنكم الذين كفروا » الآية ولهذا قال بعدها « وإذا كنت
فيهم فأقمت لهم الصلاة » الآية فبين المقصود من القصر ههنا وذكر صفته
وكيفيته ولهذا لما عقد البخاري كتاب صلاة الخوف صدره بقوله تعالى «
وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة » إلى قوله « إن الله أعد للكافرين عذابا مهينا » وهكذا قال جويبر عن الضحاك
في قوله « فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة » قال ذاك
عند القتال يصلي الرجل الراكب تكبيرتين حيث كان وجهه وقال أسباط عن السدي في قوله
« وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن
خفتم » الآية أن الصلاة إذا صليت ركعتين في السفر فهي تمام التقصير لا يحل
إلا أن يخاف من الذين كفروا أن يفتنوه عن الصلاة فالتقصير ركعة وقال ابن أبي نجيح
عن مجاهد « فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة » يوم كان
النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه بعسفان والمشركون بضجنان فتوافقوا فصلى النبي صلى
الله عليه وسلم بأصحابه صلاة الظهر أربع ركعات بركوعهم وسجودهم وقيامهم معا جميعا
فهم بهم المشركون أن يغيروا على أمتعتهم وأثقالهم روى ذلك ابن أبي حاتم ورواه ابن
جرير عن مجاهد والسدي وعن جابر وابن عمر واختار ذلك أيضا فإنه قال بعد ما حكاه من
الأقوال في ذلك وهو الصواب وقال ابن جرير حدثني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم
حدثنا ابن أبي فديك حدثنا ابن أبي ذئب عن ابن شهاب عن أمية بن عبد الله بن خالد بن
أسيد أنه قال لعبد الله بن عمر إنا نجد في كتاب الله قصر صلاة الخوف ولا نجد قصر
صلاة المسافرفقال عبد الله إنا إذا وجدنا نبينا صلى الله عليه وسلم يعمل عملا عملنا
به فقد سمى صلاة الخوف مقصورة وحمل الآية عليها لا على قصر صلاة المسافر وأقره ابن
عمر على ذلك واحتج على قصر الصلاة في السفر بفعل الشارع لا بنص القرآن وأصرح من هذا
ما رواه ابن جرير أيضا حدثنا أحمد بن الوليد القرشي حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة
عن سماك الحنفي قال سألت ابن عمر عن صلاة السفر فقال ركعتان تمام غير قصر إنما
القصر في صلاة المخافة فقلت وما صلاة المخافة فقال يصلي الإمام بطائفة ركعة ثم يجيء
هؤلاء إلى مكان هؤلاء وهؤلاء إلى مكان هؤلاء فيصلي بهم ركعة فيكون للإمام ركعتان
ولكل طائفة ركعة ركعة


تفسير ابن كثير_أبو الفداء
إسماعيل بن كثير

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة النساء - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة النساء   تفسير سورة النساء - صفحة 2 Emptyالخميس أبريل 05, 2012 6:39 pm

102-وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاَةَ فَلْتَقُمْ طَآئِفَةٌ
مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُواْ فَلْيَكُونُواْ
مِن وَرَآئِكُمْ وَلْتَأْتِ طَآئِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّواْ فَلْيُصَلُّواْ
مَعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ
لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم
مَّيْلَةً وَاحِدَةً وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ
أَوْ كُنتُم مَّرْضَى أَن تَضَعُواْ أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُواْ حِذْرَكُمْ إِنَّ
اللّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُّهِيناً
[/b]




