رسائل الإسلام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


ديني ثقافي تعليمي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
   أهلا وسهلا بكم في منتدى رسائل الإسلام معا من اجل نصرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلمتفسير سورة البقره - صفحة 11 Resalh10

 

 تفسير سورة البقره

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3 ... , 10, 11, 12  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة البقره - صفحة 11 Empty
مُساهمةموضوع: تفسير سورة البقره   تفسير سورة البقره - صفحة 11 Emptyالإثنين فبراير 27, 2012 2:50 am

تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

تفسير سورة البقره


1-الم


مقدمة تفسير سورة البقرة بسم الله الرحمن الرحيم-فضائل سورة البقرة- « ذكر ما ورد في فضلها » قال الإمام أحمد « 5/26
» حدثنا عارم حدثنا معتمر عن أبيه عن رجل عن أبيه عن معقل بن يسار أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال البقرة سنام القرآن وذروته نزل مع كل آية منها ثمانون
ملكا واستخرجت « الله لا إله إلا هو الحي القيوم » من تحت
العرش فوصلت بها أو فوصلت بسورة البقرة ويس قلب القرآن لا يقرؤها رجل يريد الله
والدار الآخرة إلا غفر له واقرؤوها على موتاكم انفرد به أحمد وقد رواه أحمد أيضا
« 5/26 » عن عارم عن عبد الله بن المبارك عن سليمان التيمي
عن أبي عثمان وليس بالنهدي عن أبيه عن معقل بن يسار قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم اقرؤها على موتاكم يعني يس فقد بينا بهذا الإسناد معرفة المبهم في
الرواية الأولى وقد أخرج هذا الحديث على هذه الصفة في الرواية الثانية أبو داود
« 3121 » والنسائي « عمل 1074 »
وابن ماجه « 1448 » وقد روى الترمذي « 2878 » من حديث حكيم بن جبير وفيه ضعف عن أبي صالح عن أبي هريرة
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لكل شيء سنام وإن سنام القرآن البقرة وفيها
آية هي سيدة آي القرآن آية الكرسي وفي مسند أحمد « 284/2 »
وصحيح مسلم « 780 » والترمذي « 2877
» والنسائي « قرآن 40 » من حديث سهيل بن أبي صالح عن
أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تجعلوا
بيوتكم قبورا فإن البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة لا يدخله الشيطان وقال الترمذي
حسن صحيح وقال أبو عبيد القاسم بن سلام « فضائل 121 » حدثني
ابن أبي مريم عن ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن سنان بن سعد عن أنس بن مالك قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الشيطان يخرج من البيت إذا سمع سورة البقرة
تقرأ فيه سنان بن سعد ويقال بالعكس وثقه ابن معين واستنكر حديثه أحمد بن حنبل وغيره
وقال أبو عبيد « 121 » حدثنا محمد بن جعفر عن شعبة عن سلمة
بن كهيل عن أبي الأحوص عن عبد الله يعني ابن مسعود رضي الله عنه قال إن الشيطان يفر
من البيت يسمع فيه سورة البقرة ورواه النسائي في اليوم والليلة «
964 » وأخرجه الحاكم في مستدركه « 2/260 » من حديث
شعبة ثم قال الحاكم صحيح الإسناد ولم يخرجاه وقال ابن مردويه حدثنا أحمد بن كامل
حدثنا أبو إسماعيل الترمذي حدثنا أيوب بن سليمان بن بلال حدثني أبو بكر بن أبي أويس
عن سليمان بن بلال عن محمد بن عجلان عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله بن
مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ألفين أحدكم يضع إحدى رجليه على
الأخرى يتغنى ويدع سورة البقرة يقرؤها فإن الشيطان ينفر من البيت تقرأ فيه سورة
البقرة وإن أصفر البيوت الجوف الصفر لمن كتاب الله وهكذا رواه النسائي في اليوم
والليلة « 963 » عن محمد بن نصر عن أيوب بن سليمان به وروى
الدارمي في مسنده عن ابن مسعود قال ما من بيت يقرأ فيه سورة البقرة إلا خرج منه
الشيطان وله ضراط وقال إن لكل شيء سناما وإن سنام القرآن سورة البقرة وإن لكل شيء
لبابا وإن لباب القرآن المفصل وروى أيضا من طريق الشعبي قال قال عبد الله بن مسعود
من قرأ عشر آيات من سورة البقرة في ليلة لم يدخل ذلك البيت شيطانتلك الليلة أربع من
أولها وآية الكرسي وآيتان بعدها وثلاث آيات من آخرها وفى رواية لم يقربه ولا أهله
يومئذ شيطان ولا شيء يكرهه ولا يقرأن على مجنون إلا أفاق وعن سهل بن سعد قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لكل شيء سناما وإن سنام القرآن البقرة وإن من
قرأها فى بيته ليلة لم يدخله الشيطان ثلاث ليال ومن قرأها فى بيته نهارا لم يدخله
شيطان ثلاثة أيام رواه أبو القاسم الطبراني « كبير 5864 »
وأبو حاتم وابن حبان فى صحيحه « 780 » وابن مردويه
من حديث الأزرق بن علي حدثنا حسان بن إبراهيم حدثنا خالد بن سعيد المدني عن أبي
حازم عن سهل به وعند خالد بن حبان بن سعيد المديني وقد روى الترمذي « 2876 » والنسائي « كبرى 8749 » وابن
ماجه « 217 » من حديث عبد الحميد بن جعفر عن سعيد المقبري
عن عطاء مولى أبي أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال بعث رسول الله صلى الله عليه
وسلم بعثا وهم ذوو عدد فاستقرأهم فاستقرأ كل واحد منهم يعني ما معه من القرآن فأتى
على رجل من أحدثهم سنا فقال ما معك يا فلان فقال معي كذا وكذا وسورة البقرة فقال
أمعك سورة البقرة قال نعم قال اذهب فأنت أميرهم فقال رجل من أشرافهم والله ما منعني
أن أتعلم سورة البقرة إلا أني خشيت أن لا أقوم بها فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم تعلموا القرآن واقرؤه فإن مثل القرآن لمن تعلمه فقرأ وقام به كمثل جراب محشو
مسكا يفوح ريحه في كل مكان ومثل من تعلمه فيرقد وهو في جوفه كمثل جراب أوكي على مسك
هذا لفظ رواية الترمذي ثم قال هذا حديث حسن ثم رواه من حديث الليث عن سعيد عن عطاء
مولى أبي أحمد مرسلا فالله أعلم قال البخاري « 5018 » وقال
الليث حدثني يزيد بن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن أسيد بن حضير رضي الله عنه قال
بينما هو يقرأ من الليل سورة البقرة وفرسه مربوطة عنده إذ جالت الفرس فسكت فسكنت
فقرأ فجالت الفرس فسكت فسكنت ثم قرأ فجالت الفرس فانصرف وكان ابنه يحيى قريبا منها
فأشفق أن تصيبه فلما أخذ رفع رأسه إلى السماء حتى ما يراها فلما أصبح حدث النبي صلى
الله عليه وسلم فقال اقرأ يابن حضير قال فأشفقت يا رسول الله أن تطأ يحيى وكان منها
قريبا فرفعت رأسي وانصرفت إليه فرفعت رأسي إلى السماء فإذا مثل الظلة فيها أمثال
المصابيح فخرجت حتى لا أراها قال وتدري ما ذاك قال لا قال تلك الملائكة دنت لصوتك
ولو قرأت لأصبحت ينظر الناس إليها لا تتوارى منهم وهكذا رواه الإمام العالم أبو
عبيد القاسم بن سلام في كتاب فضائل القرآن عن عبد الله بن صالح ويحيى بن بكير عن
الليث به وقد روي من وجه آخر « م 796 » عن أسيد بن حضير كما
تقدم والله أعلم وقد وقع نحو من هذا لثابت بن قيس بن شماس رضي الله عنه وذلك فما
رواه أبو عبيد « 122 » حدثنا عباد بن عباد عن جرير بن حازم
عن جرير بن زيد أن أشياخ أهل المدينة حدثوه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل له
ألم تر ثابت بن قيس بن شماس لم تزل داره البارحة تزهر مصابيح قال فلعله قرأ سورة
البقرة قال فسألت ثابتا فقال قرأت سورة البقرة وهذا إسناد جيد إلا أن فيه إبهاما ثم
هو مرسل والله أعلم-فضائل سورتي البقرة وآل عمران- « ذكر ما ورد في
فضلها مع آل عمران » قال الإمام أحمد « 5/248 »
حدثنا أبو نعيم حدثنا بشير بن مهاجر حدثني عبد الله بن بريدة عن أبيه قال
كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فسمعته يقول تعلموا سورة البقرة فإن أخذها
بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة قال ثم سكت ساعة ثم قال تعلموا سورة البقرة
وآل عمران فإنهما الزهراوان يظلان صاحبهما يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان
أو فرقان من طير صواف وإن القرآن يلقى صاحبه يوم القيامة حين ينشق عنه قبره كالرجل
الشاحب فيقول له هل تعرفني فيقول ما أعرفك فيقول أنا صاحبك القرآن الذي أظمأتك في
الهواجر وأسهرت ليلك وإن كل تاجر من وراء تجارته وإنك اليوم من وراء كل تجارة فيعطى
الملك بيمينه والخلد بشماله ويوضع على رأسه تاج الوقار ويكسى والداه حلتان لا يقوم
لهما أهل الدنيا فيقولان بما كسينا هذا فيقال بأخذ ولدكما القرآن ثم يقال اقرأ
واصعد في درج الجنة وغرفها فهو في صعود ما دام يقرأ هذا كان أو ترتيلا وروى ابن
ماجه « 3781 » من حديث بشير بن المهاجر بعضه وهذا إسناد حسن
على شرط مسلم فإن بشرا هذا أخرج له مسلم ووثقه ابن معين وقال النسائي ليس به بأس
إلا أن الإمام أحمد قال فيه هو منكر الحديث قد اعتبرت أحاديثه فإذا هي تأتي بالعجب
وقال البخاري يخالف في بعض حديثه وقال أبو حاتمالرازي يكتب حديثه ولا يحتج به وقال
ابن عدي روى ما لا يتابع عليه وقال الدارقطني ليس بالقوي « قلت »
ولكن لبعضه شواهد فمن ذلك حديث أبي أمامة الباهلي قال الإمام أحمد « 5/249 » حدثنا عبد الملك بن عمرو حدثنا هشام عن يحيى بن أبي
كثير عن أبي سلام عن أبي أمامة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اقرؤوا
القرآن فإنه شافع لأهله يوم القيامة اقرؤوا الزهراوان البقرة وآل عمران فإنهما
يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان أو كأنهما فرقان طير صواف
يحاجان عن أهلهما يوم القيامة ثم قال اقرؤوا البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا
تستطيعها البطلة وقد رواه مسلم « 804 » في الصلاة من حديث
معاوية بن سلام عن أخيه زيد بن سلام عن جده أبي سلام ممطور الحبشي عن أبي أمامة صدى
بن عجلان الباهلي به الزهراوان المنيرتان والغياية ما أظلك من فوقك والفرق القطعة
من الشيء والصواف المصطفة المتضامة والبطلة السحرة ومعنى لا تستطيعها أي لا يمكنهم
حفظها وقيل لا تستطيع النفوذ في قارئها والله أعلم ومن ذلك حديث النواس بن سمعان
قال الإمام أحمد « 4/183 » حدثنا يزيد بن عبد ربه حدثنا
الوليد بن مسلم عن محمد بن مهاجر عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشي عن جبير بن نفير
قال سمعت النواس بن سمعان الكلابي يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمهم سورة البقرة وآل
عمران وضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعد قال
كأنهما غمامتان أو ظلتان سوداوان بينهما شرق أو كأنهما فرقان من طير صواف يحاجان عن
صاحبهما ورواه مسلم « 805 » عن إسحاق بن منصور عن يزيد بن
عبد ربه به والترمذي « 2883 » من حديث الوليد بن عبد الرحمن
الجرشي به وقال حسن غريب وقال أبو عبيد « ص 126 » حدثنا
حجاج عن حماد بن سلمة عن عبد الملك بن عمير قال قال حماد أحسبه عن أبي منيب عن عمه
أن رجلا قرأ البقرة وآل عمران فلما قضى صلاته قال له كعب أقرأت البقرة وآل عمران
قال نعم قال فوالذي نفسي بيده إن فيهما اسم الله الذي إذا دعى به استجاب قال
فأخبرني به قالك لا والله لا أخبرك به ولو أخبرتك به لأوشكت أن تدعوه بدعوة أهلك
فيها أنا وأنت وحدثنا عبد الله بن صالح عن معاوية بن صالح عن سليم بن عامر أنه سمع
أبا أمامة يقول إن أخا لكم رأى في المنام أن الناس يسلكون في صدع جبل وعر طويل وعلى
رأس الجبل شجرتان خضراوان يهتفان هل فيكم قارئ يقرأ سورة البقرة وهل فيكم قارئ يقرأ
سورة آل عمران قال فإذا قال الرجل نعم دنتا منه بأعذاقهما حتى يتعلق بهما فيخطران
به الجبل وحدثنا عبد الله بن صالح عن معاوية بن صالح عن أبي عمران أنه سمع أم
الدرداء تقول إن رجلا ممن قرأ القرآن أغار على جار له فقتله وإنه أقيد به فقتل فما
زال القرآن ينسل منه سورة سورة حتى بقيت البقرة وآل عمران جمعة ثم إن آل عمران
أنسلت منه وأقامت البقرة جمعة فقيل لها « ما يبدل القول لدي وما
أنا بظلام للعبيد » قال فخرجت كأنها السحابة العظيمة قال أبو عبيد « ص 127 » أراه يعني أنهما كانتا معه في قبره يدفعان عنه ويؤنسانه
فكانتا من آخر ما بقي معه من القرآن وقال أيضا حدثنا أبو مسهر الغساني عن سعيد بن
عبد العزيز التنوخي أن يزيد بن الأسود الجرشي كان يحدث أنه من قرأ البقرة وآل عمران
في يوم برئ من النفاق حتى يمسي ومن قرأهما في ليلة برئ من النفاق حتى يصبح قال فكان
يقرؤهما كل يوم وليلة سوى جزئه وحدثنا يزيد عن وقاء بن إياس عن سعيد بن جبير قال
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه من قرأ البقرة وآل عمران في ليلة كان أو كتب من
القانتين فيه انقطاع ولكن ثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ
بهما في ركعة واحدة-فضائل السور السبع الطوال- « ذكر ما ورد في فضل
السبع الطول » قال أبو عبيد « ص 119 » حدثنا هشام بن
إسماعيل الدمشقي عن محمد بن شعيب عن سعيد بن بشير عن قتادة عن أبي المليح عن واثلة
بن الأسقع عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أعطيت السبع الطول مكان التوراة وأعطيت
المئين مكان الإنجيل وأعطيت المثاني مكان الزبور وفضلت بالمفصل هذا حديث غريب وسعيد
بن أبي بشير فيه لين وقد رواه أبو عبيد « ص 120 » عن عبد
الله بن صالح عن الليث عن سعيد بن أبي هلال قال بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال فذكره واللهأعلم ثم قال حدثنا إسماعيل بن جعفر عن عمرو بن أبي عمرو مولى
المطلب بن عبد الله بن حنطب عن حبيب بن هند الأسلمي عن عروة عن عائشة رضي الله عنها
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أخذ السبع فهو حبر وهذا أيضا غريب وحبيب بن هند
بن أسماء بن هند بن حارثة الأسلمي روى عنه عمرو بن أبي عمرو وعبد الله بن أبي بكرة
وذكره أبو حاتم الرازي ولم يذكر فيه جرحا فالله أعلم وقد رواه الإمام أحمد « 6/72 » عن سليمان بن داود وحسين كلاهما عن إسماعيل بن جعفر به
ورواه « 6/82 » أيضا عن أبي سعيد عن سليمان بن بلال عن عمرو
بن أبي عمرو عن حبيب بن هند عن عروة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
من أخذ السبع الأول من القرآن فهو حبر قال أحمد « 6/73 »
وحدثنا حسين حدثنا ابن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله
عليه وسلم مثله قال عبد الله بن أحمد وهذا أرى فيه عن أبيه عن الأعرج ولكن كذا كان
في الكتاب بلا أبي فلا أدري أغفله أبي أو كذا هو مرسل وروى الترمذي عن أبي هريرة أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بعثا وهم ذوو عدد وقدم عليهم أحدثهم سنا لحفظه
سورة البقرة وقال له اذهب فأنت أميرهم وصححه الترمذي ثم قال أبو عبيد « ص 120 » حدثنا هشيم أخبرنا أبو بشر عن سعيد بن جبير في قوله
تعالى « ولقد آتيناك سبعا من المثاني » قال هي السبع الطول
البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنعام والأعراف ويونس قال وقال مجاهد هي
السبع الطول وهكذا قال مكحول وعطية بن قيس وأبو محمد القاري شداد بن أوس ويحيى بن
الحارث الذماري في تفسير الآية بذلك وفي تعدادها وإن يونس هي السابعة- « فصل » والبقرة جميعها مدنية بلا خلاف وهي من أوائل ما نزل بها
لكن قوله تعالى فيه « واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله »
يقال إنها آخر ما نزل من القرآن ويحتمل أن تكون منها وكذلك آيات الربا من
آخر ما نزل وكان خالد بن معدان يسمي البقرة فسطاط القرآن قال بعض العلماء وهي
مشتملة على ألف خبر وألف أمر وألف نهي وقال العادون آياتها مئتان وثمانون وسبع آيات
وكلماتها ستة آلاف كلمة ومئة وإحدى وعشرون كلمة وحروفها خمسة وعشرون ألفا وخمس مئة
حرف فالله أعلم قال ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس نزلت بالمدينة سورة البقرة وقال
خصيف عن مجاهد عن عبد الله بن الزبير قال نزلت بالمدينة سورة البقرة وقال الواقدي
حدثني الضحاك بن عثمان عن أبي الزناد عن خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه قال نزلت
البقرة بالمدينة وهكذا قال غير واحد من الأئمة والعلماء والمفسرين ولا خلاف فيه
وقال ابن مردويه حدثنا محمد بن معمر حدثنا الحسن بن علي بن الوليد حدثنا خلف بن
هشام وحدثنا عيسى بن ميمون عن موسى بن أنس بن مالك عن أبيه قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم لا تقولوا سورة البقرة ولا سورة آل عمران ولا سورة النساء وكذا
القرآن كله ولكن قولوا السورة التي يذكر فيها البقرة والتي يذكر فيها آل عمران وكذا
القرآن كله هذا حديث غريب لا يصح رفعه وعيسى بن ميمون هذا هو أبو سلمة الخواص وهو
ضعيف الرواية لا يحتج به وقد ثبت في الصحيحين « خ 1748 م 1296 »
عن ابن مسعود أنه رمى الجمرة من بطن الوادي فجعل البيت عن يساره ومنى عن
يمينه ثم قال هذا مقام الذي أنزلت عليه سورة البقرة أخرجاه وروى ابن مردويه من حديث
شعبة عن عقيل بن طلحة عن عتبة بن مرثد قال رأى النبي صلى الله عليه وسلم في أصحابه
تأخرا فقال يا أصحاب سورة البقرة وأظن هذا كان يوم حنين يوم ولوا مدبرين أمر العباس
فناداهم يا أصحاب الشجرة يعني أهل بيعة الرضوان وفي رواية يا أصحاب سورة البقرة
لينشطهم بذلك فجعلوا يقبلون من كل وجه وكذلك يوم اليمامة مع أصحاب مسيلمة جعل
الصحابة يفرون لكثافة جيش بني حنيفة فجعل المهاجرون والأنصار يتنادون يا أصحاب سورة
البقرة حتى فتح الله عليهم رضي الله عن أصحاب رسول الله أجمعين**الحروف المقطعة في
أوائل بعض السور-قد أختلف المفسرون في الحروف المقطعة التي في أوائل السور فمنهم من
قال هي مما استأثر الله بعلمه فردوا علمهاإلى الله ولم يفسروها حكاه القرطبي في
تفسيره عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وابن مسعود رضي الله عنهم أجمعين وقال عامر
الشعبي وسفيان الثوري والربيع بن خيثم وأبو حاتم بن حبان ومنهم من فسرها واختلف
هؤلاء في معناها فقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم إنما هي أسماء السور قال العلامة
أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري في تفسيره وعليه إطباق الأكثر ونقله عن سيبويه
أنه نص عليه ويعتضد لهذا بما ورد في الصحيحين « خ 891 م 880 »
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة الصبح يوم
الجمعة الم السجدة وهل أتى على الإنسان وقال سفيان الثوري عن ابن أبي نجيح عن مجاهد
أنه قال الم وحم والمص وص فواتح افتتح الله بها القرآن وكذا قال غيره عن مجاهد وقال
مجاهد في رواية أبي حذيفة موسى بن مسعود عن شبل عن ابن أبي نجيح عنه أنه قال الم
إسم من أسماء القرآن وهكذا قال قتادة وزيد بن أسلم ولعل هذا يرجع إلى معنى قول عبد
الرحمن بن زيد بن أسلم أنه إسم من أسماء السور فإن كل سورة يطلق عليها إسم القرآن
فإنه يبعد أن يكون المص اسما للقرآن كله لأن المتبادر إلى فهم سامع من يقول قرأت
المص إنما ذلك عبارة عن سورة الأعراف لا لمجموع القرآن والله أعلم وقيل هي اسم من
أسماء الله تعالى فقال الشعبي فواتح السور من أسماء الله تعالى وكذلك قال سالم بن
عبد الله وإسماعيل بن عبد الرحمن السدي الكبير وقال شعبة عن السدي بلغني أن ابن
عباس قال « الم » إسم من أسماء الله الأعظم هكذا رواه ابن
أبي حاتم من حديث شعبة ورواه ابن جرير عن بندار عن ابن مهدي عن شعبة قال سألت السدي
عن حم وطس والم فقال قال ابن عباس هي إسم الله الأعظم وقال ابن جرير وحدثنا محمد بن
المثنى حدثنا أبو النعمان حدثنا شعبة عن إسماعيل السدي عن مرة الهمداني قال قال عبد
الله فذكر نحوه وحكى مثله عن علي وابن عباس وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس هو
قسم أقسم الله به وهو من أسماء الله تعالى وروى ابن أبي حاتم وابن جرير من حديث ابن
علية عن خالد الحذاء عن عكرمة أنه قال الم قسم ورويا أيضا من حديث شريك بن عبد الله
عن عطاء بن السائب عن أبي الضحى عن ابن عباس الم قال أنا الله أعلم وكذا قال سعيد
بن جبير وقال السدي عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس وعن مرة الهمذاني عن ابن
مسعود وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الم قال أما الم فهي حروف استفتحت
من حروف هجاء أسماء الله تعالى وقال أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي
العالية في قوله تعالى الم قال هذه الأحرف الثلاثة من التسعة والعشرين حرفا دارت
فيها الألسن كلها ليس منها حرف إلا وهو مفتاح اسم من أسمائه وليس منها حرف إلا وهو
من آلائه وبلائه وليس منها حرف إلا وهو في مدة أقوام وآجالهم قال عيسى بن مريم عليه
السلام وعجب فقال وأعجب أنهم ينطقون بأسمائه ويعيشون في رزقه فكيف يكفرون به فالألف
مفتاح اسم الله واللام مفتاح اسمه لطيف والميم مفتاح اسمه مجيد فالألف آلاء الله
واللام لطف الله والميم مجد الله والألف سنة واللام ثلاثون سنة والميم أربعون سنة
هذا لفظ ابن أبي حاتم ونحوه رواه ابن جرير ثم شرع يوجه كل واحد من هذه الأقوال
ويوفق بينها وأنه لا منافاة بين كل واحد منها وبين الآخر وأن الجمع ممكن فهي أسماء
للسور ومن أسماء الله تعالى يفتتح بها السور فكل حرف منها دل على اسم من اسمائه
وصفة من صفاته كما افتتح سورا كثيرة بتحميده وتسبيحه وتعظيمه قال ولا مانع من دلالة
الحرف منها على إسم من أسماء الله وعلى صفة من صفاته وعلى مدة وغير ذلك كما ذكره
الربيع بن أنس عن أبي العالية لأن الكلمة الواحدة تطلق على معان كثيرة كلفظة الأمة
فانها تطلق ويراد به الدين كقوله تعالى « إنا وجدنا آباءنا على أمة
» وتطلق ويراد بها الرجل المطيع لله كقوله تعالى « إن
إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين » وتطلق ويراد بها
الجماعة كقوله تعالى « وجد عليه أمة من الناس يسقون » وقوله
تعالى « ولقد بعثنا في كل أمة رسولا » وتطلق ويراد بها
الحين من الدهر كقوله تعالى « وقال الذي نجا منهما وادكر بعد أمة »
أي بعد حين على أصح القولين قال فكذلك هذا حاصل كلامه موجها ولكن هذا ليس
كما ذكره أبو العالية فإن أبا العالية زعم ان الحرف دل على هذا وعلىهذا وعلى هذا
معا ولفظة الأمة وما أشبهها من الألفاظ المشتركة في الإصطلاح إنما دل في القرآن في
كل موطن على معنى واحد دل عليه سياق الكلام فأما حمله على مجموع محامله اذا أمكن
فمسألة مختلف فيها بين علماء الأصول ليس هذا موضع البحث فيها والله أعلم ثم ان لفظة
الأمة تدل على كل من معانيها في سياق الكلام بدلالة الوضع فأما دلالة الحرف الواحد
على إسم يمكن ان يدل على إسم آخر من غير أن يكون أحدهما أولى من الآخر في التقدير
أو الاضمار بوضع ولا بغيره فهذا مما لا يفهم إلا بتوقيف والمسألة مختلف فيها وليس
فيها إجماع حتى يحكم به وما أنشدوه من الشواهد على صحة اطلاق الحرف الواحد على بقية
الكلمة فإن في السياق ما يدل على ما حذف بخلاف هذا كما قال الشاعر-قلنا لها قفي
فقالت قاف لا تحسبي أنا نسينا الإيجاف-تعني وقفت وقال الآخر-ما للظليم عال كيف لا ي
نقد عنه جلده إذا ي-فقال ابن جرير كأنه أراد أن يقول إذا يفعل كذا وكذا فاكتفى
بالياء من يفعل وقال الآخر-بالخير خيرات وإن شرا ف ولا أريد الشر إلا أن ت-يقول وان
شرا فشر ولا أريد الشر إلا أن تشاء فاكتفى بالفاء والتاء من الكلمتين عن بقيتهما
ولكن هذا ظاهر من سياق الكلام والله أعلم قال القرطبي وفي الحديث من أعان على قتل
مسلم بشطر كلمة الحديث قال سفيان هو أن يقول في اقتل أق وقال خصيف عن مجاهد إنه قال
فواتح السور كلها « ق » و « ص » و
« حم » و « طسم » و « الر » وغير ذلك هجاء موضوع وقال بعض أهل العربية هي حروف من
حروف المعجم استغنى بذكر ما ذكر منها في أوائل السور عن ذكر بواقيها التي هي تتمة
الثمانية والعشرين حرفا كما يقول القائل ابني يكتب في ا ب ت ث أي في حروف المعجم
الثمانية والعشرين فيستغنى بذكر بعضها عن مجموعها حكاه ابن جرير قلت مجموع الحروف
المذكورة في أوائل السور بحذف المكرر منها أربعة عشر حرفا وهي ا ل م ص ر ك ه ي ع ط
س ح ق ن يجمعها قولك نص حكيم قاطع له سر وهي نصف الحروف عددا والمذكور منها أشرف من
المتروك وبيان ذلك من صناعة التصريف قال الزمخشري وهذه الحروف الأربعة عشر مشتملة
على أصناف أجناس الحروف يعني من المهموسة والمهجورة ومن الرخوة والشديدة ومن
المطبقة والمفتوحة ومن المستعلية والمنخفضة ومن حروف القلقة وقد سردها مفصلة ثم قال
فسبحان الذي دقت في كل شيء حكمته وهذه الأجناس المعدودة مكثورة بالمذكورة منها وقد
علمت أن معظم الشيء وجله ينزل منزلة كله ومن ههنا لحظ بعضهم في هذا المقام كلاما
فقال لا شكأن هذه الحروف لم ينزلها سبحانه وتعالى عبثا ولا سدى ومن قال من الجهلة
ان في القرآن ماهو تعبد لا معنى له بالكلية فقد أخطأ خطأ كبيرا فتعين أن لها معنى
في نفس الأمر فإن صح لنا فيها عن المعصوم شيء قلنا به وإلا وقفنا حيث وقفنا وقلنا
« آمنا به كل من عند ربنا » ولم يجمع العلماء فيها على شيء
معين وإنما اختلفوا فمن ظهر له بعض الأقوال بدليل فعليه اتباعه وإلا فالوقف حتى
يتبين هذا مقام المقام الآخر في الحكمة التي اقتضت إيراد هذه الحروف في أوائل السور
ما هي مع مقطع النظر عن معانيها في أنفسها فقال بعضهم إنما ذكرت ليعرف بها أوائل
السور حكاه ابن جرير وهذا ضعيف لأن الفصل حاصل بدونها فيما لم تذكر فيه وفيما ذكرت
فيه البسملة تلاوة وكتابة وقال آخرون بل ابتدئ بها لتفتح لإستماعها أسماع المشركين
إذ تواصوا بالإعراض عن القرآن حتى إذا استمعوا له تلا عليهم المؤلف منه حكاه ابن
جرير أيضا وهو ضعيف أيضا لأنه لو كان كذلك لكان ذلك في جميع السور لا يكون في بعضها
بل غالبها ليس كذلك ولو كان كذلك أيضا لا ينبغي الإبتداء بها في أوائل الكلام معهم
سواء كان افتتاح سورة أو غير ذلك ثم إن هذه السورة والتي تليها أعني البقرةوآل
عمران مدنيتان ليستا خطابا للمشركين فانتقض ما ذكروه بهذه الوجوه وقال آخرون بل
إنما ذكرت هذه الحروف في أوائل السور التي ذكرت فيها بيانا لإعجاز القرآن وأن الخلق
عاجزون عن معارضته بمثله هذا مع أنه مركب من هذه الحروف المقطعة التي يتخاطبون بها
وقد حكى هذا المذهب الرازي في تفسيره عن المبرد وجمع من المحققين وحكى القرطبي عن
الفراء وقطرب نحو هذا وقرره الزمخشري في كشافه ونصره أتم نصر وإليه ذهب الشيخ
الإمام العلامة أبو العباس ابن تيمية وشيخنا الحافظ المجتهد أبو الحجاج المزي وحكاه
لي عن ابن تيمية قال الزمخشري ولم ترد كلها مجموعة في أول القرآن وإنما كررت ليكون
أبلغ في التحدي والتبكيت كما كررت قصص كثيرة وكرر التحدي بالصريح في أماكن قال وجاء
منها على حرف واحد كقوله ص ن ق وحرفين مثل « حم » وثلاثة
مثل « الم » وأربعة مثل « المر » و
« المص » وخمسة مثل « كهعيص » و
« حمعسق » لأن أساليب كلامهم على هذا من الكلمات ماهو على
حرف وعلى حرفين وعلى ثلاثة وعلى أربعة وعلى خمسة لا أكثر من ذلك «
قلت » ولهذا كل سورة افتتحت بالحروف فلا بد أن يذكر فيها الإنتصار للقرآن
وبيان إعجازه وعظمته وهذا معلوم بالإستقراء وهو الواقع في تسع وعشرين سورة ولهذا
يقول تعالى « الم ذلك الكتاب لا ريب فيه » « الم الله لاإله إلا هو الحي القيوم نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما
بين يديه » « المص كتاب أنزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه
» « الر كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى
النور باذن ربهم » « الم تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب
العالمين » « حم تنزيل من الرحمن الرحيم » « حم عسق كذلك يوحي إليك وإلى الذين من قبلك الله العزيز الحكيم »
وغير ذلك من الآيات الدالة على صحة ما ذهب إليه هؤلاء لمن أمعن النظر والله
أعلم وأما من زعم أنها دالة على معرفة المدد وأنه يستخرج من ذلك أوقات الحوادث
والفتن والملاحم فقد ادعى ماليس له وطار في غير مطاره وقد ورد في ذلك حديث ضعيف وهو
مع ذلك أدل على بطلان هذا المسلك من التمسك به على صحته وهو ما رواه محمد بن إسحاق
بن يسار صاحب المغازي حدثني الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس عن جابر بن عبد الله بن
رئاب قال مر أبو ياسر بن أخطب في رجال من يهود برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو
يتلو فاتحة سورة البقرة « الم ذلك الكتاب لا ريب فيه » فأتى
أخاه حيي بن أخطب في رجال من اليهود فقال تعلمون والله لقد سمعت محمدا يتلو فيما
أنزل الله تعالى عليه « الم ذلك الكتاب لا ريب فيه » فقال
أنت سمعته قال نعم قال فمشى حيي بن أخطب في أولئك النفر من اليهود إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقالوا يا محمد ألم يذكر أنك تتلو فيما أنزل الله عليك « الم ذلك الكتاب » فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بلى فقالوا
جاءك بهذا جبريل من عند الله فقال نعم قالوا لقد بعث الله قبلك أنبياء ما نعلمه بين
لنبي منهم ما مدة ملكه وما أجل أمته غيرك فقام حيي بن أخطب وأقبل على من كان معه
فقال لهم الألف واحدة واللام ثلاثون والميم أربعون فهذه إحدى وسبعون سنة أفتدخلون
في دين نبي إنما مدة ملكه وأجل أمته إحدى وسبعون سنة ثم أقبل على رسول الله صلى
الله عليه وسلم فقال يا محمد هل مع هذا غيره فقال نعم قال ماذاك قال المص قال هذا
أثقل وأطول الألف واحد واللام ثلاثون والميم أربعون والصاد تسعون فهذه إحدى وثلاثون
ومئة سنة هل مع هذا يامحمد غيره قال نعم قال ماذاك قال الر قال هذا أثقل وأطول
الألف واحدة واللام ثلاثون والراء مئتان فهذه إحدى وثلاثون ومئتا سنة فهل مع هذا
يامحمد غيره قال نعم قال ماذا قال المر قال هذا أثقل وأطول الألف واحدة واللام
ثلاثون والميم أربعون والراء مئتان فهذه إحدى وسبعون ومئتان ثم قال لقد لبس علينا
أمرك يامحمد حتى ما ندري أقليلا أعطيت أم كثيرا ثم قال قوموا عنه ثم قال أبو ياسر
لأخيه حيي بن أخطب ولمن معه من الأحبار ما يدريكم لعله قد جمع هذا لمحمد كله إحدى
وسبعون واحدى وثلاثون ومئة وإحدى وثلاثون ومئتان وإحدى وسبعون ومئتان فذلك سبعمئة
وأربع سنين فقالوا لقد تشابه علينا أمره فيزعمون ان هؤلاء الآيات نزلت فيهم « هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات
» فهذا الحديث مداره على محمد بن السائب الكلبي وهو ممن لا يحتج بما انفرد
به ثمكان مقتضى هذا المسلك إن كان صحيحا أن يحسب ما لكل حرف من الحروف الأربعة عشر
التي ذكرناها وذلك يبلغ منه جملة كثيرة وإن حسبت مع التكرر فأطم وأعظم والله أعلم



تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com

كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة البقره - صفحة 11 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة البقره   تفسير سورة البقره - صفحة 11 Emptyالخميس مارس 08, 2012 2:46 am

246-أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَى إِذْ
قَالُواْ لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكاً نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ
قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُواْ
قَالُواْ وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن
دِيَارِنَا وَأَبْنَآئِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْاْ
إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ



قال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة هذا النبي هو يوشع بن نون قال ابن جرير يعني
ابن أفراثيم بن يوسف بن يعقوب وهذا القول بعيد لأن هذا كان بعد موسى بدهر طويل وكان
ذلك في زمان داودعليه السلام كما هو مصرح به في القصة وقد كان بين داودوموسى ما
ينيف عن ألف سنة والله أعلم وقال السدي هو شمعون وقال مجاهد هو شمويل عليه السلام
وكذا قال محمد بن إسحاق عن وهب بن منبه وهو شمويل بن بالي بن علقمة بن ترخام بن
اليهد بن بهرض بن علقمة ابن ماجب بن عمر صا بن عزريا بن صفية بن علقمة بن أبي ياشف
بن قارون بن يصهر بن قاهث بن لاوى بن يعقوب بن إسحاق ابن إبراهيم الخليل عليه
السلام وقال وهب بن منبه وغيره كان بنو إسرائيل بعد موسى عليه السلام في طريق
الاستقامة مدة من الزمان ثم أحدثوا الأحداث وعبد بعضهم الأصنام ولم يزل بين أظهرهم
من الأنبياء من يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويقيمهم على منهج التوراة إلى أن
فعلوا ما فعلوا فسلط الله عليهم أعداءهم فقتلوا منهم مقتلة عظيمة وأسروا خلقا كثيرا
وأخذوا منهم بلادا كثيرة ولم يكن أحد يقاتلهم إلا غلبوه وذلك أنهم كان عندهم
التوراة والتابوت الذي كان في قديم الزمان وكان ذلك موروثا لخلفهم عن سلفهم إلى
موسى الكليم عليه الصلاة والسلام فلم يزل بهم تماديهم على الضلال حتى استلبه منهم
بعض الملوك في بعض الحروب وأخذ التوراة من أيديهم ولم يبق من يحفظها فيهم إلا
القليل وانقطعت النبوة من أسباطهم ولم يبق من سبط لاوى الذي يكون فيه الأنبياء إلا
امرأة حامل من بعلها وقد قتل فأخذوها فحبسوها في بيت واحتفظوا بها لعل الله يرزقها
غلاما يكون نبيا لهم ولم تزل المرأة تدعو الله عز وجل أن يرزقها غلاما فسمع الله
لها ووهبها غلاما فسمته شمويل أي سمع الله دعائي ومنهم من يقول شمعون وهو بمعناه
فشب ذلك الغلام ونشأ فيهم وأنبته الله نباتا حسنا فلما بلغ سن الأنبياء أوحى الله
إليه وأمره بالدعوة اليه وتوحيده فدعا بني إسرائيل فطلبوا منه أن يقيم لهم ملكا
يقاتلون معه أعداءهم وكان الملك أيضا قد باد فيهم فقال لهم النبي فهل عسيتم إن أقام
الله لكم ملكا ألا تقاتلوا وتفوا بماإلتزمتم من القتال معه « قالوا
وما لنا ألا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا » أي وقد
أخذت منا البلاد وسبيت الأولاد قال الله تعالى « فلما كتب عليهم
القتال تولوا إلا قليلا منهم والله عليم بالظالمين » أي ماوفوا بما وعدوا بل
نكل عن الجهاد أكثرهم والله عليم بهم


تفسير ابن
كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة البقره - صفحة 11 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة البقره   تفسير سورة البقره - صفحة 11 Emptyالخميس مارس 08, 2012 2:48 am

247-وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ
مَلِكاً قَالُوَاْ أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ
بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللّهَ
اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللّهُ
يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ



أي لما طلبوا من نبيهم أن يعين لهم ملكا منهم فعين لهم طالوت وكان رجلا من
أجنادهم ولم يكن من بيت الملك فيهم لأن الملك كان في سبط يهوذا ولم يكن هذا من ذلك
السبط فلهذا قالوا « أنى يكون له الملك علينا » أي كيف يكون
ملكا علينا « ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال »
أي هو مع هذا فقير لا مال له يقوم بالملك وقد ذكر بعضهم أنه كان سقاء وقيل
دباغا وهذا اعتراض منهم على نبيهم وتعنت وكان الأولى بهم طاعة وقول معروف ثم قد
أجابهم النبي قائلا « إن الله اصطفاه عليكم » أي أختاره لكم
من بينكم والله أعلم به منكم يقول لست أنا الذي عينته من تلقاء نفسي بل الله أمرني
به لما طلبتم مني ذلك « وزاده بسطة في العلم والجسم » أي
وهو مع هذا أعلم منكم وأنبل وأشكل منكم وأشد قوة وصبرا في الحرب ومعرفة بها أي أتم
علما وقامة منكم ومن ههنا ينبغي أن يكون الملك ذا علم وشكل حسن وقوة شديدة في بدنه
ونفسه ثم قال « والله يؤتي ملكه من يشاء » أي هو الحاكم
الذي ما شاء فعل ولا يسئل عما يفعل وهم يسئلون لعلمه وحكمته ورأفته بخلقه ولهذا قال
« والله واسع عليم » أي هو واسع الفضل يختص برحمته من يشاء
عليم بمن يستحق الملك ممن لا يستحقه


تفسير ابن
كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة البقره - صفحة 11 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة البقره   تفسير سورة البقره - صفحة 11 Emptyالخميس مارس 08, 2012 2:49 am

248-وَقَالَ لَهُمْ نِبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ
التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ
مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلآئِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ
إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ



يقول لهم نبيهم إن علامة بركة ملك طالوت عليكم أن يرد الله عليكم التابوت الذي
كان أخذ منكم « فيه سكينة من ربكم » قيل معناه فيه وقار
وجلالة قال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة « فيه سكينة » أي
وقار وقال الربيع رحمة وكذا روى عن العوفي عن ابن عباس وقال ابن جريج سألت عطاء عن
قوله « فيه سكينة من ربكم » قال ما تعرفون من آيات الله
فتسكنون إليه وكذا قال الحسن البصري وقيل السكينة طست من ذهب كانت تغسل فيه قلوب
الأنبياء أعطاها الله موسى عليه السلام فوضع فيها الألواح ورواه السدي عن أبي مالك
عن ابن عباس وقال سفيان الثوري عن سلمة بن كهيل عن أبي الأحوص عن علي قال السكينة
لها وجه كوجه الإنسان ثم هي روح هفافة وقال ابن جرير حدثني ابن المثنى حدثنا أبو
داود حدثنا شعبة وحماد بن سلمة وأبو الأحوص كلهم عن سماك عن خالد بن عرعرة عن علي
قال السكينة ريح خجوج ولها رأسان وقال مجاهد لها جناحان وذنب وقال محمد بن إسحاق عن
وهب بن منبه السكينة رأس هرة ميتة إذا صرخت في التابوت بصراخ هر أيقنوا بالنصر
وجاءهم الفتح وقال عبد الرزاق أخبرنا بكار بن عبد الله أنه سمع وهب بن منبه يقول
السكينة روح من الله تتكلم إذا اختلفوا في شيء تكلم فتخبرهم ببيان ما يريدون وقوله
« وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون » قال ابن جرير أخبرنا
ابن مثنى حدثنا أبو الوليد حدثنا حماد عن داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس في
هذه الآية « وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون » قال عصاه
ورضاض الألواح وكذا قال قتادة والسدي والربيع بن أنس وعكرمة وزاد والتوراة وقال أبو
صالح « وبقية مما ترك آل موسى » يعني عصا موسى وعصا هارون
ولوحين من التوراة والمن وقال عطية بن سعد عصا موسى وعصا هارون وثياب موسى وثياب
هارون ورضاض الألواح وقال عبد الرزاق سألت الثوري عن قوله « وبقية
مما ترك آل موسى وآل هارون » فقال منهم من يقول قفيز من من ورضاض الألواح
ومنهم من يقول العصا والنعلان وقوله « تحمله الملائكة » قال
ابن جريج قال ابن عباس جاءت الملائكة تحمل التابوت بين السماء والأرض حتى وضعته بين
يدي طالوت والناس ينظرون وقال السدي أصبح التابوت في دار طالوت فآمنوا بنبوة شمعون
وأطاعواطالوت وقال عبد الرزاق عن الثوري عن بعض أشياخه جاءت به الملائكة تسوقه على
عجلة على بقرة وقيل على بقرتين وذكر غيره أن التابوت كان بأريحا وكان المشركون لما
أخذوه وضعوه في بيت آلهتهم تحت صنمهم الكبير فأصبح التابوت على رأس الصنم فأنزلوه
فوضعوه تحته فأصبح كذلك فسمروه تحته فأصبح الصنم مكسور القوائم ملقى بعيدا فعلموا
أن هذا أمر من الله لا قبل لهم به فأخرجوا التابوت من بلدهم فوضعوه في بعض القرى
فأصاب أهلها داء في رقابهم فأمرتهم جارية من سبي بني إسرائيل أن يردوه إلى بني
إسرائيل حتى يخلصوا من هذا الداء فحملوه على بقرتين فسارتا به لا يقربه أحد إلا مات
حتى اقتربتا من بلد بني إسرائيل فكسرتا النيرين ورجعتا وجاء بنو إسرائيل فأخذوه
فقيل إنه تسلمه داودعليه السلام وإنه لما قام إليهما خجل من فرحه بذلك وقيل شابان
منهم فالله أعلم وقيل كان التابوت بقرية من قرى فلسطين يقال لها أزدود وقوله « إن في ذلك لآية لكم » أي على صدقي فيما جئتكم به من النبوة
وفيما أمرتكم به من طاعة طالوت « إن كنتم مؤمنين » أي بالله
واليوم الآخر


تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن
كثير

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة البقره - صفحة 11 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة البقره   تفسير سورة البقره - صفحة 11 Emptyالخميس مارس 08, 2012 2:50 am

249-فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللّهَ مُبْتَلِيكُم
بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ
مِنِّي إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُواْ مِنْهُ إِلاَّ
قَلِيلاً مِّنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ قَالُواْ
لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ
أَنَّهُم مُّلاَقُو اللّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً
بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ



يقول تعالى مخبرا عن طالوت ملك بني إسرائيل حين خرج في جنوده ومن أطاعه من ملأ
بني إسرائيل وكان جيشه يومئذ فيما ذكره السدي ثمانين ألفا فالله أعلم أنه قال « إن الله مبتليكم » أي مختبركم بنهر قال ابن عباس وغيره وهو نهر
بين الأردن وفلسطين يعني نهر الشريعة المشهور « فمن شرب منه فليس
مني » أي فلا يصحبني اليوم في هذا الوجه « ومن لم يطعمه
فإنه مني إلا من اغترف غرفة بيده » أي فلا بأس عليه قال الله تعالى « فشربوا منه إلا قليلا منهم » قال ابن جريج قال ابن عباس من
اغترف منه بيده روى ومن شرب منه لم يرو وكذا رواه السدي عن أبي مالك عن ابن عباس
وكذا قال قتادة وابن شوذب وقال السدي كان الجيش ثمانين ألفا فشرب منه ستة وسبعون
ألفا وتبقى معه أربعة آلاف كذا قال وقد روى ابن جرير من طريق إسرائيل وسفيان الثوري
ومسعر بن كدام عن أبي إسحاق السبيعي عن البراء بن عازب قال كنا نتحدث أن أصحاب محمد
صلى الله عليه وسلم الذين كانوا يوم بدر ثلاث مئة وبضعة عشر على عدة أصحاب طالوت
الذين جازوا معه والنهر وما جازه معه إلا مؤمن ورواه البخاري «
3958 » عن عبد الله بن رجاء عن إسرائيل بن يونس عن أبي إسحاق عن البراء قال
كنا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم نتحدث أن عدة أصحاب بدر على عدة أصحاب طالوت
الذين جازوا معه النهر ولم يجاوز معه إلا مؤمن بضعة عشروثلاث مئة ثم رواه « 3957و 3959 » من حديث سفيان الثوري وزهيرعن أبي إسحاق عن البراء
بنحوه ولهذا قال تعالى « فلما جاوزه هو والذين آمنوا معه قالوا لا
طاعة لنا اليوم بجالوت وجنوده » أي استقلوا أنفسهم عن لقاء عدوهم لكثرتهم
فشجعهم علماؤهم العالمون بأن وعد الله حق فان النصر من عند الله ليس عن كثرة عدد
ولا عدد ولهذا قالوا « كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله
والله مع الصابرين »


تفسير ابن كثير_أبو الفداء
إسماعيل بن كثير

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة البقره - صفحة 11 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة البقره   تفسير سورة البقره - صفحة 11 Emptyالخميس مارس 08, 2012 2:51 am

250-وَلَمَّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبَّنَا أَفْرِغْ
عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ
الْكَافِرِينَ



. انظر تفسير الآية 252








تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة البقره - صفحة 11 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة البقره   تفسير سورة البقره - صفحة 11 Emptyالخميس مارس 08, 2012 2:54 am

251-فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللّهُ
الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ
النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ
عَلَى الْعَالَمِينَ



. انظر تفسير الآية 252








تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة البقره - صفحة 11 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة البقره   تفسير سورة البقره - صفحة 11 Emptyالخميس مارس 08, 2012 2:56 am

252-تِلْكَ آيَاتُ اللّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ
الْمُرْسَلِينَ



أي لما واجه حزب الإيمان وهم قليل من أصحاب طالوت لعدوهم أصحاب جالوت وهم عدد
كثير « قالوا ربنا أفرغ علينا صبرا » أي أنزل علينا صبرا من
عندك « وثبت أقدامنا » أي في لقاء الأعداء وجنبنا الفرار
والعجز « وانصرنا على القوم الكافرين » قال الله تعالى
« فهزموهم بإذن الله » أي غلبوهم وقهروهم بنصر الله لهم
« وقتل داودجالوت » ذكروا في الإسرائيليات أنه قتله بمقلاع
كان في يده رماه به فأصابه فقتله وكان طالوت قد وعده إن قتل جالوت أن يزوجه ابنته
ويشاطره نعمته ويشركه في أمره فوفى له ثم آل الملك إلى داودعليه السلام مع ما منحه
الله به من النبوة العظيمة ولهذا قال تعالى « وآتاه الله الملك »
الذي كان بيد طالوت « والحكمة » أي النبوة بعد شمويل
« وعلمه مما يشاء » أي مما يشاء الله من العلم الذي اختصه
به صلى الله عليه وسلم ثم قال تعالى « ولولا دفع الله الناس بعضهم
ببعض لفسدت الأرض » أي لولا الله يدفع عن قوم بآخرين كما دفع عن بني إسرائيل
بمقاتلة طالوت وشجاعة داودلهلكوا كما قال تعالى « ولولا دفع الله
الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا »
الآية وقال ابن جرير حدثني أبو حميد الحمصي أحد بن المغيرة حدثنا يحيى بن
سعيد حدثنا حفص بن سليمان عن محمد بن سوقة عن وبرة بن عبد الرحمن عن ابن عمر قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله ليدفع بالمسلم الصالح عن مئة أهل بيت من
جيرانه البلاء ثم قرأ ابن عمر « ولو دفع الله الناس بعضهم ببعض
لفسدت الأرض » وهذا إسناد ضعيف فان يحيى بن سعيد هو ابن العطار الحمصي وهو
ضعيف جدا ثم قال ابن جرير حدثنا أبو حميد الحمصي حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا عثمان بن
عبد الرحمن عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم إن الله ليصلح بصلاح الرجل المسلم ولده وولد ولده وأهل دويرته ودويرات
حوله ولا يزالون في حفظ الله عز وجل مادام فيهم وهذا أيضا غريب ضعيف لما تقدم أيضا
وقال أبو بكر بن مردويه حدثنا محمد بن أحمد ابن إبراهيم حدثنا علي بن إسماعيل بن
حماد أخبرنا أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد أخبرنا زيد بن الحباب حدثني حماد بن زيد
عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان رفع الحديث قال لا يزال فيكم سبعة بهم
تنصرون وبهم تمطرون وبهم ترزقون حتى يأتي أمر الله وقال ابن مردويه أيضا وحدثنا
محمد بن أحمد حدثنا محمد بن جرير بن يزيد حدثنا أبو معاذ نهار بن عثمان الليثي
أخبرنا زيد بن الحبابأخبرني عمر البزار عن عنبسة الخواص عن قتادة عن أبي قلابة عن
أبي الأشعث الصنعاني عن عبادة بن الصامت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
الأبدال في أمتي ثلاثون بهم ترزقون وبهم تمطرون وبهم تنصرون قال قتادة إني لأرجو أن
يكون الحسن منهم وقوله « ولكن الله ذو الفضل على العالمين »
أي ذو من عليهم ورحمة بهم يدفع عنهم ببعضهم بعضا وله الحكم والحكمة والحجة
على خلقه في جميع أفعاله وأقواله ثم قال تعالى « تلك آيات الله
نتلوها عليك بالحق وإنك لمن المرسلين » أي هذه آيات الله التي قصصناها عليك
من أمر الذين ذكرناهم بالحق أي بالواقع الذي كان عليه الأمر المطابق لما بأيدي أهل
الكتاب من الحق الذي يعلمه علماء بني إسرائيل « وإنك »
يامحمد « لمن المرسلين » وهذا توكيد وتوطئة للقسم



تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة البقره - صفحة 11 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة البقره   تفسير سورة البقره - صفحة 11 Emptyالخميس مارس 08, 2012 2:57 am

253-تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن
كَلَّمَ اللّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ
الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلَ
الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَـكِنِ
اخْتَلَفُواْ فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا
اقْتَتَلُواْ وَلَـكِنَّ اللّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ



يخبر تعالى أنه فضل بعض الرسل على بعض كما قال تعالى « ولقد
فضلنا بعض النبيين على بعض وآتينا داودزبورا » وقال ههنا «
تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله » يعني موسى ومحمدا صلى
الله عليهما وسلم وكذلك آدم كما ورد به الحديث المروى في صحيح ابن حبان عن أبي ذر
رضي الله عنه « ورفع بعضهم درجات » كما ثبت في حديث الإسراء
حين رأى النبي صلى الله عليه وسلم الأنبياء في السماوات بحسب تفاوت منازلهم عند
الله عز وجل « فإن قيل » فما الجمع بين هذه الآية وبين
الحديث الثابت في الصحيحين « خ 2411 م 2373 » عن أبي هريرة
قال استب رجل من المسلمين ورجل من اليهود فقال اليهودي في قسم يقسمه لا والذي اصطفى
موسى على العالمين فرفع المسلم يده فلطم بها وجه اليهودي فقال أي خبيث وعلى محمد
صلى الله عليه وسلم فجاء اليهودي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاشتكى على المسلم
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تفضلوني على الأنبياء فان الناس يصعقون يوم
القيامة فأكون أول من يفيق فأجد موسى باطشا بقائمة العرش فلا أدري أفاق قبلي أم
جوزي بصعقة الطور فلا تفضلوني على الأنبياء وفي رواية لا تفضلوا بين الأنبياء
فالجواب من وجوه « أحدها » أن هذا كان قبل أن يعلم بالتفضيل
وفي هذا نظر « الثاني » أن هذا قاله من باب الهضم والتواضع
« الثالث » أن هذا نهى عن التفضيل في مثل هذه الحال التي
تحاكموا فيها عند التخاصم والتشاجر « الرابع » لا تفضلوا
بمجرد الآراء والعصبية « الخامس » ليس مقام التفضيل إليكم
وإنما هو إلى الله عز وجل وعليكم الانقياد والتسليم له والإيمان به وقوله « وآتينا عيسى ابن مريم البينات » أي الحجج والدلائل القاطعات على
صحة ماجاء بني إسرائيل به من أنه عبد الله ورسوله إليهم « وأيدناه
بروح القدس » يعني أن الله أيده بجبريل عليه السلام ثم قال تعالى « ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات ولكن
اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر ولو شاء الله ما اقتتلوا » أي كل ذلك عن
قضاء الله وقدره ولهذا قالوا « ولكن الله يفعل ما يريد »



تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة البقره - صفحة 11 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة البقره   تفسير سورة البقره - صفحة 11 Emptyالخميس مارس 08, 2012 2:58 am

254-يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن
قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ
وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ



يأمر تعالى عباده بالانفاق مما رزقهم في سبيله سبيل الخير ليدخروا ثواب ذلك عند
ربهم ومليكهم وليبادروا إلى ذلك في هذه الحياة الدنيا « من قبل أن
يأتي يوم » يعني يوم القيامة « لابيع فيه ولا خلة ولا شفاعة
» أي لا يباع أحد من نفسه ولا يفادي بمال لو بذله ولو جاء بملء الأرض ذهبا
ولا تنفعه خلة أحد يعني صداقته بلولا نسابته كما قال « فإذا نفخ في
الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون » ولا شفاعة أي ولا تنفعهم شفاعة
الشافعين وقوله « والكافرون هم الظالمون » مبتدأ محصور في
خبره أي ولا ظالم أظلم ممن وافى الله يومئذ كافرا وقد روى ابن أبي حاتم عن عطاء بن
دينار أنه قال الحمد لله الذي قال « والكافرون هم الظالمون »
ولم يقل والظالمون هم الكافرون


تفسير ابن
كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة البقره - صفحة 11 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة البقره   تفسير سورة البقره - صفحة 11 Emptyالخميس مارس 08, 2012 3:01 am

255-اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ
سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا
الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ
وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء
وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ
الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ



فضل آية الكرسي-هذه آية الكرسي ولها شأن عظيم وقد صح الحديث عن رسول الله صلى
الله عليه وسلم بأنها أفضل آية في كتاب الله قال الإمام أحمد «
5/141 » حدثنا عبد الرزاق حدثنا سفيان عن سعيد الجريري عن أبي السليل عن عبد
الله بن رباح عن أبي هو ابن كعب أن النبي صلى الله عليه وسلم سأله أي آية في كتاب
الله أعظم قال الله ورسوله أعلم فرددها مرارا ثم قال آية الكرسي قال ليهنك العلم
أبا المنذر والذي نفسي بيده إن لها لسانا وشفتين تقدس الملك عند ساقالعرش وقد رواه
مسلم « 810 » عن أبي بكر بن أبي شيبة عن عبد الأعلى بن عبد
الأعلى عن الجزيري به وليس عنده زيادة والذي نفسي بيده الخ « حديث
آخر » عن أبي أيضا في فضل آية الكرسي قال الحافظ أبو يعلى الموصلي حدثنا
أحمد بن إبراهيم الدورقي حدثنا مبشر عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن عبدة بن
أبي لبابة عن عبد الله بن أبي بن كعب أن أباه أخبره أنه كان له جرن فيه تمر قال
فكان أبي يتعاهده فوجده ينقص قال فحرسه ذات ليلة فاذا هو بدابة شبيه الغلام المحتلم
قال فسلمت عليه فرد السلام قال فقلت ما أنت جني أم إنسي قال جني قال قلت ناولني يدك
قال فناولني يده فاذا يد كلب وشعركلب فقلت هكذا خلق الجن قال لقد علمت الجن ما فيهم
أشد مني قلت فما حملك على ما صنعت قال بلغني أنك رجل تحب الصدقة فأحببنا أن نصيب من
طعامك قال فقال له أبي فما الذي يجيرنا منكم قال هذه الآية آية الكرسي ثم غدا إلى
النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال النبي صلى الله عليه وسلم صدق الخبيث وهكذا
رواه الحاكم في مستدركه « 1/562 » من حديث أبي داود
الطيالسي عن حرب بن شداد عن يحيى بن أبي كثير عن الحضرمي بن لاحق عن عن محمد بن
عمرو بن أبي بن كعب عن جده به وقال الحاكم صحيح الاسناد ولم يخرجاه « طريق أخرى » قال الإمام أحمد « 5/58 »
حدثنا محمد بن جعفر حدثنا عثمان بن غياث قال سمعت أبا السليل قال كان رجل من
أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يحدث الناس حتى يكثروا عليه فيصعد على سطح بيت
فيحدث الناس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أي آية في القرآن أعظم فقال رجل
« الله لا إله إلا هو الحي القيوم » قال فوضع يده بين كتفي
فوجدت بردها بين ثديي أو قال فوضع يده بين ثديي فوجدت بردها بين كتفي وقال ليهنك
العلم يا أبا المنذر « حديث آخر » عن الأسفع البكري قال
الحافظ أبو القاسم الطبراني « كبير 1/999 » حدثنا أبو يزيد
القراطيسي حدثنا يعقوب بن أبي عباد المكي حدثنا مسلم بن خالد عن ابن جريج أخبرني
عمر بن عطاء أن مولى ابن الأسفع رجل صدق أخبره عن الأسفع البكري أنه سمعه يقول إن
النبي صلى الله عليه وسلم جاءهم في صفة المهاجرين فسأله إنسان أي آية في القرآن
أعظم فقال النبي صلى الله عليه وسلم « الله لا إله إلا هو الحي
القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم » حتى انقضت الآية « حديث آخر
» عن أنس قال الإمام أحمد « 3/221 » حدثنا عبد الله
بن الحارث حدثني سلمة بن وردان أن أنس بن مالك حدثه أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم سأل رجلا من صحابته فقال أي فلان هل تزوجت قال لا وليس عندي ما أتزوج به قال
أوليس معك قل هو الله أحد قال بلى قال ربع القرآن قال أليس معك قل يا أيها الكافرون
قال بلى قال ربع القرآن قال أليس معك إذا زلزلت قال بلى قال ربع القرآن قال أليس
معك إذا جاء نصر الله قال بلى قال ربع القرآن قال أليس معك آية الكرسي الله لا إله
إلا هو قال بلى قال ربع القرآن « حديث آخر » عن أبي ذر جندب
بن جنادة قال الإمام أحمد حدثنا وكيع بن الجراح حدثنا المسعودي أنبأني أبو عمر
الدمشقي عن عبيد بن الخشخاش عن أبي ذر رضي الله عنه قال أتيت النبي صلى الله عليه
وسلم وهو في المسجد فجلست فقال يا أبا ذر هل صليت قلت لا قال قم فصل قال فقمت فصليت
ثم جلست فقال يا أبا ذر تعوذ بالله من شر شياطين الإنس والجن قال قلت يا رسول الله
وللإنس شياطين قال نعم قال قلت يا رسول الله الصلاة قال خير موضوع من شاء أقل ومن
شاء أكثر قال قلت يا رسول الله فالصوم قال فرض مجزى وعند الله مزيد قلت يا رسول
الله فالصدقة قال أضعاف مضاعفة قلت يا رسول الله فأيها أفضل قال جهد من مقل أو سر
إلى فقير قلت يا رسول الله أي الأنبياء كان أول قال آدم قلت يا رسول الله ونبي كان
قال نعم نبي مكلم قلت يا رسول الله كم المرسلون قال ثلاث مئة وبضعة عشر جما غفيرا
وقال مرة وخمسة عشر قلت يا رسول الله أي ما أنزل عليك أعظم قال آية الكرسي « الله لا إله إلا هو الحي القيوم » ورواه النسائي « 8/275 » « حديث آخر » عن أبي أيوب خالد
بن زيد الأنصاري رضي الله عنه وأرضاه قال الإمام أحمد « 5/423 »
حدثنا سفيان عن ابن أبي ليلى عن أخيه عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي أيوب
أنه كان في سهوة له وكانت الغول تجيء فتأخذ فشكاها إلىالنبي صلى الله عليه وسلم
فقال فاذا رأيتها فقل باسم الله أجيبي رسول الله قال فجاءت فقال لها فأخذها فقالت
إني لا أعود فأرسلها فجاء فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ما فعل أسيرك قال
أخذتها فقالت إني لا أعود فأرسلتها فقال إنها عائدة فأخذتها مرتين أو ثلاثا كل ذلك
تقول لا أعود وأجيء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيقول مافعل أسيرك فأقول أخذتها
فتقول لا أعود فيقول إنها عائدة فأخذتها فقالت أرسلني وأعلمك شيئا تقوله فلا يقربك
شيء آية الكرسي فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال صدقت وهي كذوب ورواه
الترمذي في فضائل القرآن « 2880 » عن بندار عن أبي أحمد
الزبيري به وقال حسن غريب والغول في لغة العرب الجان إذا تبدى في الليل وقد ذكر
البخاري هذه القصة عن أبي هريرة فقال في كتاب فضائل القرآن « 5010
» وفي كتاب الوكالة « 2311 » وفي صفة إبليس « 3275 » من صحيحه قال عثمان بن الهيثم أبو عمرو حدثنا عوف عن
محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة
رمضان فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام فأخذته وقلت لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال دعني فإني محتاج وعلي عيال ولي حاجة شديدة قال فخليت عنه فأصبحت فقال
النبي صلى الله عليه وسلم يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة قال قلت يا رسول الله
شكا حاجة شديدة وعيالا فرحمته وخليت سبيله قال أما إنه قد كذبك وسيعود فعرفت أنه
سيعود لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه سيعود فرصدته فجاء يحثو من الطعام
فأخذته فقلت لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال دعني فاني محتاج وعلي
عيال لا أعود فرحمته وخليت سبيله فأصبحت فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا
أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة قلت يا رسول الله شكا حاجة وعيالا فرحمته فخليت
سبيله قال أما إنه قد كذبك وسيعود فرصدته الثالثة فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت
لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا آخر ثلاث مرات أنك تزعم أنك لا تعود
ثم تعود فقال دعني أعلمك كلمات ينفعنك الله بها قلت وماهي قال إذا أويت إلى فراشك
فاقرأ آية الكرسي « الله لا إله إلا هو الحي القيوم » حتى
تختم الآية فانك لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح فخليت سبيله
فأصبحت فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم مافعل أسيرك البارحة قلت يا رسول الله
زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها فخليت سبيله قال ماهي قال لي إذا أويت إلى
فراشك فاقرأ آيةالكرسي من أولها حتى تختم الآية « الله لا إله إلا
هو الحي القيوم » وقال لي لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى
تصبح وكانوا أحرص شيء على الخير فقال النبي صلى الله عليه وسلم أما إنه صدقك وهو
كذوب تعلم من تخاطب من ثلاث ليال يا أبا هريرة قلت لا قال ذاك شيطان كذا رواه
البخاري معلقا بصيغة الجزم وقد رواه النسائي في اليوم والليلة «
959 » عن إبراهيم بن يعقوب عن عثمان بن الهيثم فذكره وقد روي من وجه آخر عن
أبي هريرة بسياق آخر قريب من هذا فقال الحافظ أبو بكر بن مردويه في تفسيره حدثنا
محمد بن عبد الله بن عمرويه الصفار حدثنا أحمد بن زهير بن حرب أنبأنا مسلم بن
إبراهيم أنبأنا إسماعيل بن مسلم العبدي أنبأنا أبو المتوكل الناجي أن أبا هريرة كان
معه مفتاح بيت الصدقة وكان فيه تمر فذهب يوما ففتح الباب فوجد التمر قد أخذ منه ملء
كف ودخل يوما آخر فاذا قد أخذ منه ملء كف ثم دخل يوما آخر ثالثا فاذا قد أخذ منه
مثل ذلك فشكا ذلك أبو هريرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له النبي صلى الله
عليه وسلم تحب أن تأخذ صاحبك هذا قال نعم قال فاذا فتحت الباب فقل سبحان من سخرك
محمد فذهب ففتح الباب فقال سبحان من سخرك محمد فاذا هو قائم بين يديه قال يا عدو
الله أنت صاحب هذا قال نعم دعني فاني لا أعود ما كنت آخذا إلا لأهل بيت من الجن
فقراء فخلى عنه ثم عاد الثانية ثم عاد الثالثة فقلت أليس قد عاهدتني ألا لا أدعك
اليوم حتى أذهب بك إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تفعل فانك إن تدعني علمتك
كلمات إذا أنت قلتها لم يقربك أحد من الجن صغير ولا كبير ذكر ولا أنثى قال له
لتفعلن قال نعم قال ماهن قال « الله لا إله إلا هو الحي القيوم »
قرأ آية الكرسي حتى ختمها فتركه فذهب فلم يعد فذكر ذلك أبو هريرة للنبي صلى
الله عليه وسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أما علمت أن ذلك كذلك وقد
رواه النسائي « 958 » عن أحمد ابن محمد بن عبيد الله عن
شعيب بن حرب عنإسماعيل بن مسلم عن أبي المتوكل عن أبي هريرة به وقد تقدم لأبي بن
كعب كائنة مثل هذه ايضا فهذه ثلاث وقائع « قصة أخرى » قال
أبو عبيد في « كتاب الغريب » حدثنا أبو معاوية عن أبي عاصم
الثقفي عن الشعبي عن عبد الله بن مسعود قال خرج رجل من الإنس فلقيه رجل من الجن
فقال هل لك أن تصارعني فان صرعتني علمتك آية إذا قرأتها حين تدخل بيتك لم يدخله
شيطان فصارعه فصرعه فقال إني أراك ضئيلا شخيتا كأن ذراعيك ذراعا كلب أفهكذا أنتم
أيها الجن كلكم أم أنت من بينهم فقال إني بينهم لضليع فعاودني فصارعه فصرعه الأنسي
فقال تقرأ آية الكرسي فانه لا يقرؤها أحد إذا دخل بيته إلا خرج الشيطان وله خبج
كخبج الحمار فقيل لابن مسعود أهو عمر فقال من عسى أن يكون إلا عمر قال أبو عبيد
« 2/63 » الضئيل النحيف الجسم والخيخ بالخاء المعجمة ويقال
بالحاء المهمله الضراط « حديث آخر » عن أبي هريرة قال
الحاكم أبو عبد الله في مستدركه « 2/259 » حدثنا علي بن
حمشاذ حدثنا بشر بن موسى حدثنا الحميدي « 994 » حدثنا سفيان
حدثني حكيم بن جبير الأسدي عن أبي صالح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى عليه وسلم
قال سورة البقرة فيها آية سيدة آي القرآن لا تقرأ في بيت فيه شيطان إلا خرج منه آية
الكرسي وكذا رواه من طريق آخر عن زائدة عن حكيم بن جبير ثم قال صحيح الإسناد ولم
يخرجاه كذا قال وقد رواه الترمذي « 2878 » من حديث زائدة
ولفظه لكل شيء سنام وسنام القرآن سورة البقرة وفيها آية هي سيدة آي القرآن آية
الكرسي ثم قال غريب لا نعرفه إلا من حديث حكيم بن جبير وقد تكلم فيه شعبة وضعفه
« قلت » وكذا ضعفه أحمد ويحيى بن معين وغير واحد من الأئمة
وتركه ابن مهدي وكذبه السعدي « حديث آخر » قال ابن مردويه
حدثنا عبد الباقي بن نافع أخبرنا عيسى بن محمد المروزي أخبرنا عمر بن محمد البخاري
أخبرنا أبي أخبرنا عيسى بن موسى غنجار عن عبد الله بن كيسان حدثنا يحيى أخبرنا يحيى
بن عقيل عن يحيى بن يعمر عن ابن عمر عن عمر بن الخطاب أنه خرج ذات يوم إلى الناس
وهم سماطات فقال أيكم يخبرني بأعظم آية في القرآن فقال ابن مسعود على الخبير سقطت
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أعظم آية في القرآن « الله
لا إله إلا هو الحي القيوم » « حديث آخر » في
اشتماله على اسم الله الأعظم قال الإمام أحمد « 6/461 »
حدثنا محمد بن بكير أنبأنا عبيد الله بن أبي زياد حدثنا شهر بن حوشب عن
أسماء بنت يزيد بن السكن قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في هاتين
الآيتين « الله لا إله إلا هو الحي القيوم » و « الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم » إن فيهما اسم الله الأعظم
وكذا رواه أبو داود « 1496 » عن مسدد والترمذي « 3478 » عن علي بن خشرم وابن ماجه « 3855 »
عن أبي بكر بن أبي شيبة ثلاثتهم عن عيسى بن يونس عن عبد الله بن أبي زياد به


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة البقره - صفحة 11 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة البقره   تفسير سورة البقره - صفحة 11 Emptyالخميس مارس 08, 2012 3:02 am

وقال الترمذي حسن صحيح « حديث آخر » في معنى هذا عن أبي
أمامة رضي الله عنه قال ابن مردويه أخبرنا عبد الرحمن بن نمير أخبرنا إسحاق بن
إبراهيم بن إسماعيل أخبرنا هشام بن عمار أنبأنا الوليد بن مسلم أخبرنا عبد الله بن
العلاء بن زبر أنه سمع القاسم بن عبد الرحمن يحدث عن أبي أمامة يرفعه قال اسم الله
الأعظم الذي إذا دعي به أجاب في ثلاث سورة البقرة وآل عمران وطه وقال هشام وهو ابن
عمار خطيب دمشق أما البقرة « الله لا إله إلا هو الحي القيوم »
وفي آل عمران « الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم »
وفي طه « وعنت الوجوه للحي القيوم » « حديث آخر » عن أبي أمامة في فضل قراءتها بعد الصلاة المكتوبة
قال أبو بكر بن مردويه حدثنا محمد بن محرز بن مساور الأدمي أخبرنا جعفر بن محمد بن
الحسن أخبرنا الحسين بن بشر بطرسوس أخبرنا محمد بن حمير أخبرنا محمد بن زياد عن أبي
أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ دبر كل صلاة مكتوبة آية الكرسي
لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت وهكذا رواه النسائي في اليوم والليلة « 100 » عن الحسين بن بشر به وأخرجه ابن حبان في صحيحه من حديث
محمد بن حمير وهو الحمصي من رجال البخاري أيضا فهو إسناد على شرط البخاري وقد زعم
أبو الفرج ابن الجوزي أنه حديث موضوع والله أعلم وقد روى ابن مردويه من حديث علي
والمغيرة بن شعبة وجابر بن عبد الله نحو هذا الحديث ولكن في إسناد كل منهما ضعف
وقال ابن مردويه أيضا حدثنا محمد بن الحسن بن زياد المقرياخبرنا يحيى بن درستويه
المروزي أخبرنا زياد بن إبراهيم أخبرنا أبو حمزة السكري عن المثنى عن قتادة عن
الحسن عن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أوحى الله إلى موسى بن
عمران عليه السلام أن اقرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة فانه من يقرؤها في دبر
كل صلاة مكتوبة أجعل له قلب الشاكرين ولسان الذاكرين وثواب النبيين وأعمال الصديقين
ولا يواظب على ذلك إلا نبي أو صديق أو عبد امتحنت قلبه للايمان أو أريد قتله في
سبيل الله وهذا حديث منكر جدا « حديث آخر » في أنها تحفظ من
قرأها في أول النهار وأول الليل قال أبو عيسى الترمذي « 2879 »
حدثنا يحيى بن المغيرة أبو سلمة المخزومي المديني أخبرنا ابن أبي فديك عن
عبد الرحمن المليكي عن زرارة بن مصعب عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم من قرأ حم المؤمن إلى « إليه المصير »
وآية الكرسي حين يصبح حفظ بهما حتى يمسي ومن قرأهما حين يمسي حفظ بهما حتى
يصبح ثم قال هذا حديث غريب وقد تكلم بعض أهل العلم في عبد الرحمن بن أبي بكر بن أبي
مليكة المليكي من قبل حفظه وقد ورد في فضيلتها أحاديث أخر تركناها اختصارا لعدم
صحتها وضعف أسانيدها كحديث علي في قراءتها عند الحجامة إنها تقوم مقام حجامتين
وحديث أبي هريرة في كتابتها في اليد اليسرى بالزعفران سبع مرات وتلحس للحفظ وعدم
النسيان أوردهما ابن مردويه وغير ذلك- « وهذه الآية مشتملة على عشر
جمل مستقلة » فقوله « الله لا إله إلا هو » إخبار
بأنه المتفرد بالإلهية لجميع الخلائق « الحي القيوم » أي
الحي في نفسه الذي لا يموت أبدا القيم لغيره وكان عمر يقرأ القيام فجميع الموجودات
مفتقرة إليه وهو غني عنها ولا قوام لها بدون أمره كقوله « ومن
آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره » وقوله « لاتأخذه سنة
ولا نوم » أي لا يعتريه نقص ولا غفلة ولا ذهول عن خلقه بل هو قائم على كل
نفس بما كسبت شهيد على كل شيء لا يغيب عنه شيء ولا يخفى عليه خافية ومن تمام
القيومية أنه لا يعتريه سنة ولا نوم فقوله « لا تأخذه » أي
لا تغلبه سنة وهي الوسن والنعاس ولهذا قال ولا نوم لأنه أقوى من السنة وفي الصحيح
« م 179 » عن أبي موسى قال قام فينا رسول الله صلى الله
عليه وسلم بأربع كلمات فقال إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام يخفض القسط
ويرفعه يرفع إليه عمل النهار قبل عمل الليل وعمل الليل وعمل الليل قبل عمل النهار
حجابه النور أو النار لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصرهمن خلقه وقال
عبد الرزاق أخبرنا معمر أخبرني الحكم بن أبان عن عكرمة مولى ابن عباس في قوله « لا تأخذه سنة ولانوم » أن موسى عليه السلام سأل الملائكة هل
ينام الله عز وجل فأوحى الله تعالى إلى الملائكة وأمرهم أن يؤرقوه ثلاثا فلا يتركوه
ينام ففعلوا ثم أعطوه قارورتين فأمسكهما ثم تركوه وحذروه أن يكسرهما قال فجعل ينعس
وهما في يده في كل يد واحدة قال فجعل ينعس وينبه وينعس وينبه حتى نعس نعسة فضرب
إحداهما بالأخرى فكسرهما قال معمر إنما هو مثل ضربة الله عز وجل يقول فكذلك السموات
والأرض في يديه وهكذا رواه ابن جرير عن الحسن بن يحيى عن عبد الرزاق فذكره وهو من
أخبار بني إسرائيل وهو مما يعلم أن موسى عليه السلام لا يخفى عليه مثل هذا من أمر
الله عز وجل وأنه منزه عنه وأغرب من هذا كله الحديث الذي رواه ابن جرير حدثنا إسحاق
بن أبي إسرائيل حدثنا هشام بن يوسف عن أمية بن شبل عن الحكم بن أبان عن عكرمة عن
أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكي عن موسى عليه السلام على
المنبر قال وقع في نفس موسى هل ينام الله فأرسل إليه ملكا فأرقه ثلاثا ثم أعطاه
قارورتين في كل يد قارورة وأمره أن يحتفظ بهما قال فجعل ينام وكادت يداه يلتقيان
فيستيقظ فيحبس إحداهما على الأخرى حتى نام نومه فاصطفقت يداه فانكسرت القارورتان
قال ضرب الله عز وجل مثلا أن الله لو كان ينام لم تستمسك السماء والأرض وهذا حديث
غريب جدا والأظهر أنه إسرائيلي لا مرفوع والله أعلم وقال ابن أبي حاتم حدثنا أحمد
بن القاسم بن عطية حدثنا أحمد بن عبد الرحمن الدشتكي حدثني أبي عن أبيه حدثنا أشعث
بن إسحاق عن جعفر بن أبي المغيرة عنسعيد بن جبير عن ابن عباس أن بني إسرائيل قالوا
يا موسى هل ينام ربك قال اتقوا الله فناداه ربه عز وجل ياموسى سألوك هل ينام ربك
فخذ زجاجتين في يديك فقم الليلة ففعل موسى فلما ذهب من الليل ثلث نعس فوقع لركبتيه
ثم انتعش فضبطهما حتى إذا كان آخر الليل نعس فسقطت الزجاجتان فانكسرتا فقال ياموسى
لو كنت أنام لسقطت السموات والأرض فهلكت كما هلكت الزجاجتان في يديك فأنزل الله عز
وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم آية الكرسي وقوله « له ما في
السموات ومافي الأرض » إخبار بأن الجميع عبيده وفي ملكه وتحت قهره وسلطانه
كقوله « إن كل من في السموات والأرض إلا آتى الرحمن عبدا لقد
أحصاهم وعدهم عدا وكلهم آتيه يوم القيامة فردا » وقوله « من
ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه » كقوله « وكم من ملك في
السموات لا تغني شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى »
وكقوله « ولايشفعون إلا لمن ارتضى » وهذا من عظمته
وجلاله وكبريائه عز وجل أنه لا يتجاسر على أن يشفع لأحد عنده إلا بإذنه له في
الشفاعة كما في حديث الشفاعة « خ 6565 م 193 » آتي تحت
العرش فأخر ساجدا فيدعني ما شاء الله أن يدعني ثم يقال ارفع رأسك وقل تسمع واشفع
تشفع قال فيحد لي حدا فأدخلهم الجنة وقوله « يعلم مابين أيديهم وما
خلفهم » دليل على إحاطة علمه بجميع الكائنات ماضيها وحاضرها ومستقبلها كقوله
إخبارا عن الملائكة « وما نتنزل إلا بأمر ربك له مابين أيدينا وما
خلفنا وما بين ذلك وما كان ربك نسيا » وقوله « ولا يحيطون
بشيء من علمه إلا بما شاء » أي لا يطلع أحد من علم الله على شيء إلا بما
أعلمه الله عز وجل وأطلعه عليه ويحتمل أن يكون المراد لا يطلعون على شيء من علم
ذاته وصفاته إلا بما أطلعهم الله عليه كقوله « ولا يحيطون به علما
» وقوله « وسع كرسيه السموات والأرض » قال ابن أبي
حاتم حدثنا أبو سعيد الأشج حدثنا ابن إدريس عن مطرف بن طريف عن جعفر بن أبي المغيرة
عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله « وسع كرسيه السموات والأرض »
قال علمه وكذا رواه ابن جرير من حديث عبد الله بن إدريس وهشيم كلاهما عن
مطرف بن طريف به قال ابن أبي حاتم وروى عن سعيد بن جبير مثله ثم قال ابن جرير وقال
آخرون الكرسي موضع القدمين ثم رواه عن أبي موسى والسدي والضحاك ومسلم البطين وقال
شجاع بن مخلد في تفسيره أخبرنا أبو عاصم عن سفيان عن عمار الدهني عن مسلم البطين عن
سعيد بن جبير عن ابن عباس قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن قول الله عز وجل
« وسعكرسيه السموات والأرض » قال كرسيه موضع قدميه والعرش
لا يقدر قدره إلا الله عز وجل كذا أورد هذا الحديث الحافظ أبو بكر بن مردويه من
طريق شجاع بن مخلد الفلاس فذكره وهو غلط وقد رواه وكيع في تفسيره حدثنا سفيان عن
عمار الدهني عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال الكرسي موضع القدمين
والعرش لا يقدر أحد قدره وقد رواه الحاكم في مستدركه عن أبي العباس محمد بن أحمد
المحبوبي عن محمد بن معاذ عن أبي عاصم عن سفيان وهو الثوري باسناده عن ابن عباس
موقوفا مثله وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وقد رواه ابن مردويه من طريق
الحاكم بن ظهير الفزاري الكوفي وهو متروك عن السدي عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا ولا
يصح أيضا وقال السدي عن أبي مالك الكرسي تحت العرش وقال السدي السموات والأرض في
جوف الكرسي والكرسي بين يدي العرش قال الضحاك عن ابن عباس لو أن السموات السبع
والأرضين السبع بسطن ثم وصلن بعضهن إلى بعض ماكن في سعة الكرسي إلا بمنزلة الحلقة
في المفازة ورواه ابن جرير وابن أبي حاتم وقال ابن جرير حدثني يونس أخبرني ابن وهب
قال قال ابن زيد حدثني أبي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما السموات السبع
في الكرسي إلا كدراهم سبعة ألقيت في ترس قال وقال أبو ذر سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول ما الكرسي في العرش إلا كحلقة من حديد ألقيت بين ظهراني فلاة من
الأرض وقال أبو بكر بن مردويه أخبرنا سليمان بن أحمد أخبرنا عبد الله بن وهب الغزي
أخبرنا محمد بن أبي السري العسقلاني أخبرنا محمد بن عبد الله التميمي عن القاسم بن
محمد الثقفي عن أبي إدريس الخولاني عن أبي ذر الغفاري أنه سأل النبيصلى الله عليه
وسلم عن الكرسي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده ما السموات
السبع والأرضون السبع عند الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة وإن فضل العرش على
الكرسي كفضل الفلاة على تلك الحلقة وقال الحافظ أبو يعلى الموصلي في مسنده حدثنا
زهير حدثنا ابن أبي بكير حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبد الله بن خليفة عن عمر
رضي الله عنه قال أتت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت ادع الله أن
يدخلني الجنة قال فعظم الرب تبارك وتعالى وقال إن كرسيه وسع السموات والأرض وإن له
أطيطا كأطيط الرحل الجديد من ثقله وقد رواه الحافظ البزار في مسنده المشهور « 39 » وعبد بن حميد وابن جرير في تفسيريهما والطبراني وابن أبي
عاصم في كتابي السنة لهما والحافظ الضياء في كتابه المختارة من حديث أبي إسحاق
السبيعي عن عبد الله بن خليفة وليس بذاك المشهور وفي سماعه من عمر نظر ثم منهم من
يرويه عنه موقوفا ومنهم من يرويه عنه مرسلا ومنهم من يزيد في متنه زيادة غريبة
ومنهم من يحذفها وأغرب من هذا حديث جبير بن مطعم في صفة العرش كما رواه أبو داود في
كتاب السنة من سننه « 4726 » والله أعلم وقد روى ابن مردويه
وغيره أحاديث عن بريدة وجابر وغيرهما في وضع الكرسي يوم القيامة لفصل القضاء
والظاهر أن ذلك غير المذكور في هذه الآية وقد زعم بعض المتكلمين على علم الهيئة من
الاسلاميين أن الكرسي عندهم هو الفلك الثامن وهو فلك الثوابت الذي فوقه الفلك
التاسع وهو الفلك الأثير ويقال له الأطلس وقد رد ذلك عليهم آخرون وروى ابن جرير من
طريق جويبر عن الحسن البصري أنه كان يقول الكرسي هو العرش والصحيح أن الكرسي غير
العرش والعرش أكبر منه كما دلت على ذلك الآثار والأخبار وقد اعتمد ابن جرير على
حديث عبد الله بن خليفة عن عمر في ذلك وعندي في صحته نظر والله أعلم وقوله « ولا يؤوده حفظهما » أي لا يثقله ولا يكترثه حفظ السموات والأرض
ومن فيهما ومن بينهما بل ذلك سهل عليه يسير لديه وهو القائم على كل نفس بما كسبت
الرقيب على جميع الأشياء فلا يعزب عنه شيء ولا يغيب عنه شيء والأشياء كلها حقيرة
بين يديه متواضعة ذليلة صغيرة بالنسية اليه محتاجة فقيرة وهو الغني الحميد الفعال
لما يريد الذي لا يسئل عما يفعل وهم يسئلون وهو القاهر لكل شيء الرقيب العلى العظيم
لا إله غيره ولا رب سواه فقوله « وهو العلى العظيم » كقوله
« وهو الكبير المتعال » وهذه الآيات وما في معناها من
الأحاديث الصحاح الأجود فيها طريقة السلف الصالح أمروها كما جاءت من غير تكييف ولا
تشبيه


تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة البقره - صفحة 11 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة البقره   تفسير سورة البقره - صفحة 11 Emptyالخميس مارس 08, 2012 3:04 am

256-لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ
يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ
الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ



يقول تعالى « لا إكراه في الدين » أي لا تكر هوا أحدا
على الدخول في دين الاسلام فانه بين واضح جلى دلائله وبراهينه لا يحتاج إلى أن يكره
أحد على الدخول فيه بل من هداه الله للاسلام وشرح صدره ونور بصيرته دخل فيه على
بينة ومن أعمى الله قلبه وختم على سمعه وبصره فانه لا يفيده الدخول في الدين مكرها
مقسورا وقد ذكروا أن سبب نزول هذه الآية في قوم من الأنصار وإن كان حكمها عاما وقال
ابن جرير حدثنا ابن يسار حدثنا ابن أبي عدي عن شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن
ابن عباس قال كانت المرأة تكون مقلاتا فتجعل على نفسها إن عاش لها ولد أن تهوده
فلما أجليت بنو النضير كان فيهم من أبناء الأنصار فقالوا لا ندع أبناءنا فأنزل الله
عز وجل « لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي » وقد
رواه أبو داود « 2682 » والنسائي « كبرى
11049 » جميعا عن بندار به ومن وجوه أخر عن شعبة به نحوه وقد رواه ابن أبي
حاتم وابن حبان في صحيحه « 140 » من حديث شعبة به وهكذا ذكر
مجاهد وسعيد بن جبير والشعبي والحسن البصري وغيرهم أنها نزلت في ذلك وقال محمد بن
إسحاق عن محمد بن أبي محمد الحرشي مولى زيد بن ثابت عن عكرمة أو عن سعيد عن ابن
عباس قوله « لا إكراه في الدين » قال نزلت في رجل من
الأنصار منبني سالم بن عوف يقال له الحصيني كان له ابنان نصرانيان وكان هو رجلا
مسلما فقال للنبي صلى الله عليه وسلم ألا استكرههما فانهما قد أبيا إلا النصرانية
فأنزل الله فيه ذلك رواه ابن جرير وروى السدي نحو ذلك وزاد وكانا قد تنصرا على أيدي
تجار قدموا من الشام يحملون زبيبا فلما عزما على الذهاب معهم أراد أن يستكرههما
وطلب من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبعث في آثارهما فنزلت هذه الآية وقال ابن
أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا عمرو بن عون أخبرنا شريك عن أبي هلال عن أسق قال كنت في
دينهم مملوكا نصرانيا لعمر بن الخطاب فكان يعرض على الاسلام فآبى فيقول « لا إكراه في الدين » ويقول يا أسبق لو أسلمت لاستعنا بك على بعض
أمور المسلمين وقد ذهب طائفة كثيرة من العلماء أن هذه محمولة على أهل الكتاب ومن
دخل في دينهم قبل النسخ والتبديل إذا بذلوا الجزية وقال آخرون بل هي منسوخة بآية
القتال وانه يجب أن يدعى جميع الأمم إلى الدخول في الدين الحنيف دين الاسلام فإن
أبى أحد منهم الدخول فيه ولم ينقد له أو يبذل الجزية قوتل حتى يقتل وهذا معنى
الاكراه قال الله تعالى « ستدعون إلى قوم أولى بأس شديد تقاتلونهم
أو يسلمون » وقال تعالى « يا أيها النبي جاهد الكفار
والمنافقين واغلظ عليهم » وقال تعالى « يا أيها الذين آمنوا
قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة واعلموا أن الله مع المتقين »
وفي الصحيح عجب ربك من قوم يقادون إلى الجنة في السلاسل يعني الأسارى الذين
يقدم بهم بلاد الاسلام في الوثاق والأغلال والقيود والأكبال ثم بعد ذلك يسلمون
وتصلح أعمالهم وسرائرهم فيكونون من أهل الجنة فأما الحديث الذي رواه الإمام أحمد
« 3/181 » حدثنا يحيى عن حميد عن أنس أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال لرجل أسلم قال إني أجدني كارها قال وإن كنت كارها فانه ثلاثي صحيح
ولكن ليس من هذا القبيل فانه لم يكرهه النبي صلى الله عليه وسلم على الاسلام بل
دعاه اليه فأخبره أن نفسه ليست قابلة له بل هي كارهة فقال له أسلم وإن كنت كارها
فإن الله سيرزقك حسن النية والإخلاص وقوله « فمن يكفر بالطاغوت
ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها الله سميع عليم » أي
من خلع الأنداد والأوثان وما يدعو إليه الشيطان من عبادة كل ما يعبد من دون الله
ووحد الله فعبده وحده وشهد أن لا إله إلا هو « فقد استمسك بالعروة
الوثقى » أي فقد ثبت في أمره واستقام على الطريقة المثلى والصراط المستقيم
قال أبو القاسم البغوي حدثنا أبو روح البلدي حدثنا أبو الأحوص سلام بن سليم عن أبي
إسحاق عن حسان هو ابن قائد العبسي قال قال عمر رضي الله عنه ان الجبت السحر
والطاغوت الشيطان وإن الشجاعة والجبن غرائز تكون في الرجال يقاتل الشجاع عمن لا
يعرف ويفر الجبان من أمه وإن كرم الرجل دينه وحسبه خلقه وإن كان فارسيا أو نبطيا
وهكذا رواه ابن جرير وابن أبي حاتم من حديث الثوري عن أبي إسحاق عن حسان بن قائد
العبسي عن عمر فذكره ومعنى قوله في الطاغوت إنه الشيطان قوي جدا فإنه يشمل كل شر
كان عليه أهل الجاهلية من عبادة الأوثان والتحاكم اليها والاستنصار بها وقوله « فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها » آي فقد استمسك من
الدين بأقوى سبب وشبه ذلك بالعروة القوية التي لا تنفصم هي في نفسها محكمة مبرمة
قوية وربطها قوي شديد ولهذا قال « فقد استمسك بالعروة الوثقى لا
انفصام لها » الآية قال مجاهد العروة الوثقى يعني الإيمان وقال السدي هو
الاسلام وقال سعيد بن جبير والضحاك يعني لا إله إلا الله وعن أنس بن مالك العروة
الوثقى القرآن وعن سالم بن أبي الجعد قال هو الحب في الله والبغض في الله وكل هذه
الأقوال صحيحة ولا تنافي بينها وقال معاذ بن جبل في قوله « لا
انفصام لها » دون دخول الجنة وقال مجاهد وسعيد بن جبير «
فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها » ثم قرأ « إن
الله لا يغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم » وقال الإمام أحمد « 5/452 » أنبأنا إسحاق بن يوسف حدثنا ابن عون عن محمد بن قيس بن
عباد قال كنت في المسجد فجاء رجل في وجهه أثر من خشوع فصلى ركعتين أوجز فيهما فقال
القوم هذا رجل من أهل الجنة فلما خرج اتبعته حتى دخل منزله فدخلت معه فحدثته فلما
أستأنس قلت له إن القوم لما دخلت المسجد قالوا كذا وكذاقال سبحان الله ما ينبغي
لأحد أن يقول ما لا يعلم وسأحدثك لم إني رأيت رؤيا على عهد رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقصصتها عليه رأيت كأني في روضة خضراء قال ابن عون فذكر من خضرتها وسعتها وفي
وسطها عمود حديد أسفله في الأرض وأعلاه في السماء في أعلاه عروة فقيل لي اصعد عليه
فقلت لا أستطيع فجاءني منصف قال ابن عون هو الوصيف فرفع ثيابي من خلفي فقال اصعد
فصعدت حتى أخذت بالعروة فقال استمسك بالعروة فاستيقظت وإنها لفي يدي فأتيت رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقصصتها عليه فقال أما الروضة فروضة الاسلام وأما العمود
فعمود الاسلام وأما العروة فهي العروة الوثقى أنت على الاسلام حتى تموت قال وهو عبد
الله بن سلام أخرجاه في الصحيحين « خ 3813 م 2484 » من حديث
عبد الله بن عون فقمت إليه وأخرجه البخاري من وجه آخر عن محمد بن سيرين به « طريق أخرى وسياق آخر » قال الإمام أحمد « 5/452
» أنبأنا حسن بن موسى وعفان قالا أنبأنا حماد بن سلمة عن عاصم بن بهدلة عن
المسيب بن رافع عن خرشة بن الحر قال قدمت المدينة فجلست إلى مشيخة في مسجد النبي
صلى الله عليه وسلم فجاء شيخ يتوكأ على عصا له فقال القوم من سره أن ينظر إلى رجل
من أهل الجنة فلينظر إلى هذا فقام خلف سارية فصلى ركعتين فقلت له قال بعض القوم كذا
وكذا فقال الجنة لله يدخلها من يشاء وإني رأيت على عهد رسول الله صلى الله عليه
وسلم رؤيا كأن رجلا أتاني فقال انطلق فذهبت معه فسلك بي منهجا عظيما فعرضت لي طريق
عن يساري فأردت أن أسلكها فقال إنك لست من أهلها ثم عرضت لي طريق عن يميني فسلكتها
حتى انتهيت إلى جبل زلق فأخذ بيدي فزجل فإذا أنا على ذروته فلم أتقار ولم أتماسك
فإذا عمود حديد في ذروته حلقة من ذهب فأخذ بيدي فدحابي حتى أخذت بالعروة فقال
استمسك فقلت نعم فضرب العمود برجله فاستمسك بالعروة فقصصتها على رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقال رأيت خيرا أما المنهج العظيم فالمحشر وأما الطريق التي عرضت عن
يسارك فطريق أهل النار ولست من أهلها وأما الطريق التي عرضت عن يمينك فطريق أهل
الجنة وأما الجبل الزلق فمنزل الشهداء وأما العروة التي استمسكت بها فعروة الاسلام
فاستمسك بها حتى تموت قال فانما أرجو أن أكون من أهل الجنة قال وإذا هو عبد الله بن
سلام وهكذا رواه النسائي « كبرى تحفة 5330 » عن أحمد بن
سليمان عن عفان وابن ماجه « 3920 » عن أبي بكر بن أبي شيبة
عن الحسن بن موسى الأشيب كلاهما عن حماد بن سلمة به نحوه وأخرجه مسلم في صحيحه
« 2484» من حديث الأعمش عن سليمان بن مسهر عن خرشة بن الحر
الفزاري به


تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة البقره - صفحة 11 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة البقره   تفسير سورة البقره - صفحة 11 Emptyالخميس مارس 08, 2012 3:05 am

257-اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى
النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ
النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا
خَالِدُونَ



يخبر تعالى أنه يهدي من اتبع رضوانه سبل السلام فيخرج عباده المؤمنين من ظلمات
الكفر والشك والريب إلى نور الحق الواضح الجلي المبين السهل المنير وأن الكافرين
إنما وليهم الشيطان يزين لهم ما هم فيه من الجهالات والضلالات ويخرجونهم ويحيدون
بهم عن طريق الحق إلى الكفر والإفك « أولئك أصحاب النار هم فيها
خالدون » ولهذا وحذ تعالى لفظ النور وجمع الظلمات لأن الحق واحد والكفر
أجناس كثيرة وكلها باطلة كما قال « وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه
ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون » وقال
تعالى « وجعل الظلمات والنور » وقال تعالى « عن اليمين وعن الشمال » إلى غير ذلك من الآيات التي في لفظها
إشعار بتفرد الحق وانتشار الباطل وتفرده وتشعبه وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا
علي بن ميسرة حدثنا عبد العزيز بن أبي عثمان عن موسى بن عبيدة عن أيوب بن خالد قال
يبعث أهل الأهواء أو قال تبعث أهل الفتن فمن كان هواه الايمان كانت فتنته بيضاء
مضيئة ومن كان هواه الكفر كانت فتنته سوداء مظلمة ثم قرأ هذه الآية « الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا
أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون
»


تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة البقره - صفحة 11 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة البقره   تفسير سورة البقره - صفحة 11 Emptyالخميس مارس 08, 2012 3:07 am

258-أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ أَنْ آتَاهُ
اللّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ
قَالَ أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي
بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي
كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ



هذا الذي حاج إبراهيم في ربه هو ملك بابل نمرود بن كنعان بن كوش بن سام بن نوح
ويقال نمرود بن فالخ بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح والأول قول مجاهد
وغيره قال مجاهد وملك الدنيا مشارقها ومغاربها أربعة مؤمنان وكافران فالمؤمنان
سليمان بن داودوذو القرنين والكافران نمرود وبخنتصر والله أعلم ومعنى قوله « ألم تر » أي بقلبك يامحمد « إلى الذي حاج
إبراهيم في ربه » أي وجود ربه وذلك أنه أنكر أن يكون ثم إله غيره كما قال
بعده فرعون لملئه « ما علمت لكم من إله غيري » وما حمله على
هذا الطغيان والكفر الغليظ والمعاندة الشديدة إلا تجبره وطول مدته في الملك وذلك
أنه يقال انه مكث أربع مئة سنة في ملكه ولهذا قال « أن أتاه الله
الملك » وكان طلب من إبراهيم دليلا على وجود الرب الذي يدعو إليه فقال
إبراهيم « ربي الذي يحيي ويميت » أي إنما الدليل على وجوده
حدوث هذه الأشياء المشاهدة بعد عدمها وعدمها بعد وجودها وهذا دليل على وجود الفاعل
المختار ضرورة لأنها لم تحدث بنفسها فلا بدلها من موجد أوجدها وهو الرب الذي أدعو
إلى عبادته وحده لا شريك له فعند ذلك قال المحاج وهو النمروذ « أنا
أحيي وأميت » قال قتادة ومحمد بن إسحاق والسدي وغير واحد وذلك أنى أوتي
بالرجلين قد استحقا القتل فآمر بقتل أحدهما فيقتل وآمر بالعفو عن الآخر فلا يقتل
فذلك معنى الإحياء والإماتة والظاهر والله أعلم أنه ما أراد هذا لأنه ليس جوابا لما
قال إبراهيم ولا في معناه لأنه غير مانع لوجود الصانع وإنما أراد أن يدعي لنفسه هذا
المقام عنادا ومكابرة ويوهم أنه الفاعل لذلك وأنه هو الذي يحيي ويميت كما اقتدى به
فرعون في قوله « ما علمت لكم من إله غيري » ولهذا قال له
إبراهيم لما ادعى هذه المكابرة « فإن الله يأتي بالشمس من المشرق
فأت بها من المغرب » أي إذا كنت كما تدعي من أنك تحيي وتميت فالذي يحيي
ويميت هو الذي يتصرف في الوجود في خلق ذواته وتسخير كواكبه وحركاته فهذه الشمس تبدو
كل يوم من المشرق فان كنت إلها كما ادعيت تحيي وتميت فأت بها من المغرب فلما علم
عجزه وانقطاعه وأنه لا يقدر على المكابرة في هذا المقام بهت أي أخرس فلا فلا يتكلم
وقامت عليه الحجة قال الله تعالى « والله لا يهدي القوم الظالمين »
أي لا يلهمهم حجة ولا برهانا بل حجتهم داحضة عند ربهم وعليهم غضب ولهم عذاب
شديد وهذا التنزيل على هذا المعنى أحسن مما ذكره كثير من المنطقيين أن عدول إبراهيم
عن المقام الأول إلى المقام الثاني انتقال من دليل إلى أوضح منه ومنهم من قد يطلق
عبارة ردية وليس كما قالوه بل المقام الأول يكون كالمقدمة للثاني ويبين بطلان ما
ادعاه نمرود في الأول والثاني ولله الحمد والمنة وقد ذكر السدي أن هذه المناظرة
كانت بين إبراهيم ونمرود بعد خروج إبراهيم من النار ولم يكن اجتمع بالملك إلا في
ذلك اليوم فجرت بينهما هذه المناظرة وروى عبد الرزاق عن معمر عن زيد بن أسلم أن
النمرود كان عنده طعام وكان الناس يغدون إليه للميرة فوفد إبراهيم في جملة من وفد
للميرة فكان بينهما هذه المناظرة ولم يعط إبراهيم من الطعام كما أعطى الناس بل خرج
وليس معه شيء من الطعام فلما قرب من أهله عمد إلى كثيب من التراب فملأ منه عدليه
وقال أشغل أهلي عني إذا قدمت عليهم فلما قدم وضع رحاله وجاء فاتكأ فنام فقامت
امرأته سارة إلى العدلين فوجدتهما ملآنين طعاما طيبا فعملت طعاما فلما استيقظ
إبراهيم وجد الذي قد أصلحوه فقال أنى لكم هذا قالت من الذي جئت به فعلم أنه رزق
رزقهم عز وجل قال زيد بن أسلم وبعث الله إلى ذلك الملك الجبار ملكا يأمره بالإيمان
بالله فأبى عليه ثم دعاه الثانية فأبى ثم الثالثة فأبى وقال اجمع جموعك وأجمع جموعي
فجمع النمرود جيشه وجنوده وقت طلوع الشمس وأرسل الله عليهم بابا من البعوض بحيث لم
يروا عين الشمس وسلطها الله عليهم فأكلت لحومهم ودماءهم وتركتهم عظاما بادية ودخلت
واحدة منهافي منخري الملك فمكثت في منخري الملك أربع مئة سنة عذبه الله بها فكان
يضرب برأسه بالمرازب في هذه المدة حتى أهلكه الله بها


تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة البقره - صفحة 11 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة البقره   تفسير سورة البقره - صفحة 11 Emptyالخميس مارس 08, 2012 3:09 am

259-أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا
قَالَ أَنَّىَ يُحْيِـي هَـَذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللّهُ
مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ
بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ
وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً
لِّلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً
فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ



تقدم قوله تعالى « ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه »
وهو في قوة قوله هل رأيت مثل الذي حاج إبراهيم في ربه ولهذا عطف عليه بقوله
« أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها » اختلفوا في
هذا المار من هو فروى ابن أبي حاتم عن عصام بن راود عن آدم بن أبي إياس عن إسرائيل
عن أبي إسحاق عن ناجية بن كعب عن علي بن أبي طالب أنه قال هو عزير ورواه ابن جرير
عن ناجية نفسه وحكاه ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس والحسن وقتادة والسدي
وسليمان بن بريدة وهذا القول هو المشهور وقال وهب بن منبه وعبد الله بن عبيد بن
عمير هو إرميا بن حلقيا قال محمد بن إسحاق عمن لا يهتم عن وهب بن منبه أنه قال هو
اسم الخضر عليه السلام وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي قال سمعت سليمان بن محمد
اليساري الجاري من أهل الجار ابن عم مطرف قال سمعت سلمان يقول إن رجلا من أهل الشام
يقول إن الذي أماته الله مئة عام ثم بعثه اسمه حزقيل بن بورا وقال مجاهد بن جبر هو
رجل من بني إسرائيل وأما القرية فالمشهور أنها بيت المقدس مر عليها بعد تخريب
بختنصر لها وقتل أهلها « وهي خاوية » أي ليس فيها أحد من
قولهم خوت الدار تخوى خواء وخويا وقوله « على عروشها » أي
ساقطة سقوفها وجدرانها على عرصاتها فوقف متفكرا فيما آل أمرها إليه بعد العمارة
العظيمة وقال « أنى يحيى هذه الله بعد موتها » وذلك لما رأى
من دثورها وشدة خرابها وبعدها عن العود إلى ما كانت عليه قال الله تعالى « فأماته الله مئة عام ثم بعثه » قال وعمرت البلدة بعد مضي سبعين
سنة من موته وتكامل ساكنوها وتراجع بنو إسرائيل إليها فلما بعثه الله عز وجل بعد
موته كان أول شيء أحيا الله فيه عينيه لينظر بهما إلى صنع الله فيه كيف يحيي بدنه
فلما استقل سويا قال الله له أي بواسطة الملك « كم لبثت قال لبثت
يوما أو بعض يوم » قال وذلك أنه مات أول النهار ثم بعثه الله في آخر النهار
فلما رأى الشمس باقية ظن أنها شمس ذلك اليوم فقال « أو بعض يوم قال
بل لبثت مئة عام فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه » وذلك أنه كان معه فيما
ذكر عنب وتين وعصير فوجده كما تقدم لم يتغير منه شيء لا العصير استحال ولا التين
حمض ولا أنتن ولا العنب نقص « وانظر إلى حمارك » أي كيف
يحييه الله عز وجل وأنت تنظر « ولنجعلك آية للناس » أي
دليلا على المعاد « وانظر إلى العظام كيف ننشزها » أي
نرفعها فيركب بعضها على بعض وقد روى الحاكم في مستدركه « 4/234 »
من حديث نافع بن أبي نعيم عن إسماعيل بن حكيم عن خارجة بن زيد بن ثابت عن
أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ « كيف ننشزها »
بالزاي ثم قال صحيح الإسناد ولم يخرجاه وقريء « ننشزها »
أي نحييها قاله مجاهد « ثم نكسوها لحما » وقال السدي
وغيره تفرقت عظام حماره يمينا ويسارا فنظر إليها وهي تلوح من بياضها فبعث الله ريحا
فجمعتها من كل موضع من تلك المحلة ثم ركب كل عظم في موضعه حتى صار حمارا قائما من
عظام لا لحم عليها ثم كساها الله لحما وعصبا وعروقا وجلدا وبعث الله ملكا فنفخ في
منخري الحمار فنهق كله بإذن الله عز وجل وذلك كله بمرأى من العزير فعند ذلك لما
تبين له هذا كله « قال أعلم أن الله على كل شيء قدير » أي
أنا عالم بهذا وقد رأيته عيانا فأنا أعلم أهل زماني بذلك وقرأ آخرون « قال إعلم » على أنه أمر له بالعلم


تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة البقره - صفحة 11 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة البقره   تفسير سورة البقره - صفحة 11 Emptyالخميس مارس 08, 2012 3:10 am

260-وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى قَالَ
أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ
أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ
مِّنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ
عَزِيزٌ حَكِيمٌ



ذكروا لسؤال إبراهيم عليه السلام أسبابا أنه لما قال لنمرود «
ربي الذي يحيي ويميت » أحب أن يترقى من علم اليقين بذلك إلى عين اليقين وأن
يرى ذلك مشاهدة فقال « رب أرني كيف تحيي الموتى قال أو لم تؤمن قال
بلى ولكن ليطمئن قلبي » فأما الحديث الذي رواه البخاري «
3372 » عند هذه الآية حدثنا أحمد بن صالح حدثنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن
شهاب عن أبي سلمة وسعيد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم نحن أحق بالشك من إبراهيم إذ قال رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال
بلى ولكن ليطمئن قلبي وكذا رواه مسلم « 151 » عن حرملة بن
يحيى عن ابن وهب به فليس المراد ههنا بالشك ما قد يفهمه من لا علم عنده بلا خلاف
وقد أجيب عن هذا الحديث بأجوبة أحدها « هنا بياض بالنسخ المتوفرة
ونذكر هنا ما قال البغوي في هذا الصدد إتماما للفائدة » قال حكى محمد بن
إسحاق بن خزيمة عن أبي إبراهيم إسماعيل بن يحيى المزني أنه قال على هذا الحديث لم
يشك النبي صلى الله عليه وسلم ولا إبراهيم في أن الله قادر على أن يحيي الموتى
وإنما شكا في أنه هل يجيبهما إلا ما سألا وقال أبو سليمان الخطابي ليس في قوله نحن
أحق بالشك من إبراهيم اعتراف بالشك على نفسه ولا على إبراهيم ولكن فيه نفي الشك
عنهما يقول إذا لم أشك أنا في قدرة الله تعالى على إحياء الموتى فإبراهيم أولى بأن
لا يشك وقال ذلك على سبيل التواضع والهضم من النفس وكذلك قوله لو لبثت في السجن طول
ما لبث يوسف لأجبت الداعي وفيه الإعلام أن المسألة من إبراهيم عليه السلام لم تعرض
من جهة الشك ولكن من قبل زيادة العلم بالعيان فإن العيان يفيد من المعرفة
والطمأنينة ما لا يفيد الإستدلال وقيل لما نزلت هذه الآية قال قوم شك إبراهيم ولم
يشك نبينا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا القول تواضعا منه وتقديما
لإبراهيم على نفسه اه وقوله « قال فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك »
اختلف المفسرون في هذه الأربعة ماهي وإن كان لا طائل تحت تعيينها إذ لو كان
في ذلك مهم لنص عليه القرآن فروى عن ابن عباس أنه قال هي الغرنوق والطاوس والديك
والحمامة وعنه أيضا أنه أخذ وزا ورألا وهو فرخ النعام وديكا وطاوسا وقال مجاهد
وعكرمة كانت حمامة وديكا وطاوسا وغرابا وقوله « فصرهن إليك »
أي وقطعهن قاله ابن عباس وعكرمة وسعيد بن جبير وأبو مالك وأبو الأسود الدؤلي
ووهب ابن منبه والحسن والسدي وغيرهم وقال العوفي عن ابن عباس «
فصرهن إليك » أوثقهن فلما أوثقهنذبحهن ثم جعل على كل جبل منهن جزءا فذكروا
أنه عمد إلى أربعة من الطير فذبحهن ثم قطعهن ونتف ريشهن ومزقهن وخلط بعضهن ببعض ثم
جزأهن أجزاء وجعل على كل جبل منهن جزءا قيل أربعة أجبل وقيل سبعة قال ابن عباس وأخذ
رءوسهن بيده ثم أمره الله عز وجل أن يدعوهن فدعاهن كما أمره الله عز وجل فجعل ينظر
إلى الريش يطير إلى الريش والدم إلى الدم واللحم إلى اللحم والأجزاء من كل طائر
يتصل بعضها إلى بعض حتى قام كل طائر على حدته وأتينه يمشين سعيا ليكون أبلغ له في
الرؤية التي سألها وجعل كل طائر يجيء ليأخذ رأسه الذي في يد إبراهيم عليه السلام
فإذا قدم له غير رأسه يأباه فإذا قدم اليه رأسه تركب مع بقية جسده بحول الله وقوته
ولهذا قال « واعلم أن الله عزيز حكيم » أي عزيز لا يغلبه
شيء ولا يمتنع من شيء وما شاء كان بلا ممانع لأنه القاهر لكل شيء حكيم في أقواله
وأفعاله وشرعه وقدره قال عبد الرزاق أخبرنا معمر عن أيوب في قوله «
ولكن ليطمئن قلبي » قال قال ابن عباس ما في القرآن آية أرجىعندي منها وقال
ابن جرير حدثني محمد بن المثنى حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة سمعت زيد بن علي يحدث
عن رجل عن سعيد بن المسيب قال اتعد عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمرو بن العاص أن
يجتمعا قال ونحن شببة فقال أحدهما لصاحبه أي آية في كتاب الله أرجى عندك لهذه الأمة
فقال عبد الله بن عمرو قول الله تعالى « قل يا عبادي الذين أسرفوا
على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا » الآية فقال
ابن عباس أما إن كنت تقول هذا فأنا أقول أرجى منها لهذه الأمة قول إبراهيم « رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي »
وقال ابن أبي حاتم أخبرنا أبي حدثنا عبد الله بن صالح كاتب الليث حدثني ابن
أبي سلمة عن محمد عن المنكدر أنه قال التقى عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمرو بن
العاص فقال ابن عباس لابن عمرو بن العاص أي آية في القرآن أرجى عندك فقال عبد الله
بن عمرو قول الله عز وجل « قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا
تقنطوا » الآية فقال ابن عباس لكن أنا أقول قول الله عز وجل « وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى »
فرضى من إبراهيم قوله « بلى » قال فهذا لما يعترض في
النفوس ويوسوس به الشيطان وهكذا رواه الحاكم في المستدرك عن أبي عبد الله محمد بن
يعقوب بن الأخرم عن إبراهيم بن عبد الله السعدي عن بشر بن عمر الزهراني عن عبد
العزيز بن أبي سلمة باسناده مثله ثم قال صحيح الاسناد ولم يخرجاه


تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة البقره - صفحة 11 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة البقره   تفسير سورة البقره - صفحة 11 Emptyالخميس مارس 08, 2012 3:12 am

261-مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ
حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ
يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ



هذا مثل ضربه الله تعالى لتضعيف الثواب لمن أنفق في سبيله وابتغاء مرضاته وأن
الحسنة تضاعف بعشر أمثالها إلى سبع مئة ضعف فقال « مثل الذين
ينفقون أموالهم في سبيل الله » قال سعيد بن جبير يعني في طاعة الله وقال
مكحول يعني به الانفاق في الجهاد من رباط الخيل وإعداد السلاح وغير ذلك وقال شبيب
بن بشر عن عكرمة عن ابن عباس الجهاد والحج يضعف الدرهم فيهما إلى سبع مئة ضعف ولهذا
قال تعالى « كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة »
وهذا المثل أبلغ في النفوس من ذكر عدد السبع مئة فإن هذا فيه إشارة إلى أن
الأعمال الصالحة ينميها الله عز وجل لأصحابها كما ينمي الزرع لمن بذره في الأرض
الطيبة وقد وردت السنة بتضعيف الحسنة إلى سبع مئة ضعف قال الإمام أحمد « 1/195 » حدثنا زياد بن الربيع أبو خداش حدثنا واصل مولى أبي
عيينة عن بشار بن أبي سيف الجرمي عن عياض بن غطيف قال دخلنا على أبي عبيدة نعوده من
شكوى أصابه بجنبهوامرأته تحيفة قاعدة عند رأسه قلنا كيف بات أبو عبيدة قالت والله
لقد بات بأجر قال أبو عبيدة مابت بأجر وكان مقبلا بوجهه على الحائط فأقبل على القوم
بوجهه وقال ألا تسألوني عما قلت قالوا ما أعجبنا ما قلت فنسألك عنه قال سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول من أنفق نفقة فاضلة في سبيل الله فسبع مئة ومن أنفق
على نفسه وأهله أو عاد مريضا أو ماز أذى فالحسنة بعشر أمثالها والصوم جنة ما لم
يخرقها ومن ابتلاه الله عز وجل ببلاء في جسده فهو له حطة وقد روى النسائي « 4/167 » في الصوم بعضه من حديث واصل به ومن وجه آخر « 4/168 » موقوفا « حديث آخر » قال الإمام
أحمد « 4/121 » حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن سليمان
سمعت أبا عمرو والشيباني عن أبي مسعود أن رجلا تصدق بناقة مخطومة في سبيل الله فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لتأتين يوم القيامة بسبع مئة ناقة مخطومة ورواه مسلم
« 1892 » والنسائي « 6/49 » من حديث
سليمان بن مهران عن الأعمش به ولفظ مسلم جاء رجل بناقة مخطومة فقال يا رسول الله
هذه في سبيل الله فقال لك بها يوم القيامة سبع مئة ناقة « حديث آخر
» قال أحمد « 2/446 » حدثنا عمرو بن مجمع أبو منذر
الكندي أخبرنا إبراهيم الهجري عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم إن الله جعل حسنة ابن آدم إلى عشر أمثالها إلى سبع مئةضعف
إلا الصوم والصوم لي وأنا أجزي به وللصائم فرحتان فرحة عند إفطاره وفرحة يوم
القيامة ولحلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك « حديث آخر »
قال أحمد « 2/443 » أخبرنا وكيع أخبرنا الأعمش عن
أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل عمل ابن آدم يضاعف
الحسنة بعشر أمثالها إلى سبع مئة ضعف إلى ما شاء الله يقول الله إلا الصوم فانه لي
وأنا أجزي به يدع طعامه وشرابه من أجلي وللصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند
لقاء ربه ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك الصوم جنة الصوم جنة وكذا
رواه مسلم « 1151 » عن أبي بكر بن أبي شيبة وأبي سعيد الأشج
كلاهما عن وكيع به « حديث آخر » قال أحمد «
4/345 » حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن الركين عن يسير بن عميلة عن خريم بن
فاتك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أنفق نفقة في سبيل الله تضاعف بسبع
مئة ضعف « حديث آخر » قال أبو داود « 2498
» أنبأنا أحمد بن عمرو بن السرح حدثنا ابن وهب عن يحيى بن أيوب وسعيد بن أبي
أيوب عن زبان بن فائد عن سهل بن معاذ عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إن الصلاة والصيام والذكر يضاعف على النفقة في سبيل الله بسبع مئة ضعف « حديث آخر » قال ابن أبي حاتم أنبأنا أبي حدثنا هارون بن عبد
الله بن مروان حدثنا ابن أبي فديك عن الخليل بن عبد الله عن الحسن عن عمران بن حصين
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أرسل بنفقة في سبيل وأقام في بيته فله بكل
درهم سبع مئة درهم يوم القيامة ومن غزا في سبيل الله وأنفق في جهة ذلك فله بكل درهم
سبع مئة ألف درهم ثم تلا هذه الآية « والله يضاعف لمن يشاء »
وهذا حديث غريب وقد تقدم حديث أبي عثمان النهدي عن أبي هريرة في تضعيف
الحسنة إلى ألفي حسنة عند قوله « من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا
فيضاعفه له أضعافا كثيرة » الآية « حديث آخر » قال
ابن مردويه حدثنا عبد الله بن عبيد الله بن العسكري البزاز أخبرنا الحسن بن علي بن
شبيب أخبرنا محمود بن خالد الدمشقي أخبرنا أبي عن عيسى بن المسيب عن نافع عن ابن
عمر لما نزلت هذه الآية « مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله »
قال النبي صلى الله عليه وسلم رب زد أمتي قال فأنزل الله «
من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا » قال رب زد أمتي قال فأنزل الله « إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب » وقد رواه أبو حاتم وابن
حيان في صحيحه « 4648 » عن حاجب بن اركين عن أبي عمر حفص بن
عمر بن عبد العزيز المقرئ عن أبي إسماعيل المؤدب عن عيسى بن المسيب عن نافع عن ابن
عمر فذكره وقوله ههنا « والله يضاعف لمن يشاء » أي بحسب
إخلاصه في عمله « والله واسع عليم » أي فضله واسع كثيرا
أكثر من خلقه عليم بمن يستحق ومن لا يستحق سبحانه وبحمده


تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة البقره - صفحة 11 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة البقره   تفسير سورة البقره - صفحة 11 Emptyالخميس مارس 08, 2012 3:13 am

262-الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ثُمَّ لاَ
يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُواُ مَنّاً وَلاَ أَذًى لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ
وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ



. انظر تفسير الآية 264








تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة البقره - صفحة 11 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة البقره   تفسير سورة البقره - صفحة 11 Emptyالخميس مارس 08, 2012 3:15 am

263-قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى
وَاللّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ



. انظر تفسير الآية 264








تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة البقره - صفحة 11 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة البقره   تفسير سورة البقره - صفحة 11 Emptyالخميس مارس 08, 2012 3:16 am

264-يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ
وَالأذَى كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاء النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُ بِاللّهِ
وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ
وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً لاَّ يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِّمَّا كَسَبُواْ
وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ



يمدح تبارك وتعالى الذين ينفقون في سبيله ثم لا يتبعون ما أنفقوا من الخيرات
والصدقات منا على من أعطوه فلا يمنون به على أحد ولا يمنون به ولا بقول ولا
فعلوقوله « ولا أذى » أي لا يفعلون مع من أحسنوا إليه
مكروها يحبطون به ما سلف من الإحسان ثم وعدهم الله تعالى الجزاء الجزيل على ذلك
فقال « لهم أجرهم عند ربهم » أي ثوابهم على الله لا على أحد
سواه « ولا خوف عليهم » أي فيما يستقبلونه من أهوال يوم
القيامة « ولا هم يحزنون » أي على ماخلفوه من الأولاد ولا
مافاتهم من الحياة الدنيا وزهرتها لا يأسفون عليها لأنهم قد صاروا إلى ماهو خير لهم
من ذلك ثم قال تعالى « قول معروف » أي من كلمة طيبة ودعاء
لمسلم « ومغفرة » أي عفو وغفر عن ظلم قولي أو فعلي « خير من صدقة يتبعها أذى » قال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا ابن
نفيل قال قرأت على معقل بن عبيد الله عن عمرو بن دينار قال بلغنا أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال مامن صدقة أحب إلى الله من قول معروف الم تسمع قوله « قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى والله غني » عن خلقه
« حليم » أي يحلم ويغفر ويصفح ويتجاوز عنهم وقد وردت
الأحاديث بالنهي عن المن في الصدقة ففي صحيح مسلم « 106 »
من حديث شعبة عن الأعمش عن سليمان بن مسهر عن خرشة بن الحر عن أبي ذر قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم
ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم المنان بما أعطى والمسبل إزاره والمنفق سلعته بالحلف
الكاذب وقال ابن مردويه حدثنا أحمد بن عثمان بن يحيى أخبرنا عثمان بن محمد الدوري
أخبرنا هشيم بن خارجة أخبرنا سليمان بن عتبة عن يونس بن ميسرة عن أبي إدريس عن أبي
الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يدخل الجنة عاق ولا منان ولا مدمن خمر
ولا مكذب بقدر وروى أحمد « 6/441 » وابن ماجه « 3376 » من حديث يونس بن ميسرة نحوه ثم روى ابن مردويه وابن حبان
« 7340 » والحاكم في مستدركه « 4/146 »
والنسائي « 5/80 » من حديث عبد الله بن يسار الأعرج
عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا
ينظر الله إليهم يوم القيامة العاق لوالديه ومدمن الخمر والمنان بما أعطى وقد روى
النسائي « كبرى 4921 » عن مالك بن سعد عن عمه روح بن عبادة
عن عتاب بن بشير عن خصيف الجزري عن مجاهد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال لا يدخل الجنة مدمن خمر ولا عاق لوالديه ولا منان وقد رواه ابن أبي حاتم عن
الحسن بن المنهال عن محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي عن عتاب عن خصيف عن مجاهد عن
ابن عباس ورواه النسائي « كبرى 4923 » من حديث عبد الكريم
بن مالك الجزري عن مجاهد قوله وقد روى عن مجاهد عن أبي سعيد وعن مجاهد عن أبي هريرة
نحوه « س كبرى 4920و 4922 » ولهذا قال الله تعالى « يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى » فأخبر أن
الصدقة تبطل بما يتبعها من المن والأذى فما يفي ثواب الصدقة بخطيئة المن والأذى ثم
قال تعالى « كالذي ينفق ماله رئاء الناس » أي لا تبطلوا
صدقاتكم بالمن والأذى كما تبطل صدقة من راءى بها الناس فأظهر لهم أنه يريد وجه الله
وإنما قصده مدح الناس له أو شهرته بالصفات الجميلة ليشكر بين الناس أو يقال إنه
كريم ونحو ذلك من المقاصد الدنيوية مع قطع نظره عن معاملة الله تعالى وابتغاء
مرضاته وجزيل ثوابه ولهذا قال « ولا يؤمن بالله واليوم الآخر »
ثم ضرب تعالى مثل ذلك المرائي بانفاقه قال الضحاك والذي يتبع نفقته منا أو
أذى فقال « فمثله كمثل صفوان » وهو جمع صفوانة فمنهم من
يقول الصفوان يستعمل مفردا أيضا وهو الصفا وهو الصخر الأملس « عليه
تراب فأصابه وابل » وهو المطر الشديد « فتركه صلدا »
أي فترك الوابل ذلك الصفوان صلدا أي أملس يابسا أي لا شيء عليه من ذلك
التراب بل قد ذهب كله أي وكذلك أعمال المرائين تذهب وتضمحل عند الله وإن ظهر لهم
أعمال فيما يرى الناس كالتراب ولهذا قال « لايقدرون على شيء مما
كسبوا والله لا يهدي القوم الكافرين »


تفسير
ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة البقره - صفحة 11 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة البقره   تفسير سورة البقره - صفحة 11 Emptyالخميس مارس 08, 2012 3:17 am

265-وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ
وَتَثْبِيتاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ
فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِن لَّمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللّهُ
بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ



وهذا مثل المؤمنين المنفقين أموالهم ابتغاء مرضات الله عنهم في ذلك « وتثبيتا من أنفسهم » أي وهم متحقون ومتثبتون أن الله سيجزيهم
على ذلك أوفر الجزاء ونظير هذا في معنى قوله عليه السلام في الحديث الصحيح المتفق
على صحته « خ 1901 م 760 » من صام رمضان إيمانا واحتسابا أي
يؤمن أن الله شرعه ويحتسب عند الله ثوابه قال الشعبي « وتثبيتامن
أنفسهم » أي تصديقا ويقينا وكذا قال قتادة وأبو صالح وابن زيد واختاره ابن
جرير وقال مجاهد والحسن أي يتثبتون أين يضعون صدقاتهم وقوله « كمثل
جنة بربوة » أي كمثل بستان بربوة وهو عند الجمهور المكان المرتفع من الأرض
وزاد ابن عباس والضحاك وتجري فيه الأنهار قال ابن جرير رحمه الله وفي الربوة ثلاث
لغات هن ثلاث قراءات بضم الراء وبها قرأ عامة أهل المدينة والحجاز والعراق وفتحها
وهي قراءة بعض أهل الشام والكوفة ويقال انها لغة تميم وكسر الراء ويذكر أنها قراءة
ابن عباس وقوله « أصابها وابل » وهو المطر الشديد كما تقدم
فآتت « أكلها » أي ثمرتها « ضعفين »
أي بالنسبة إلى غيرها من الجنان « فان لم يصبها وابل فطل »
قال الضحاك هو الرذاذ وهو اللين من المطر أي هذه الجنة بهذه الربوة لا تمحل
أبدا لأنها إن لم يصبها وابل فطل وأيا ما كان فهو كفايتها وكذلك عمل المؤمن لا يبور
أبدا بل يتقبله الله ويكثره وينميه كل عامل بحسبه ولهذا قال «
والله بما تعملون بصير » أي لا يخفى عليه من أعمال عباده شيء



تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة البقره - صفحة 11 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة البقره   تفسير سورة البقره - صفحة 11 Emptyالخميس مارس 08, 2012 3:18 am

266-أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ
تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ
الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاء فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ
فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ
تَتَفَكَّرُونَ



قال البخاري « 4538 » عند تفسير هذه الآية حدثنا إبراهيم
بن موسى حدثنا هشام هو ابن يوسف عن ابن جريج سمعت عبد الله بن أبي مليكة يحدث عن
ابن عباس وسمعت أخاه أبا بكر بن أبي مليكة يحدث عن عبيد بن عمير قال قال عمر بن
الخطاب يوما لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيمن ترون هذه الآية نزلت « أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب » قالوا الله أعلم
فغضب عمر فقال قولوا نعلم أولا نعلم فقال ابن عباس في نفسي منها شيء يا أمير
المؤمنين فقال عمر يا ابن أخي قل ولا تحقر نفسك فقال ابن عباس رضي الله عنه عنهما
ضربت مثلا بعمل قال عمر أي عمل قال ابن عباس لرجل غني يعمل بطاعة الله ثم بعث الله
له الشيطان فعمل بالمعاصي حتى أغرق أعماله ثم رواه البخاري عن الحسن بن محمد
الزعفراني عن حجاج بن محمد الأعور عن ابن جريج فذكره وهو من أفراد البخاري رحمه
الله وفي هذا الحديث كفاية في تفسير هذه الآية وتبين ما فيها من المثل بعمل من أحسن
العمل أولا ثم بعد ذلك انعكس سيره فبدل الحسنات بالسيئات عياذا بالله من ذلك فأبطل
بعمله الثاني ما أسلفه فيما تقدم من الصالح واحتاج إلى شيء من الأول في أضيق
الأحوال فلم يحصل منه شيء وخانه أحوج ما كان اليه ولهذا قال تعالى « وأصابه الكبر وله ذرية ضعفاء فأصابها إعصار » وهو الريح الشديد
« فيه نار فاحترقت » أي أحرق ثمارها وأباد أشجارها فأي حال
يكون حاله وقد روى ابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس قال ضرب الله مثلا حسنا
وكل أمثاله حسن قال « أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب
تجري من تحتها الأنهار له فيها من كل الثمرات » يقول صنعه في شيبته « وأصابه الكبر » وولده وذريته ضعاف عند آخر عمره فجاءه إعصار فيه
نار فاحترق بستانه فلم يكن عنده قوة أن يغرس مثله ولم يكن عند نسله خير يعودون به
عليه وكذلك الكافر يكون يوم القيامة إذا رد إلى الله عز وجل ليس له خير فيستعتب كما
ليس لهذا قوة فيغرس مثل بستانه ولايجده قدم لنفسه خيرا يعود عليه كما لم يغن عن هذا
ولده وحرم أجره عند أفقر ما كان اليه كما حرم هذا جنته عندما كان افقر ما كان اليها
عند كبره وضعف ذريته وهكذا روى الحاكم في مستدركه « 1/542 »
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في دعائه اللهم اجعل أوسع رزقك
علي عند كبر سني وانقضاء عمري ولهذا قال تعالى « كذلك يبين الله
لكم الآيات لعلكم تتفكرون » أي تعتبرون وتفهمون الأمثال والمعاني وتنزلونها
على المراد منها كما قال تعالى « وتلك الأمثال نضربها للناس وما
يعقلها إلا العالمون »


تفسير ابن كثير_أبو
الفداء إسماعيل بن كثير

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة البقره - صفحة 11 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة البقره   تفسير سورة البقره - صفحة 11 Emptyالخميس مارس 08, 2012 3:19 am

267-يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ
وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَلاَ تَيَمَّمُواْ الْخَبِيثَ مِنْهُ
تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَن تُغْمِضُواْ فِيهِ وَاعْلَمُواْ أَنَّ
اللّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ



. انظر تفسير الآية 269








تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة البقره - صفحة 11 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة البقره   تفسير سورة البقره - صفحة 11 Emptyالخميس مارس 08, 2012 3:21 am

268-الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللّهُ
يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ



. انظر تفسير الآية 269








تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 794
تاريخ التسجيل : 25/11/2011

تفسير سورة البقره - صفحة 11 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة البقره   تفسير سورة البقره - صفحة 11 Emptyالخميس مارس 08, 2012 3:23 am

269-يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ
خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ



يأمر تعالى عباده المؤمنين بالانفاق والمراد به الصدقة ههنا قاله ابن عباس من
طيبات مارزقهم من الاموال التي اكتسبوها قال مجاهد يعني التجارة بتيسيره إياها لهم
وقال علي والسدي « من طيبات ماكسبتم » يعني الذهب والفضة
ومن الثمار والزروع التي أنبتها لهم من الأرض قال ابن عباس أمرهم بالانفاق من أطيب
المال وأجوده وأنفسه ونهاهم عن التصدق برذاله المال ودنيئه وهو خبيثه فان الله طيب
لا يقبل إلا طيبا ولهذا قال « ولا تيمموا الخبيث » أي
تقصدوا الخبيث « منه تنفقون ولستم بآخذيه » أي لو أعطيتموه
ما أخذتموه إلا أن تتغاضوا فيه فالله أغنى منكم فلا تجعلوا لله ما تكرهون وقيل
معناه « ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون » أي لا تعدلوا عن
المال الحلال وتقصدوا إلى الحرام فتجعلوا نفقتكم منه ويذكر ها هنا الحديث الذي رواه
الامام أحمد « 1/387 » حدثنا محمد بن عبيد حدثنا إسحاق عن
الصباح بن محمد عن مرة الهمداني عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم إن الله قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم وإن الله يعطي الدنيا
من يحب ولا يعطي الذين إلا لمن أحب فمن أعطاه الله الدين فقد أحبه والذي نفسي بيده
لا يسلم عبد حتى يسلم قلبه ولسانه ولا يؤمن حتى يأمن جاره بوائقه قالوا وما بوائقه
يانبي الله قال غشه وظلمه ولا يكسب عبد مالا من حرام فينفق منه فيبارك فيه ولا
يتصدق به فيقبل منه ولا يتركه خلف ظهره إلا كان زاده إلى النار إن الله لا يمحو
السيء بالسيء ولكن يمحو السيء بالحسن إن الخبيث لا يمحو الخبيث والصحيح القول الأول
قال ابن جرير رحمه الله حدثنا الحسين بن عمرو العنقزي حدثني أبي عن أسباط عن السدي
عن عدي بن ثابت عن البراء بن عازب رضي الله عنه في قول الله « يا
أيها الذين آمنوا انفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض ولا تيمموا
الخبيث منه تنفقون » الآية قال نزلت في الأنصار كانت الأنصار إذا كانت أيام
جذاذ النخل أخرجت من حيطانها أقناء البسر فعلقوه على حبل بين الاسطوانتين في مسجد
رسول الله صلى الله عليه وسلم فيأكل فقراء المهاجرين منه فيعمد الرجل منهم إلى
الحشف فيدخله مع أقناء البسر يظن أن ذلك جائز فأنزل الله فيمن فعل ذلك « ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون » ثم رواه ابن جرير وابن ماجه
« 1822 » وابن مردويه والحاكم في مستدركه «
2/285 » من طريق السدي عن عدي بن ثابت عن البراء بنحوه وقال الحاكم صحيح على
شرط البخاري ومسلم ولم يخرجاه وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبو سعيد الأشج حدثنا عبيد
الله عن اسرائيل عن السدي عن أبي مالك عن البراء رضي الله عنه «
ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه » قال نزلت
فينا كنا أصحاب نخل فكان الرجل يأتي من نخله بقدر كثرته وقلته فيأتي الرجل بالقنو
فيعلقه في المسجد وكان أهل الصفة ليس لهم طعام فكان أحدهم إذا جاع جاء فضربه بعصاه
فسقط منه البسر والتمر فيأكل وكان أناس ممن لا يرغبون في الخير ياتي بالقنو الحشف
والشيص فيأتي بالقنو قد انكسر فيعلقه فنزلت « ولا تيمموا الخبيث
منه تنفقون ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه » قال لو أن أحدكم أهدى له مثل
ما أعطي ما أخذه إلا على اغماض وحياء فكنا بعد ذلك يجيء الرجل منا بصالح ماعنده
وكذا رواه الترمذي « 2987 » عن عبد الله بن عبد الرحمن
الدارمي عن عبيد الله هو ابن موسى العبسي عن إسرائيل عن السدي وهو إسماعيل بن عبد
الرحمن عن أبي مالك الغفاري واسمه غزوان عن البراء فذكر نحوه ثم قال وهذا حديث حسن
غريب وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا أبو الوليد حدثنا سليمان بن كثير عن الزهري
عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن أبيه أن رسول الله صلى اللهعليه وسلم نهى عن لونين
من التمر الجعرور والحبيق وكان الناس يتيممون شرار ثمارهم ثم يخرجونها في الصدقة
فنزلت « ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون » ورواه أبو داود
« 1607 » من حديث سفيان بن حسين عن الزهري ثم قال أسنده أبو
الوليد عن سليمان بن كثير عن الزهري ولفظه نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن
الجعرور ولون الحبيق أن يؤخذ في الصدقة وقد روى النسائي « 5/43 »
هذا الحديث من طريق عبد الجليل بن حميد اليحصبي عن الزهري عن أبي أمامة ولم
يقل عن أبيه فذكر نحوه وكذا رواه ابن وهب عن عبد الجليل وقال ابن أبي حاتم حدثنا
أبي حدثنا يحيى بن المغيرة حدثنا جرير عن عطاء بن السائب عن عبد الله بن مغفل في
هذه الآية « ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون » قال كسب المسلم
لا يكون خبيثا ولكن لا يصدق بالحشف والدرهم الزيف ومالا خير فيه وقال الإمام أحمد
« 6/105 » حدثنا أبو سعيد حدثنا حماد بن سلمة عن حماد هو
ابن أبي سليمان عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت أتى رسول الله صلى الله عليه
وسلم بضب فلم يأكله ولم ينه عنه قلت يا رسول الله نطعمه المساكين قال لا تطعموهم
مما لا تأكلون ثم رواه عن عفان عن حماد بن سلمة به فقلت يا رسول الله ألا أطعمه
المساكين قال لا تطعموهم مما تأكلون وقال الثوري عن السدي عن أبي مالك عن البراء
« ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه » يقول لو كان لرجل على
رجل فأعطاه ذلك لم يأخذه إلا أن يرى أنه قد نقصه من حقه رواه ابن جرير وقال علي بن
أبي طلحة عن ابن عباس « ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه »
يقول لو كان لكم على أحد حق فجاءكم بحق دون حقكم لم تأخذوه بحساب الجيد حتى
تنقضوه قال فذلك قوله « إلا أن تغمضوا فيه » فكيف ترضون لي
ما لا ترضون لأنفسكم وحقي عليكم من أطيب أموالكم وأنفسه رواه ابن أبي حاتم وابن
جرير وزاد وهو قوله « لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون »
ثم روى من طريق العوفي عن ابن عباس نحو ذلك وكذا ذكره غير واحد وقوله « واعلموا أن الله غني حميد » أي وإن أمركم بالصدقات وبالطيب منها
فهو غني عنها وماذاك إلا أن يساوي الغني الفقير كقوله « لن ينال
الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم » وهو غني عن جميع خلقه
وجميع خلقه فقراء إليه وهو واسع الفضل لا ينفذ ما لديه فمن تصدق بصدقة من كسب طيب
فليعلم أن الله غني واسع العطاء كريم جواد وسيجزيه بها ويضاعفها له أضعافا كثيرة من
يقرض غير عديم ولا ظلوم « م 758 » وهو الحميد أي المحمود في
جميع أفعاله وأقواله وشرعه وقدره لا إله إلا هو ولا رب سواه وقوله « الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا
والله واسع عليم » قال ابن أبي حاتم حدثنا أبو زرعة حدثنا هناد بن السري
حدثنا أبو الأحوص عن عطاء بن السائب عن مرة الهمداني عن عبد الله بن مسعود قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم إن للشيطان للمة بابن آدم وللملك لمة فأما لمة
الشيطان فإبعاد بالشر وتكذيب بالحق وأما لمة الملك فابعاد بالخير وتصديق بالحق فمن
وجد ذلك فليعلم أنه من الله فليحمد الله ومن وجد الأخرى فليتعوذ من الشيطان ثم قرأ
« الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه
وفضلا » الآية وهكذا رواه الترمذي « 2988 » والنسائي
« كبرى 11051 » في كتابي التفسير من سنتهما جميعا عن هناد
بن السري وأخرجه ابن حبان في صحيحه عن أبي يعلى الموصلى عن هناد به وقال الترمذي
حسن غريب وهو حديث أبي الأحوص يعني سلام بن سليم لا نعرفه مرفوعا إلا من حديثه كذا
قال وقد رواه أبو بكر بن مردويه في تفسيره عن محمد بن أحمد عن محمد بن عبد الله بن
رسته عن هارون الفروي عن أبي ضمرة عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن
مسعود مرفوعا نحوه ولكن رواه مسعر عن عطاء بن السائب عن أبي الأحوص عوف بن مالك بن
نضلة عن ابن مسعود فجعله من قوله والله أعلم ومعنى قوله تعالى «
الشيطان يعدكم الفقر » أي يخوفكم الفقر لتمسكوا ما بأيديكم فلا تنفقوه في
مرضاه الله « ويأمركم بالفحشاء » أي من نهيه إياكم عن
الانفاق خشية الاملاق يأمركم بالمعاصي والمآثم والمحارم ومخالفة الخلاق قال تعالى
« والله يعدكم مغفرة منه » أي في مقابلة ما أمركم الشيطان
بالفحشاء « وفضلا » أي في مقابلة ما خوفكم الشيطان من الفقر
« والله واسع عليم » وقوله « يؤتى الحكمة
من يشاء » قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس يعني المعرفة بالقرآن ناسخه
ومنسوخه ومحكمة ومتشابهة ومقدمه ومؤخره وحلاله وحرامه وأمثاله وروى جويبر عن الضحاك
عن ابن عباس مرفوعا الحكمة القرآن يعني تفسيره قال ابن عباس فانه قد قرأه البر
والفاجر رواه ابن مردويه وقال ابن أبي نجيح عن مجاهد يعني بالحكمة الاصابة في القول
وقال ليث بن أبي سليم عن مجاهد « يؤتى الحكمة من يشاء »
ليست بالنبوة ولكنه العلم والفقه والقرآن وقال أبو العالية الحكمة خشية الله
فان خشية الله رأس كل حكمة وقد روى ابن مردويه من طريق بقية عن عثمان بن زفر الجهني
عن أبي عمار الأسدي عن ابن مسعود مرفوعا رأس الحكمة مخافة الله وقال أبو العالية في
رواية عنه الحكمة الكتاب والفهم وقال إبراهيم النخعي الحكمة الفهم وقال أبو مالك
الحكمة السنة وقال ابن وهب عن مالك قال زيد بن أسلم الحكمة العقل قال مالك وإنه
ليقع في قلبي أن الحكمة هو الفقه في دين الله وأمر يدخله الله في القلوب من رحمته
وفضله ومما يبين ذلك أنك تجد الرجل عاقلا في أمر الدنيا إذا نظر فيها وتجد آخر
ضعيفا في أمر دنياه عالما يأمر دينه بصيرا به يؤتيه الله إياه ويحرمه هذا فالحكمة
الفقه في دين الله وقال السدي الحكمة النبوة والصحيح أن الحكمة كما قاله الجمهور لا
تختص بالنبوة بل هي أعم وأعلاها النبوة والرسالة أخص ولكن لا تباع الأنبياء حظ من
الخير على سبيل التبع كما جاء في بعض الأحاديث من حفظ القرآن فقد أدرجت النبوة بين
كتفيه غير أنه لا يوحي إليه رواه وكيع بن الجراح في تفسيره عن إسماعيل بن رافع عن
رجل لم يسمه عن عبد الله بن عمر وقوله وقال الإمام أحمد « 1/432 »
حدثنا وكيع ويزيد قالا حدثنا إسماعيل يعني بن أبي خالد عن قيس وهو ابن أبي
حازم عن ابن مسعود قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لا حسد إلا في
اثنتين رجل أتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق ورجل آتاه الله حكمة فهو يقضي
بها ويعلمها وهكذا رواه البخاري « 73 » ومسلم « 816 » والنسائي « كبرى 5840 » وابن ماجه
« 4208 » من طرق متعددة عن إسماعيل بن أبي خالد به وقوله
« وما يذكر إلا أولو الألباب » أي وما ينتفع بالموعظة
والتذكار إلا من له لب وعقل يعني به الخطاب ومعنى الكلام


تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam-msg.yoo7.com
 
تفسير سورة البقره
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 11 من اصل 12انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3 ... , 10, 11, 12  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» تفسير سورة الأعراف
» تفسير سورة اٌل عمران
» تفسير سورة الفاتحة
» تفسير سورة النساء
» تفسير سورة المائده

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
رسائل الإسلام :: القران الكريم-
انتقل الى: