كاتب الموضوع | رسالة |
---|
Admin Admin
عدد المساهمات : 794 تاريخ التسجيل : 25/11/2011
| موضوع: رد: تفسير سورة البقره الخميس مارس 01, 2012 6:38 am | |
| 199-ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
ثم ها هنا لعطف خبر على خبر وترتيبه عليه كأنه تعالى أمر الواقف بعرفات أن يدفع إلى المزدلفة ليذكر الله عند المشعر الحرام وأمره أن يكون وقوفه مع جمهور الناس بعرفات كما كان جمهور الناس يصنعون يقفون بها إلا قريشا فإنهم لم يكونوا يخرجون من الحرم فيقفون في طرف الحرم عند أدنى الحل ويقولون نحن أهل الله في بلدته وقطان بيته قال البخاري « 4520 » حدثنا علي بن عبد الله حدثنا محمد بن حازم حدثنا هشام عن أبيه عن عائشة قالت كان قريش ومن دان دينها يقفون بالمزدلفة وكانوا يسمون الحمس وسائر العرب يقفون بعرفات فلما جاء الإسلام أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يأتي عرفات ثم يقف بها ثم يفيض منها فذلك قوله « من حيث أفاض الناس » وكذا قال ابن عباس ومجاهد وعطاء وقتادة والسدي وغيرهم واختاره ابن جرير وحكى عليه الإجماع وقال الإمام أحمد « 4/80 » حدثنا سفيان عن عمرو عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال أضللت بعيرا لي بعرفة فذهبت أطلبه فإذا النبي صلى الله عليه وسلم واقف قلت إن هذا من الحمس ما شأنه ههنا أخرجاه في الصحيحين « خ 1664 م 1220 » ثم رواه البخاري « 4521 » من حديث موسى بن شعبة عن كريب عن ابن عباس ما يقتضي أن المراد بالإفاضة ههنا هي الإفاضة من المزدلفة إلى منى لرمي الجمار فالله أعلم وحكاه ابن جرير عن الضحاك بن مزاحم فقط قال والمراد بالناس إبراهيم عليه السلام وفي رواية عنه الإمام قال ابن جرير ولولا إجماع الحجة على خلافه لكان هو الأرجح وقوله « واستغفروا الله إن الله غفور رحيم » كثيرا ما يأمر الله بذكره بعد قضاء العبادات ولهذا ثبت في صحيحمسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا فرغ من الصلاة يستغفر الله ثلاثا وفي الصحيحين « خ 843 م 595 » أنه ندب إلى التسبيح والتحميد والتكبير ثلاثا وثلاثين وقد روى ابن جرير ههنا حديث ابن عباس بن مرداس السلمي في استغفاره صلى الله عليه وسلم لأمته عشية عرفة وقد أوردناه في جزء جمعناه في فضل يوم عرفة وأورد ابن مردويه ههنا الحديث الذي رواه البخاري « 6306 » عن شداد بن أوس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد الاستغفار أن يقول العبد اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت من قالها في ليلة فمات في ليلته دخل الجنة ومن قالها في يومه فمات دخل الجنة وفي الصحيحين « خ 7387 م 2705 » عن عبد الله بن عمر أن أبا بكر قال يا رسول الله علمني دعاء أدعو به في صلاتي فقال قل اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم والأحاديث في الاستغفار كثيرة
تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير
| |
|
| |
Admin Admin
عدد المساهمات : 794 تاريخ التسجيل : 25/11/2011
| موضوع: رد: تفسير سورة البقره الخميس مارس 01, 2012 6:41 am | |
| 200-فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ
. انظر تفسير الآية 202
تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير
| |
|
| |
Admin Admin
عدد المساهمات : 794 تاريخ التسجيل : 25/11/2011
| موضوع: رد: تفسير سورة البقره الخميس مارس 01, 2012 6:45 am | |
| 201-وِمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ
. انظر تفسير الآية 202
تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير
| |
|
| |
Admin Admin
عدد المساهمات : 794 تاريخ التسجيل : 25/11/2011
| موضوع: رد: تفسير سورة البقره الخميس مارس 01, 2012 6:47 am | |
| 202-أُولَـئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّمَّا كَسَبُواْ وَاللّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ
يأمر تعالى بذكره والإكثار منه بعد قضاء المناسك وفراغها وقوله « كذكركم آباءكم » اختلفوا في معناه فقال ابن جريج عن عطاء هو كقول الصبي أبه أمه يعني كما يلهج الصبي بذكر أبيه وأمه فكذلك أنتم فالهجوا بذكر الله بعد قضاء النسك وكذا قال الضحاك والربيع بن أنس وروى ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس نحوه وقال سعيد بن جبير عن ابن عباس كان أهل الجاهلية يقفون في الموسم فيقول الرجل منهم كان أبي يطعم ويحمل الحمالات ويحمل الديات ليس لهم ذكر غير فعال آبائهم فأنزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم « فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا » قال ابن أبي حاتم وروى السدي عن أنس بن مالك وأبي وائل وعطاء بن أبي رباح في أحد قوليه وسعيد بن جبير وعكرمة في أحد رواياته ومجاهد والسدي وعطاء الخراساني والربيع بن أنس والحسن وقتادة ومحمد بن كعب ومقاتل ابن حيان نحو ذلك وهكذا حكاه ابن جرير عن جماعة والله أعلم والمقصود منه الحث على كثرة الذكر لله عز وجل ولهذا كان انتصاب قوله أو أشد ذكرا على التمييز تقديره كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا وأو ههنا لتحقيق المماثلة في الخبر كقوله « فهي كالحجارة أو أشد قسوة » وقوله « يخشون الناس كخشية الله أو أشد خشية » « وأرسلناه إلى مئة ألف أو يزيدون » « فكان قاب قوسين أو أدنى » فليست ههنا للشك قطعا وإنما هي لتحيق المخبر عنه كذلك أو أزيد منه ثم إنه تعالى أرشد إلى دعائه بعد كثرة ذكره فانه مظنة الإجابة وذم من لا يسأله إلا في أمر دنياه وهو معرض عن أخراه فقال « فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا وماله في الآخرة من خلاق » أي من نصيب ولا حظ وتضمن هذا الذم والتنفير عن التشبه بمن هو كذلك قال سعيد بن جبير عن ابن عباس كان قوم من الأعراب يجيئون إلى الموقف فيقولون اللهم اجعله عام غيث وعام خصب وعام ولاد حسن لا يذكرون من أمر الآخرة شيئا فأنزل الله فيهم « فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا وماله في الآخرة من خلاق » وكان يجيء بعدهم آخرون من المؤمنين فيقولون « ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار » فأنزل الله « أولئك لهم نصيب مما كسبوا والله سريع الحساب » ولهذا مدح من يسأله الدنيا والأخرى فقال « ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار » فجمعت هذه الدعوة كل خير في الدنيا وصرفت كل شر فان الحسنة في الدنيا تشمل كل مطلوب دنيوي من عافية ودار رحبة وزوجة حسنة ورزق واسع وعلم نافع وعمل صالح ومركب هين وثناء جميل إلى غير ذلك مما اشتملت عليه عبارات المفسرين ولا منافاة بينها فانها كلها مندرجةفى الحسنة فى الدنيا وأما الحسنة فى الآخرة فأعلى ذلك دخول الجنة وتوابعه من الأمن من الفزع الأكبر فى العرصات وتيسير وغير ذلك من أمور الآخرة الصالحة وأما النجاة من النار فهو يقتضى تيسير أسبابه فى الدينا من اجتناب المحارم والآثام وترك الشبهات والحرام وقال القاسم أبو عبد الرحمن من أعطى قلبا شاكرا ولسانا ذاكرا وجسدا صابرا فقد أوتى فى الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة ووقى عذاب النار ولهذا وردت السنة بالترغيب فى هذا الدعاء فقال البخاري « 4522 » حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوراث عن عبد العزيز عن أنس بن مالك قال كان النبى صلى الله عليه وسلم يقول اللهم ربنا آتنا فى الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار وقال أحمد « 3/101 » حدثنا إسماعيل بن إبراهيم حدثنا عبد العزيز بن صهيب قال سأل قتادة أنسا أى دعوة كان أكثر ما يدعوها النبى صلى الله عليه وسلم قال يقول اللهم ربنا آتنا فى الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار « م 2690 » وكان أنس إذا أراد أن يدعو بدعوة دعا بها إذا أراد أن يدعو بدعاء دعا بها فيه ورواه مسلم وقال ابن أبى حاتم حدثنا أبي حدثنا أبو نعيم حدثنا عبد السلام بن شداد يعني أبا طالوت قال كنت عند أنس بن مالك فقال له ثابت إن إخوانك يحبون أن تدعو لهم فقال اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار وتحدثوا ساعة حتى إذا أرادوا القيام قال أبا حمزة إن إخوانك يريدون القيام فادع الله لهم فقال أتريدون أن أشقق لكم الأمور إذا آتاكم الله في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة ووقاكم عذاب النار فقد آتاكم الخير كله وقال أحمد « 3/107 » أيضا حدثنا محمد بن أبي عدي عن حميد وعبد الله السهمي حدثنا حميد عن ثابت عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد رجلا من المسلمين قد صار مثل الفرخ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم هل تدعو الله بشيء أو تسأله إياه قال نعم كنت أقول اللهم ما كنت معاقبي به في الآخرة فعجله لي في الدنيا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سبحان الله لا تطيقه أولا تستطيعه فهلا قلت « ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار » قال فدعا الله فشفاه انفرد باخراجه مسلم « 2688 » من حديث ابن أبي عدي به وقال الإمام الشافعي أخبرنا سعيد بن سالم القداح عن ابن جريج عن يحيى بن عبيد مولى السائب عن أبيه عن عبد الله بن السائب أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول فيما بين ركن بني جمح والركن الأسود « ربنا آتنا في الدنياحسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار » ورواه الثوري عن ابن جريج كذلك « د 1892 س كبرى تحفة 5316 » وروى ابن ماجه « 2957 » عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو ذلك وفي سنده ضعف والله أعلم وقال ابن مردويه حدثنا عبد الباقي أخبرنا أحمد بن القاسم بن مساور حدثنا سعيد بن سليمان عن إبراهيم بن سليمان عن عبد الله بن هرمز عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما مررت على الركن إلا رأيت عليه ملكا يقول آمين فإذا مررتم عليه فقولوا « ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار » وقال الحاكم في مستدركه « 2/277 » حدثنا أبو زكريا العنبري حدثنا محمد بن عبد السلام حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا جرير عن الأعمش عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير قال جاء رجل إلى ابن عباس فقال إني أجرت نفسي من قوم على أن يحملوني ووضعت لهم من أجرتي علي أن يدعوني أحج معهم أفيجزي ذلك فقال أنت من الذين قال الله « أولئك لهم نصيب مما كسبوا والله سريع الحساب » ثم قال الحاكم صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه
تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير
| |
|
| |
Admin Admin
عدد المساهمات : 794 تاريخ التسجيل : 25/11/2011
| موضوع: رد: تفسير سورة البقره الخميس مارس 01, 2012 6:48 am | |
| 203-وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ
قال ابن عباس الأيام المعدودات أيام التشريق والأيام المعلومات أيام العشر وقال عكرمة « واذكروا الله في أيام معدودات » يعني التكبير في أيام التشريق بعد الصلوات المكتوبات الله أكبر الله أكبر وقال الإمام أحمد « 4/153 » حدثنا وكيع حدثنا موسى بن علي عن أبيه قال سمعت عقبة بن عامر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام وهي أيام أكل وشرب وقال الإمام أحمد أيضا « 5/75 » حدثنا هشيم أخبرناخالد عن أبي المليح عن نبيشة الهذلي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر الله ورواه مسلم أيضا « 1141 » وتقدم حديث جبير بن مطعم عرفة كلها موقف وأيام التشريق كلها ذبح وتقدم أيضا حديث عبد الرحمن بن يعمر الديلي وأيام مني ثلاثة فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه وقال ابن جرير حدثنا يعقوب بن إبراهيم وخلاد بن أسلم قالا حدثنا هشيم عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أيام التشريق أيام طعم وذكر الله وحدثنا خلاد بن أسلم حدثنا روح حدثنا صالح حدثني ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عبد الله بن حذافة يطوف في منى لاتصوموا هذه الأيام فانها أيام أكل وشرب وذكر الله عز وجل وحدثنا يعقوب حدثنا هشيم عن سفيان بن حسين عن الزهري قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن حذافة فنادى في أيام التشريق فقال إن هذه أيام أكل وشرب وذكر الله إلا من كان عليه صوم من هدى زيادة حسنة ولكن مرسلة وبه قال هشيم عن عبد الملك بن أبي سليمان عن عمرو بن دينار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بشر بن سحيم فنادى في أيام التشريق فقال إن هذه أيام أكل وشرب وذكر الله وقال هشيم عن ابن أبي ليلى عن عطاء عن عائشة قالت نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم أيام التشريق قال هي أيام أكل وشرب وذكر الله وقال محمد بن إسحاق عن حكيم بن حكيم عن مسعود بن الحكم الزرقي عن أمه قالت لكأني أنظر إلى علي على بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم البيضاء حتى وقف على شعب الأنصار وهو يقول يا أيها الناس إنها ليست بأيام صيام إنما هي أيام أكل وشرب وذكر الله وقال مقسم عن ابن عباس الأيام المعدودات أيام التشريق أربعة أيام يوم النحر وثلاثة بعده وروى عن ابن عمر وابن الزبير وأبي موسى وعطاء ومجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير وأبي مالك وإبراهيم النخعي ويحيى ابن أبي كثير والحسن وقتادة والسدي والزهري والربيع بن أنس والضحاك ومقاتل بن حيان وعطاء الخراساني ومالك بن أنس وغيرهم مثل ذلك وقال علي بن أبي طالب هي ثلاثة يوم النحر ويومان بعده أذبح في أيهن شئت وأفضلها أولها والقول الأول هو المشهور وعليه دل ظاهر الآية الكريمة حيث قال « فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه » فدل على ثلاثة بعد النحر ويتعلق بقوله « واذكروا الله في أيام معدودات » ذكر الله على الأضاحي وقد تقدم ان الراجح في ذلك مذهب الشافعي رحمه الله وهو أن وقت الأضحية من يوم النحر إلى آخر يوم التشريق ويتعلق به أيضا الذكر المؤقت خلف الصلوات والمطلق في سائر الأحوال وفي وقته أقوال للعلماء أشهرها الذي عليه العمل أنه من صلاة الصبح يوم عرفة إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق وهو آخر النفر الأخير وقد جاء فيه حديث رواه الدارقطني ولكن لا يصح مرفوعا والله أعلم وقد ثبت أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يكبر في قبته فيكبر أهل السوق بتكبيره حتى ترتج منى تكبيرا ويتعلق بذلك أيضا التكبير وذكر الله عند رمي الجمرات كل يوم من أيام التشريق وقد جاء في الحديث الذي رواه أبو داود « 1888 » وغيره « ت 902 حم 6/64 » إنما جعل الطواف بالبيت والسعي بين الصفا والمروة ورمي الجمار لأقامة ذكر الله عز وجل ولما ذكر الله تعالى النفر الأول والثاني وهو تفرق الناس من موسم الحج إلى سائر الأقاليم والآفاق بعد أجتماعهم في المشاعر والمواقف قال « واتقوا الله واعلموا أنكم إليه تحشرون » كما قال « وهو الذي ذرأكم في الأرض وإليه تحشرون »
تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير
| |
|
| |
Admin Admin
عدد المساهمات : 794 تاريخ التسجيل : 25/11/2011
| موضوع: رد: تفسير سورة البقره الخميس مارس 01, 2012 6:49 am | |
| 204-وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ
. انظر تفسير الآية 207
تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير
| |
|
| |
Admin Admin
عدد المساهمات : 794 تاريخ التسجيل : 25/11/2011
| موضوع: رد: تفسير سورة البقره الخميس مارس 01, 2012 6:50 am | |
| 205-وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ
. انظر تفسير الآية 207
تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير
| |
|
| |
Admin Admin
عدد المساهمات : 794 تاريخ التسجيل : 25/11/2011
| موضوع: رد: تفسير سورة البقره الخميس مارس 01, 2012 6:52 am | |
| 206-وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ
. انظر تفسير الآية 207
تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير
| |
|
| |
Admin Admin
عدد المساهمات : 794 تاريخ التسجيل : 25/11/2011
| موضوع: رد: تفسير سورة البقره الخميس مارس 01, 2012 6:54 am | |
| 207-وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَاللّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ
قال السدي نزلت في الأخنس بن شريق الثقفي جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأظهر الاسلام وفي باطنهخلاف ذلك وعن ابن عباس أنها نزلت في نفر من المنافقين تكلموا في خبيب وأصحابه الذين قتلوا بالرجيع وعابوهم فأنزل الله في ذم المنافقين ومدح خبيب وأصحابه « ومن الناس من يشرى نفسه ابتغاء مرضات الله » وقيل بل ذلك عام في المنافقين كلهم وفي المؤمنين كلهم وهذا قول قتادة ومجاهد والربيع بن أنس وغير واحد وهو الصحيح وقال ابن جرير حدثني يونس أخبرنا ابن وهب أخبرني الليث بن سعد عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن القرظي عن نوف وهو البكالى وكان ممن يقرأ الكتب قال إني لأجد صفة ناس من هذه الأمة في كتاب الله المنزل قوم يحتالون على الدنيا بالدين ألسنتهم أحلى من العسل وقلوبهم أمر من الصبر يلبسون للناس مسوك الضأن وقلوبهم قلوب الذئاب يقول الله تعالى فعلى يجترئون وبي يغترون حلفت بنفسي لأبعثن عليهم فتنة تترك الحليم فيها حيران قال القرظي تدبرتها في القرآن فاذا هم المنافقون فوجدتها « ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه » الآية و « 2/313 » حدثني محمد بن أبي معشر أخبرني أبي أبو معشر نجيح قال سمعت سعيدا المقبري يذاكر محمد بن كعب القرظي فقال سعيد إن في بعض الكتب إن عبادا ألسنتهم أحلى من العسل وقلوبهم أمر من الصبر لبسوا للناس مسوك الضأن من اللين يجترون الدنيا بالدين قال الله تعالى علي تجترئون وبي تغترون وعزتي لأبعثن عليهم فتنة تترك الحليم منهم حيران فقال محمد بن كعب هذا في كتاب الله فقال سعيد وأين هو من كتاب الله قال قول الله « ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا » الآية فقال سعيد قد عرفت فيمن أنزلت هذه الآية فقال محمد بن كعب إن الآية تنزل في الرجل ثم تكون عامة بعد وهذا الذي قاله القرظي حسن صحيح وأما قوله « ويشهد الله على ما في قلبه » فقرأه ابن محيصن « ويشهد الله » بفتح الياء وضم الجلالة « على ما في قلبه » ومعناها أن هذا وإن أظهر لكم الحيل لكن الله يعلم من قلبه القبيح كقوله تعالى « إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون » وقراءة الجمهور بضم الياء ونصب الجلالة « ويشهد الله على ما في قلبه » ومعناه أنه يظهر للناس الإسلام ويبارز الله بما في قلبه من الكفر والنفاق كقوله تعالى « يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله » الآية هذا معنى مارواه ابن إسحاق عن محمد بن أبي محمد عن عكرمة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس وقيل معناه أنه إذا أظهر للناس الإسلام حلف وأشهد اللهلهم أن الذي في قلبه موافق للسانه وهذا المعنى صحيح وقاله عبد الرحمن بن زيد بن أسلم واختاره ابن جرير وعزاه إلى ابن عباس وحكاه عن مجاهد والله أعلم وقوله « وهو ألد الخصام » الألد في اللغة الأعوج « وتنذر به قوما لدا » أي عوجا وهكذا المنافق في حال خصومته يكذب ويزور عن الحق ولا يستقيم معه بل يفتري ويفجر كما ثبت في الصحيح « خ 33 م 59 » عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر وقال البخاري « 4523 » حدثنا قبيصة حدثنا سفيان عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن عائشة ترفعه قال إن أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم قال وقال عبد الله بن يزيد حدثنا سفيان حدثنا ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم وهكذا رواه عبد الرزاق عن معمر في قوله « وهو ألد الخصام » عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم وقوله « وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد » أي هو أعوج المقال سيء الفعال فذلك قوله وهذا فعله كلامه كذب واعتقاده فاسد وأفعاله قبيحة والسعي ههنا هو القصد كما قال إخبارا عن فرعون « ثم أدبر يسعى فحشر فنادى فقال أنا ربكم الأعلى فأخذه الله نكالا الآخرة والأولى إن في ذلك لعبرة لمن يخشى » وقال تعالى « يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله » أي اقصدوا واعمدوا ناوين بذلك صلاة الجمعة فان السعي الحسي إلى الصلاة منهى عنه بالسنة النبوية إذا أتيتم الصلاة فلا تأتوها وأنتم تسعون وأتوها وعليكم السكينة والوقار « خ 636 م 602 » فهذا المنافق ليس له همة إلا الفساد في الأرض وإهلاك الحرث وهو محل نماء الزروع والثمار والنسل وهو نتاج الحيوانات الذين لاقوام للناس إلا بهما وقال مجاهد إذاسعى في الأرض إفسادا منع الله القطر فهلك الحرث والنسل « والله لا يحب الفساد » أي لا يحب من هذه صفته ولا من يصدر منه ذلك وقوله « وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم » أي إذا وعظ هذا الفاجر في مقاله وفعاله وقيل له اتق الله وانزع عن قولك وفعلك وارجع إلى الحق إمتنع وأبي وأخذته الحمية والغضب بالإثم أي بسبب ما اشتمل عليه من الآثام وهذه الآية شبيهة بقوله تعالى « وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات تعرف في وجوه الذين كفروا المنكر يكادون يسطون بالذين يتلون عليهم آياتنا قل أفأنبئكم بشر من ذلكم النار وعدها الله الذين كفروا وبئس المصير » ولهذا قال في هذه الآية « فحسبه جهنم ولبئس المهاد » أي هي كافيته عقوبة في ذلك وقوله « ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله » لما أخبر عن المنافقين بصفاتهم الذميمة ذكر صفات المؤمنين الحميدة فقال « ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله » قال ابن عباس وأنس وسعيد بن المسيب وأبو عثمان النهدي وعكرمة وجماعة نزلت في صهيب بن سنان الرومي وذلك أنه لما أسلم بمكة وأراد الهجرة منعه الناس أن يهاجر بماله وإن أحب أن يتجرد منه ويهاجر فعل فتخلص منهم وأعطاهم ماله فأنزل الله فيه هذه الآية فتلقاه عمر بن الخطاب وجماعة إلى طرف الحرة فقالوا له ربح البيع فقال وأنتم فلا أخسر الله تجارتكم وما ذاك فأخبروه أن الله أنزل فيه هذه الآية ويروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ربح البيع صهيب قال ابن مردويه حدثنا محمد بن إبراهيم حدثنا محمد بن عبد الله بن رسته حدثنا سليمان بن داود حدثنا جعفر بن سليمان الضبعي حدثنا عوف عن أبي عثمان النهدي عن صهيب قال لما أردت الهجرة من مكة إلى النبي صلى الله عليه وسلم قالت لي قريش يا صهيب قدمت الينا ولا مال لك وتخرج أنت ومالك والله لا يكون ذلك أبدا فقلت لهم أرأيتم إن دفعت إليكم مالي تخلون عني قالوا نعم فدفعت إليهم مالي فخلوا عني فخرجت حتى قدمت المدينة فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال ربح صهيب ربح صهيب مرتين وقال حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب قال أقبل صهيب مهاجرا نحو النبي صلى الله عليه وسلم فاتبعه نفر من قريش فنزل عن راحلته وانتثل ما في كنانته ثم قال يا معشر قريش قد علمتم أني من أرماكم رجلا وأنتم والله لا تصلون إلى حتى أرمي بكل سهم في كنانتي ثم أضرب بسيفي مابقي في يدي منه شيء ثم افعلوا ما شئتم وإن شئتم دللتكم على مالي وقنيتي بمكة وخليتم سبيلي قالوا نعم فلما قدم علي النبي صلى الله عليه وسلم قال ربح البيع قال ونزلت « ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤوف بالعباد » وأما الأكثرون فحملوا ذلك على أنها نزلت في كل مجاهد في سبيل الله كما قال تعالى « إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم » ولما حمل هشام بن عامر بين الصفين أنكر عليه بعض الناس فرد عليهم عمر بن الخطاب وأبو هريرة وغيرهما وتلوا هذه الآية « ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤوف بالعباد »
تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير
| |
|
| |
Admin Admin
عدد المساهمات : 794 تاريخ التسجيل : 25/11/2011
| موضوع: رد: تفسير سورة البقره الخميس مارس 01, 2012 6:55 am | |
| 208-يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ
. انظر تفسير الآية 209
تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير
| |
|
| |
Admin Admin
عدد المساهمات : 794 تاريخ التسجيل : 25/11/2011
| موضوع: رد: تفسير سورة البقره الخميس مارس 01, 2012 6:56 am | |
| 209-فَإِن زَلَلْتُمْ مِّن بَعْدِ مَا جَاءتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
يقول الله تعالى آمرا عباده المؤمنين به المصدقين برسوله أن يأخذوا بجميع عرى الاسلام وشرائعه والعمل بجميع أوامره وترك جميع زواجره ما استطاعوا من ذلك قال العوفي عن ابن عباس ومجاهد وطاوس والضحاك وعكرمة وقتادة والسدي وابن زيد في قوله « ادخلوا في السلم » يعني الاسلام وقال الضحاك عن ابن عباس وأبو العالية والربيع بن أنس « ادخلوا في السلم » يعني الطاعة وقال قتادة أيضا الموادعة وقوله « كافة » قال ابن عباس ومجاهدوأبوالعالية وعكرمة والربيع بن أنس والسدي ومقاتل بن حيان وقتادة والضحاك جميعا وقال مجاهد أي اعملوا بجميع الأعمال ووجوه البر وزعم عكرمة أنها نزلت في نفر ممن أسلم من اليهود وغيرهم كعبد الله بن سلام وأسد بن عبيد وثعلبة وطائفة استأذنوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في أن يسبتوا وأن يقوموا بالتوراة ليلا فأمرهم الله بإقامة شعائر الاسلام والاشتغال بها عما عداها وفي ذكر عبد الله بن سلام مع هؤلاء نظر إذ يبعد أن يستأذن في إقامة السبت وهو مع تمام إيمانه يتحقق نسخه ورفعه وبطلانه والتعويض عنه بأعياد الاسلام ومن المفسرين من يجعل قوله « كافة » حالا من الداخلين أي أدخلوا في الاسلام كلكم والصحيح الأول وهو أنهم أمروا كلهم أن يعملوا بجميع شعب الإيمان وشرائع الإسلام وهي كثيرة جدا ما استطاعوا منها كما قال ابن أبي حاتم أخبرنا علي بن الحسين أخبرنا أحمد بن الصباح أخبرني الهيثم بن يمان حدثنا إسماعيل بن زكريا حدثني محمد بن عون عن عكرمة عن ابن عباس « يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة » كذا قرأها بالنصب يعني مؤمني أهل الكتاب فانهم كانوا مع الإيمان بالله مستمسكين ببعض أمور التوراة والشرائع التي أنزلت فيهم فقال الله « ادخلوا في السلم كافة » يقول ادخلوا في شرائع دين محمد صلى الله عليه وسلم ولا تدعوا منها شيئا وحسبكم الإيمان بالتوراة وما فيها وقوله « ولا تتبعوا خطوات الشيطان » أي اعملوا بالطاعات واجتنبوا ما يأمركم به الشيطان ف « إنما يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون » و « إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير » ولهذا قال « إنه لكم عدو مبين » قال مطرف أغش عباد الله لعبيد الله الشيطان وقوله « فإن زللتم من بعد ما جاءتكم البينات » أي عدلتم عن الحق بعد ما قامت عليكم الحجج فاعلموا أن الله عزيز أي في انتقامه لا يفوته هارب ولا يغلبه غالب حكيم في أحكامه ونقضه وإبرامه ولهذا قال أبو العالية وقتادة والربيع بن أنس عزيز في نقمته حكيم في أمره وقال محمد بن إسحاق العزيز في نصره ممن كفر به إذا شاء الحكيم في عذره وحجته إلى عباده
تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير
| |
|
| |
Admin Admin
عدد المساهمات : 794 تاريخ التسجيل : 25/11/2011
| موضوع: رد: تفسير سورة البقره الخميس مارس 01, 2012 6:57 am | |
| 210-هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلآئِكَةُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَإِلَى اللّهِ تُرْجَعُ الأمُورُ
يقول تعالى مهددا للكافرين بمحمد صلوات الله وسلامه عليه « هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة » يعني يوم القيامة لفصل القضاء بين الأولين والآخرين فيجزى كل عامل بعمله إن خيرا فخير وإن شرا فشر ولهذا قال تعالى « وقضي الأمر وإلى الله ترجع الأمور » كما قال تعالى « كلا إذا دكت الأرض دكا دكا وجاء ربك والملك صفا صفا وجيء يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى » وقال « هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك » الآية وقد ذكر الإمام أبو جعفر بن جرير ههنا حديث الصور بطوله من أوله عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو حديث مشهور ساقه غير واحد من أصحاب المسانيد وغيرهم وفيه أن الناس إذا اهتموا لموقفهم في العرصات تشفعوا إلى ربهم بالأنبياء واحدا واحدا من آدم فمن بعده فكلهم يحيد عنها حتى ينتهوا إلى محمد صلى الله عليه وسلم فاذا جاءوا اليه قال أنا لها أنا لها فيذهب فيسجد لله تحت العرش ويشفع عند الله في أن يأتي لفصل القضاء بين العباد فيشفعه الله ويأتي في ظلل من الغمام بعد ما تنشق السماء الدنيا وينزل من فيها من الملائكة ثم الثانية ثم الثالثة إلى السابعة وينزل حملة العرش والكروبيون قال وينزل الجبار عز وجل في ظلل من الغمام والملائكة ولهم زجل من تسبيحهم يقولون سبحان ذي الملك والملكوت سبحان ذي العزة والجبروت سبحان الحي الذي لا يموت سبحان الذي يميت الخلائق ولا يموت سبوح قدوس رب الملائكة والروح سبوح قدوس سبحان ربنا الأعلى سبحان ذي السلطان والعظمة سبحانه سبحانه أبدا أبدا وقد أورد الحافظ أبو بكر بن مردويه ههنا أحاديث فيها غرابة والله أعلم فمنها ما رواه من حديث المنهال بن عمرو عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن مسروق عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يجمع الله الأولينوالآخرين لميقات يوم معلوم قياما شاخصة أبصارهم إلى السماء ينتظرون فصل القضاء وينزل الله في ظلل من الغمام من العرش إلى الكرسي وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبو زرعة حدثنا محمد بن أبي بكر بن عطاء بن مقدم حدثنا معتمر بن سليمان سمعت عبد الجليل القيسي يحدث عن أبي حازم عن عبد الله بن عمرو « هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام » الآية قال يهبط حين يهبط وبينه وبين خلقه سبعون ألف حجاب منها النور والظلمة والماء فيصوت الماء في تلك الظلمة صوتا تنخلع له القلوب وقال وحدثنا أبي حدثنا محمد بن الوزير الدمشقي حدثنا الوليد قال سألت زهير بن محمد عن قول الله « هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام » قال ظلل من الغمام منظوم من الياقوت مكلل بالجوهر والزبرجد وقال ابن أبي نجيح عن مجاهد في ظلل من الغمام قال هو غير السحاب ولم يكن قط إلا لبني إسرائيل في تيههم حين تاهوا وقال أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية « هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة » يقول والملائكة يجيئون في ظلل من الغمام والله تعالى يجيء فيما يشاء وهي في بعض القراءات « هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام » وهي كقوله « ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا »
تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير
| |
|
| |
Admin Admin
عدد المساهمات : 794 تاريخ التسجيل : 25/11/2011
| موضوع: رد: تفسير سورة البقره الخميس مارس 01, 2012 6:58 am | |
| 211-سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُم مِّنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ وَمَن يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللّهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُ فَإِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ
. انظر تفسير الآية 212
تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير
| |
|
| |
Admin Admin
عدد المساهمات : 794 تاريخ التسجيل : 25/11/2011
| موضوع: رد: تفسير سورة البقره الخميس مارس 01, 2012 6:58 am | |
| 212-زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ اتَّقَواْ فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ
يقول تعالى مخبرا عن بني إسرائيل كم شاهدوا مع موسى من آية بينة أي حجة قاطعة بصدقة فيما جاءهم به كيده وعصاه وفلقه البحر وضربه الحجر وما كان من تضليل الغمام عليهم في شدة الحر ومن إنزال المن والسلوى وغير ذلك من الآيات الدالات على وجود الفاعل المختار وصدق من جرت هذه الخوارق على يديه ومع هذا أعرض كثير منهم عنها وبدلوا نعمة الله كفرا أي استبدلوا بالإيمان بها الكفر بها والإعراض عنها « ومن يبدل نعمة الله من بعد ما جاءته فان الله شديد العقاب » كما قال تعالى إخبارا عن كفار قريش « ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار جهنم يصلونها وبئس القرار » ثم أخبر تعالى عن تزيينه الحياة الدنيا للكافرين الذين رضوا بها واطمأنوا إليها وجمعوا الأموال ومنعوها عن مصارفها التي أمروا بها مما يرضى الله عنهم وسخروا من الذين آمنوا الذين أعرضوا عنها وأنفقوا ما حصل لهم منها في طاعة ربهم وبذلوه ابتغاء وجه الله فلهذا فازوا بالمقام الأسعد والحظ الأوفر يوم معادهم فكانوا فوق أولئك في محشرهم ومنشرهم ومسيرهم ومأواهم فاستقروا في الدرجات في أعلى عليين وخلد أولئك في الدركات في أسفل سافلين ولهذا قال تعالى « والله يرزق من يشاء بغير حساب » أي يرزق من يشاء من خلقه ويعطيه عطاء كثيرا جزيلا بلا حصر ولا تعداد في الدنيا والآخرة كما جاء في الحديث ابن آدم أنفق أنفق عليك « خ 4684 م 993 » وقال النبي صلى الله عليه وسلم أنفق بلالا ولا تخش من ذي العرش إقلالا وقال تعالى « وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه » وفي الصحيح « خ 1442 م 1010 » أن ملكين ينزلان من السماء صبيحة كل يوم فيقول أحدهما اللهم أعط منفقا خلفا ويقول الآخر اللهم أعط ممسكا تلفا وفي الصحيح يقول ابن آدم مالي مالي وهل لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت وما لبست فأبليت وما تصدقت فأمضيت وما سوى ذلك فذاهب وتاركه للناس « م 2959 » وفي مسند الإمام أحمد « 6/71 » عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال الدنيا دار من لا دار له ومال من لا مال له ولها يجمع من لاعقل له
تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير
| |
|
| |
Admin Admin
عدد المساهمات : 794 تاريخ التسجيل : 25/11/2011
| موضوع: رد: تفسير سورة البقره الخميس مارس 01, 2012 7:01 am | |
| 213-كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ
قال ابن جرير حدثنا محمد بن بشار حدثنا أبو داود أخبرنا همام عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس قال كان بين نوح وآدم عشرة قرون كلهم على شريعة من الحق فاختلفوا فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين قال وكذلك هي في قراءة عبد الله « كان الناس أمة واحدة فاختلفوا » ورواه الحاكم في مستدركه « 2/442 » من حديث بندار محمد بن بشار ثم قال صحيح الإسناد ولم يخرجاه وكذا روى أبو جعفر الرازي عن الربيع عن أبي العالية عن أبي بن كعب أنه كان يقرؤها « كان الناس أمة واحدة فاختلفوا فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين » وقال عبد الرزاق أخبرنا معمر عن قتادة في قوله « كان الناس أمة واحدة » قال كانوا على الهدى جميعا « فاختلفوا فبعث الله النبيين » فكان أول من بعث نوحا وهكذا قال مجاهد كما قال ابن عباس أولا وقال العوفي عن ابن عباس « كان الناس أمة واحدة » يقول كانوا كفارا « فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين » والقول الأول عن ابن عباس أصح سندا ومعنى لأن الناس كانوا على ملة آدم حتى عبدوا الأصنام فبعث الله إليهم نوحا عليه السلام فكان أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض ولهذا قال تعالى « وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم » أي من بعد ما قامت الحجج عليهم وما حملهم على ذلك إلا البغي من بعضهم على بعض « فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم » وقال عبد الرزاق حدثنا معمر عن سليمان الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة في قوله « فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه » الآية قال قال النبي صلى الله عليه وسلم نحن الآخرون الأولون يوم القيامة نحن أول الناس دخولا الجنة بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا وأوتيناه من بعدهم فهدانا الله لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه فهذا اليوم الذي اختلفوا فيه فهدانا الله له فالناس فيه تبع فغدا لليهود وبعد غد للنصارى « خ 6624 م 855 » ثم رواه عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة « خ 896 م 849 و 855 » وقال ابن وهب عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه في قوله « فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه » فاختلفوا في يوم الجمعة فاتخذوا اليهود يوم السبت والنصارى يوم الأحد فهدى الله أمة محمد صلى الله عليه وسلم ليوم الجمعة واختلفوا في القبلة فاستقبلت النصارى المشرق واليهود بيت المقدس فهدى اللهأمة محمد للقبلة واختلفوا في الصلاة فمنهم من يركع ولا يسجد ومنهم من يسجد ولا يركع ومنهم من يصلي وهو يتكلم ومنهم من يصلي وهو يمشي فهدى الله أمة محمد للحق من ذلك واختلفوا في الصيام فمنهم من يصوم بعض النهار ومنهم من يصوم عن بعض الطعام فهدى الله أمة محمد للحق من ذلك واختلفوا في إبراهيم عليه السلام فقالت اليهود كان يهوديا وقالت النصارى كان نصرانيا وجعله الله حنيفا مسلما فهدى الله أمة محمد للحق من ذلك واختلفوا في عيسى عليه السلام فكذبت به اليهود وقالوا لأمه بهتانا عظيما وجعلته النصارى إلها وولدا وجعله الله روحه وكلمته فهدى الله أمة محمد صلى الله عليه وسلم للحق من ذلك وقال الربيع بن أنس في قوله « فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه » أي عند الاختلاف أنهم كانوا على ما جاءت به الرسل قبل الاختلاف أقاموا على الإخلاص لله عز وجل وحده وعبادته لا شريك له وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة فأقاموا على الأمر الأول الذي كان قبل الاختلاف واعتزلوا الاختلاف وكانوا شهداء على الناس يوم القيامة شهداء على قوم نوح وقوم هود وقوم صالح وقوم شعيب وآل فرعون أن رسلهم قد بلغوهم وأنهم قد كذبوا رسلهم وفي قراءة أبي بن كعب وليكونوا شهداء على الناس يوم القيامة والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم وكان أبو العالية يقول في هذه الآية المخرج من الشبهات والضلالات والفتن وقوله « بإذنه » أي بعلمه بهم وبما هداهم له قاله ابن جرير « والله يهدي من يشاء » أي من خلقه « إلى صراط مستقيم » أي وله الحكمة والحجة البالغة وفي صحيح البخاري « لم يذكره » ومسلم « 770 » عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قام من الليل يصلي يقول اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادةنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم وفي الدعاء المأثور اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه ولا تجعله ملتبسا علينا فنضل واجعلنا للمتقين إماما
تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير
| |
|
| |
Admin Admin
عدد المساهمات : 794 تاريخ التسجيل : 25/11/2011
| موضوع: رد: تفسير سورة البقره الخميس مارس 01, 2012 7:04 am | |
| 214-أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ
يقول تعالى « أم حسبتم أن تدخلوا الجنة » قبل أن تبتلوا وتختبروا وتمتحنوا كما فعل بالذين من قبلكم من الأمم ولهذا قال « ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء » وهي الأمراض والأسقام والآلآم والمصائب والنوائب قال ابن مسعود وابن عباس وأبو العالية ومجاهد وسعيد بن جبير ومرة الهمداني والحسن وقتادة والضحاك والربيع والسدي ومقاتل بن حيان « البأساء » الفقر وقال ابن عباس « والضراء » السقم « وزلزلوا » خوفوا من الأعداء زلزالا شديدا وامتحنوا امتحانا عظيما كما جاء في الحديث الصحيح عن خباب بن الأرت قال قلنا يا رسول الله ألا تستنصر لنا الا تدعو الله لنا فقال إن من كان قبلكم كان أحدهم يوضع الميشار على مفرق رأسه فيخلص إلى قدميه لا يصرفه ذلك عن دينه ويمشط بأمشاط الحديد مابين لحمه وعظمه لا يصرفه ذلك عن دينه ثم قال والله ليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه ولكنكم قوم تستعجلون وقال الله تعالى « الم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين » وقد حصل من هذا جانب عظيم للصحابة رضي الله عنه عنهم في يوم الأحزاب كما قال الله تعالى « إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا هنالك ابتلى المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا » الآيات ولما سأل هرقل أبا سفيان هل قاتلتموه قال نعم قال فكيف كانت الحرب بينكم قال سجالا يدال عينا وندال عليه قال كذلك الرسل تبتلى ثم تكون لها العاقبة « خ 7 م 1773 » وقوله « مثل الذين خلوا من قبلكم » أي سنتهم كما قال تعالى « فأهلكنا أشد منهم بطشا ومضى مثل الأولين » وقوله « وزلزلوا حتى يقول الرسل والذين آمنوا معه متى نصر الله » أي يستفتحون على أعدائهم ويدعون بقرب الفرج والمخرج عند ضيق الحال والشدة قال الله تعالى « ألا إن نصر الله قريب » كما قال « فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا » وكما تكون الشدة ينزل منالنصر مثلها ولهذا قال « ألا إن نصر الله قريب » وفي حديث أبي رزين عجب ربك من قنوط عباده وقرب غيثه فينظر إليهم قنطين فيظل يضحك يعلم أن فرجهم قريب الحديث
تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير
| |
|
| |
Admin Admin
عدد المساهمات : 794 تاريخ التسجيل : 25/11/2011
| موضوع: رد: تفسير سورة البقره الخميس مارس 01, 2012 7:05 am | |
| 215-يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ
قال مقاتل بن حيان هذه الآية في نفقة التطوع وقال السدي نسختها الزكاة وفيه نظر ومعنى الآية يسألونك كيف ينفقون قاله ابن عباس ومجاهد فبين لهم تعالى ذلك فقال « قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل » أي اصرفوها في هذه الوجوه كما جاء الحديث « س 5/61 » أمك وأباك وأختك وأخاك ثم أدناك أدناك وتلا ميمون بن مهران هذه الآية ثم قال هذه مواضع النفقة ما ذكر فيها طبلا ولا مزمارا ولا تصاوير الخشب ولا كسوة الحيطان ثم قال تعالى « وما تفعلوا من خير فإن الله به عليم » أي مهما صدر منكم من فعل معروف فإن الله يعلمه وسيجزيكم على ذلك أوفر الجزاء فإنه لا يظلم أحدا مثقال ذرة
تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير
| |
|
| |
Admin Admin
عدد المساهمات : 794 تاريخ التسجيل : 25/11/2011
| موضوع: رد: تفسير سورة البقره الخميس مارس 01, 2012 7:06 am | |
| 216-كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ
هذا إيجاب من الله تعالى للجهاد على المسلمين أن يكفوا شر الأعداء عن حوزة الإسلام وقال الزهري الجهاد واجب على كل أحد غزا أو قعد فالقاعد عليه إذا استعين أن يعين وإذا استغيث أن يغيث وإذا استنفر أن ينفر وان لم يحتج إليه قعد « قلت » ولهذا ثبت في الصحيح « م 1910 » من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو مات ميتة جاهلية وقال عليه السلام يوم الفتح لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية وإذا استنفرتم فانفروا « خ 2783 م 1353 » وقوله « وهو كره لكم » أي شديد عليكم ومشقة وهو كذلك فإنه إما أن يقتل أو يجرح مع مشقة السفر ومجالدة الأعداء ثم قال تعالى « وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم » اي لأن القتال يعقبه النصر والظفر على الأعداء والاستيلاء على بلادهم وأموالهم وذراريهم وأولادهم « وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم » وهذا عام في الأمور كلها قد يحب المرء شيئا وليس فيه خيره ولا مصلحة ومن ذلك القعود عن القتال قد يعقبه استيلاء العدو على البلاد والحكم ثم قال تعالى « والله يعلم وأنتم لا تعلمون » أي هو أعلم بعواقب الأمور منكم وأخبر بما فيه صلاحكم في دنياكم وأخراكم فاستجيبوا له وانقادوا لأمره لعلكم ترشدون
تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير
| |
|
| |
Admin Admin
عدد المساهمات : 794 تاريخ التسجيل : 25/11/2011
| موضوع: رد: تفسير سورة البقره الخميس مارس 01, 2012 7:07 am | |
| 217-يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَـئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
. انظر تفسير الآية 218
تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير
| |
|
| |
Admin Admin
عدد المساهمات : 794 تاريخ التسجيل : 25/11/2011
| موضوع: رد: تفسير سورة البقره الخميس مارس 01, 2012 7:10 am | |
| 218-إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أُوْلَـئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللّهِ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
قال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي حدثنا المعتمر بن سليمان عن أبيه حدثني الحضرمي عن أبي السوار عن جندب بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رهطا وبعث عليهم أبا عبيدة بن الجراح فلما ذهب ينطلق بكى صبابة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فحبسه فبعث عليهم مكانه عبد الله بن جحش وكتب له كتابا وأمره أن لا يقرأ الكتاب حتى يبلغ مكان كذا وكذا و قال لاتكرهن أحدا على السير معك من أصحابك فلما قرأ الكتاب استرجع وقال سمعا وطاعة لله ولرسوله فخبرهم الخبر وقرأ عليهم الكتاب فرجع رجلان وبقي بقيتهم فلقوا ابن الحضرمي فقتلوه ولم يدروا أن ذلك اليوم من رجب أو من جمادى فقال المشركون للمسلمين قتلتم في الشهر الحرام فأنزل الله « يسئلونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير » الآية وقال السدي عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس وعن مرة عن ابن مسعود « يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير » الآية وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث سرية وكانوا سبعة نفر عليهم عبد الله بن جحش الأسدي وفيهم عمار بن ياسر وأبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة وسعد بن أبي وقاص وعتبة بن غزوان السلمي حليف لبني نوفل وسهيل ابن بيضاء وعامر بنفهيرة وواقد بن عبد الله اليربوعي حليف لعمر بن الخطاب وكتب لابن جحش كتابا وأمره أن لا يقرأ حتى ينزل بطن نخلة فلما نزل بطن نخلة فتالكتاب فاذا فيه أن سر حتى تنزل بطن نخلة فقال لأصحابه من كان يريد الموت فليمض وليوص فانني موص وماض لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فسار فتخلف عنه سعد بن أبي وقاص وعتبة أضلا راحلة لهما فتخلفا يطلبانها وسار ابن جحش إلى بطن نخلة فاذا هو بالحكم بن كيسان وعثمان بن عبد الله بنالمغيرة وانفلت وقتل عمرو وقتله واقد بن عبد الله فكانت أولى غنيمة غنمها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رجعوا إلى المدينة بأسيرين وما أصابوا من المال أراد أهل مكة أن يفادوا الأسيرين عليه وقالوا إن محمدا يزعم أنه يتبع طاعة الله وهو أول من استحل الشهر الحرام وقتل صاحبنا في رجب فقال المسلمون إنما قتلناه في جمادى وقتل في أول ليلة من رجب آخر ليلة من جمادى وغمد المسلمون سيوفهم حين دخل شهر رجب وأنزل الله يعير أهل مكة « يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير » لا يحل وما صنعتم أنتم يا معشر المشركين أكبر من القتل في الشهر الحرام حين كفرتم بالله وصددتم عن محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه وإخراج أهل المسجد الحرام منه حين أخرجوا محمدا صلى الله عليه وسلم وأصحابه أكبر من القتل عند الله وقال العوفي عن ابن عباس « يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير » وذلك أن المشركين صدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وردوه عن المسجد في شهر حرام قال ففتح الله على نبيه في شهر حرام من العام المقبل فعاب المشركون على رسول الله صلى الله عليه وسلم القتال في شهر حرام فقال الله « وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله » من القتال فيه وأن محمدا صلى الله عليه وسلم بعث سرية فلقوا عمرو بن الحضرمي وهو مقبل من الطائف في آخر ليلة من جمادى وأول ليلة من رجب وأن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا يظنون أن تلك الليلة من جمادى وكانت أول رجب ولم يشعروا فقتله رجل منهم وأخذوا ما كان معه وأن المشركين أرسلوا يعيرونه بذلك فقال الله تعالى « يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه » إخراج أهل المسجد الحرام أكبر من الذي أصاب أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم والشرك أشد منه وهكذا روى أبو سعيد البقال عن عكرمة عن ابن عباس أنها نزلت في سرية عبد الله بن جحش وقتل عمرو بن الحضرمي وقال محمد بن إسحاق حدثني محمد بن السائب الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال نزل فيما كان من مصاب عمرو بن الحضرمي « يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه » إلى آخر الآية-القتال في الأشهر الحرم-وقال عبد الملك بن هشام راوي السيرة « 2/288 » عن زياد بن عبد الله البكائي عن محمد بن إسحاق بن يسار المدني رحمه الله في كتاب السيرة له أنه قال وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن جحش بن رباب الأسدي في رجب مقفلة من بدر الأولى وبعث معه ثمانية رهط من المهاجرين ليس فيهم من الأنصار أحد وكتب له كتابا وأمره أن لا ينظر فيه حتى يسير يومين ثم ينظر فيه فيمضي كما أمره به ولا يستكره من أصحابه أحدا وكان أصحاب عبد الله بن جحش من المهاجرين ثم من بني عبد شمس بن عبد مناف أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف ومن حلفائهم عبد الله بن جحش وهو أمير القوم وعكاشة بن محصن أحد بني أسد بن خزيمة حليف لهم ومن بني نوفل بن عبد مناف عتبة بن غزوان بن جابر حليف لهم ومن بني زهرة ابن كلاب سعد بن أبي وقاص ومن بني كعب عدي بن ربيعة حليف لهم من غير ابن وائل وواقد بن عبد الله بن عبد مناف بن عرس بن ثعلبة بن يربوع أحد بني تميم حليف لهم وخالد بن البكير أحد بني سعد بن ليث حليف لهم ومن بني الحارث بن فهر سهيل بن بيضاء فلما سار عبد الله بن جحش يومين فتح الكتاب فنظر فإذا فيه إذا نظرت في كتابي في هذا فامض حتى تنزل نخلة بين مكة والطائف ترصد بها قريشا وتعلم لنا من أخبارهم فلما نظر عبد الله بن جحش الكتاب قال سمعا وطاعة ثم قال لأصحابه قد أمرني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن أمضي إلى نخلة أرصد بها قريشا حتى آتيه منهم بخبر وقد نهاني أن أستكره أحدا منكم فمن كان منكم يريد الشهادة ويرغب فيها فلينطلق ومن كره ذلك فليرجع فأما أنا فماض لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فمضى ومضى معه أصحابه لم يتخلف عنه منهم أحد فسلك على الحجاز حتى إذا كان بمعدن فوق الفرع يقال له نجران أضل سعد بن أبي وقاص وعتبة بن غزوان بعيرا لهما كانا يعتقبانه فتخلفا عليه في طلبه ومضى عبد الله بن جحش وبقية أصحابه حتى نزل نخلة فمرت به عير لقريش تحمل زيتا وأدما وتجارة قريش فيها عمرو بن الحضرمي واسم الحضرمي عبد الله بن عباد أحد الصدف وعثمان بن عبد الله بن المغيرة وأخوه نوفل بن عبد الله المخزوميان والحكم بن كيسان مولى هشام بن المغيرة فلما رآهم القوم هابوهم وقد نزلواقريبا منهم فأشرف لهم عكاشة بن محصن وكان قد حلق رأسه فلما رأوه آمنوا وقالوا عمار لا بأس عليكم منهم وتشاور القوم فيهم وذلك في آخر يوم من رجب فقال القوم والله لئن تركتم القوم هذه الليلة ليدخلن الحرم فليمتنعن منكم ولئن قتلتموهم لتقتلنهم في الشهر الحرام فتردد القوم وهابوا الاقدام عليهم ثم شجعوا أنفسهم عليهم وأجمعوا قتل من قدروا عليه منهم وأخذ ما معهم فرمى واقد بن عبد الله التميمي عمرو بن الحضرمي بسهم فقتله واستأسر عثمان بن عبد الله والحكم بن كيسان وأفلت القوم نوفل بن عبد الله فأعجزهم وأقبل عبد الله بن جحش وأصحابه بالعير والأسيرين حتى قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة قال ابن إسحاق وقد ذكر بعض آل عبد الله بن جحش أن عبد الله قال لأصحابه إن لرسول الله صلى الله عليه وسلم مما غنمنا الخمس وذلك قبل أن يفرض الله الخمس من الغنائم فعزل لرسول الله صلى الله عليه وسلم خمس العير وقسم سائرها بين أصحابه قال ابن إسحاق فلما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما أمرتكم بقتال في الشهر الحرام فوقف العير والأسيرين وأبى أن يأخذ من ذلك شيئا فلما قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم أسقط أيدي القوم وظنوا أنهم قد هلكوا وعنفهم إخوانهم من المسلمين فيما صنعوا وقالت قريش قد استحل محمد وأصحابه الشهر الحرام وسفكوا فيه الدم وأخذوا فيه الأموال وأسروا فيه الرجال فقال من يرد عليهم من المسلمين ممن كان بمكة إنما أصابوا ما أصابوا في شعبان وقالت اليهود تفاءلوا بذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن الحضرمي قتله واقد بن عبد الله عمرو عمرت الحرب والحضرمي حضرت الحرب وواقد بن عبد الله وقدت الحرب فجعل الله عليهم ذلك لا لهم فلما أكثر الناس في ذلك أنزل الله على رسول الله صلى الله عليه وسلم « يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله والفتنة أكبر من القتل » أي إن كنتم قتلتم في الشهر الحرام فقد صدوكم عن سبيل الله مع الكفر به وعن المسجد الحرام وإخراجكم منه وأنتم أهله « أكبر عند الله » من قتل من قتلهم منهم « والفتنة أكبر من القتل » أي قد كانوا يفتنون المسلم في دينه حتى يردوه إلى الكفر بعد إيمانه فذلك أكبر عند الله من القتل « ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا » أي ثم هم مقيمون على أخبث ذلك وأعظمه غير تائبين ولا نازعين قال ابن إسحاق فلما نزل القرآن بهذا من الأمر وفرج الله عن المسلمين ما كانوا فيه من الشفق قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم العير والأسيرين وبعثت اليه قريش في فداء عثمان بن عبد الله والحكم بن كيسان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نفديكموهما حتى يقدم صاحبانا يعني سعد بن أبي وقاص وعتبة بن غزوان فانا نخشاكم عليهما فإن تقتلوهما نقتل صاحبكم فقدم سعد وعتبة ففداهما رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم فأما الحكم بن كيسان فأسلم وحسن إسلامه وأقام عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قتل يوم بئر معونة شهيدا وأما عثمان بن عبد الله فلحق بمكة فمات بها كافرا قال ابن إسحاق فلما تجلى عن عبد الله بن جحش وأصحابه ما كان حين نزل القرآن طمعوا في الأجر فقالوا يا رسول الله أنطمع أن تكون لنا غزوة نعطي فيها أجر المجاهدين فأنزل الله عز وجل « إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمة الله والله غفور رحيم » فوضع الله من ذلك على أعظم الرجاء قال ابن إسحاق والحديث في هذا عن الزهري ويزيد بن رومان عن عروة وقد روى يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق عن يزيد بن رومان عن عروة بن الزبير قريبا من هذا السياق وروى موسى بن عقبة عن الزهري نفسه نحو ذلك وروى شعيب بن أبي حمزة عن الزهري عن عروة بن الزبير نحوا من هذا أيضا وفيه فكان ابن الحضرمي أول قتيل قتل بين المسلمين والمشركين فركب وفد من كفار قريش حتى قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة فقالوا أيحل القتال في الشهر الحرام فأنزل الله « يسألونك عن الشهر الحرام » الآية وقد استقصى ذلك الحافظ أبو بكر البيهقي في كتاب دلائل النبوة « 3/17 » ثم قال ابن هشام « 2/293 » عن زياد عن ابن إسحاق وقد ذكر عن بعض آل عبد الله أن عبد الله قسم الفيء بين أهله فجعل أربعة أخماسه لمن أفاءه وخمسا إلى الله ورسوله فوقع على ما كان عبد الله بن جحش صنع في تلك العير قال ابن هشام « 2/293 » وهي أول غنيمة غنمها المسلمون وعمرو بن الحضرمي أول من قتل المسلمون وعثمان بن عبد الله والحكم بن كيسان أول من أسر المسلمون قال ابن إسحاق فقال أبو بكر الصديقرضي الله عنه في غزوة عبد الله بن جحش ويقال بل عبد الله بن جحش قالها حين قالت قريش قد أحل محمد وأصحابه الشهر الحرام فسفكوا فيه الدم وأخذوا فيه المال وأسروا فيه الرجال قال ابن هشام هي لعبد الله بن جحش-تعدون قتلا في الحرام عظيمة وأعظم منه لو يرى الرشد راشد**صدودكم عما يقول محمد وكفر به والله راء وشاهد**وإخراجكم من مسجدالله أهله لئلا يرى لله في البيت ساجد**فانا وإن عيرتمونا بقتله وأرجف بالاسلام باغ وحاسد**سقينا من ابن الحضرمي رماحنا بنخلة لما أوقد الحرب واقد**دما وابن عبد الله عثمان بيننا ينازعه غل من القد عاند-
تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير
| |
|
| |
Admin Admin
عدد المساهمات : 794 تاريخ التسجيل : 25/11/2011
| موضوع: رد: تفسير سورة البقره الخميس مارس 01, 2012 7:11 am | |
| 219-يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ
. انظر تفسير الآية 220
تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير
| |
|
| |
Admin Admin
عدد المساهمات : 794 تاريخ التسجيل : 25/11/2011
| موضوع: رد: تفسير سورة البقره الخميس مارس 01, 2012 7:12 am | |
| 220-فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاء اللّهُ لأعْنَتَكُمْ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
الإمام أحمد « 1/53 » حدثنا خلف بن الوليد حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي ميسرة عن عمر أنه قال لما نزل تحريم الخمر قال اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا فنزلت هذه الآية التي في البقرة « يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير » فدعى عمر فقرئت عليه فقال اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا فنزلت الآية التي في النساء « يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى » فكان منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أقام الصلاة نادى أن لا يقربن الصلاة سكران فدعى عمر فقرئت عليه فقال اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا فنزلت الآية التي في المائدة فدعى عمر فقرئت عليه فلما بلغ « فهل أنتم منتهون » قال عمر انتهينا انتهينا وهكذا رواه أبو داود « 3670 » والترمذي « 3049 » والنسائي « 8/286 » من طرق عن إسرائيل عن أبي إسحاق وكذا رواه ابن أبي حاتم وابن مردويه من طريق الثوري عن أبي إسحاق عن أبي ميسرة واسمه عمرو بن شرحبيل الهمداني الكوفي عن عمر وليس له عنه سواه ولكن قد قال أبو زرعة لم يسمع منه والله أعلم وقال علي بن المديني هذا إسناد صالح صحيح وصححه الترمذي وزاد ابن أبي حاتم بعد قوله انتهينا إنها تذهب المال وتذهب العقل وسيأتي هذا الحديث أيضا مع ما رواه أحمد من طريق أبي هريرة أيضا عند قوله في سورة المائدة « إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون » الآيات فقوله « يسألونك عن الخمر والميسر » أما الخمر فكما قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه كل ما خامر العقل كما سيأتي بيانه في سورة المائدة وكذا الميسر وهو القمار وقوله « قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس » أما إثمهما فهو في الدين وأما المنافع فدنيوية من حيث إن فيها نفع البدن وتهضيم الطعام وإخراج الفضلات وتشحيذ بعض الأذهان ولذة الشدة المطربة التي فيها كما قال حسان بن ثابت في جاهليته-ونشربها فتتركنا ملوكا وأسدا لا ينهنهنا اللقاء-وكذا بيعها والانتفاع بثمنها وما كان يقمشه بعضهم من الميسر فينفقه على نفسه أو عياله ولكن هذه المصالح لا توازي مضرته ومفسدته الراجحة لتعلقها بالعقل والدين ولهذا قال الله تعالى « وإثمهما أكبر من نفعهما » ولهذا كانت هذه الآية ممهدة لتحريم الخمر على البتات ولم تكن مصرحة بل معرضة ولهذا قال عمر رضي الله عنه لما قرئت عليه اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا حتى نزل التصريح بتحريمها في سورة المائدة « يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون » وسيأتي الكلام على ذلك في سورة المائدةإن شاء الله تعالى وبه الثقة قال ابن عمر والشعبي ومجاهد وقتادة والربيع بن أنس وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم إن هذه أول آية نزلت في الخمر « يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير » ثم نزلت الآية التي في سورة النساء ثم نزلت الآية التي في المائدة فحرمت الخمر وقوله « ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو » قريء بالنصب وبالرفع وكلاهما حسن متجه قريب قال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبان حدثنا يحيى أنه بلغه أن معاذا بن جبل وثعلبة أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالا يا رسول الله إن لنا أرقاء وأهلين من أموالنا فأنزل الله « ويسألونك ماذا ينفقون » وقال الحكم عن مقسم عن ابن عباس « ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو » قال ما يفضل عن أهلك وكذا روي عن ابن عمر ومجاهد وعطاء وعكرمة وسعيد بن جبير ومحمد بن كعب والحسن وقتادة والقاسم وسالم وعطاء الخراساني والربيع بن أنس وغير واحد أنهم قالوا في قوله « قل العفو » يعني الفضل وعن طاوس اليسير من كل شيء وعن الربيع أيضا أفضل مالك وأطيبه والكل يرجع إلى الفضل وقال عبد بن حميد في تفسيره حدثنا هوذة بن خليفة عن عوف عن الحسن في الآية « يسألونك ماذا ينفقون قل العفو » قال ذلك ألا يجهد مالك ثم تقعد تسأل الناس ويدل على ذلك ما رواه ابن جرير حدثنا علي بن مسلم حدثنا أبو عاصم عن ابن عجلان عن المقبري عن أبي هريرة قال قال رجل يا رسول الله عندي دينار قال أنفقه على نفسك قال عندي آخر قال أنفقه على أهلك قال عندي آخر قال أنفقه على ولدك قال عندي آخر قال فأنت أبصر وقد رواه مسلم في صحيحه « 995 بنحوه » وأخرجه مسلم أيضا عن جابر « 997 » أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل ابدأ بنفسك فتصدق عليها فإن فضل شيء فلأهلك فان فضل شيء عن أهلك فلذي قرابتك فان فضل عن ذي قرابتك شيء فهكذا وهكذا وعنده « بل عند خ 5355 » عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير الصدقة ما كان عن ظهر غني واليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول وفي الحديث أيضا « م 1036 » ابن آدم إنك أن تبذل الفضل خير لك وإن تمسكه شر لك ولا تلام على كفاف ثم قد قيل إنها منسوخة بآية الزكاة كما رواه علي بن أبي طلحة والعوفي عن ابن عباس وقاله عطاء الخراساني والسدي وقيل مبينة بآية الزكاة قاله مجاهد وغيره وهو أوجه وقوله « كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون في الدنيا والآخرة » أي كما فصل لكم هذه الأحكام وبينها وأوضحها كذلكيبين لكم سائر الآيات في أحكامه ووعده ووعيده لعلكم تتفكرون في الدنيا والآخرة قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس يعني في زوال الدنيا وفنائها وإقبال الآخرة وبقائها وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا علي بن محمد الطنافسي حدثنا أبو أسامة عن الصعق العيشي قال شهدت الحسن وقرأ هذه الآية من البقرة « لعلكم تتفكرون في الدنيا والآخرة » قال هي والله لمن تفكر فيها ليعلم أن الدنيا دار بلاء ثم دار فناء وليعلم أن الآخرة دار جزاء ثم دار بقاء وهكذا قال قتادة وابن جريج وغيرهما وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة لتعلموا فضل الآخرة على الدنيا وفي رواية عن قتادة فآثروا الآخرة على الأولى وقوله « ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير وإن تخالطوهم فإخوانكم والله يعلم المفسد من المصلح ولو شاء الله لأعنتكم » الآية قال ابن جرير حدثنا سفيان بن وكيع حدثنا جرير عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال لما نزلت « ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن » و « إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا » انطلق من كان عنده يتيم فعزل طعامه من طعامه وشرابه من شرابه فجعل يفضل له الشيء من طعامه فيحبس له حتى يأكله أو يفسد فاشتد ذلك عليهم فذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله « ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير وإن تخالطوهم فإخوانكم » فخلطوا طعامهم بطعامهم وشرابهم بشرابهم وهكذا رواه أبو داود « 2871 » والنسائي « 6/256 » وابن أبي حاتم وابن مردويه والحاكم في مستدركه « 2/278 » من طرق عن عطاء بن السائب به وكذا رواه علي بن أبي طلحة عن ابن عباس وكذا رواه السدي عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس وعن مرة عن ابن مسعود بمثله وهكذا ذكر غير واحد في سبب نزول هذه الآية كمجاهد وعطاء والشعبي وابن أبي ليلى وقتادة وغير واحد منالسلف والخلف قال وكيع بن الجراح حدثنا هشام الدستوائي عن حماد عن إبراهيم قال قالت عائشة رضي الله عنه إني لأكره أن يكون مال اليتيم عندي عرة حتى أخلط طعامه بطعامي وشرابه بشرابي فقوله « قل إصلاح لهم خير » أي على حدة « وإن تخالطوهم فإخوانكم » أي وأن خلطتم طعامكم بطعامهم وشرابكم بشرابهم فلا بأس عليكم لأنهم إخوانكم في الدين ولهذا قال « والله يعلم المفسد من المصلح » أي يعلم من قصده ونيته الإفساد أو الإصلاح وقوله « ولو شاء الله لأعنتكم إن الله عزيز حكيم » أي ولو شاء الله لضيق عليكم وأحرجكم ولكنه وسع عليكم وخفف عنكم وأباح لكم مخالطتهم بالتي هي أحسن قال تعالى « ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن » بل جوز الأكل منه للفقير بالمعروف إما بشرط ضمان البدل لمن أيسر أو مجانا كما سيأتي بيانه في سورة النساء إن شاء الله وبه الثقة
تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير
| |
|
| |
Admin Admin
عدد المساهمات : 794 تاريخ التسجيل : 25/11/2011
| موضوع: رد: تفسير سورة البقره الخميس مارس 01, 2012 7:14 am | |
| 221-وَلاَ تَنكِحُواْ الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلاَ تُنكِحُواْ الْمُشِرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُواْ وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُوْلَـئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللّهُ يَدْعُوَ إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ
هذا تحريم من الله عز وجل على المؤمنين أن يتزوجوا المشركات من عبدة الأوثان ثم إن كان عمومها مرادا وأنه يدخل فيها كل مشركة من كتابية ووثنية فقد خص من ذلك نساء أهل الكتاب بقوله « والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم إذا آتيتموهن أجورهن محصنين غير مسافحين » قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله « ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن » استثنى الله من ذلك نساء أهل الكتاب وهكذا قال مجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير ومكحول والحسن والضحاك وزيد بن أسلم والربيع بن أنس وغيرهم وقيل بل المراد بذلك المشركون من عبدة الأوثان ولم يرد أهل الكتاب بالكلية والمعنى قريب من الأول والله أعلم فأما ما رواه ابن جرير حدثني عبيد بن آدم بن أبي إياس العسقلاني حدثنا أبي حدثني عبد الحميد بن بهرام الفزاري حدثنا شهر بن حوشب قال سمعت عبد الله بن عباس يقول نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أصناف النساء إلا ما كان من المؤمنات المهاجرات وحرم كل ذات دين غير الإسلام قال الله عز وجل « ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله » وقد نكح طلحة بن عبد الله يهودية ونكح حذيفة بن اليمان نصرانية فغضب عمر بن الخطاب غضبا شديدا حتى هم أن يسطو عليهما فقالا نحن نطلق يا أمير المؤمنين ولا تغضب فقال لئن حل طلاقهن لقد حل نكاحهن ولكني أنتزعهن منكم صغرة قمأة فهو حديث غريب جدا وهذا الأثر غريب عن عمر أيضا قال أبو جعفر بن جرير رحمه الله بعد حكايته الإجماع على إباحة تزويج الكتابيات وإنما كره عمر ذلك لئلا يزهد الناس في المسلمات أو لغير ذلك من المعاني كما حدثنا أبو كريب حدثنا ابن إدريس حدثنا الصلت بن بهرام عن شقيق قال تزوج حذيفة يهودية فكتب إليه عمر خل سبيلها فكتب إليه أتزعم أنها حرام فأخلى سبيلها فقال لا أزعم أنها حرام ولكني أخاف أن تعاطوا المومسات منهن وهذا إسناد صحيح وروى الخلال عن محمد بن إسماعيل عن وكيع عن الصلت نحوه وقال ابن جرير حدثني موسى بن عبد الرحمن المسروقي حدثنا محمد بن بشر حدثنا سفيان بن سعيد عن يزيد بن أبي زياد عن زيد بن وهب قال قال عمر بن الخطاب المسلم يتزوج النصرانية ولا يتزوج النصراني المسلمة قال وهذا أصح إسنادا من الأول ثم قال وقد حدثنا تميم بن المنتصر أخبرنا إسحاق الأزرقي عن شريك عن أشعث بن سوار عن الحسن عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نتزوج نساء أهل الكتاب ولا يتزوجون نساءنا ثم قال وهذا الخبر وإن كان في إسناده مافيه فالقول به لإجماع الجميع من الأمة عليه كذا قال ابن جرير رحمه الله وقد قال ابن أبي حاتم حدثنا محمد بن إسماعيل الأحمسي حدثنا وكيع عن جعفر بن برقان عن ميمون بن مهران عنابن عمر أنه كره نكاح أهل الكتاب وتأول « ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن » وقال البخاري وقال ابن عمر لا أعلم شركا أعظم من أن تقول ربها عيسى وقال أبو بكر الخلال الحنبلي حدثنا محمد بن هارون حدثنا إسحاق بن إبراهيم « ح » وأخبرني محمد بن علي حدثنا صالح بن أحمد أنهما سألا أبا عبد الله أحمد بن حنبل عن قول الله « ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن » قال مشركات العرب الذين يعبدون الأصنام وقوله « ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم » قال السدي نزلت في عبد الله بن رواحة كانت له أمة سوداء فغضب عليها فلطمها ثم فزع فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره خبرهما فقال له ما هي قال تصوم وتصلي وتحسن الوضوء وتشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله فقال يا أبا عبد الله هذه مؤمنة فقال والذي بعثك بالحق لأعتقنها ولأتزوجنها ففعل فطعن عليه ناس من المسلمين وقالوا نكح أمته وكانوا يريدون أن ينكحوا إلى المشركين وينكحوهم رغبة في أحسابهم فأنزل الله « ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم » « ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم » وقال عبد بن حميد « 328 » حدثنا جعفر بن عون حدثنا عبد الرحمن بن زياد الافريقي عن عبد الله بن يزيد عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تنكحوا النساء لحسنهن فعسى حسنهن أن يرديهن ولا تنكحوهن على أموالهن فعسى أموالهن أن تطغيهن وانكحوهن على الدين فلأمة سوداء خرماء ذات دين أفضل والإفريقي ضعيف وقد ثبت في الصحيحين « خ 5090 م 1466 » عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك ولمسلم عن جابر مثله وله عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الدنيا متاع وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة وقوله « ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا » أي لا تزوجوا الرجال المشركين النساء المؤمنات كما قال تعالى « لاهن حل لهم ولا هم يحلون لهن » ثم قال تعالى « ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم » أي ولرجل مؤمن ولو كان عبدا حبشيا خير من مشرك وإن كان رئيسا سريا « أولئك يدعون إلى النار » أي معاشرتهم ومخالطتهم تبعث على حب الدنيا واقتنائها وإيثارها على الدار الآخرة وعاقبة ذلك وخيمة « والله يدعوا إلى الجنة والمغفرة بإذنه » أي بشرعه وما أمر به وما نهى عنه « ويبين الله آياته للناس لعلهم يتذكرون »
تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير
| |
|
| |
Admin Admin
عدد المساهمات : 794 تاريخ التسجيل : 25/11/2011
| موضوع: رد: تفسير سورة البقره الخميس مارس 01, 2012 7:15 am | |
| 222-وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ
. انظر تفسير الآية 223
تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير
| |
|
| |
Admin Admin
عدد المساهمات : 794 تاريخ التسجيل : 25/11/2011
| موضوع: رد: تفسير سورة البقره الخميس مارس 01, 2012 7:17 am | |
| 223-نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلاَقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ
قال الإمام أحمد « 3/132 » حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس أن اليهود كانت إذا حاضت المرأة منهم لم يواكلوها ولم يجامعوها في البيوت فسأل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله عز وجل « ويسئلونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن » حتى فرغ من الآية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اصنعوا كل شيء إلا النكاح فبلغ ذلك اليهود فقالوا ما يريد هذا الرجل أن يدع من أمرنا شيئا إلا خالفنا فيه فجاء أسيد بن حضير وعباد بن بشر فقالا يا رسول الله إن اليهود قالت كذا وكذا أفلا نجامعهن فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ظننا أن قد وجد عليهما فخرجا فاستقبلهما هدية من لبن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسل في آثارهما فسقاهما فعرفا أن لم يجد عليهما رواه مسلم « 302 » من حديث حماد بن سلمة فقوله « فاعتزلوا النساء في المحيض » يعني الفرج لقوله اصنعوا كل شيء إلا النكاح ولهذا ذهب كثير من العلماء أو أكثرهم إلى أنه يجوز مباشرة الحائض فيما عدا الفرج-أحكام الحيض-قال أبو داود « 272 » أيضا حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا حماد عن أيوب عن عكرمة عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد من الحائض شيئا ألقى على فرجها ثوبا وقال أبو داود أيضا « 270 » حدثنا القعنبي حدثنا عبد الله يعني ابن عمر بن غانم عن عبد الرحمن يعني ابن زياد عن عمارة بنغراب أن عمة له حدثته أنها سألت عائشة قالت إحدانا تحيض وليس لها ولزوجها إلا فراش واحد قالت أخبرك بما صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل فمضى إلى مسجده قال أبو داود تعني مسجد بيتها فما انصرف حتى غلبتني عيني فأوجعه البرد فقال ادني مني فقلت إني حائض فقال اكشفي عن فخذيك فكشفت فخذي فوضع خده وصدره على فخذي وحنيت عليه حتى دفيء ونام صلى الله عليه وسلم وقال أبو جعفر بن جرير حدثنا ابن بشار حدثنا عبد الوهاب حدثنا أيوب عن كتاب أبي قلابة أن مسروقا ركب إلى عائشة فقال السلام على النبي وعلى أهله فقالت عائشة مرحبا مرحبا فأذنوا له فدخل فقال إني أريد أن أسألك عن شيء وأنا أستحي فقالت إنما أنا أمك وأنت أبني فقال ما للرجل من امرأته وهي حائض فقالت له كل شيء إلا فرجها ورواه أيضا عن حميد بن مسعدة عن يزيد بن زريع عن عيينة بن عبد الرحمن بن جوشن عن مروان الأصفر عن مسروق قال قلت لعائشة ما يحل للرجل من امرأته إذا كانت حائضا قالت كل شيء إلا الجماع وهذا قول ابن عباس ومجاهد والحسن وعكرمة وروى ابن جرير أيضا عن أبي كريب عن ابن أبي زائدة عن حجاج عن ميمون بن مهران عن عائشة قالت له ما فوق الإزار « قلت » وتحل مضاجعتها ومؤاكلتها بلا خلاف قالت عائشة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرني فأغسل رأسه وأنا حائض وكان يتكيء في حجري وأنا حائض فيقرأ القرآن « خ 297 م 301 » وفي الصحيح « م 300 » عنها قالت كنت أتعرق العرق وأنا حائض فأعطيه النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فمه في الموضع الذي وضعت فمي فيه وأشرب الشراب فأناوله فيضع فمه في الموضع الذي كنت أشرب وقال أبو داود « 269 » حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن جابر بن صبح سمعت خلاسا الهجري قال سمعت عائشة تقول كنت أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم في الشعار الواحد وأنا حائض طامث فان أصابه مني شيء غسل مكانه لم يعده وإن أصابه يعني ثوبه شيء غسل مكانه لم يعده وصلى فيه فأما ما رواه أبو داود « 271 » حدثنا سعيد بن عبد الجبار حدثنا عبد العزيز يعني ابن محمد عن أبي اليمان عن أم ذرة عن عائشة أنها قالت كنت إذا حضت نزلت عن المثال على الحصير فلم تقرب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم تدن منه حتى تطهر فهو محمول على التنزه والاحتياط وقال آخرون إنما تحل له مباشرتها فيما عدا ما تحت الإزار كما ثبت في الصحيحين « خ 303 م 294 » عن ميمونة بنت الحارث الهلالية قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يباشر امرأة من نسائه أمرها فاتزرت وهي حائض وهذا لفظ البخاري ولهما « خ 300 م 293 » عن عائشة نحوه وروى الإمام أحمد « 4/342 » وأبو داود « 211 » والترمذي « 133 » وابن ماجه « 651 » من حديث العلاء بن الحارث عن حرام بن حكيم عن عمه عبد الله بن سعد الأنصاري أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يحل لي من امرأتي وهي حائض قال ما فوق الازار ولأبي داود أيضا « 213 » عن معاذ بن جبل قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عما يحل لي من امرأتي وهي حائض قال ما فوق الازار والتعفف عن ذلك أفضل وهو رواية عن عائشة كما تقدم وابن عباس وسعيد بن المسيب وشريح فهذه الأحاديث وما شابهها حجة من ذهب إلى أنه يحل ما فوق الإزار منها وهو أحد القولين في مذهب الشافعي رحمه الله الذي رجحه كثير من العراقيين وغيرهم ومأخذهم أنه حريم الفرج فهو حرام لئلا يتوصل إلى تعاطي ما حرم الله عز وجل الذي أجمع العلماء على تحريمه وهو المباشرة في الفرج ثم من فعل ذلك فقد أثم فيستغفر الله ويتوب إليه وهل يلزمه مع ذلك كفارة أم لا فيه قولان « أحدهما » نعم لما رواه الإمام أحمد « 1/230 » وأهل السنن « د 264 ت 136 س 1/153 جه 640 » عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم في الذي يأتي امرأته وهي حائض يتصدق بدينار أو نصف دينار وفي لفظ للترمذي « 137 » إذا كان دما أحمر فدينار وإن كان دما أصفر فنصف دينار وللامام أحمد أيضا « 1/367 » عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل في الحائض تصاب دينارا فان أصابها وقد أدبر الدم عنها ولم تغتسل فنصف دينار « والقول الثاني » وهو الصحيح الجديد من مذهب الشافعي وقول الجمهور أنه لا شيء في ذلك بل يستغفر الله عز وجل لأنه لم يصح عندهم رفع هذا الحديث فانه قد روى مرفوعا كما تقدم وموقوفا وهو الصحيح عند كثير من أئمة الحديث فقوله تعالى « ولا تقربوهن حتى يطهرن » تفسير لقوله « فاعتزلوا النساء في المحيض » ونهى عن قربانهن بالجماع مادام الحيض موجودا ومفهومه حله إذا انقطع قال الإمام أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل فيما أملاه في الطاعة وقوله « ويسألونك عن المحيض قل هوأذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن فاذا تطهرن فأتوهن من حيث » الآية الطهر يدل على أن يقربها فلما قالت ميمونة وعائشة كانت إحدانا إذا حاضت اتزرت ودخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في شعاره دل بذلك على أنه إنما أراد الجماع وقوله « فاذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله » فيه ندب وإرشاد إلى غشيانهن بعد الاغتسال وذهب ابن حزم إلى وجوب الجماع بعد كل حيضة لقوله « فاذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله » وليس له في ذلك مستند لأن هذا أمر بعد الحظر وفيه أقوال لعلماء الأصول منهم من يقول إنه على الوجوب كالمطلق وهؤلاء يحتاجون إلى جواب ابن حزم ومنهم من يقول إنه للاباحة ويجعلون تقدم النهي عليه قرينة صارفة له عن الوجوب وفيه نظر والذي ينهض عليه الدليل أنه يرد عليه الحكم إلى ما كان عليه الأمر قبل النهي فان كان واجبا فواجب كقوله « فاذا أنسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين » أو مباحا فمباح كقوله « وإذا حللتم فاصطادوا » « فاذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض » وعلى هذا القول تجتمع الأدلة وقد حكاه الغزالي وغيره فاختاره بعض أئمة المتأخرين وهو الصحيح وقد اتفق العلماء على أن المرأة إذا انقطع حيضها لا تحل حتى تغتسل بالماء أو تتيمم إن تعذر ذلك عليها بشرطه إلا أن أبا حنيفة رحمه الله يقول فيما إذا انقطع دمها لأكثر الحيض وهو عشرة أيام عنده إنها تحل بمجرد الانقطاع ولا تفتقر إلى غسل والله أعلم وقال ابن عباس « حتى يطهرن » أي من الدم « فإذا تطهرن » أي بالماء وكذا قال مجاهد وعكرمة والحسن ومقاتل بن حيان والليث بن سعد وغيرهم-وقوله « من حيث أمركم الله » قال ابن عباس ومجاهد وغير واحد يعني الفرج قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس « فأتوهن من حيث أمركم الله » يقول في الفرج ولا تعدوه إلى غيره فمن فعل شيئا من ذلك فقد اعتدى وقال ابن عباس ومجاهد وعكرمة « من حيث أمركم الله » أي أن تعتزلوهن وفيه دلالة حينئذ على تحريم الوطء في الدبر كما سيأتي تقريره قريبا إن شاء الله تعالى وقال أبو رزين وعكرمة والضحاك وغير واحد « فأتوهن من حيث أمركم الله » يعني طاهرات غير حيض ولهذا قال « إن الله يحب التوابين » أي من الذنب وإن تكرر غشيانه « ويحب المتطهرين » أي المتنزهين عن الأقذار والأذى وهو ما نهوا عنه من إتيان الحائض أو في غير المأتي وقوله « نساؤكم حرث لكم » قال ابن عباس الحرث موضع الولد « فأتوا حرثكم أنى شئتم » أي كيف شئتم مقبلة ومدبرة في صمام واحد كما ثبتت بذلك الأحاديث قال البخاري « 4528 » حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن ابن المنكدر قال سمعت جابرا قال كانت اليهود تقول إذا جامعها من ورائها جاء الولد أحول فنزلت « نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم » ورواه مسلم وأبو داود « 21673 » من حديث سفيان الثوري به-الأحاديث الواردة في قوله تعالى « فأتوا حرثكم أنى شئتم » -وقال ابن أبي حاتم حدثنا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا ابن وهب أخبرني مالك بن أنس وابن جريج وسفيان بن سعيد الثوري أن محمد بن المنكدر حدثهم أن جابر بن عبد الله أخبره أن اليهود قالوا للمسلمين من أتى امرأة وهي مدبرة جاء الولد أحول فأنزل الله « نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم » قال ابن جريج في الحديث فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مقبلة ومدبرة إذا كان ذلك في الفرج وفي حديث بهز بن حكيم بن معاوية بن حيدة القشيري عن أبيه عن جده أنه قال يا رسول الله نساؤنا ما نأتي منها وما نذر قال حرثك ائت حرثك أنى شئت غير أن لا تضرب الوجه ولا تقبح ولا تهجر إلا في البيت الحديث رواه أحمد « 5/3 » وأهل السنن « د 2143 س كبرى تحفة 8/11385 » حديث آخر قال ابن أبي حاتم حدثنا يونس أخبرنا ابن وهب أخبرني ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن عامر بن يحيى عن حنش بن عبد الله عن عبد الله بن عباس قال أتى ناس من حمير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألوه عن أشياء فقال له رجل إني أجب النساء فكيف ترى في فأنزل الله « نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم » ورواه الإمام أحمد حدثنا يحيى بن غيلان حدثنا رشدين حدثني الحسن بن ثوبان عن عامر بن يحيى المغافري عن حنش عن ابن عباس قال أنزلت هذه الآية « نسائكم حرث لكم » في أناس من الأنصار أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه فقال النبي صلى الله عليه وسلم إئتها على كل حال إذا كان في الفرج « حديث آخر » قال أبو جعفر الطحاوي في كتابه مشكل الحديث « 6118 » حدثنا أحمد بن داود بن موسى حدثنا يعقوب بن كاسب حدثنا عبد الله بن نافع عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري أن رجلا أصاب امرأة في دبرها فأنكر الناس عليه ذلك فأنزل الله « نساءكم حرث لكم » الآية ورواه ابن جرير عن يونس عن يعقوب ورواه الحافظ أبو يعلى الموصلي عن الحارث بن شريح عن عبد الله بن نافع به « حديث آخر » قال الإمام أحمد « 6/305 » حدثنا عفان حدثنا وهيب حدثنا عبيد الله بن عثمان بن خيثم عن عبد الله بن سابط قال دخلت على حفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر فقلت إني سائلك عن أمر وإني أستحيي أن أسألك قالت فلا تستح يا ابن أخي قال عن إتيان النساء في أدبارهن قالت حدثتني أم سلمة أن الأنصار كانوا يحبون النساء وكانت اليهود تقول إنه من أحبى امرأته كان ولده أحول فلما قدم المهاجرون المدينة نكحوا في نساء الأنصار فأحبوهن فأبت امرأة أن تطيع زوجها وقالت لن تفعل ذلك حتى آتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخلت على أم سلمة فذكرت لها ذلك فقالت اجلسي حتى يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما جاء رسول الله صلى عليه وسلم استحت الأنصارية أن تسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرجت فسألته أم سلمة فقال ادعى الأنصارية فدعتها فتلا عليها هذه الآية « نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم » صماما واحدا ورواه الترمذي « 2979 » عن بندار عن ابن مهدي عن سفيان عن أبي خيثم به وقال حسن « قلت » وقد روي من طريق حماد بن أبي حنيفة عن أبيه عن ابن خيثم عن يوسف بن ماهك عن حفصة أم المؤمنين أن امرأة أتتها فقالت إن زوجي يأتيني مجبية ومستقبلة فكرهته فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لابأس إذا كان في صمام واحد « حديث آخر » قال الإمام أحمد « 1/297 » حدثنا حسن حدثنا يعقوب يعني القمي عن جعفر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال جاء عمر بن الخطاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول هلكت قال ما الذي أهلكك قال حولت رحلي البارحة قال فلم يرد عليه شيئا قال فأوحى الله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية « نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم » أقبل وأدبر واتق الدبر والحيضة ورواه الترمذي « 2980 » عن عبد بن حميد عن حسن بن موسى الأشيب به وقال حسن غريب وقال الإمام أحمد « 1/268 » حدثنا يحيى بن غيلان حدثنا رشدين حدثني الحسن بن ثوبان عن عامر بن يحيى المعافري عن حنش عن ابن عباس قال أنزلت هذه الآية « نساؤكم حرث لكم » في أناس من الأنصار أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه فقال النبي صلى الله عليه وسلم آتها على كل حال إذا كان في الفرج وقال الحافظ أبو يعلى « ليس في المطبوع » حدثنا الحارث بن شريج حدثنا عبد الله بن نافع حدثنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد قال أثفر رجل امرأته على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا أثفر فلان امرأته فأنزل الله عز وجل « نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم » قال أبو داود « 2164 » حدثنا عبد العزيز يحيى أبو الأصبغ قال حدثني محمد يعني ابن سلمة عن محمد بن إسحاق عن أبان بن صالح عن مجاهد عن ابن عباس قال إن ابن عمر قال والله يغفر له أوهم إنما كان أهل هذا الحي من الأنصار وهم أهل وثن مع أهل هذا الحي من يهود وهم أهل كتاب وكانوا يرون فضلا عليهم في العلم فكانوا يقتدون بكثير من فعلهم وكان من أمر أهل الكتاب لا يأتون النساء إلا على حرف وذلك أستر ما تكون المرأة فكان هذا الحي من الأنصار قد أخذوا بذلك من فعلهم وكان هذا الحي من قريش يشرحون النساء شرحا منكرا ويتلذذون بهن مقبلات ومدبرات ومستلقيات فلما قدم المهاجرون المدينة تزوج رجل منهم امرأة من الأنصار فذهب يصنع بها ذلك فأنكرته عليه وقالت إنما كنا نؤتى على حرف فاصنع ذلك وإلا فاجتنبني فسري أمرهما فبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله « نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم » أي مقبلات ومدبرات ومستلقيات يعني بذلك موضع الولد تفرد به أبو داودويشهد له بالصحة ما تقدم له من الأحاديث ولا سيما رواية أم سلمة فانها مشابهة لهذا السياق وقد روى هذا الحديث الحافظ أبو القاسم الطبراني « كبير 11097 » من طريق محمد بن إسحاق عن أبان بن صالح عن مجاهد قال عرضت المصحف على ابن عباس من فاتحته إلى خاتمته أوقفه عند كل آية وأسأله عنها حتى انتهيت إلى هذه الآية « نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم » فقال ابن عباس إن هذا الحي من قريش كانوا يشرحون النساء بمكة ويتلذذون بهن فذكر القصة بتمام سياقها وقول ابن عباس إن ابن عمر والله يغفر له أوهم كأنه يشير إلى مارواه البخاري « 4526 » حدثنا إسحاق حدثنا النضر بن شميل أخبرنا ابن عون عن نافع قال كان ابن عمر إذا قرأ القرآن لم يتكلم حتى يفرغ منه فأخذت عنه يوما فقرأ سورة البقرة حتى انتهى إلى مكان قال أتدري فيم أنزلت قلت لا قال أنزلت في كذا وكذا ثم مضى « 4527 » وعن عبد الصمد قال حدثني أبي حدثنا أيوب عن نافع عن ابن عمر « فأتوا حرثكم أنى شئتم » قال أن يأتيها في هكذا رواه البخاري وقد تفرد به من هذه الوجوه وقال ابن جرير حدثني يعقوب بن إبراهيم حدثنا ابن علية حدثنا ابن عون عن نافع قال قرأت ذات يوم « نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم » فقال ابن عمر أتدري فيم نزلت قلت لا قال نزلت في إتيان النساء في أدبارهن وحدثني أبو قلابة حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث حدثني أبي عن أيوب عن نافع عن ابن عمر « فأتوا حرثكم أنى شئتم » قال في الدبر وروى من حديث مالك عن نافع عن ابن عمر ولا يصح وروى النسائي « كبرى 8981 » عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم عن أبي بكر بن أبي أويس عن سليمان بن بلال عن زيد بن أسلم عن ابن عمر أن رجلا أتى أمرأته في دبرها فوجد في نفسه من ذلك وجدا شديدا فأنزل الله « نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم » قال أبو حاتم الرازي لو كان هذا عند زيد بن أسلم عن ابن عمر لما أولع الناس بنافع وهذا تعليل منه لهذا الحديث وقد رواه عبد الله بن نافع عن داود بن قيس عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن ابن عمر فذكره وهذا محمول على ما تقدم وهو أنه يأتيها في قبلها من دبرها لما رواه النسائي « كبرى 8978 »
| |
|
| |
| تفسير سورة البقره | |
|