صفة صلاة الخوف-صلاة الخوف أنواع كثيرة فإن العدو تارة يكون تجاه القبلة وتارة
يكون في غير صوبها والصلاة تكون رباعية وتارة تكون ثلاثية كالمغرب وتارة تكون
ثنائية كالصبح وصلاة السفر ثم تارة يصلون جماعة وتارة يلتحم الحرب فلا يقدرون على
الجماعة بل يصلون فرادى مستقبلي القبلة وغير مستقبليها ورجالا وركبانا ولهم أن
يمشوا والحالة هذهويضربوا الضرب المتتابع في متن الصلاة ومن العلماء من قال يصلون
والحالة هذه ركعة واحدة لحديث ابن عباس المتقدم وبه قال أحمد بن حنبل قال المنذري
في الحواشي وبه قال عطاء وجابر والحسن ومجاهد والحكم وقتادة وحماد وإليه ذهب طاوس
والضحاك وقد حكى أبو عاصم العبادي عن محمد بن نصر المروزي أنه يرى رد الصبح إلى
ركعة في الخوف وإليه ذهب ابن حزم أيضا وقال إسحاق بن راهويه أما عند المسابقة
فيجزيك ركعة واحدة تومئ بها إيماء فإن لم تقدر فسجدة واحدة لأنها ذكر الله وقال
آخرون يكفي تكبيرة واحدة فلعله أراد ركعة واحدة كما قاله الإمام أحمد ابن حنبل
وأصحابه وبه قال جابر بن عبد الله وعبد الله بن عمر وكعب وغير واحد من الصحابة
والسدي ورواه ابن جرير ولكن الذين حكوه إنما حكوه على ظاهره في الاجتزاء بتكبيرة
واحدة كما هو مذهب إسحاق بن راهويه وإليه ذهب الأمير عبد الوهاب ابن بخت المكي حتى
قال فإن لم يقدر على التكبيرة فلا يتركها في نفسه يعني بالنية رواه سعيد بن منصور
في سننه عن إسماعيل بن عياش عن شعيب بن دينار عنه فالله أعلم ومن العلماء من أباح
تأخير الصلاة لعذر القتال والمناجزة كما أخر النبي صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب
الظهر والعصر فصلاهما بعد الغروب ثم صلى بعدهما المغرب ثم العشاء «
خ 596 م 631 » وكما قال بعدها يوم بني قريظة حين جهز إليهم الجيش لا يصلين
أحد منكم العصر إلا في بني قريظة فأدركتهم الصلاة في أثناء الطريق فقال منهم قائلون
لم يرد منا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا تعجيل المسير ولم يرد منا تأخير
الصلاة عن وقتها فصلوا الصلاة لوقتها في الطريق وأخر آخرون منهم صلاة العصر فصلوها
في بني قريظة بعد الغروب ولم يعنف رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدا من الفريقين
« خ 946 م1770 » وقد تكلمنا على هذا في كتاب السيرة وبينا
أن الذين صلوا العصر لوقتها أقرب إلى إصابة الحق في نفس الأمر وإن كان الآخرون
معذورين أيضا والحجة ههنا في عذرهم في تأخير الصلاة لأجل الجهاد والمبادرة إلى حصار
الناكثين للعهد من الطائفة الملعونة اليهود وأما الجمهور فقالوا هذا كله منسوخ
بصلاة الخوف فإنها لم تكن نزلت بعد فلما نزلت نسخ تأخير الصلاة لذلك وهذا أبين في
حديث أبي سعيد الخدري الذي رواه الشافعي رحمه الله وأهل السنن ولكن يشكل عليه ما
حكاه البخاري في صحيحه « صلاة الخوف » حيث قال « باب الصلاة عند مناهضة الحصون ولقاء العدو » قال الأوزاعي إن
كان تهيأ الفتح ولم يقدروا على الصلاة صلوا إيماء كل امرئ لنفسه فإن لم يقدروا على
الإيماء أخروا الصلاة حتى ينكشف القتال أو يأمنوا فيصلوا ركعتين فإن لم يقدروا صلوا
ركعة وسجدتين فإن لم يقدروا فلا يجزيهم التكبير ويؤخرونها حتى يأمنوا وبه قال مكحول
وقال أنس ابن مالك حضرت عند مناهضة حصن تستر عند اضاءة الفجر واشتد اشتعال القتال
فلم يقدروا على الصلاة فلم نصل إلا بعد إرتفاع النهار فصليناها ونحن مع أبي موسى
ففتح لنا قال أنس وما يسرني بتلك الصلاة الدنيا وما فيها إنتهى ما ذكره ثم أتبعه
بحديث تأخير الصلاة يوم الأحزاب ثم بحديث أمره إياهم أن لا يصلوا العصر إلا في بني
قريظة وكأنه المختار لذلك والله أعلم ولمن جنح إلى ذلك له أن يحتج بصنيع أبي موسى
وأصحابه يوم فتح تستر فإنه يشتهر غالبا ولكن كان ذلك في إمارة عمر بن الخطاب ولم
ينقل أنه أنكر عليهم ولا احد من الصحابة والله أعلم قال هؤلاء وقد كانت صلاة الخوف
مشروعة في الخندق لأن غزوة ذات الرقاع كانت قبل الخندق في قول جمهور علماء السير
والمغازي وممن نص على ذلك محمد بن إسحاق وموسى بن عقبة والواقدي ومحمد بن سعد كاتبه
وخليفة بن الخياط وغيرهم وقال البخاري وغيره وكانت ذات الرقاع بعد الخندق لحديث أبي
موسى « خ 4128 » وما قدم إلا في خيبر والله أعلم والعجب كل
العجب أن المزني وأبا يوسف القاضي وإبراهيم بن إسماعيل بن علية ذهبوا إلى أن صلاة
الخوف منسوخة بتأخيره عليه الصلاة والسلام يوم الخندق وهذا غريب جدا وقد ثبتت
الأحاديث بعد الخندق بصلاة الخوف وهل تأخير الصلاة يومئذ على ما قاله مكحول
