كاتب الموضوع | رسالة |
---|
Admin Admin
عدد المساهمات : 794 تاريخ التسجيل : 25/11/2011
| موضوع: رد: تفسير سورة الانعام الأحد يوليو 01, 2012 5:12 am | |
| 137-وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلاَدِهِمْ شُرَكَآؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُواْ عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ
يقول تعالى وكما زينت الشياطين لهؤلاء أن يجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا كذلك زينوا لهم قتل أولادهم خشية الإملاق ووأد البنات خشية العار قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس كذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم زينوا لهم قتل أولادهم وقال مجاهد شركاؤهم شياطينهم يأمرونهم أن يئدوا أولادهم خشية العيلة وقال السدي أمرتهم الشياطين أن يقتلوا البنات وأما ليردوهم فيهلكوهم وأما ليلبسوا عليهم دينهم أي فيخلطون عليهم دينهم ونحو ذلك قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم وقتادة وهذا كقوله تعالى « وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداوهو كظيم يتوارى من القوم من سوء ما بشر به » الآية وكقوله « وإذا المؤودة سئلت بأي ذنب قتلت » وقد كانوا أيضا يقتلون الأولاد من الإملاق وهو الفقر أو خشية الإملاق إن يحصل لهم في تلف المال وقد نهاهم عن قتل أولادهم لذلك وإنما كان هذا كله من تزيين الشياطين وشرعهم ذلك قوله تعالى « ولو شاء الله ما فعلوه » أي كان هذا واقع بمشيئته تعالى وإرادته واختياره لذلك كونا وله الحكمة التامة في ذلك فلا يسأل عما يفعل وهم يسئلون « فذرهم وما يفترون » أي فدعهم واجتنبهم وما هم فيه فسيحكم الله بينك وبينهم
تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير
| |
|
| |
Admin Admin
عدد المساهمات : 794 تاريخ التسجيل : 25/11/2011
| موضوع: رد: تفسير سورة الانعام الأحد يوليو 01, 2012 5:14 am | |
| 138-وَقَالُواْ هَـذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لاَّ يَطْعَمُهَا إِلاَّ مَن نّشَاء بِزَعْمِهِمْ وَأَنْعَامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا وَأَنْعَامٌ لاَّ يَذْكُرُونَ اسْمَ اللّهِ عَلَيْهَا افْتِرَاء عَلَيْهِ سَيَجْزِيهِم بِمَا كَانُواْ يَفْتَرُونَ
قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس الحجر الحرام مما حرموا من الوصيلة وتحريم ما حرموا وكذلك قال مجاهد والضحاك والسدي وقتادة وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم وغيرهما وقال قتادة « وقالوا هذه أنعام وحرث حجر » تحريم كان عليهم من الشياطين في أموالهم وتغليظ وتشديد ولم يكن من الله تعالى وقال ابن زيد بن أسلم « حجر » إنما احتجروها لآلهتهم وقال السدي « لا يطعمها إلا من نشاء بزعمهم » يقولون حرام أن يطعم إلا من شئنا وهذه الآية الكريمة كقوله تعالى « قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا قل آلله لكم أم على الله يفترون » وكقوله تعالى « ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب وأكثرهم لا يعقلون » وقال السدي أما الأنعام التي حرمت ظهورها فهي البحيرة والسائبة والوصيلة والحام وأما الأنعام التي لا يذكرون اسم الله عليها لا إذا ولدوها ولا إن نحروها وقال أبو بكر بن عياش عن عاصم بن أبي النجود قال لي أبو وائل أتدري ما في قوله « وأنعام حرمت ظهورها وأنعام لا يذكرون اسم الله عليها » قلت لا قال هي البحيرة كانوا لا يحجون عليها وقال مجاهد كان من إبلئهم طائفة لا يذكرون اسم الله عليها ولا في شيء من شأنها لا إن ركبوا ولا إن حلبوا ولا إن حملوا ولا إن نتجوا ولا إن عملوا شيئا « افتراء عليه » أي على الله وكذبا منهم في إسنادهم ذلك إلى دين الله وشرعه فإنه لم يأذن لهم في ذلك ولا رضيه منهم « سيجزيهم بما كانوا يفترون » أي عليه ويسندون إليه
تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير
| |
|
| |
Admin Admin
عدد المساهمات : 794 تاريخ التسجيل : 25/11/2011
| موضوع: رد: تفسير سورة الانعام الأحد يوليو 01, 2012 5:16 am | |
| 139-وَقَالُواْ مَا فِي بُطُونِ هَـذِهِ الأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِّذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَى أَزْوَاجِنَا وَإِن يَكُن مَّيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكَاء سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ إِنَّهُ حِكِيمٌ عَلِيمٌ
قال أبو إسحاق السبيعي عن عبد الله بن أبي الهذيل عن ابن عباس وقالوا « ما في بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا » الآية قال اللبن وقال العوفي عن ابن عباس « وقالوا ما في بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا » فهو اللبن كانوا يحرمونه على إناثهم ويشربه ذكرانهم وكانت الشاة إذا ولدت ذكرا ذبحوه وكانت للرجال دون النساء وإن كانت أنثى تركت فلم تذبح وإن كانت ميتة فهم فيه شركاء فنهى الله عن ذلك وكذا قال السدي وقال الشعبي البحيرة لا يأكل من لبنها إلا الرجال وإن مات منها شيء أكله الرجال والنساء وكذا قال عكرمة وقتادة وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم وقال مجاهد في قوله « وقالوا ما في بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا ومحرم على أزواجنا » قال هي السائبة والبحيرة وقال أبو العالية ومجاهد وقتادة في قول الله « سيجزيهم وصفهم » أي قولهم الكذب في ذلك يعني كقوله تعالى « ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون متاع » الآية « إنه حكيم » أي في أفعاله وأقواله وشرعه وقدره « عليم » بأعمال عباده من خير وشر وسيجزيهم عليها أتم الجزاء
تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير
| |
|
| |
Admin Admin
عدد المساهمات : 794 تاريخ التسجيل : 25/11/2011
| موضوع: رد: تفسير سورة الانعام الأحد يوليو 01, 2012 5:17 am | |
| 140-قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُواْ أَوْلاَدَهُمْ سَفَهاً بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُواْ مَا رَزَقَهُمُ اللّهُ افْتِرَاء عَلَى اللّهِ قَدْ ضَلُّواْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ
يقول تعالى قد خسر الذين فعلوا هذه الأفاعيل في الدنيا والآخرة أما في الدنيا فخسروا أولادهم بقتلهم وضيقوا عليهم في أموالهم فحرموا أشياء ابتدعوها من تلقاء أنفسهم وأما في الآخرة فيصيرون إلى أسوأ المنازل بكذبهم على الله وافترائهم كقوله « إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون متاع في الدنيا ثم إلينا مرجعهم ثم نذيقهم العذاب الشديد بما كانوا يكفرون » وقال الحافظ أبو بكر بن مردوية في تفسير هذه الآية حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم حدثنا محمد بن أيوب حدثنا عبد الرحمن بن المبارك حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال إذا سرك أن تعلم جهل العرب فاقرأ ما فوق الثلاثين والمائة من سورة الأنعام « قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفها بغير علم وحرموا ما رزقهم الله افتراء على الله قد ضلوا وما كانوا مهتدين » وهكذا رواه البخاري « 3524 » منفردا في كتاب مناقب قريش من صحيحه عن أبي النعمان محمد بن الفضل عارم عن أبي عوانة واسمه الوضاح بن عبد الله اليشكري عن أبي بشر واسمه جعفر بن أبي وحشية عن إياس به
تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير
| |
|
| |
Admin Admin
عدد المساهمات : 794 تاريخ التسجيل : 25/11/2011
| موضوع: رد: تفسير سورة الانعام الأحد يوليو 01, 2012 5:20 am | |
| 141-وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ جَنَّاتٍ مَّعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفاً أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهاً وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُواْ مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ
. انظر تفسير الآية 142
142-وَمِنَ الأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشاً كُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ
يقول تعالى مبينا أنه الخالق لكل شيء من الزروع والثمار والأنعام تصرف فيها هؤلاء المشركون بآرائهم الفاسدة وقسموها وجزؤوها فجعلوا منها حراما وحلالا فقال « وهو الذي أنشأ جنات معروشات وغير معروشات » قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس معروشات مسموكات وفي رواية فالمعروشات ما عرش الناس وغير معروشات ما خرج في البر والجبال من الثمرات وقال عطاء الخراساني عن ابن عباس معروشات ما عرش من الكرم وغير معروشات ما لم يعرش من الكرم وكذا قال السدي وقال ابن جريج متشابها وغير متشابه قال متشابها في المنظر وغير متشابه في المطعم وقال محمد بن كعب « كلوا من ثمره إذا أثمر » قال من رطبه وعنبه وقوله تعالى « وآتوا حقه يوم حصاده » قال ابن جرير قال بعضهم هي الزكاة المفروضة حدثنا عمرو حدثنا عبد الصمد حدثنا يزيد بن درهم قال سمعت أنس بن مالك يقول « وآتوا حقه يوم حصاده » قال الزكاة المفروضة وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس « وآتوا حقه يوم حصاده » يعني الزكاة المفروضة يوم يكال ويعلم كيله وكذا قال سعيد بن المسيب وقال العوفي عن ابن عباس « وآتوا حقه يوم حصاده » وذلك أن الرجل كان إذا زرع فكان يوم حصاده لم يخرج مما حصد شيئا فقال الله تعالى « وآتوا حقه يوم حصاده » وذلك أن يعلم ماكيله وحقه من كل عشرة واحد وما يلقط الناس من سنبله وقد روي الإمام أحمد « 3/359 » وأبو داود في سننه « 1662 » من حديث محمد بن إسحاق حدثني محمد بن يحيى بن حبان عن عمه واسع بن حبان عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر من كل جاد عشرة أوسق من التمر بقنو يعلق في المسجد للمساكين وهذا إسناد جيد قوي وقال طاوس وأبو الشعثاء وقتادة والحسن والضحاك وابن جريج هي الزكاة وقال الحسن البصري هي الصدقة من الحب والثمار وكذا قال ابن زيد بن أسلم وقال آخرون هو حق آخر سوى الزكاة وقال أشعث عن محمد بن سيرين ونافع عن ابن عمر في قوله « وآتوا حقه يوم حصاده » قال كانوا يعطون شيئا سوى الزكاة رواه ابن مردوية وروى عبد الله بن المبارك وغيره عن عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء بن أبي رباح في قوله « وآتوا حقه يوم حصاده » قال يعطى من حظره يومئذ ما تيسر وليس بالزكاة وقال مجاهد إذا حضرك المساكين طرحت لهم منه وقال عبد الرزاق عن ابن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد « وآتوا حقه يوم حصاده » قال عند الزرع يعطى القبضةوعند الصرام يعطى القبضة ويتركهم فيتبعون آثار الصرام وقال الثوري عن حماد عن إبراهيم النخعي قال يعطى مثل الضغث وقال ابن المبارك عن شريك عن سالم عن سعيد بن جبير « وآتوا حقه يوم حصاده » قال كان هذا قبل الزكاة للمساكين القبضة والضغث لعلف دابته وفي حديث ابن لهيعة عن دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد مرفوعا « وآتوا حقه يوم حصاده » قال ماسقط من السنبل رواه ابن مردوية وقال آخرون هذا شيء كان واجبا ثم نسخه الله بالعشر أو نصف العشر حكاه ابن جرير عن ابن عباس ومحمد ابن الحنفية وإبراهيم النخعي والحسن والسدي وعطية العوفي وغيرهم واختاره ابن جرير رحمه الله قلت وفي تسمية هذا نسخا نظر لأنه قد كان شيئا واجبا في الأصل ثم فصل بيانه وبين مقدار المخرج وكميته قالوا وكان هذا في السنة الثانية من الهجرة فالله أعلم وقد ذم الله سبحانه الذين يصرمون ولايتصدقون كما ذكر عن أصحاب الجنة في سورة « ن » « إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين ولا يستثنون فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون فأصبحت كالصريم » أي كالليل المدلهم سوداء محترقة « فتنادوا مصبحين أن اغدوا على حرثكم إن كنتم صارمين فانطلقوا وهم يتخافتون أن لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين وغدوا على حرد » أي قوة وجلد وهمة « قادرين فلما رأوها قالوا إنا لضالون بل نحن محرومون قال أوسطهم ألم أقل لكم لو لا تسبحون قالوا سبحان ربنا إنا كنا ظالمين فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون قالوا ياويلنا إنا كنا طاغين عسى ربنا أن يبدلنا خيرا منها إنا إلى ربنا راغبون كذلك العذاب ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون » وقوله تعالى « ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين » قيل معناه لا تسرفوا في الإعطاء فتعطوا فوق المعروف وقال أبو العالية كانوا يعطون يوم الحصاد شيئا ثم تباروا فيه وأسرفوا فأنزل الله « ولاتسرفوا » وقال ابن جريج نزلت في ثابت بن قيس بن شماس جد نخلا له فقال لا يأتيني اليوم أحد إلا أطعمته فأطعم حتى أمسى وليست له ثمرة فأنزل الله تعالى « ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين » رواه ابن جرير عنه وقال ابن جريج عن عطاء نهوا عن السرف في كل شيء وقال إياس بن معاوية ماجاوزت به أمر الله فهو سرف وقال السدي في قوله ولا تسرفوا قال لا تعطوا أموالكم فتقعدوا فقراء وقال سعيد بن المسيب ومحمد بن كعب في قوله « ولا تسرفوا » قال لا تمنعوا الصدقة فتعصوا ثم اختار ابن جرير قول عطاء أنه نهى عن الإسراف في كل شيء ولا شك أنه صحيح لكن الظاهر والله أعلم من سياق الآية حيث قال تعالى « كلوا من ثمره إذا أثمر وآتوا حقه يوم حصاده ولا تسرفوا » أن يكون عائدا على الأكل أي لا تسرفوا في الأكل لما فيه من مضرة العقل والبدن كقوله تعالى « كلوا واشربوا ولا تسرفوا » تلآية وفي صحيح البخاري تعليقا « قبل 5783 » كلوا واشربوا والبسوا من غير إسراف ولامخيلة وهذا من هذا والله أعلم وقوله عز وجل « ومن الأنعام حمولة وفرشا » أي وأنشأ لكم من الأنعام ما هو حمولة وما هو فرش قيل المراد بالحمولة ما يحمل عليه من الإبل والفرش والصغار منها كما قال الثوري عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله في قوله حمولة ماحمل عليه من الإبل وفرشا الصغار من الإبل رواه الحاكم « 2/317 » وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه وقال ابن عباس الحمولة هي الكبار والفرش الصغار من الإبل وكذا قال مجاهد وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس « ومن الأنعام حمولة وفرشا » أما الحمولة فالأبل والخيل والبغال والحمير وكل شيء يحمل عليه وأما الفرش فالغنم واختاره ابن جرير قال وأحسبه إنما سمي فرشا لدنوه من الأرض وقال الربيع بن أنس والحسن والضحاك وقتادة وغيره الحمولة الأبل والبقر والفرش الغنم وقال السدي أما الحمولة فالأبل وأما الفرش فالفصلان والعجاجيل والغنم وماحمل عليه فهو حمولة وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم الحمولة ما تركبون والفرش ما تأكلون وتحلبون شاة لا تحمل تأكلون لحمها وتتخذون من صوفها لحافا وفرشا وهذا الذي قاله عبد الرحمن في تفسير هذه الآية الكريمة حسن يشهد له قوله تعالى « أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما فهم لها مالكون وذللناها لهم فمنها ركوبهم ومنها يأكلون » وقال تعالى « وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه من بين فرث ودم لبنا خالصا سائغا للشاربين » إلى أن قال « ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثا ومتاعا إلى حين » وقال تعالى « الله الذي جعل لكم الأنعام لتركبوا منها ومنها تأكلون ولكم فيها منافع ولتبلغوا عليها حاجة في صدوركم وعليها وعلى الفلك تحملونويريكم آياته فأي آيات الله تنكرون » وقوله تعالى « كلوا مما رزقكم الله » أي من الثمار والزروع والأنعام فكلها خلقها الله وجعلها رزقا لكم « ولاتتبعوا خطوات الشيطان » أي طريقه وأوامره كما اتبعها المشركون الذين حرموا ما رزقهم الله أي من الثمار والزروع افتراء على الله « إنه لكم » أي الشيطان أيها الناس لكم « عدو مبين » أي مبين ظاهر العداوة كما قال « إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير » وقال تعالى « يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبوكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوآتهما » الآية وقال تعالى « أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا » والآيات في هذا كثيرة في القرآن
تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير
| |
|
| |
Admin Admin
عدد المساهمات : 794 تاريخ التسجيل : 25/11/2011
| موضوع: رد: تفسير سورة الانعام الأحد يوليو 01, 2012 11:01 pm | |
| 143-ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِّنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الأُنثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الأُنثَيَيْنِ نَبِّؤُونِي بِعِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ
. انظر تفسير الآية 144
144-وَمِنَ الإِبْلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الأُنثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الأُنثَيَيْنِ أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ وَصَّاكُمُ اللّهُ بِهَـذَا فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ
هذا بيان لجهل العرب قبل الإسلام فيما كانوا حرموا من الأنعام وجعلوها أجزاء وأنواعا بحيرة وسائبة ووصيلة وحاما وغير ذلك من الأنواع التي ابتدعوها في الأنعام والزروع والثمار فبين تعالى أنه أنشأ جنات معروشات وغير معروشات وأنه أنشأ من الأنعام حمولة وفرشا ثم بين أصناف الأنعام إلى غنم وهو بياض وهو الضأن وسواد وهو المعز ذكره وأنثاه وإلى إبل ذكورها وإناثها وبقر كذلك وأنه تعالى لم يحرم شيئا من ذلك ولا شيئا من أولادها بل كلها مخلوقة لبني آدم أكلا وركوبا وحمولة وحلبا وغير ذلك من وجوه المنافع كما قال « وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج » الآية وقوله تعالى « أما اشتملت عليه أرحام الأنثيين » رد عليهم في قولهم « ما في بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا ومحرم على أزواجنا » الآية وقوله تعالى « نبئوني بعلم إن كنتم صادقين » أي أخبروني عن يقين كيف حرم الله عليكم مازعمتم تحريمه من البحيرة والسائبة والوصيلة والحام ونحو ذلك وقال العوفي عن ابن عباس قوله « ثمانية أزواج من الضأن اثنين ومن المعز اثنين » فهذه أربعة أزواج « قل آلذكرين حرام أم الأنثيين » يقول لم أحرم شيئا من ذلك « أم ما اشتملت عليه أرحام الأنثيين » يعني هل يشتمل الرحم إلا على ذكر أو أنثى فلم تحرمون بعضا وتحلون بعضا « نبئوني بعلم إن كنتم صادقين » يقول تعالى كله حلال وقوله تعالى « أم كنتم شهداء إذ وصاكم الله بهذا » تهكم بهم فيما ابتدعوه وافتروه على الله من تحريم ما حرموه من ذلك « فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا ليضل الناس بغير علم » أي لا أحد أظلم منه « إن الله لا يهدي القوم الظالمين » وأول من دخل في هذه الآية عمرو بن لحي بن قمعة لأنهأول من غير دين الأنبياء وأول من سيب السوائب ووصل الوصيلة وحمى الحامي كما ثبت ذلك في الصحيح « خ 3521و 4623 م 2856 »
تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير
| |
|
| |
Admin Admin
عدد المساهمات : 794 تاريخ التسجيل : 25/11/2011
| موضوع: رد: تفسير سورة الانعام الأحد يوليو 01, 2012 11:02 pm | |
| 145-قُل لاَّ أَجِدُ فِي مَا أُوْحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَّسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
يقول تعالى آمرا عبده ورسوله محمدا صلى الله عليه وسلم « قل » يا محمد لهؤلاء الذين حرموا مارزقهم الله افتراء على الله « لا أجد فيما أوحى إلي محرما على طاعم يطعمه » أي آكل يأكله قيل معناه لا أجد شيئا مما حرمتم حراما سوى هذه وقيل معناه لا أجد من الحيوانات شيئا حراما سوى هذه فعلى هذا يكون ماورد من التحريمات وبعد هذا في سورة المائدة وفي الأحاديث الواردة رافعا هذه الآية ومن الناس من يسمي هذا نسخا والأكثرون من المتأخرين لا يسمونه نسخا لأنه من باب رفع مباح الأصل والله أعلم وقال العوفي عن ابن عباس « أو دما مسفوحا » يعني المهراقوقال عكرمة في قوله « أو دما مسفوحا » لولا هذه الآية لتتبع الناس ما في العروق كما تتبعه اليهود وقال حماد عن عمران ابن جرير قال سألت أبا مجلز عن الدم وما يتلطخ من الذبيح من الرأس وعند القدر يرى فيها الحمرة فقال إنما نهى الله عن الدم السفوح وقال قتادة حرم من الدماء ما كان مسفوحا فأما اللحم خالطه الدم فلا بأس به وقال ابن جرير حدثنا المثنى حدثنا حجاج بن منهال حدثنا حماد عن يحيى بن سعيد عن القاسم عن عائشة رضي الله عنها أنها كانت لا ترى بلحوم السباع بأسا والحمرة والدم يكونان على القدر وقرأت هذه الآية صحيح غريب وقال الحميدي « 859 » حدثنا سفيان حدثنا عمرو بن دينار قال قلت لجابر بن عبد الله إنهم يزعمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن لحوم الحمر الأهلية زمن خيبر فقال قد كان يقول ذلك الحكم بن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن أبى ذلك البحر يعني ابن عباس وقرأ « قل لا أجد فيما أوحى إلى محرما على طاعم يطعمه » الآية وكذا رواه البخاري « 5529 » عن علي بن المديني عن سفيان به وأخرجه أبو داود « 3808 » من حديث ابن جريج عن عمرو بن دينار ورواه الحاكم في مستدركه « 2/317 » مع أنه في صحيح البخاري كما رأيت وقال أبو بكر بن مردوية والحاكم في مستدركه « 4/115 » حدثنا محمد بن علي بن دحيم حدثنا أحمد بن حازم حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين حدثنا محمد بن شريك عن عمرو بن دينار عن أبي الشعثاء عن ابن عباس قال كان أهل الجاهلية يأكلون أشياء ويتركون أشياء تقذرا فبعث الله نبيه وأنزل كتابه وأحل حلاله وحرم حرامه فما أحل فهو حلال وما حرم فهو حرام وما سكت عنه فهو عفو وقرأ هذه الآية « قل لا أجد فيما أوحى إلى محرما على طاعم يطعمه » الآية وهذا لفظ ابن مردوية ورواه أبو داود منفردا به « 3800 » عن محمد بن داود بن صبيح عن أبي نعيم به وقال الحاكم هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وقال الإمام أحمد « 1/327 » حدثنا عفان حدثنا أبو عوانة عن سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس قال ماتت شاة لسودة بنت زمعة فقالت يا رسول الله ماتت فلانة تعني الشاة قال فلم لا أخذتم مسكها قالت تأخذ مسك شاة قد ماتت فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما قال الله « قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دما مفسوحا أو لحم خنزير » وإنكم لا تطعمونه إن تدبغوه فتنتفعوا به فأرسلت فسلخت مسكها فاتخذت منه قربة حتى تخرقت عندها رواه ورواه البخاري « 6686 » والنسائي « 7/173 » من حديث الشعبي عن عكرمة عن ابن عباس عن سودة بنت زمعة بذلك أو نحوه وقال سعيد بن منصور حدثنا عبد العزيز بن محمد عن عيسى بن نميلة الفزاري عن أبيه قال كنت عند ابن عمر فسأله رجل عن أكل القنفذ فقرأ عليه « قل لا أجد فيما أوحى إلي محرما على طاعم يطعمه » الآية فقال شيخ عنده سمعت أبا هريرة يقول ذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم فقال خبيث من الخبائث فقال ابن عمر إن كان النبي صلى الله عليه وسلم قاله فهو كما قال ورواه أبو داود « 3799 » عن أبي ثور عن سعيد بن منصور به وقوله تعالى « فمن اضطر غير باغ ولا عاد » أي فمن اضطر إلى أكل شيء مما حرم الله في هذه الآية الكريمة وهو غير متلبس ببغي ولا عدوان « فإن ربك غفور رحيم » أي غفور له رحيم به وقد تقدم تفسير هذه الآية في سورة البقرة بما فيه كفاية والغرض من سياق هذه الآية الكريمة الرد على المشركين الذين ابتدعوا ما ابتدعوه من تحريم المحرمات على أنفسهم بآرائهم من البحيرة والسائبة والوصيلة والحام ونحو ذلك فأمر رسوله أن يخبرهم أنه لا يجد فيما أوحاه الله إليه أن ذلك محرم وإنما حرم ما ذكر في هذه الآية من الميتة والدم المسفوح ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به وما عدا ذلك فلم يحرم وإنما هو عفو مسكوت عنه فكيف تزعمون أنتم أنه حرام ومن أين حرمتموه ولم يحرمه الله وعلى هذا فلا يبقى تحريم أشياء أخر فيما بعد هذا كما جاء النهي عن لحوم الحمر الأهلية ولحوم السباع وكل ذي مخلب من الطير على المشهور من مذاهب العلماء
تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير
| |
|
| |
Admin Admin
عدد المساهمات : 794 تاريخ التسجيل : 25/11/2011
| موضوع: رد: تفسير سورة الانعام الأحد يوليو 01, 2012 11:03 pm | |
| 146-وَعَلَى الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلاَّ مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُم بِبَغْيِهِمْ وِإِنَّا لَصَادِقُونَ
قال ابن جرير يقول تعالى وحرمنا على اليهود كل ذي ظفر وهو البهائم والطير ما لم يكن مشقوق الأصابع كالإبلوالنعام والأوز والبط قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس « وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر » وهو البعير والنعامة وكذا قال مجاهد والسدي في رواية وقال سعيد بن جبير هو الذي ليس منفرج الأصابع وفي رواية عنه كل مفترق الأصابع ومنه الديك وقال قتادة في قوله « وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر » وكان يقال البعير والنعامة وأشياء من الطير والحيتان وفي رواية البعير والنعامة وحرم عليهم من الطير البط وشبهه وكل شيء ليس بمشقوق الأصابع وقال ابن جريج عن مجاهد كل ذي ظفر قال النعامة والبعير شقاقا قلت للقاسم بن أبي بزة وحدثته ما شقاشقا قال كل ما لا ينفرج من قوائم البهائم قال وما انفرج أكلته قال انفرجت قوائم البهائم والعصافير قال فيهود تأكله قال ولم تنفرج قائمة البعير خفه ولا خف النعامة ولا قائمة الوز فلا تأكل اليهود الإبل ولا النعامة ولا الوز ولا كل شيء لم تنفرج قائمته ولا تأكل حمار الوحش وقوله تعالى « ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما » قال السدي يعني الثرب وشحم الكليتين وكانت اليهود تقول إنه حرمه إسرائيل فنحن نحرمه وكذا قال ابن زيد وقال قتادة الثرب وكل شحم كان كذلك ليس في عظم وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس « إلا ما حملت ظهورهما » يعني ما علق بالظهر من الشحوم وقال السدي وأبو صالح الألية مما حملت ظهورهما وقوله تعالى « أو الحوايا » قال الإمام أبو جعفر بن جرير الحوايا جمع واحدها حاوياء وحاوية وحوية وهو ما تحوي من البطن فاجتمع واستدار وهي بنات اللبن وهي المباعر وتسمى المرابض وفيها الأمعاء قال ومعنى الكلام ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما إلا ما حملت ظهورهما وما حملت الحوايا قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس أو الحوايا وهي المبعر وقال مجاهد الحوايا المبعر والمربض وكذا قال سعيد بن جبير والضحاك وقتادة وأبو مالك والسدي وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم وغير واحد الحوايا المرابض التي تكون فيها الأمعاء تكون وسطها وهي بنات اللبن وهي في كلام العرب تدعى المرابض وقوله تعالى « أو ما اختلط بعظم » يعني إلا ما اختلط من الشحوم بعظم فقد أحللناه لهم وقال ابن جرير شحم الألية ما اختلط بالعصعص فهو حلال وكل شيء في القوائم والجنب والرأس والعين وما اختلط بعظم فهو حلال ونحوه قال السدي وقوله تعالى « ذلك جزيناهم ببغيهم » أي هذا التضييق إنما فعلناه بهم وألزمناهم به مجازاة على بغيهم ومخالفتهم أمرنا كما قال تعالى « فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيرا » وقوله « إنا لصادقون » أي إنا لعادلون فيما جازيناهم به وقال ابن جرير وإنا لصادقون فيما أخبرناك به يا محمد من تحريمنا ذلك عليهم لاكما زعموا من أن إسرائيل هو الذي حرمه على نفسه والله أعلم وقال عبد الله بن عباس بلغ عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن سمرة باع خمرا فقال قاتل الله سمرة ألم يعلم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لعن الله اليهود حرمت عليهم الشحوم فجملوها فباعوها أخرجاه « خ 2223 م 1582 » من حديث سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن طاوس عن ابن عباس عن عمر به وقال الليث حدثني يزيد بن أبي حبيب قال قال عطاء بن أبي رباح سمعت جابر بن عبد الله يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول عام الفتح إن الله ورسوله حرم بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام فقيل يا رسول الله أرأيت شحوم الميتة فإنها يدهن بها الجلود وتطلى بها السفن ويستصبح بها الناس فقال لا هو حرام ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عند ذلك قاتل الله اليهود إن الله لما حرم عليهم شحومها جملوه ثم باعوه وأكلوا ثمنه رواه الجماعة « خ 2236 م 1581 د 3486 ت 1297 س 7/177 جه 2167 » من طرق عن يزيد ابن أبي حبيب به وقال الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قاتل الله اليهود حرمت عليهم الشحوم فباعوها وأكلوا ثمنها « خ 2224 م 1583 » ورواه البخاري ومسلم « خ 2224 م 1583 » جميعا عن عبدان عن ابن المبارك عن يونس عن الزهري به وقال ابن مردوية حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم حدثنا إسماعيل بن إسحاق حدثنا سليمان بن حرب حدثنا وهيب حدثنا خالد الحذاء عن بركة أبي الوليد عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان قاعدا خلف المقام فرفع بصره إلى السماء فقال لعن الله اليهود ثلاثا إن الله حرم عليهم الشحوم فباعوها وأكلوا ثمنها وإن الله لم يحرم على قوم أكل شيء إلا حرم عليهم ثمنه وقال الإمام أحمد « 1/247 » حدثنا علي بن عاصم أنبأنا خالد الحذاء عن بركة أبي الوليد أنبأنا ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قاعدا في المسجد مستقبلا الحجر فنظر إلى السماءفضحك فقال لعن الله اليهود حرمت عليهم الشحوم فباعوها وأكلوا أثمانها وإن الله إذا حرم على قوم أكل شيء حرم عليهم ثمنه ورواه أبو داود « 3488 » من حديث خالد الحذاء وقال الأعمش عن جامع بن شداد عن كلثوم عن أسامة بن زيد قال دخلنا على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو مريض نعوده فوجدناه قائما قد غطى وجهه ببرد عدني فكشف عن وجهه وقال لعن الله اليهود يحرمون من شحوم الغنم ويأكلون أثمانها وفي رواية حرمت عليهم الشحوم فباعوا وأكلوا أثمانها وفي لفظ لأبي داود عن ابن عباس مرفوعا أن الله إذا حرم شيء حرم عليهم ثمنه
تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير
| |
|
| |
Admin Admin
عدد المساهمات : 794 تاريخ التسجيل : 25/11/2011
| موضوع: رد: تفسير سورة الانعام الأحد يوليو 01, 2012 11:06 pm | |
| 147-فَإِن كَذَّبُوكَ فَقُل رَّبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ
يقول تعالى فإن كذبك يا محمد مخالفوك من المشركين واليهود ومن شابههم فقل « ربكم ذو رحمة واسعة » وهذا ترغيب لهم في ابتغاء رحمة الله الواسعة واتباع رسوله « ولا يرد بأسه عن القوم المجرمين » ترهيب لهم في مخالفتهم الرسول خاتم النبيين وكثيرا ما يقرن الله تعالى بين الترغيب والترهيب في القرآن كما قال تعالى في آخر هذه السورة « إن ربك سريع العقاب وإنه لغفور رحيم » وقال « وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم وإن ربك لشديد العقاب » وقال تعالى « نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم » وقال تعالى « غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب » وقال « إن بطش ربك لشديد إنه هو يبدئ ويعيد وهو الغفور الودود » والآيات في هذا كثيرة جدا
تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير
| |
|
| |
Admin Admin
عدد المساهمات : 794 تاريخ التسجيل : 25/11/2011
| موضوع: رد: تفسير سورة الانعام الأحد يوليو 01, 2012 11:07 pm | |
| 148-سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَاء اللّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم حَتَّى ذَاقُواْ بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إَلاَّ تَخْرُصُونَ
. انظر تفسير الآية 150
149-قُلْ فَلِلّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاء لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ
. انظر تفسير الآية 150
150-قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءكُمُ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللّهَ حَرَّمَ هَـذَا فَإِن شَهِدُواْ فَلاَ تَشْهَدْ مَعَهُمْ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَهُم بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ
هذه مناظرة ذكرها الله تعالى وشبهة تشبث بها المشركون في شركهم وتحريم ما حرموا فإن الله مطلع على ماهم فيه من الشرك والتحريم لما حرموه وهو قادر على تغييره بأن يلهمهنا الإيمان ويحول بيننا وبين الكفر فلم يغيره فدل على أنه بمشيئته وإرادته ورضاه منا بذلك ولهذا قالوا « لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شيء » كما في قوله تعالى « وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم » الآية التي في النحل مثل هذه سواء قال الله تعالى « كذلك كذب الذين من قبلهم » أي بهذه الشبهة ضل من ضل قبل هؤلاء وهي حجة داحضة باطلة لأنها لو كانت صحيحة لما أذاقهم الله بأسه ودمر عليهم وأدال عليهم رسله الكرام وأذاق المشركين من أليم الإنتقام « قل هل عندكم من علم » أي بأن الله راض عنكم فيما أنتم فيه « فتخرجوه لنا » أي فتظروه لنا وتبينوه وتبرزوه « إن تتبعون إلا الظن » أي الوهم والخيال والمراد بالظن ها هنا الإعتقاد الفاسد « وإن أنتم إلا تخرصون » تكذبون على الله فيما ادعيتموه قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس « ولو شاء الله ما أشركنا » وقال « كذلك كذب الذين من قبلهم » ثم قال « ولو شاء الله ما أشركوا » فإنهم قالوا عبادتنا الآلهة تقربنا إلى الله زلفى فأخبرهم الله أنها لا تقربهم فقوله « ولو شاء الله ما أشركوا » يقول تعالى لو شئت لجمعتهم على الهدى أجمعين وقوله تعالى « قل فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين » يقول تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم « قل » لهم يامحمد « فلله الحجة البالغة » أي له الحكة التامة والحجة البالغة في هداية من هدى وإضلال من ضل « فلو شاء الله لهداكم أجمعين » فكل ذلك بقدرته ومشيئته واختياره وهو مع ذلك يرضى عن المؤمنين ويبغض الكافرين كما قال تعالى « ولو شاء الله لجمعهم على الهدى » وقال تعالى « ولو شاء ربك لآمن من في الأرض » وقوله « ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم وتمت كلمة ربك لأملأن جهنممن الجنة والناس أجمعين » قال الضحاك لاحجة لأحد عصى الله ولكن لله الحجة البالغة على عباده وقوله تعالى « قل هلم شهداءكم » أي أحضروا شهداءكم « الذين يشهدون أن الله حرم هذا » أي هذا الذي حرمتموه وكذبتم وافتريتم على الله فيه « فإن شهدوا فلا تشهد معهم » أي لأنهم إنما يشهدون والحالة هذه كذبا وزورا « ولاتتبع أهواء الذين كذبوا بآياتنا والذين لا يؤمنون بالآخرة وهم بربهم يعدلون » أي يشركون به ويجعلون له عديلا
تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير
| |
|
| |
Admin Admin
عدد المساهمات : 794 تاريخ التسجيل : 25/11/2011
| موضوع: رد: تفسير سورة الانعام الأحد يوليو 01, 2012 11:08 pm | |
| 151-قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ
قال داود الأودي عن الشعبي عن علقمة عن ابن مسعود رضي الله عنه قال من أراد أن ينظر إلى وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم التي على خاتمه فليقرأ هؤلاءالآيات « قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا » إلى قوله « لعلكم تتقون » وقال الحاكم في مستدركه « 2/317 » حدثنا بكر بن محمد الصيرفي بمرو حدثنا عبد الصمد بن الفضل حدثنا مالك بن إسماعيل النهدي حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبد الله بن خليفة قال سمعت ابن عباس يقول في الأنعام آيات محكمات هن أم الكتاب ثم قرأ « قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم » الآيات ثم قال الحاكم صحيح الإسناد ولم يخرجاه قلت رواه زهير وقيس بن الربيع كلاهما عن أبي إسحاق عن عبد الله بن قيس عن ابن عباس به والله أعلم وروى الحاكم أيضا في مستدركه « 2/318 » من حديث يزيد بن هارون عن سفيان بن حسين عن الزهري عن أبي إدريس عن عبادة بن الصامت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيكم يبايعني على ثلاث ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم « قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم » حتى فرغ من هذه الآيات فمن وفى فأجره على الله ومن انتقص منهن شيئا فأدركه الله به في الدنيا كانت عقوبته ومن أخر إلى الآخرة فأمره إلى الله إن شاء عذبه وإن شاء عفا عنه ثم قال صحيح الإسناد ولم يخرجاه وإنما اتفقا « خ 18 م 1709 » على حديث الزهري عن أبي إدريس عن أبي عوانة بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا الحديث وقد روى سفيان بن حسين كلا الحديثين فلا ينبغي أن ينسب إلى الوهم في أحد الحديثين إذا جمع بينهما والله أعلم وأما تفسيرها فيقول تعالى لنبيه ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم قل يامحمد لهؤلاء المشركين الذين عبدوا غير الله وحرموا ما رزقهم الله وقتلوا أولادهم وكل ذلك فعلوه بآرائهم وتسويل الشياطين لهم « قل » لهم « تعالوا » أي هلموا وأقبلوا « أتل ماحرم ربكم عليكم » أي أقص عليكم وأخبركم بما حرم ربكم عليكم حقا لا تخرصا ولا ظنا بل وحيا منه وأمرا من عنده « ألا تشركوا به شيئا » وكأن في الكلام محذوفا دل على السياق وتقديره وأوصاكم « ألا تشركوا به شيئا » ولهذا قال في آخر الآية « ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون » وكما قال الشاعر حج وأوصي بسليمى الأعبدا أن لا ترى ولاتكلم أحدا ولايزل شرا بها مبردا وتقول العرب أمرتك أن لا تقوم وفي الصحيحين « خ 1237 م 94 » من حديث أبي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاني جبريل فبشرني أنه من مات لا يشرك بالله شيئا من أمتك دخل الجنة قلت وإن زنى وإن سرق قال وإن زنى وإن سرق قلت وإن زنى وإن سرق قال وإن زنى وإن سرق قلت وإن زنى وإن سرق وإن شرب الخمر قال وإن زنى وإن سرق وإن شرب الخمر وفي بعض الروايات أن قائل ذلك إنما هو أبو ذر لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه عليه الصلاة والسلام قال في الثالثة وإن رغم أنف أبي ذر فكان أبو ذر يقول بعد تمام الحديث وإن رغم أنف أبي ذر وفي بعض المسانيد والسنن عن أبي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني فإني أغفر لك على ما كان منك ولا أبالي ولو أتيتني بقراب الأرض من خطيئة أتيتك بقرابها مغفرة ما لم تشرك بي شيئا وإن أخطأت حتى تبلغ خطاياك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولهذا شاهد فيالقرآن قال الله تعالى « إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء » وفي صحيح مسلم عن ابن مسعود من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة وآلايات والأحاديث في هذا كثيرة جدا وروى ابن مردويه من حديث عبادة وأبي الدرداء لا تشركوا بالله شيئا وإن قطعتم أو صلبتم أو حرقتم وقال ابن أبي حاتم حدثنا محمد بن عوف الحمصي حدثنا ابن أبي مريم حدثنا نافع بن يزيد حدثني سيار بن عبد الرحمن عن يزيد بن قوذر عن سلمة بن شريح عن عبادة بن الصامت قال أوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع خصال ألاتشركوا بالله شيئا وإن حرقتم وقطعتم وصلبتم رواه ابن أبي حاتم وقوله تعالى « وبالوالدين إحسانا » أي وأوصاكم وأمركم بالوالدين إحسانا أي أن تحسنوا إليهم كما قال تعالى « وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا » وقرأ بعضهم « ووصى ربك ألاتعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا » أي أحسنوا إليهم والله تعالى كثيرا ما يقرن بين طاعته وبر الوالدين كما قال « أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير وإن جاهداك على أن تشرك بي ماليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون » فأمر بالإحسان إليهما وإن كانا مشركين بحسبهما وقال تعالى « وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحسانا » الآية والآيات في هذا كثيرة وفي الصحيحين « خ 527 م 85 » عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي العمل أفضل قال الصلاة على وقتها قلت ثم أي قال بر الوالدين قلت ثم أي قال الجهاد في سبيل الله قال ابن مسعود حدثني بهن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو استزدته لزادني وروى الحافظ أبو بكر بن مردويه بسنده عن أبي الدرداء وعن عبادة بن الصامت كل منهما يقول أوصاني خليلي رسول الله صلى الله عليه وسلم أطع والديك وإن أمراك أن تخرج لهما من الدنيا فافعل ولكن في إسناديهما ضعف والله أعلم وقوله تعالى « ولاتقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم » لما أوصى تعالى بالوالدين والأجداد عطف على ذلك الإحسان إلى الأبناء والأحفاد فقال تعالى « ولاتقتلوا أولادكم من إملاق » وذلك أنهم كانوا يقتلون أولادهم كما سولت لهم الشياطين ذلك فكانوا يئدون البنات خشية العار وربما قتلوا بعض الذكور خشية الإفتقار ولهذا ورد في الصحيحين من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه سأله رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أي الذنب أعظم قال أن تجعل لله ندا وهو خلقك وقلت ثم أي قال أن تقتل ولديك خشية أن يطعم معك قلت ثم أي قال أن تزاني حليلة جارك ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم « والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولايقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولايزنون » الآية وقوله تعالى « من إملاق » قال ابن عباس وقتادة والسدي وغيره هو الفقر أي ولاتقتلوهم من فقركم الحاصل وقال في سورة الإسراء « ولاتقتلوا أولادكم خشية إملاق » أي لا تقتلوهم خوفا من الفقر في الآجل ولهذا قال هناك « نحن نرزقهم وإياكم » فبدأ برزقهم للإهتمام بهم أي لا تخافوا من فقركم بسبب رزقهم فهو على الله وأما هنا فلما كان الفقر حاصلا قال « نحن نرزقكم وإياهم » لأنه الأهم ها هنا والله أعلم وقوله تعالى « ولاتقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن » كقوله تعالى « قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون » وقد تقدم تفسيرها في قوله تعالى « وذروا ظاهر الإثم وباطنه » وفي الصحيحين « 5220 م 2760 » عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أحد أغير من الله من أجل ذلك حرم الفواحش ماظهر منها وما بطن وقال عبد الملك بن عمير عن وراد عن مولاه المغيرة قال قال سعد بن عبادة لو رأيت مع امرأتي رجلا لضربته بالسيف غير مصفح فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أتعجبون من غيرة سعد فوالله لأنا أغير من سعد والله أغير مني من أجل ذلك حرم الفواحش ماظهر منها وما بطن أخرجاه « خ 6846 م 1499 » وقال كامل أبو العلاء عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قيل يا رسول الله إنا نغار قال والله إني لأغار والله أغير مني ومن غيرته نهى عن الفواحش رواه ابن مردويه ولم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة وهو على شرط الترمذي « 2331 » فقد روي بهذا السند أعمار أمتي مابين الستين إلى السبعين وقوله تعالى « ولاتقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق » وهذا مما نص تبارك وتعالى عن النهي عنه تأكيدا وإلا فهوداخل في النهي عن الفواحش ماظهر منها ومابطن فقد جاء في الصحيحين « خ 6878 م 1676 » عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لاإله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث الثيب الزاني والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق للجماعة وفي لفظ لمسلم والذي لا إله غيره لا يحل دم رجل مسلم وذكره قال الأعمش فحدثت به إبراهيم فحدثني عن الأسود عن عائشة بمثله وروى أبو داود « 4353 » والنسائي « 7/101 » عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث خصال زان محصن يرجم ورجل قتل متعمدا فيقتل ورجل يخرج من الإسلام وحارب الله ورسوله فيقتل أو يصلب أو ينفى من الأرض وهذا لفظ النسائي وعن أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه قال وهو محصور سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث رجل كفر بعد إسلامه أو زنى بعد إحصانه أو قتل نفسا بعير نفس فوالله مازنيت في جاهلية ولاإسلام ولاتمنيت أن لي بديني بدلا منه بعد إذ هداني الله ولاقتلت نفسا فبم تقتلونني رواه الإمام أحمد « 1/61 » والترمذي « 2158 » والنسائي « 7/91 » وابن ماجة « 2533 » وقال الترمذي هذا حديث حسن وقد جاء النهي والزجر والوعيد في قتل المعاهد وهو المستأمن من أهل الحرب فروى البخاري « 3166 » عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعا من قتل معاهد لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاما وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قتل معاهدا له ذمة الله وذمة الله وذمة رسوله فقد أخفر بذمة الله فلا يرح رائحة الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة سبعين خريفا رواه ابن ماجة « 2687 » والترمذي « 1403 » وقال حسن صحيح وقوله « ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون » أي هذا مما وصاكم به لعلكم تعقلون عن الله أمره ونهيه
تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير
| |
|
| |
Admin Admin
عدد المساهمات : 794 تاريخ التسجيل : 25/11/2011
| موضوع: رد: تفسير سورة الانعام الأحد يوليو 01, 2012 11:10 pm | |
| 152-وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللّهِ أَوْفُواْ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ
قال عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال لما أنزل الله « ولاتقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن » و « إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما » الآية فانطلق من كان عنده يتيم فعزل طعامه من طعامه وشرابه من شرابه فجعل يفضل الشيء فيحبس له حتى يأكله ويفسد فاشتد ذلك عليهم فذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله « ويسئلونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير وإن تخالطوهم فإخوانكم » قال فخلطوا طعامهم بطعامهم وشرابهم بشرابهم رواه أبو داود « 2871 » وقوله تعالى « حتى يبلغ أشده » قال الشعبي ومالك وغير واحد من السلف يعني حتى يحتلم وقال السدي حتى يبلغ ثلاثين سنة وقيل أربعون سنة وقيل ستون سنة قال وهذا كله بعيد ها هنا والله أعلم وقوله تعالى « وأوفوا الكيل والميزان بالقسط » يأمر تعالى بإقامة العدل في الأخذ والإعطاء كما توعد على تركه في قوله تعالى « ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون ألا يظن أنهم مبعوثون ليوم عظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين » وقد أهلك الله أمة من الأمم كانوا يبخسون المكيال والميزان وفي كتاب الجامع لأبي عيسى الترمذي من حديث الحسين بن قيس أبي علي الرحبي عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحاب الكيل والميزان إنكم وليتم أمرا هلكت فيه الأمم السالفة قبلكم ثم قال لا نعرفه مرفوعا إلا من حديث الحسين وهو ضعيف في الحديث وقد روي بإسناد صحيح عن ابن عباس موقوفا قلت وقد وقد رواه ابن مردويه في تفسيره من حديث شريك عن الأعمش عن سالم بن أبي الجعد عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنكم معشر الموالي قد بشركم الله بخصلتين بها هلكت القرون المتقدمة المكيال والميزان وقوله تبارك وتعالى « لانكلف نفسا إلا وسعها » أي من اجتهد في إداء الحق وأخذه فإن أخطأ بعد استفراغ وسعه وبذل جهده فلا حرج عليه وقد روى ابن مردويه من حديث بقية عن مبشر بن عبيد عن عمرو بن ميمون بن مهران عن أبيه عنسعيد بن المسيب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الآية « وأوفوا الكميل والميزان بالقسط لا نكلف نفسا إلا وسعها » فقال من أوفى على يده في الكيل والميزان والله يعلم صحة نيته بالوفاء فيهما لم يؤاخذ وذلك تأويل وسعها هذا مرسل غريب وقوله « وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى » كقوله « يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط » الآية وكذا التي تشبهها في سورة النساء يأمر تعالى بالعدل في الفعال والمقال على القريب والبعيد والله تعالى يأمر بالعدل لكل أحد في كل وقت وفي كل حال وقوله « وبعهد الله أوفوا » قال ابن جرير يقول وبوصية الله التي أوصاكم بها فأوفوا وإيفاء لذلك بأن تطيعوه فيما أمركم ونهاكم وتعملوا بكتابه وسنة رسوله وذلك هو الوفاء بعهد الله « ذلكم وصاكم به لعلكم تذكرون » يقول تعالى هذا أوصاكم به وأمركم به وأكد عليكم فيه « لعلكم تذكرون » أي تتعظون وتنتهون مما كنتم فيه قبل هذا وقرأ بعضهم بتشديد الذال وآخرون بتخفيفها
تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير
| |
|
| |
Admin Admin
عدد المساهمات : 794 تاريخ التسجيل : 25/11/2011
| موضوع: رد: تفسير سورة الانعام الأحد يوليو 01, 2012 11:11 pm | |
| 153-وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ
قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله « ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله » وفي قوله « أن أقيموا الدين ولاتتفرقوا فيه » ونحو هذا في القرآن قال أمر الله المؤمنين بالجماعة ونهاهم عن الإختلاف والتفرقة وأخبرهم أنه إنما هلك من كان قبلهم بالمراء والخصومات في دين الله ونحو هذا قال مجاهد وغير واحد وقال الإمام أحمد بن حنبل « 1/465 » حدثنا الأسود بن عامر شاذان حدثنا أبو بكر هو ابن عياش عن عاصم هو ابن أبي النجود عن أبي وائل عن عبد الله هو ابن مسعود رضي الله عنه قال خط رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا بيده ثم قال هذا سبيل الله مستقيما وخط عن يمينه وشماله ثم قال هذه السبل ليس منها سبيل إلا عليه شيطان يدعو إليه ثم قرأ « وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولاتتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله » وكذا رواه الحاكم « 2/318 » عن الأصم عن أحمد بن عبد الجبار عن أبي بكر بن عياش به وقال صحيح ولم يخرجاه وهكذا رواه أبو جعفر الرازي وورقاء وعمرو بن أبي قيس عن عاصم عن أبي وائل شقيق بن سلمة عن ابن مسعود مرفوعا به نحوه وكذا رواه يزيد بن هارون ومسدد والنسائي « 11174 » عن يحيى بن حبيب بن عربي وابن حبان « 7 » من حديث ابن وهب أربعتهم عن حماد بن زيد عن عاصم عن أبي وائل عن ابن مسعود به وكذا رواه ابن جرير عن المثنى عن الحماني عن حماد بن زيد به ورواه الحاكم « 3/397 » عن أبي بكر بن إسحاق عن إسماعيل بن إسحاق القاضي عنسليمان بن حرب عن حماد بن زيد به كذلك وقال صحيح ولم يخرجاه وقد روى هذا الحديث النسائي « كبرى 11175 » والحاكم « 2/239 » من حديث أحمد بن عبد الله بن يونس عن أبي بكر بن عياش عن عاصم عن زر عن عبد الله بن مسعود به مرفوعا وكذا رواه الحافظ أبو بكر بن مردويه من حديث يحيى الحماني عن أبي بكر بن عياش عن عاصم عن زر به فقد صححه الحاكم كما رأيت من الطريقين ولعل هذا الحديث عن عاصم بن أبي النجود عن زر وعن أبي وائل شقيق بن سلمة كلاهما عن ابن مسعود به والله أعلم وقال الحاكم وشاهد هذا الحديث حديث الشعبي عن جابر من غير وجه متعمد يشير به إلى الحديث الذي قال الإمام أحمد « 3/397 » وعبد بن حميد « 1141 » جميعا واللفظ لأحمد حدثنا عبد الله بن محمد وهو أبو بكر بن أبي شيبة أنبأنا أبو خالد الأحمر عن مجالد عن الشعبي عن جابر قال كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فخط خطا هكذا أمامه فقال هذا سبيل الله وخطين عن يمينه وخطين عن شماله وقال هذه سبل الشيطان ثم وضع يده في الخط الأوسط ثم تلا هذه الآية « وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولاتتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون » ورواه أحمد وابن ماجة « 11 » في كتاب السنة من سننه والبزار عن أبي سعيد عبد الله بن سعيد عن أبي خالد الأحمر به قلت ورواه الحافظ ابن مردويه من طريقين عن أبي سعيد الكندي حدثنا أبو خالد عن مجالد عن الشعبي عن جابر قال خط رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا وخط عن يمينه خطا وخط عن يساره خطا ووضع يده على الخط الأوسط وتلا هذه الآية « وإن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه » ولكن العمدة على حديث ابن مسعود مع مافيه من الإختلاف إن كان مؤثرا وقد روي موقوفا عليه قال ابن جرير حدثنا محمد بنعبد الأعلى حدثنا محمد بن ثور عن معمر عن أبان أن رجلا قال لابن مسعود ماالصراط المستقيم قال تركنا محمد صلى الله عليه وسلم في أدناه وطرفه في الجنة وعن يمينه جواد وعن يساره جواد ثم رجال يدعون من مر بهم فمن أخذ في تلك الجواد إتنهت به إلى النار ومن أخذ على الصراط إنتهى به إلى الجنة ثم قرأ ابن مسعود « وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله » الآية وقال ابن مردويه حدثنا أبو عمرو حدثنا محمد بن عبد الوهاب حدثنا آدم حدثنا إسماعيل بن عياش حدثنا أبان بن أبي عياش عن مسلم بن أبي عمران عن عبد الله بن عمر سأل عبد الله عن الصراط المستقيم فقال ابن مسعود تركنا محمد صلى الله عليه وسلم في أدناه وطرفه في الجنة وذكر تمام الحديث كما تقدم والله أعلم وقد روى من حديث النواس بن سمعان نحوه قال الإمام أحمد « 4/182 » حدثني الحسن بن سوار أبو العلاء حدثنا ليث يعني ابن سعد عن معاوية بن صالح أن عبد الرحمن بن جبير بن نفير حدثه عن أبيه عن النواس بن سمعان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ضرب الله مثلا صراطا مستقيما وعن جنبي الصراط سوران فيهما أبواب مفتحة وعلى الأبواب ستور مرخاة وعلى باب الصراط داع يقول يا أيها الناس ادخلوا الصراط المستقيم جميعا ولاتفرجوا وداع يدعو من فرق الصراط فإذا أراد الإنسان أن يفتح شيئا من تلك الآبواب قال ويحك لا تفتحه فإنك إن فتحته تلجه فالصراط الإسلام والسوران حدود الله والأبواب المفتحة محارم الله وذلك الداعي على رأس الصراط كتاب الله والداعي من فوق الصراط واعظ الله في قلب كل مسلم ورواه الترمذي « 2859 » والنسائي « كبرى 11233 » عن علي بن حجر زاد النسائي عمرو بن عثمان كلاهما عن بقية بن الوليد عن يحيى بن سعد عن خالد بن معدان عن جبير بن نفير عن النواس بن سمعان به وقال الترمذي حسن غريب وقوله تعالى « فاتبعوه ولاتتبعوا السبل » إنما وحد سبيله لأن الحق واحد ولهذا جمع السبل لتفرقها وتشعبها كما قال تعالى « الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون » وقال ابن أبي حاتم حدثنا أحمد بن سنان الواسطي حدثنا يزيد بن هارون حدثنا سفيان بن حسين عن الزهري عن أبي إدريس الخولاني عن عبادة بن الصامت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيكم يبايعني على هؤلاء الآيات الثلاث ثم تلا « قل تعالوا أتل ماحرم ربكم عليكم » حتى فرغ من ثلاث آيات ثم قال ومن وفى بهن فأجره على الله ومن انتقص منهن شيئا فأدركه الله في الدنيا كانت عقوبته ومن أخره إلى الآخرة كان أمره إلى الله إن شاء أخذه وإن شاء عفا عنه
تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير
| |
|
| |
Admin Admin
عدد المساهمات : 794 تاريخ التسجيل : 25/11/2011
| موضوع: رد: تفسير سورة الانعام الأحد يوليو 01, 2012 11:12 pm | |
| 154-ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَاماً عَلَى الَّذِيَ أَحْسَنَ وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَّعَلَّهُم بِلِقَاء رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ
. انظر تفسير الآية 155
155-وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ
قال ابن جرير « ثم آتينا موسى الكتاب » تقديره ثم قل يامحمد مخبرا عنا بأنا آتينا موسى الكتاب بدلالة قوله « قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم » قلت وفي هذا نظر و ثم ممنا إنما هي لعطف الخبر بعد الخبر لا للترتيب ها هنا كما قال الشاعر-قل لمن ساد ثم ساد أبوه ثم من قبل ذاك قد ساد جده-وههنا لما أخبر الله سبحانه عن القرآن بقوله « وإن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه » عطف بمدح التوراة ورسولها فقال « ثم آتينا موسى الكتاب » وكثيرا ما يقرن سبحانه بين ذكر القرآن والتوراة كقوله تعالى « ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة وهذا كتاب مصدق لسانا عربيا » وقوله أول هذه السورة « قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا » الآية وبعدها « وهذا كتاب أنزلناه مبارك » الآية وقال تعالى مخبرا عن المشركين « فلما جاءهم الحق من عندنا قالوا لولا أوتي مثل ما أوتي موسى » قال تعالى « أو لم يكفروا بما أوتي موسى من قبل قالوا ساحران تظاهرا وقالوا إنا بكل كافرون » وقال تعالى مخبرا عن الجن أنهم قالوا « ياقومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدي إلى الحق » الاية وقوله تعالى « تماما على الذي أحسن وتفصيلا » أي آتيناه الكتاب الذي أنزلناه إليه تماما كاملا جامعا لما يحتاج إليه في شريعته كقوله « وكتبناله في الألواح من كل شيء » الآية وقوله تعالى « على الذي أحسن » أي جزاء على إحسانه في العمل وقيامه بأوامرنا وطاعتنا كقوله « هل جزاء الإحسان إلا الإحسان » وكقوله « وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما » وكقوله « وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون » وقال أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس « ثم آتينا موسى الكتاب تماما على الذي أحسن » يقول أحسن فيما أعطاه الله وقال قتادة من أحسن في الدنيا تمم له ذلك في الآخرة واختار ابن جرير أن تقديره « ثم آتينا موسى الكتاب تماما » على إحسانه فكأنه جعل الذي مصدرية كما قيل في قوله تعالى « وخضتم كالذي خاضوا » أي كخوضكم وقال ابن رواحة-وثبت الله ما آتاك من حسن في المرسلين ونصرا كالذي نصروا-وقال آخرون الذي ها هنا بمعنى الذين قال ابن جرير وذكر عبد الله بن مسعود أنه كان يقرؤها تماما على الذي أحسنوا وقال ابن أبي نجيح عن مجاهد تماما على الذي أحسن قال على المؤمنين والمحسنين وكذا قال أبو عبيدة وقال البغوي المحسنون الأنبياء والمؤمنون يعني أظهرنا فضله عليهم قلت كقوله تعالى « قال ياموسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي » ولايلزم اصطفاؤه على محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والخليل عليهما السلام لأدلة أخر قال ابن جرير وروى أبو عمرو بن العلاء عن يحيى بن يعمر أنه كان يقرؤها تماما على الذي أحسن رفعا بتأويل على الذي هو أحسن قال وهذه قراءة لا أستجيز القراءة بها وإن كان لها في العربية وجه صحيح وقيل معناه تماما على إحسان الله زيادة على ما أحسن إليه حكاه ابن جرير والبغوي ولا منافاة بينه وبين القول الأول وبه جمع ابن جرير كما بيناه ولله الحمد وقوله تعالى « وتفصيلا لكل شيء وهدى ورحمة » فيه مدح لكتابه الذي أنزله الله عليه « لعلهم بلقاء ربهم يؤمنون وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون » فيه الدعوة إلى إتباع القرآن يرغب سبحانه عباده في كتابه ويأمرهم بتدبره والعمل به والدعوة إليه ووصفه بالبركة لمن اتبعه وعمل به في الدنيا والآخرة لأنه حبل الله المتين
تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير
| |
|
| |
Admin Admin
عدد المساهمات : 794 تاريخ التسجيل : 25/11/2011
| موضوع: رد: تفسير سورة الانعام الأحد يوليو 01, 2012 11:13 pm | |
| 156-أَن تَقُولُواْ إِنَّمَا أُنزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَآئِفَتَيْنِ مِن قَبْلِنَا وَإِن كُنَّا عَن دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ
. انظر تفسير الآية 157
157-أَوْ تَقُولُواْ لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُواْ يَصْدِفُونَ
قال ابن جرير معناه وهذا كتاب أنزلناه لئلا تقولوا « إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا » يعني لينقطع عذركم كقوله تعالى « ولولا أن تصيبهم مصيبة بما قدمت أيديهم لقالوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك » الآية وقوله تعالى « على طائفتين من قبلنا » قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس هم اليهود والنصارى وكذا قال مجاهد والسدي وقتادة وغير واحد وقوله « وإن كنا عن دراستهم لغافلين » أي وما كنا نفهم ما يقولون لأنهم ليسوا بلساننا ونحن في غفلة وشغل مع ذلك عماهم فيه وقوله « أو تقولوا لو أنا أنزل علينا الكتاب لكنا أهدى منهم » أي وقطعنا تعللكم أن تقولوا لو أنزل عليهم لكنا أهدى منهم فيما أوتوه كقوله « وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءهم نذير ليكونن أهدى من إحدى الأمم » الاية وهكذا قال ها هنا « فقد جاءكم بينة من ربكم وهدى ورحمة » يقول فقد جاءكم من الله على لسان محمد صلى الله عليه وآله وسلم النبي العربي قرآن عظيم فيه بيان للحلال والحرام وهدى لما في القلوب ورحمة من الله لعباده الذين يتبعونه ويقتفون مافيه وقوله تعالى « فمن أظلم ممن كذب بآيات الله وصدف عنها » أي لم ينتفع بما جاء به الرسول ولا اتبع ما أرسل به ولا ترك غيره بل صدف عن إتباع آيات الله أي صرف الناس وصدهم عن ذلك قاله السدي وعن ابن عباس ومجاهد وقتادة وصدف عنها أعرض عنها وقول السدي ها هنا فيه قوة لأنه قال « فمن أظلم ممن كذب بآيات الله وصدف عنها » كما تقدم في أول السورة « وهم ينهون عنه وينأون عنه وإن يهلكون إلا أنفسهم » وقال تعالى « الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب » وقال في هذه الآية الكريمة « سنجزي الذينيصدفون عن آياتنا سوء العذاب بما كانوا يصدفون » وقد يكون المراد فيما قاله ابن عباس ومجاهد وقتادة « فمن أظلم ممن كذب بآيات الله وصدف عنها » أي لا آمن بها ولاعمل بها كقوله تعالى « فلا صدق ولا صلى ولكن كذب وتولى » وغير ذلك من الآيات الدالة على إشتمال الكافر على التكذيب بقلبه وترك العمل بجوارحه ولكن كلام السدي أقوى وأظهر والله أعلم لأن الله قال « فمن أظلم ممن كذب بآيات الله وصدف عنها » كقوله تعالى « الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب بما كانوا يفسدون »
تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير
| |
|
| |
Admin Admin
عدد المساهمات : 794 تاريخ التسجيل : 25/11/2011
| موضوع: رد: تفسير سورة الانعام الأحد يوليو 01, 2012 11:14 pm | |
| 158-هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيهُمُ الْمَلآئِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً قُلِ انتَظِرُواْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ
يقول تعالى متوعا للكافرين به والمخالفين لرسله والمكذبين آياته والصادين عن سبيله « هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك » وذلك كائن يوم القيامة « أو يأتي بعض أيات ربك يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها » وذلك قبل يوم القيامة كائن من أمارات الساعة وأشراطها كما قال البخاري في تفسير هذه الآية « 4635 » حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا عبد الواحد حدثنا عمارة حدثنا أبو زرعة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها فإذا رآها الناس آمن من عليها فذلك حين « لاينفع نفس إيمانها لم تكن آمنت من قبل » -ذكر شيء من أشراط الساعة-حدثنا « 4636 » إسحاق حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها وفي لفظ فإذا طلعت ورآها الناس آمنوا أجمعون وذلك حين « لا ينفع نفس إيمانها لم تكن آمنت من قبل » ثم قرأ هذه الآية هكذا روي هذا الحديث من حذين الوجهين ومن الوجه الأول أخرجه بقية الجماعة في كتبهم « خ 158 د 4312 س كبرى 11177 جه 4068 » إلا الترمذي من طريق عن عمارة بن القعقاع بن شبرمة عن أبي زرعة ابن عمرو بن جرير عن أبي هريرة به وأما الطريق الثاني فرواه عن إسحاق غير منسوب وقيل هو ابن منصور الكوسج وقيل إسحاق بن نصر والله أعلم وقد رواه مسلم « 157 » عن محمد بن رافع الجنديسابوري كلاهما عن عبد الرزاق به وقد ورد هذا الحديث من طرق أخر عن أبي هريرة كما انفرد مسلم « 157 » بروايته من حديث العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحرقة عن أبيه عن أبي هريرة به وقال ابن جرير حدثنا أبو كريب حدثنا ابن فضيل عن أبيه عن أبي حازم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ثلاث إذا خرجن « لاينفع نفس إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا » طلوع الشمس من مغربها والدجال ودابة الأرض ورواه أحمد « 2/445 » عن وكيع عن فضيل بن غزوان عن أبي حازم سلمان عن أبي هريرة به وعنده والدخان ورواه مسلم « 158 » عن أبي بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب عن وكيع ورواه هو أيضا « 158 » والترمذي « 3072 » من غير وجه عن فضيل بن غزوان به ورواه إسحاق بن عبد الله القروي عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة ولكن لم يخرجه أحد من أصحاب الكتب من هذا الوجه لضعف القروي والله أعلم وقال ابن جرير حدثنا الربيع بن سليمان حدثنا شعيب بن الليث عن أبيه عن جعفر بن ربيعة عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها فإذا طلعت آمن الناس كلهم وذلك حين لا ينفع نفس إيمانها لم تكن آمنت من قبل الآية ورواه ابن لهيعة عن الأعرج عن أبي هريرة به ورواه وكيع عن فضيل بن غزوان عن أبي حازم عن أبي هريرة به أخرج هذه الطرق كلها الحافظ أبو بكر بن مردويه في تفسيره وقال ابن جرير حدثنا الحسن بن يحيى أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن أيوب عن ابن سيرين عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تاب قبل طلوع الشمس من مغربها قبل منه لم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة « حديث آخر » عن أبي ذرالغفاري في الصحيحين « خ 4802 م 159 » وغيرهما من طرق عن إبراهيم بن يزيد بن شريك التيمي عن أبيهعن أبي ذر جندب بن جنادة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أتدري أين تذهب الشمس إذا غربت قلت لا أدري قال إنها تنتهي دون العرش فتخر ساجدة ثم تقوم حتى يقال لها ارجعي فيوشك يا أبا ذر أن يقال لها ارجعي من حيث جئت وذلك حين « لاينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل » « حديث آخر » عن حذيفة بن أسيد عن أبي سريحة الغفاري رضي الله عنه قال الإمام أحمد بن حنبل « 4/7 » حدثنا سفيان عن فرات عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسد الغفاري قال أشرف علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم من غرفة ونحن نتذاكر الساعة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى تروا عشر آيات طلوع الشمس من مغربها والدخان والدابة وخروج يأجوج ومأجوج وخروج عيسى ابن مريم وخروج الدجال وثلاثة خسوف خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب ونار تخرج من قعر عدن تسوق أو تحشر الناس تبيت معهم حيث باتوا وتقيل معهم حيث قالوا وهكذا رواه مسلم « 2901 » وأهل السنن الأربعة « د4311 ت 2183 جه 4041 س كبرى » من حديث فرات القزاز عن أبي الطفيل عامر بن واثلة عن حذيفة بن أسيد به وقال الترمذي حسن صحيح « حديث آخر » عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال الثوري عن منصور عن ربعي عن حذيفة قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله ما آية طلوع الشمس من مغربها فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم تطول تلك الليلة حتى تكون قدر ليلتين فينبه الذين كانوا يصلون فيها فيعملون كما كانوا يعملون قبلها والنجوم لا ترى قد غابت مكانها ثم يرقدون ثم يقومون فيصلون ثم يرقدون ثم يقومون تبطل عليهم جنوبهم حتى يتطاول عليهم الليل فيفزع الناس ولايصبحون فبينما هم ينتظرون طلوع الشمس من مشرقها إذ طلعت من مغربها فإذا رآها الناس آمنوا فلم ينفعهم إيمانهم رواه ابن مردويه وليس هو في شيء من الكتب الستة من هذا الوجه والله أعلم « حديث آخر » عن أبي سعيد الخدري واسمه سعد بن مالك بن سنان رضي الله عنه وأرضاه قال الإمام أحمد « 3/31 » حدثنا وكيع حدثنا ابن أبي ليلى عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم « يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها » قال طلوع الشمس من مغربها ورواه الترمذي « 3071 » عن سفيان بن وكيع عن أبيه به وقال غريب ورواه بعضهم ولم يرفعه وفي حديث طالوت عن عباد عن فضال بن جبير عن أبي أمامة صدي بن عجلان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أول الآيات طلوع الشمس من مغربها وفي حديث عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش عن صفوان بن عسال قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله فتح بابا قبل المغرب عرضه سبعون عاما للتوبة لا يغلق حتى تطلع الشمس منه رواه الترمذي « 3535 » وصححه النسائي « كبرى 11178 » وابن ماجة « 4070 » من حديث طويل « حديث آخر » عن عبد الله بن أبي أوفى قال ابن مردويه حدثنا محمد بن علي بن دحيم حدثنا أحمد بن حازم حدثنا ضرار بن صرد حدثنا ابن فضيل عن سليمان بن زيد عن عبد الله بن أبي أوفى قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ليأتين على الناس ليلة تعدل ثلال ليال من لياليكم هذه فإذا كان ذلك يعرفها المتنفلون يقوم أحدهم فيقرأ حزبه ثم ينام ثم يقوم فيقرأ حزبه ثم ينام فبينما هم كذلك إذا صاح الناص بعضهم من بعض فقالوا ماهذا فيفزعون إلى المساجد فإذا هم بالشمس قد طلعت حتى إذا صالات في وسط السماء لاجعت وطلعت من مطلعها قال حينئذ لا ينفع نفسا إيمانها هذا حديث غريب من هذا الوجه وليس هو في شيء من الكتب الستة « حديث آخر » عن عبد الله بن عمرو قال الإمام أحمد « 2/201 » حدثنا الإمام إسماعيل بن إبراهيم حدثنا أبو حيان عن أبي زرعة عن عمرو بن جرير قال جلس ثلاثة من المسلمين إلى مروان بالمدينة فسمعوه وهو يحدث عن الآيات يقول إن أولها خروج الدجال قال فانصرفوا إلى عبد الله بن عمرو فحدثوه بالذي سمعوه من مروان في الآيات فقال لم يقل مروان شيئا حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن أول الآيات خروجا طلوع الشمس من مغربها وخروج الدابة ضحى فأيتهما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على أثرها ثم قال عبد الله وكان يقرأ الكتب وأظن أولها خروجا طلوع الشمس من مغربها وذلك أنها كلما غربت أتت تحت العرش وسجدت واستأذنت في الرجوع فأذن لها في الرجوع حتى إذا بدا اللهأن تطلع من مغربها فعلت كما كانت تفعل أتت تحت العرش فسجدت واستأذنت في الرجوع فلم يرد عليها شيء ثم استأذنت في الرجوع فلا يرد عليها شيء حتى إذا ذهب من الليل ما شاء الله أن يذهب وعرفت أنه إذن لها في الرجوع لم تدرك المشرق قالت رب ما أبعد المشرق من لي بالناس إذا صار الأفق كأنه طوق إستأذنت في الرجوع فيقال لها من مكانك فاطلعي فطلعت على الناس من مغربها ثم تلا عبد الله هذه الآية « لاينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل » الآية وأخرجه مسلم في صحيحه « 2941 » وأبو داود « 4310 » وابن ماجة « 4069 » في سننيهما من حديث أبي حيان التيمي واسمه يحيى بن سعيد بن حيان عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير به « حديث آخر » قال الطبراني حدثنا أحمد بن يحيى بن خالد بن حيان الرقي حدثنا إسحاق بن أبراهيم ابن زبريق الحمصي حدثنا عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار حدثنا ابن لهيعة عن حيي بن عبد الله عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال قال النبي صلى الله عليه وسلم إذا طلعت الشمس من مغربها خر إبليس ساجدا ينادي ويجهر إلهي مرني أن أسجد لمن شئت قال فيجتمع إليه زبانيته فيقولون كلهم ماهذا التضرع فيقول إنما سألت ربي أن ينظرني إلى الوقت المعلوم وهذا الوقت المعلوم قال ثم تخرج دابة الأرض من صدع في الصفا قال فأول خطوة تضعها بأنطاكيا فتأتي إبليس فتخطمه هذا حديث غريب جدا وسنده ضعيف ولعله من الزاملتين اللتين أصابهما عبد الله بن عمرو يوم اليرموك فأما رفعه فمنكر والله أعلم « حديث آخر » عن عبد الله بن عمرو وعبد الرحمن بن عوف ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهم أجمعين قال الإمام أحمد « 1/192 » حدثنا الحكم بن نافع حدثنا إسماعيل بن عياش عن ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد يرده إلى مالك بن يخامر عن ابن السعدي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تنقطع الهجرة مادام العدو يقاتل فقال معاوية وعبد الرحمن بن عوف وعبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الهجرة خصلتان إحداهما تهجر السيئات والأخرى تهاجر إلى الله ورسوله ولاتنقطع ما تقبلت التوبة ولاتزال التوبة تقبل حتى تطلع الشمس من مغربها فإذا طلعت طبع على كل قلب بما فيه وكفى الناس العمل هذا الحديث حسن الإسناد ولم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة والله أعلم « حديث آخر » عن ابن مسعود رضي الله عنه قال عوف الأعرابي عن محمد بن سيرين حدثني أبو عبيدة عن ابن مسعود أنه كان يقول ماذكر من الآيات فقد مضى غير أربع طلوع الشمس من مغربها والدجال ودابة الأرض وخروج ياجوج وماجوج قال وكان يقول الآية التي تختم بها الأعمال طلوع الشمس من مغربها ألم تر أن الله يقول « يوم يأت بعض آيات ربك » الآية كلها يعني طلوع الشمس من مغربها حديث ابن عباس رضي الله عنهما رواه الحافظ أبو بكر بن مردويه في تفسيره من حديث عبد المنعم بن إدريس عن أبيه عن وهب بن منبه عن ابن عباس مرفوعا فذكر حديثا طويلا غريبا منكرا رفعه وفيه أن الشمس والقمر يطلعان يومئذ من المغرب مقرونين وإذا انتصفا السماء رجعا ثم عاد إلى ماكانا عليه وهو حديث غريب جدا بل منكر بل موضوع إن إدعى أنه مرفوع فأما وقفه على ابن عباس أو وهب بن منبه وهو الأشبه فغير مدفوع والله أعلم وقال سفيان عن منصور عن عامر عن عائشة رضي الله عنها قالت إذا خرج أول الآيات طرحت وحبست الحفظة وشهدت الأجساد على الأعمال رواه ابن جرير رحمه الله تعالى-فقوله تعالى « لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل » أي إذا أنشأ الكافر إيمانا يومئذ لا يقبل منه فأما من كان مؤمنا قبل ذلك فإن كان مصلحا في عمله فهو بخير عظيم وإن كان لم يكن مصلحا فأحدث توبة حينئذ لم تقبل منه توبته كما دلت عليه الأحاديث المتقدمة وعليه يحمل قوله تعالى « أو كسبت في إيمانها خيرا » أي لا يقبل منها كسب عمل صالح إذا لم يكن عاملا به قبل ذلك وقوله تعالى « قل إنتظروا إنا منتظرون » تهديد شديد للكافرين ووعيد أكيد لمن سوف بإيمانه وتوبته إلى وقت لا ينفعه ذلك وإنما كان عذا الحكم عند طلوع الشمس من مغربها لاقتراب الساعة وظهور أشراطها كما قال « فهل ينظرون إلا الساعة تأتيهم بغتتة فقد جاء أشراطها فأنى لهم إذا جاءتهم ذكراهم » وقوله تعالى « فلما رأوا بأسنا قالوا أمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا » الآية
تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير
| |
|
| |
Admin Admin
عدد المساهمات : 794 تاريخ التسجيل : 25/11/2011
| موضوع: رد: تفسير سورة الانعام الأحد يوليو 01, 2012 11:16 pm | |
| 159-إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ
قال مجاهد وقتادة والضحاك والسدي نزلت هذه الآية في اليهود والنصارى وقال العوفي عن ابن عباس قوله « إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا » وذلك أن اليهود والنصارى اختلفوا قبل مبعث محمد صلى الله عليه وسلم فتفرقوا فلما بعث محمد صلى الله عليه وسلم أنزل الله عليه « إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء » الآية وقال ابن جرير حدثني سعيد بن عمرو السكوني حدثنا بقية بن الوليد كتب إلى عباد بن كثير حدثني ليث عن طاوس عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الآية « إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء » وليسوا منك هم أهل البدع وأهل الشبهات وأهل الضلالة من هذه الأمة لكن هذا إسناد لا يصح فان عباد ابن كثير متروك الحديث ولم يختلق هذا الحديث ولكنه وهم في رفعه فإنه رواه سفيان الثوري عن ليث وهو ابن أبي سليم عن طاوس عن أبي هريرة في الآية أنه قال نزلت في هذه الأمة وقال أبو غالب عن أبي أمامة في قوله « وكانوا شيعا » قال هم الخوارج وروي عنه مرفوعا ولايصح وقال شعبة عن مجالد عن الشعبي عن شريح عن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعائشة رضي الله عنها « إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا » قال هم أصحاب البدع وهذا رواه ابن مردويه وهو غريب أيضا ولايصح رفعه والظاهر أن الآية عامة في كل من فارق دين الله وكان مخالفا له فان الله بعث رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وشرعه واحد لاإختلاف فيه ولاإفتراق فمن إختلف فيه « وكانوا شيعا » أي فرقا كأهل الملل والنحل والأهواء والضلالات فإن الله تعالى قد برأ رسوله صلى الله عليه وسلم مما هم فيه وهذه الآية كقوله تعالى « شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك » الآية وفي الحديث نحن معاشر الأنبياء أولاد علات ديننا واحد « خ 3442 م 2365 » فهذا هو الصراط المستقيم وهو ماجاءت به الرسل من عبادة الله وحده لا شريك له والتمسك بشريعة الرسول المتأخر وما خالف ذلك فضلالات وجهالات وآراء وأهواء والرسل برآء منها كما قال الله تعالى « لست منهم في شيء » وقوله تعالى « إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون » كقوله تعالى « إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة » الآية ثم بين لطفه سبحانه في حكمه وعدله يوم القيامة فقال تعالى
تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير
| |
|
| |
Admin Admin
عدد المساهمات : 794 تاريخ التسجيل : 25/11/2011
| موضوع: رد: تفسير سورة الانعام الأحد يوليو 01, 2012 11:17 pm | |
| 160-مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ
وهذه الآية الكريمة مفصلة لما أجمل فيالآية الأخرى وهي قوله « من جاء بالحسنة فله خير منها » وقد وردت الأحاديث مطابقة لهذه الآية كما قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله « 1/279 » حدثنا عفان حدثنا جعفر بن سليمان حدثنا الجعد أبو عثمان عن أبي رجاء العطاردي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فيما يروي عن ربه تبارك وتعالى إن ربكم عز وجل رحيم من هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة فإن عملها كتبت له عشرا إلى سبعمائة إلى أضعاف كثيرة ومن هم بسيئة فلم يعملها كتبت له حسنة فإن عملها كتبت له أو يمحوها الله عز وجل ولا يهلك على الله إلا هالك ورواه البخاري « 6491 » ومسلم « 131 » والنسائي « كبرى تحفة 6318 » من حديث الجعد أبي عثمان به وقال أحمد أيضا « 5/153 » حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن المعرور بن سويد عن أبي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول الله عز وجل من عمل حسنة فله عشر أمثالها وأزيد ومن عمل سيئة فجزاؤها مثلها أو أغفر ومن عمل قراب الأرض خطيئة ثم لقيني لا يشرك بي شيئا جعلت له مثلها مغفرة ومن إقترب إلي شبرا إقتربت إليه ذراعا ومن إقترب إلي ذراعا إقتربت إليه باعا ومن أتاني يمشي أتيته هرولة ورواه مسلم « 2687 » عن أبي كريب عن أبي معاوية به وعن أبي بكر بن أبي شيبة عن وكيع عن الأعمش به ورواه ابن ماجة « 3821 » عن علي بن محمد الطنافسي عن وكيع به وقال الحافظ أبو يعلي الموصلي « 3451 » حدثنا شيبان حدثنا حماد حدثنا ثابت عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة فإن عملها كتبت له عشر ومن هم بسيئة فلم يعملها لم يكتب عليه شيء فإن عملها كتبت عليه سيئة واحدة « م 162 » واعلم أن تارك السيئة الذي لا يعملها على ثلاثة أقسام تارة يتركها لله فهذا تكتب له حسنة على كفه عنها لله تعالى وهذا عمل ونية ولهذا جاء أنه يكتب له حسنةكما جاء في بعض ألفاظ الصحيح فإنما تركها من جرائي « م 129 » أي من أجلي وتارة يتركها نسيانا وذهولا عنها فهذا لا له ولاعليه لأنه لم ينو خيرا ولافعل شرا وتارة يتركها عجزا وكسلا عنها بعد السعي في أسبابها والتلبس بما يقرب منها فهذا بمنزلة فاعلها كما جاء في الحديث الصحيح « خ 31 م 2888 » عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إذا إلتقى المسلمان بسيفهما فالقاتل والمقتول في النار قالوا يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول قال إنه كان حريصا على قتل صاحبه وقال الإمام أبو يعلي الموصلي حدثنا مجاهد بن موسى حدثنا علي وحدثنا الحسن بن الصباح وأبو خيثمة قالا حدثنا إسحاق بن سليمان كلاهما عن موسى بن عبيدة عن أبي بكر بن عبيد الله بن أنس عن جده أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من هم بحسنة كتب الله له حسنة فإن عملها كتبت له عشرا ومن هم بسيئة لم تكتب عليه حتى يعملها فإن عملها كتبت عليه سيئة فإن تركها كتبت له حسنة يقول الله تعالى إنما تركها من مخافتي هذا لفظ حديث مجاهد يعني ابن موسى وقال الإمام أحمد « 4/345 » حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا شيبان بن عبد الرحمن عن الركين بن الربيع عن أبيه عن عمه فلان بن عميلة عن خريم بن فاتك الأسدي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الناس أربعة والأعمال ستة فالناس موسع له في الدنيا والآخرة وموسع له في الدنيا مقتور عليه في الآخرة ومقتور عليه في الدنيا موسع له في الآخرة وشقي في الدنيا والآخرة والأعمال موجبتان ومثل وبمثل وعشرة أضعاف وسبعمائة ضعف فالموجبتان من مات مسلما مؤمنا لا يشرك بالله شيئا وجبت له الجنة ومن مات كافرا وجبت له النار ومن هم بحسنة فلم بعملها فعلم الله أنه قد أشعرها قلبه وحرص عليها كتبت له حسنة ومن هم بسيئة لم تكتب عليه ومن عملها كتبت واحدة ولم تضاعف عليه ومن عمل حسنة كانت عليه بعشر أمثالها ومن أنفق نفقة في سبيل الله عز وجل كانت بسبعمائة ضعف ورواه الترمذي « 1625 » والنسائي « 6/49 » من حديث الركين بن الربيع عن أبيه عن يسير بن عميلة عن خريم ابن فاتك به ببعضه والله أعلم وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبو زرعة حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري حدثنا يزيد بن زريع حدثنا حبيب بن المعلم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يحضر الجمعة ثلاث نفر رجل حضرها بلغو فهو حظه منها ورجل حضرها بدعاء فهو رجل دعا الله فإن شاء أعطاه وإن شاء منعه ورجل بإنصات وسكوت ولم يتخط رقبة مسلم ولم يؤذأحدا فهي كفارة له إلى الجمعة التي تليها وزيادة ثلاثة أيام وذلك لأن الله عز وجل يقول « من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها » وقال الحافظ أبو القاسم الطبراني حدثنا هاشم بن مرثد حدثنا محمد بن إسماعيل حدثني أبي حدثني ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد عن أبي مالك الأشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمعة كفارة لما بينها وبين الجمعة التي تليها وزيادة ثلاثة أيام وذلك لأن الله تعالى قال « من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها » وعن أبي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صام ثلاثة أيام من كل شهر فقد صام الدهر كله رواه الإمام أحمد « 5/145 » وهذا لفظه والنسائي « 4/219 » وابن ماجة « 1708 » والترمذي « 762 » وزاد فأنزل الله تصديق ذلك في كتابه « من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها » اليوم بعشرة أيام ثم قال هذا حديث حسن وقال ابن مسعود « من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها » من جاء بلا إله إلا الله ومن جاء بالسيئة يقول بالشرك وهكذا جاء عن جماعة من السلف رضي الله عنهم أجمعين وقد ورد فيه حديث مرفوع الله أعلم بصحته لكني لم أروه من وجه يثبت والأحاديث والآثار في هذا كثيرة جدا وفيما ذكر كفاية إن شاء الله وبه الثقة
تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير
| |
|
| |
Admin Admin
عدد المساهمات : 794 تاريخ التسجيل : 25/11/2011
| موضوع: رد: تفسير سورة الانعام الأحد يوليو 01, 2012 11:19 pm | |
| 161-قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ
. انظر تفسير الآية 163
162-قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
. انظر تفسير الآية 163
163-لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ
يقول تعالى آمرا نبيه صلى الله عليه وسلم سيد المرسلين أن يخبر بما أنعم به عليه من الهداية إلى صراطه المستقيم الذي لاإعوجاج فيه ولاإنحراف « دينا قيما » أي قائما ثابتا « ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين » كقوله « ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه » وقوله « وجاهدوا في الله حق جهاده هو إجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم » وقوله « إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين شاكرا لأنعمهاجتباه وهداه إلى صراط مستقيم وآتيناه في الدنيا حسنة وإنه في الآخرة لمن الصالحين ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين » وليس يلزم من كونه صلى الله عليه وسلم أمر بإتباع ملة إبراهيم الحنفية أن يكون إبراهيم أكمل منه لأنه عليه السلام قام بها قياما عظيما وأكملت له إكمالا تاما لم يسبقه أحد إلى هذا الكمال ولهذا كان خاتم الأنبياء وسيد ولد آدم على الإطلاق وصاحب المقام المحمود الذي يرغب إليه الخلق حتى الخليل عليه السلام وقد قال ابن مردويه حدثنا محمد بن عبد الله بن حفص حدثنا أحمد بن عصام حدثنا أبو داود الطيالسي حدثنا شعبة أنبأنا سلمة بن كهيل سمعت ذر بن عبد الله الهمداني يحدث عن ابن أبزي عن أبيه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أصبح قال أصبحنا على ملة الإسلام وكلمة الإخلاص ودين نبينا محمد وملة أبينا إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين وقال الإمام أحمد « 1/236 » حدثنا يزيد أخبرنا محمد بن إسحاق عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم أي الأديان أحب إلى الله تعالى قال الحنيفية السمحة وقال أحمد أيضا « 6/116 » حدثنا سليمان بن داود حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت وضع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذقني على منكبه لأنظر إلى زفن الحبشة حتى كنت التي مللت فانصرفت عنه قال عبد الرحمن عن أبيه قال قال لي عروة إن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ لتعلم يهود أن في ديننا فسحة إني أرسلت بحنيفية سمحة أصل الحديث مخرج في الصحيحين والزيادة لها شواهد من طرق عدة وقد إستقصيت طرقها في شرح البخاري ولله الحمد والمنة وقوله تعالى « قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين » يأمره تعالى أن يخبر المشركين الذين يعبدون غير الله ويذبحون لغير إسمه أنه مخالف لهم في ذلك فإن صلاته ونسكه على إسمه وحده لا شريك له وهذا كقوله تعالى « فصل لربك وانحر » أي أخلص له صلاتك وذبحك فإن المشركين كانوا يعبدون الأصنام ويذبحون لها فأمره الله تعالى بمخالفتهم والإنحراف عما هم فيه والإقبال بالقصد والنية والعزم على الإخلاص لله تعالى قال مجاهد في قوله « إن صلاتي ونسكي » النسك الذبح في الحج والعمرة وقال الثوري عن السدي عن سعيد بن جبير « ونسكي » قال ذبحي وكذا قال السدي والضحاك وقال ابن أبي حاتم حدثنا محمد بن عوف حدثنا أحمد بن خالد الوهبي حدثنا محمد بن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب عن ابن عباس عن جابر بن عبد الله قال ضحى رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم عيد النحر بكبشين وقال حين ذبحهما « وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين » وقوله « وأنا أول المسلمين » قال قتادة أي من هذه الأمة وهو كما قال فإن جميع الأنبياء قبله كلهم كانت دعوتهم إلى الإسلام وأصله عبادة الله وحده لا شريك له كما قال « وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لاإله إلا أنا فاعبدون » وقد أخبر تعالى عن نوح أنه قال لقومه « فإن توليتم فما سألتكم من أجر إن أجري إلا على الله وأمرت أن أكون من المسلمين » وقال تعالى « ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه ولقد إصطفيناه في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بنيإن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون » وقال يوسف عليه السلام « رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السموات والأرض أنت ولي في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين » وقال موسى « ياقوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين فقالوا على الله توكلنا ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين ونجنا برحمتك من القوم الكافرين » وقال تعالى « إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار » الآية وقال تعالى « وإذ أوحيت إلى الحواريين أن آمنوا بي وبرسولي قالوا آمنا وأشهد بأننا مسلمون » فأخبر تعالى أنه بعث رسله بالإسلام ولكنهم متفاوتون فيه بحسب شرائعهم الخاصة التي ينسخ بعضها بعضا إلى أن نسخت بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم التي لا تنسخ أبد الآبدين ولاتزال قائمة منصورة وأعلامها منشورة إلى قيام الساعة ولهذا قال عليه السلام نحن معاشر الأنبياء أولاد علات ديننا واحد « خ 3442 م 2365 » فإن أولاد العلات هم الأخوةمن أب واحد وأمهات شتى فالدين واحد وهو عبادة الله وحده لا شريك له وإن تنوعت الشرائع التي هي بمنزلة الأمهات كما أن إخوة الأخياف عكس هذا بنو الأم الواحدة من آباء شتى والأخوة والأعيان الأشقاء من أب واحد وأم واحدة والله أعلم وقد قال الإمام أحمد « 1/94 » حدثنا أبو سعيد حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الماجشون حدثنا عبد الله بن الفضل الهاشمي عن الأعرج عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا كبر استفتح ثم قال « وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين » الآية اللهم أنت الملك لاإله إلا أنت أنت ربي وأنا عبدك ظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي ذنوبي جميعا لا يغفر الذنوب إلا أنت واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت تباركت وتعاليت أستغفرك وأتوب إليك ثم ذكر تمام الحديث فيما يقوله في الركوع والسجود والتشهد وقد رواه مسلم في صحيحه « 771 »
تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير
| |
|
| |
Admin Admin
عدد المساهمات : 794 تاريخ التسجيل : 25/11/2011
| موضوع: رد: تفسير سورة الانعام الأحد يوليو 01, 2012 11:21 pm | |
| 164-قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَبْغِي رَبّاً وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ
يقول تعالى « قل » يامحمد لهؤلاء المشركين بالله في إخلاص العبادة له والتوكل عليه « أغير الله أبغي ربا » أي أطلب ربا سواه « وهو رب كل شيء » يربيني ويحفظني ويكلؤني ويدبر أمري لا أتوكل إلا عليه ولا أنيب إلا إليه لأنه رب كل شيء ومليكه وله الخلق والأمر ففي هذه الآية الأمر بإخلاص التوكل كما تضمنت التي قبلها إخلاص العبادة لله وحده لا شريك له وهذا المعنى يقرن بالآخر كثيرا في القرآن كقوله تعالى مرشدا لعباده أن يقولوا له « إياك نعبد وإياك نستعين » وقوله « فاعبده وتوكل عليه » وقوله « قل هو الرحمن آمنا به وعليه توكلنا » وقوله « رب المشرق والمغرب لاإله إلا هو فاتخذه وكيلا » وأشباه ذلك الآيات وقوله تعالى « ولا تكسب كل نفس إلا عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى » إخبار عن الواقع يوم القيامة في جزاء الله تعالى وحكمه وعدله أن النفوس إنما تجازى بأعمالها إن خيرا فخيرا وإن شرا فشرا وأنه لا يحمل من خطيئة أحد على أحد وهذا من عدله تعالى كما قال « وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى » وقوله تعالى « فلا يخاف ظلما ولاهضما » قال علماء التفسير أي فلا يظلم بأن يحمل عليه سيئات غيره ولايهضم بأن ينقص من حسناته وقال تعالى « كل نفس بما كسبت رهينة إلا أصحاب اليمين » معناه كل نفس مرتهنة بعملها السيء إلا أصحاب اليمين فإنه قد يعود بركة أعمالهم الصالحة على ذرياتهم وقراباتهم كما قال في سورة الطور « والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء » أي ألحقنا بهم ذريتهم في المنزلة الرفيعة في الجنة إن لم يكونوا قد شاركوهم في الأعمال بل في أصل الإيمان وما ألتناهم أي أنقصنا أولئك السادة الرفعاء من أعمالهم شيئا حتى ساويناهم وهؤلاء الذين هم أنقص منهم منزلة بل رفعهم تعالى إلى منزلة الآباء ببركة أعمالهم بفضله ومنته ثم قال « كل إمرئ بما كسب رهين » أي من شر وقوله « ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون » أي إعملوا على مكانتكم إنا عاملون على على ما نحن عليه فستعرضون ونعرض عليه وينبئنا وإياكم بأعمالنا وأعمالكم وما كنا نختلف فيه في الدار الدنيا كقوله « قل لا تسألون عما أجرمنا ولأنسأل عما تعملون قل يجمع بيننا ربنا ثم يفتح بيننا بالحق وهو الفتاح العليم »
تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير
| |
|
| |
Admin Admin
عدد المساهمات : 794 تاريخ التسجيل : 25/11/2011
| موضوع: رد: تفسير سورة الانعام الأحد يوليو 01, 2012 11:24 pm | |
| 165-وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ
يقول تعالى « وهو الذي جعلكم خلائف الأرض » أي جعلكم تعمرونها جيلا بعد جيل وقرنا بعد قرن وخلفا بعد سلف قاله ابن زيد وغيره كقوله تعالى « ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة في الأرض يخلفون » وكقوله تعالى « ويجعلكم خلفاء الأرض » وقوله « إني جاعل في الأرض خليفة » وقوله « عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون » وقوله « ورفع بعضكم فوق بعض درجات » أي فاوت بينكم في الأرزاق والآخلاق والمحاسن والمساوئ والمنظر والأشكال والألوان وله الحكمة في ذلك كقوله تعالى « نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا » وقوله « أنظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا » وقوله تعالى « ليبلوكم فيما آتاكم » أي ليختبركم في الذي أنعم به عليكم وامتحنكم به ليختبر الغني في غناه ويسأله عن شكره والفقير في فقره ويسأله عن صبره وفي صحيح مسلم من حديث أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الدنيا حلوة خضرة وإن الله مستخلفكم فيها فناظر ماذا تعملون فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء وقوله تعالى « إن ربك سريع العقاب وإنه لغفور رحيم » ترهيب وترغيب أن حسابه وعقابه سريع فيمن عصاه وخالف رسله « وإنه لغفور رحيم » لمن والاه واتبع رسله فيما جاؤا به من خبر وطلب وقال محمد بن إسحاق ليرحم العباد على مافيهم رواه ابن أبي حاتم وكثيرا ما يقرن الله تعالى في القرآن بين هاتين الصفتين كقوله « وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم وإن ربك لشديد العقاب » وقوله « نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم » إلى غير ذلك من الآيات المشتملة على الترغيب والترهيب فتارة يدعو عباده إليه بالرغبة وصفة الجنة والترغيب فيما لديه وتارة يدعوهم إليه بالرهبة وذكر النار وأكالها وعذابها والقيامة وأهوالها وتارة بهما لينجع في كل بحسبه جعلنا الله ممن أطاعه فيما أمر وترك ما عنه نهى وزجر وصدقه فيما أخبر إنه قريب مجيب سميع الدعاء جواد كريم وهاب وقد قال الإمام أحمد « 2/484 » حدثنا عبد الرحمن وحدثنا زهير عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو يعلم المؤمن ماعند الله من العقوبة ماطمع بجنته أحد ولو يعلم الكافر ماعند الله من الرحمة ما قنط أحد من الجنة خلق الله مئة رحمة فوضع واحدة بين خلقه يتراحمون بها وعند الله تسع وتسعون ورواه الترمذي « 3542 » عن قتيبة عن عبد العزيز الدراوردي عن العلاء به وقال حسن ورواه مسلم « 2755 » عن يحيى بن يحيى وقتيبة وعلي بن حجر ثلاثتهم عن إسماعيل بن جعفر عن العلاء وعنه أيضا قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خلق الله الخلق كتب في كتاب فهو عنده فوق العرش إن رحمتي تغلب غضبي وعنه أيضا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول جعل الله الرحمة مئة جزء فأمسك عنده تسعة وتسعين جزءا وأنزل في الأرض جزءا واحدا فمن ذلك الجزء تتراحم الخلائق حتى ترفع الدابة حافرها عن ولدها خشية من أن تصيبه رواه مسلم-
تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير
| |
|
| |
Admin Admin
عدد المساهمات : 794 تاريخ التسجيل : 25/11/2011
| موضوع: رد: تفسير سورة الانعام الأحد يوليو 01, 2012 11:28 pm | |
|
تم بحمد الله وتوفيقه تفسير سورة الأنعام
تفسير ابن كثير
| |
|
| |
| تفسير سورة الانعام | |
|