والأوزاعي أقوى والله أعلم-فقوله تعالى « وإذا كنت فيهم فأقمت لهم
الصلاة » أي إذا صليت بهم إماما في صلاة الخوف وهذه حالة غير الأولى فإن تلك
قصرها إلى ركعة كما دل عليه الحديث فرادى ورجالا وركبانا مستقبلي القبلة وغير
مستقبليها ثم ذكر حال الإجتماع والإئتمام بإمام واحد وما أحسن ما استدل به من ذهب
إلى وجوب الجماعة من هذه الآية الكريمة حيث اغتفرت أفعال كثيرة لأجل الجماعة فلولا
أنها واجبة ما ساغ ذلك وأمامن استدل بهذه الآية على أن صلاة الخوف منسوخة بعد النبي
صلى الله عليه وسلم لقوله « وإذا كنت فيهم » فبعده تفوت هذه
الصفة فإنه استدلال ضعيف ويرد عليه مثل قول مانعي الزكاة الذين احتجوا بقوله « خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم »
قالوا فنحن لا ندفع زكاتنا بعده صلى الله عليه وسلم إلى أحد بل نخرجها نحن
بأيدينا على من نراه ولا ندفعها إلا إلى من صلاته أي دعاؤه سكن لنا ومع هذا رد
عليهم الصحابة وأبوا عليهم هذا الإستدلال وأجبروهم على أداء الزكاة وقاتلوا من
منعها منهم-الأحاديث الواردة في صلاة الخوف-ولنذكر سبب نزول هذه الآية الكريمة أولا
قبل ذكر صفتها قال ابن جرير حدثني المثنى حدثنا إسحاق حدثنا عبد الله بن هاشم
أنبأنا سيف عن أبي روق عن أبي أيوب عن علي رضي الله عنه قال سأل قوم من بني النجار
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله إنا نضرب في الأرض فكيف نصلي
فأنزل الله عز وجل « وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح أن
تقصروا من الصلاة » ثم انقطع الوحي فلما كان بعد ذلك بحول غزا النبي صلى
الله عليه وسلم فصلى الظهر فقال المشركون لقد أمكنكم محمد وأصحابه من ظهورهم هلا
شددتم عليهم فقال قائل منهم إن لهم أخرى مثلها في أثرها قال فأنزل الله عز وجل بين
الصلاتين « إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا » الآيتين فنزلت
صلاة الخوف وهذا سياق غريب جدا ولكن لبعضه شاهد من رواية أبي عياش الزرقي واسمه زيد
بن الصامت رضي الله عنه عن الإمام أحمد وأهل السنن فقال الإمام أحمد « 4/59 » حدثنا عبد الرزاق حدثنا الثوري عن منصور عن مجاهد عن أبي
عياش الزرقي قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعسفان فاستقبلنا المشركون
عليهم خالد بن الوليد بيننا وبين القبلة فصلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
الظهر فقالوا لقد كانوا على حال لو أصبنا غرتهم ثم قالوا يأتي عليهم الآن صلاة هي
أحب إليهم من أبنائهم وأنفسهم قال فنزل جبريل بهذه الآيات بين الظهر والعصر « وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة » قال فحضرت فأمرهم رسول الله
صلى الله عليه وسلم فأخذوا السلاح قال فصفنا خلفه صفين قال ثم ركع فركعنا جميعا ثم
سجد النبي صلى الله عليه وسلم بالصف الذي يليه والآخرون قيام يحرسونهم فلما سجدوا
وقاموا جلس الآخرون فسجدوا في مكانهم ثم تقدم هؤلاء إلى مصاف هؤلاء ثم هؤلاء إلى
مصاف هؤلاء ثم ركع فركعوا جميعا ثم رفع فرفعوا جميعا ثم سجد النبي صلى الله عليه
وسلم والصفالذي يليه والآخرون قيام يحرسونهم فلما جلسوا جلس الآخرون فسجدوا ثم سلم
عليهم ثم إنصرف قال فصلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم مرتين مرة بعسفان ومرة
بأرض بني سليم ثم رواه أحمد « 4/60 » عن غندر عن شعبة عن
منصور به نحوه وهكذا رواه أبو داود « 1236 » عن سعيد بن
منصور عن جرير بن عبد الحميد والنسائي « 3/176 » من حديث
شعبة وعبد العزيز بن عبد الصمد كلهم عن منصور به وهذا إسناد صحيح وله شواهد كثيرة
من ذلك ما رواه البخاري « 944 » حيث قال حدثنا حيوة بن شريح
حدثنا محمد بن حرب عن الزبيدي عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن
عباس رضي الله عنهما قال قام النبي صلى الله عليه وسلم وقام الناس معه فكبروا
وكبروا معه وركع وركع ناس منهم ثم سجدوا وسجدوا معه ثم قام للثانية فقام الذين
سجدوا وحرسوا إخوانهم وأتت الطائفة الأخرى فركعوا وسجدوا معه والناس كلهم في الصلاة
ولكن يحرس بعضهم بعضا وقال ابن جرير حدثنا ابن بشار حدثنا معاذ بن هشام حدثني أبي
عن قتادة عن سليمان بن قيس اليشكري أنه سأل جابر بن عبد الله عن إقصار الصلاة أي
يوم أنزل أو أي يوم هو فقال جابر إنطلقنا نتلقى عيرا لقريش آتية من الشام حتى إذا
كنا بنخلة جاء رجل من القوم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد هل
تخافني قال لا قال فمن يمنعك مني قال الله يمنعني منك قال فسل السيف ثم تهدده
وأوعده ثم نادى بالترحل وأخذ السلاح ثم نودي بالصلاة فصلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم بطائفة من القوم وطائفة أخرى تحرسهم فصلى بالذين يلونه ركعتين ثم تأخر الذين
يلونه على أعقابهم فقاموا في مصاف أصحابهم ثم جاء الآخرون فصلى بهم ركعتين فيومئذ
أنزل الله في إقصار الصلاة وأمر المؤمنين بأخذ السلاح رواه الإمام أحمد « 3/390 » فقال حدثنا سريج حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن سليمان
بن قيس اليشكري عن جابر بن عبد الله قال قاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم محارب
حفصة فجاء رجل منهم يقال له غرث بن الحارث حتى قام على رسول الله صلى الله عليه
وسلمبالسيف فقال من يمنعك مني قال الله فسقط السيف من يده فأخذه رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقال ومن يمنعك مني قال كن خير آخذ قال أتشهد أن لا إله إلا الله وأني
رسول الله قال لا ولكن أعاهدك أن لا أقاتلك ولا أكون مع قوم يقاتلونك فخلى سبيله
فقال جئتكم من عند خير الناس فلما حضرت الصلاة صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
صلاة الخوف فكان الناس طائفتين طائفة بإزاء العدو وطائفة صلوا مع رسول الله صلى
الله عليه وسلم فصلى بالطائفة الذين معه ركعتين وانصرفوا فكانوا مكان الطائفة الذين
كانوا بإزاء العدو ثم إنصرف الذين كانوا بإزاء العدو فصلوا مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم ركعتين فكان لرسول الله صلى الله عليه وسلم أربع ركعات وللقوم ركعتين
ركعتين تفرد به من هذا الوجه وقال ابن أبي حاتم حدثنا أحمد بن سنان حدثنا أبو قطن
عمرو بن الهيثم حدثنا المسعودي عن يزيد الفقير قال سألت جابر بن عبد الله عن
الركعتين في السفر أقصرهما فقال الركعتان في السفر تمام إنما اقتصر واحدة عند
القتال بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في قتال إذ أقيمت الصلاة فقام
رسول الله صلى الله عليه وسلم فصف بطائفة وطائفة وجهها قبل العدو فصلى بهم ركعة
وسجد بهم سجدتين ثم الذين خلفوا انطلقوا إلى أولئك فقاموا مقامهم ومكانهم نحو ذا
وجاء أولئك فقاموا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بهم ركعة وسجد بهم سجدتين
ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس وسلم وسلم الذين خلفه وسلم أولئك فكانت
لرسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين وللقوم ركعة ركعة ثم قرأ «
وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة » الآية وقال الإمام أحمد «
3/298 » حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن الحكم عن يزيد الفقير عن جابر بن
عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بهم صلاة الخوف فقام صف بين يديه وصف
خلفه فصلى بالذين خلفه ركعة وسجدتين ثم تقدم هؤلاء حتى قاموا في مقام أصحابهم وجاء
أولئك حتى قاموا في مقام هؤلاء فصلى بهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ركعة
وسجدتين ثم سلم فكانت للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ركعتين ولهم ركعة ورواه
النسائي « 3/174 » من حديث شعبة ولهذا الحديث طرق عن جابر
وهو في صحيح مسلم « 840 » من وجه آخر بلفظ آخر وقد رواه عن
جابر جماعة كثيرون في الصحيح والسنن والمسانيد وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا
نعيم بن حماد حدثنا عبد الله بن المبارك أنبأنا معمر عن الزهري عن سالم عن أبيه قال
« وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة » قال هي صلاة الخوف صلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم بإحدى الطائفتين ركعة والطائفة الأخرى مقبلة على
العدو وأقبلت الطائفة الأخرى التي كانت مقبلة على العدو فصلى بهم رسول الله صلى
الله عليه وسلم ركعة أخرى ثم سلم بهم ثم قامت كل طائفة منهم فصلت ركعة ركعة « خ4133 م 839 » وهذا الحديث رواه الجماعة في كتبهم من طريق معمر
به ولهذا الحديث طرق كثيرة عن الجماعة من الصحابة وقد أجاد الحافظ أبو بكر بن
مردويه في سرد طرقه وألفاظه وكذا ابن جرير ولنحرره في كتاب الأحكام الكبير إن شاء
الله وبه الثقة وأما الأمر بحمل السلاح في صلاة الخوف فمحمول عند طائفة من العلماء
على الوجوب لظاهر الآية وهو أحد قولي الشافعي ويدل عليه قول الله تعالى « ولا جناح عليكم إن كان بكم أذى من مطر أو كنتم مرضى أن تضعوا أسلحتكم
وخذوا حذركم » أي بحيث تكونون على أهبة إذا احتجتم إليها لبستموها بلا كلفة
« إن الله أعد للكافرين عذابا مهينا »


تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة النساء - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة النساء   تفسير سورة النساء - صفحة 2 Emptyالخميس أبريل 05, 2012 6:42 pm

103-فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاَةَ فَاذْكُرُواْ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً
وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ إِنَّ
الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَّوْقُوتاً
[/b]


. انظر تفسير الآية 104






104-وَلاَ تَهِنُواْ فِي ابْتِغَاء الْقَوْمِ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ
فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللّهِ مَا لاَ
يَرْجُونَ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً
[/b]


يأمر الله تعالى بكثرة الذكر عقيب صلاة الخوف وإن كان مشروعا مرغبا فيه أيضا بعد
غيرها ولكن ههنا آكد لما وقع فيها من التخفيف في أركانها ومن الرخصة في الذهاب فيها
والإياب وغير ذلك مما ليس يوجد في غيرها كما قال تعالى في الأشهر الحرم « فلا تظلموا فيهن أنفسكم » وإن كان هذا منهيا عنه في غيرها ولكن
فيها آكد لشدة حرمتهاوعظمها ولهذا قال تعالى « فإذا قضيتم الصلاة
فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم » أي في سائر أحوالكم ثم قال تعالى
« فإذا اطمأننتم فأقيموا الصلاة » أي فإذا أمنتم وذهب الخوف
وحصلت الطمأنينة « فأقيموا الصلاة » أي فأتموها وأقيموها
كما أمرتم بحدودها وخشوعها وركوعها وسجودها وجميع شؤنها وقوله تعالى « إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا » قال ابن عباس أي
مفروضا وقال أيضا إن للصلاة وقتا كوقت الحج وكذا روى عن مجاهد وسالم بن عبد الله
وعلي بن الحسين ومحمد بن علي والحسن ومقاتل والسدي وعطية العوفي قال عبد الرزاق عن
معمر عن قتادة « إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا »
قال ابن مسعود إن للصلاة وقتا كوقت الحج وقال زيد بن اسلم «
إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا » قال منجما كلما مضى نجم جاء نجم
يعني كلما مضى وقت جاء وقت وقوله « ولا تهنوا في إبتغاء القوم »
أي تضعفوا في طلب عدوكم بل جدوا فيهم وقاتلوهم واقعدوا لهم كل مرصد « إن تكونوا تألمون فإنهم يالمون كما تألمون » أي كما يصيبكم
الجراح والقتل كذلك يحصل لهم كما قال تعالى « إن يمسسكم قرح فقد مس
القوم قرح مثله » ثم قال تعالى « وترجون من الله ما لا
يرجون » أي أنتم وإياه سواء فيما يصيبكم وإياهم من الجراح والآلام ولكن أنتم
ترجون من الله المثوبة والنصر والتأييد كما وعدكم إياه في كتابه وعلى لسان رسوله
صلى الله عليه وسلم وهو وعد حق وخبر صدق وهم لا يرجون شيئا من ذلك فأنتم أولى
بالجهاد منهم وأشد رغبة فيه وفي إقامة كلمة الله وإعلائها « وكان
الله عليما حكيما » أي هو أعلم وأحكم فيما يقدره ويقضيه وينفذه ويمضيه من
أحكامه الكونية والشرعية وهو المحمود على كل حال


تفسير
ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة النساء - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة النساء   تفسير سورة النساء - صفحة 2 Emptyالخميس أبريل 05, 2012 6:45 pm

105-إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ
النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيماً
[/b]




. انظر تفسير الآية 109








106-وَاسْتَغْفِرِ اللّهَ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً [/b]


. انظر تفسير الآية 109






107-وَلاَ تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ
يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّاناً أَثِيماً
[/b]


. انظر تفسير الآية 109







108-يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللّهِ وَهُوَ
مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللّهُ بِمَا
يَعْمَلُونَ مُحِيطاً
[/b]


. انظر تفسير الآية 109






109-هَاأَنتُمْ هَـؤُلاء جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَن
يُجَادِلُ اللّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَم مَّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ
وَكِيلاً
[/b]


يقول تعالى مخاطبا لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم « إنا أنزلنا
إليك الكتاب بالحق » أي هو حق من الله وهو يتضمن الحق في خبره وطلبه وقوله
« لتحكم بين الناس بما أراك الله » احتج به من ذهب من علماء
الأصول إلى أنه كان صلى الله عليه وسلم له أن يحكم بالإجتهاد بهذه الآية وبما ثبت
في الصحيحين « خ2680 م 1713 » عن هشام بن عروة عن أبيه عن
زينب بنت أم سلمة عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع جلبة خصم بباب
حجرته فخرج إليهم فقال ألا إنما أنا بشر وإنما أقضي بنحو مما أسمع ولعل أحدكم أن
يكون ألحن بحجته من بعض فأقضى له فمن قضيت له بحق مسلم فإنما هي قطعة من النار
فليحملها أو ليذرها وقال الإمام أحمد « 6/320 » حدثنا وكيع
حدثنا أسامة بن زيد عن عبد الله بن رافع عن أم سلمة قالت جاء رجلان من الأنصار
يختصمان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في مواريث بينهما قد درست ليس عندهما
بينة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنكم تختصمون إلي وإنما أنا بشر ولعل بعضكم
أن يكون ألحن بحجته من بعض وإنما أقضي بينكم على نحو ما أسمع فمن قضيت له من حق
أخيه شيئا فلا يأخذه فإنما أقطع له قطعة من النار يأتي بها إسطاما في عنقه يوم
القيامة فبكى الرجلان وقال كل منهما حقي لأخي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
أما إذا قلتما فاذهبا فاقتسما ثم توخي الحق بينكما ثم استهما ثم ليحلل كل منكما
صاحبه وقد رواه أبو داود « 3584 » من حديث أسامة بن زيد به
وزاد إني إنما أقضي برأي فيما لم ينزل علي فيه وقد روى ابن مردويه من طريق العوفي
عن ابن عباس أن نفرا من الأنصار غزوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض
غزواتهفسرقت درع لأحدهم فأظن بها رجلا من الأنصار فأتى صاحب الدرع رسول الله صلى
الله عليه وسلم فقال إن طعمة ابن أبيرق سرق درعي فلما رأى السارق ذلك عمد إليها
فألقاها في بيت رجل برئ وقال لنفر من عشيرته إني غيبت الدرع وألقيتها في بيت فلان
وستوجد عنده فانطلقوا إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم ليلا فقالوا يا نبي الله إن
صاحبنا برئ وإن صاحب الدرع فلان وقد أحطنا بذلك علما فاعذر صاحبنا على رؤس الناس
وجادل عنه فإنه إن لم يعصمه الله بك يهلك فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فبرأه
وعذره على رؤس الناس فأنزل الله « إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق
لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما واستغفر الله إن الله كان
غفورا رحيما ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم » الآية ثم قال تعالى للذين
أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم مستخفين بالكذب « يستخفون من
الناس ولا يستخفون من الله » الآيتين يعني الذين أتوا رسول الله صلى الله
عليه وسلم مستخفين يجادلون عن الخائنين ثم قال عز وجل « ومن يعمل
سوءا أو يظلم نفسه » الآية يعني الذين أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم
مستخفين بالكذب ثم قال « ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئا
فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا » يعني السارق والذين جادلوا عن السارق وهذا
سياق غريب وقد ذكر مجاهد وعكرمة وقتادة والسدي وابن زيد وغيرهم في هذه الآية أنها
نزلت في سارق بني أبيرق على إختلاف سياقاتهم وهي متقاربة وقد روى هذه القصة محمد بن
إسحاق مطولة فقال أبو عيسى الترمذي عند تفسير هذه الآية من جامعه «
3036 » وابن جرير في تفسيره حدثنا الحسن بن أحمد بن أبي شعيب أبو مسلم
الحراني حدثنا محمد بن سلمة الحراني حدثنا محمد بن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة
عن أبيه عن جده قتادة بن النعمان رضي الله عنه قال كان أهل بيت منا يقال لهم بنو
أبيرق بشر وبشير ومبشر وكان بشير رجلا منافقا يقول الشعر يهجو به أصحاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم ثم ينحله لبعض العرب ثم يقول قال فلان كذا وكذا وقال فلان كذا
وكذا فإذا سمع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك الشعر قالوا والله ما يقول
هذا الشعر إلا هذا الرجل الخبيث أو كما قال الرجل وقالوا ابن الأبيرق قالها قالوا
وكانوا أهل بيت حاجة وفاقة في الجاهلية والإسلام وكان الناس إنما طعامهم بالمدينة
التمر والشعير وكان الرجل إذا كان له يسار فقدمت ضافطة من الشام من الدرمك إبتاع
الرجل منها فخص بها نفسه وأما العيال فإنما طعامهم التمر والشعير فقدمت ضافطة من
الشام فابتاع عمي رفاعة بن زيد حملا من الدرمك فجعله في مشربة له وفي المشربة سلاح
ودرع وسيف فعدي عليه من تحت البيت فنقبت المشربة وأخذ الطعام والسلاح فلما أصبح
أتاني عمي رفاعة فقال يا ابن أخي إنه قد عدي علينا في ليلتنا هذه فنقبت مشربتنا
فذهب بطعامنا وسلاحنا قال فتحسسنا في الدار وسألنا فقيل لنا قد رأينا بني أبيرق
واستوقدوا في هذه الليلة ولا نرى فيما نرى إلا على بعض طعامكم قال وكان بنو أبيرق
قالوا ونحن نسأل في الدار والله ما نرى صاحبكم إلا لبيد بن سهل رجل منا له صلاح
وإسلام فلما سمع لبيد اخترط سيفه وقال أنا أسرق والله ليخالطنكم هذا السيف أو
لنبينن هذه السرقة قالوا إليك عنا أيها الرجل فما أنت بصاحبها فسألنا في الدار حتى
لم نشك أنهم أصحابها فقال لي عمي يا ابن أخي لو أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
فذكرت ذلك له قال قتادة فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت إن أهل بيت منا
أهل جفاء عمدوا إلى عمي رفاعة بن زيد فنقبوا مشربة له وأخذوا سلاحه وطعامه فليردوا
علينا سلاحنا فأما الطعام فلا حاجة لنا فيه فقال النبي صلى الله عليه وسلم سآمر في
ذلك فلما سمع بذلك بنو أبيرق أتوا رجلا منهم يقال له أسيد بن عروة فكلموه في ذلك
فاجتمع في ذلك أناس من أهل الدار فقالوا يا رسول الله إن قتادة بن النعمان وعمه
عمدا إلى أهل بيت منا أهل إسلام وصلاح يرمونهم بالسرقة من غير بينة ولا ثبت قال
قتادة فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فكلمته فقال عمدت إلى أهل بيت ذكر منهم إسلام
وصلاح ترميهم بالسرقة على غير ثبت ولا بينة قال فرجعت ولوددت أني خرجت من بعض مالي
ولم أكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك فأتاني عمي رفاعة فقال يا ابن أخي ما
صنعت فأخبرته بما قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الله المستعان فلم نلبث
أن نزل القرآن « إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما
أراك الله ولا تكن للخائنينخصيما » يعني بني أبيرق «
واستغفر الله » أي مما قلت لقتادة « إن الله كان غفورا
رحيما ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم » إلى قوله «
رحيما » أي لو استغفروا الله لغفر لهم « ومن يكسب إثما فإنه
يكسبه على نفسه » إلى قوله « إثما مبينا » قوله
للبيد « ولولا فضل الله عليك ورحمته » إلى قوله « فسوف نؤتيه أجرا عظيما » فلما نزل القرآن أتى رسول الله صلى
الله تعالى عليه وعلى آله وسلم بالسلاح فرده إلى رفاعة فقال قتادة لما أتيت عمي
بالسلاح وكان شيخا قد أو عشى أو عسا الشك من أبي عيسى في الجاهلية وكنت أرى إسلامه
مدخولا فلما أتيه بالسلاح قال يا ابن أخي هي في سبيل الله فعرفت أن إسلامه كان
صحيحا فلما نزل القرآن لحق بشير بالمشركين فنزل على سلافة بنت سعد ابن سمية فأنزل
الله تعالى « ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير
سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا إن الله لا يغفر أن يشرك به
ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا » فلما نزل
على سلاقة بنت سعد هجاها حسان بن ثابت بأبيات من شعر فأخذت رحله فوضعته على رأسها
ثم خرجت به فرمته في الأبطح ثم قالت أهديت لي شعر حسان ما كنت تأتيني بخير لفظ
الترمذي هذا حديث غريب لا نعلم أحدا أسنده غير محمد بن سلمة الحراني وروى يونس بن
بكير وغير واحد عن محمد بن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة مرسلا لم يذكروا فيه عن
أبيه عن جده ورواه ابن أبي حاتم عن هاشم بن القاسم الحراني عن محمد بن سلمة به
ببعضه ورواه ابن المنذر في تفسيره حدثنا محمد بن إسماعيل يعني الصائغ حدثنا الحسن
بن أحمد بن أبي شعيب الحراني حدثنا محمد بن سلمة فذكره بطوله ورواه أبو الشيخ
ألاصبهاني في تفسيره عن محمد بن العباس بن أيوب والحسن بن يعقوب كلاهما عن الحسن بن
أحمد بن أبي شعيب الحراني عن محمد بن سلمة به ثم قال في آخره قال محمد بن سلمة سمع
مني هذا الحديث يحيى بن معين وأحمد بن حنبل وإسحاق ابن إسرائيل وقد روى هذا الحديث
الحاكم أبوعبد الله النيسابوري في كتابه المستدرك « 4/385 »
عن ابن العباس الأصم عن أحمد بن عبد الجبار العطاردي عن يونس بن بكير عن
محمد بن إسحاق بمعناه أتم منه وفيه الشعر ثم قال وهذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم
يخرجاه وقوله تعالى « يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله »
الآية هذا إنكار على المنافقين في كونهم يستخفون بقبائحهم من الناس لئلا
ينكروا عليهم ويجاهارون الله بها لأنه مطلع على سرائرهم وعالم بما في ضمائرهم ولهذا
قال « وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول وكان الله بما
يعملون محيطا » تهديد لهم ووعيد ثم قال تعالى « ها أنتم
هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا » الآية أي هب أن هؤلاء إنتصروا في
الدنيا بما أبدوه أو أبدى لهم عند الحكام الذين يحكمون بالظاهر وهم متعبدون بذلك
فماذا يكون صنيعهم يوم القيامة بين يدي الله تعالى الذي يعلم السر وأخفى ومن ذا
الذي يتوكل لهم يومئذ يوم القيامة في ترويج دعواهم أي لا أحد يومئذ يكون لهم وكيلا
ولهذا قال « أم من يكون عليهم وكيلا »


تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
 
تفسير سورة النساء
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 2 من اصل 4انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» تفسير سورة المائده
» تفسير سورة الانعام
» تفسير سورة الأعراف
» تفسير سورة اٌل عمران
» تفسير سورة الفاتحة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
رسائل الإسلام :: القران الكريم-
انتقل الى: